ما بين إسمي و إسم جون

ما بين إسمي و إسم جون


06-23-2016, 11:41 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=490&msg=1466678477&rn=0


Post: #1
Title: ما بين إسمي و إسم جون
Author: Samih Elsheikh
Date: 06-23-2016, 11:41 AM

10:41 AM June, 23 2016

سودانيز اون لاين
Samih Elsheikh-
مكتبتى
رابط مختصر

بعد ان ادخلنا حراسة قسم المدينة بالخرطوم بحري التي تم ادخالنا لها ونحن نرتدي الشورت القصير فقط الذي يستر النصف الاسفل من الجسد التي تم توصيلنا اليها بالعربة البوكس التي تتبع للنظام العام بعد ان تم اعطاء كل واحد منا قطعته من الملابس التي تستر الجزء الاعلى من الجسد لكن اشترط علينا ان لا نلبسهم ونحن ، في طريقنا من البلدية (البيتش) بالخرطوم بحري وهي شاطئ النيل الازرق بحلة حمد بجانب فندق قصر الصداقة. كان سبب الاشتراط هو اثبات الحالة التي كنا عليها ونحن على شاطئ النيل الازرق الذي يؤمه الناس زرافات ووحدانا في الصيف على مر القرون وهم بنفس هيئتنا التي يريد الملازم مزمل العطايا وهو المسؤل عن ذلك الاعتقال يريد اثبات اننا كنا نستحم في النيل مع انه حين القبض علينا كنا نلعب كرة القدم على رمال الشاطئ ، وبعد ان وصف هيئتنا التي اعتقلنا عليها بانها هيئة لبشر يعيشون في امريكا وليس السودان ، بعد اخد وجذب واستجداء من ام الفتاة التي امر نفس الضابط بركوبها معنا لانه يرى ان زيها فاضح وهي على ما اتذكر فتاة في عمر الرابعة عشر او السادسة عشر بعد زجرها وادخل الرعب في قلب تلك المسكينة وامها التي ذرفت دموع من اجل فقط ان لا تصل القسم وهي راكبة مع شباب وهم انا ومن معي من اصدقاء كانت تلك الام الجزعى تطلب ان تاتي الى القسم بعربة اخرى غير البوكس الذي به هولاء الشبان وبهيئتهم التي هم عليها عاريين الصدور مرتدين الشورت. وما بين استجداء الام ودموعها ودموع بنتها البريئة وافق فجأة الضابط مزمل العطايا على انزال البنت من بوكس النظام العام بل وطلب ان لا تأتي للقسم واكتفى مزهوا بابداء رأيه بان لا ترتدي مثل هذا الزي الذي كان في رأي انا محتشما.
كنا خمسة جميعنا من نفس الحي ونفس الاتجاه الجغرافي ذهب بنا كصيد ثمين الى قسم الشرطة وتم فتح بلاغات تحت لائحة قانون النظام العام وهي المادة المسماة بالتسكع .. واضفنا اليها لاحق كلمة تلكع فصرنا نقول تسكع وتلكع . ونحن نلج الى الزنزانة التي فتح بابها احد العساكر مررنا بحراسة النساء في ذلك الوقت من صيف عام ١٩٩٤ ، والشي الذي لحظته انهن كن يرتدين او يلتحفن بالملاءات لتسترهن ، ورغم ذلك وعند مرورنا بهن قابلننا بالترحاب وعبارات التشجيع ، وكانت ذات اثر طيب بالفعل . ولجنا زنزانة الرجال المظلمة سيئة التهوية وكانت تعج وتذدحم بالمعتقلين من بني الانسان من كل حدب وصوب واتجاه، تعارفنا مع عدد منهم وتجاذبنا اطراف الحديث وضحكنا معا وتقاسمنا السيجارة التي ان اخذت نفسا واحدا منها تكون من المحظوظيين .
كان هنالك شي ملفت لمن معنا بتلك الزنزانة هو ان نحن الخمسة كل ربع ساعة ينادى احدا منا ثم ياتي ثم يخرج احد غيره وكنا حين ياتي احد منا ياتي ومعه علب سجاير . كان واضحا السبب ان لنا معرفة بعاسكر القسم فمعظمهم درسوا معنا او سكنوا معنا بحينا القريب من القسم وما كانت مناداتهم لنا من دون الاخرين ماهي الا تمييزا ليس ايجابيا وهو عاطفي بسبب علاقتنا معهم .. وهذا هو السبب الذي دعا احد اخوتنا الاذكياء من جنوب السودان الذي لم يكن قد انفصل في ذلك الوقت دعت هذا الاخ من الجنوب فطنته ووعيه ان يحتج بصورة بها نوع المزاح جعلت الجميع يضحك حتى نحن حيث رفع صوته قائلا ينادوا فقط وذكر اسامي فلان وفلان وفلان ، ..... ،..... ، وسامح وهي الاسامي التي كانت تنادى بين الفينة والاخرى ثم اردف بعدها قائلا أما جون هذا فلايوجد من يناديه مثلما ينادى هولاء .. .

سامح الشيخ