طبقات أم بنايا قش (2)

12:01 PM May, 09 2016

سودانيز اون لاين
ابو جهينة-السعودية _ الرياض
مكتبتى
رابط مختصر

أعاود التسلل لهذه الطبقات ، مبتدءا بالقديم منها لإرتباطها بحبل سري بطبقات اليوم
***
هذه الطبقات هي شذرات من منعطفات الحياة
قد تتطابق و تتشابك أحداثها و مواقف أبطالها و بطلاتها مع حكايات معاشة أو واقعية
و قد تتطابق مواقفها و تتقاطع مع مجريات هنا و هناك
فالعذر كل العذر لمن تشابكت طبقاتنا مع طبقاتهم
أو إتفقت مع حكاياتهم
فالمقصد هو أولا و أخيرا المنفعة و العظة و العبرة

نواصل

عندما ضاقت به أركان الوطن و أضحت أضيق من خرم إبرة
إقتنع بالهجرة سبيلا
فباعت أمه ( اال ورا و ال قدام ) ، حتى كل ما تبقى من ذكريات زوجها
سافر و أغترب و أطال الغربة
لما طال شوقها إليه ، هاتفته : ليه كل التأخير دة ؟ تعال شوفني قبال أموت
جاء رده كلفحة سموم : منتظر القرين كارد، و الحكاية شكلها حتطول
هنا تحول كل أخضر في قلبها إلى سواد

غاب الفاعل عمدا متسللا دونما ضجيج
فشكا الضمير المستتر هذا الغياب و تذمر
و شكا الضمير المتصل أيضا هذا الغياب
قاموا يالبحث المكثف عن الفاعل الذي صار بقدرة قادر مفعولا به
فنسوا و تناسوا أمره
في موسم الحج ، وجده الضمير المتصل يشكو لله الفساد

إرتمى صغيره بين أحضانه و قال له : أبي ، أتمنى أن أموت قبلك حتى لا أبكي عليك و يصيبني الحزن بفقدانك..

قام الأب بضم إبنه و تمتم قائلا :
دعني أتمنى أنا الموت يا صغيري لأن أيامي القادمة لا تكفي لأن ألوك حسراتي و أتحسر على خيباتي و ضياع أحلامي.

في المراح تتقافز عدة ( سخلات ) و عدد من ( العتّان )
على مقربة منها يقف عدد من ( التيوس )
لا وجود للعنزات بتاتا
قال الراعي في هلع : الصنف حينقرض ، و الخوف من التيوس
نصحه أحدهم : إذبح التيوس ، فالبركة في الذرية

للمرة الثالثة طلب مني أن أشرح له وجهة نظري.
بصبر ممدود و رغبة بلا حدود في إيصال فكرتي إليه لم أمانع من التكرار.
لم أترك مثلا إلا و إستعنت به ، و لا حكمة إلا و تسلقت جدرانها ، و لا خاتمة إلا جلبتها له.
تمنطقت بكل ما أوتيت من لغة.
أسكتَنِي شخيره عن مواصلة الحديث.

رأى فيما يرى النائم : بأنه رغم ذكائه المتقد و خبرته الواسعة و علمه
رغم كل هذا و ذاك ، ذهب إلى مجتمع كل أهله من العميان فنبذوه و لم يعيروه إنتباها...
لم يستطع العيش معهم....و لم يقبلوه بينهم في أي وظيفة
طلب منهم الحل في أمره ، فقلعوا إحدى عينيه و عينوه سلطانا عليهم ...

في المدرسة الأولية أيام زمان
كان هو و إخوته يتداولون ثياب المدرسة
ففي الصف الثاني كان يلبس ملابس شقيقه الذي إنتقل للثالث.
و شقيقه الأصغر منه يلبس ملابسه التي كان يلبسها في الصف الأول.
عندما إنتقل للصف الثالث لبس ملابس شقيقه الذي إنتقل للصف الرابع ، و كان بالثوب عدة رُقَع من الأمام و الخلف....
عندما دخل الفصل متأخرا: إنفجر التلاميذ ضاحكين من منظر ثوبه و الرقع التي ( تزيّنه )...
لم يتوقفوا إلا بعد دخول تلميذ آخر يلبس ثوبا مرقعا كثوبه ، فصاحبه و صارا صديقين ...
في الصف الرابع لبس ملابس شقيقه الذي إنتقل للمدرسة الوسطى. أيضا كانت به بعض الرقع.
صديقه أتى بثوب جديد و حذاء جديد و حقيبة جديدة ، و في حوش المدرسة وجده يقف مع أصدقاء له آخرين بملابسهم الجديدة ، و تحاشاه صديقه تماما و أدار له ظهره.
و بقي هو وحيدا بدون صديق يجالس رقع ثوبه ، يؤانسه التعجب و الإستغراب من تصرف صديقه الذي كان.

في زمن مضى و لن يعود :

كان المعلم كلما أنهى درسَه ، تسابقَ الأميران إلى نعليْه ، يضعانِهِما أمام قدميْه و يقبلون يديه، اشتكى المعلمُ لوالدِهِما الخليفةِ حوْلَ ما يشكّلُه هذا من إحراج له أمام تلاميذه، قال له الخليفة : لوْ لمْ يَفعلا هذا لعاقبْتُهُما ..


في زماننا هذا :

قام المعلم بتعنيف و توبيخ إبن المسئول الكبير أمام التلاميذ ، فقام إبن المسئول الكبير بضرب أستاذه على وجهه و لكمه لكمة طرحته أرضا.
نقلوا الأستاذ لمدرسة في قرية نائية جزاءا على فعلته ، فقد تورّمتْ يد إبن المسئول جرّاء اللكمة التي إنهالت على وجه الأستاذ.

محاولا أن يجعل إبنه يستغرق في النوم ليقضي وطرا كان قد أضمره و تأبط أمرا ...........
قال الأب مواصلا قصته : ( قامت كريت أبت الرجوع للبيت و .... )
هنا قاطعه الإبن مسترسلا و مطلقا لخياله العنان ( لأنو صاحب كريت كان ناوي يضبحا و يعزم أصحابو على العشا و .... )
قبل أن يكمل الإبن كان الأب قد علا شخيره و راح في سبات عميق
فتناول الإبن كتابا كان على الطاولة ... و كان مضمونه عن الثقافة الجنسية

قبل ذهابهما للمدرسة
أعطت الأم ولدها الأكبر قرشا
و الأصغر قرشا
وضع الأصغر القرش في يده اليمنى و وضع يده اليسرى على كتف أخيه مستندا
بينما الأخ الأكبر وضع كلتا يديه على قرشه ، و راح يرمق القرش الذي في يد شقيقه

وقف فيهم خطيبا
كان خطابه مترعا بالصدق و الحقائق فصفق له الناس حتى كلّت أياديهم
ثم في لقاء آخر شحن خطابه كذبا و رياءا ، فأستغرب من أن الناس يصفقون له أيضا بنفس الحرارة
عندما أختلى بينه و بين نفسه في حجرته ، صفق لنفسه طويلا

ببراءة سأل الطفل أباه : ما هي الحرب الأهلية ؟ و كيف تكون ؟

فكر الأب قليلا ، ثم قال : تخيل يا إبني قِطّان يتعاركان فيأكلان بعضهما البعض حتى لا يتبقى منهما إلا الذيلين فقط .
نظر إليه الطفل طويلا بنظرة مستغربة تكاد نظرته تقول : كيف ؟؟؟
فبادره الأب : في الحرب الأهلية ، تتساوى الرؤوس و الذيول

بعد شد و جذب ، و حرب كلامية ، و معارك ميدانية جلسوا للتفاوض
الجالسون يمين طاولة الإجتماعات وضعوا أصابعهم في آذانهم
الجالسون يسار الطاولة وضعوا أيديهم على أفواهم
الجالسون على صدر الطاولة ليفضوا الإشتباك كانوا يضعون أياديهم على أعينهم
صبيحة اليوم التالي خرجت الصحف تحمل عناوينا فضفاضة :
لم يتوصل المتفاوضون لأي حل ، و الوسطاء لا يدرون أسباب الفشل

في مناسبة أسرية ضمّت معشر الطير والدواجن ، إلتقت بمحض الصدفة ( بيضة ) و ( دجاجة ):
نظرت البيضة للدجاجة بعين العتاب.
ونظرت الدجاجة للبيضة بعين اللوم.
وأنطلقت كلماتهما في نفس الوقت بصوت واحد :
لماذا يا أمي أنجبتيني وتركتيني تحت رحمة البشر يتساءلون عن من هي الأم ومن هي المولودة؟؟؟

في بيتنا حظيرة دواجن لم يتبق من ساكنيها غير ديكين وعدة دجاجات...
تعارك الديكان عراكا شرسا...
تطاير الريش ...
وتطايرت أجزاء من عُرف الأول ، بينما سالت دماء عُرف الآخر....
هرول الديوك و الدجاجات من حظائر أخرى مجاورة عارضين وساطتهم لفض الإشتباك و لكن دون جدوى...
هنا تقدم الثعلب بكل ثقة عارضا وساطته...
قبل الجميع راغمين.

لديه هاجس إسمه ( النظافة )
يعاني فوبيا العدوى من الآخرين
عندما يصافحونه، يسارع بإستخدام المطهرات لتطهير يده.....
عندما يستلم سرا نقودا من فئة العملات الورقيه ، يقلبها بين يديه ثم يودعها قُبلة قبل أن ترتاح في خزانته...

قالت لصويحباتها : ضل راجل و لا ضل حيطة
في ظهيرة نفس اليوم كان زوجها يقف تحت أشعة الشمس يكدح مستغربا،
فقد كان بلا ظل رغم أن كل الأشياء من حوله كانت تلقي بظلالها..........

في زقاق ضيق بإحدى القرى
تعارك إثنان من التيوس على ( معزة ) تقف غير مبالية تمضغ قطعة من قماش مهتريء.
مات التيسان
حزنت المعزة لأن التيس الذي تنتظره لم يأت رغم أنه يعرف مكان تواجدها.

يعطس ، فتدوي القاعة : يرحمكم الله
يعطس آخر ، فيرمونه بنظرات العتاب

دلق عصارة فكره في روايته
وأختار للغلاف صورة تعبر عنها تماما
قبعت روايته على أرفف المكتبات ردحا من الزمن دون أن تنتشر
فكر و قدّر، ثم قرر أمرا
إشترك في عدة مواقع أليكترونية بإسم مستعار وهاجم الرواية ورماها بأقذع الألفاظ و نعتها بأنها ضد الأخلاق و القيم.
في اليوم التالي كانت روايته قد نفدت من الأسواق،
فبدأ في طباعة الطبعة الثانية ....

قال أحد الحكماء بأن هناك نوع من الثعابين له رأسين.
لم يصدقه أحد، وقالوا محض إفتراء و خيال.
و لكن بالمدينة ظهر ثعبان له رأسين،
بإحدى الروؤس يوزع ترياقا ضد سم الثعابين ،
وبالرأس الأخرى ينفث سما لا يقاومه حتى ترياقه الذي يوزعه من الرأس الأخرى.

إنتبه وهو طريح الفراش، إنتبه لأصوات وزغاريد وهتافات.
ورغم مرضه وسنواته التي تربو على السبعين، جاهد حتى وقف على رجليه وخطا نحو باب (الحوش) ليرى مغزى الإحتفال الذي حسبه إحتفالا قوميا.
رأى الصبية يحملوزن اللافتات وآخرون يحملون الأعلام خفاقة،
فرجعت إليه بعضا من عافيته فقد ظن أن اليوم هو أحد الأعياد القومية كالإستقلال أو ذكرى تلك الثورة الشعبية العارمة.
سأل طفلا يرنو إليه : يا جنا الليلة عيد شنو؟
فقال له الصبي ضاحكا وهو يهرول للحاق بالبقية : الليلة فريقنا فاز وإتأهل للنهائي.

بعد أن حصُل من لجنة الأطباء في مستشفى الأمراض العقلية على تقرير يحسده عليه أصحاب العقول وأولو الألباب ونال تصريحا بالخروج،
عاد إلى حياته الطبيعية بكامل طاقته القديمة، ولكنه لا يزال غير قادر على التفريق بين نزلاء المستشفى ومَن هم خارجه.

قال لأصدقائة وإبتسامة فرح تعلو وجهه :
طلع لي ضرس العقل
فقالوا له : لا تفرح كثيرا، فهو فقط سيساعدك على طحن الطعام

صدم إبن المتنفذ بسيارته طفلا في إحدى الشوارع الفقيرة.
بعد أن خرج الطفل من المستشفى يتوكأ على عكازة، جاء سائق المتنفذ بعلبة حلوى وهدايا للطفل مع دعوات أسرة المتنفذ بالشفاء.
في صبيحة الغد، جلس عدة أطفال في نفس الشارع وهم يتعمدون السير بلا مبالاة وبإهمال ينتظرون سيارة بنفس المواصفات.

ليلة عرسها خلعت ثوب العُرف المتعارَف عليه في عُرْف القبيلة،
وهي في حالة تشبه قلق دجاجة محشورة في قفص.
ثم ارتدت ثوبها العُرفي المعروف في هكذا ليلة.
و لكن الديك كان يقف قبالتها بلا عُرف.

قضى شبابه مشاركا في كل مظاهرات البلد.
نال الجَلْد والسجن
خاض حروبا
قاسى ويلات كثيرة
اليوم بعد أن تعدى السبعين من عمره :
يخوض حربا ضروسا بكل ما أوتي من دهاء ومكر وبقايا قوة جسدية ليعرف أين أخفتْ زوجته البلح بعد أن أتعبه داء السكري

رادِيكاليٌّ : جِذريُّ، لا يحبُّ الحلُول الوسَط.آلمَه الضِّرسُ فْاقتلعَ الَفمَ

أعجبته وراقت له المقولة الفلسفية : أنا أفكر إذن أنا موجود.
فجرّبَ المقولة في كل مناحي حياته.
ذات مرة جربها في معمعمة سياسية، فلم يجد لنفسه أثرا .....

كان كثير الشكوى من حالته، ومن بيته الطيني المتواضع.....
عندما لاحت له فرصة الإغتراب، باع بيته وأنطلق نحو المهجر....
وبعد أن أن ذاق طأطأة الرأس والنوم تملؤه الذلة والمذلة، عرف أن بيته الطيني كان قلعة من عزة النفس.

سأل الوالد إبنه : هل ستحارب بعد كل هذه الخيبات ؟
قال الولد : نعم سأحارب
قال الوالد : وكيف ستحارب وقد جردوك من كل أسلحتك ؟
قال الولد : سأحارب حتى ولو بأظافري.

ثم رمق الولد أظافره ، فتذكر أنه قضمها في لحظات غيظه وحنقه

حبي لها كان كحبات الرمل في ساعة رملية، بدأ متراكما وفي حيز ضيق، ويبدأ في الإنزلاق حتى يملأ الحيز الأسفل.
الفرق بين حبي وساعة الرمل ، أنني لم أستطع أن أملأ الجزء الذي أضحى فارغا، ولا أستطيع أن أقلب تلك المشاعر رأسا على عقب ليبدأ دورته مرة أخرى.
هرولة جعلتني أكره أي توقيت بداية ونهاية.

نواصل بحول الله
قوموا إلى طبقاتكم يرحمكم الله

صراحة أبو جهينة هذه طريقة جديدة ممتعة وسلسة للقص لم أعهدها من قبل فها أنذا أخال نفسي بين هذه الطبقات وكأنني أسيح في دوحة غناء تجملها أنت بأروع سرد بطريقة سلسة وكأنك تعزف مقطوعة موسيقية هادئة لبتهوفن .أطلق لخيالك العنان وأمتعنا فكلنا آذان صاغية وقد اشرأبت أعناقنا متطلعة لقراءة ما تصيغه أناملك أيها المبدع الشفيف .

متابعة لصيقة حذوالقذة بالقذة مع هذه الطبقات الرائعة والتي تجعلنا نطير فوق هام السحب.
فأقصص أيها القاص الجميل .

تحياتي الهادي الشغيل
وشكرا على المرور البهي.
القصة القصيرة جدا ، هي بمثابة كبسولة تختزل كل دروب الحدث ووظروفه وإحداثياته ومعانيه البائنة والمخفية و تجعل القاريء يجمع أطراف المقصود من هذه الجزيئات.

دمتم

خفيفة الظل ولطيفة ومليئة بالحكم
اذن عند جهينة الخبر اليقين

تحياتي صادق ميرغني
لك الشكر على المرور الباذخ
دمتم

جثا أمام قبر زوجته على ركبتيه كعادته كل يوم جمعة يدعو لها.
سمع صوت بكاء مكتوم قريب منه
سأل غفير المقبرة
فقال له : هذه منذ سنة تأتي يوميا لقبر زوجها تدعو له ...
عندما اقترن بهذه الأرملة ، إقتصرتْ دعواتهما للفقيدين سرا من حين لآخر

بعد غدوٍ ورواح ما بين العش ومنافذ البحث عن الرزق
فقستْ البيضة و خَرَجَ فرخ الحَمامِ يعاني الهزال والضعف....
فقامت أمه بالعناية به ليل نهار رغم صعوبة الحصول على ما تقتات به هي وصغيرها ....
كبر الصغير وصار قويا يستطيع الطيران والإهتمام بأمه ....
فقام بأول محاولة للطيران خارج العش ، فقاموا بقص جناحيه.

قال الأستاذ لتلاميذه : أرسموا يا شطار قلبا
فرسموا جميعا خارطة الوطن.

قال : حسنا ، أرسموا شيئا مفرحا .
فبكى التلاميذ وغادروا الفصل

ابو جهينة
التحايا العطرة

ومتابعة . . .

الأخ عوض جاه الرسول

تحياتي لك وسلامي

مرورك دافع للمواصلة
فلك الشكر
دمتم

ابداع يا ابوجهينة

كلمات ليست كالكلمات

واصل إنا هنا قاعدون

الأخت الأستاذة عواطف
تحايا مقيمة وسلام ماكن

طوّلتِ الغيبات.
لك الشكر على المرور

انداح يا رجل ففى الاندياح سبع منافع
اولاها راحة نفس
و تاليها
طيب الخاطر فى توارد الخواطر
و الخمسة الباقيات لا شك صالحات
قى رسالة قديمة لى لى حبيبة فى الزمن القديم داك .. كتبت لها
لا ادرى كل ما مرّ طيفك احسست بالعطس
زعلت زعل السنين و خسرتها للابد
علاقة تهيّج النخرة عند الاحساس بالرغبة فى الجنس شنو ؟

تحياتي جلادونا

***
فى رسالة قديمة لى لى حبيبة فى الزمن القديم داك .. كتبت لها
لا ادرى كل ما مرّ طيفك احسست بالعطس
زعلت زعل السنين و خسرتها للابد
علاقة تهيّج النخرة عند الاحساس بالرغبة فى الجنس شنو ؟

***

يا لها من غريرة.
فطيفها الذي يجعل المحب يعطس ، فإذن الحب متمكن حتى من هذه الحاسة التي تميز بين كل الروائح ذات الأضداد.
فعند كل عطسة سيحمد الله وبلا شك الحمد سيشمل نعمة حبها

***
روعة يا جلالدونا
هات المزيد

بعد أن توقّف القصف
هرع أهل القرية إلى حيث يرقد الموتى جنبا إلى جنب مع الخراب والدمار
أبلغوا إحدى الأمهات بموت وحيدها فجاءت مهرولة
وأقتربت منحنية إلى حيث ترقد جثتنان بلا ملامح.
إحتارت أيهما إبنها.
وأحتارت أيهما تضم إلى صدرها وتولول......
و بلا تردد : إحتضنتْ الجثتين

حمل قلمه وصال وجال في أعراض الشرفاء من النساء والرجال دون أي وازع.
يكسب عيشه من قلمه الذي لا يعرف غير الخوض في سيرة كل شريف لا يرضى بالظلم والمهانة.
ذات يوم : وقف قبالة الشاطيء، ثم تبوّل في النيل.
راقب الأمواج تطارد بعضها البعض. ولا أثر لما دلقه على هذا النهر الخالد.
رمى بقلمه فأبتلعته مياه النهر الـمُضَمّخ بسٌمْرة الطمي.

إنتهى من كتابة قصة طويلة في كتاب تناول فيها كل أنواع الفساد من العباد وأركان البلاد.
ثم اختتم قصته بجملة وهو يبتسم إبتسامة مقتضبة :
( أحداث هذه القصة كلها محْض خيال وكل أسماء شخصيات القصة وأماكن حدوثها هي أسماء وهمية لا وجود لها )
بعد أيام من إنتشار القصة وجدوه ميتا يسبح في بركة من دمائه.
تمت مصادرة كل الكتب وتم تقييد الحادث ضد مجهول.

وقف مع الجموع الغفيرة يتكيء على عكازيه في انتظار الهبات من الثري الميسور.
الهبات التي يتم توزيعها يوميا خلال شهر رمضان الفضيل .
إتفق الواقفون جميعا على أمر واحد :
هذا الرجل يستحق المعونة أكثر منا ، فلنجعله يتقدمنا ليأخذ نصيبه أولا.
عندما خرج عليهم موزع الهبات والمساعدات ليبدأ التوزيع ، داسوا على الرجل وعكازيه في هرولتهم نحو إستلام المعونة.

من مدينتي شمال العاصمة ... توجهتُ صوب محطة السكك الحديدية وتوكلتُ على الله منطلقا للعاصمة التي سأسافر منها جوا إلى مقر إغترابي الطوعي.
توقـّف القطار في محطة صغيرة...

صَعَدَتْ إليه..وجلست في مقعدٍ قبالتي.
لم أصدق عيني،
و أنطلقتُ أقول : مش ممكن ... معقول دي إنتِ ؟أكثر من عشرين عـامـًا وأنا أفتش عنك . فراقك كان أمر غير محتمل.
تتحدث فأنصت ، أتحدث فتنصت ...
أذكّرها بمواقف ولقاءات فتدمع عيناها ...
تذكّرني وتذكرني.. فأزدرد ريقي.
توقف القطار في محطة العاصمة..
قلت: أنا ذاهب إلى المطار ... و أنت إلى أين ؟
قالت : المطار

توجـّهَ كلٌّ منا إلى بوّابة سفر ، ليستقل كل منا طائرة إلى وجهة مختلفة..

قال رجل لأحد المتسوّلين :


رأيتك تخرج من المسجد قبل أن تبدأ الصلاة .



فقال المتسول : خطبة الجمعة كانت كلها عن الزكاة

حاصرتْه تكاليف الحياة وأعبائها المرهِقة ،
فقام ببيع ( غنمايته ) و( تيسه ) وأشترى يثمنهما خمسة ( سخلات ) ليقوم بتسمينها و من ثم يبدأ تجارة ( الغنم )
في سكة عودته للبيت ، أكل الغلاء ثلاثة سخلات...

أصرّتْ ( لجنة الرقابة ) على أن يقوم الروائي بتغيير الفصل الأخير من روايته.
رفض الروائي الأمر رفضا قاطعا.
أصرّوا على رأيهم. ورفضوا طباعة الرواية.
كان وقوده في الرفض القهر والظلم
فظل الفصل الأخير من روايته حكاية يرويها الناس همسا من وراء الجدران

مكرر

تم ضبط عدة مهاجرين وهم يحاولون التسلل لذلك البلد الغربي.
سألوهم عن سبب محاولتهم الولوج لحدود هذه الدولة : فقالوا نبحث عن حياة آمنة لا ظلم فيها.
شرطة الحدود أصابهم الإحباط والخوف.
وأصابهم الإستغراب أيضا من بلدٍ يستطيع أن يجعل العفاريت تفر هاربة تطلب اللجوء.

بعد وفاة أبيه ، قامت أمه بإعطائه إحدى ( الجلاليب ) التي كان يحب المرحوم أن يلبسها دائما وأبدا.
وقالت له توصيه : ألبس الجلابية دي دايما ، وحافظ عليها.
فعاش ردحا من الزمن مستور الحال مطمئن البال.
ولكنه ما أن تزوّج ، بانت عورته ..........

بينما كان الكلب ( جرقاس ) يعبر الطريق.
كادت عربة مسرعة أن تدهسه.
وقف مذعورا غير مصدق لنجاته وهو يتلفت لكى يعبر الشارع بأمان هذه المرة.

بينما راحت جماعات ( القُرَاد ) في أنحاء جسده تهنيء بعضها البعض بسلامة مصدر رزقها من الدماء

والجوع يعتصر بطنه ، ظل يبحلق في أكوام التفاح أمام دكان البائع
يزدرد ريقه بصعوبة
شاهده البائع ، فأعطاه أكبر تفاحة
جلس بها بعيدا غير مصدق.
أخذ أول قضمة وقال في سره : دي لأبوي
ثم أخذ قضمة أخرى وتمتم قائلا : ودي لأمي
فجأة قفزت إلى مخيلته صورة عمدة قريتهم وهو يحذره من الرجوع للقرية خالي اليدين. وتذكر إبن العمدة الذي يسلبه كل عرقه.
تذكرهما فقضم قضمة واحدة ولكنها كانت أكبر حجما ...

قال في سره : برضو ما فضّلتْ لي حتة
مسح فمه بِكُم جلبابه المتسخ

وتمتم لاعنا كل من بيده سُلْطة

قال في سره : باقي لينا ليلة واحدة ونكمل ( الألف ليلة وليلة )
ولكنه شعر بالوهن والتعب وعرف أنه لن يستطيع مسايرة رغباتها الشهرزادية.
نصحوه بأن يتناول ديكا مشويا على مائدة عشائها الشهرياري.
وقد كان....
فصار ( يعوعي ) في بداية السهرة ، ثم يواصل الشخير حتى الصباح.

في شهر رمضان يصوم صوما ويبسمل ويحوقل طيلة الشهر.

ولكن لسانه معلّقٌ بعيد الفطر وإرهاصاته

وقف محتارا يتفرّس في بورصة الإبداع الشامل
المؤشر لا يهدأ صعودا وهبوطا.
ففي شاشة العرض الكبيرة ، تتراقص المعلومات :
هذا في تلوّن الحرباء ، وذاك لص في مسوح الأتقياء، وذلك مأجور في لبوس الأحرار...

ولكن المؤسف أن الذي يقف خلف ( تلك ) ما هو إلا ( ذاك )،
و المتشحة عباءة ( ذاك ) ما هي إلا ( تلك )
...
عندما أشارت الشاشة إليه : أما ( أنت ) : ، فاجئه صوت الفنان يترنم بــ :
( أقيس محاسنك بمن .. يا الدرة ال ما ليك تمن .... )

إتصل بها هاتفيا : والحق يقال ، أنتِ المرأة الوحيدة في حياتي التي ................

ثم بخبث و عن قصد قام بقطع الإتصال وأغلق هاتفه الجوال..

ظلّتْ هي طوال الليل تضرب أخماسا في أسداس ، تارة تتفاءل وتارة تتشاءم.

أما هو فقد راح في نومة هانئة تعلو شفتيه إبتسامة خبيثة .......

دون كلل أو ملل ، جلس أمامها ينظر إليها محدقا ، وكأنه يغترف محياها قبل فراقها

يجتر ذكرى عشرين عاما من الحياة معها

قبل أن تغمض عينيها الإغماضة الأبدية، قالت :
سبحان الله ، شكلك اليوم زى شكلك يوم إتلاقينا أول مرة

بعد أن نال صنوف التعذيب
سأله الضابط :
ما هي المواضيع التي تكتبها في الصحف فتجعلهم يأتون بك هنا كل مرة ؟ أين يكمن مصدر خطرك ؟؟؟

فقال الصحفي بفم متورم وعين محمرّة :

أنا أكتب بنفس لغتك مستخدما نفس الحروف والكلمات التي تستخدمها أنت في محاضر التحقيق.

زيادة على سمعته الطيبة ، أعجبتْها وطنيته،
فقبِلتْ به.
ولكنها إختلفتْ معه بسبب حجته السياسية ، فأفترقا ( فراق الطريفي لراحلته )

مسئول يعشق إطلاق الوعود ...
قام بزيارة معهد الصم والبكم

قدّم لهم الهدايا
ألقى خطابا ضافيا ثم وعدَهم بالحفاظِ على حريةِ التعبير.

متباهيا قال : أنا ( فاعل )
قالوا له : بل أنت ( مفعولا به )
قال : بل فاعل
قالوا : مفعول به
واشتد الجدال.
ثم اتفقوا على أن يبنوا فعله للمجهول..
فوافق على مضض.
ثم سرا أجمعوا على أن يكون ( لا محل له من الإعراب ) .....

أُعجب الغراب بأشكال وأصوات االطواويس
دهن نفسه بألوانها ثم إندس وسطها
وحاول مجاراة صوتها ، فعرفته وأثخنته نقرا ونتفت بعضا من ريشه
عندما عاد إلى سربه ، لم يعرفوه حيث غطى الدهان الذي دهنه على ريشه
فتقرتْه الغربان حتى مات

هرولوا وتهافتوا بالآلاف لقراءة الكتاب بعد أن شدّ إنتباههم العنوان المثير الذي ينضح شهوة وإثارة.
لم يجدوا أي إشارة لمضمون العنوان لا من بعيد ولا من قريب ، فقاموا بهتك عرض المؤلف ...

إمتدّتْ المفاوضات بين االفريقين الخصمين
إمتدتْ لسنوات طويلة دون التوصل لأي إتفاق
في آخر جلسة، تعثرت المفاوضات رغم قرب التوصل إلى إتفاق ، وفشلت الوساطة تماماً في تقريب وجهات النظر..
إنفض سامر التفاوض ، و تجدد القتال بينهما أشد ضراوة .. وتساقط الأبرياء

إنسحب الوسيط مسرعاً وهو يفرك يديه سعادة ، متجهاً الى مخازن أسلحته .. ووسطاء تجارته

قام بذبح ذاك الموثوق اليدين ، معصوب الوجه. ذبحه دون أن يطرف له جفن
ثم دخل في نوبة بكاء يلطم وجهه بكلتا يديه الملوثتين بالدماء وهو يولول:

أغفر لي يا ربي ... فقد أخطأتُ في توجيهه نحو القبلة

( تكرار مقصود )

إمتدّتْ المفاوضات بين االفريقين الخصمين
إمتدتْ لسنوات طويلة دون التوصل لأي إتفاق
في آخر جلسة، تعثرت المفاوضات رغم قرب التوصل إلى إتفاق ، وفشلت الوساطة تماماً في تقريب وجهات النظر..
إنفض سامر التفاوض ، و تجدد القتال بينهما أشد ضراوة .. وتساقط الأبرياء

إنسحب الوسيط مسرعاً وهو يفرك يديه سعادة ، متجهاً الى مخازن أسلحته .. ووسطاء تجارته

وقف منحنيا أمام الملك.
ثم قبّل الأرض بين يديه ..
ثم قدّم له كتابا ضخما ...وقال للملك بصوت خفيض :
سيدي : أقدم لكم سيرتك الذاتية العطرة ، و كما طلبت يا مولاي.. فقد كتبتها بقلم الرصاص.

صاح مهللا وهو يشاهد حلقة على التلفاز: ( يا سلام يا رائع ... أنت صحفي ممتاز )
سألته إبنته : أبي ... من الذي وضع قانون حقوق الإنسان ؟
قال : الإنسان
قالت : ومن الذي ينتهكها ؟
قال متوجسا : الإنسان
قالت : إذن الحيوانات أرقى من الإنسان
( فبُهِت الذي سؤل وأجاب )

لبسوا أحلى حللهم
وتزيّنوا
وتضمّخوا بالعطور
واستعدوا للإحتفال
ثم توقفوا فجأة يتبادلون نظرات حيْرى ومنكسرة.
وإستكمالا للفرحة ، إنطلقوا صوب المقابر

كانت كلمتُه ورأسُه سيّان.. فما يوعد به كان نافذاوإن كلَّفه العهدُ حياتَه.
مرت الأيا والشهور ودار الزمان ، فصار قولُه كقضاء حاجته في الخلاء.