الحزب الشيوعى السودانى يخسر الشفيع خضر السياسى، ويكسب الشفيع المُفكِّر؛ وفى كلٍ خير.

الحزب الشيوعى السودانى يخسر الشفيع خضر السياسى، ويكسب الشفيع المُفكِّر؛ وفى كلٍ خير.


07-17-2016, 03:39 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=490&msg=1468766351&rn=29


Post: #1
Title: الحزب الشيوعى السودانى يخسر الشفيع خضر السياسى، ويكسب الشفيع المُفكِّر؛ وفى كلٍ خير.
Author: حسين أحمد حسين
Date: 07-17-2016, 03:39 PM
Parent: #0

03:39 PM July, 17 2016 سودانيز اون لاين
حسين أحمد حسين-UK
مكتبتى
رابط مختصرالحزب الشيوعى السودانى يخسر الشفيع خضر السياسى، ويكسب الشفيع المُفكر؛ وفى كلٍ خير.

حُبابة

قال الفيلسوف الفرنسى ديكارت: "أنا أُفكِّر، إذاً أنا موجود"، وقال عالم الإجتماع كارل ماركس: "أنا آكل، إذاً أنا موجود"، وقال الشاعر حميد عليه السلام: "وطنى، ولا مَلِى بطنى"، وقال تولستوى: "لن أكون حرَّاً، حتى تموت زوجتى"، وقال زيد وقال عمرو؛ ولكلٍ مقالُهُ فى مقام التحقُّق من وجوده؛ ولا تثريب.

حيثيات

1- ذكرنا فى معرض حديثنا عن حزب العمال والقوى الحديثة السودانى هنا فى الراكوبة الموقرة، ضرورة تقاعد السياسيين عن العمل السياسى إذا بلغوا سن التقاعد عن العمل (60 سنة). ويمكن لأصحاب العقول الطَّلْعةِ بينهم أن يتحولوا إلى استشاريين (حكماء، مفكرين، مجلس شيوخ، مجلس لوردات، إلخ) لإثراء المنطلقات الفكرية التى يستند عليها الحزب؛ وأى حزب.

2- كما أنَّه من الطبيعى أن يتجاوز بعض السياسيين فى سن مبكرة – بنفيلة التثقيف الذاتى – السياسى داخلهم إلى المُكفِّر الذى قد بدأ فى التخلُّق باكراً والإشرئباب. ومع نضج هذا المُفكِّر بمرور الأيام، يبدأ فى الضيق ذرعاً بالمراقبة والتأمين الحزبى واللَّوائح والدساتير والإُطر والسياسة الحزبية المُقيدِّة لحريته. ولما كان من أهم أدوات المُفكِّر هى العقل الحر والتفكير الحر والفضاء الحر، فسرعان ما يبدأ فى التغريد خارج السرب؛ وذلك أمرٌ طبيعى للغاية. وإنَّه من الأمور الطبيعية أيضاً أنْ تطالبهم السياسات الحزبية بالإنصياع للدساتير واللوائح ذات الأهداف السياسية المحددة (غير الفكرية بطبيعة الحال)، وإلاَّ سيتم تسريحهم من الفضاء السياسى إلى فضاء آخر يليق بهم.

والشواهد على هذا الأمر فى التاريخ الإنسانى لا حصر لها، وفى التاريخ السياسى السودانى لا حصر لها أيضاً. فكثير من المخالفين لِأحزابهم غرَّدوا خارجها لا لأنَّهم يُخالفونهم فى الأصل الفكرى، ولكن لأنَّهم أعملوا العقل الحر والتفكير الحر وبدأوا ينشدون فضاءاً حراً. والأمثلة داخل الحزب الشيوعى السودانى كثيرة منها على سبيل المثال: موقف المرحوم عوض عبد الرازق، بروفسير عبد الله على ابراهيم، والمرحوم الخاتم عدلان، ودكتور الشفيع خضر؛ والشيوعيون عموماً فى حالة فعل فكرى دائم، بعضه منصاع للَّوائح وبعضه حر. والأمثلة داخل تنظيم ما يُسمى بالأخوان المسلمين منها على سبيل المثال: موقف بروفسير حسن مكى، وبروفسير الطيب زين العابدين، ودكتور التجانى عبد القادر، والمحبوب عبد السلام، وغيرهم كثير.

وخصوصية الفارق بين الأخوانويين والشيوعيين تكمن فى أنَّ الأخوانوية لا تلفظ بنيها لفظاً بائناً بينونةً كبرى حينما يغردون خارج السرب، وتسمح لهم بالإشتغال بالفكر دون السياسة. أمَّا الشيوعيون فيصل الأمر عندهم إلى مراحل معقدة: كالفصل، وربما الإتهامات بالخيانة وغيرها، واغتيال الشخصية.

3- ولعل من أنصع تجارب الفكاك السلس للمفكر من السياسى فى الرَّاهن السودانى المُعاش والمحسوس هو ما قامت به دُرَّة حزب الأمَّة سابقاً الأستاذة رشا عوض. فما أنْ أدركت نضج المفكر داخلها، عالجت الأمر بمنتهى الإحترافية والصدق بإعلان استقالتها من حزب الأمة، دون أن تخسر إحترامه، وبلا ضجة، وبلا مرارات. ولا ضرر ولا ضِرار فى أن يشتغل حزب الأمة بالسياسة وأنْ تشتغل الأُستاذة رشا عوض بالفكر؛ بل الآن حزب الأمة والوطن بأكمله يستفيد من فكرها الناضج وآرائها السديدة.

ولا أكتمكم القول، أنَّنى كنتُ أتعشَّم أن يحدث ذات الموقف من دكتور الشفيع خضر، ومع الشفيع خضر. وبالطبع فإنْ خَسِر الحزب الشيوعى السودانى الشفيع خضر السياسى، فعليه أن يكسب الشفيع خضر المُفكِّر؛ كأن يستفيد منه ويكسبه فى مجال الفكر المطوِّر للحزب، دون شحناءٍ ولا بغضاء.

4- وكما يعلم الجميع أنَّ الأحزاب مخططات سياسية للوصول للسلطة (شئنا أم أبينا)، وبعضها يعتمد فى ذلك على برماج إجتماعية والبعض منها يستند إلى برامج أيديولوجية، والغالبية تستند إلى الإثنين معاً. بل أبعد من ذلك، فإنَّ كلَّ البرامج الحزبية (إجتماعية أو غيرها) هى عبارة عن أيديولوجيات إلى أنْ تتنزَّل إلى أرض الواقع (فالشيوعية، والإشتراكية، والثورة الوطنية الديموقراطية، والمشروع الحضارى، ونهج الصحوة الإسلامى، وغيرها؛ كلها أيديولوجيات حتى إشعار آخر (فالأيديولوجيا على علاتها مهمة للتعبئة الإجتماعية)).

فإذا استيقظ المُفكر داخل البعض منا، فعليه أن يبتعد عن الأحزاب السياسية بهدوء؛ فالفكر والأيديولوجيا لا يجتمعان. وقد رأينا بأُمِّ أعيننا كيف أنَّ الأيديولوجيا قد صَيَّرتْ ضابطاً عظيماً مثل العقيد أركان حرب عمر حسن أحمد البشير إلى مجرم حرب، وكيف صَيَّرتْ المحامى الضليع على عثمان محمد طه إلى قاتل؛ ودعك عن المهندسيْن صلاح قوش ومحمد عطا.

5- نرجو من هذا الحزب الشيوعى السودانى الذى تعلمنا منه الكثير ونكن له كل الإحترام، أن يفرد فى دستوره ولوائحه حيِّزاً للذين ُيريدون أن يُفكروا خارج خط الحزب دون قطيعة أو فصل. كأن يُبعد العضو عن العمل السياسى بلا فجورٍ فى الخصومة وبلا فجائع، ولكن يظل عضواً بالحزب، وفاعلاً فى المجالات الأخرى الإجتماعية والفكرية والثقافية. وبالتالى دعونا نقول مرحب بالدكتور الشفيع خضر فى أرينة الفكر المطوِّرة لرؤى الحزب، ومرحب بالحزب الشيوعى السودانى فى التمسك بالخط الذى يحقق أهدافه السياسية مسترشداً بأفكار بنيه.

فالحزب يحتاج أعضاءه لا محالة، خاصة أنَّ عضويتَهُ فى تآكل مستمر بسبب بعد الشُقَّة بينه وبين الواقع السودانى بتبنيه لثلاث أيديولوجيات مترادفة (تمسكه بهلام الشيوعية، وباشتراكية منهارة ومندحرة فى الوقت الراهن، وبثورة وطنية ديموقراطية هو متحالف مع أعدائها مرحلياً وتكتيكياً لأكثر من ستة عقود).

لا تدعوا هذا الحزب النبيل أن يتآكل؛ فهو آخر رموز عفة اليد، وآخر رموز الخلاص والوعى، بل والأكثر حرصاً على نصاعة الدين من الذين يتنطعون بالأيديولوجيات الدينية والعقائد المنحرفة؛ وقد جرَّبَهم الشعب السودانى ووجدهم قتلة وفسقة وسارقين وفُسَّادا.

الخلاصة

إذا استمرَّ الحزب الشيوعى السودانى فى لفظ قواه الحية بهذه الوتيرة، مع بقاء فترة السكرتيرين العامين لأكثر من خمسِ سنوات دون تداول لمنبر القيادة، سيصبحُ الحزب الشيوعى السودانى حزباً مُدبراً عن الحياة السياسية فى السودان، مُدبراً عن الفعل الثورى، مُدبراً عن التغيير. ونرجو أن ينتبه الحزب إلى توازن الفئات العمرية داخل لجنته المركزية وقِصر دورتها (أوباما استلم السلطة وعمره 42 سنة، وكذلك ساركوزى، ديفيد كاميرون استلمها وعمره 40 سنة، وزعيم معارضته الأسبق كان عمره 40 سنة أيضاً؛ وعلى ذلك قِسْ).

Post: #2
Title: Re: الحزب الشيوعى السودانى يخسر الشفيع خضر ال
Author: حسين أحمد حسين
Date: 07-18-2016, 11:55 PM
Parent: #1

إذا قلنا الشيوعية فى السما الثالث،
والإشتراكية فى السما الثانى،
والثورة الوطنية الديموقراطية فى السما الأول،
وعلى الأرض صراع الطبقة؛

أما كان الأجدر بنا تأسيس أحزابنا على معادلة الإنتاج الشهيرة (التى تعكس صراع الطبقات فى الوقت الرَّاهن أكثر مما تعكسه الإشتراكية والشيوعية):

العمال/القوى الحديثة + رجال الأعمال/ روَّاد الأعمال + (عوامل الأنتاج الأخرى التنظيم + الأرض + (...)) = الإنتاج/العملية الإنتاجية/الثورة الوطنية الديموقراطية فى نهاية التحليل.

(لا يوجد حزب للعمال والقوى الحديثة فى السودان) + (هناك 3 أحزاب تمثل الشرائح الرأسمالية فى السودان) + ( هناك 72حزب بورجوازية صغيرة تعتاش بالحديث عن العمال والمسحوقين، وتتحالف مع الشرائح الرأسمالية لتحقيق الأنتاج والعملية الإنتاجية، لإنجاز الثورة الوطنية الديموقراطية فى نهاية التحليل، أىُّ خبل نحن فيه - دعك من الإشتراكية والشيوعية الآن).

Post: #3
Title: Re: الحزب الشيوعى السودانى يخسر الشفيع خضر ال
Author: حسين أحمد حسين
Date: 07-19-2016, 10:57 PM
Parent: #2

معادلة الإنتاج فى أبسط صورِها هى:

العمل + رأسمال + (...) = الإنتاج.

(...) هى عوامل الإنتاج الأخرى (الأرض، التنظيم، التطور التكنولوجى، وغيرها) وضعناها فى الصيغة الصفرية للتبسيط.

* بريطانيا سوف تظل مستقرة الإقتصاد، بقيت فى الإتحاد الأوروبى أو خرجت منه، لأنَّ أحزابَها السياسية أرضية ومتماهية مع معادلة إنتاج ديموقراطية ومتوازنة (حزب عمال، حزب محافظين، وأحزاب بورجوازية صغيرة لا يتجاوز عددُها العشرة حزباً.

وبالتالى: فالشيوعية والمشروع الحضارى، والدولة الإشتراكية والدولة الرسالية لن يستفيد منها المواطن العادى البسيط فى الوقت الراهن؛ إن لم تزده ضغثاً على إبالة بتأنق دعاة هذه الأيديولوجيات على شعوبهم.

إِهبطوا إلى الأرض يا دعاتَها، وابحثوا لنا عن معادلة إنتاج ديموقراطية متوازنة يستفيد منها الإنسان والسودان، يصل بها إلى مرحلة العمالة الكاملة، ومن ثم الثورة الوطنية الديموقراطية (السما الأول). ولاحقاً، ولاحِقاً جداً تعالوا بالإشتراكية والرسالية والشيوعية والمشروع الحضارى.

Post: #4
Title: Re: الحزب الشيوعى السودانى يخسر الشفيع خضر ال
Author: حسين أحمد حسين
Date: 07-21-2016, 10:51 PM
Parent: #3

إحرص عزيزى القارئ الكريم على شراء نسختك من السفر الموسوم: "هل يمكن تجديد الحزب الشيوعى السودانى"، تحرير د. صديق الزيلعى، مركز آفاق جديدة للدراسات (بريطانيا) 2016. وليكن ذلك قبل انعقاد المؤتمر السادس بنهاية الشهر الجارى، لعلاقته الوثيقة بأجندة ذلك المؤتمر، وبحساسيات طازجة ومُلِحَّة.

مع الشكر.

Post: #5
Title: Re: الحزب الشيوعى السودانى يخسر الشفيع خضر ال
Author: حسين أحمد حسين
Date: 07-23-2016, 10:27 PM
Parent: #4

للسادة الديموقراطيين،

أىُّ حديث عن الديموقراطية أو الثورة الوطنية الديموقراطية قبل دِمَقرطة واتزان معادلة الإنتاج، فهو خِواء أيديولوجى.

Post: #6
Title: Re: الحزب الشيوعى السودانى يخسر الشفيع خضر ال
Author: حسين أحمد حسين
Date: 07-23-2016, 11:01 PM
Parent: #5

إذا كان العمال/والقوى الحديثة شركاء أصيلين فى العملية الإنتاجية (عمال/قوى حديثة + رجال أعمال/رواد أعمال + (وكلاء عوامل الإنتاج الأخرى) = الإنتاج/العملية الإنتاجية)، فكيف نُغَيِّبهم فى المعادلة السياسية ((صفر) لحزب العمال والقوى الحديثة + (3) أحزاب للشرائح الرأسمالية + (72) حزب بورجوازية صغيرة)؟

إنَّ من أعظم السرقات السياسية فى السودان هو تواطؤ أحزاب البورجوازية الصغيرة على عدم قيام حزب للعمال والقوى الحديثة، ثم التحدث بإسمهم، ثمَّ التحالف التكتيكى/المرحلى العضود مع غرامائهم (من أحزاب الشرائح الرأسمالية) لتحقيق مطالبهم وإنجاز قضاياهم.

Post: #7
Title: Re: الحزب الشيوعى السودانى يخسر الشفيع خضر ال
Author: محمد الحسن حمدنالله
Date: 07-23-2016, 11:21 PM
Parent: #1

العزيز حسين أحمد حسين تحياتي دكتور الشفيع خضر مفكِّر وسياسي ما في ذلك شك لكن لماذا لا يستمر كمفكِّر وسياسي بالحزب الشيوعي كما كان وهل القرار بفصلة تعني نهايته كسياسي؟ لربما عاد تلبية لرغبة قواعد الحزب والمؤتمر العام للحزب الشيوعي علي الأبواب

Post: #8
Title: Re: الحزب الشيوعى السودانى يخسر الشفيع خضر ال
Author: حسين أحمد حسين
Date: 07-24-2016, 09:45 PM
Parent: #7

Quote: العزيز حسين أحمد حسين تحياتي دكتور الشفيع خضر مفكِّر وسياسي ما في ذلك شك لكن لماذا لا يستمر كمفكِّر وسياسي بالحزب الشيوعي كما كان وهل القرار بفصلة تعني نهايته كسياسي؟ لربما عاد تلبية لرغبة قواعد الحزب والمؤتمر العام للحزب الشيوعي علي الأبواب


صاحب السعادة العزيز محمد الحسن حمدنا الله
ألف تحية وشكر.

بالطبع استمرار د. الشفيع خضر من عدمه مسألة تخضع للَّوائح والدستور، وتلك مسألة تخص أهل الشأن. كما أنَّ استمرار دكتور الشفيع كسياسى ومفكر أمر يخضع للنفى ونفى النفى، إذا كنا معنيين بالعقل الحر والتفكير الحر والفضاء الحر. وعليه إذا أراد د. الشفيع خضر أن يستمر كمفكر حر فليترك السياسة، وإذا أراد أن يستمر كسياسى فعليه أن يقمع المفكر داخله إلى حدوث أحد الأجلين. ... ومازلت أصر على قناعة أنَّ الفكر والأيديولوجيا لا يجتمعان، ومنتوجهما إذا اجتمعا ممسوخٌ ممسوخ.

ويا عزيزى وحده الطيْر، المُخوَّل بالحديث عن الحرية ِ فى هذا العالم.

المعزة التى تعلم.

Post: #9
Title: Re: الحزب الشيوعى السودانى يخسر الشفيع خضر ال
Author: د.عبد المطلب صديق
Date: 07-25-2016, 08:55 PM
Parent: #8



الحديث عن فصل الشفيع خضر يمثل راس جبل الجليد في ازمة الفكر العقائدي داخل منظومة الحزب الشيوعي في المرحلة الحالية ، وهي أزمة قديمة متجددة ، عبر عنها الاستاذ عبد الخالق محجوب وعالجها في اكثر من أطروحة.
كان عبد الخالق قلقا من سيطرة البرجوازية الصغيرة على مفاصل الحزب وببساة فان حزب العمال والبروليتاريا لا يمكن ان يخدم الطبقة العاملة دون تمثيل للقوى صاحبة الحق الاصيل في الحزب ونجاحه .. وهو ذات القلق الذي عبر عنه خروتشوف عندما قال : يحزنني ان بقرة الفلاح دوما تحلب اكثر من بقرة الحكومة.
ان مرحلة التحول الديمقراطي لن تتحق أبدا في ظل ابتعاد الطبقة العاملة عن قضاياها وعن الحزب الذي يمثلها...
البرجوازية الصغيرة في فهمها وعلاقاتها وفكرها لن تقود التحول الديموقراطي على الاطلاق بل ستمارس غيها المعرف في الصراع على السلطة والمواقع والتمثيل بل احيانا واحتكار اسم الحزب والتحدث باسمه.
وتعاني الاحزاب السياسية السودانية حاليا من حالة سيولة عقائدية خطيرة ... فقد تنكر الاسلاميون لفكرهم ومارسوا ابشع السلوكيات التي تتناقض مع ايدلوجية حزبهم ... وتنكر الشيوعيون لعقيدة حزبهم وتلبسوا كل قيم المجتمع الراسمالي المعادي لهم خلقا وسلوكا.

Post: #10
Title: Re: الحزب الشيوعى السودانى يخسر الشفيع خضر ال
Author: حسين أحمد حسين
Date: 07-27-2016, 00:09 AM
Parent: #9

Quote: الحديث عن فصل الشفيع خضر يمثل راس جبل الجليد في ازمة الفكر العقائدي داخل منظومة الحزب الشيوعي في المرحلة الحالية ، وهي أزمة قديمة متجددة ، عبر عنها الاستاذ عبد الخالق محجوب وعالجها في اكثر من أطروحة. كان عبد الخالق قلقا من سيطرة البرجوازية الصغيرة على مفاصل الحزب وببساة فان حزب العمال والبروليتاريا لا يمكن ان يخدم الطبقة العاملة دون تمثيل للقوى صاحبة الحق الاصيل في الحزب ونجاحه .. وهو ذات القلق الذي عبر عنه خروتشوف عندما قال : يحزنني ان بقرة الفلاح دوما تحلب اكثر من بقرة الحكومة. ان مرحلة التحول الديمقراطي لن تتحق أبدا في ظل ابتعاد الطبقة العاملة عن قضاياها وعن الحزب الذي يمثلها...البرجوازية الصغيرة في فهمها وعلاقاتها وفكرها لن تقود التحول الديموقراطي على الاطلاق بل ستمارس غيها المعرف في الصراع على السلطة والمواقع والتمثيل بل احيانا واحتكار اسم الحزب والتحدث باسمه.وتعاني الاحزاب السياسية السودانية حاليا من حالة سيولة عقائدية خطيرة ... فقد تنكر الاسلاميون لفكرهم ومارسوا ابشع السلوكيات التي تتناقض مع ايدلوجية حزبهم ... وتنكر الشيوعيون لعقيدة حزبهم وتلبسوا كل قيم المجتمع الراسمالي المعادي لهم خلقا وسلوكا.


د. عبد المطلب صديق تحياتى وشكرى على الإطلالة،

بالرجوع لجملتك المفتاحية فى المداخلة أعلاه، دعنى أقول بأنَّ العقائدية لا تغذى الفكر، ولكنها تغذى الأيديولوجيا، والفكر كما تعلم فضاؤه الحرية.

أما معالجة الشهيد عبد الخالق محجوب لهذه العقائدية، فذلك أمرٌ أختلف فيه معك، وأتفق مع رأى البروفسير محمد محمود فى مساهمته فى الكتاب الذى أشرتُ إليه بعاليه (هل يمكن تجديد الحزب الشيوعى السودانى) وأرجو أن تتاح لك فرصة الإطلاع عليه، بأنَّ عبد الخالق محجوب هو المسئول عن هذه العقائدية التى فصلت دكتور الشفيع خضر؛ كما فصلت من قبل الخاتم عدلان، وعوض عبد الرازق، وعبد الوهاب زين العابدين رحمهم الله.

وأندهش حقيقة من قلق الشهيد عبد الخالق محجوب من سيطرة البورجوازية الصغيرة على مفاصل الحزب الشيوعى وهو بعد ليس عاملاً، بل بورجوازى صغير. كما أنَّ رِخوَوية الطبقة العاملة آنئذٍ تُحتِّم على البورجوازية الصغيرة قيادة الحزب حتى بلوغ العمال النضج الذى يؤهلهم لقيادة حزبهم.

كما أتفق معك بالجملة فى أنَّ غياب حزب للعمال والقوى الحديثة يجعل التحول الديموقراطى فى السودان أمراً عسيراً للغاية، خاصة مع ميل الفئات العليا من البورجوازية الصغيرة (الحزب الشيوعى مثالاً) للتحالف مع شرائح رأس المال وهى بعد تتحدث باسم العمال لإنجاز قضاياهم؛ وتلك مغالطة منهجية أرْكَسَت الحزب الشيوعى فى تحالفات عضودة مع الرأسمالية السودانية بشكل غير مبرر، وجعلته ذاهل عن محط تحالفه الحقيقى.

ولعمرى لو ساهم الحزب الشيوعى السودانى فى إنشاء حزب للعمال والقوى الحديثة ثم تحالف معه (لا مع شرائح رأس المال) خلال الستة عقود المنصرمة، لكان المشهد السياسى فى السودان مختلفاً جداً. لكان المشهد السياسى أكثراً استقراراً وديموقراطيةً وخالى من الإنقلابات العسكرية، وذلك لأنَّ معادلة الإنتاج التى تحكمه ديموقراطية، متوازنة، ومستدامة.

وكما جاء بعاليه؛ العمال والقوى الحديثة جزء أصيل فى معادلة الإنتاج، كيف سُمحَ للبورجوازية الصغيرة وشرائح رأس المال لتتواطأ على تغييبهم فى المعادلة السياسية، ثم التنطع بالحديثِ بإسمهم؟ هذه يا عزيزى دكتور عبد المطلب أكبر السرقات السياسية فى السودان!

طابت أوقاتك ومشكور على التداخل.

Post: #11
Title: Re: الحزب الشيوعى السودانى يخسر الشفيع خضر ال
Author: حسين أحمد حسين
Date: 07-27-2016, 00:26 AM
Parent: #10

نرجو أيضاً الإطلاع على مساهمة دكتور النور حمد (وتلك مساهمة جديرة بالإهتمام) التى يصل فيها إلى ذات النتيجة التى توصلنا إليها فى أن المشهد السياسى الآن يحتاج إلى حزب يجمع كل الفقراء والقوى الحديثة (حتى أؤلئك المنضوين تحت الأحزاب الدينية) تحت مظلة حزب سياسى واحد يعبر عن الفرز الطبقى الذى يشهده السودان الآن (فئتان؛ فقراء وأغنياء، لا ثالث لهما) ليُكافئ أحزاب شرائح رأس المال الثلاث فى المعادلة السياسية.

مع الشكر.

Post: #12
Title: Re: الحزب الشيوعى السودانى يخسر الشفيع خضر ال
Author: د.عبد المطلب صديق
Date: 07-27-2016, 03:27 PM
Parent: #11


مشكور الاخ حسين احمد حسين على هذا الطرح السياسي والفكري الرفيع، لكني اراك سرت على خطى قيادة الحزب الحالية في انكار حق الخلاف للقيادات الشيوعية واعلاء دستور الحزب بكل جموده في مواكبة الواقع على اعمال الحوار وحرية التفكير بل وتعديل توجهات الحزب العقائدية نفسها اذا ما أجمعت قنواته على ذلك التعديل .... الحزب بمفهومه السياسي الواسع هو التعبير عن مصالح الطبقة، وأزمة الحزب الشيوعي التي طرحتها انت في هذا الحوار واضحة ومعترف بها ولكن الاختلاف في تفسيرها.
وظواهر سيطرة البرجوازية الصغيرة على الحزب تبدا من عضويته العاملة لان قوى الحزب الديمقراطية انحصرت في الطلاب والمثقفين وذوي الياقات البيضاء الباحثين عن الحضور السياسي أكثر من بحثهم عن مكاسب الطبقة العاملة.
غاب الحزب عن مشروع الجزيرة حتى تمت تصفيته وغاب الحزب عن المصانع حتى بيعت للحدادين كخردة وغاب عن السكة الحديد حتى اشتراها مستثمر طموح في يوم من الايام ... لو كان هناك من يدافع عن الطبقة العاملة لقدموا ارواحهم دفاعا عن تلك المؤسسات ... لكن اصحاب الياقات البيضاء حدود نضالهم هو قيادة المظاهرات وكتابة البيانات وتمثيل الحزب في مجازر تقسيم المنابر على قلتها.

Post: #13
Title: Re: الحزب الشيوعى السودانى يخسر الشفيع خضر ال
Author: حسين أحمد حسين
Date: 07-31-2016, 09:35 AM
Parent: #12

Quote: مشكور الاخ حسين احمد حسين على هذا الطرح السياسي والفكري الرفيع، لكني اراك سرت على خطى قيادة الحزب الحالية في انكار حق الخلاف للقيادات الشيوعية واعلاء دستور الحزب بكل جموده في مواكبة الواقع على اعمال الحوار وحرية التفكير بل وتعديل توجهات الحزب العقائدية نفسها اذا ما أجمعت قنواته على ذلك التعديل .... الحزب بمفهومه السياسي الواسع هو التعبير عن مصالح الطبقة، وأزمة الحزب الشيوعي التي طرحتها انت في هذا الحوار واضحة ومعترف بها ولكن الاختلاف في تفسيرها.
وظواهر سيطرة البرجوازية الصغيرة على الحزب تبدا من عضويته العاملة لان قوى الحزب الديمقراطية انحصرت في الطلاب والمثقفين وذوي الياقات البيضاء الباحثين عن الحضور السياسي أكثر من بحثهم عن مكاسب الطبقة العاملة.
غاب الحزب عن مشروع الجزيرة حتى تمت تصفيته وغاب الحزب عن المصانع حتى بيعت للحدادين كخردة وغاب عن السكة الحديد حتى اشتراها مستثمر طموح في يوم من الايام ... لو كان هناك من يدافع عن الطبقة العاملة لقدموا ارواحهم دفاعا عن تلك المؤسسات ... لكن اصحاب الياقات البيضاء حدود نضالهم هو قيادة المظاهرات وكتابة البيانات وتمثيل الحزب في مجازر تقسيم المنابر على قلتها.


عذراً د. عبد المطلب صديق،

لقد كتبتُ رداً مطوَّلاً على هذه المداخلة، ولكن يبدو لخطأٍ منى لم ينزل هنا. سأعيد كتابته من ثان بعد قليل، واعتذر للتأخير.

مع الشكر.

Post: #14
Title: Re: الحزب الشيوعى السودانى يخسر الشفيع خضر ال
Author: حسين أحمد حسين
Date: 07-31-2016, 12:39 PM
Parent: #13

مرحباً د. عبدالمطلب صديق،

على عكس ماورد فى الفقرة الأولى من المداخلة أعلاه، فأنا لست على خطى قيادة الحزب الحالية، بل ناديت فى أكثر من موقع (خاصة فى مساهمتى المتواضعة فى الكتاب المذكور بعاليه) بأن يُسمح للزملاء بالتفكير خارج خط الحزب (خارج الصندوق كما يقول الأستاذ تيسير حسن إدريس)؛ الذى هو بطبيعة الحال ليس بشريعة سماوية مُنزلة (هو محض مخطط للوصول للسلطة)، وناديت بالتخلص من الستالينية والديموقراطية المركزية وما تفرزانه من قولبة للرآى ومن عقائدية صمدية (هى ذاتها التى قتلت الشهيد عبد الخالق ورفاقه الميامين، كما أشار بذلك المرحوم الجنيد على عمر) تستنسل أعضاءاً على شاكلةٍ واحدة؛ إذْ فى ذلك قتل للعقول الشابة المستنيرة وحجب لعبقرياتهم.

وفى ذات الوقت أقول: بأنَّ الحزب (أىَّ حزب) هو مخطط سياسى (كما جاء بعاليه) للوصول للسلطة بالكيفية التى أرادها مؤسسوه. والحزب الشيوعى ليس بِدعاً من الأحزاب السودانية العشائرية والطائفية والنخبوية التى تريد أن ينظر أعضاؤها بمنظورها دون تفكير. وبالتالى حين يصطدم المفكر بداخل البعض منا بهذا الواقع، فليخرجوا بهدوء لأنَّ هذه الأحزاب (بما فيها الحزب الشيوعى السودانى) لا تعرف الديموقراطية، ولا العقل الحر، ولا التفكير الحر، ولا الفضاء الحر.

وأتفق معك يا عزيزى فى أنَّ الحزب الشيوعى السودانى يحتاج أن ينفض دستوره ولوائحه، وأن يُعيد ترتيب الأولويات والأيديولوجياتِ لديه. فمثلاً لا نريد الحزب الشيوعى السودانى أن يتخلى عن ماركسيته كما هو شائع من خلط فى أذهان البعض منا (والحديث هنا ليس عن الماركسية التى قد ارتضيناها كلنا كمنهج للتحليل، ونظرية لاستقراء وتفسير الواقع) ، ولكن الحديث عن الشيوعية كأيديولوجيا عجز عن تنزليها إلى أرض الواقع معسكر بأكمله وبداخله قوتان عظميان هى روسيا والصين. وبالتالى نحن فقط نطالب بترتيب الأيديولوجيات: كأن نشحذ الههم نحو الثورة الوطنية الديموقراطية أولاً، ثم الإشتراكية، ثم الشيوعية؛ هذا كل ما نود أن نطلبه.

وهنا علينا أن نأخذ فى الإعتبار ونستصحب معنا موجبات تحقيق الثورة الوطنية الديموقراطية (وأُكرِّر) هى: دِمقرَطة واتزان واستدامة معادلة الإنتاج، ومعادلة الإنتاج لن تكون كذلك فى غياب المؤسسة السياسية لأحد أهم شركاء العملية الإنتاجية فى العملية الإنتاجية وهم العمال والقوى الحديثة السودانية. وقد أغنتنا التجربة أنَّه ما لم يقف العمال والقوى الحديثة بِلُحْمَتِهِم، أى بمؤسساتهم السياسية التى تعبر عنهم تعبيراً حقيقياً، فستظل المعادلة الإقتصادية مختلة، والمعادلة السياسية أكثر اختلالاً. وسيزيد من بِلَّةِ طينِ اختلالها تحالف الحزب الشيوعى العضود مع شرائح رأس المال لإنجاز قضايا العمال والقوى الحديثة السودانية (How come!).

ويجئ اختلافى معك عزيزى د. عبد المطلب فى أن الحزب بمفوهمه الواسع ليس تعبيراً عن مصالح الطبقة {العاملة}، بل هو تعبير صرف عن مصالح البورجوازية الصغيرة؛ فالطبقة العاملة لا يُعبِّر عنها إلاَّ أصحاب الطبقة العاملة، أصحاب الوجعة كما تعلمنا التجربة السودانية. والسؤال المهم الآن: من المسئول عن غياب المؤسسة السياسية للعمال والقوى الحديثة فى السودان وهم شركاء أصيلين فى العملية الإنتاجية؟ لماذا لم نقرأ ولو سطراً واحداً للحزب الشيوعى السودانى ولا للأكاديميا المناصرة له عن اختلال المعادلة السياسية السودانية بسبب غياب حزب للعمال والقوى الحديثة فى السودان؟ من المسئول عن هذا التسيُّب الفكرى والسياسى يا تُرى؟

ودعنى أتبرع بالإجابة عزيزى د. عبد الطلب صديق فأقول: المسئول عن غياب حزب للعمال والقوى الحديثة السودانية مع سبق الإصرار والترصد ثلاث جهات؛ (1) شرائح رأس المال التى تتغذى بابتزاز العمل والعمال (ما غنى غنىٌّ إلاَّ على حساب فقير)، (2) الحزب الشيوعى السودانى (وكل أحزاب البورجوازية الصغيرة) الذى يتحدث ويُدافع عن العمال بالقدر الذى يُلبى حاجته كحزب بورجوازية صغيرة لا كحزب للعمال والقوى الحديثة؛ وبالتالى هو بهذا الصنيع قد صرفهم عن قضاياهم وعطَّل إرادتهم وأعشى بصيرتهم عن تكوين حزبهم، (3) الخطاب الليبرالى العالمى الذى يعى خطورة وجود حزب العمال والقوى الحديثة وتحالفاته المرتقبة مع الحزب الشيوعى السودانى التى من الممكن أن تعيق تمدد النظام الرأسمالى خاصةً قبل الحرب الباردة. وبالتالى كان لابد من شغل الحزب بتحالفات مزمنة مع شرائح رأس المال ليذهل عن محط تحالفه الحقيقى ردحاً من الزمن.

وبالتالى: الحزب الشيوعى السودانى حزب بورجوازية صغيرة بامتياز وليست له مصلحة حقيقية بمصالح العمال. ولو كان هناك حزب للعمال والقوى الحديثة خلال الستة عقود المنصرمة، وتحالف معه هذا الحزب البورجوازى الصغير، لكان المشهد السياسى فى السودان فى غاية الإختلاف من حيث استقرار المعادلة الإقتصادية (العمالة الكاملة) والسياسية (انعدام الإنقلابات العسكرية) ووضع السودان على طريق الثورة الوطنية الديموقراطية والنماء والإرتقاء بالإنسان السودانى.

مع خالص الشكر.

Post: #15
Title: Re: الحزب الشيوعى السودانى يخسر الشفيع خضر ال
Author: حسين أحمد حسين
Date: 08-01-2016, 11:18 PM
Parent: #14

Quote: ... ونمرُّ ببناء من الطوب الأحمر على ضفة النيل في منتصف تمامه، وأسألهم عنه، فيقول عمي عبدالمنان (شفخانة لهم حول لا يستطيعون بناءها . حكومة كلام فارغ). وأقول له إنني كنت هنا منذ سبعة أشهر فقط، ولم يكونوا قد بدأوا بناءها بعد. لكن هذا لا يثني عمي عبدالمنان، فيقول: (كل الذي يفلحون فيه يجيئون إلينا مرة كل عامين أو ثلاثة بجماهيرهم ولواريهم ولافتاتهم .. يعيش فلان ويسقط علان. كنا مرتاحين أيام الإنكليز من هذه الدوشة). وبالفعل يمر بنا جمع من الناس في لوري قديم وهم يهتفون: (عاش الحزب الوطني الديمقراطي الإشتراكي). هل هؤلاء الناس يطلق عليهم (الفلاحون) في الكتب؟ لو قلت لجدي أن الثورات تصنع بإسمه، والحكومات تقوم وتقعد من أجله، لضحك. الفكرة تبدو شاذة فعلاً،...


وإلى الآن عزيزى الطيب الصالح مازال شذوذ الفكرة ذاتُهُ يُرواحُ مكانه بعد ستين سنة ونيف؛ نتحدث باسم العمال، نُغَيِّب مؤسساتِهم الحزبية، نتحالف مع الرأسمال لإنجاز قضاياهم؛ فى أغرب مُفارقة سياسية تعرفها الأرينة السياسية السودانية منذ أن نال السودان استقلاله.

نعم الفكرة فى غاية الشذوذ أيها الموسوعى العظيم،
(اللَّهُمَّ ارحمه بالرحمة الواسعة فى فردوسك الأعلى).

Post: #16
Title: Re: الحزب الشيوعى السودانى يخسر الشفيع خضر ال
Author: حسين أحمد حسين
Date: 08-05-2016, 10:16 AM
Parent: #15

مما يُحيرنى غاية الحيرة فى مسألة خطر الأيديولوجيا على الوعى،

أن يتحدث زملاؤنا بالحزب الشيوعى السودانى عن البورجوازية الصغيرة وهم يصبون جامَّ غضبهم عليها؛ وهم بعد، وبالمعنى الحرفى للكلمة، أعضاء أصيلون فيها لا فى حزب العمال والكادحين.

فلينتبه الرفاقُ الميامين أنَّ الحديث عن الطبقات الكادحة لا يُجَرِّدهم من صفات البورجوازية الصغيرة، بل على العكس هذا الموقف الأيديولوجى يُعشى العمال وجميع الكادحين عن واجبهم السياسى تجاه أنفسهم، ويُعطِّل إنشاء مؤسساتهم التى تدافع عنهم بحق وحقيق.

Post: #17
Title: Re: الحزب الشيوعى السودانى يخسر الشفيع خضر ال
Author: حسين أحمد حسين
Date: 08-06-2016, 10:26 PM
Parent: #16

أنا بورجوازى صغير، منحاز لقضايا العمال، وأعمل على إنجاز هذه القضايا بقدر ما أستطيع. ولأنَّ لى همومى الطبقية المختلفة عن هموم العمال، فمن الأنفع والأجدر أن يكون للعمال حزبهم الذى يُدافع عنهم.

وأنا كبورجوازى صغير/ربما قوى حديثة، على استعداد للتحالف مع هذا الحزب من أجل اتزان ودِمَقرطة واستدامة العملية الإنتاجية، وبالتالى من أجل الوصول للثورة الوطنية الديموقراطية.

Post: #18
Title: Re: الحزب الشيوعى السودانى يخسر الشفيع خضر ال
Author: مني عمسيب
Date: 08-06-2016, 10:40 PM
Parent: #17


استاذي الفاضل .. حسين احمد ..

لك التحية .. ولضيفك الكربم ..

يا اخي حسين رددت هذه العبارة ياريت نعرف
لمن كانت توجه ؟
Quote:
أنا بورجوازى صغير، منحاز لقضايا العمال، وأعمل على إنجاز هذه القضايا بقدر ما أستطيع.
ولأنَّ لى همومى الطبقية المختلفة عن هموم العمال، فمن الأنفع والأجدر أن يكون للعمال حزبهم الذى يُدافع عنهم.
وأنا كبورجوازى صغير/ربما قوى حديثة، على استعداد للتحالف مع هذا الحزب من أجل اتزان ودِمَقرطة واستدامة
العملية الإنتاجية، وبالتالى من أجل الوصول للثورة الوطنية الديموقراطية.


عندي اسئلة كتييرة ولكن بديت من الاخر ..

ولك الاحترام ,,,

Post: #19
Title: Re: الحزب الشيوعى السودانى يخسر الشفيع خضر ال
Author: حسين أحمد حسين
Date: 08-06-2016, 11:40 PM
Parent: #18

Quote: استاذي الفاضل .. حسين احمد ..

لك التحية .. ولضيفك الكربم ..

يا اخي حسين رددت هذه العبارة ياريت نعرف
لمن كانت توجه ؟
Quote:
أنا بورجوازى صغير، منحاز لقضايا العمال، وأعمل على إنجاز هذه القضايا بقدر ما أستطيع.
ولأنَّ لى همومى الطبقية المختلفة عن هموم العمال، فمن الأنفع والأجدر أن يكون للعمال حزبهم الذى يُدافع عنهم.
وأنا كبورجوازى صغير/ربما قوى حديثة، على استعداد للتحالف مع هذا الحزب من أجل اتزان ودِمَقرطة واستدامة
العملية الإنتاجية، وبالتالى من أجل الوصول للثورة الوطنية الديموقراطية.


عندي اسئلة كتييرة ولكن بديت من الاخر ..

ولك الاحترام ,,,


أهلاً بالكنداكة الأستاذة منى عمسيب،
تحيةً واحتراما.

هذا الكلام يا أستاذة منى محض مثاقفة حول التباس بعض المفاهيم السائدة والمكرورة فى أذهاننا، والتى لا تخلو من أوطار الأيديولوجيا، لطالما نتعاطاها دون مناقشة. وبالتالى ربما نحتاج إلى ضبطها واستعدالها؛ أولاً تماشياً مع حالة الفرز الطبقى الحادة التى يشهدها واقع السودان الآن، وثانياً لتأسيس منظومات سياسية تعبر عن شركاء العملية الإنتاجية فى العملية الإنتاجية بكل وضوح، إذا كنا فعلاً معنيين بالتغيير الموصل إلى الثورة الوطنية الديموقراطية.

أنا شاكر للتداخل ومرحب بكل الأسئلة.

Post: #20
Title: Re: الحزب الشيوعى السودانى يخسر الشفيع خضر ال
Author: حسين أحمد حسين
Date: 08-07-2016, 00:07 AM
Parent: #19

عشرُ مسائل فى التنوير الديموقراطى

إستهلال

هذه المسائل هى بطبيعة الحال خلاصات ونتائج توصلتُ إليها من خلال المقالات التى شاركتم شاكرين فى قراءتها والتعاطى معها بالنقاش. فقد رأيتُ تجميعها هنا فى مقال واحد بسيط، خاصةً أنَّ ما كتبتُه من مقالات إتسم بالطول والطابع الأكاديمى الجاف؛ فأرجو أن تروق لكم الفكرة.

مــــتن

1- أيها السودانى النبيل؛ كُنْ ما تشاء، فقط لا تكُن عاطلاً عن الوطن.

2- توشكُ الحريةُ والديموقراطيةُ أنْ تكونا من شروط صِحة التَّديُّن.

3- الثورة الوطنية الديموقراطية هى ترسيخ قواعد الديموقراطية تربوياً وثقافياً وسياسياً، وبالتالى مؤسسياً ومدنياً؛ بالقدر الذى لو اعتلى سدةّ الحكم فصيلٌ عقائدىّ، فإنَّه يتعفَّف عن تسخير الدولة لجهة تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية واجتماعية لصالح المعتنقين لعقائده وأيديولوجياته.

4- "العلمانية صفة للدولة"، ومن الخطأ أن ننعتَ شخصاً ما بأنَّه علمانى:

إنَّ من الأخطاء المنهجية الشائعة المُتَعَمَّدة من قِبَل الإسلام السياسى، أنْ يَصِفَ شخصاً ما بأنَّه علمانى. فالعلمانية هى وَصْفٌ للدولة لا للأشخاص (كما يقول د. عزمى بشارة)، ولكن يحقُّ لنا أن نُّسمِّى الأشخاص الذين يُدافعون عن علمانية الدولة بدعاة الدولة العلمانية. خاصةً أنَّ من بين دعاتها أُناسٌ متديِّنون غاية التَّديُّن، وبالتالى نعتهم بالعلمانيين (أى المُبتَعِدين عن الدين) من قِبَل الإسلام السياسى مسألة غير دقيقة، مغروضة، تكفيرية، وإقصائية فى نهاية التحليل.

5- إنَّ الدولة التى تقوم على الجبرِ والقهر، ولا تقوم بذاتها الديموقراطية فى المناخ الديموقراطى، غير قابلة للحياة مهما امتدَّ أجلُها. فالتطور الذى يشُقُّ طريقه حتف الأنوف، سيجعل أبناءَ الطغاةِ وأحفادَهم أكثر إستنارة من أسلافهم (وإنْ كانتْ إستنارتُهُم بمالٍ مسحوت(. وسيتلاشى الجبرُ والقهر، ووقتها فقط سيعلم الأخْلافُ المستنيرون، كم كان خصومُ أسلافِهم متقدمين فى الفكر والوعى، وكم كان تخلُّفُ آبائهم مُكْلِفٌ، وكم كانت استنارتُهُم مُكْلِفة.

6- توجد فى الإسلام سياقات فكرية تستوعب الممارسة الديموقراطية بمعناها المؤسسى الراسخ الآن. أمَّا لماذا لم تُمارس الديموقراطية المؤسسية من قبل، فذلك لأنَّ سياقها التاريخى لم يَحن بعد. وقد تَحَسَّبَ الصحابة رضوان الله عليهم لمقبل الأيام، فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ماذا يفعلون فيما لم يرد فيه نص من كتابٍ أو سُنَّة؟ فقال صلى الله عليه وسلم: "سلو الصالحين واجعلوه شُورى بينكم"، وفى رواية أُخرى قال: "تشاور الفقهاء والعابدين، ولا تمضوا فيه رأىَ خاصَّة".

فالشورى بمعنى الإسترشاد واستطلاع الرأى كانت سائدة فى ظل نمط الإنتاج الخراجى، غير أنَّها لم تعد كافية لتلبية مقتضيات نمطَىْ الإنتاج الإقطاعى والرأسمالى. وهنا علينا الرجوع للكتاب والسنة؛ هل ثمة آية (أو حديث) تحمل معنى الديموقراطية بمعناها المؤسسى السائد اليوم وظلَّتْ تبحث عن السياق التاريخى الذى يُفسِّر ذلك المعنى؟ أقولُ نعم توجد الآية؛ فقد قال الله تعالى فى سورة النمل: (قالت يا أيُّها الملأُ أفتونى فى أمرى ما كنتُ قاطعةً أمراً حتى تشهدون).

وعن هذه الآية يقول الإمام القرطبى فى المسألة الأولى من بين ثلاث مسائل متعلقة بشرحها: "الملأُ أشرافُ القوم ... قال ابن عباس: كان معها ألفُ قَيْل، وَقَيْلٌ: إثنا عشر ألف قَيْل، مع كلِّ قَيْل مائة ألف. والقَيْلُ الملكُ دون الملك الأعظم. فأخذت في حسن الأدب مع قومها، ومشاورتهم في أمرها، وأعلمتهم أنَّ ذلك مطرد عندها في كل أمر يعرض، "ما كنتُ قاطعةً أمراً حتى تشهدون"، فكيف في هذه النازلة الكبرى. ... قال قتادة: ذُكِرَ لنا أنَّه كان لها ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً هم أهل مشورتها، كلُّ رجل منهم على عشرة آلاف".

فهل الملأُ هنا إلاَّ أعضاء البرلمان (نوَّاب الدوائر)، وهل القَيْلُ إلاَّ وُلاةُ الأقاليم بنوابِ دوائرهم! فهذه الآيات تعكس بجلاء حالاً من التمثيل النيابى (حتى تشهدون)، وفى تقديرى المتواضع هى آيات الديموقراطية، ولكنَّها ظلَّت بعيدة عن التناول حتى بعد حلول سياقها التاريخى؛ وذلك إمَّا لأنَّ القائمين على الأمر فى بلداننا لا يريدون تغييراً يمسُّ أوضاعَهم الراهنة، أو لأنَّنا لم نستوعبها، وهذا أمرٌ مستبعد.

7- عدلُ الحاكم الشخصى مرتبطٌ بورعِهِ، أمَّا عدل دولتِهِ ومجتمعِهِ فيرتبطان بمؤسسات الديموقراطية والشفافية. إذْ لا يكفى أن يكون الحاكمُ وَرِعاً لتكون دولتُهُ ومجتمعُهُ عادليْن وديموقراطِيَيْن. ولكن بمقدور المؤسسات الديموقراطية أنْ تخلُقَ حاكماً ورِعاً، ودولةً ورِعة، ومجتمعاً ورِعاً؛ وإن لَّم يكونوا كذلك.

فالخلفاءُ الرّاشدون (رضوانُ اللهِ عليهم) كانوا عُدولَ وَرَع، لا عُدول مؤسسات ديموقراطية (كانت تلك المؤسسات جنينية أبّان هيمنة الأيديولجى فى زمن سيادة نمط الإنتاج الخراجى). لذلك لم يدُم عدلُهُم زماناً طويلاً.

وهب أنَّ ذلك العدل كان مؤسَّسِيّاً، كذاك الذى كان للنجاشى وخاليوت بن بعانخى فى دولة كوش بالجوار، لكان اليوم عندنا إسلام من نوع آخر: إسلام العقل الحر والتفكير الحر، لا إسلام داعش ولا طالبان، ولا النصرة ولا الأخوان. ... واللهُ وحده المستعان.

8- العمال والعملية الإنتاجية أكثر إنتفاعاً من ديموقراطية العملية الإنتاجية، إذا ما قورنت بديكتاتورية البروليتاريا. وفى ظل ديكتاتورية البروليتاريا فإنَّ شريحة الدولة هى التى ستلعب دور الرأسمالى فى الشئون الداخلية (كالتوظيف وغيره) والخارجية (التبادل مع العالم الرأسمالى)، وبالتالى هى من سيجنح للديكتاتورية لا البروليتاريا/العمال.

وإذا علمنا أنَّ شريحة الدولة هى بالأساس تنتمى للطبقة البورجوازية فى التصنيفات الحديثة، إذاً يتعذر قيام ديكتاتورية بروليتاريا، وستنهض مكانها ديكتاتورية رأسمالية أشرس من الرأسمالية فى ظل نظام ديموقراطى. وهنا تنتفى الحاجة والمسعى إلى ديكتاتورية البروليتاريا، إذ الأصلح للبروليتاريا هو الثورة الوطنية الديموقراطية.

9- لقد ثبت لنا من إستقصائنا لواقع التشكل الإقتصادى الإجتماعى فى السودان، أنَّ أحزاب الشرائح الرأسمالية: الأمة، الإتحادى، الجبهة (خاصة الشريحة ذات الهيمنة) غير معنية بالديموقراطية من الناحية العملية. إذ ما نالته بالديكتاتورية، لم تنله بالديموقراطية؛ تلك التى تزيد من الحركة المطلبية للعمال والقوى الحديثة، وتزيد من إمكانية حدوث توازن فى العملية الإنتاجية لمصلحة جميع شركاء العملية الإنتاجية، وبالتالى يُقلِّل ذلك من الأرباح وعمليات تراكم رأس المال.

وفى واقعٍ كهذا، فإنَّ تحالف أحزاب البورجوازية الصغيرة المرحلي مع الشرائح الرأسمالية لإنجاز قضايا العمال/التوازن فى العملية الإنتاجية/الثورة الوطنية الديموقراطية (لا مع الشرائح العمالية والقوى الحديثة المنتفعة من الديموقراطية، والمغيبة عمداً فى المشهد السياسى السودانى) هو عين التَسَيُّبِ السياسى، ويأتى بنتائج عكسية؛ يُكرِّس للديكتاتورية، يُفرِّخ اليأس، ويُعشى النَّاسَ عن البديل.

10- وحدُهُ الطيْر، المُخوَّلُ بالحديث عن الحريةِ فى هذا الوطن الذى إسمه السودان.

خاتمة

قوموا لثورتكم يرحمكم الله.



Post: #21
Title: Re: الحزب الشيوعى السودانى يخسر الشفيع خضر ال
Author: حسين أحمد حسين
Date: 08-07-2016, 11:42 PM
Parent: #20

Quote: بيان صحفى
اللجنة المركزية تعقد اجتماعها الثاني
في يوم السبت الموافق 6 اغسطس 2016 انعقد اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيوعي بحضور38عضوا من أعضاء المركزية وشارك ستة أعضاء من الاحتياطي لعضويتها في أعمالها.
وتضمنت أجندة الاجتماع:-

1- البيان الختامي للمؤتمر السادس
2- البيان الجماهيري
3- انتخاب المكتب السياسي
4- اشياء اخرى

وبعد نقاش مستفيض وتعديلات متعددة وافقت اللجنة المركزية على البيانين بالاجماع واوصت باصدارهما لأعضاء وأصدقاء الحزب وجماهير شعبنا وقبل انتخاب المكتب السياسي رأت اللجنة المركزية البحث في البلاغ المقدم حول تصريح الزميل صدقي كبلو لصحيفة اليوم التالي حول الاجتماع الاول للجنة المركزية ورأت اللجنة المركزية ضرورة أن يبتعد الزملاء من التصريحات في الصحف وترك المسألة لمسئول الاعلام المركزي بوصفه ناطقا رسميا للحزب وأن العلاقة مع الصحف وأجندة الدعاية هي مسئوليته وتقدم الزميل كبلو باعتذار عن تصرفه في التصريح للصحيفة. وبعد ذلك بدأت عملية انتخابات المكتب السياسي وفي هذا الاطار تم انتخاب أعضاء سكرتارية اللجنة المركزية الاتية اسماءهم:-

- الزميل محمد مختار الخطيب – السكرتير السياسي
- الزميل مختار عبدالله – السكرتير التنظيمي
- الزميل الحارث التوم – السكرتير المالي
- الزميل السر بابو – السكرتير الثقافي
- الزميل محي الدين الجلاد سكرتير الادارة
- الزميل فتحي محمد الفضل – سكرتير مكتب الاعلام المركزي والناطق الرسمي للحزب

بجانب هؤلاء تم انتخاب الزملاء والزميلات:

- الزميل صديق يوسف – مكتب الاتصالات السياسية
- الزميل صالح محمود – مكتب العلاقات الخارجية
- الزميل هاشم ميرغني – مكتب المزارعين
- الزميلة فايزة نقد – مكتب النقابات المركزي
- الزميلة هنادي فضل – مكتب الطلبة
- الزميل كمال الجزولي – مكتب الكتاب والادباء الشيوعيين
- الزميل صدقي كبلو – المكتب الاقتصادي
- الزميل مسعود احمد الحسن – السكرتير السياسي للمديرية.

وتم الاتفاق على أن تعقد اللجنة المركزية اجتماعها القادم في بداية سبتمبر2016 .

الناطق الرسمي باسم الحزب:

فتحي محمد الفضل
7 اغسطس2016
______________
منقول من صفحة الأستاذة الصديقة أمال الزين بالفيس بووك.


"خوفى من تلحق رفيقك"

لا تُفكِّر أستاذى الجليل د. صدقى كبلو، وإلاَّ سيكون مصيرك هو مصير د. الشفيع خضر عليه المحبة والسلام.

أنا فرِحٌ وحزين.

Post: #22
Title: Re: الحزب الشيوعى السودانى يخسر الشفيع خضر ال
Author: مني عمسيب
Date: 08-08-2016, 08:59 AM
Parent: #21


التحية لك استاذي ..

اما بخصوص :
Quote: أولاً تماشياً مع حالة الفرز الطبقى الحادة التى يشهدها واقع السودان الآن

اي فرز طبقي تقصده ؟ اذا الواقع اختلف تمامآ
واصبحت البرجوازية الكبيرة مزيفة وطفيلية
والبرجوازية الصغير ليست لها اثر من احتكار
الطفيلية لكل شئ في هذا الوطن المنكوب ؟

ولي عودة للمتابعة ...

Post: #23
Title: Re: الحزب الشيوعى السودانى يخسر الشفيع خضر ال
Author: حسين أحمد حسين
Date: 08-08-2016, 10:02 PM
Parent: #22

Quote: اي فرز طبقي تقصده ؟ اذا الواقع اختلف تمامآواصبحت البرجوازية الكبيرة مزيفة وطفيليةوالبرجوازية الصغير ليست لها اثر من احتكارالطفيلية لكل شئ في هذا الوطن المنكوب ؟ولي عودة للمتابعة ...


أستاذة منى عمسيب تحياتى،

فى البدء أعنى كل ما تحمل كلمة فرز طبقى من فرز طبقى، بما فيه ما أرفده عنايتكم من بعض سماته.

كما أحب أن أُطمئنك بأنَّ مصطلحاتى مضبوطة تماماً يا أستاذة منى، فلُطفاً إدلفى عنوةً إلى لب ما تودين قوله حول الآراء المطروحة.

وإذا تريدين إجابة على سؤالك أعلاه بشكل دقيق، فاقرئى بوست "حيثيات التشكل الإقتصادى - الإجتماعى فى السودان وآفاق التغيير السياسى" هنا فى سودانيزأونلاين.

وأقول ما أقول فقط لأُوفر عليك وعلىَّ بعض الوقت للتثاقف بعيداً عن هذا النوع من الأسئلة الأداتية؛ وهى لا تثريب عليها مُطلقاً حينما يكون هناك متسعاً من الوقت.

فى انتظار عودتك.

Post: #24
Title: Re: الحزب الشيوعى السودانى يخسر الشفيع خضر ال
Author: مني عمسيب
Date: 08-08-2016, 10:19 PM
Parent: #23


استاذي الحسين ..

لك وافر الاحترام والتقدير ..

ولاشك لي عودة ليست فقط للاسئلة الاداتية بل للتثقيف
والاكتساب الذي اجده في هذا الطرح الدسم ..

بعدين يا استاذي فوجئت بهذا الرد من استاذ تناسي انني
برومة في هذا الطرح الدراسي حقيقة انا بقرأ وكاني بقرأ
في كتاب اريد اعادت مفرداته التي لم اعد استوعبها في
كتير من الاحيان .. اكيد من شدة اللغة المتينة لاغير هههه
Quote:
كما أحب أن أُطمئنك أنَّ مصطلحاتى مضبوطة تماماً يا أستاذة منى،
فلُطفاً إدلفى عنوةً إلى لب ما تودين قوله حول الآراء المطروحة.
وإذا تريدين إجابة على سؤالك أعلاه بشكل دقيق، فاقرئى بوست "
حيثيات التشكل الإقتصادى - الإجتماعى فى السودان وآفاق التغيير
السياسى" هنا فى سودانيزأونلاين.
وأقول ما أقول فقط لأُوفر عليك وعلىَّ بعض الوقت للتثاقف بعيداً عن
هذا النوع من الأسئلة الأداتية؛ وهى لا تثريب عليها مُطلقاً حينما
يكون هناك متسعاً من الوقت.

عمومآ مازلت علي موقفي من الاسئلة .. واؤكد لك هذا السؤال ليست
له اي علاقة بمصطلحاتك المامحتاجة لاي تأكد في الالتزام .. لانك
بتتكلم من ناحية حزبية منظمة وانا لم افطن لها الا بعد هذا الرد . وانا
اتكلم من ناحية واقع عشوائي اعيشه ..

عمومآ لك العتبي حتي ترضي ..

وا اؤكد لك هذا البوست بالنسبة لي درس قبل كل شئ .

ولك وافر الاحترام والاحترام والاحترام ..

Post: #25
Title: Re: الحزب الشيوعى السودانى يخسر الشفيع خضر ال
Author: حسين أحمد حسين
Date: 08-09-2016, 11:11 PM
Parent: #24

Quote:
استاذي الحسين ..

لك وافر الاحترام والتقدير ..

ولاشك لي عودة ليست فقط للاسئلة الاداتية بل للتثقيف
والاكتساب الذي اجده في هذا الطرح الدسم ..

بعدين يا استاذي فوجئت بهذا الرد من استاذ تناسي انني
برومة في هذا الطرح الدراسي حقيقة انا بقرأ وكاني بقرأ
في كتاب اريد اعادت مفرداته التي لم اعد استوعبها في
كتير من الاحيان .. اكيد من شدة اللغة المتينة لاغير هههه

...........

عمومآ مازلت علي موقفي من الاسئلة .. واؤكد لك هذا السؤال ليست
له اي علاقة بمصطلحاتك المامحتاجة لاي تأكد في الالتزام .. لانك
بتتكلم من ناحية حزبية منظمة وانا لم افطن لها الا بعد هذا الرد . وانا
اتكلم من ناحية واقع عشوائي اعيشه ..

عمومآ لك العتبي حتي ترضي ..

وا اؤكد لك هذا البوست بالنسبة لي درس قبل كل شئ .

ولك وافر الاحترام والاحترام والاحترام ..


سيدتى الأستاذة منى عمسيب،
شفيف التحايا وعظيم شكرى واحترامى والتجلة.

أما بعدُ،

يا أهلاً ويا ألف مرحب بعودتك، وبأسئلتك، وأنا لا أمَلْ. بل أنا فى الحقيقة مُمتن لك على التعاطى مع ما أكتب على عِلاَّتِ تواضعه وقصوره، وممتن على تشجيعك المستمر الذى يجعلنى أشدُّ المئزر وأشحذ عدة الشغل وأجوِّد، وأرجو أن أكون بما يوازى كل هذه الأشواق.

كما أنِّى أعتذر عن هذا الرد غير المتوقع المفاجئ الذى ترددتُ كثيراً وأنا أكتبه لكنداكة، وأىُّ كنداكة، من كنداكات هذا البلد الجسورات المناضلات هى منى عمسيب. وبعدين ياأُختى حاشاكِ البرلمة، فلا أحد يا صديقتى يملك حقيقة مطلقة فى هذا الكون، ولكن بتبادل المعلومات والتثاقف البناء نستطيع رسم جدارية للمعرفة، لحمها وسداتها ما قاله عنترة بن شداد "الكوشى": "هل غادرَ الشعراءُ من مُتردَّمِ".

وأُكرِّر: مرحب بأسئلتك، ولن أردَّ عليها بوصف من يُلقى درساً، حاشى لله، ولكن من جانب تبادل المعرفة؛ وأنا مثلُك أتعلم. وأرجو أن تعلمى أن لَّا عتبى من جانبى على السؤال ولا تثريب.

معلوم معزتنا وكدا.

Post: #26
Title: Re: الحزب الشيوعى السودانى يخسر الشفيع خضر ال
Author: حسين أحمد حسين
Date: 08-10-2016, 11:10 PM
Parent: #25

عمال + بورجوازية صغيرة + رجال أعمال + (...) = الإنتاج/العملية الإنتاجية/الثورة الوطنية الديموقراطية فى نهاية التحليل.
(غياب حزب العمال) + (72 حزب بورجوازية صغيرة )+ (3 أحزاب للشرائح الرأسمالية) = معادلة سياسية مختلة.

وبالتالى فى غياب حزب العمال والقوى الحديثة السودانى (المغيَّب تواطؤاً فى المشهد السياسى السودانى)، فليس لأحزاب البورجوازية الصغيرة بدٌّ من التحالف مع أحزاب الشرائح الرأسمالية (التحالف إتجاهُهُ واحد هنا بسبب ذكاء البورجوازية الصغيرة وحلفائها) خاصة الشريحة ذات الهيمنة (شريحة رأس المال المالى التى تمثلها الأخوانوية) لِإحداث توازن فى عملية سياسية إختلالها لانهائى بسبب غياب حزب العمال والقوى الحديثة.

وعليه، مع حالة النصب واللُّغوب (Opposition Fatigue) التى تعترى المعارضة السودانية (27 سنة معارضة تفتِّر جبل) التى يغلب عليها الطابع البورجوازى الصغير فى تشكلية نداء السودان (باستثناء حزب الأمة القومى كممثل لشريحة رأس المال الزراعى التى تنتمى تجانساً لحلف القوى الإقتصادى (Power Block) الذى قلنا عنه أنَّه لا يُقصى حلفاءه إقصاءاً نهائياً فى لعبة السياسة؛ فدائما ما يقدِّم السبت ليجده أحداً يوماً ما)، ومع غياب حزب الجماهير - حزب العمال والقوى الحديثة، فليس لنداء السودان من سبيل آخر لإيجاد تسوية مع الأخوانويين. وتتجلى هذه الميوعة الطبقية لنداء السودان أنصع ما تتجلى فى موقف حزب المؤتمر السودانى - الذى حيَّر الأستاذين زهير السراج وفائز السليك - فى الإستجابة الباكرة لغزل الشريحة المهيمنة.

ومن يلوم حزب المؤتمر السودانى (الذى عمره فى الوجود السياسى لم يبلغ العشرة أعوام) للميل للتحالف مع شرائح رأس المال فى غياب حزب العمال والقوى الحديثة السودانى! فهل من سبيل آخر؟ ولعمرى الذى يُلام على ذلك هم أحزاب البورجوازية الصغيرة التى صنعت غياب حزب العمال والقوى الحديثة فى المشهد السياسى السودانى تواطؤاً مع أحزاب الشرائح الرأسمالية قبل ولادة حزب المؤتمر السودانى.

نرجو أن نستفيقَ جميعاً لإيجاد معادلة سياسية متوازنة بحق وحقيق.

Post: #27
Title: Re: الحزب الشيوعى السودانى يخسر الشفيع خضر ال
Author: حسين أحمد حسين
Date: 08-13-2016, 09:55 AM
Parent: #26

ستظل البورجوازية الصغيرة فى خانة ردود الأفعال باستمرار فى عِلاقتها بحلف القوى الإقتصادى (The Power Block) وخاصة بالشريحة ذات الهيمنة (The Hegemonic Fraction) الفاعلة باستمرار، فى ظل غياب المؤسسة العمالية (حزب العمال والقوى الحديثة السودانى) القائمة بإرادة العمال. وبالتالى ستظل هذه البورجوازية الصغيرة خاضعة لجدلية الحرد - العشم، تماماً كالمراهق العاشق، دون أن تجنى ثمرةً واحدةً فى حقل التغيير ولمدة 27 عاماً حسوما؛ لا سيما أنَّ الطرف الفاعل (الشريحة ذات الهيمنة) تُتْقِنُ لعبة الغنج السياسى.

Post: #28
Title: Re: الحزب الشيوعى السودانى يخسر الشفيع خضر ال
Author: حسين أحمد حسين
Date: 08-15-2016, 11:23 PM
Parent: #27

ولأنَّ الشريحة المهيمنة (شريحة رأس المال المالى) هى شريحة طفيلية بامتياز، وتعمل ألف حساب لوجود حزب للعمال والقوى الحديثة فى السودان، فأول إجراء قامت به فى بواكير أيامها هو إلغاء نقابات العمال وفصل كوادرها للصالح العام، وإخصاء هياكلها باعتماد نقابة المنشأة وحشوها بالكوادر الإخوانوية لِتُدير شئونها؛ تلك الكوادر التى تنعم بالتمييز الإقتصادى على حساب سائر العمال.

وإمعاناً فى شل قدرات العمال للقيام بأىِّ عمل تنظيمى فى المستقبل، فقد أسرفت الشريحة ذات الهيمنة الإسلاطفيلية فى تدمير الزراعة السودانية، وتعطيل كافة المصانع التى لا يحوزها الأخوانويون (85% من مصانع القطاع الخاص خارج العملية الإنتاجية، وما يعمل منها يعمل بطاقة تشغيل أقل من 15%)، وقامت برهن المشاريع الزراعية والصناعية للعالم الخارجى مقابل قروض إسْتُجلِبَتْ فى الأصل - لا لصيانتها وتجديدها - ولكن لتذهب لجيوب الخاصة.

ولأنَّ غاية ما تتمناه الليبرالية الجديدة (Neoliberalism) هو جعل الوطن (أى وطن) قابل للبيع عالمياً، فها هى الآن تحضُّ وتدفعُ السودان دفعاً للتوقيع علىى إتفاقية التجارة العالمية التى يتباهى بها النظام، لتقطع الطريق أمام أىِّ محاولة مستقبلية (لا سيما من قبل المعارضة) لاسترداد الأراضى التى باعها النظام السارق لأطراف عالمية وما انفكَّ يرهن بعضها.

وكما ظللنا نُردِّد، سيستيقظ أهل السودان يوماً ما، ليجدوا أنفسهم قد صاروا أقناناً لغرباء فى وطنهم، ولا يملكون الأرضَ التى تحت أقدامهم.

Post: #29
Title: Re: الحزب الشيوعى السودانى يخسر الشفيع خضر ال
Author: حسين أحمد حسين
Date: 08-17-2016, 09:59 PM
Parent: #28

حزب العمال والقوى الحديثة السودانى:-

* هو سند البورجوازية الصغيرة (الطبقات الوسطى) للرؤية الإقتصادية والإجتماعية والسياسية المتوازنة، والتخطيط المتوازن. وغيابه يُكرِّس للرأسمالية الأصولية (Fundamentalist Capitalism)، ويُمفصِل قضايا العمال والبورجوازية الصغيرة معاً فى سياسات رأس المال القحَّة، ويزج بالبلد كلها فى فخاخ النيوليبرالية.

* هو سند البورجوازية الصغيرة المنحازة لقضايا العمال (اليسار) وأساس فاعليتها، وبالتالى ينقل هذا اليسار من مرحلة التحدث باسم العمال (فى غياب حزبهم) إلى مرحلة التحالف الإستراتيجى معهم (فى حضور حزبهم).

* من يخشى قيام حزب للعمال والقوى الحديثة فى السودان، وبالتالى يُساهم فى تغييبِهِ القسرى من المشهد السياسى السودانى، هو العدو الحقيقى للعمال والقوى الحديثة فى السودان.

* على البورجوازية الصغيرة أن تختار بين الإنحياز لمضيرة رأس المال، وبين التحالف مع العمال.

Post: #30
Title: Re: الحزب الشيوعى السودانى يخسر الشفيع خضر ال
Author: حسين أحمد حسين
Date: 08-21-2016, 01:31 AM

وأنا أستلهم الشاعر الفذ أيمن أبو الشعر القائل: "إنِّى أُؤمنُ أنَّ الدِّينَ لبارى الدِّينِ وفوقَ الأرضِِ صراعُ الطبقة"،

أجد أنَّ الشيوعية أيديولوجيا فى غاية الميتافيزيقية، وقد تعمَّقت هذه الميتافيزيقية بانهيار المرحلة التى تسبق هذه الشيوعية؛ أعنى الإشتراكية بالطبع. وبالتالى لم يتبقَّ للأحزاب الثورية سوى الثورة الوطنية الديموقراطية. وعليه يُغرد خارج سرب الطبقة ويُمعنُ فى الميتافيزيقية من يشحذ هممنا نحو الشيوعية أو الإشتراكية، أو من يتحالف مع الراسمال لإنجاز قضايا الطبقة العمالية.

فالثورة الوطنية الديموقراطية أقرب لصراع الطبقات، وصراع الطبقات لا يقوم بالوكالة بل بالأصالة. وبالتالى لن تقوم الثورة الوطنية الديموقراطية فى غياب الممثل الأصيل للعمال والنِّد فى هذا الصراع الطبقى مهما تنطَّعت البورجوازية الصغيرة فى الحديث عن العمال، لا سيما وهى دائمة الجنوح (بحكم تكوينها الطبقى) للتحالف مع غرماء العمال.

Post: #31
Title: Re: الحزب الشيوعى السودانى يخسر الشفيع خضر ال
Author: حسين أحمد حسين
Date: 08-23-2016, 10:10 PM
Parent: #30

إحذروا الأيديولوجيا، فإنَّها تُصيِّرُ أصحابَ العقولِ الطَّلْعَة، إلى عاطلين عن المواهب.

Post: #32
Title: Re: الحزب الشيوعى السودانى يخسر الشفيع خضر ال
Author: Elawad Ahmed
Date: 08-23-2016, 11:47 PM
Parent: #1

شكرا اخ حسين على هذا الطرح الدسم
فقط لم استوعب ان كانت رؤيتك تنحو نحو خطل الالتزام الأيديولوجي ام قصور البرنامج السياسي للحزب الشيوعي، فقد دعوت لحزب العمال والقوى الحديثة وان لم تفصح عما هم العمال في تقديرك ومن هم أولائك المتلحفين برداء القوى الحديثة.. سؤالي هل لحزب العمال والقوى الحديثة من إطار ايديولوجي ام حزب يقتات من برنامج سياسي يلبي مرحلة طموحات المجتمع السوداني واي بنية تنظيمية يمكن أن تكون المحرك الفاعل لمثل هذا الحزب... لا أود أن أسبق تعقيبك ولكني أرى فيه حزب شيوعي آخر! .

Post: #33
Title: Re: الحزب الشيوعى السودانى يخسر الشفيع خضر ال
Author: حسين أحمد حسين
Date: 08-25-2016, 01:26 AM
Parent: #32

Quote: شكرا اخ حسين على هذا الطرح الدسمفقط لم استوعب ان كانت رؤيتك تنحو نحو خطل الالتزام الأيديولوجي ام قصور البرنامج السياسي للحزب الشيوعي، فقد دعوت لحزب العمال والقوى الحديثة وان لم تفصح عما هم العمال في تقديرك ومن هم أولائك المتلحفين برداء القوى الحديثة.. سؤالي هل لحزب العمال والقوى الحديثة من إطار ايديولوجي ام حزب يقتات من برنامج سياسي يلبي مرحلة طموحات المجتمع السوداني واي بنية تنظيمية يمكن أن تكون المحرك الفاعل لمثل هذا الحزب... لا أود أن أسبق تعقيبك ولكني أرى فيه حزب شيوعي آخر! .


الأستاذ العوض أحمد ألف تحية وشكر،

أولاً، ما أنا بصدده هنا ليس مفصلاً على الحزب الشيوعى السودانى على وجه التعيين، ولكنه مفصلٌ على البورجوازية الصغيرة، والحزب الشيوعى مجرد مثال لتلك البورجوازية الصغيرة.

ثانياً، حديثى هو فى عمومه عن خطر الأيديولوجيا، من حيث هى كأيديولوجيا، فى خلق حالة من التصورات والوعى الزائفين. وإذا ما أخذنا الحزب الشيوعى كمثال، فإنَّنا نجده قد أسرف فى الحديث عن إهتمامه بالعمال وأنَّه حزب الطبقة العاملة، ولكنه خلال ستة عقود لم تخطر بباله ولا ببال الأكاديميا التى تنتمى إليه أن تتحدث عن أهمية قيام مؤسسة سياسية نابعة من بين العمال - من طبقتهم (خارج نطاق نقابات العمال التى على رأسها عمالٌ ألمعيون هم أقرب للبورجوازية الصغيرة منهم إلى العمال) ليتحالف معها لإنجاز قضاياهم. بل زاد الأمر تعقيداً حينما راح يتحالف تكتيكياً مع أعداء العمال (شرائح رأس المال) لإنجاز قضاياهم. ولم ينتبهْ كل الساسة السودانيون بما فيهم الحزب الشيوعى السودانى بطبيعة الحال إلى اختلال المعادلة السياسية والتقلُّب بين الديموقراطية والعسكرتاريا بسبب غياب كيان جامع للعمال والقوى الحديثة والمناصرين لهم من الطبقات الأخرى. أو لعلهم لا يرغبون؛ فإذا ما قام حزبٌ للعمال ماذا سيتبقى للمتحدثين باسم العمال ليتحدثوا عنه، وإذا ما قام حزبٌ للعمال سيخسر الراسمال بسبب منع ابتزاز العمل والعمال أو الحد منه، وإذا ما قام حزب للعمال ربما تعطل المشروع الرأسمالى القاضى بانتقال التشكل الرأسمالى من مرحلة إعادة الإنتاج البسيطة إلى مرحلة إعادة الإنتاج المعقدة/ التراكبية أو قل الرأسية. وبالتالى إذا تأسس البرنامج السياسى للحزب الشيوعى السودانى على هذا الخطل الإيديولوجى فلن ينجو هو الآخر من التقصير.

ثالثاً، يعتمد حزب العمال والقوى الحديثة التعريفات الواردة لدى منظمة العمل الدولية فيما يتعلق بالعمال والقوى الحديثة وكل الفئات المنحازة لقضايا العمال. وحزب العمال هو حزب يُدافع عن شراكة العمال فى العملية الإنتاجية من باب جعلها ديموقراطية، متوازنة، ومستدامة (حزب العمال والقوى الحديثة أحرص على الديموقراطية - لأنَّه ينتفع منها أكثر - من شرائح رأس المال التى نالت بالديكتاتورية ما لم تنله بالديموقراطية)؛ بلوغاً لمرحلة العمالة الكاملة، ثم الثورة الوطنية الديموقراطية. ومنطلقاته فى هذا الصدد ليس الحقد الطبقى ولا التقابل العقدى، ولكنها شراكة وكلاء العملية الإنتاجية فى العملية الإنتاجية. كما أن للحزب بنية تنظيمية ديموقراطية متكاملة (راجع: حزب العمال والقوى الحديثة السودانى. ويمكن أن تقرأ عنه هنا فى سودانيزأونلاين تحت: حيثيات الواقع الإقتصادى الإجتماعى فى السودان وآفاق التغيير السياسى).

رابعاً، حزب العمال والقوى الحديثة السودانى ليس بحزب شيوعى آخر بل هو السند الحقيقى للحزب الشيوعى السودانى القائم الآن إذا ما انجلت غياية الأيديولوجيا. وهو مبذول للمفاكرة ببراءة اقتراع تحمل نفس الأسم منذ أكثر من خمس سنوات. غير أنَّى تمنيت لو يسمى الحزب الشيوعى السودانى نفسه حزب العمال والقوى الحديثة السودانى تماشياً مع مرحلة الثورة الوطنية الديموقراطية وبنية وعى المجتمع السودانى (وقد ذكرت ذلك فى مساهمتى فى كتاب د. صديق الزيلعى الموسوم "هل يمكن تجديد الحزب الشيوعى السودانى")، إذ ليس من المعقول أن نشحذ همم هذا الشعب المنهك نحو شيوعية غائبة/ميتافيزيقية، واشتراكية متهافتة باستخدام كل الأيديولوجيات المعنية بحرق المراحل، ونحن بعد لم ننجز ثورتنا الوطنية الديموقراطية.

فأنا يا عزيزى من أنصار أن نرفع شعارات الثورة الوطنية الديموقراطية ونتسمى باسمها، وحزب العمال والقوى الحديثة السودانى يلبى متطلبات الثورة الوطنية الديموقراطية القائمة على حقائق شراكات وكلاء العملية الإنتاجية فى العملية الإنتاجية كما تُخبرنا بها دالة الإنتاج المعروفة؛ إذ أنَّ التاريخ المادى - كما تُحدثنا المادية التاريخية - هو تاريخ بنائى ولا يعرف حرق المراحل، بل يتناقضها ويبنى عليها واقعاً جديداً.

شاكر لتعاطيك مع هذا البوست.

Post: #34
Title: Re: الحزب الشيوعى السودانى يخسر الشفيع خضر ال
Author: حسين أحمد حسين
Date: 08-26-2016, 10:23 PM
Parent: #33

قلنا احذروا الأيديولوجيا، فإنَّها تُصيِّرُ أصحابَ العقولِ الطَّلْعَة، إلى عاطلين عن المواهب.

والعاطلون عن المواهب، عاطلون عن الوطن.

Post: #35
Title: Re: الحزب الشيوعى السودانى يخسر الشفيع خضر ال
Author: حسين أحمد حسين
Date: 08-30-2016, 07:24 AM
Parent: #34


الذكرى السبعون لتأسيس الحزب الشيوعي السوداني والموقف من التجديد والتغيير .. بقلم: د. كاظم حبيب / برلين/العراق

(منقول من صفحة النور أحمد على - سودان فور أوول)

صدر كتاب جديد بعنوان ""هل يمكن تجديد الحزب الشيوعي السوداني؟ بمناسبة "الذكرى السبعون لتأسيس الحزب الشيوعي السوداني (1946-2016)" ، تحرير الدكتور صديق الزيلعي ، شارك في كتابته بمقالات مستقلة 26 كاتباً شيوعياً وغير شيوعي أو مستقل، تناول بعضها تاريخ الحزب، كما في البحث المهم للسيد الدكتور محمد محمود، وبعضها الآخر حول الاقتصاد والصيرفة الإسلامية في السودان، كما في مقالة السيد الهادي الهباني، أو مناقشة سياسات الحزب في الماضي وعن فترات النضال المختلفة، كما في مقالة التجاني الطيب، والدعوة إلى تجديد الحزب وبناء حزب ديمقراطي جديد، كما في بحث الدكتور فاروق محمد إبراهيم، أو تطرق بعضهم إلى مناقشة ونقد بعض المسائل المبدئية التي يلتزم بها الحزب الشيوعي السوداني، ومنها قاعدة المركزية الديمقراطية، كما في مقال السيد صديق الزيلعي، ومقالات أخرى تناولت ذكريات شخصية مع بعض القادة الشيوعيين والحياة السياسية السودانية وحياة الطلبة بالخارج، كما في مقال الدكتور حامد فضل الله. كانت لي لقاءات مع ممثلي الأحزاب الشيوعية والعمالية في براغ حين كنت عضواً في هيئة ومجلس تحرير مجلة قضايا السلم والاشتراكية (مجلة الوقت)، ومنهم ممثل الحزب الشيوعي السوداني الرفيق د. محمد مراد الحاج، كما تسنى لي اللقاء مع الرفيق محمد إبراهيم نقد في موسكو، أطلعت فيها على عمل ونشاط الحزب الشيوعي السوداني وإنجازاته وإخفاقاته، ودوره في عملية التنوير الفكري والاجتماعي والنضال السياسي. لقد تكرم الصديق الدكتور حامد فضل الله بإعارتي الكتاب لمطالعته. فحفزني على الكتابة مرة أخرى عن اليسار العالمي وبالدول العربية وعن الأحزاب الشيوعية بالدول العربية، ومنها الحزب الشيوعي السوداني.

تميز تاريخ الحزب الشيوعي السوداني على مدى الأعوام السبعين المنصرمة بالروح النضالية العالية والاستعداد للعمل والتضحية بالغالي والنفيس لصالح استقلال السودان وحرية شعبه وازدهار اقتصاده وتقدم مجتمعه على أسس ديمقراطية وعلمانية ملتزماً من حيث الواقع بالشعار العام والسليم "الدين لله والوطن للجميع".

قبل تأسيس الحزب الشيوعي السوداني ظهرت بذور أولية للفكر الماركسي في العشرينات من القرن العشرين وتبلورت في نواتات وحلقات ماركسية منذ النصف الثاني من العقد الرابع من القرن الماضي، ولكنها اجتمعت لتشكل الحركة السودانية للتحرر الوطني (حستو)، في العام 1946 والتي أصبحت فيما بعد الحزب الشيوعي السوداني. ومنذ ذلك الحين لم يتوقف نضال الشيوعيات والشيوعيين السودانيين، ولم ينقطع عن تقديم التضحيات الجسام، سواء باستشهاد مجموعة غير قليلة من قادته الشجعان والكثير من أعضاء الحزب وكوادره، أم بزجهم في السجون وقضاء سنوات كثيرة فيه. لست ناوياً في هذا المقال أن أتحدث عن تاريخ الحزب الشيوعي السوداني ولا عن البطولات التي اجترحها السودانيون من شيوعيين وديمقراطيين وتقدميين في النضال من أجل الشعب السوداني واستقلاله وحريته تقدمه، إذ إن هذه المهمة الكبيرة هي من اختصاص الرفاق والرفيقات في السودان ذاته أو خارجه، بل أحاول هنا أن أتناول المسألة المهمة التي طرحها محرر الكتاب واشارك اجتهاداً في الإجابة عن السؤال المهم والكبير الذي وضعه الكاتب عنواناً للكتاب في الذكرى السبعينية لتأسيس الحزب الشيوعي السوداني، "هل يمكن تجديد الحزب الشيوعي السوداني؟".

منذ أوائل العقد الأخير من القرن العشرين بدأت أتناول موضوع الأحزاب الشيوعية بالدول العربية وأحاول البحث في مدى إمكانية تجديد هذه الأحزاب التي ارتبطت عضواً بالأممية الشيوعية، الأممية الثالثة، والتي اعتمدت الماركسية-اللينينية كمنهج ودليل عمل ونضال فكري وسياسي. ونشرت بهذا الصدد أكثر دراسة موسعة نشرت في جريدة الطريق اللبنانية في أوائل التسعينات من القرن الماضي، كما نشرت مقالات أخرى ولقاءات صحفيه بشأن أوضاع الأحزاب الشيوعية والعمالية بالدول العربية، ثم خصصت مقالاً آخر عن الحزب الشيوعي العراقي في العام 2006 بعد أن توجه لعقد مؤتمره الثامن في أيار/مايس من العام 2007. إن متابعتي لنشاط ونضال الحزب الشيوعي السوداني والأسس الفكرية والتنظيمية التي يعتمدها في عمله بين الجماهير وفي داخل الحزب ومع الأحزاب والقوى الأخرى تسمح لي في أن أبدي بعض الملاحظات في هذا الصدد، والتي تنطبق تماماً على بقية الأحزاب الشيوعية في الدول العربية.

دأب بعض المفكرين والسياسيين العرب الإشارة الواضحة إلى إن الأحزاب الشيوعية قد انتهى أمر وجودها وستنتهي إن آجلاً أو عاجلاً. أختلف مع هذا الرأي تماماً وأؤكد إن الأحزاب الشيوعية بالدول العربية ستبقى قائمة ولن تحل أو أن تنتهي. ولكن إذا استمر وضعها على النحو الراهن، سوف لن يتسنى له أن تلعب دوراً مهماً وفاعلاً، بل ستبقى هامشية في دورها في الحياة السياسية بالدول العربية بخلاف ما كانت عليه في الأربعينيات والخمسينيات والستينيات من القرن العشرين، وبهذا فوجودها سوف لن يكون له الأثر الذي يسعى إليه الشيوعيون والشيوعيات على وفق المبادئ التي يحملونها والشعارات التي يسعون إلى تحقيقها، وبالتالي فهم أمام واحدة من أثنين إما أن يلعبوا دوراً مهماً وفاعلاً ومؤثراً أو أن يبقوا هامشيين ومعزولين عن حركة الجماهير الواسعة وضعيفي التأثير عليها وعلى الحياة السياسية. فأن اختاروا الطريق الأول فما عليهم إلا التغيير وليس التجديد، وإذا اختاروا النهج الثاني، فهذا يعني أنهم غير جادين في عملية التجديد والتغيير بأي حال أو إنها مجرد أحاديث استهلاكية شكلية. وعملية الاختيار ليست إرادية بحتة، بل هي ضرورة موضوعية فرضها التغيرات الهائلة الحاصلة على العالم كله والذي يستوجب التناغم والانسجام مع هذه العملية الموضوعية الجارية بالعالم.

من عمل في الحركة الشيوعية والعمالية العالمية بوعي ومسؤولية أدرك دون أدنى ريب الجمود العقائدي الذي سقطت فيه الحركة الشيوعية العالمية والأزمة التي عانت منها الأحزاب الشيوعية على صعيد بلدانها، وخاصة بالدول الاشتراكية والتي قادت إلى ما هي عليه الآن، حيث اختفت المنظومة الاشتراكية، وضعفت الأحزاب الشيوعية إلى حد الهزال وعدم التأثير في الأحداث. ويمكن أن نتابع ذلك في الأحزاب الشيوعية والعمالية في دول الاتحاد الأوروبي مثلا، ومنها على نحو خاص الأحزاب الشيوعية في فرنسا وإيطاليا واسبانيا والبرتغال وغيرها من الدول الأوروبية، التي كان لها نفوذ واسع في الأوساط الشعبية وفي النقابات وفي البرلمان، ولم يعد لها هذا النفوذ والتأثير والدور الفاعل. ومن هنا ستشمل ملاحظاتي جميع الأحزاب الشيوعية بالدول العربية وبهذا القدر أو ذاك بسبب تماثلها من حيث الفكر والممارسة السياسية، رغم وجود بعض التباين في تفاصيل أوضاع هذه البلدان، ولكنها كلها في الهم شرق.

إن من يسعى إلى التجديد الحقيقي والتغيير الفعلي عليه أن يبدأ بنقد الذات من حيث الفكر والسياسة والممارسة، سواء مع المجتمع، أم مع القوى والأحزاب الأخرى أم مع رفاق الحزب والجماهير المحيطة به، أو في علاقته مع الأحزاب الشيوعية والعمالية في الدول الاشتراكية وخاصة مع الحزب الشيوعي السوفييتي في حينها. إن مثل هذه الخطوة تستوجب الجرأة والإقدام من جهة، وستكون الضوء الذي ينير طريق المناضلين وتجنب الزلل المحتمل في العمل والنضال القادمين. إن نقد الماضي صعب جداً، لأن فيه الكثير من الحنين (نوستالجيا) للنضال البطولي وللشهداء الذين سقطوا وللمكاسب التي تحققت، ولكن فيها الإخفاقات التي تعرض لها الحزب والوطن. أرى بأن المادة الدسمة التي قدمها لنا الدكتور فاروق محمد إبراهيم تشكل معلماً مهماً لمن يريد تطوير الأحزاب الشيوعية بالدول العربية إلى أحزاب جماهيرية واعية لطبيعة المرحلة والمهمات المرحلية التي تقع على عاتقها، وهذا بخلاف المقال النقدي الشديد الذي قدمه عضو قيادة الحزب الشيوعي السوداني الطيب الذكر الرفيق التيجاني الطيب الموجه للمقالة القيمة للدكتور فاروق محمد إبراهيم، وهي نموذج يعبر عن الجمود العقائدي في فهم الماركسية والواقع وطبيعة المرحلة والمهمات التي يفترض ان ينهض بها حزب يتبنى شعارات الحداثة والتقدم. لهذا وجدتني متفقاً تماماً مع البروفيسور فاروق محمد إبراهيم ومختلفاً مع الرفيق التيجاني الطيب..

إن من عمل في صفوف الأحزاب الشيوعية في الدول العربية يعرف تماماً ثلاث مسائل جوهرية تتسبب في فقدان الكثير من الديمقراطية الداخلية الضرورية لكل حزب شيوعي، وأعني بها، قاعدة المركزية الديمقراطية، التي تخنق الديمقراطية بكل معنى الكلمة وتصل إلى موقف استبدادي يقول "نفذ ثم ناقش"، وليس "ناقش ثم نفذ"، التي أشار إليها بشكل واضح وصريح الدكتور صديق الزيلعي في مقالته المهمة عن أخطار العمل بالمركزية الديمقراطية في الحزب الشيوعي السوداني. ومن المناسب أن أورد النص الذي نشره الزيلعي المنقول عن الرفيق محمد إبراهيم نقد التالي:

"النظام الداخلي يمثل الحد الأدنى الملزم والضروري لمقومات حياة الحزب الثوري. لكن الممارسة والتجربة الجماعية الواسعة والمتجددة، أغنى وأكثر تنوعاً وعمقاً. ولهذا السبب - تخضع اللائحة دورياً في المؤتمرات للتطور والارتقاء – تعديلاً وتدقيقاً، حذفاً وإضافة، إعادة صياغة وتجديداً، حتى في البنود الثوابت مثل المركزية الديمقراطية" "، وأعتقد بأن ما يقوله يصلح للكثير من تلك التي كانت ثوابت ويفترض ألا تكون.

ثم إن الأوضاع السرية في الحزب كانت تمنع من ممارسة الديمقراطية الداخلية، إضافة إلى القمع وغياب الحريات الديمقراطية بالبلدان كلها كانت تنعكس سلباً على حياة الحزب الداخلية. لقد اعتمد الحزب في بنيته الداخلية ونشاطه الداخلي وإزاء رفاقه قواعد صارمة منها "وحدة الإرادة والعمل" و"الطاعة الواعية" و"الضبط الحديدي" و"التنفيذ ثم الاستفسار والنقاش"، وتقود هذه المسألة إلى وضع نفسي معقد، إلى حالة من الازدواجية في شخصية المناضل، قَبِلَ الحزب بهذه الحقيقة أم رفض. وهذا يعني أن الحزب الشيوعي يفترض فيه أن يرفض ازدواجية الشخصية أو انفصامها أو التحدث بلسانين، وهذا يتطلب السماح بوجود منابر فكرية في الحزب، كما هو حال العديد من الأحزاب الشيوعية التي تحولت إلى أحزاب يسارية ديمقراطية لم تعرف المنابر سابقاً، ولكنها تمارسها اليوم وبنجاح. وهذا يتطلب التخلي عن مبدأ المركزية الديمقراطية و "الطاعة الواعية" وبقية القواعد الأخرى المخلة لفكر واستقلالية الإنسان والمقيدة لحرية الإنسان حقاً، والتحول نحو الديمقراطية بكل معنى الكلمة والتي تعني في كل الأحوال ممارسة مبدأ الأكثرية والأقلية، مع احتفاظ الأقلية برأيها والكتابة فيه دون أن يشوش ذلك على موقف الأكثرية في تنفيذ القرارات المتخذة بالأكثرية. لقد ابتدع لينين والحزب الشيوعي السوفييتي مصطلح "الديمقراطية البروليتارية"، والذي انتقدته بصواب وشدة الماركسية الكبيرة روزا لوكسمبورغ في كراسها الغني الذي كتبته عن الثورة الروسية في سجنها وقبل إعدامها، كما انتقدت مجلس السوفييتات في حينها.

وكلنا يعرف بأن الأحزاب الشيوعية بالدول العربية قد مارست وعلى امتداد الفترات المنصرمة، وبشكل خاص في فترات القادة الأوائل وما بعدهم، نهج عبادة الفرد، الذي بدأ به ستالين في عبادة شخصية لينين، لكي يُعبد هو الآخر أيضاً، وهكذا كان. وهذا يعني التصدي لمن ينتقد تلك الفترة، بحيث لم يجرأ أي شيوعي على انتقاد القادة الأوائل، إلا في فترات متأخرة، ولكنها كانت محفوفة بالمصاعب أيضاً. وهذا يعني أن على هذه الأحزاب أن تتخلى الآن أيضاً عن هذه المسألة التي اشعر بوجودها وتأثيرها السلبي على العمل الجماعي. وهي حالة شبيهة بولاية الفقيه الذي هو القائد الأعلى والمخول من الله في الحكم على الأرض وخليفة النبي محمد والأئمة من بعده، وهو أمر خطير ومجمد لعقل الإنسان وقدرته على التفكير والإبداع والنقد.

من تابع واقع الأحزاب الشيوعية في الدول العربية يعرف بأنها تمنع التكتل وتحرمه، ولكنها ابتليت بالشللية الممنوعة أيضاً، ولكنها مورست في العمل القيادي على نطاق واسع، سواء أكان في المكاتب السياسية أم في اللجان المركزية وفي مواقع أخرى. أؤكد بأنها ما تزال قائمة ومؤذية لعمل الأحزاب الشيوعية، وسبب ذلك غياب الديمقراطية أو نقصها الشديد، والخشية من إبداء الرأي.

غياب الحرية الفكرية في الأحزاب الشيوعية والتركيز في الماضي على الأربعة أو الثلاثة العظام، (ماركس، انجلز، لينين وستالين)، أو مع فهد (يوسف سلمان يوسف) السكرتير العام للحزب الشيوعي العراقي السابق والطيب الذكر، وعبد الخالق محجوب، السكرتير العام للحزب الشيوعي السوداني، وجورج حاوي بلبنان وخالد بكداش (1912-1995 بسوريا، توفي عن عمر بلع الثالثة والثمانين وكان مريضاً وعاجزاً عن العمل، ولكنه بقي سكرتيراً عاماً للحزب، مما أدى إلى أكثر من انشقاق في صفوف هذا الحزب. أما ليونيد بريجنيف فبقي سكرتيراً عاماً للحزب الشيوعي السوفييتي حتى وهو يتكئ على شخصين في سيره....الخ، إضافة إلى اتهام الكثير من الشيوعيين والماركسيين بالتحريفية والانتهازية ...الخ، كلها ساهمت بعدم تطور الفكر الماركسي في أغلب الأحزاب الشيوعية والعمالية على الصعيد العالمي وبالدول العربية، كما إن التثقيف الفكري الوحيد الجانب، وإلى نشوء الإيمانية المطلقة بالنظرية الماركسية، وانتظار الجديد في الفكر والممارسة من الحزب الشيوعي السوفييتي قد حول الماركسية-اللينينية إلى دين جديد لا غير، نبيه ماركس أو لينين ومعهما بعض الأولياء الصالحين! واليوم ما أزال اسمع من يتحدث عن التحريفية، في وقت يفترض أن نعترف بأن القراءة الماركسية متباينة من شخص إلى آخر، ومن حزب إلى آخر، ومن بلد إلى آخر، ومن ثقافة إلى أخرى. ولهذا ليس هناك من محرف وآخر صحيح، بل أن التحليل الموضوعي وفق الظروف الملموسة، هو الذي يفرض نفسه على الواقع المعاش دون اتهام الآخرين بالتحريفية. فباب الاجتهاد الفكري والسياسي يفترض أن يبقى مفتوحاً على مصراعيه لأنه غير مملوك من أحد أو خاضع لحزب بعينه.

• كانت الحرية الفكرية والاستقلالية الفكرية غير واردة في الأحزاب الشيوعية بشكل عام، وغالباً ما كان يمنع الفكر والرأي الآخر من النشر. وقد تسبب هذا في إضعاف القدرات الفكرة وتطور الإمكانيات لدى وغالباً ما ألتقي بشيوعيين يشكون من عدم نشر كتاباتهم لا لأنها ضعيفة، بل لأنها مخالفة لوجهة نظر القيادة، أو ما يطلق عليه بوجهة نظر الحزب خطأً!

• الشعور إلى حد الاقتناع الفعلي بأن الشيوعي هو أحسن الناس وأكثرهم صلابة ونضالية وأكثرهم وعياً وصواباً وأكثرهم امتلاكاً للحقيقة والحق. أدبيات الأحزاب الشيوعية كانت وما تزال مليئة بمثل هذه الأجواء، أملي أن تنتهي هذه الخرافة، فالشيوعي شأنه شأن أي إنسان آخر لا يمتلك الحقيقة كلها ولا الحق كله، وليس بالضرورة أفضل من بقية المناضلين ولا أسوأ منهم، إذ أن الأمر متباين من شخص إلى آخر ...الخ..

• غياب الاستعداد إلى إدخال تغييرات على القيادات الحزبية، فمن كان مسؤولاً يبقى في قيادة هذا الحزب أو ذاك حتى الموت، أو العجز المطلق عن الحركة، هكذا كان الأمر في الأحزاب الشيوعية والعمالية بالدول الاشتراكية وفي بقية الأحزاب الشيوعية بالدول العربية.

• هناك العديد من الشيوعيات الديناصورات والشيوعيين الديناصورين المخضرمين، مع احترامي الشخصي لهم ولنضالهم الطويل، العاجزين عن رؤية الجديد في العالم والذين ما زالوا يعتقدون بأن المؤامرة العالمية هي التي أسقطت الاتحاد السوفييتي، وليس النخر والخراب والفساد الداخلي في الحزب والدولة وغياب الديمقراطية وسيطرة الهيمنة الشمولية وعدم وجود أرضية اقتصادية واجتماعية مناسبة أو صالحة للاشتراكية وفق معايير ماركس لبناء الاشتراكية، إضافة إلى عملية تشويه نهج المادية الديالكتيكية وممارسة المادية التاريخية بصورة خاطئة ومسيئة وهادفة. إن هذه المجموعة من الشيوعيات والشيوعيين الذين لا هم لهم سوى الحنين غير المجدي للماضي وتمجيده والبكاء على المواقع المفقودة، يفترض فيهم أن يتخلوا عن العمل في قيادة هذا الحزب أو ذاك أو على رأس تنظيماته أو حتى فيها أو على رأس التنظيمات المهنية التابعة لهذه الأحزاب. وهذه المسألة لا ترتبط بالعمر وحده بل بالتربية والتثقيف الحزبي الماضي، الذي ما يزال أكثره حاضراً ومستمراً. إن على هؤلاء أن يتخلوا عن مراكزهم القيادية وأن يتحولوا إلى مشاركين في إبداء الرأي لا غير، وليس إلى مستشارين، وإلا فأن الشباب سيفقد قدرته على التحديث والتجديد والعمل المجدي وسيضيع في زحمة هؤلاء الناس وهوسهم في الحنين إلى الماضي كما هو حال كل السلفيين من كل الأنواع. وكما ألاحظ، فأن الرؤية الستالينية واللينينية، فكراً وممارسة، ما تزال ترهق كاهلهم وتثقل كاهل هذه الأحزاب أيضاً.

إن لم تلعب الأحزاب الشيوعية دورها الفاعل في التخلص من هذه الظواهر القديمة وغيرها، ستبقى تعاني من الكثير من المعضلات وستبقى تتحرك على هامش الأحداث. إن متابعتي لعمل هذه الأحزاب في الوقت الحاضر لشيوعيين في القيادة والكوادر والقواعد تشير إلى ذلك، وإلى أن الحزب بحاجة ماسة إلى عملية تجديد وتحديث واسعتين وشاملتين، أو إلى تغيير حقيقي وفعلي.

وبالنسبة للحزب الشيوعي العراق قدمت له بعض المقترحات قبل انعقاد مؤتمره الثامن في العام 2007 التي يمكن أن تكون ذات فائدة للحزب الشيوعي السوداني وبقية الأحزاب الشيوعية بالدول العربية والتي أدونها فيما يلي:

• أن يتحول الحزب الشيوعي إلى حزب يساري ديمقراطي يضم في صفوفه القوى اليسارية الديمقراطية التي تتطلع لبناء عراقي مدني، حر وديمقراطي وعلماني، وأن يكون مستعداً لاستيعاب بنات وأبناء المجتمع من مختلف الطبقات والفئات الاجتماعية. وهي مسألة مرتبطة بطبيعة المجتمع وبنيته الطبقية والتغيرات التي طرأت عليه خلال العقود المنصرمة والفترة الراهنة والتحولات الجارية في مفهوم وبنية الطبقة العاملة على الصعيد العالمي.

• أن يكون حزباً يدافع عن مصالح المجتمع العراقي ومصالح الفئات الكادحة والمنتجة للفكر والخيرات المادية والخدمات العامة.

• أن يغير اسمه من الحزب الشيوعي إلى اسم آخر ينسجم مع طبيعة المرحلة الجديدة ومهمات المجتمع الآنية وذات المدى المتوسط والبعيد، وليس المهمات الآفاقية التي تبتعد كثيراً من حيث الزمن. وهذا ما فعله الحزب الشيوعي الفلسطيني الذي غير اسمه إلى "حزب الشعب الديمقراطي، أو "الحزب اليساري الديمقراطي" أو أي اسم آخر يتفق عليه الحزب. وهي ليست قضية شكلية بل جوهرية ترتبط بواقع البلدان العربية ووعي الغالبية العظمى من شعوبها وحاجاتها الفعلية، إذ لا بد أن ينسجم اسم الحزب مع مضامين المرحلة.

• أن يتخلى الحزب عن مبادئ الطاعة والمركزية الديمقراطية ووحدة الإرادة والعمل على الطريقة الستالينية أو اللينينية، مع الأخذ بمبدأ الديمقراطية والأكثرية والأقلية والانفتاح على الآراء. (راجع هنا مقالة البروفيسور فاروق محمد إبراهيم المشار إليه سابقاً حول الحزب الديمقراطي الجديد المنشود).

• أن يطرح الحزب نظاماً داخلياً جديداُ يقر فيه حق الشيوعي في حرية التفكير في الحزب، وإمكانية بروز اتجاهات متعددة ومنابر فكرية في إطار حزب يساري ديمقراطي، على أن يتم إقرار الخط العام من جانب الحزب بالأكثرية ويمارس فعلاً، ولكن لا يلغي حق الأفراد والجماعات في طرح وجهات نظرهم والدعاية لها ونشرها.

• أن يلتزم بمبدأ تجديد ثلث القيادة كل أربع سنوات ونصف القيادة كل ثماني سنوات، وأن يتغير السكرتير الأول ومكتبه السياسي كل دورتين، في ما عدا إذ تطلب الأمر، إخراج البعض قبل ذاك لأسباب مختلفة ووفق الشرعية والنظام الداخلي.

• أن يخفف من شروط العضوية ويلتزم بالقضايا العامة منها، والتي لا تخل بحرية الإنسان على الانتماء للحزب أو الانسحاب منه.

• أن يلتزم الحزب برنامجاً جديداً يؤكد فيه، (أشير هنا إلى بعض الأفكار البرنامجية وليس كلها ..): - تمسك الحزب بالمجتمع المدني الديمقراطي واحترامه الكامل لحقوق الإنسان وحقوق المواطنة والحرية الفردية وحقوق القوميات والعدالة الاجتماعية والتعددية الفكرية والسياسية والتداول الديمقراطي البرلماني للسلطة ورفض العنف والحركات الانقلابية واستخدام السلاح للوصول إلى السلطة.

• سعي الحزب إلى تكريس مبدأ فصل الدين عن الدولة في الدستور والقوانين المرعية وإلى احترام جميع الأديان والمذاهب وحقها في ممارسة طقوسها وتقاليدها الدينية الإنسانية، إضافة إلى احترام كل الاتجاهات الفكرية والسياسية التي لا تخل بمبادئ الديمقراطية أو تدعو إلى العنصرية والشوفينية والطائفية السياسية والتمييز الديني القومي والأثني وبمختلف أشكاله الأخرى.

• العمل من أجل إقامة جبهة واسعة باسم "جبهة الديمقراطية والتقدم" بالدول العربية، تلتقي فيها وحولها كل القوى التي تسعى إلى ذلك لتناضل من أجل تكريس النظام الديمقراطي الدستوري المدني (والفيدرالي)، ومن أجل وضع دساتير إنسانية وديمقراطية وأكثر احتراماً للقوميات والأديان والمذاهب والأفكار وحقوق المرأة والمثقفات والمثقفين والتعدد الثقافي، وبعيداً عن الطائفية السياسية ورفض الدمج بين الدين والدولة.

• الأخذ بمبدأ اقتصاد السوق الاجتماعي الذي يمنح القطاع الخاص حرية الحركة ويحترم قوانين السوق، ولكنه في الوقت نفسه، ويحد من الصراع الطبقي المحتدم في المجتمعات العربية من خلال الحد من درجة الاستغلال التي يتعرض لها المنتجون فكراً وسلعاً مادية أو يمارسون الخدمات العامة، أي من خلال الاستفادة من أدوات السياسة المالية كالضريبة التصاعدية ووضع قوانين الضمان الاجتماعي والصحي والحد الأعلى لساعات العمل والحد الأدنى للأجور ...الخ.

• احترام الحزب للملكية الفردية والمبادرة الخاصة في الاقتصاد، وأن يمارس القطاع الخاص دوره الأساس في عملية التنمية والتطوير الاقتصادي.

• التزام الحزب بالحفاظ على ثروات البلاد الأولية بيد الدولة، ومساهمة قطاع الدولة بتنمية ثروات البلاد واستخدامها العقلاني بالطرق المناسبة والمشاركة في إقامة المشاريع الاقتصادية، الإنتاجية والخدمية، التي يعجز القطاع الخاص عن إقامتها.

• أن يعي الحزب طبيعة العولمة الرأسمالية الموضوعية ويميز بينها وبين السياسات العولمية التي تمارسها الدول الرأسمالية المتقدمة في إطار سياسات اللبرالية الجديدة كأداة بيد المحافظين الجدد. وبالتالي عليه ألا يرفض العولمة، جملة وتفصيلاً، إذ إنها عملية موضوعية لا بديل لها، ولكن يعي كيف يستفيد منها ويوظفها لصالح المجتمع في إطار القوانين الاقتصادية الموضوعية الفاعلة، مع العمل من أجل تجنب أو تقليص الآثار السلبية لسياسات العولمة للدول السبع الكبار، بسبب التمايز في مستويات التطور والبنية الاقتصادية. وهذا يعني أيضاً بأن على الحزب ألا يدعو للخروج من المنظمات الاقتصادية والمالية الدولية، بل التعامل معها على وفق الأسس التي تخدم مصالح العراق. فالعراق عضو في المجتمع الدولي واقتصاده يعتبر جزءاً من الاقتصاد الدولي ولا يمكن الانفصال أو الانعزال عنه، بل يفترض الاندماج فيه والاستفادة منه، ورفض الهيمنة عليه وممارسة الضغوط وإجبار الدول النامية على سياسات التكييف الهيكل والتصحيح الاقتصادي.

• الاستفادة القصوى والمناسبة من حرية حركة رؤوس الأموال على الصعيد العالمي لاستثمارها في اقتصاديات الدول العربية، لتعجيل عملية إعادة بناء الاقتصاد والمجتمع وتسريع عملية التنمية الاقتصادية والبشرية.

• استثمار الثروة النفطية والغاز والموارد الأولية الأخرى باتجاهين: تطوير عملية التصنيع الحديث من خلال استثمار الموارد الأولية المتوفرة محلياً من جهة، ومن خلال تصدير الموارد الأولية وتوظيف رؤوس الأموال في عمليات التنمية الاقتصادية والبشرية من جهة ثانية.

• العمل على ربط عملية التنمية بالبيئة واعتبار حق الإنسان في العيش في بيئة نظيفة جزءاً من حقوق الإنسان المشروعة.

• أن يدافع عن مصالح المجتمع، وخاصة المنتجين ويدعو للعدالة الاجتماعية في عملية توزيع وإعادة توزيع الدخل القومي وسبل استخدامه ومكافحة البطالة المكشوفة والمقنعة، وتقليص جهاز الدولة وتقليص بيروقراطيته المتشددة.

• تأمين مستلزمات إعادة إعمار الدول العربية التي دمرتها الحروب المتخلفة وتسريع عملية التنمية وتوفير الخدمات الأساسية للمجتمع المحروم منها خلال الفترات المنصرمة، والسعي لإيقاف عملية التضخم الجارية التي تتجلى في ارتفاع متسارع للأسعار التي ترهق كاهل الإنسان الكادح والفقير بشكل خاص بكل الدول العربية دون استثناء.

• احترام حقوق المرأة وحريتها ومساواتها بالرجل في كل المجالات وتحررها من سيطرة المجتمع الذكوري القائم حالياً.

• تطوير وتعزيز دور المثقفات والمثقفين والحياة الثقافية والدفاع عن مختلف الفنون والرياضة والعلوم التي تواجه اليوم هجوماً شرساً من جانب القوى الإسلامية السياسية المتخلفة وغير المتنورة والطائفية المقيتة التي تريد قتل العلم والفن والثقافة والرياضة والتفاعل والتلاقح الثقافي وقتل البهجة والمتعة الفنية في نفوس الناس. إن المثقف بالدول العربية، سواء أكان رجلاً أم امرأة، الذي لا يمارس دوره الآن بصورة طليعية وطبيعية، بسبب الحكومات الاستبدادية والأوضاع البائسة والإرهاب، يفترض أن تتغير وأن تتبنى الأحزاب هذه المهمة وتناضل من أجل استقلالية المثقف وحريته في الفكر والعمل والإبداع وضمان حياته وعيشه الكريم. وهذه القضية تشمل الإعلام ودوره الحيوي.

إن الأحزاب الشيوعية التي تناضل ضد الاستغلال الاقتصادي والاجتماعي وضد القهر السياسي والثقافي، تدرك بأن هذه المهمات وتحقيقها هي التي تقرب الحزب من هدف بناء العدالة الاجتماعية، بناء الاشتراكية، على المدى البعيد، باعتبارها ليست من المهمات الآنية لهذه الأحزاب.

لا شك في أن بعض الأحزاب الشيوعية بالدول العربية قد اتخذ بعض الإجراءات التصحيحية أو تخلى عن بعض القواعد التي التزم بها سابقاً، ومنها دكتاتورية البروليتاريا، كما حصل في الحزب الشيوعي العراقي، ولكني ما أزال أرى إنها بعيدة عما ينبغي ان يحصل في هذه الأحزاب لتتحول إلى أحزاب قادرة على المشاركة في طليعة العاملين لتغيير مجتمعاتهم والنظم الاستبدادية والطائفية القائمة في بلدانهم.

وأخيراً أحيي بحرارة الدكتور صديق الزيلعي على مبادرته في إصدار هذا الكتاب المهم بمناسبة "الذكرى السبعون لتأسيس الحزب الشيوعي السوداني" وجرأته في طرح السؤال الحيوي "هل يمكن تجديد الحزب الشيوعي السوداني ". أتمنى أن يجد صدى للمناقشة والتحليل وإبداء الرأي حول موضوعات الكتاب.

Post: #36
Title: Re: الحزب الشيوعى السودانى يخسر الشفيع خضر ال
Author: حسين أحمد حسين
Date: 09-03-2016, 00:48 AM
Parent: #35

كل الأحزاب السودانية ستالينية على طريقتها، وتتراداف هذه الستالينية على بطرياركية متجذرة فى المجتمع السودانى، فيُستبطُا التغيير.

وفى وضعٍ كهذا قد يحدث التغيير ولكن بأحد أجلين: الإنقلابات/الإنقسامات الداخلية، أو بالوفاة. والذين يعتبرون أحزابهم عصية على الإنقسام
يُنكرون الصراعات الإجتماعية، يُنكرون إرادة المجتمعات والأفراد، يُنكرون تحول وتطور المجتمعات، يُصادمون التاريخ والديالكتيك.

Post: #37
Title: Re: الحزب الشيوعى السودانى يخسر الشفيع خضر ال
Author: حسين أحمد حسين
Date: 09-04-2016, 10:11 PM
Parent: #36

روزا لوكسمبورغ : ركود الماركية وتقدمها (1903)

إعداد وطباعة: احمد عبد الستار: (منقول من: الحوار المتمدن 19/07/2016)

(ركود الماركسية وتقدمها؛ مقال عن أهمية إعمال الفكر فى تقدم الماركسية)

يلاحِظ كارل جروين في مقالته الضحلة، ولكن الممتعة أحيانا، التي تحمل عنوان (( الحركة الاشتراكية في فرنسا وبلجيكا ))، يلاحِظ محقا ان نظريتي فورييه وسان سيمون كان لهما تأثيران مختلفان على أتباع كل منهما. فقد كان سان سيمون السلف الروحي لجيل كامل من البحاثة والكتاب اللامعين في حقول متنوعة من النشاط الفكري، ولكن أتباع فورييه كانوا، عدا استثناءات قليلة، أشخاصا يرددون كالببغاوات كلمات معلمهم، وكانوا عاجزين عن تطوير تعاليمه. ويفسر جروين هذا الاختلاف بان فورييه قدم للعالم نظاما مكتملا في ادق تفاصيله , بينما ألقى سان سيمون لتلاميذه بحزمة مفككة من الأفكار العظيمة . وعلى الرغم من انه يبدو لي ان جروين لا يعير اهتماما كافيا للفرق الداخلي الجوهري بين نظريتي هذين المعلمين الكلاسيكيين في حقل الاشتراكية الطوباوية , الا إنني اشعر ان ملاحظته محقة على وجه العموم . فليس من شك في ان نظاما من الأفكار موضوع في خطوطه العريضة فحسب يشكل حافزا اكبر بكثير من بناء مكتمل متناسق لا يترك شيئا ليضيف ولا يعطي مجالا للجهود المستقلة للعقل الفعال .

هل هذا هو السبب في ركود الماركسية الذي ما برح أمرا ملحوظا منذ سنوات عدة ؟ الحق انه عدا مساهمة مستقلة او اثنتين تمثلان حدا من التقدم النظري , لم يظهر منذ نشر المجلد الأخير من ( رأس المال ) وآخر كتابات انجلز , سوى بضعة أعمال مبسطة وعروض للنظرية الماركسية . فبقي جوهر تلك النظرية حيث تركها مؤسساها .

أيعود هذا الى إن النظام الماركسي فرض إطارا صلبا جدا على النشاطات المستقلة للعقل ؟ لا يمكن إنكار إن ماركس قد مارس تأثيرا حد إلى درجة ما من التطور الحر للنظرية في حالة الكثيرين من تلامذته .

فقد وجد ماركس وانجلز من انفسهم ماركسيين ! وقد يكون الجهد المدقق للمحافظة على الأمور (( ضمن نطاق الماركسية )) أدى إلى نتائج مدمرة على صعيد سلامة عملية الفكر تماثل تلك التي أدى إليها النقيض الآخر وهو التخلي الكامل عن النظرة الماركسية والتصميم على إبداء (( استقلال الفكر )) مهما كانت المخاطر .

ولا يحق لنا ان نتحدث عن جسم مفصل تماما الى هذا الحد او ذاك من العقائد حبانا بها ماركس إلا فيما يتعلق بالمسائل الاقتصادية فحسب . فأكثر تعاليم ماركس قيمة وهو المفهوم المادي الجدلي للتاريخ , يقدم نفسه لنا بما لا يزيد عن وسيلة للبحث وبضعة أفكار رائدة ملهمة تعطينا لمحات عن عالم جديد تماما , مما يفتح أمامنا مجالات للنشاط المستقل لا تنتهي ويحمل أرواحنا على أجنحته الى صراعات جريئة في مناطق لم ترتد من قبل .

ومع ذلك , وحتى في هذا المجال , يستلقي التراث الماركسي مرتاحا , عدا بضعة استثناءات , ويصدأ السلاح الرائع دون ان يستعمل , وتبقى نظرية المادية التاريخية في خطوط عريضة وبلا تفصيل كما صاغها خالقاها أول مرة .

اذن , لا يمكن القول ان صلابة وكمال الصرح الماركسي هما ما يفسر فشل من أتوا بعد ماركس في الاستمرار في البناء .

كثيرا ما يقال لنا ان حركتنا تفتقر الى أشخاص موهوبين يمكن لهم ان يستطيعوا تطوير وتفصيل نظريات ماركس ز وافتقار كهذا موجود فعلا منذ أمد طويل , ولكن الافتقار ذاته يتطلب تفسيرا , ولا تمكن به الإجابة عن السؤال السابق . علينا ان نتذكر ان كل حقبة تكّون مادتها الإنسانية , وانه اذا كانت في فترة ما حاجة حقيقية الى المنظرين , فان الفترة ذاتها ستخلق القوى الضرورية لإشباع تلك الحاجة .

ولكن هل هناك من حاجة حقيقية الى تطوير الماركسية وتطلبا فعالا لذلك ؟ يسخر برنارد شو , المنظر الموهوب للفابية شبه الاشتراكية , في مقالة له في المناظرة بين المدرستين الماركسية والجيفونزية *في انكلترا , يسخر من هيندمان لقوله ان المجلد الأول من ( رأس المال ) مكنه من ان يفهم ماركس فهما كاملا وانه ليست هناك فجوات في النظرية الماركسية _ على الرغم من ان فريدريك انجلز أعلن فيما بعد في مقدمته للمجلد الثاني من ( رأس المال ) ان المجلد الأول , بنظرية القيمة فيه , ترك مسألة اقتصادية أساسية لن يقدم حل لها إلا عند نشر الجزء الثالث . نجح شو هنا بالتأكيد في جعل موقف هيندمان يبدو سخيفا ,رغم انه يمكن لهيندمان .. ان يستمد عزاء من انه كان والعالم الاشتراكي كله في قارب واحد عمليا !

لم يظهر المجلد الثالث من ( رأس المال ) بالحل لمسألة وتيرة الربح ( وهي المسألة الأساسية في الاقتصاد الماركسي ) إلا في العام 1894 . ولكن التحريض في ألمانيا كما في غيرها من الأقطار جرى واستمر بمساعدة المواد الناقصة التي احتواها المجلد الأول , وجُعلت العقيدة الماركسية شعبية ووجدت قبولا على أساس هذا المجلد الأول فحسب , فكان نجاح النظرية الماركسية ناقصة أمرا لم يسبق له مثيل , ولم يدرك احد أي فجوة في تعاليمها .

اكثر من ذلك , عندما رأى المجلد الثالث النور أخيرا اجتذب بعض الانتباه في البداية في حلقات محصورة من الخبراء حدا معينا من التعليق , اما فيما يتعلق بالحركة الاشتراكية ككل , فلم يكن للمجلد الجديد عمليا أي اثر في المجالات الواسعة التي كانت الآراء المطروحة في المجلد الأول قد سيطرت عليها . ولم تجر حتى ذلك الحين أية محاولة لنشر النتائج التي توصل اليها المجلد الثالث على نطاق شعبي , كما ان هذه النتائج لم تلاق انتشارا واسعا . على العكس من ذلك , فإننا نسمع اليوم أحيانا حتى في أوساط الاشتراكيين الديمقراطيين أصداء (( خيبة الأمل )) بالمجلد الثالث التي كثيرا ما يعبر عنها الاقتصاديون البرجوازيون , وبذلك يبين هؤلاء الاشتراكيون الديمقراطيون كيف انه مقبلو العرض (( الناقص )) لنظرية القيمة كما ورد في المجلد الأول قبولا تاما .

فكيف لنا ان نفسر هذه الظاهرة الهامة ؟

قد يكون لشو المغرم ب(( الهزأ )) من الآخرين ( على حد تعبيره ) سببا جيدا للسخرية من الحركة الاشتراكية كلها بقدر ما هي قائمة على ماركس ! ولكنه اذا فعل , فانه بذلك (( يهزأ )) من كل مظهر جدي لحياتنا الاجتماعية . ان المصير الغريب الذي انتهى إليه المجلد الثاني والثالث من رأس المال دليل شامل على القدر العام الذي يحكم البحث النظري في حركتنا .

يقينا ان المجلد الثالث من رأس لمال يجب ان يعتبر من وجهة النظر العلمية تكملة لنقد ماركس للرأسمالية . فبدون هذا المجلد الثالث لا يمكننا ان نفهم قانون وتيرة الربح المسيطر في الواقع ولا انقسام فائض القيمة الى ربح وفائدة وإيجار ولا كيفية عمل قانون القيمة ضمن حقل المنافسة . ولكن النقطة الرئيسية هي ان هذه المسائل جميعا , مهما كانت هامة من وجهة نظر النظرية البحتة , لا أهمية لها نسبيا من وجهة النظر العلمية , وجهة نظر الحرب الطبقية . ان المسألة النظرية الأساسية فيما يتعلق بالحرب الطبقية هي مسألة أصل فائض القيمة أي التفسير العلمي للاستغلال مضافا إليها مسألة توضيح الاتجاه نحو تشريك عملية الإنتاج أي التفسير العلمي للأرضية الموضوعية للثورة الاشتراكية .

كل من هاتين المسالتين محمولة في المجلد الأول من رأس المال الذي يستنتج ان (( نزع ملكية نازعي الملكية )) هو النتيجة النهائية الحتمية لإنتاج فائض القيمة وللتركيز المطرد لرأس المال . وهذا يشبع الحاجة الجوهرية للحركة العمالية فيما يتعلق بالنظرية . فالعمال المنغمسون في الحرب الطبقية بنشاط لا يهتمون اهتماما مباشرا بمسالة كيف يتوزع فائض القيمة بين المجموعات المختلفة من المستغِلين او مسالة كيف ان المنافسة في سياق هذا التوزيع تؤدي الى إعادة ترتيب الإنتاج .

هذا هو السبب الذي يجعل المجلد الثالث من رأس المال يبقى كتابا مقروء من جانب الاشتراكيين عامة .

ولكن ما ينطبق في حركتنا على نظريات ماكس الاقتصادية ينطبق على البحث النظري بصفة عامة , انه لخيال محض ان يفترض المرء ان الطبقة العاملة في نضالها الصاعد يمكن ان تصبح من تلقاء ذاتها خلاقة بلا حدود في مجال النظرية . صحيح كما قال انجل زان الطبقة العاملة اليوم هي الوحيدة التي احتفظت بتفهم لنظرية واهتمام بها . وتوق العمال الى المعرفة توقا شديدا يشكل أكثر مظاهر عصرنا الثقافية جدارة بالملاحظة . وكذلك فان نضال الطبقة العاملة دليل على التجدد الثقافي للمجتمع أخلاقيا . ولكن مشاركة العمال مشاركة فعالة في تقدم العلم رهن بتحقيق شروط اجتماعية محددة .

فالثقافة الفكرية ( العلم والفن ) في كل مجتمع نتاج الطبقة الحاكمة , وهدف هذه الثقافة في جزء منه ضمان الإشباع المباشر لحاجات العملية الاجتماعية وفي الجزء الأخر إشباع الحاجات الفعلية لأفراد الطبقة الحاكمة .

وفي تاريخ الصراعات الطبقية السابقة , استطاعت الطبقات الطامحة ( مثل طبقة العوام في الأيام الأخيرة ) ان تستبق السيطرة السياسية بتحقيق السيطرة الفكرية, فقامت وهي بعد طبقة خاضعة , بالقدر الذي تستطيعه وهي كذلك , بوضع علم وفن جديدين ضد ثقافة الفترة المتفسخة .

لكن البروليتاريا في وضع مختلف تماما , فهي كطبقة لا تملك , لا تستطيع في نضالها الصاعد ان تخلق تلقائيا ثقافة عقلية خاصة بها وهي لا تزال ضمن إطار المجتمع الرأسمال . ففي داخل هذا المجتمع وطالما بقيت أساساته الاقتصادية قائمة , لا يمكن ان تكون ثقافة غير الثقافة البرجوازية . وعلى الرغم منان بعض الأساتذة (( الاشتراكيين )) قد يدعي ان وضع البروليتاريين أربطة عنق واستخدامهم للدراجات وبطاقات الزيارة حالات ملحوظة من اشتراك الطبقة العاملة في التقدم الحضاري , الا ان الطبقة العاملة كذلك تبقى خارج حدود الحضارة المعاصرة . فعلى الرغم من ان العمال يصنعون بأيديهم الأساس الاجتماعي لهذه الحضارة كله , الا انه لا يسمح لهم بالتمتع بها إلا بالقدر الذي يتطلبه قيامهم بأعمال في العملية الاقتصادية والاجتماعية للمجتمع الرأسمالي بصورة مرضية .

ولن يكون بوسع الطبقة العاملة ان تخلق علما وفنا خاصين بها حتى تتحرر تحررا تاما من وضعها الطبقي الراهن .

وأقصى ما تستطيعه اليوم هو حماية الحضارة البورجوازية من التخريب المتعمد الذي تمارسه الرجعية البورجوازية وخلق الشروط الاجتماعية الضرورية لتطور الحضارة تطورا حرا . ولا يستطيع العمال ان يتقدموا حتى على هذه الخطوط وضمن الشكل القائم للمجتمع الا بقدر ما يصنعون لأنفسهم الأسلحة الفكرية التي يحتاجونها في نضالهم من اجل التحرر .

ولكن هذا التحفظ يفرض على الطبقة العاملة ( أي على قادتهم الفكريين ) حدودا ضيقة جدا في حقل النشاط الفكري . فمجال طاقتهم الخلاقة مقتصر على حقل واحد محدد من حقول العلم هو العلم الاجتماعي . ذلك انه بقدر ما أصبحت الاستنارة فيما يتعلق بقوانين التطور الاجتماعي ضرورية للعمال في نضالهم الطبقي (( بفضل الارتباط الفريد لفكرة الفئة الرابعة بمرحلتنا التاريخية )) , فان هذا الارتباط قد أتى بنتائج مثمرة في العلم الاجتماعي , وأصبحت العقيدة الماركسية صرح الثقافة البروليتارية في عصرنا الحاضر .

ولكن ما خلقه ماركس , وهو كلٌ جبار كانجاز علمي , يتخطى المتطلبات البسيطة للصراع الطبقي الذي خلق تلبية لإغراضه . فقد أعطى ماركس بتحليله المفصل والشامل للاقتصاد الرأسمالي وبطريقته في ابحث التاريخي التي تجد مجالا للتطبيق لا حدود له ,أعطى أكثر بكثير مما تستدعيه الحاجة المباشرة لخوض الحرب الطبقية عمليا .

وفقط عندما تتقدم حركتنا وتتطلب حل مسائل عملية جديدة , فإننا بالتناسب نغوص في كنز فكر ماركس كي نستخرج أجزاء جديدة نظريته لنستخدمها . ولكن حركتنا , ككل الحركات في الحياة العملية , تميل الى الاستمرار في استخدام طرائق التفكير القديمة والى التمسك بالمبادئ بعد ان تبطل , ولذا فان الاستفادة النظرية من النظام الماركسي تتم ببطء شديد .

فإذا كنا اليوم نستشعر ركودا في حركتنا فيما يتعلق بهذه المسائل , فليس ذلك لان النظرية التي نستمد منها غذائنا قد أصبحت غير قادرة على التطور أو ان الزمن قد عفى ليها . بل على العكس , ان ذلك يعود الى إننا لم نتعلم بعد كيف نستخدم استخداما كافيا أهم الأسلحة العقلية التي أخذناها من الجعبة الماركسية بسبب الحاجة الملحة اليها في المراحل الأولى لنضالنا . وليس صحيحا ان ماركس قد عفى عليه الزمن فيما يتعلق بالنضال العملي او إننا تخطيناه . على العكس من ذلك , ان ماركس في إبداعه العلمي فاقنا كحزب مناضلين عمليين . ليس صحيحا ان ماركس لم يعد يفي بحاجتنا . على العكس من ذلك , ليس حاجتنا بعد كافية لاستخدام كل أفكار ماركس .

هكذا تأخذ الشروط الاجتماعية للوجود البروليتاري في المجتمع المعاصر , تلك الشروط التي أوضحتها أول مرة نظرية ماركس , تأخذ ثأرها عبر المصير الذي فرضته على النظرية الماركسية ذاتها . فعلى الرغم من ان تلك النظرية أداة للثقافة الفكرية لا ترقى إليها أداة , إلا إنها تبقى دون استعمال , لأنها في الوقت الذي لا تنطبق فيه على الثقافة البورجوازية الطبقية , تتخطى الى حد بعيد حاجات الطبقة العاملة في ما يتعلق بأسلحة هذه الطبقة في نضالها اليومي . ولن يتحقق تشريك الطريقة الماركسية في البحث بالترافق مع وسائل الإنتاج الأخرى , الا حين تتحرر الطبقة العاملة من ظروفها الحاضرة , فتستخدم هذه الطريقة بصورة كاملة لمصلحة الإنسانية جمعاء وتستطيع تطويرها الى أقصى قدرتها العملية .

* نسبة الى جيفونز وهو اقتصادي وعالم منطق انكليزي أتى بنظرية المنفعة.

Post: #38
Title: Re: الحزب الشيوعى السودانى يخسر الشفيع خضر ال
Author: حسين أحمد حسين
Date: 09-16-2016, 11:20 PM
Parent: #37

بين روزا لوكسمبورغ وزرقاء اليمامة

إذا كانت زرقاء اليمامة ترى الجيوش من مسيرة ثلاثة أيام، فإنَّ روزا لوكسمبورغ تُبصرنا من فوق مائةٍ وثلاثِ عشرةٍ من السنين.

Post: #39
Title: Re: الحزب الشيوعى السودانى يخسر الشفيع خضر ال
Author: حسين أحمد حسين
Date: 09-24-2016, 12:15 PM
Parent: #38

ذكرنا بعاليه بأنْ؛

توشك الديموقراطية والشفافية والحرية أن تكون من شروط صحة التَّديُّن.
ونضيف بأنَّ هذا الثالوث هو أيضاً من شروط صحة الممارسة الحزبية؛
وبالطبع كلِّ المعاملات.

أليس - بالمقابل - الإثم ما حاك فى النَّفس وخَشِيْتَ أن يطَّلعَ عليه النَّاس.

Post: #40
Title: Re: الحزب الشيوعى السودانى يخسر الشفيع خضر ال
Author: حسين أحمد حسين
Date: 10-15-2016, 00:15 AM
Parent: #39

القاسم المشترك بين المُبعدين من الحزب الشيوعى السودانى من بين أعلامه أدناه (على سبيل النذر لا الحصر) هو اشتغالهم بالثقافة/بالفكر:-

الأستاذ عبد الوهاب زين العابدين عبد التام،
- الأستاذ عوض عبد الرازق،
- بروفسير عبدالله على إبراهيم،
- الأستاذ الخاتم عدلان،
- الأستاذ الحاج ورَّاق،
- د. الشفيع خضر،
- وأخير الأستاذ كمال الجزولى.

* والخوف كل الخوف أن يلحق بهم الدكتوران صدقى كبلو وصديق الزيلعى. وكان من الممكن أن يكون أستاذنا الجليل صدقى كبلو إقتصادياً مرموقاً (وهو مؤهل لذلك سلفاً) لو لا أنَّه يتحدث أيديولوجيا الحزب.

Post: #41
Title: Re: الحزب الشيوعى السودانى يخسر الشفيع خضر ال
Author: حسين أحمد حسين
Date: 10-15-2016, 07:19 AM
Parent: #40

يا مفكرى ومثقفى الحزب الشيوعى السودانى اتَّحِدوا؛ فالسيفُ بيدِ الحجَّاج.

Post: #42
Title: Re: الحزب الشيوعى السودانى يخسر الشفيع خضر ال
Author: Osman M Salih
Date: 10-15-2016, 07:41 AM
Parent: #41

الاخ الكريم حسين أحمد حسين،
لك التحية وبعد.

والله ياخوي مافهمتك عايز تقول شنو. خسران الحزب الشيوعي للشفيع خضر كسياسي مفهومة، أما اكتسابه كمفكر بعد فصله بتلك الطريقة الدرامية فامر يستعصي علي ادراكي لكأنه الغلوتية او أشد طلسما وغموضا.

Post: #43
Title: Re: الحزب الشيوعى السودانى يخسر الشفيع خضر ال
Author: حسين أحمد حسين
Date: 10-15-2016, 11:04 PM
Parent: #42

الاخ الكريم حسين أحمد حسين،لك التحية وبعد.والله ياخوي مافهمتك عايز تقول شنو. خسران الحزب الشيوعي للشفيع خضر كسياسي مفهومة، أما اكتسابه كمفكر بعد فصله بتلك الطريقة الدرامية فامر يستعصي علي ادراكي لكأنه الغلوتية او أشد طلسما وغموضا.

الأستاذ Osman M Salih ألفُ تحيةٍ وشكر،

لو نظرت لتاريخ نشر هذا البوست تجده يتقدم المؤتمر العام السادس بأحد عشر يوماً. ولما كان المؤتمر العام هو أعلى هيئة/سلطة فى الحزب، كان من الممكن عمل الكثير وفق دستور ولوائح الحزب لتفادى تكرار فصل الزملاء لمجرد تغريدهم خارج خطه العام. وكان هناك عشم كبير أن يُعالج المؤتمر العام السادس مسألة الإشتغال بالثقافة/بالفكر لو لا حدوث التكتلات المشهورة. وقد كان هذا البوست بمثابة إلتماس تنويرى أن يُستفاد من مفكرى ومثقفى الحزب خارج الخط العام (راجع الفقرات 3، و5)؛ لأنَّ الفكر/الفعل الثقافى كما جاء بعاليه يحتاج لعقل حر، وتفكير حر، وفضاء حر؛ وهذا ما لا يسمح به خط الحزب الحالى إلاَّ بتدخل المؤتمر العام.

وهذا العشم لم يأتِ من فراغ فى الحقيقة، فالحزب أصدر وثيقة مهمة عام 1977 وهى "الديموقراطية مِفتاح الحل"، وهذه الديموقراطية علينا أن نعيشها داخلياً حتى نستطيع بذلها للآخرين؛ اللهم إلاَّ إذا كان الحزب الشيوعى السودانى قد أصدر تلك الوثيقة للإستهلاك السياسى؛ وحاشى للحزب أن يفعل ذلك. ... والآن، د. الشفيع خضر صاحب عقل حر وتفكير حر ويعمل فى فضاء حر؛ ولمَّا كان التطور يشق طريقه حتف أُنوفِنا سيستفيد الحزب وكل الوطن من كتاباته. والسؤال المهم هنا ماذا يٌضير الحزب الشيوعى السودانى أن يكون د. الشفيع خضر ذا عقلٍ وتفكيرٍ وفضاءٍ حرٍ وفى نفس الوقت منتمٍ لذات حزبه (أرجو قراءة روزا لوكسمبورغ بعاليه بشئٍ من التؤدة)؟

الأخ عثمان، أرجو أن أكون قد أبنت ذلك الغموض. ومعاً يا عزيزى لنفكَّ الطلاسمَ والطواطمَ والقَيَافَةَ والعَرَافة.

ممنونك.

Post: #44
Title: Re: الحزب الشيوعى السودانى يخسر الشفيع خضر ال
Author: حسين أحمد حسين
Date: 10-16-2016, 07:13 AM
Parent: #43

ومن الذى يغتبط لتداعى مؤسسة أرضعته الوَعْى!!!
ليس أضر على أىِّ تحليلٍ من الأحكام المسبقة.

Post: #45
Title: Re: الحزب الشيوعى السودانى يخسر الشفيع خضر ال
Author: حسين أحمد حسين
Date: 10-21-2016, 01:26 AM
Parent: #44

عن ندوة تجديد الحزب الشيوعى السودانى