إحنا البنات - للشاعرة المصرية فريدة إلهامي -علهم يعرفون قيمة البنات الانسانية

10:54 AM May, 16 2016 سودانيز اون لاين
زهير عثمان حمد-السودان الخرطوم
مكتبتى
رابط مختصر


إحنا البنات






9



إحنا البنات
أحنا اللي شفنا الذل و
عرفنا الآهات
مالناش وجود
إحنا العدم
إحنا اتخلقنا للألم
شوف حتي يوم ما بتولد
الأب واقف ينتظر
و من القلق راح ينتحر
خايف لا مايجيلوش ولد
و إن جت له بنت يكون عذاب
و يكون هوان و يكون خراب
و تكون فضيحة في البلد
و البنت نايمه و للملايكه بتبتسم ..
و الظلم ليها بيترسم
دا الأب فات البيت و فات كل البلد
علشان مراته قال ما ولدتشي ولد
****
بيقولوا قال حوا السبب
هي اللي كتبت فوق جبينهم التعب
و احنا اللي علي إيديهم قاسينا و ياما شفنا بظلمهم
ذل و عجب
و البنت منا في الطفولة .. في صغرها
بيكلموها كلام كبير علي سنها
قال الشرف .. و العفة و العيب و الخطيئة
و البنت مش فاهمة الكلام ده في الحقيقة
و تبص بعيونها البريئة
أبوها فوق قورته زبيبة و مشمشة
سمعت عليه في الصبح همس و وشوشه
الناس شافوه في الليل مع الخدامة نازل دردشة
بيقول لها حكاية غرام
بقي ده كلام
فين الحلال .. فين الحرام
فين الخشا …!!!
و اخوها ياللي محرم الشباك عليها
و مسود الدنيا في عينيها
و ضربه بالكرباج معلم فوق ايديها
واقف علي الشباك و نازل بصبصه
عمال بيبعت في الهوا لبنت الجيران
حاجات كتير اشي زغلله بمرايه و اشي تحديف حصا
و يدور و يتنطط يتصعب يا عيني بمصمصه
و الأخت واقفة من بعيد
بتراقبه و بإصرار أكيد
بتروح و تسأل أمها بثورة عذاب
و دموع عتاب
ليه ما انضربشي .. و انجلد؟
حتي امها.. و هي منها برضه و زيها
بتقول كلام بيزلها
معلهش .. ده أصله ولد …!!
**************
إن حتي زلت بنت بيكون السبب
راجل و مفتول و له شنب
عشّمها في الأول و أقسم ميت يمين
و لما ضيع طهرها
إداها ضهره و قال لها
أرمي الجنين
و أهو فات وراه عيل لقيط
اتخلصوا منه و رموه
يصرخ من الجوع جنب حيط
و الندل أبوه قاعد بيحكي في قصته
و يقول ده عار و الغلطة دي مش غلطته
قال إيه عاملي واد حويط
ازاي يكون راجل عبيط
و يلم لحمه من التراب؟
ما يسيبه جيفه للكلاب
ماتت من الجوع جنب حيط
و إن عاش يعيش اسمه لقيط
************
آدي الرجال الغلبانين
اللي بدهاءنا بيشتكوا
دايما و عاملين مطلومين
مالهم كده متعقدين
هما اللي ذلونا و من مليون سنه
بيبيعوا فينا و يشتروا
و يوصفونا بالعبيد و انتم يا وارثين الجدود
أيام هارون ين الرشيد
عاوزين تحطونا ف قفص
و تقيدونا بالحديد
يا قلوب حديد
يا سجانين
و تعملوا لنا غلبانين
قال غلبانين !؟
ده احنا اللي دايما غلبانات
إحنا البنات .
(فريدة إلهامي )
صباح الخير ، عدد 15
أكتوبر 1961



*من الغرائب أن البعض كلمني علي نشر أخبار بنات السودان في هذا المنبر نوعا من مناصرة الجندر وسلوك لا معني لها غير الفراغ !!!
اهدي هذه القصيدة لهؤلاء علهم يتذكرون أن الامهات أناث والاخوات نساء وبناتنا في البيوت هن أكبادنا ايضا أناث
علهم يستدركون ما قالوا في لحظة أنحياز أحمق و قبيح للرجولة دونما منطق أو أنسانية أو حتي النظر لتجربة الانسانية في قضايا المراة

قصيدة رائعة يا زهير تعبر بصدق عن معاناة البنات في المجتمعات و الإسلامية

بالرغم من تجاوزنا للكثير من العقبات التي كانت تقف في طريق البنات الا

ان بعض الإباء لا يزالون يكرهون خلفة البنات فتجد الواحد منهم عندما تنجب

الزوجة بنتا يسود وجهه وهو كظيم مع انه المسؤول الأول والأخير عن تحديد

جنس الجنين >كرا ام انثى وليس المرأة كما كان يعتقد شكرا لك