عين ثالثة؟ مصعب حسونة والأطفال، وصناعة الأفلام!!...

عين ثالثة؟ مصعب حسونة والأطفال، وصناعة الأفلام!!...


08-24-2016, 10:17 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=490&msg=1472030267&rn=0


Post: #1
Title: عين ثالثة؟ مصعب حسونة والأطفال، وصناعة الأفلام!!...
Author: عبدالغني كرم الله
Date: 08-24-2016, 10:17 AM

10:17 AM August, 24 2016

سودانيز اون لاين
عبدالغني كرم الله-
مكتبتى
رابط مختصر

.
.
عين ثالثة؟
الأطفال، وصناعة الأفلام
(عرض 14فيلم بعد دورة المبادرة المكثفة)

.
مدخل حي:

[(عليك الله، في حرامي بمشي كدة؟ طق طاق، طق طاق؟؟ والله لو كان ناس البيت اهل الكهف، كان صحو،)!!. .
(يااااخي نعيييييييد المشهد، ياااااخي أمشئ زي الكديسة "القطة"، ايوة الكديسة الجعانة الدايرة تهجم على فار، أو زي مشي دبيب النمل، الحرامي بحلق عديييل من الخوف، كرعينو "قدميه"، ما بتلمس الواطة "الارض"، من الحذر،.. ).

يعاد المشهد، ترجع المخرجة الصغيرة وراء كاميرا تمد بوذها الاسود الفضولي، مثل فك قرد، تجاه الحرامي الذي "تلب "قفز"، من الحيطة"،.

تصيح بأعلى صوت، الاعشاب حولها رجفت واقشعرت، (آآآآكشن):
يمشئ الحرامي، كما نمشي في الحلم، "كأننا في صمغ، لم؟ لا ادري، ولو مطاردك أسد"، يمشي الحرامي بخطى اخف من الصمت، وهي تراقبة بالعين الزجاجية التي لا تضل ولا تنسى، تلكم العين التي تعيد المشهد، بعد حين، الخالق الناطق..، صورت رجلية فقط، ومن قبل صورت حائط، وبغته ظهرت أيدي تتسلقه، ثم صورت وجه يتفحص البيت بحذر وحرص، تصور مشهد أخير في البدء، ومشهد افتتاحي في النهاية، "عجبى من خلق الحياة في السينما، يموت الأنسان قبل أن يولد"، ما اعجبها. .

"براااااافو"، صاحت الطفلة، وهي تمسك الحرامي، لا لتسجنه، بل تهنئه، على السرقة، وأجادتها، ، وهو ينطط، سعيدا، تحتضنه المخرجة "؟"، أعلى إجادة الدور ؟ أم سرقة الدور؟ كما هنئت الاعشاب على الصمت وتمثيل الدور تحت ارجل الحرامي اجمل ما يكون]

(من بروفات تصوير احد افلام المبادرة)


ثلاثة عيون في رأس طفل؟!.
أما تكفي تلكم العيون إلالهية لصنع الدهشة في رؤؤس الأطفال؟، حتى تخلق المبادرة عين ثالثة لهم؟ ثلاثة عيون؟ في وجوه صغيرة وبرئية؟ فيتسع سحر الفن، والفكر والصرامة الاكاديمية المرحة في بالهم الغض، وتحوم عيونهم الفضولية مستكشفة وقائع الحياة وبركاتها وجماليتها الفذة وهفواتها عبر "عين زجاجية"، كاميرا الأفلام، التي تصور مواطن دهشتهم، وتطلعاتهم، وشكواهم، وحلمهم؟.

تلكم حسنات المبادرة التي جناها الاطفال، وسبرها الاهل والجمهور، حقا، لا مجاز، ومن ضمنهم الطفل محمود "مثلا"، كان كعادته يخطف الموبايل من خالاته في قلب العرس، (وهن خجلات في استرداده، يعرف من أين يؤكل الكتف، ومتى)، ويصور كيفما اتفق، بعض من وجه، وبعض من ذيل ثوب، أو يصور الارجل بكاميرا مهتزة، كأن الارجل غرقى في جردل ماء، ولكن في ظرف اسبوع من المبادرة، صار فنان عظيم، بمعنى الكلمة، يصور قطرات الندى على الزهر، أو يضع في اطار اللوحة غيمة راحلة فوق الدار، أو يصنع "وهذا ما جرى"، "مع أخته"، فيلم عن بيع جامعة الخرطوم، "بأييفون والدته، أي والله، وقد صنع موسيقى، وحوار وسيناريو، وتقمص دور فتى يدرس بالجامعة، ماذا جرى لهم؟ واي عرش للصنعة والاتقان جلبته لهم بلقيس المبادرة؟

كيف لطفل ان يصغي لحوار جدته مع صويحباتها، كي يعرف كيف يخلق الواقع المعيشي السيناريو، ويتابع وجه وهم بائعة شائ، كي يدرك هموم الحياة في ذلكم الصدر الحزين، ويصورها في افلامه، وكيف حامت عينهم الثالثة "الزجاجية"، حول هموم صنع الازيارة، أو ماساة فتى "الدرداقة"، أو توقف عجلات القطار حول قلب الوطن، أو زواج طفلة، أو البحث عن "ميدان"، للعب كرة القدم ولو غرفة نوم، أو سطح عمارة.

ثمار كثر، قطفها الاطفال من مبادرة "حسونة"، أي مبادرة تدريب الأطفال لصناعة الفيلم، والتي امتدت شهرا كاملا، في الحديقة الدولية، البيت السويدي، بمنهاج متكامل، عملي، صارم، ومرح، وفرته تلكم القدرات الحكيمة في التعامل مع الاطفال التي وهبتها الطبيعة لحسونة، وسربه، (مع الحب، والتأهيل الأكاديمي، والرغبة الأصيلة، والحلم)، خلال موسيم ثان خلاق، في البدء شككت هل بمقدور الاطفال الالمام بتقنيات التصوير والمطلحات الصعبة، والتعامل مع الكاميرات الرقمية، وكتابة القصة والسيناريو، والمونتاج، والتصوير والتمثيل؟
بعد اسبوع فقط، لا أكثر، شككت في تصوري لهم، وغلطتي، فهم أكبر مما نتصور في الاستيعاب، والألمام، عيونهم تقول هل من مزيد؟ من يعرف الطفل وقدراته؟ لا أحد.
تسمع في حوش البيت السويدي الاخضر، العد التنازلي، ثلاثة، اثنين، واحد "أكشن"، وعيون الكاميرا ممدوة للتصوير وأمامها اطفال وازياء وحكايات متنوعة، من صلب الحياة، اليست الحياة هي الفيلم الأكبر؟ الم تلاحظوا، بأن الحياة "نفسها"، تصرخ بلاصوت، كشان سرها، في كل آن، "أكشن"، كي نكون "كلنا"، ابطالا في فيلم حياتنا، في كل لحظة؟
من يعرف المشهد المقبل؟ مهما سمى خياله؟ والذاكرة أليست شاشة في القلب؟ والخيال، أليس شاشة عذبة في العقل؟.

هذه العين الثالثة، الزجاجية، السحرية، ترى الاحلام، والهموم، والطموحات، وتصورها، فقد صنع الاطفال 14 فيلم، من تصوير، ومونتاج، واخراج، تنوعت بين الشخصي والعام والحلم، والامتعاض"، لم لم يسر"، "منحة"، نريد ملعبا، الهبوط للهاوية، نساء الزير، فتيات الاستوب، بيع جامعة الخرطوم،.

اذن علموا اطفالكم صنع الافلام.

عبدالغني كرم الله
كاتب، روائي


(مقدمة الكتيب، المبادرة)...