إندلاع الحرب في الجنوب, يهزم مشروع الحل العسكري في الشمال

05:41 AM July, 12 2016

سودانيز اون لاين
HAYDER GASIM-كندا , مديرية أونتاريو, مدينة تورنتو
مكتبتى
رابط مختصر

في الشمال... ومنذ عسرنا الأولاني, ربما كان هناك قسط
من التدافع المتجفل القاضي بمواجهة السلاح بالسلاح, وفي
الشمال ... إنعقد لواء جملة قضايا كبيرة ومستحقة النظر بأي
إعتبار, قضايا المركز والهامش, قضايا القهر والتضئيل على
أسس ثقافية وإثنية, قضايا التخلف والهبوط الحاد في التنمية
وفي التوزيع العادل للثروة والسلطة, قضايا التعليم والخدمات,
قضايا إحتكار السلطة لموجب {إدعاء} ديني موصول بالسماء,
قضايا الفساد وإحتكار جهاز الدولة ليكون ربيب الحاكم دوما...
وهكذا, يمكن أن نحصي العديد من القضايا المزمنة والمعاصرة
التي أعاقت مسيرة السودان في كلياته وعندما كان موحدا. ومع
أن الأمر في ظني لا يتجاوز نطاق السياسة إلا قليلا, لكنه إستطرد
ليبلغ العظم, وليتصل أول الأمر بآخره, وكأن مجرة العقل عندنا
إستعاضت عن الواقع والموضوع بفداحات المواجهة الشاملة

فمن يخرج بعد عناء وكلف عاليه من المأزق أعلاه, ومن يتعين
إرادة جديدة مؤداها التحرر من ربقة {الشمال} سبيلا لبناء دولة
غير, خالية من عبودية ومظالم الشمال ومبرأة من إحتقانات
الإستعلاء دينيا كان أم عرقيا. فهذا ولا شك فتحا مبينا وظافرة
الخير من قرونه. قامت دولة الجنوب على أساس {القطع} من
جذر يعتبرونه أس البلاء. قامت دولة الجنوب على بركة تصويت
فلكي يعبر عن وحدة الهدف والمصير الجديدين. قامت دولة الجنوب
وهي خارجة من أخطر التجارب وأمرها على الإطلاق, تجارب
الحرب والموت والدماء ولما أنفقوا منها تلالا وأنهارا وعقود عددا.
في دولة حرة وليدة إثر معاناه جسيمة, كنت أعتقد أن السلام هو
مهدها وأن المحبة هي غطاءها وأن التراضي هو حليبها وأن
العيش المشترك هو إكسير حياتها ... بالمقابلة لما قد كان

على كل ... لا أرى في الدولة الوليدة أي ملامح مما إتخذت
وإستصرخت لما كانت في {قبضة} الشمال ... فعلا أو مجازا, لا يهم,
لأن المهم هو حالهم الراهن, والذي يمكن ببداهة القول بأنه خالي من
{الشريعة} التي تحدرت بهم لمواطنين من الدرجة الثانية لحسب زعمهم.
ولما كان هذا من أقوى الأسباب الطاردة, والتي جعلتهم لا يترددون في
الإستغناء عن خدمات السودان. فهم الآن {جميعا} مواطنين من الدرجة
الأولى ... فلماذا الحرب إذن؟ لا تقولوا لي ... أنها القبلية, لأن في هذا
إستحضار مباشر للإثنية أو العرقية, وهي سبب آخر جعلهم يضيقون
زرعا في مآخذهم على الشمال. وإن تكن القبلية الإثنية هي محور حربهم
الطاحنة اليوم, فهذا يعني إستمرار الأحوال القديمة عبر عناصر جديدة
وشديدة تشي بصراع فتي في بداياته, فيما كان صراعهم مع الشمال في
خواتيمه لحسب ظني, ولم يكن ينقصه غير وفاق وطني, إن لم يحدث
للآن لكنه يمكن أن يحدث في أي لحظة.... خسارة

ما إن يكن محور الحرب الدائرة الآن هو السياسة, فهذه مشكلة صعبة,
لأن خيالي لا يتسع ليرى مثقفي ومتعلمي الجنوب وعلى قلتهم, هم قسمة
الرئيس ونائبه, أي هم عتاد الحرب وأوارها. فيما كان من المفترض أن
يكونوا هم مشاعل الإستنارة ومساعدة بقية المجتمع والإرتقاء بحياته حتى
يتأهل أكثر وأكثر للحياة العصرانية وللوفاء بالمقادير المطلوبة لإدارة
المجتمع بالديمقراطية والشفافية وسائر مقتضيات إنشاء وتجذير دولة
الحكم الديمقراطي المؤسسي. يعني برضو في مشوار طويييل ينتظرهم
للتغلب على أحوال الإستثناء والتخلف الراهنة. كان السودان الموحد أفضل
في هذه الناحية أيضا. لأن صوت العقل السوداني ما غاب حتى في خضم
الأزمة والتمزق من الإعلان الصادح عن كون أزمتنا أزمة سياسية في
المقام الأول, وأن العوامل الأخرى هي من تضاعيف الأزمة وتحوراتها
وإنزلاقاتها هنا وهناك

لا يمكن أن يكون الموت والدمار الحادثين الآن في الجنوب هو ضارة نافعة,
لكنه رسالة واضحة المحتوى والنبرة لكون مشروع العمل العسكري في
الشمال فقد من قبل دواعيه ويفقد الآن منطقه وحتى بصيص أهميته وجدراته
إن كان هناك شئ منهما
فلنولى وجهنا قبالة السلم والسياسة والعصر ... فليس للحرب من منتهى

وحفظ الله الناس ... جنوبا ... وشمالا

حيدر
كل سنة وإنت طيب
ما زال المنبر بخير .. بوجود أمثالك ..

تحياتي

Quote: حيدر كل سنة وإنت طيب ما زال المنبر بخير .. بوجود أمثالك .. تحياتي

أخي بدرالدين بابكر ... تسلم,

وتشكر يابا,

يرجى من بعد ألا تكون الحرب ...

لا في الجنوب ولا في الشمال. فالحرب
ليس حلا إطلاقا, إنما إمتداد مستمر للحرب.
وحين تتوالي الحروب هكذا وتستطرد مع
الزمن وعلى مر الأجيال, تتحول إلى صِنعة
والصِنعة تتحول إلى مؤهل, والمؤهل يتحول
إلى نهج حياة, ونهج الحياة في حال إقترانه
بالحرب يصبح موتا كبيرا ومستمرا.

أعلى خسارة وتضيحه هي الموت, وأتفه حياه
أعز من أغلى موت, هذا لمن لم يسيروا على
دغل الموت ولمن لم تتخاطف أرواحهم على
أنفاقه, ولمن لم يحل بهم صريمه, فلحظة الموت
تقدر رياضيا {بثلاثة ألف ضربة سيف مجمتمة
وفي لحظة واحدة} ... فكيف تهون الحياة هكذا؟
وكيف ... تكون الحرب ... حلا؟؟؟

هي أسئلة {إنسانية} ... لدعاة الحرب هنا وهناك,
ليتحسسوا موطئ أقدامهم في... حياة ... مختصرة