حسن بركة وزيت الطعمية

09:45 AM July, 25 2016

سودانيز اون لاين
انور الطيب- على مرمى حجر من النيل
مكتبتى
رابط مختصر

"ملكٌ جبينُك تحت ظلِ العرشِ
والأقدامُ ثابتةٌ بقيعانِ السهول
وعرفت أنك كوكبٌ
يمشي غريبا في الحياة ولا يُرى
قبل الأفول" ..
عبد القادر الكتيابي

إهداء لأصحاب القلوب الشفيفة
الذين احتملوا ما رأوا ثم رأوا فوق ما احتملوا
فعاشوا بيننا كالغرباء
ولم نعرف قيمتهم إلا بعد فراقهم ...
فطوبى لهم
حسن بركة وزيت الطعمية ..... أنور الطيب المهل
وأنا طفل صغير بين السابعة والعاشرة أمشي في حواري وحارات الحلفاية أذكر جيدا ملامح حسن بركة بل لا يفارق مخيلتي أينما ذهبت، رجل بسيط درويش أحببته وبحبه أحببت كل البسطاء والدروايش قدم للحلفاية من مكان ما غير معروف للكثيرين، بعضهم يقول أنه أتى من ولاية نهر النيل أو الولاية الشمالية ، وبعضهم يقول إنه من بربر ، وبعضهم يظن أنه من شرق النيل وبعضهم يربطه بأسرة بعينها من الحلفاية ، وقد لا نعرف له أصلا ولكن كلنا نعرف أنه نزل علي الحلفاية كملك تدلى من السماء بأمر رباني وغادرها بنفس الأمر و لربما مكث معنا زمانا قد يتجاوز العقدين أو قد يزيد ... الكل يعرفه ويعرف ملامحه يبدو لي كزين الطيب صالح غير أن كبده لم تتلوع بأي واحدة من بنات عمدها الجميلات ولا أي بنت مهما اتضح جمالها أو افتضحت أنوثتها.
حسن بركة مربوع القامة وجهه مستدير ابتسامته لا تغادر ثغره ، صوته به شيء من رخامة ويبدو على جسمه شيء من سمنة غير مفرطة عجبا رغم أنه يمشي على أرجله المسافات الطوال بكل فرقان الحلفاية من الحي الأول مرورا بفريق البلد ، فريق الزمازمة فريق حاج أحمد فريق شيلة فريق الشايقية فريق القطاطي ويختم بحي اللاسلكي الذي كان يمثل آخر الأحياء إنشاء وموقعا من الناحية الجنوبية . ملابسه لا يمكن وصفها بالمتسخة ولا بالنظيفة ، لا المكرفسة ولا المكوية رغم أنها اختلطت بعرقه الزاكي خاصة الجزء الأعلى منها كالعراقي ترتسم عليه خرائط طوبوغرافية رسمت تعرجاتها بالملح الأبيض المتجفف من العرق عليها وليس لتطابق الألوان عنده معنى قد يلبس " عراقيا" باللون الأزرق وسروالا طويلا باللون الأبيض .. ولكن معظم ملابسه من الدمورية الخشنة يلبس دائما طاقية يغطي بها رأسه أظن أنه أصلع ولكنه يبدو حليق الرأس عندما يخرج طاقيته من رأسه ليجفف بها عرقه ...غير مبال بأن يتسخ وجهه ببقايا مما في يده من تراب ، رمل أو فحم على ماكان يعمل عليه آخر لحظة.
يناديه البعض ليشفط مياه الحمامات الممزوجة بصابون الميزاب " الفنيك " االقادم من شندي ذو الرائحة القوية والمفعول المطهر لم نكن نعرف وقتها كثيرا صابونا للحمام غيره ولذلك لم يشكو أحد ا منا من حساسية ، طفح جلدي أو أكزيما ... أما في الخريف فيرتق ما تفتق من الأسقف القديمة فيرفع بعض التراب ويساوي أسقف المنزل وميلانها ولكنه يحتاج إلى من يوجهه فهو لا يحسن أداء الأشياء بمفرده دون توجيه ولكنه مستعد لتقبل أي توجيه .. لا يعرف قول لا بل "حاضر "حاضرة عنده دائما ولذلك لا يمكن أن يغضب منه أحد ونشك دونن تردد في أخلاق من يغضب منه حسن بركة .
بعض النسوة يقمن بإرساله للسوق لشراء بن حبشي ، وربما بعض الخضر ، غالبا ما يرسلنه لتكملة أشياء للمنزل أو لغرض طارئ لم يكن النساء وقتها يكتبن احتياجاتهن في الأوراق لأزواجهن ، أولادهن أو حتى لحسن بركة وإنما يستعضن عن ذلك بترديد الطلبات وربطها بالبائعين ... فيقلن له :لا تنسى الشطة من مقار والدقيق من عمر بتاع الطاحونة واللحمة من صباحي والطايوق من عباس والطماطم من موسليني والفسيخ من الراكز الله والرغيف من شاور . والدكوة من حليمة الفلاتية أظن أنها كانت طريقة ذكية لتذكر الأشياء إذ تربطها بأشخاص معروفين لدى الجميع في سوق الحلفاية وهي نوع بسيط من البرمجة العصبية الذكية التي لا تحتاج من النساء ، الرجال أو الأطفال أو حتى حسن بركة في ذلك الوقت لورشة تدريب ...وآخر وصية يقلنها له لا تتأخر يا حسن بركة عليك الله لا تتآخر عليك الرسول لا تتأخر وهذه الآخيرة كافية لأن يجتهد في عدم التأخر ولكنه لا يستطيع أن يفي بوعده بسبب الأطفال الذين يقابلونه في الطريق يسألونه عن كيفية عمل محرك الطائرة حتى تطير بهم أو به إلى السعودية ... السعودية كانت تعني للجميع مكة والمدينة المنورة بل كثير من النساء والرجال يقولون بأنهم نووا الذهاب للحجاز ... أو إلى منى ولا يذكرون السعودية ولكن كان الأطفال يذكرونها لحسن بركة ...
لا يسأل حسن بركة عن أجر أي عمل يقوم به إذ يرضى بما يقدم إليه من أجرة ملابس قديمة وجبة خفيقة أو ثقيلة كوب أو كوبين من الشاي كل الأموال لا تعنيه في شيء ، فيضعها في جيبه الكبير من جلابيته االتي تبدو كالملونة من جزيئات الملح المتبخرة من عرقه الطاهر لا ينظر إلى عطيته كولي من أولياء الله أنفق في سره ولا يريد افتضاح أمر نفقته فيضع ما يأتيه من أموال دائما في جيبه دون النظر إليه ويضحك ضحكته المشهورة بصوته الرخيم ويدعو دعوات صادقات لمن كافأه لكنه قليلا ما كان يرفع يديه للسماء ولكن كل دعواته مباشرة و خالصة من القلب محظوظ حقا من صادفته دعوات حسن بركة.
كان أبي خالد الميز يعيره إهتماما خاصا إذ يظن أنه ولي من أولياء الله الصالحين كنبي الله الخضر أتى بخير كثير من الله وكما أتى كفيئ يستظل به دون خشخشة سوف يذهب بنفس الهدوء في يوم ما ولذلك يقول أن هذه فرصة يجب أن لا تفوت ويقول لمثل هؤلاء عرايا القلب فلننفق أموالنا ولنطعم طعامنا ، بعد أن إنتقلنا من منزلنا العتيق من فريق حاج أحمد إلى اللاسلكي بدأ حسن بركة يعرف طريقه إلينا من مدرسة المعهد طريقا واحدا لا إلتواء فيه قرابة الكيلومتر طولا كان الصبية وقتها يسمونه بشارع الحب ولطالما مشى فيه الأحبة وهم يتسامرون على طول هذا الشارع الجميل وبعدها أطلق عليه اسم بشير كمبال ولا فرق عندي فآل كمبال بالحلفاية وكل شايقية الحلفاية هم رمز للحب والمحبة فهم أناس مسالمون متعلمون واعتلوا مناصب كبيرة في الدولة في ذلك الزمان كان للحلفاية تسع وزراء ورئاسة نادي الهلال والمريخ .
يفرح جدي خالد دائما بقدومه إلينا ويوكل إليه بعض الأعمال التي قد لا يكون محتاجا إليها ولكنه يفتعلها طالما وصل حسن بركة إلى منزلنا عندما يأتينا في اللاسلكي كانت هنالك مزيرة كبيرة في الخارج يشرب منها حسن بركة بنهم شديد وكنا نظن أنه سوف يشرب الزير كاملا ولكنه يخذلنا بشربه لكوب أو اثنين ولكنك تشعر تماما بأنه استمتع بما شرب من ماء ويحمد الله عليه. كان أيضا له إعتبار خاص لأبي الطيب المهل إذ كلما يقابله يسلم عليه سلاما حارا ويقول له مبتسما مع ضحكة خفيفة " أمي بتسلم عليك " فيرد عليه أبي : " الله يسلمك ويسلمها " فيفرح بهذا الرد كثيرا .
في شارع الحب إلى منزل خالد الميز إلى الطريق المؤدي إلى اللاسلكي يمر حسن بركة بمعالم وأعلام لا يمكن أن تمحى من ذاكرة أبناء الحلفاية المتقدة وخاصة الجزء الشمالي من الحلفاية شمال شارع الردمية وإلى محطة المايكروويف بالللاسلكي ولا من قلب حسن بركة العريان في رحلته اليومية يمر حسن بركة بمنزل بشير الحسن رئيس نادي المريخ المنزل الوسيع الرحب الملئ بالخضرة والجمال وعلى أطرافه تتدلى أشجار الجهنمية ذات الورود الحمراء والبيضاء
ثم منزل السفير اللواء صلاح الدين حامد منزل بني من طابقين ودهن باللون الرمادي مع بعض الخطوط البيضاء في أطراف الحيطان وبه كثير من الأشجار ولكن يصعب رؤيتها لأنه ربما السور الوحيد المبني بالطوب أما بقية الأسوار فهي من سلك شائك محاط بأشجار الحناء أو الأركويت كانت هي الأشجار المتاحة للتسوير .. والتي تتحلق عليها كثير من الفراشات وبعض الحشرات التي تبدو كطائرات الهيلوكوبتر كنا نسميها الدردخان ارتبط الدردخان بأشجار الحناء ذات الرائحة الجميلة خاصة في أوقات الأصيل. ثم يلحظ منزل العم يونس العوض الصديق الشخصي لخالد الميز نعرفه بعربة بيدفورد كبيرة تقف أمامه يقودها يونس العوض في رحلته اليومية للسكة حديد ...عندما كانت السكة حديد هي السبيل الوحيد لمجيء البضائع من عطبرة أو بورتسودان .. عم يونس العوض يحب حسن بركة كذلك ويحسن إليه ثم يمر حسن بركة بسرايا حامد باشا سرايا كبيرة تستوعب أي مناسبة تقام إن كانت دعاية إنتخابية عرس فخيم أو حزن فاجع وفيها بعض أشجار التمر هندي التي يأتي الأطفال إليها ليقطفونه ويستمتعون بأكله وإن طالت الأشجار يستخدمون بعض الجبادات وهي عبارة عن عصا طويلة من القنا ثبت في آخرها سلك معكوف يسهل عليهم اقتطاف ثمار التمر هندي ثم يمرون بعدها بمزيرة عثمان عبيد ليشربوا كثيرا من الماء بعد أكل التمر هندي وربما يدخلون إلى داخل المنزل ويطلبون الماء إن لم يجدوا في الأزيار نصيبا ...ثم يمرون بمجموعة من الأقباط المجاورين له كل هذا وأعين الأطفال تترقب حسن بركة في هذا الطريق
ثم يمر حسن بركة بسرايا العمدة بشير ،أحمد علي وعندما يذكر العمدة بشير يذكر عكير الدامر ويا مولاي آه من غلبي من النارو حرقت قلبي يا مولاي يا مولاي بشكيلك شقاي وغلبي , وهي من الرباعيات التي تشاركها أكثر من شاعر بما فيهم علاء الدين أحمد علي.
ثم يمر الأطفال تابعين حسن بركة إلى سرايا حسن محمد صالح المك .ما أظن أن هنالك منزلا أعجبني في حياتي كسرايا حسن محمد صالح المك . هذه السرايا يمكنك النظر إلى داخلها عبر سورها الكبير المحاط بالأشجار فكلما رأيت شيئا تريد أن تستزيد وكأنما سرايا استنسخت من الريف البريطاني كل من يمر بهذه السرايا بما فيهم حسن بركة يتوقف قليلا ليمتع نفسه بالممر الطويل هذا الممر كان به مجموعة من السيارات الكلاسيكية لا أذكر عددها ولكنها لا تقل عن الخمس سيارات بأي حال من الأحوال ...هذا الممر عرش بمتسلقات مختلفة من ضمنها العنب العنب المغطى بأكياس الدمورية حفاظا عليه من تطفل الطيور التي كانت تملأ هذه السرايا كل أنواع الطيور كانت تأتي لهذه السرايا وسرايا اللواء حسن بشير المجاورة ولا يمكنك أن تمنع نفسك من الإستمتاع بصوت الطيور وهي عائدة عند المغيب لأشجار البان والموالح على هذه السرايا رغم الضجيج إلا أن لصوت الطيور حب خاص للجميع فيها جميع أنواع الأشجار وجميع أنواع الطيور وربما تصادف طاووسا في الداخل لم نكن نعاني كثيرا في الدخول إلى كل السرايات المجاورة لنا قد يقسو الغفير علينا بعض الشيء ولكن عندما يأتي أي فرد من أفراد المنزل ندخل لهذه السرايا ونحب كل مافيها ومن فيها إلا الغفير الذي يغضب عندما تسير الأمور على عكس ما يريد فيشتاط غضبا نلحظه على وجهه الكالح لحظتها.
حسن بركة والأطفال حوله يمرون بكل الفسحات المجاورة لسرايا حسن محمد صالح المك ثم سرايا اللواء حسن بشير نصر ومدرسة حسن بشير نصر المسورة بشجيرات العوير ذات الورود البيضاء.
وبين سرايا حسن بشير وسرايا حامد صالح المك يتعبق المكان بعبير الزهور وأصوات الطيور المختلفة وربما تخيفك بعض الكلاب الشرسة المجنزرة على طرف من هذه السرايات ولكنها قيدت بسلاسل من حديد ووضعت على بيوت من حديد كذلك مما يجعلنا مطمئنين أنها لن تؤذينا وإن زاد نبيحها لوجود غريب بيننا ولكني لا أظن أنها تنبح أبدا في حسن بركة.
كان حسن بركة يقوم بأي عمل يوكل إليه .. نقل أكوام روث الأبقار وخلطها بالطين وتخميرها ليترك تزيين منازل الجالوص بها لآخرين محترفين فهو ليس بالمهارة التي تؤهله لذلك أو ربما يقوم بنقل أكوام الرمل البيضاء قبيل أيام العيد أو عند المناسبات يفرشها على البيوت ويرشها بالماء ....وهو يفعل ذلك قد ينام على هذه الرمال إن وجد ظلا مناسبا يعلوها ...فيغفو قليلا ثم يواصل مسيرة عمله قد يستغرق يوما أو يومين في نقل كوم الرمل الواحد ليس لأنه كسلانا لكن الأطفال يحومون حوله كفراشات حائرة تبحث عن رحيق عنده . فيعرقلونه عن إنجاز مهامه في وقتها .
بعضهم يكتفي بمناداته حسن بركة وبعضهم يتقدم إليه ليسسأله السؤال المعهود عن كيف تطير الطائرة إلى السعودية دون تردد يجيب " " قايلني ما عارف " ويسكت عن الإجابة ثم يصر الأطفال على نفس السؤال فيرفع صوته بثقة ليجيبهم بزيت الطعمية فيضحك الأطفال من هذه الإجابة ويكررون السؤال بم تتحرك الطائرة إلى السعودية ويردد نفس العبارة " قايلني ما عارف " ثم يرفع صوته بثقة زائدة ليقول بزيت الطعمية ويضحك الأطفال ويبدأون في الجدال بينهم إن كانت الطائرة المتجهة إلى السعودية تتحرك بزيت الطعمية يصدق بعضهم ويكذب بعضهم ولكنهم كلهم متفقون في الفرح الذي بثه حسن بركة إلى نفوسهم البريئة وبالتواجد معه فهو ملاك مثلهم ولكنهم أقل درجة منه الأطفال أبرياء ويتحدثون مع حسن بركة بكل أريحية لا أظن سألناه يوما عن موطنه أو زوجته أو أولاده ولا ندري إن كان له زوجة أم لا كما أتى كملاك متدل من السماء رحل بهدوء تام لا ندري كيف ولكن ظل سؤالنا المحبب إلى قلوبنا إلى حسن بركة عن الوقود الذي يحرك الطائرة إلى السعودية ولا ندري إن كانت الإجابة زيت الطعمية أو تبدلت عنده ويقيني سوف يأتي يوم تستخدم فيه الطائرات زيت الطعمية فالأمر كله طاقة تحرك هذه الطائرة كالطاقة التي حركت حسن بركة كل هذه السنين في حلفاية الملوك.
حلفاية الملوك
العشرون من يوليو 2015

نص جميل جدا
عشت الشخوص والامكنة وكاني طفت بتلك السرايا وجالست حسن بركة لروعة الوصف والسرد


تحياتي بلا حدود

بوست مريح يا أنور الطيب فيهو تكريم للناس الطيبين وللحلفايا
شكرا للإمتاع

*** شكرا مقدر.... نص جميل يتضمن مجموعة قيم أقلها وفاء الكاتب .

سردجميل جدا يوحي بان الكاتب يتمتع بملكة لا نهائية في فن الابداع الكتابي متعك الله بعقلك النير وامتعتنا معاك بما تكتب انور الطيب الرائع الجميل جدا

الأخ ناصر حسين محمد شكرا لمعايشتك الشخوص واستلطافك للنص وأظننا نلتقي في أشياء أهمها فول تبوري في كوستي وإرتباطنا بالعمل الإنساني .. الأخ معاوية الزبير شكرا لمرورك وأظن أن الأريحية في هذا البوست أتت من الشخصية المركزية فيه حسن بركة فهو شخص مبارك أينما حل متعك الله بالصحة والعافية و دمت بالف خير وفي الدوحة لنا أهل كثر كما أنه قيل لنا أن أصول جدتنا لابينا من الجزيرة مقرات ربما يكون هنالك صلة رحم بيننا ولا ندري ... الأخ الطيب عثمان يوسف ، شكرا لك و أنت تستقطع جزءا من زمنك الغالي لقراءة النص ... بعض محطاتك هي محطاتي ، بحري الأميرية التي لي فيها زملاء كثر والخرطوم بحري الحكومية التي لعبت دورا في تكوين شخصيتي ...الأخ قاسم الأمين عبود شكرا لكلماتك الطيبة الرائعة في حقي وأظنك أعطيتين أكثر من حقي .لكم محبتي وتقديري على الدوام .. ....

تشكر انور
الكتابة عن الناس البسطاء تبهجني فهي تضئ لنا ما كنا نجهله ..
النص جميل وملئ بالحب والشجن
لعلهم كانوا ينتشرون في كل بقاع السودان في كل مدينة منهم واحدا ينثر الحب
فلنا في كوستي عبدالرحمن اب تمرة وابوالجيوب وغيرهم

التحية ليك يا انور و انت تحلق بنا فى عالم بساطتنا الجميل
فى نفس حلتكم دى و تحديدا صهريج الموية القريب من السوق
غفيرو كان عمنا و جارنا المرحوم عبّاس كلوّش
موسوعة ثقافية تمشى على قدمين
فى طريقو من الدروشاب الى الحلفايا كدارى يغشى كل الكوش
و يحصد ما تجود به الكوش من قصاصات جرايد و صفحات مجلات
و كذلك فى طريق العودة
من عاداتو بحضر معانا نشرة تسعة بتاعت التلفزيون
و من عاداتو كان قليل الكلام حتى مع من اصطفى من بشر على قلتهم وقد كنت منهم
اليوم داك قبل النشرة جات دعاية عن لبن بدرة و كالعادة حليب خالى من الدسم
ضحك و قال لى .. ده حليب يعمل سقم
قلتليهو كيف الكلام ده
قال لى حليب مصدرو اكياس نابلو و اسوأ ما فى الكوش
قلت ليهو هسى ثقافتك دى ما من الكوش
ضحك ضحكته المعهودة
و قال لى بشيل احسن ما فيها
عمرى ما شفتو يوم زعلان او متضايق
راضى بى حالو و ساتر نفسو
اللهم ارحم عباس و حسن و افض علهما من رحمتك ما يقيهم غضبك
و غفرانك ربى لهم فى يوم تشخص فيه الابصار

الحبيب عبد الحفيظ أبوسن ..شكرا لمرورك الغاليأ وكما تفضلت الجمال في البساطة والكتابة عن الواقع جميلة ومعبرة لأن كل شخص كما تفضلت يرى في هذه الشخصية " حسن بركة" في أي بقعة شخصية بسيطة غير معقدة ومتصالحة مع نفسها لحد الدروشة لك خالص شكري ...االحبيب جلالدونا ... الصهريج نفسه حكاية قائمة بذاتها ... وفعلا أحاول أتذكر عمنا حسن كلوش مع أحبتنا هنا في الحلفاية فربما تضاف قصصا أخرى وهؤلاء البسطاء دائما هم مصدر للحكمة دون أن ننتبه فما يقولونه من كلام كأنما إلهام يأتيهم لصفاء قلوبهم .. لك خالص شكري وفي الدروشاب لنا تواصل مع زملاء دراستنا منذ زمن بعيد .. دم بالف خير ورحم الله جميع موتانا ..

سلامات
نص مريح ،،
حاجة حلوة
اشخاص عايشناهم من خلال السطور ورجعت بالذاكرة لمدن وأحياء وبساطة وبسطة وباسطة كمان
الحلفايا، اللاسلكي، التمنيات بص الكدرو، الأشجار، رأس السنة، والعيد الكبير وكل الأيام عيد في منزل المرحوم سعد عبد الحميد،
يا سلاااااااااام ياخ،
عم سعد دنيا براهو،،
بتشربوا الحنية دي من وين يا أهل الحلفايا؟

تحياتي أخي أنور الطيب

لينا زمن من مثل هذا الحكي الطاعم الذي يجعلنا نعيش بساطة مثل هذه الأماكن وهذه الشخوص و من هم على شاكلة حسن بركة.

دمتم

الأخ tabaldy شكرا لمرورك الراقي وفعلا عمك سعد وكل الناس الطيبين دنيا لحالها ... تقاطعات كثيرة تجمعنا الحلفاية ، اللاسلكي ، .الثمانيات خالص محبتي ...

الحبيب أبو جهينة أستاذي الغالي لك مني خالص الود وأشكر لك تقديرك وبالتأكيد حسن بركة مثال للدرويش المحبوب من الجميع وقد قال لي أحد الزملاء بعد قراءته للنص وهو من أبناء الحلفاية قال لي : أن حسن بركة احتملنا أكثر من آبائنا لأنه بإختصار كان يستمع إلينا ويجيبنا على حسب عقولنا ... لك خالص محبتي وعلى وعد بالمتاوقة المتواصلة في سودانيز أونلاين ..

يأخ يديك الف عافية وعافية
بدأت القراءة ومن أول سطرين قفلت البوست عرفت ان مثل هذة الكتابة تحتاج لهدوء وتركيز عالي
ورجعت لها بعد أن ضمنت ليس هناك شيء يشتت انتباهي عن القراءة . لغة فخيمة وسرد شيق لك كل
التحايا استاذي انور الطيب .

أخي عادل الباهي لك كذلك أفخم التحايا وأعطرها على مرورك البهي وشكرا لك على قراءة النص بتركيز لك خالص محبتي ...

على الرغم من أنني لم أحظى بمعرفته و رؤيته في حلفاية الملوك، لكنني التقيته، هنا، بين هذه الأسطر، ملامحه بدت نقيّة، واضحة، مثلما وصفتها تماماً، هندامه، شقاءه، روحه الجميله، وقلبه الشفيف، وكل التفاصيل التي خصّ بها الله اولياءه، الصالحين من عباده. التقيته كذلك في ازقة المُدن ونواحيها، في وجوه الناس البسطاء الطيّبين.
سرد ممتع يا أنور، وجولة أكثر من رائعة في شوارع الحلفايا و ازقتها ايام زمان :)

الأخ الفاضل انور الطيب

سلام أخي أنور ،
أحب الصالحين الزهاد ،
الدراويش ،
أصحاب القلوب الصافية ،
الذين لم يأخذوا حظهم من الدنيا ،
و لا زخرفها البالية ،
بل تركوها وراءهم ظهرياً.
نعم ،
تطير الطائرة إلى السعودية ،
بزيت الطعميه ،
رغم إني ضحكت كثيراً ،
لكن غمرت مقلتي الدموع الساخنة ،
هؤلاء الدراويش ،
قلوبهم كقلوب العصافير ،
كُتب لهم القبول في الأرض ،
رغم أنهم لا يملكون من الأرض ،
من قطمير ،
،،،،





***
مداخله من الموبايل ،
،،،،





عزالدين عباس الفحل
أنقرا ، تركيا

الحبيب هشام الطيب .. شكرا لمرورك الغالي وكلماتك الجميلة ... حسن بركة ربما منتشر في كل مكان ... رجل بسيط يأكل حلالا ويقول زلالا وينام مطمئنا ولا يبالي لكلماته كثيرا لأنها بأي حال لن تجرح أحدا ..

الأخ الغالي عزالدين عباس الفحل شكرا لعبورك الأنيق وكلماتك المعبرة عن الدراويش فهم كما تفضلت قلوبهم كقلوب العصافير ولهذا كتب لهم القبول في الأرض .. ما أجمل أن نحيا بهذه البساطة والحب لك خالص حبي وتقديري ..

التحية لك اخي انور والتحية لكل اهلي ناس الحلفاية الاجلاء ..
بوست جميل وعميق ودافئ فيه عدنا للزمن السمح والناس السمحين الحنان وللحياة الجميلة البسيطة التي عشناها في حقبة زمنية فايته بين هؤلاء الشخوص النبيلة البسيطة في تكوينها وفي تفكيرها وفي طموحاتها وسلوكها فهؤلاء هم ملح الحياة وطعمها ,,,
لقد اهجت علينا ذكريات لايام لن تنسى ففي كل مكان يوجد مثل حسن بركه تجده يعيش بسيطا ويموت بسيطا .. ولا تبقى الا ذكراهم الجميلة ... شكرا على هذا الحكي الطاعم وشكرا لانك افردت مساحة لمثل هؤلاء ...
ولي عودة ...

تحياتي : ياسر العيلفون ,,,,,,,,,

شكرا أخي ياسر السر وكلامك صحيح نحن بحاجة لهذا الدفء من هؤلاء البسطاء ... محبتي لك وللعيلفون دائمة ...

الغالى انور السادات
سلام وتحية
سعدت كثيرا بعودتك للكتابة و اتمنى ان لا تتوقف فانت صاحب قلم جدير بالقراءة و حكاويك بتدخل القلب و العقل

يا اخى انت ذكرتنا اجمل زول من الزمن الجميل فى حلتنا حسن بركة

من اقوال حسن بركة الشهيرة الطيارة بتقوم بزيت الطعمية

حسن بركة جاب ليك البركة، الباشمهندس أبو بكر شخصيا

Quote: قيل لنا أن أصول جدتنا لأبينا من الجزيرة مقرات ربما يكون هنالك صلة رحم بيننا ولا ندري

عليك ببوست النسّابة يا أنور، يطلعونا ولاد خالات زي الما حصل حاجة
انت قاليك جزيرة مقرات دي كلها قِدير شنو
وبالمرة ناس نقنتود يورونا ماذا تعني مقرات بالنوبية!

سرد جميل
لواقع معاش

سلمت يا اخي

احترامي سيدي

الأخ سيف الدين محجوب شكرا لمرورك البهي وتعليقك الجميل على البوست .. لك خالص شكري وتقديري

الأستاذ الفاضل معاوية الزبير ، فعلا بركات حسن بركة جذبت مريديه وعلى وعد مع بكري بمواصلة الكتابة ... أما بالنسبة لشجرة الأنساب يبدو أن الأمر أسهل مما تصورت :) وعلى الأقل نعرف الأصل النوبي للجزيرة مقرات ...:)
لك خالص ودي وتقديري

سيد الحوش ،الحبيب بكري حبيب ، سعيد جدا بإطلالتك وسعيد أكثر بتشجيعك وأظمئنك بأنني سوف أواصل الكتابة بإذن الله ...ويبدو كما تفضل الأخ معاوية الزبير في تعليقة- يبدو- ان بركة حسن بركة بينت هنا في هذا البوست
أكرر شكري ودمت بألف خير