الأم تيريزا

تلبرخ في 15 يونيو 2016

عزيزتي فلورتجه،

هل تعلمين، ياعزيزتي، أن اسمك اللطيف لائق بطبعك الرقيق رقة الورود؟. وهل تعلمين كذلك أنني عمّدتكِ باسم الأم تيريزا في واحدة من قصصي القصار التي استوحيتها من فترة سكاني طالباً للجوء في قرية هِيغ حيث تعرّفت إليكِ؟. تلك القصص كتبتها وفي مخيلتي صورة جدائل شعركِ الاحمر تتمايل أثناء إلقائكِ لدرس اللغة الهولندية علينا نحن رهط طلاب اللجوء في الصالة المقابلة لاستقبال الفندق الذي كان نزلاً لنا. ذلك الاسم المقدس أسبغته عليك، يافلورتجه، علامة يشعّ منها ضياء كضياء الفسفور في حلك الدياجير تعبيراً عن مكنون شكري وتقديري للعون الذي تلقّيته منكِ في تلك الأيام الشاتية الصعبة حينما كان بحر الشمال في قمة الهيجاء مدمدّماً بالوعيد المائج يتقاذف زبده قاربي الورقي.

سوف تظلين أمي تيريزا إلى الأبد. فأنا ما زلت أشتمّ عبق القهوة الرائعة التي أعددتيها مع انقه ثم أخضرتمانها من البيت على الفندق.يأتيني الآن صدى صوتك المتردّد من مايكرفون الفندق وهو ينادي: يا عثمان. قد حان وقت اليقظة يا عثمان. فالقهوة حاضرة.ببقايا النعاس افتح باب الحجرة وأراكما في نهاية الممر الطويل جالستين تتبادلان حديث الصباح تتصاعد منه أبخرة القهوة الزكية.تلك كانت اياماً طيبة لن تتكرّر. ومن المؤسف أن الفندق الذي آوانا في ذلك الشتاء لم يعد يفتح أبوابه للاجئين مفضلاً أن يكون مركزاً للشباب الذين يأتونه طلباً للرياضة الشتوية.

إنّي سعيد، كل السعادة، بالأخبار الطبية التي حوتها رسالتك الأخيرة .وآمل أن أكون في زمرة من يبتسم لهم الحظ فيكونوا من الذين يحفّون بك ويحتفون بك وينشدون لك وباسمك الوضّاء ترتفع عقائرهم المبتهجة عندما تنحين باسمة فوق كعكة عيد الميلاد لتطفئي شمعة المائة عام.

تحياتي لأفراد عائلتك، ولإنقه، ولكلّ من يذكُرني في هِيغ.

عثمان

صنعت يومى يا مواطن .رمضان كريم
سرد ممتع ...تسلم

اثلجت صدري حفاوتك بتيريزا. تحياتي يا معاوية. عثمان

للحديث بقية اذا ما هونت القواسي.