حوار الأرزاق

04:51 PM May, 04 2016

سودانيز اون لاين
درديري كباشي-
مكتبتى
رابط مختصر

حوار الأرزاق
(1)
عامل فيها وطني خالص قال أنا ما بفوت بلدي دي
حاجج كل من أغراه بالاغتراب .
آكلها كسرة بالموية ولا أفوت التراب دي..
يا زول ها أنت الكسرة بالموية قايلن هينات ..
أمشوا أنتو بس خلوني أنا هنا..
حمل شهاداته ودار في المؤسسات العامة والخاصة ..
يدخل المعاينات .. تنتهي بأسئلة ليس لها علاقة بمجاله ولا بالعمل ( حسب أعتقاده لكن لم يجزم ولم يعرف يجاوبها ). وتنتهي النتيجة يالأسف . وعبارة (البعدو)
ركن الشهادات في البيت .. شمر ساعديه لبس بنطلون الجينز القديم ..وأتجه ناحية المنطقة الصناعية .
وقف أمام احدى الورش يراقب في الحداد الذي كان منهمكا في قطع الحديد ولحامها وهو يصنع أسرة وكراسي .. وورشة أخرى مجاورة تصنع ابواب الحديد .
وعمال منهمكون في العمل.
حس الحداد أن هنالك أحد يراقبه رفع رأسه وسأله .
في حاجة يا أبو الشباب ؟
- يا معلم ما نلاقي عندك شغل ؟.
خلع الحداد نظارة اللحام من رأسه ووضع كاوية اللحام في الأرض
بدأت معاينة عفوية جديدة .
تعرف تلحم ؟
لا
تعرف تقطع؟
لا
تعرف تبرشم ؟
لا
تضرب بوهية ؟
لا
طيب تعرف تسنفر بحجر النار أو ورق السنفرة؟
لا
طيب تعرف شنو ؟
والله يا معلم ممكن نتعلم
طيب تعرف تكتب وتقرأ؟
أيوا الحمد لله .
يا زول أنت قريت مدارس بالجد ؟ يعني تعرف تكتب وتقرأ ما تستهين بشغلنا دا تشوفنا قاعدين في الواطاه شغلنا دا يحتاج لحسابات ومقاسات وكتابة .
- حقيقة يا معلم يمكن دي الحاجة الوحيدة البعرفها .
- طيب من الآخر كدا أنت قريت لغاية وين ومعاك شهادة تثبت أنك قريت ؟
- أيوا معاي شهادات .
- أها وين شهاداتك دي .
- شهاداتي في البيت .
- سايب شهاداتك في البيت وجاي كايس شغل بدونها؟
- حقيقة يا معلم شهاداتي ما شغلتني قلت أخليها وأفتش شغل بضراعي ساي .
- المعلم بعد ضحكة عميقة .. ليه أنت قريت سحر ولا شنو ؟.
- أبدا يا معلم
- شوف يا أبو الشباب نحن ما عندنا مشكلة ممكن نشغلك معانا ونجربك لكن لازم تتحملنا كمان لغاية ما تتعلم ؟
فرك يديه وأنبسط قال في سره أخيرا فرجت .. وقال ما عندي مشكلة أتعلم واتحمل .
- لكن قول لي أنت في الأول قريت شنو .
- أنا قريت هندسة ميكانيكية .
- شنو ؟ قلت قريت شنو ؟
- قلت لك قريت هندسة ميكانيكية .
- لا لا لا يا أخوي يفتح الله مستحيل أشغلك معاي .
- ليه يا معلم هي الهدنسة محظورة عندكم ؟ .
- لا يا ولدنا معقولة أنا أشغلك معاي صبي حداد .. أنت عارف التلاميذ ديل أنا ممكن الواحد أضربه بماسورة ممكن أتشه بكاوية اللحام لو غلط أقل غلطة .أنت ما عندك فكرة عن شغل الحرفيين ولا شنو؟ . عايين ليهم كلهم مفلقين ومشوهين كله بسبب التعليم ..أنا زاتي عاين لوشي دا كله مفلق كيف ..
- طيب يا معلم أنا قبلان موافق أتفلق وأي حاجة مقابل أتعلم .
- لا يا ولدنا حتى لو أنت قبلان نحن ما بنرضاها ليك يا باشمهندس .
- يا معلم دا كلام فارغ ساي صدقني شهاداتي دي لفيت بيها الشركات و المؤسسات الخاصة والحكومية ما شغلتني عشان كدا خليتها في البيت .وكنت عاوز أنساها كان ما سألتني منها أنت .
- أنت لو نسيتها نحن كيف ننساها . معقولة أنا أقدر أضربك بماسورة أو أنهرك ساي وأنا عارفك أنت مهندس كبير وأكبر مننا كلنا دي تجي كيف ؟
- أنا قبلان يا ملعم .
- بس نحن كمان ما قبلانين .
- طيب الحل شنو ؟
- معليش يا أبو الشباب دور على رزقك في مكان تاني .
- يعني الشهادة لا شغلتني ولا خلتني أشوف شغل من غيرها .. طيب متشكر يا معلم على التقدير .. لكن أتعلمت منك أنه ما أجيب سيرة شهادتي خالص ..
- بس أريت كمان يكون بعيد من المنطقة الصناعية دي .
- ليه ؟
- لأنه أنا لو جيت ماري ولقيت واحد من المعلمين يبهدل فيك ما حا أسكت . ويمكن أضاربه كمان .
- ليه أنت دخلك شنو .
- معقول أشوف ولدنا الباشمهندس يتبهدل من زول جاهل ساي وأسكت .
لم يجد سوى العبرة التي سدت حلقه وابتعد من المكان قبل أن تفضحه دمعته التي كادت أن تطفر بين أجفانه .
وعليه معاودة التفكير من جديد أين ومتى وكيف وماذا يمكن أن يشتغل .
والبعدو

ياسلام يالدرديرى ,, روعة روعة روعة روعة
اجاد اخوى ماتسيب البوست ده عجبنى بلحيل
نامن اجيك راجع إن الله هوَّن ,, ياخ منو فينا
الـ ما اتمرمط مع نا لجنة الاختيار ,, ومنو فينا
الـ ما سمع اللى بعده ,, عشان ماعندنا واسطة.
هو نحن يادرديرى هجينا من شوية؟
زمان صاحبنا ود ابوحواء من القضارف كان يقول:
يقول صاحبه:
والله جِنس رزقى ماشفت زيّو ,,
قيل له كيف؟ فقال:
أنا اركب النيسان من القضارف افتش رزقى فى الخرطوم
رزقى يركب النيسان يعقبنى راجع القضارف

Quote: ياسلام يالدرديرى ,, روعة روعة روعة روعة اجاد اخوى ماتسيب البوست ده عجبنى بلحيل نامن اجيك راجع إن الله هوَّن ,, ياخ منو فينا الـ ما اتمرمط مع نا لجنة الاختيار ,, ومنو فينا الـ ما سمع اللى بعده ,, عشان ماعندنا واسطة. هو نحن يادرديرى هجينا من شوية؟ زمان صاحبنا ود ابوحواء من القضارف كان يقول: يقول صاحبه: والله جِنس رزقى ماشفت زيّو ,, قيل له كيف؟ فقال: أنا اركب النيسان من القضارف افتش رزقى فى الخرطوم رزقى يركب النيسان يعقبنى راجع القضارف

ههههههههههههههه

خاصة عبارة البعدو يا فاضلابي تحرق في القلب

يعني ما في أمل خالص وأنت تمشي تتخارج ما تقيف تتنح لينا هنا

اوعا يكون بطلك انهزامي بس
متابعة
لكن لو زولك دة هج بفارق بوستك
اها كلمتك
ازيك يا مسنوح !!

Quote: اوعا يكون بطلك انهزامي بس متابعة لكن لو زولك دة هج بفارق بوستك اها كلمتك ازيك يا مسنوح !!

هههههههههههههههه

هو كان عامل زيك كدا

لكن كراع البقر جيابة

حوار الأرزاق
2
- شنو يا أبو الفتوح قافلة معاك كدا..
- تصور يا خالد رحت الصناعية قلت اشتغل حداد واتعلم صنعة من جديد المعلم صاحب الورشة بعد ما وافق أول ما قلت له أنا خريج هندسة كأنه قلت له أنا عندي أيدز والعياذ بالله . الزول دا أنتفض وحلف ما يشغلني .. قال لي ما ممكن أنت زول مهندس أنا أقوم أنهرك وأضربك زي باقي التلاميذ الما كملوا الابتدائي و عايزين يتعلموا صنعة جديدة . قلت له ياخ أنا راضي قبلان تنهرني وتضربني .. قال لي حتى أنت لو راضيها لنفسك نحن ما بنرضاها اليك .
- يا سلام ياخ ناس البلد دي لسع محافظين على أصالتهم .
- ياخ فكنا أنت كمان بلا أصالة بلا وردة نحن عايزين ناكل عيش تقول لي أصالة .
- ياخ الراجل أحترم مقامك أنت مفروض تقدر الحتة دي وتشكره .
- ياخ فعلا شكرته . لكن أنا استفدت شنو من حكاية التقدير دي .. لسع قاعد عاطل أشيل مصاريفي من أمي زي ما كنت أعمل وأنا طالب زمان .
- لكن أنت كمان بالغت عايز تشتغل صبي حداد ؟ .. ما كان على الأقل تشوف مجال قريب من مجالك .
- زي شنو مثلا .؟
- يعني مثلا أنت مهندس ميكانيكي .أشتغل صبي ميكانيكي ..أكيد راح تبدع وأنت فاهم الميكانيكا على أصولها وبطريقة علمية كمان ..
- فكرة حلوة والله لكن المشكلة الحداد كمان .
- والحداد دخله شنو هو كمان ميكانيكي ؟.
- شوف الفلم . قلت له أنا راح أشتغل في أي ورشة تاني لكن ما حا أجيب سيرة الشهادة والهندسة لأي مخلوق .. تعرف قال لي شنو .
- أها قال شنو .
- قال لازم تكون بعيد من الصناعية دي لانه أنا لو شفتك في أي ورشة وواحد معلم ميكانيكي جاهل يشاكل فيك ما راح أسكت ويمكن أضاربه كمان .
- هاهاهاهاهاها والله دا فلم فعلا ياخ ..طيب الراجل دا ما كان تفهمه أنه أسرتك محتاجة لأي جنيه ممكن تدخله على الأقل لو وفرت مصاريفك الخاصة تكون ريحتهم .
- ما الحتة دي هو فاهمها لكن قال ما لازم تكون على حساب كرامتك ومكانتك الاجتماعية . شفت الشهادة الكنا فرحانين بيها وضايقين للتخرج بقت لينا عالة كمان .
- شوف هنا يا الفاتح أنت وضعك أحسن مننا على الأقل عندك أخوانك مغتربين وكذا مرة قالوا لك يرسلوا لك فيزا وأنت راكب رأسك ما عايز تغترب .
- وضعي شنو الأحسن أنت ما شغال وأمورك سالكة .
- شغال شنو أنت سواقة الحافلة في الخط دي تسميها شغل ؟.
- على الأقل الحافلة حقتكم ما في حد يتأمر عليك .
- القال ليك منه نحن يومي نتهزأ اما من الركاب أو من بوليس الحركة .أو حتى من السبابة في السوق ..
- لكن برضه قرارك في يدك ودخلك محترم .
- غايتو نقول الحمد لله لكن أديك فكرة أنت المرة دي جرب الشغل في ورش ميكانيكا السيارات .. ويكون أحسن لو كانت في طرف الصناعية بعيدا من صاحبك الحداد .. ما يظهر ليك تاني هاهاهاها .
- فكرة كويسة خلاص الصباح نحاول السكة تاني .
- بس عندي ليك نصيحة . ما تقول للميكانيكي أنك تلميذ عاوز تتعلم وفي نفس الوقت ما توريه أنك مهندس .. بس أثبت له أنه عندك فكرة .وأنت أكيد عندك فكرة من العملي أيام الدراسة .
- بس لكن في مشكلة واحدة وكبيرة كمان .
- شنو هي .
- ناس الصناعية بيسموا قطع الغيار بطريقتهم الخاصة ما بيعرفوا المصطلحات العلمية النحن درسناها . تلاقي عندهم ترس ود والحرام وكراع الكلب وحاجات زي كدا .
- عشان كدا أنا أقول ليك في الأول لم خشمك عليك لغاية ما تتعلم مصطلحاتهم الخاصة .
- وهو كذلك خلاص بكرة نحاول الجكة تاني .
يلا تصبح على الخير ..
وفي الصباح .
أمام باب احدى الورش .
- السلام عليكم يا معلم .
- هلا يا أبو الشباب في حاجة ؟؟ .. لو عندك عربية عاوز تسلمها والله نحن ما عندنا طريقة خالص براك شايف الورشة مليانة كيف .
- أبدا يا معلم أنا عاوز أشتغل .
بعد القى عليه نظرة من فوق لتحت .
- يا زول أنت أشتغلت في ورشة عربات قبل كدا يعني عندك فكرة عن الموضوع .
- أشتغلت يا معلم لكن ما لدرجة أكون معلم زيك كدا .. يمكن أكون مساعد ممتاز .
- حلو خلاص أمشي المكتب جوة غير هدومك ديل وأدخل ليك في أبرول وتعال .
يتبع

سلآمات يا درديري .

الزول المرّة دي شكلو إشتغل تب ...

ياسلام يادرديري ياخ
الوالد الله يرحمو كان ميكانيكي ممتاز
اها مرة كرهت المدرسة في المتوسطة ونزلت معاه الورشة وعجبتني ريحة الابرول المعطون بالزيت والجازولين ودخلت في المود بتاع صبي ميكانيكي وبقيت امشي السينما مع رفاقي في المنطقة الصناعية وهاك ياسجاير وشكل في الحفلات والفاظ عجيبة كده
الوالدة الله يسلمها حلفت يمين الله تاني ما ابرى ابوي للورشة .. وامشي المدرسة وأعيد السنة .. ياخي قالت " اقطع شطري الرضعتك منو لو خليتك تبقى ميكانيكي"
الميكانيكا عالم جميل ياخ

Quote: ياسلام يادرديري ياخ الوالد الله يرحمو كان ميكانيكي ممتاز اها مرة كرهت المدرسة في المتوسطة ونزلت معاه الورشة وعجبتني ريحة الابرول المعطون بالزيت والجازولين ودخلت في المود بتاع صبي ميكانيكي وبقيت امشي السينما مع رفاقي في المنطقة الصناعية وهاك ياسجاير وشكل في الحفلات والفاظ عجيبة كده الوالدة الله يسلمها حلفت يمين الله تاني ما ابرى ابوي للورشة .. وامشي المدرسة وأعيد السنة .. ياخي قالت " اقطع شطري الرضعتك منو لو خليتك تبقى ميكانيكي" الميكانيكا عالم جميل ياخ

أنا كمان يا حيدر بحكي عن تجربة

ما شايف الحكي مشبع بريحة الزيت المحروق

وكمان مع زميل حاليا هو دكتور محاضر بالجامعة كنا ندخل معهم الاستاد من المساطب الشعبية ونستمتع بتعليقاتهم على الكورة ومكاواتهم لبعض

Quote: سلآمات يا درديري . الزول المرّة دي شكلو إشتغل تب ...

هههههههههههه

لما نشوف

الصناعية تكدب الغطاس

Quote: سسلآمات يا درديري . الزول المرّة دي شكلو إشتغل تب ...

ود المدير العطبراوي كيفك يا حبيب .. الظاهر علي رديت في سري وقايل نفسي كتبتها .

صاحبك المرة دي أشتغل

صدقني زولك حيتخارج
وانا محصلوا😁

بعدينك ما اسمو
كراع كلب
اسمو
لباد خرا كلب
ترس ودالحرام

Quote: بعدينك ما اسمو كراع كلب اسمو لباد خرا كلب ترس ودالحرام

ههههههههههه أنا غايتو متذكر حاجة عندها علاقة بالكلب

واحد في الفيس نجدني زيك كدا

تحياتي أخي درديري

سلمتْ يمناك وسلم يراعك.
تجسيد حى للواقع الذي يعيشه الخريجون.

وهنا :

- يعني الشهادة لا شغلتني ولا خلتني أشوف شغل من غيرها .. طيب متشكر يا معلم على التقدير .. لكن أتعلمت منك أنه ما أجيب سيرة شهادتي خالص ..

***

تجسيد كامل للواقع ، بل إن هذه الجزئية فقعتْ عين الحقيقة

دمتم

Quote: تحياتي أخي درديري سلمتْ يمناك وسلم يراعك. تجسيد حى للواقع الذي يعيشه الخريجون. وهنا : - يعني الشهادة لا شغلتني ولا خلتني أشوف شغل من غيرها .. طيب متشكر يا معلم على التقدير .. لكن أتعلمت منك أنه ما أجيب سيرة شهادتي خالص .. *** تجسيد كامل للواقع ، بل إن هذه الجزئية فقعتْ عين الحقيقة دمتم

والله لاحظت في الاجازة شباب مهندسين وواحدين كمان معاهم ماجستير سايقين أمجاد وركشات وعيك الله يعين أهلهم

Quote: صدقني زولك حيتخارج وانا محصلوا😁

غايتو لازال متمسكا بالتراب

والزيت كمان ههههههههه

حوار الأرزاق
3
بعد ما لبس المهندس الفاتح زي ( ينيفورم) الميكانيكي وقف يراقب في المعلم وهو يوضب في ماكينة سيارة ..
ولاحظ أن معلم يحاول يوزن في الكرنك والزراعات ويتصبب منه العرق .. ومرات يسخط ويضرب الماكينة بيده ..
عرف الباشمهندس العلة لكن كذا مرة يحاول التدخل ناصحا لكن يتذكر وصية صديقه بأن لا يبرز قدراته العلمية والا سيفقد وظيفته من جديد .
أخيرا لم يستطع أن يمسك نفسه وتدخل قائلا .
يا معلم عشان توزن تايم السيارة لازم الزراعات تكون في مستوى موازيا تماما لعموجدالكرانك شافت في الحالة دي لازم تستخدم ميزان موية .
المعلم رفع رأسه بغيظ ناظرا ناحية الفاتح .
- قلت شنو ؟ أمشي يا زول بلا فلسفلة معاك ..نحن ناقصنك كمان .. كمان قال ميزان موية .. شايفنا نحن بنايين قعد نعمل في صبة ؟..
ما عندك شغل ؟ .. يا عوض يا عوض .. تعال أدي الفاتح دا الكربيتر حق الكوريلا خليه يغسله تماما ..
موجها الكلام للفاتح ..
- شيل الكبريتر دا غلسه بالبنزين تماما لغاية ما تشوف وشك فيه وتنضف الفوناي لامن تمرر الهواء تجربها بخشمك .. ما تجي تقيف جمبي وتنظر لي أنا ما ناقصك لي يومين الهكرة دي معاكسة معاي .
تناول الفاتح الكربريتر وتحرك منكسرا يوبخ في نفسه على تدخلها السافر وعدم التزامها بالوصية .. وترك المعلم في معافرته وجلس بعيدا أمام طشت وضع عليه الكبريتر وجلس يغسل فيه من جديد .. وكل مرة يرفع رأسه يراقب في المعلم .. والذي يحاول تقفيل السيارة وكل مرة يرمي المفتاح غاضبا .. يخرج من الورشة يشعل سيجارة ثم يعود للمعافرة من جديد .
فجأة يسمع الفاتح صوت زائر بدأ مألوفا لديه .
هو الحداد بنفسه
وفي سلام حار مع الميكانيكي .
- وينك يا عمر كاوية .
- أهلا معلم زردية شنو زمن بقيت ما تجي النادي .
- والله الولية حامل وكدا .
- يا خ ما تبقى حامل وانت حاضن معاها .
- ياخ ما كل يوم من عيادة لعيادة تعبنا زاتو .
- المهم كيف حالك وأحوالك .
- والله غايتو تمام والله نباصر فيها .
ورشتك هي ذاتها ما فيها جديد .
- عايز يكون فيها شنو كمان ؟
- أوووووووو الباشمهندس أشتغل معاكم ؟
- يا تو باشمهندس كمان ؟
- المهندس الفاتح البيغسل في الكربريتر دا ؟
- دا مهندس ؟
- أو مال هو ما قال ليك ؟.
- أبدا والله بس قال لي عندي فكرة في الميكانيكا .
- عليك الله ما تتوصى عليه دا ولد ناس ياخ .. وخريج هندسة عديل كدا مش دبلوم صناعية .
طيب أها نشوفك ياخ ما تنقطع من النادي .
الله يسلمك ياخ .
الفاتح لم يسمع الحوار الأخير أذ أندمج في فكفكة وتنظيف الكربرتير وتجميعه من جديد .
المعلم بعدها بسرعة نادى الفاتح ليتأكد بطريقته .
- تعال ياالفاتح أنت قبيل قلت لي ميزان الموية نعمل بيه شنو؟ .
- قلت لك توزن به أزرعة الضراعات مع الكرانشافت عشان يكونوا في مستوى واحد كدا بتكون وزنت تايم العربية وحا تشتغل بنقرة واحدة .
- تعال يا عوض أمشي لعمك الزين داك قول له عايزين ميزان موية لو عندك .
بعد قليل . يلا يا الفاتح تعال ورينا ميزان الموية نستعمله كيف .
- أولا ترخي المسماير شوية وتخت الميزان فوق عمود الكرانشافت وتبدأ تطرق بالشاكوش طرقات خفيفة لغاية الفقاعة في الميزان تجي في النص ..أيوا كدا بالظبط ..يلا قرط على كدا ..
شفت سقطت معاك كيف ,... يلا عبي الزيت ودور حا تشتغل معاك بكل سهولة .
بعد قليل فعلا تشتغل السيارة ويبدأ المكينكية والصبيان يصفقون ويصرخون بدهشة وفرحة ..
المعلم يهز رأسه وينهرهم بغيظ .. يلا كل واحد يروح لشغله .
- كتر خيرك يا الفاتح .. بالله أنت مهندس ميكانيكي وما تقول لينا ؟
- طيب فيها شنو ما هو نفسه شغلنا وأنا رضيان أشتغل ميكانيكي .
- لا يا ود الناس معقولة ما تشوف هسع أنا خجلان منك كيف ياخ هزأتك وأنت زول عالم كبير .
الفاتح خاف أن يجد نفسه في الشارع من جديد : ياخ دا كلام فرغ ساي كلنا أولاد تسعة .
- ياخ معقولة ياخ على قول المصريين العين عمرها ما تعلى على الحاجب ياخ .
- طيب أها المطلوب شنو؟ .
- تعرف العربية الخردة دي سيدها وداها لكدا وشة ما عرفوا يدوروها الليلة أنت دورتها بكل بساطة عشان كدا أنا متنازل ليك من نص مصنعيتها .
- كثر خيرك يا معلم أنا ما عملت حاجة غير وريتكم شوية خبرة .
- ياخ المعلومة القلتها لينا دي بقروش ما نلقاها أنا لي تلاتين سنة مكيانيكي عمري ما أستعملت ميزان الموية دا بس شفته عند عم الزين ما كنت عارفه بيعمل بيه شنو . وهو زول دارس زيكم خريج معهد فني .
- الحياة مدرسة الزول كل يوم يتعلم حاجة جديدة .
- مدرسة الحياة دي عشرة سنة منها ما بتساوي شهر واحد في الجامعة .
- نفهم من كدا أنك راضي عني و ممكن أواصل معاكم .
- والله للأسف لا ياخ .. معقولة أنت زول مهندس كبير نقعد ننهرك ونزلك .
- لا ياخ أنا راضي بالكلام دا و عايز اتعلم منكم كتير .
- تتعلم شنو ياخ أنت تعلم كتيبة من نوعنا دا .
- طيب الخلاصة شنو .
- الخلاصة هاك دي خمسة ألف وأقسم بالله نص مصنعية العربية دي ونتمنى ليك التوفيق في حياتك أنشاء الله تلاقي مكان يناسب مقامك ؟ وأنا أوعدك ممكن نخليك مستشار لينا .. خلي رقم تلفونك ولو في حاجة عصلجت معانا .. ننتصل عليك تورينا الحل وبحقك كامل... لكن تشتغل معانا صعبة علينا وعليك يا ود الناس .
ويجد الفاتح نفسه عاد للشارع من جديد مع مبلغ محترم يمكن يغطي مصاريف الشهر
يتبع

(*)

سلام يا صاحب البوست

حضور ومتابعة

الدرديري حبيبنا من زمن الراكوبة


متابع


تحياتي

Quote: الدرديري حبيبنا من زمن الراكوبة متابع تحياتي

هلا هلا هلا يا يوسف طه

زمن جميل والله

شرفتنا

Quote: (*) سلام يا صاحب البوست حضور ومتابعة

مرحبا يا شيخ أدريس شرفتنا والله

حوار الأرزاق
4
وبعد وصول الفاتح لبيته أستقبلته أمه وأخته .
- أها يا الفاتح يا حبيبي أنشاء الله أشتغلت .. شكلك اشتغلت عرقان وملان زيت كدا.
- والله يا أمي أشتغلت واترفدت .
- دا كلام شنو دا يا ولدي أوعى تكون شاكلت المدير ولا قليت أدبك معاه .
- يا أمي مدير شنو بعدين أنا أشتغلت في ورشة مع ميكانيكي .
- طيب ماله معاك .؟.
- بعد ما عرف أنه أنا مهندس طوالي غير رأيه قال لي ما ممكن نذلك ومش عارف شنو زي كلام الحداد بتاع أمس .
- وأنت ما بتتوب ليه تقول له أنا مهندس ؟.
- من المفارقات العجيبة طلع هو صاحب الحداد .. والحداد جاء يزوره شافني هناك أغسل لي في قطعة تبع ماكينة عربية قام كلمه .
- حيا يا ولدي أنا قلت ليك رزقك ما في البلد دي أطلع منها ألحق أخوانك ..أنت راكب رأسك هسع ليك سنتين لافي عاطل وما لاقي شغل تضيع في زمنك ساي .
- يا أمي أنا لسع ما قنعت من البلد دي .
- يعني عاوز تقنع متين .أنت ما في شغل تميت فيه يومين .. حتى عشان تشتغل عامل ما قدرت تشتغل.
- على فكرة يا أمي شغلانة اليوم دي طلعت منها بمبلغ جامد أتفضلي يا ست الكل .
- دا شنو دا كمان القروش الكتيرة دي .
- الميكانيكي كان عنده عربية معصلجة معاه ليه أربعة أيام يعافر فيها .أها أنا قمت أديته توصية نجحت صلحها قام قسم المصنعية معاي.
- طيب ما ياهو أستفاد منك ليه طردك من الشغل .
- يا أمي يكون غار منه خاف الفاتح يأكل منه الجو .
- احتمال كلام ابتسام يكون صاح .لأنه العربية بعد ما دورت العمال فرحوا وصفقوا لي هو أتغاظ و طردهم قال لهم روحوا شوفوا شغلكم وبعد داك حصل الحصل .
- طيب دي ما فكرة حلوة يالفاتح أنت ما تتفق مع عمر وخالد يرسلوا ليك رأس مال ومعدات ورش وتفتح ورشة براك ممكن تنافس ويكون عندك زبائن كمان .
- كلامك جميل لكن تنفيذه صعب .
- ليه صعب يا ولدي شوف فكرة أختك دي ونفذها مع أخوانك ما دام أصلك ما ناوي تطلع من البلد دي .
- يا أمي صعب لأنه أولا هنا سوق الورش وقطع الغيار سوق شعبي بلدي عنده مصطلحاته وخصوصيتة تختلف من شغل الهندسة النحن درسناها .. الواحد لازم أول يشتغل معاهم ويكون عنده اسم في السوق ويعرف كل المصطلحات .
- أنت هسع ما قلت براك أنك حليت مشكلة عربية معصلجة أربعة أيام ..
- أيوة لانه حالتها شاهدتها بنفسي وعرفت المشكلة القابلت الميكانيكي وين .
- أنت ما ممكن تشغل معاك ميكانيكية عاديين وتتعلم منهم ويتعلموا منك .
- يا أمي بصراحة أنا ما عايز أتقل على أخواني يكفي أنهم صرفوا علي لغاية ما اتخرجت .. خليهم يشوفوا حياتهم العايز يتزوج والعايز يبني .
- هم في النهاية أخوانك الكبار وفي مقام أبوك . هسع أبوك لو كان عايش الله يرحمه كان بيرضى مرمطتك دي تباري في الضل من شجرة لشجرة وتحوم وترجع بلا شغل .. ما كان باع أي شئ عشان يشوفك مهندس كبير زي ما كان بيتمنى .
- الله يرحمه يا أمي نصيبنا كدا أهو البركة في الشهادة دي . ختوا لينا الغدا والله أنا جعان وهاكي القروش دي خليها معاك .
- أبدا يا ولدي والله ولا جنيه ما بشيلوا منك .
- معقولة ياأمي ما عايزة تضوقي من عرقي شوية .
- كيفين ما ضايقة لليوم دا .. لكن القروش دي خليها معاك تصرفك لغاية ربنا يقسم لك باب رزق جديد . قادر يا كريم يا رب . يا بت يا إبستام ختي الغدا أخوك دا قال جعان ,.
- حاضر يا أمي
- يلا يا ولدي أمش ألبس جلابيتك وغير هدومك ديل على بال ما يختوا لك الغدا .
يتبع

*

حوار الأرزاق
5
وفي العصر يخرج الفاتح كرسيه أمام البيت كالعادة .. ويبدأ اصدقائه في التجمع . فرادى حتى يكتمل العقد والونسة .. وتبدأ جرعة من جرعات ضرب الهم بالضحك والسخرية والتعليقات اللازعة من واقعهم المرير.
- هلا يا باشمهندس .
- أهلا يا عصام .
- أها الأخبار شنو انشاء الله اشتغلت ؟
- والله .. يعني ..
- كيف يعني .. يعني ؟
- أشتغلت الحمد لله ..
- الأف مبروك ياخ ..
- لكن أترفدت ..
- يازول كفارة .
- لا لا كان كدا دي دايره ليها قعدة ..
- طيب خليني أدخل أطلع ليكم كراسي البلاستيك .
بعد قليل يدخل الفاتح الى داخل صالون بيتهم ويخرج كمية من كراسي البلاستيك التي نردف بعضها فوق بعض .
يتناول عصام أحد الكراسي ويجلس عليه .
- لا ورينا الحاصل شنو .
- لا لا ما أحكي ليك أنت براك لازم الباقين كلهم يتجمعوا .
- ليه أنت عايز تذيع بيان ؟
- ما عايز أذيع بيان لكن ما عندي نفس كل مرة أعيد الحكاية لكل واحد يجي من جديد اتجمعوا كلكم واسمعوها مع بعض وريحونا .
- والله أنت يا الفاتح حركاتك دي أصلا ما تبطلها .. ياخ كب الحنك كله نحن ما نقدرننتظر .. بعدين أنا بحكي للباقين .
- عصام بطل الشفقة بتاعتك دي وأصبر .
- قلت كدا ؟.. طيب نشوف .
- السلام عليكم
- أهلا يا باشمهندس معاذ ..
- مهندس بتاع فنيلتك سيبك من الألقاب الوهمية دي .
- وهمية كيف أنت مش عندك شهادة من الجامعة تقول أنك مهندس ؟
- أنت شايفني سايق ركشة ( تكتك) ما تقلب علينا المواجع ياخ .
- ياخ دا شي ودا شي .. وبعدين ما تستعجل على رزقك .. كدي بارك للمهندس الفاتح أشتغل .
- ما معقولة .. ألف مبروك يا هندسة ..
- وأرجع كفر ليه .
- دا شنو الحنك البيش دا ؟.
- لأنه أشتغل واترفد في نفس اليوم .
- يا راجل دا كلام شنو ؟ .. وما تورونا الحكاية شنو .
- أصبر وأنتظر أخوانك الباقين ترانا من المنتظرين .
وبدأ شلة الأصحاب يتجمعون على نفس المنوال والفاتح يصر على اكتمال النصاب .
حتى أكتمل عقد الشلة وحكى لهم الفاتح حكاية شغله ورفده في نفس اليوم .
و دخل الجمع في ضحك هستيري على هذا الحظ ( الهباب ) كما قال أحدهم .. كوميديا سوداء تضحك من مرارتها .
أما في ورشة المعلم زردية حدثت مستجدات .
دخل عليه مساعده عوض ..
- أنت يا معلم المهندس الفاتح مشيته ليه ؟. ما حا يجي راجع تاني ؟
- ياخ نعمل بيه شنو نحن ورشة على قدر حالنا نشغل لينا مهندس خريج جامعة ؟
- يا معلم هو نحن كنا عملنا اعلان في الصحف وقلنا عايزين مهندسين ؟ مش جانا من نفسه ؟
- طيب أها الفرق شنو ؟
- ياخ الزول دا جانا في ساعتين بس أستفدنا منه وشغل ليك الخردة دي .. شوف الزول دا شغل ليك ميزان الموية كيف ؟ ..أقسم بالله أنا أول مرة أعرف أنه ميزان الموية عنده علاقة بالميكانيكا ؟
- ما خلاص شغل العربية وأديناه حقه ومشى ..
- يا خ لكن ما عندنا عربات كثيرة مركونة شايف الورشة مليانة كيف ؟ ... نحن نقول لأصحابها ما لقينا قطع الغيار لسع وقطع الغيار ما جات .. لكن الزول دا يمكن يحل مشاكلها كلها ويدورها .
نظر المعلم بغيظ ناحية مساعدة .. يعني أنت تفتكر أنا ما قادر أصلحها يا عوض لو هي فعلا ما محتاجة لقطع غيار ؟
- لا العفو يا معلم .. لكن أكيد المهندس عنده قدره يولف لها قطع حتى لو قطعها مافي وممكن يصنع قطع في المخرطة .. دا زول دارس ياخ ؟
- عوض أمشي أنكشح من جمبي ما تملانا فقر ياخ .
- خلاص آسف يا معلم على كيفك . لكن حاجة أخيرة عاوز أقولها لك .. لو عم الزين سمع بالولد دا أكيد حا يقلب عليه الدنيا عشان يجيبه ويشغله معاه ..أنت عارف عم الزين راجل دارس ويفضل الشغل بالطريقة العلمية والشغل الزي كدا يعجبه .
- وعم الزين حا يسمع من وين ؟
- أنت ناسي أنه نحن استلفنا منه ميزان الموية ؟ أكيد راح يسأل الولد الرسلناه معاه يقول عملتوا به شنو ..وأكيد عرف الحكاية وما بعيد يكون هسع بيسأل عن المهندس .
- والله كلامك صاح .. هو منه رجع له الميزان ؟.
- رجعناه مع عمر .
- تعال يا عمر ,, أنت يا ولد يا عمر ,..
- أيوا يا معلم ......أنت لامن رجعت الميزان لعم الزين سألك قال عملتوا بيه شنو ؟
- أيوا سألني أسئلة كثيرة .
- وأنت قلت له شنو ؟.
- قلت له معانا ولد مهندس قال عايزه ووزن به مكنة العربية والعربية دورت .
- الله يخرب بيتك . كلامك صاح ياعوض .. طيب نعمل شنو هسع ؟.
- نتصل عليه سريع قبل ما يلم فيه عم الزين .
- صحيح انا كتبت الرقم بتاعه في ورقة وين ورقة .. فتشوها سريع كانت هنا في طابلون العربية .
- نحن نضفنا الورشة أحتمال عمر خماها في الزبالة .
- تاني عمر دا ؟ .. يا عمر في ورقة فيها رقم تلفون .. الليلة كان ما جبت الورقة دي بكرة ما تجي من بيتكم .
وبعد قليل يحصل المعلم على الورقة ويتصل على الفاتح .
- الو منو معاي .
- هلا يا باشمهندس الفاتح معاك المعلم زردية .
- مرحبا يا معلم خير ؟
- يا خ ما تقدر تمرنا بكرة الصباح ؟
- في شنو العربية وقفت تاني ؟
- لا العفو الحمد لله شغالة زي الولعة .. عايزين نعمل معاك اتفاق جديد .
- خلاص بكرة أمركم.
يقفل الفاتح التفلون مبتسما فاركا كفيه مبشرا أصحابه .
- الظاهر حيكون عندنا مسلسل جديد . الفاتح عينوه الفاتح فصلوه الفاتح رجعوه .
وضجت الشلة في ضحكهم من جديد .
يتبع

-

حوار الأرزاق
6
ظل شباب الخريجين متجمعين أمام بيت الفاتح في جلستهم المعهودة يعلقون ويضحكون من سخرية الأقدار والمواقف الطريفة التي أصبحت جزء من حياتهم اليومية .. كلهم مشتركين في شئ واحد .. توقفت حياتهم بعد حصولهم على الشهادة الجامعية .. وبدأوا في الصراع مع مصادر الرزق على الأقل ليساهموا في عجلة الحياة التي تجرهم مع ذويهم .. ما خفف الأمر أن الأهل تفهموا هذه الظروف وتعايشوا معها .. وهم يشاهدون أقرانهم ومنهم من لم يتوفق حتى في الدراسة مثلهم أصبح له بيوت فخمة وأسرة وأطفال .. وأكثر من سيارة خاصة مظللة بنظام أراكم ولا تروني ..
أذن المغرب وتفرق الشمل مهنئين الفاتح من جديد لحصوله على الوظيفة من جديد .. رغم أن المعلومة لم تأكد حتى الآن .. لم يعرفوا ماذا يريد منه المعلم زردية .. ربما يريد أن يستشيره في أمر سيارة أخرى تعذر أصلاحها ..
ساعد الأصحاب زميلهم في أدخال الكراسي ..وأنصرفوا لأداء صلاة المغرب .. وتفرقوا بعد ذلك .
- الفاتح مالكم بقيتوا تضحكوا بصوت عالي فجأة كدا .
- الميكنيكي أتصل علي
- خير عايز شنو ؟.
- قال لي تعال عندنا بكرة نتفاهم معاك.
- ما قال عايز يتفاهم على شنو ؟
- والله ما أداني تفاصيل لكن الظاهر الموضوع له علاقة بالشغل .
- أنشاء الله يا ولدي يكون غير رأيه وحا يشغلك معاه .
- أنا يا الفاتح رأيي أنك ما تشتغل مع الجاهل دا ..
- هوي يا بت ما تحرضيه خليه يشتغل هو ماله ومال جهله يعني عاجباك قعدته في البيت دي .
- والله يا أمي كلام إبتسام أنا خاتيه في بالي ..أنا بكره في الطريق لو لقيت خيار غيره يكون أحسن .. فعلا هو راجل لئيم .. ما شفتي نهرني كيف لامن عرضت عليه فكرة تصليح العربية قبل ما يعرف أنه أنا مهندس ..
- أنشاء الله .. الله يوفقك يا ولدي .
وفي الصباح فعلا لبس الفاتح بنطلون الجينز مع فنلة رياضية وحذاء رياضي كذلك .. ودع والدته وشقيقته واتجه ناحية المنطقة الصناعية من جديد .
الجزء الشرقي من المنطقة الصناعية وهو مخصص لورش صيانة السيارات .. به عدد كبير من الورش .. والساحة أمام الورش مكتظة بالسيارات المركونة تحت الاصلاح .. وبعضها بدأ عليها الهجران ..
الفاتح نسى أسم ورشة المعلم زردية .. وقف في نص ساحة الورش وبدأ يتلفت محاولا تجميع المعلومات وضغط ذاكرته .هوأصلا لم يحفظ أسم الورشة .. لكن يذكر اسم كورشة الاصلاح أو ورشة الآخلاص ..أو أسم من هذا الوزن .. حاول يتأمل في أنواع السيارات ربما تذكر أي واحدة منها .
في هذه اللحظة وهو يتلفت لفت اليه أربعة أعين .. عيني المعلم زردية .. وعرفه فعلا..وأرسل له .. بسرعة يا عوض الحق ياهو داك المهندس ..
والعينين الآخرتين كانتا عيني المعلم الأكبر عم الزين ..
الذي أعتاد كل صباح أن يجلس أمام ورشته ببدلته السفاري التي اشتهر بها .. يتناول فنجان القهوة .. على بال ما يبدأ العمال في تنظيف الورشة وترتيب حاجيات عمل اليوم .. هو أيضا لاحظ للفاتح .. وفعلا كان يبحث عن وسيلة اتصال به بعد ما سمع بحكية الميزان ..
وعندما شاهد عوض من بعيد يتجه ناحية ذاك الشاب .عرف أنه هو و لا توجد فرصة لارسال أحد لمناداته بل قام بنفسه مسرعا .. وبما أنه كان الأقرب .. حاول عوض أن يسبقه بالصوت .. يا مهندس الفاتح يا مهندس الفاتح .
قبل أن يلتفت الفاتح ناحية الصوت كان عم الزين قد مسمكه من كتفه .. ودخل فيه سلام بالحضن .
- أزيك يا ابني يا الفاتح ماشاء الله كبرت وبقيت راجل ومهندس كمان ؟. كيف أبوك زمن ما تلاقينا ياخ ( حوار أبتكره عم الزين حتى يقفل الباب أمام عوض ومعلمه من خلال الايحاء بأنه يعرفه من زمان وله علاقة بوالده .. وقاد الفاتح من يده متجها به ناحية ورشته ..)
أما عوض أسقط في يده وحاول يتدارك الأمر : مهندس الفاتح المعلم زردية منتظرك .
- حا يجيكم يا عوض حا يجيكم .. بس عنده وصية معاي من أبوه .
الفاتح أخرس تماما أصبح تاهئا لا يستوعب ما يجري حوله بعد .يتحرك بصحبة عم الزين كالرجل الآلي . بالأمس القريب وقبله كان يجوب الورش متسولا وظيفة ومتوسلا بكل ما يملك من عبارات الشفقة .. ها هو اليوم يصبح مصدر منافسة من أصحاب الورش ,., أكيد هذا هو عم الزين الذي سمع أنه مهندس متعلم .. وهو شخص كان يبحث عن مثله تماما ليس مثل زردية الجاهل كما وصفته شقيقته ابتسام .وأكيد زردية لم يفكر يعيده الا بعد ما شعر برغبة عم الزين هذا في توظيفه .. يا سلام على الأقدار أخيرا بدأت تبتسم له .
عاد عوض الى معلمه بخفي حنين .. شنو المهندس ما جبته معاك مالك .
- المهندس مشى مع عم الزين .
- ياخ كله منك ما أنت دمك تقيل ياخ أقول لك حصله تجرجر في رجليك وتفتش في شبشبك .
- يا زول هوي ما تكتر كلامك أنت عاوز تحملني أنا غلطك أنت ؟.
- غلطي أنا كيف كمان ؟.
- أمس الولد دا لامن جا أشتغل معانا ما طردته زي الأجرب وأديته شوية قروش قلت له ما محتاجين ليك ؟
- الكلام دا ما أنتهينا منه أمس .
- حتى لو انتهينا منه .. تفتكر هو حتى لو جاء كان حا ينسى الاهانة دي ويشتغل معاك ؟.. هو في الأول قبل يشتغل أي حاجة الظاهر عليه محتاج .. لكن تاني ما تحلم يجيك راجع شوف عم الزين راح يظبط له وضع كيف .. ناس بتفكر لقدام ما زيك تفكيرك ما فايت شبشبك .
كلام عوض وثورته خلق هزة نفسية عنيفة لزردية وشعر فيها بلحظة تمرد عليه ربما عوض فكر بالانسحاب منه هو الآخر وستكون كارثة . حاول يستدرك الأمر .
- شنو يا أبو عويض أنت زعلت ولا شنو نحن ناس شركاء مع بعض الورشة إذا نجحت نجحنا كلنا ولو فشلت كلنا وقعنا .. على كل حال ممكن نحاول نلحق الموضوع .. ممكن تمشي تقول له نحن منتظرنك بالفطور .
- أنا ما أمشي رسل له عمر .
- ماشي .. تعال يا عمر أمشي ورشة عمك الزين ونادي المهندس الفاتح وقول له عمك زردية منتظرك بالفطور .
وهناك في ورشة عم الزين وجد الفاتح جوه ..
شرح له عم الزين عن طريقة شغلهم .. وعنده قسم للخراطة .. وكيف يتم صنع قطع الغيار .. وله غرفة زجاج للرسم الهندسي بها جهاز كمبيوتر وطابعة .. وله فنيي خراطة دارسين .
وفوق هذا وذاك قدم له عرض لن يجده حتى لو اشتغل في أكبر المصانع أضافة في عمولة كبيرة لأي سيارة يستطيع أن يحل معضلتها حتى لو بإستشارة .
- السلام عليكم .. مهندس الفاتح عم زردية قال لك منتظرنك بالفطور .
- قول لعمك زردية الفاتح فاطر مع عمه الزين
يتبع

.

حوار الأرزاق
7
تأمل الفاتح في شخصية عم الزين وهو يشرح له عن طريقة وأسلوب وأمكانيات عملهم .
فهو رجل قارب الستين من عمره أو تجاوزها . بمعنى لا تستطيع أن تقدر عمره من شكله , شعر رأسه غلب عليه الشيب حليق اللحية له شارب قطعة صغير أعلى شفته العليا تشبه سرج العجلة .. على خديه توجد أخاديد صغيرة ( شلوخ) وهي من بعض علامات قبائل الوسط في السودان .. يرتدي نظارة معلقة بسلسل على رقبته ... قوامه مفرود لم يتقوس كما ان أنه فارع الطول عريض المنكبين .يدل على قوته في شبابه وشئ معتاد في أصحاب المهن القاسية. يرتدي بدلة سفاري زرقاء بنصف كم .. أياديه بها أثار جروح قديمة .. بل أن سبابسة يده اليمنى مبتور .. وغالبا فقده في العمل على إحدى المخارط أو أي آلة أخرى لتشكيل الحديد بأختصار أن طبيعة العمل تاركة أثرها على جسده ..
صوته هادئ رغم أنه مهيب .. بل تحس أن العاملين معه يهابونه أكثر من كونهم يخافونه .. عكس المعلم زردية .. الذي يعتمد التخويف والصراخ في إدارة عمله .. أعتقد لدرجة أن العمال يرتجفون أمامه ويتمنون موته من خلفه .أما عم الزين تحس أنه مطاع دون خوف ..
بعد هذا الشرح أخذ عم الزين الفاتح في جولة تنويرية داخل الورشة . والورشة كبيرة المساحة فعلا ولها ثلاثة واجهات مقابلة للشارع الرئيسي أي الميدان .. كما أن لها بابين بالأجناب .. فضلا عن أنها عميقة داخليا .. مقسمة من الداخل بجدران قصيرة من الألمونيوم .أول قسم يمينها هو قسم المخارط .. المخارط والفريزات (آلة نحت الحديد .. والمثاقيب ) كلها مرصوصة بترتيب معين .. خلف كل ماكينة يقف فني .. أمامه رسم صغير شكل معين عليه مقاسات يعمل عليه .. كما يوجد داخل الورشة مكتب زجاجي صغير به الحاسب الآلي والطابعة ,, ومعدات الرسم الهندسي كما وصف . الجميع في صمت من الحديث لا تسمع سوى هدير المكائن. شعر الفاتح بأنه عاد الى معامل كلية الهندسة وليس في مكان تجاري بالمنطقة الصناعية . كما أن جميع العاملين يلبسون الأبرول الأرزق النظيف ..
كل شئ مختلف .. بل من المألوف أن العاملين في ورش السيارات دائما ملابسهم مليئة بالزيت المحروق .. و تحس كأنهم يتنافسون في اتساخ ملابسهم .كأن اتساخ الملابس معيار لبذل الجهد . لكن هنا الأمر مختلف .
الجزء الأوسط من الورشة هو جزء الميكانيكا . حيث توجد رافعات ضخمة لرفع السيارات أو رفع المكائن من داخل السيارة .. كما توجد حفر مبلطة بالسيراميك للعمل أسفل السيارة .. في الجدران توجد دواليب فيها جميع أنواع الأدوات اليدوية مرتبة ومرقمة بنظام .. كل ميكانيكي ومساعديه مشغولين بسيارة ما .. كل ميكانيكي يطلب من المساعد أن يحضر له مفتاح ما .. ولا يطلب غيره الا يعيد السابق الى مكانه . هكذا كل شئ يظل في مكانه طالما هو ليس تحت الاستخدام .
القسم الثالث هو قسم كهرباء السيارات .. أيضا نفس الترتيب .. به قسم خاص للتكييف وقسم للانارة وغيرها من عناصر كهربة السيارات ..
بعد هذه الجولة التي أخرست الفاتح تماما وغلبه التعبير أخذه عم الزين الى المكتب .. لتكمتل الدهشة .. هنالك كروت تشغيل مطبوعة ودفاتر استلام .. كل سيارة يستلموها يفتح لها كرت جديد به كل التفاصيل .. من قطع الغيار والمرور على الأقسام حتى تسليمها وأصدار الفاتورة .. والكروت موجودة بالترتيب في دولاب حديدي خاص ( كابينت) .. بالاضافة الى الايصالات المالية والدفاتر .
بعد أكتمال الشرح
جلس عم الزين على مكتبه وهو موقن تماما أن الفاتح ( استوى على الآخر )
- أها رأيك شنو في شغلنا يا الفاتح يا ابني .
- والله ما شاء الله ماأقدرأقول أي حاجة .
- طبعا أنت زول دارس وأكيد راح تساهم معانا في تطوير الشغل أكثر من كدا .
- أكيد طبعا أنا متحمس جدا .
- طيب زي شغلنا دا أنت ممكن تطوره تزيد فيه شنو مثلا لو عاوز تطوره .
- أنا أول شئ أعمله نعمل ( بروفايل ) مطبوع .. يعني مثلا نصور الأقسام دي كلها .. ونجمعها في كتيب صغير به شرح لعمل كل قسم . ونقدمه للمؤسسات الحكومية والمنظمات والبنوك ونوقع معاهم عقود صيانة لكل اساطيلهم .أكيد بعد يشوفوا النظام دا كله راح يقتنعوا بالشغل ويسلمونا كل عرباتهم تكون تحت صيانتنا .
عم الزيت نظر للفاتح باتسامة الرضا وبعد صمت قال : برافو عليك أنا عارفك أنت ما راح تخزلني ..وأنا معاك في أي فكرة جديدة وأي ميزانية تطلبها . بلا نبدا من متين .
- نبدأ من اليوم .
نادى عم الزين أحد العاملين وقال للفاتح ..تحب أنت تشتغل بيدك ولا تكون مشرف توجه فقط .
الفاتح :أنا يا عم الزين أحب الشغل بيدي أصلا أنا من صغير أحب المعافرة عشان كدا أخترت دراسة الهندسة ..
- وهو كذلك .. فتح عم الزين أحد الدواليب وأخرج لبسة (أبرول ) جديدة مكيسة قدمها للفاتح . ولبسة أخرى بالطو .. وقال له هذه لبساتك وأنت حر لو عاوز ابرول كامل أو بالطو .
- طيب يا الفاتح خلي أول شغلك اليوم عندنا عربية أتوس صغيرة عطلانة تحتاج لتجميع و تشغيل .. خليها هي تكون شغلك اليوم ..أذا دورتها اليوم تسوقها طوالي حتكون هي عربيتك ..أنت مش عندك رخصة وتعرف تسوق ؟.
- طبعا طبعا أعرف أسوق وعندي رخصة .
- يلا يا هاشم دخلوا العربية الاتوس السوداء أنت وعصام ساعدوا الفاتح دا لازم نهاية اليوم تكون شغالة عشان يمشي بيها .
شعر الفاتح أنه هذا هو الاختبار الحقيقي ..معاينة غير مباشرة .. ولازم يكون قدر التحدي والا طارت الوظيفة . أو هكذا أعتقد ..نظر ناحية السيارة وجدها جديدة غير أن مكنتها منزوعة عنها .. ومرمية في الأرض .
التفت الى عم الزين وسأل : كتلوج العربية دي موجود يا عم الزين ؟
عم الزين نظر له بدهشة مقطب الجبين : الكتلوج عايزو لشنو؟ .
الفاتح : ما أي ألة في الدنيا دي عندها خصوصيتها .. دوائرها الكهربيائية ودوراتها الميكنيكية تكون مذكورة بالكتلوج ما بالضرورة لأنها سيارة تعمل بنفس طريقة السيارات الأخرى.
عم الزين : برافو عليك أنت مهندس شاطر .. أمشي يا هاشم في دولاب الكتلوجات تلاقي كتلوج الاتوس جيبوا للمهندس الفاتح .. يلا روحوا أبدو الشغل نشوفكم آخر اليوم .
يتبع

-

حوار الأرزق
8
توجه الفاتح برفقة مساعدية نحول العمل وبدأوا في تجميع مكينة السيارة .. وتفقد أحوال القطع ..حس الفاتح أن هذا فعلا امتحان غير مباشر من المعلم .. يريد أن يتأكد هل هندسته هذه هندسة كتب ونظريات فقط أم هي شئ لصيق بالواقع .. كما ينبغي أن تكون .. بدأ الفاتح يتفقد في القطع ويفحصها .
مجتمع العاملين أنقسم حوله أنقساما غير محسوس أو مقصود كما هو معتاد في بيئة العمل تجاه كل وافد جديد .. وخاصة اذا كان هذا الوافد تم استقبالة بصورة استثنائية وترحيب فوق العادة من صاحب العمل .. بدأت نظرات الحسد والغيرة تتجه نحوه مصحوبة بمط الشفاه ومد اللسان وهز الرأس لأعلى . في مجال المهن عادة يوجد صراع بين أصحاب الخبرة العملية فقط بدون دراسة ( الرانكرز) وبين الخريجين .
( ياخ ديل ناس كتب ونظريات ساي .. عرفهم شنو ) عبارة معهودة من اصحاب الخبرات العملية فقط . ( ديل ناس عشوائيين شغلهم بيعتمد على الصدفة والتجريب . الواحد كان سألته شغلتها كيف ما يعرف ) كذلك هذا رأي الدارسين في أصحاب الخبرات .
الفاتح اشتغل بهمة ونشاط وهو يعرف ويحس بهذه النظرات .ويعرف أن بعضهم معجب به بعض آخر يغار بل يمكن يحسده . كلما رفع رأسه صنف الزملاء على هذا المضمار .. وضحكات السخرية تعلو وجوه بعضهم البعض .. قال في نفسه الليلة ما عنده حل ثالث لازم يدور العربية دي ..أكون أو لا أكون .. لن يعود بعد اليوم للتسكع تحت ظل الأشجار مهما كلف الأمر .
المعلم ترك له الأمر كلغز حتى لم يقل له لماذا تم ركن هذه السيارة طيلة هذه المدة رغم أنها جديدة وما سبب علتها.؟.
أخيرا أكتشف أن أحد البساتن مكسور .
تناول البستن وذهب للمعلم في مكتبه وقال .
- يا عم الزين البستن دا مكسور .
رفع عم الزين رأسه وابتسم . كأنه يقول له قد نجحت في الأختبار الأول .
- فعلا هي دي مشكلة العربية والمشكلة الثانية ما عندها قطع غيار .. رلسنا واحد يجيب لها طقم بساتن من السعودية .أختفى وما رد علينا له خمسة شهور .. صاحبها قنع منها وباعها أنا اشتريتها منه .. وقلت يمكن يوم يجيها فرج .أنت رأيك شنو تفتكر الحل شنو ؟.
الفاتح : نصنعه .
المعلم الزين بدهشة : تصنع بستن ؟.
- ليه لا ؟ نحن عندنا المخارط وعندنا الفرازات وعندا مثاقب .. كل الأدوات موجودة .
- لكن دا سبيكة من الالمونيوم وين تلاقي خامة تصنعه منها .
- بسيطة نشيل بساتن مكسرة ونوديها المسبك يصهروها لينا في كتلة واحدة ونجيبها للمخرطة .
- فكرة ممتازة جدا . لكن تفتكر البستن يمكن يتعمل في المخرطة .. الجزء الاسطواني ما مشكلة .. لكن فيه حفر وفتحات في النص صعبة .
- كل شئ ممكن يا عم الزين طالما عندنا الآلات .
- على كل حال دا تحدي منك لو نجحت حيكون كسب كبير لينا كلنا ..لأنه في عربات كتيرة مركونة لنفس السبب .
- ماشي يلا كلم واحد من الشباب يجمع لي زي تلاتة أربعة بساتن مكسرة ونروح المسبك .
- وهو كذلك .. ممتاز .. يا حسين تعال أمشي مع المهندس الفاتح دا للمسبك وشيلوا معاكم بساتن مكسرة .
- وحانعمل شنو هناك يا عم الزين ؟.
- هو عارف أنت بس دور العربية وأمشي معاه .
بعد ساعتين عاد الفاتح وفي يده كتلة أسطوانية من الالمونيوم . دخل المرسم ومعه البستن بدأ يصمم في الشكل الهندسي له ويحدد المقاسات .. بعد ساعة خلص وأخذه ناحية المخرطة .
فني المخرطة لم تكن عنده مشكلة في الشكل الخارجي في أقل من نصف ساعة خلص منه وأجاده حتى الفراغ الذي يترك ليسقط عليه ( الشمبر ) كما هو معروف أعده.
لكنه وقف في الفتحات الداخلية ..
كل الفنيين والخراطين رفعوا يدهم وقالو يستحيل تتعمل .
مسك الفاتح البستن وتصدى له بنفسه وقف ..أمام الفريزة ..
وتحت دهشتهم طلب كل أطقم الريش والحفارات الخاصة بالفريزة ..أحضروا له صندوق به حفارات مدببه وعريضة وأشكال غريبة لم تستخدم من قبل .
جلس وبدأ يبدل في الريش والقطاعات ويرسم بالقلم ويحدد المكان الحفر .. ثم يقيس عمله بالمقاس المخصص للمخارط ( الكاليبر ) .. ثم يشغل الماكينة من جديد .
التركيز والاهتمام لفت له نظر العاملين . بل بعضهم ترك عمله .. وجاء ليشاهد ..
عم الزين رفع رأسه من مكتبه الزجاجي لاحظ أن نصف العملين في الورشة تقريبا متجمعين حول الماكينة التي يشتغل عليها الفتح .
خرج غاضبا .
- في شنو هنا يا جماعة متلمين مالكم سايبين شغلكم ؟.
أنقضوا فزعين لنهرته .. على ندرتها لكنها مرعبة ..
ثم أقترب ناحية الفاتح .. حتى هو كذلك أندهش والفاتح يستخدم في الادوات ويغير ويبدل ويقيس بتركيز عالي جدا .. لم يستطع أن يقاوم . بل ظل يراقب باندهاش .
والفاتح غرق في العمل بهمة ونسى حتى من حوله .كأنه في أمتحان من أمتحانات الكلية يتوقف عليه مصيره .. لم يحس بمن يراقب فيه . وحتى الذين اتلموا حوله ونهرهم عم الزين لم يتنبه لهم ..
أخيرا شعر بأن البستن المصنوع أصبح طبق الأصل .. فكاه من الماكنية وقارنه بالأصلي ..
التفت لصوت عم الزين يصفق له بأعجاب ويقول له .. ما شاء الله عليك يا ولدنا .
- يلا بعد كدا التحدي لو اشتغل في العربية ..
- وليه ما يشتغل يا عم الزين ما هومتطابق مع البستن الأصلي ؟ .
- ما تنسى أنه مصنوع من خامة مختلفة .
- ما هي نفسها الألمنيون .
- لأنه كل شركة عندها سبائك خاصة بها ويمكن تكون تركبيتها سرية كمان .. قد يكون في أختلاف في الوزن بملي جرام ممكن يؤثر في الماكينة .
- كلامك صحيح يا عم الزين لكن هذا لا يمنعها تشتغل .,.. السيارات عادة تكون طافية بلك وشغالة . طافية بلك يعني بستن كامل عطلان ورغم عن ذلك الماكينة تجره معها .
- نحن ما عايزين نسبق الموضوع بالتنظير .وأنت طالما وصلت المرحلة دي واصل التحدي وكمل تجميع مكينة العربية .
- أنشاء الله تنجح يا معلم .
- يلا توكل على الله .
ذهب الفاتح مع مساعدية لمواصلة تجميع مكينة السيارة .
والعمال في الورشة أصبح شغلهم الشاغل الفاتح وانجازه ..
وأصبحت ترد الى مسمعه العبارات العابرة .. والتي مرات يصبح صوت قائلها عاليا كأنه يريد أن يصل له الكلام .
- يدورها شنو يا زول دا وهم ساي ياخ .. قال عمل بستن بالمخرطة ... لينا عشرين سنة حايمين في الصناعية دي واشتغلنا مع خواجات ما شفنا واحد عمل بستن .
- يا زول جامعات شنو هو ناس الجامعات ديل قعد يقروا متين ما مقضنها كلها حب ومظاهرات ..
- يا زول الليلة الزول دا كان ما سكتكم ,, خلام تآمنوا .
- نآمن شنو بالله
يتبع

تآمر واضح مع الشهادات يا ابو الدر
تحياتنا و متابعة

Quote: يا زول جامعات شنو هو ناس الجامعات ديل قعد يقروا متين ما مقضنها كلها حب ومظاهرات ..

هههههههههههههه .. اوسكار

يا الدرديرى أنت وأخونا الدسيس الواحد ما يدخليكم بوست قصص وحكاوى ويكون مستعجل عنده مشوار
لأنه مابنفك لو ما كمل قرايتو وبروح عليهو الميعاد .... قصة تنفع مسلسل تلفزيونى يومى

أها الميكانيكي صدق ولا ما صدق يا نادر هههههههههههههه

ياااا
درديري كباشي
ياخ متابعة لصيقة وإتكاءة .

والله طلعتنا من الغم النحنا فيهو






واااصل.....

Quote: ياااا درديري كباشي ياخ متابعة لصيقة وإتكاءة . والله طلعتنا من الغم النحنا فيهو واااصل.....

تسلم يا عوض وربنا يبعد الهم والغم عن كل أهلنا وشعبنا

Quote: تآمر واضح مع الشهادات يا ابو الدر تحياتنا و متابعة

مع أو ضد يا أبو توتة

منور يا يا صاحبي

حوار الأرزاق
9
خلص الفاتح مع مساعديه تجميع ماكينة السيارة قريب المغرب .. حيث بدأ العمال في تغيير ملابسهم ..لكنه تعمد تأخير تجريب السيارة .. شعر أن نفوس كثيرة حاقدة تتنمى فشله .. وتنتظره .. لذلك تظاهر بأنه مشغول بأختبارت أخرى .. مسك أجهزة قياس الكهرباء .. وبدأ يفحص في كل شئ .. منها يوهم هولاء الحاقدون أن العمل العلمي يختلف عن شغلهم العشوائي ..وأن القياس أهم من التجريب .. بدأ يفحص في المعدات الكهربائية ( المقنيته والاستارتر والبلكات والبوبينة )وكل الجزء الكهربائي الذي يتعلق بتشغيل السيارة .. بعض العاملين غير ملابس الشغل وجاء وقف يتفرج . منتظرين نتيجة التشغيل .. وبعضهم يئس من الانتظار وأنصرف .. بالتدريج أنصرف تقريبا كل الحاقدون .. ولم يبقى سوى المؤازين والمعجبين .. ورغم أن عملية القياس هذه عملها الفاتح لكسب الوقت فقط ولصرف الحساد بعد أن يملوا الانتظار ..إلا أن الفحوصات أعطت نتائج ايجابية والقراءات تقول لا شئ يمنع السيارة من التدوير الآن .
بعد ما تم تجهيز السيارة بالسوائل ( الوقود والزيت والماء )دخل الفاتح الى كبينة القيادة وأدخل المفتاح في مكانه مخصص .. تمتم تعوذ وتحصن وذكر اسم الله وبدأ( نقر)..
كادت الدهشة وصرخات وتصفيق الجميع أن تطغى على صوت السيارة التي دارت من أول محاولة ..
وبدأت التهنئة تنهال على الفاتح .. صوت الضجة أخرج عم الزين من مكتبة .. أول خطوة حضن الفاتح وربت على ظهره بفرح وأبوة صادقة .. ما شاء الله عليك مبروك يا باشمهندس والله أنت رجل عبقري .
أحد الميكانيكة كبار السن والذي كان من أشد المعجبين بالفاتح أرسل أحد المساعدين الصغار ليحضر علبة حلوى فرقها على الجميع بفرح صادق .
- شايفين بوجود الفاتح معانا من أول يوم نحن دخلنا مرحلة جديدة وانشاء الله ما حا يكون عندنا منافس تاني .
وحا نعمل بالحكمة الصينية التي تقول الحديد لا يموت .
يلا يا ابني ومبروك عليك الوظيفة والعربية الجديدة ومبروك علينا وجودك معانا .
خلاص نشوفكم بكرة ..
أخرج الفاتح السيارة من الورشة وخلع ملابس العمل ( الأبرول ) لبس ملابسه الخاصة ودور السيارة متجها ناحية بيته .. تتبعه نظرات الإعجاب ...
مر الى أقرب محطة عبأ البنزين .. الليلة لن ينوم .. سيجوب البلد بسيارته فرحا وفخرا .
وصل البيت تعمد ألا يطرق الباب .. بل وقف بالسيارة وعلق في البوق . حتى حضرت أخته لتفتح الباب .
- هاي الفاتح العربية دي جبتها من وين ..؟ يا أمي الفاتح أشتغل وأدوه عربية كمان ..
- أنطلقت زغرودة عفوية من الأم .. قبل ما يحكي لهم الفاتح القصة كاملة .
وبعد أن حكاها .
- الله يحفظك يا ولدي ويغطيك من عين الحساد عارفاك واله من صغير ماك زولا هين .. ولو بيعرفوا قيمتك الناس ديل كان اشتغلت من يوم اتخرجت .
- المهم الرزق مكتوب يا أمي .أها الليلة أي مشوار عندكم بوديكم .
- أيوة ودينا بيت جدك قالوا حسن خالك وأولاده جو الاجازة .
- بالله وصلوا متين .
أبستام وبضحكة خبيثة : وبالمرة نبارك لهالة شغل الفاتح ..
- هوي أنت عاملة تفتك دي بطلي حركات .
- يلا يا ولدي أستحم وغير نخت ليك الغدا ونتجهز نحن .
- وهو كذلك .
يتبع

Quote: مع أو ضد يا أبو توتة

مع طبعاً

سلام يا درديري .. ولضيوفه الملاصقين للبوست دا من قولة تيت

سرد مرتب ياخ ولغة مريحة .. ومتابعة لصيقة
لكن تصدق مااااااا أطمأنيت إنه العربية دي دورت

Quote: يلا يا ابني ومبروك عليك الوظيفة والعربية الجديدة ومبروك علينا وجودك معانا

الموضوع دا فيه إنّة ياخ
ربك يستر بس

المهم .. ما تشحتفنا بغيابك .. أرجع تعال عود لينا

مودتي

Quote: سلام يا درديري .. ولضيوفه الملاصقين للبوست دا من قولة تيت سرد مرتب ياخ ولغة مريحة .. ومتابعة لصيقة لكن تصدق مااااااا أطمأنيت إنه العربية دي دورت Quote: يلا يا ابني ومبروك عليك الوظيفة والعربية الجديدة ومبروك علينا وجودك معانا الموضوع دا فيه إنّة ياخ ربك يستر بس المهم .. ما تشحتفنا بغيابك .. أرجع تعال عود لينا مودتي

شلكر يا أبو عاقلة
وشرفتنا مثل ما شرفت المنبر من قبل ومرحبا بيك

أطمئن غايتو العربية شغالة مش عارف قدام يحصل لها شنو

حوار الأرزاق
10
بعد ساعة كان الجمع جاهزا .. الفاتح تأنق ( قشر بالبلدي ) وتعطر .. ويبدو أن شقيقته حركت بركة وردية راكدة .. قبل الخروج يطرق الباب .. ويجدهم شلة الأصدقاء .
- أوووو يا باشمهندس مبروك ما تقول لي العربية دي كمان تبعك ؟ .
- كيف ياخ .. أخوكم بقى مدير كبير .
- يا شيخ ؟ من أولها كدا ؟ .. أنت كنت عشمان في مساعد ( ياي ) ..
هاهاهاهاها أنفجروا ضاحكين .
- غايتو يا عصام بعد نفتح قسم الكهرباء ممكن نشغلك معانا .
- لا فيك الخير ما بتقصر . كمان بقيت توفر شغل لأصحابك . لكن ورينا أنت أشتغلت وين ؟.
- لا أشتغلت وين وكيف دي قصة طويلة عايزة قعدة .. حتى العربية الشايفنها سمحة دي .. عندها قصة طويلة هي كمان .
- يا أبو الشباب أنت الليلة مليان قصص طيب ما نقعد ؟؟
- لا لا لا لا عندي مشوار مع ناس البيت والله .
- أها و على وين قاشر كدا ؟.
- ماشي بيت جدي قالوا خالنا حسن وصل للاجازة .
- أوووو قول كدا .... أصله الخير لامن يجي ينبهل مرة واحدة ..
- خير شنو يا شباب ما تدخلونا معاكم في الصورة .
- لا هو فاهم وأنا فاهم .
- بلاش حركات يا عصام هو جا وحده خلى أولاده هناك .
- دي علينا نحن متين خالك قعد يخلي أولاده وراه ؟..
- أهاااا يا دوب فهمت .. هو الخال دا أبو القدح المعذب صاحبك ؟
- هاهاهاهاها هو ذاتو .
- أزيكم يا أولادي .
- أهلا يا خالتي فاطنة مبروك للفاتح ..
- الله يبارك فيكم وعقبالكم كلكم .. كان ما مارقين كان عملت ليكم شاي بزلابية .. الا قالوا حسن أخوي جا و ماشين نسلم عليهم هو واولاده .
تقدم عصام هامسا للفاتح: تقول لي جا براه يا خاين .. هاهاهاها .
- يلا يا حاجة ما تقصري نشوفكم مرة ثانية . حمد لله على سلامة الخال حسن وأولاده كمان .
- تحرك عصام بصحبة شقيقته ووالدته ناحية البيت الكبير بيت جدهم .
- يا أمي هالة السنة دي داخلة الجامعة أكيد حا يقدموا ليها هنا .
- شايف حسن قال عاوز يشوف ليها جامعة خاصة هناك بالقروش ..
- جامعة خاصة هناك بتاع شنو ؟ هو يقدر يدفع هناك ؟ قال ليك الجامعات الخاصة هناك كلية الطب السنة بمائة ألف ريال ..
- براحة براحة أنت مالك زعلان كدا .
- أصلا كان على القروش حسن ما عنده مشكلة شغال مدير كبير في شركة وحتى قالوا ساكنين في كمباوند ( مجمع ) في فيلا مأجراه لهم شركتهم .
- لا أحسن الواحد يعمل المعقول ويفكر لقدام .. مش أولى يبني ليهم بيت أو عمارة كبيرة للمستقبل ويقريهم هنا مع أهلهم ؟ . هي الغربة دي مضمونة أفرض كشوا الناس كلهم وقالوا ما عايزين أجانب .
- متين كشوا الناس قبل كدا ؟ .. الناس ليهم عشرات السنين مغتربين ..
- يا أمي أنت بتغالطي في منو ؟ .. الفاتح لو ناقشتيه ماية سنة ما يقتنع ليك بالغربة .
- خلاص وصلنا الكلام دا ما تفتحوا مع خالك خلي كل زول يدبر حياته بطريقته نحن ما لينا دخل بالناس .
- يا أمي تقولي ليه ما يتدخل في موضوع هالة كمان ؟ وتعقبها بضحكتها الخبيثة .
- أنشاء الله هالة تبقى من نصيبة بعدين لو مشت تقرأ في القمر نحن بنجيبها ما كدا يا ولدي .
رد لأمه باتسامة فقط لا مجال للكلام بعد أن شارفوا البيت والخال معه بعض الأصحاب يجلسون قدام البيت في كراسي .
بعد السلامات .
- ما شاء الله يا الفاتح الظاهر عليك أشتغلت وكمان بعربيتك .. كيفك يا باشمهندس .. ركبت رأسك وأصريت تشتغل في البلد دي ؟ .. برافو عليك .
- هلا يا خال حمد لله على سلامتك .
- كيفك يا حسن أخوي مالك ضعفت كدا المغتربين يجوا سمان ونايرين .. خير لعلك ما عيان .
- الحمد لله يا فاطمة أختي شقاوة بس .. كيف صحتك أنت .. وكيف عاملة مع الضغط محافظة عليه ؟ .
- الحمد لله ما شكيت .. وكيف ثرية ووليداتها ..
- كويسين خشوا جوة سلموا عليهم .. عن أذنكم يا جماعة أدخل مع الجماعة ديل .
- أتفضل يا ابو علي اتفضلوا .
- ابتسام عاملة كيف مع الجامعة .. شكلك مزنوقة شديد ضعفتي كدا .
- أسكت ساي يا خال السنة الأخيرة دي شقاوة وجري وأبحاث وسك مواصلات .
- ليه الفاتح ما بيوصلك الجامعة ولا شنو ؟
- هي عربية الفاتح دي الليلة أول يوم تشرفنا .
- بالله يعني نحن رجلنا خضراء عليكم .
- أكيد يا خال رجلكم خضراء من زمان .
- ووردية كمان .
- أسكتي يا حيوانة .قالها الفاتح هامسا بغيظ وهو يقرص شقيقته في يدها .. وهي تكاد تنفجر بالضحك .
يتبع

حوار الأرزاق
11
في البيت الكبير وكالعادة يضج فرحا بعودة والأبناء وابنائهم في عطلات المغتربين .. فرح الاجداد بأحفادهم يفوق الوصف وكذلك الأعمام والأخوال . وخاصة العزاب منهم . كانت الأسرة بفروعها متجمعين في الحوش .. والجدة تحمل هذا الطفل وتنزل الآخر .. بعد دخول الفاتح ووالدته وشقيقته ..أشتعل السلام والأحضان من جديد .. الفاتح مالك ماشي ضعيف وطويل كدا.
- الفاتح يسمن كيف مع شقاوة البلد دي .
- لسع ما غيرت رأيك فكرت تجينا هناك .
- والله يا خالتي إخلاص البلد لسع بخيرها .
- الحمد لله يا أخلاص الفاتح ما اشتغل ؟
- ما شاء الله أشتغلت وين يا الفاتح .؟
- أشتغل ومدنو عربية كمان هسع وصلنا بيها .
- صحي يا الفاتح أنت أشتغلت وين ما قلت لي ؟
- أشتغلت في الصناعية يا خال .
- في الصناعية وين في مصنع يعني ؟
- لا في ورشة ؟
- ورشة ؟ ورشة بتاعة شنو ؟
- ورشة صيانة عربات .
- ميكانيكي يعني ؟
- ما أنا مهندس ميكانيكي .
- والورش من متين قعد تشغل مهندسين .
- يا خال دي ورشة كبيرة جدا فيها أقسام كثيرة وتمسك عطاءات حكومية ( حاول يضخم الوضع )
- في مهندس غيرك شغال في الورشة البتقول عليها دي .
- حقيقة هم كلهم (رانكر) .. الا صاحب الورش دار عنده دبلوم مكيكانيكا .
- ياخ أنت رأسك قوي ما بتسمع الكلام .
- ليه يا خال؟ .
- صايم سنتين وبعدين تفطر على بصلة ..
- بصلة كيف يا خال دا ما شغل وفي مجالي .
- يا ولدي أنت أهلك صرفوا عليك وعلموك عشان يكون عندك وضعك وبرستيجك تجي تشتغل ليهم ميكانيكي .
بدأ مصطفى ( يتعفرت ) ويتغير وجهه ..وألأم محاولة تدارك الوضع .
- الشغل ما عيب يا حسن أخوي الحمد لله شغال في مجاله .
- يا فاطمة لكن يشتغل ميكانيكي ؟
- هي ميكانيكا دي شغل حرام يا خال ..ما أكون ميكانيكي مش با كل رزقي بالحلال ومن عرق جبيني .
- العفو يا ولدي أنا ما قاصد كدا.
- مالك يا حسن الميكانيكي شغل عيب أنا ذاتي ما كنت ميكانيكي ربيتكم وعلمتكم منها . جايي تتنكر ليها وتتبرأ منها مالك .. مبروك يا الفاتح واله أنا مبسوط منك .
- يا أبوي أنتو ما فاهمني ..
- شا كر جدا يا جدي وأنا حاجة دخلتها بقناعة والموضوع ما محتاج أناقش فيه حد .
- جيد يا ولدي واصل في شغلك لغاية ما ربنا يكرمك ..وتكون عندك ورشتك براك ما تشتغل برأي زول .طالما أنت مقتنع .
شعر الخال بالحرج : عن أذنكم يا جماعة عندي ناس منتظرني برة .
- أنتي وين هالة يا خالتي اخلاص ؟ .
- هالة دي مشت مع عمتها انتصار لصاحبتها .. قالوا نص ساعة .. لو عارفاكم جايين ما كان مرقت . وأعقبتها بضحكة وهي تنظر ناحية الفاتح .
أما الفاتح فور له الخال الدم في عروقه .. بعد أن كان متحمسا لهذا المشوار شعر بأن نفسه سدت تماما .
يتبع

حوار الأرزاق
12
شعر الفاتح بالضيق وبدأ يتململ .. وقال لأمه نمشي يا أمي ..
- تمشوا وين يا جماعة .. العشا .. ما متعشين معانا ؟ .
- والله يا أخلاص يا أختي الفاتح دا تعبان مرقة الصباح يداب جا داخل نحن علقن فيه عشان بس نسلم عليكم .
- طيب أنتظروا ناس هالة على الأقل ما تتخيلوا هي ضايقة لشوفتكم .. والله لو عارفاكم جايين ما كان عتبت من الباب .
- بنتلاقى انشاء الله أجازتكم لسع في أولها ونحن قاعدين .
- أشتغلت وين يا الفاتح في يا تو ورشة ما قلت لي ؟ .
- في ورشة واحد أسمه الزين يا جدي .
- ما شاء الله بالله الزين لسع في الصناعية ..ما قلت له أنا حفيد الحاج صالح عثمان .
- والله يا جدي أنا ما عارف عندك علاقة به .
- كيف ياخ الزين دا لامن اتخرج يا داب أول ورشة أشتغل فيها كانت ورشتي أنا .تصور الناس دي كلها في البداية ابو يشغلوه .. قالوا بتاع كتب وفلسفة فارغة .. انا قلت الدنيا دي كلها قايمة على العلم . عشان شغلنا العشوائي دا ما قادرين نتطور. سبحان الله شوف الدنيا دي دوارة كيف . حيفيدي يجي يشتغل معاه .
- طبعا يا جدي أنا اشتغلت معاه يوم واحد بس يوم الليلة .. ما أحذت عنه أي فكرة غير أنه أنسان منظم جدا وفعلا اسلوبه علمي في الشغل .أي شئ يتعمل برسم وتخطيط وترتيب .
- والله يا ولدي دي براها جامعة تانية ربنا أكرمك بها ..أمسك فيها قوي ما تسمع كلام خالك والمغتربين ديل مخرفين ساي ..
يضحك الفاتح لوصف جده للمغتربين بالخرف .. رد أثلج صدره وحسسه بالرضا قليلا .. فهم فعلا باتوا يعتقدون أن الدنيا أصبحت تبدأ من ديار الغربة وربما تنتهي هناك أيضا .
- أها يا ولدي ما تقعد تتعشى مع جدك .. وعلى الأقل تنتظر عروستك هالة .
الجد رماها (بب)هكذا دون رتوش ..رغم أن الموضوع لازال حائما وهائما في الصدور .
ضحك الفاتح وأكتفى بهذا الرد .. ولم يشأ أن يدخل في مغالطات ونفي أو إثبات هيامه بها .. رغم أبوها الأهوج .. مع ابتسامات أهله وقال يا جدي أكيد حا نتلاقى بس الليلة أنا تعبان من الصباح شغالين في العربية الأنا سايقها دي .
خلاص ما تنقطع يا ولدي من أهلك .
يلا مع السلامة يا جماعة .
تحرك الفاتح عائدا مع أمه وشقيقته .
وفي السيارة تواصل الحوار
- والله يا أمي بصراحة مع الاعتذار أخوك دا أهبل وعبيط .
- يا ولد عيب تقول على خالك كدا .
- شنو طيب شابكنا برستيج وما برستيج .. عشان في الغربة خالط اللبنانيين والأجانب عايز يتعالى على الناس .
- يا ولدي كيف يتعالى على الناس ما يا هو دا قاعد ما أصحابه الزمان رغم ظروفهم الصعبة ما فارقهم .
- طيب شنو حكاية برستيج والناس مقامات ومش عارف شنو .. نحن في البلد دي ما عندنا كلام زي كدا تلاقي في بيت البكا والفرح الناس قاعدين مع بعض الوزير جمب الغفير .. يمكن كمان يكون الغفير مقدر أكثر من الوزير ومحترم من الجميع لسنه وحكمته ومكانته .ومين قال أنه المهندس أحسن أو أهم من الميكانيكي ..
- طيب هسع أبوي ما اتدخل وأداه درس وفشاك فيه .. خلاص أنسى الموضوع .
- ما لكن جدوا رأس السوط هبشو .
- هاهاهاهاها والله بتك دي شقية شقاوة .
- طيب هسع هلولة دي ذنبها شنو البت ما بترضى فيك أي كلام .
- والله يا أمي ما أكذب عليك الليلة أبوها طيرها لي من رأسي .
- حرام عليك يا الفاتح ما تحكم عليها بشئ هي ما عندها فيه ذنب . على الأقل أديها فرصة يمكن يكون رأيها مخالف تماما لأهلها ديل .
- ويمكن أبوها كمان يكون عايز ليها واحد بتاع برستيج وحاجات زي كدا .
- مهما كان لكن ما يقدر يغصبها . وخاصة لو كانت متعلقة بود عمتها .
- على كل حال الحمد لله وصلنا البيت .. يلا أرتاح عشان بكرة تقوم لشغلك بدري .
بعد أن تناول أفراد الأسرة الصغير العشاء رن تلفون الفاتح .
- ألو هالة ؟
- يعني ما قادر تصبر تنتظرني خمسة دقائق للدرجةدي هاينة عليك ؟ .
- لا لا لا العفو ياخ معقولة تهوني علي بس الليلةتعبان جدا من الشغل .
- صحي ألف مبرك قالوا لي اشتغلت .
- أيوا أنا اشتغلت ميكانيكي ما قالوا ليك ؟ .
- الف مبرك يا روحي .
- ميكانيكي .. قلت لك ميكانيكي .
- ما قلت ليك ألف مبروك .. مبروك ما كفاية ؟
- يعني ما فارق معاك أشتغل شنو ؟ .
- حتى لو اشتغلت عجلاتي .. المهم يكون عندك مصدر رزق حلال تقدر تفتح بيت وتعيشنا في أمان .
- يا سلام عليك ..أها نتقابل متين وكيف ؟.
- يعني تاني ما حاتجينا ؟.
- نحن جيناكم تعالي أنت سلمي على عمتك وبيتي معانا .
- جدا هوا ... بكرة من الصباح أنا عندكم وجايبة ليك معاي هداية كثيرة حتعجبك .
- سمعتيها يا أمي ؟.
- عسل هلولة دي ما أنا عارفاها عشان كدا قلت ما تشغل بأمها وأبوها ديل .
يتبع

(*)

حوار الأرزاق
13
المكالمة التلفونية أعادت للفاتح التوزان وغسلت عنه الغم قليلا ..
- الله يجعلها من نصيبك يا ولدي .
- قولي الله يهدي أبوها يا أمي .
- أنت أبوها مالك على هدايته ؟.
- صحي يا الفاتح هي قناعة تخصه هو .. خلاص هو شاف الحياة الصاح مفروض تكون كدا .أنت عليك بعروستك طالما هي هواها من هواك ونفس مزاجك .
- يا أمي أنا خايف يعاكس ويتفلسف يمكن كمان يقول أنا ما بدي بتي لميكانيكي .
- يا ولد ما تتوهم ساكت وتعكر مزاجك هو حاول يضغط عليك عشان يسوقك معاه للغربة لكن ما لدرجة أنه يتعالى عليك .. حتى لو كنت أنت ميكانيكي فعلا ما قريت أي جامعة .هل دا شا يعيب له راجل . ما هي مهنة محترمة مهنة جدودك الربونا بيها وعلمونا أحسن تعليم .
- خلاص طمنتيني شوية أمشي أنوم تصبحوا على الخير ,
- الفاتح بكرة ما توصلني معاك للجامعة ؟ خلينا نرتاح من سك المواصلات شوية ونجي الجامعة بعربية خاصة زي ناس الراحات ... أقصد ناس البرتسيج .
- كنت بوصلك لكن عشان الكلمة القلتيها دي أنسي الموضوع .
- لا لا لا لاعليك الله يا الفاتح خلينا نتهنا شوية ياخ أنا بهزر معاك .( قالتها ضاحكة)
- خلاص ماشي بس تصحي بدري ما تأخريني .
- يلا تصبحوا على خير يا جماعة .
- وانت من أهله يا حبيبي .
وفي الصباح تحرك الأخوين فعلآ غشى الفاتح الجامعة لايصال شقيقته ..
ولكن عند العودة للمنطقة الصناعية .. تعثر في زحمة الطريق .. وقاربت الساعة من الثامنة والنصف .. وهو يعلم أن بداية الدوام تبدأ السابعة والنصف .
وصل الورشة ووجد العمال منهمكون .. أستقبله المعلم الزين متجهما قاطبا الوجه .
- تعال معاي المكتب يا الفاتح .
- أيوة يا معلم خير .
- أنا أول تحذير قلته لك أنا لا أتهاون في وقت العمل أبدا .. والورشة تفتح الساعة سبعة ونص وكل العاملين يكونوا متجمعين قدام الباب من الساعة السابعة صباح .
- والله يا معلم .
- أسمع خليني أكمل كلامي .
- طيب أتفضل.
- مش عشان أنت مهندس وخريج تفتكر أنه عندك مكانة خاصة ..كل الناس سواسية .. ممكن أخصم منك وممكن أفصلك كمان بسبب التهاون في الوقت . يلا أتفضل عاوز تقول شنو .
- والله يا معلم أنا اتحركت من البيت بدري جدا من الساعة ستة ونص صباحا .. لكن عندي أختي الصغيرة أصرت أنه أوصلها الجامعة قالت عندها محاضرة مهمة ما راح تحصلها لو أتحركت بالمواصلات .. وكان ممكن أوصلها وأصل في وقت مناسب .. لكن أتفاجأت أنه الشارع في الرجعة مقفول بسبب حادث حركة .. وأنا آسف والله ..
- طيب ما شي .. روح غير ملابسك عشان نبدأ العمل ونعمل برنامج أعادة تأهيل للعربات المركونة الاتكلمنا عنه ..
- بس يا عم الزين عندي معلومة أكتشفتها أمس بالصدفة تعرف واحد ميكانيكي قديم اسمه الحاج صالح عثمان ..
- أيوا أعرفه جدا كيف ياخ ماله ؟.
- دا جدي طوالي أبو أمي .
- ما شاء الله .. ياخ ما معقولة ؟.
ودخل فيه سلام من جديد .. تعرف أنا من أول ما شفتك أمس حسيت بأنه شبهك ما غريب علي .. يا سلام ..أنت ولد فاطمة ..؟
- أيوا بالظبط أنا ولد فاطمة ..
- يا سلاااام ياخ زمن ياخ الحاج صالح له فضل علي كبير جدا ..وين أخوالك حسن وعبد الرحمن وعلي .
- كلهم مغتربين .. عبد الرحمن وعلي ديل في ليبيا .. وحسن في السعودية .
- حسن شغال شنو كان عنده حساسية ضد الميكنيكة يكره الورشة عمى .. كلهم لامن كانوا طلبة يجوا يشتغلوا عندنا في الورشة مع جدك .. لكن حسن دا كان أبلد واحد أصلا ما قدر يتعلم حاجة .... دقيناه دق العيش أنا وجدك برضو ما نفع فيه هاهاهاها .. بالله شغال شنو هسع ؟.
- أهاااااا عشان كدا .. حسن عمي درس إقتصاد وعمل دكتوراه وحاليا مستشار كبير في شركة بالسعودية .. وأعمامي علي وعبد الرحمن الاتنين مهندسين علي كهربا وعبد الرحمن مدنية .
- أخوالك رفضوا المواصلة في ورشة جدك كملوا تعليمهم بعيدا منها .. في النهاية أضطر يقفلها بعد ما ضعفت صحته وجلس في البيت .وأظنه باعها كمان . ويا سلام دي قصة جديدة سعيد أنا بأكتشاف أنك طلعت ولدنا فعلا .. يلا روح أجهز خلينا نبدأ الشغل
يتبع

*

(*)

UP

منعول أبو الغربة زاتو ياخ

يلا .. النشوف آخرتا

حوار الأرزاق
14
أقبل الفاتح على العمل بالحفاوة والرتحاب من صاحب الورشة عم الزين وبعض العاملين بفرح وحماس . طلب عم الزين منه أن يفحص كل السيارات المركونة ويعرف علتها ويصنفها كما أمر بعض العاملين بمساعدته ومده بملفات تلك السيارات .
دخل الفاتح الى مكتب الرسم الزجاجي والذي تقريبا أصبح مكتبه الخاص وانكب في دراسة الملفات وبدأ يصنف السيارات حسب ماركاتها ..
الهمة والنشاط والاندماج كانت مشاهدة من خلال الجدار الزجاجي الذي يفصل المكتب عن باقي الورشة ..
بالطبع لم تكن كل العيون راضية عنه أو معجبة .
بل هنالك عدة عيون أعماها الغضب والحقد وبدأت الزفرات الحارة والتأفف والوجوه المقطبة .وخاصة بعد نجاحه في تشغيل أول سيارة مركونة وميئوس منها .. وبعد رهان هؤلاء المناوئين على فشله .
كما أن هنالك عدد لابأس به من المعجبين والمدافعين وخاصة كبار السن منهم ..
أنكب الفاتح على العمل وهو يدري عن كل تلك المشاعر التي تترقبه وتراقبه من بعيد ..
فتح الفاتح جهاز الكمبيوتر .. وصفحة في برنامج الجداول الالكترونية ( الاكسل ) وقسمه لعدة أعمدة سجل رقم السيارة و سنة الموديل ونوعها .. وعطلها وفترة ركنها وسبب الركن .. والقطع المطلوبة لها .. وخانة للملاحظات بعد إعادة الفحص . كما بدأ يجمع كل ماركة في صفحة لحالها ..
بعد ما نسق التقرير طبعه وأحضره للمناقشة مع عم الزين .
لم يخفي عم الزين أعجابه بهذا الجهد .
- يا سلام عليك يا ولدي وصدق السماك الفاتح أنت حتكون لينا فتح جديد .
- بس عندي سؤال يا عم الزين ؟
- اتفضل يا ابني .. السيارت دي وين أصحابها ولا كلها تبعك ؟.
- والله العربات دي يا ولدي بعضها اصحابها مغتربين يجوا في الاجازات وطلبنا منهم يجيبوا القطع .. وبعضهم موظفين في البنوك ما قدروا يوفروا قطع الغيار أو قيمة الصيانة .. وأنت ليه بتسأل ؟
- لأنه جاتني فكرة .. عشان كدا أنا جمعت كل ماركة في صفحة لحالها .
- أتفضل شنو هي الفكرة .
- أنه نستخدم مثلا واحدة أو اثنين كقطع غيار للثانيات .. يعني مثلا من كل ثلاثة نشغل أثنين .. في النهاية بدل يكونوا التلاتة مركونات تكون واحدة مركونة .
- والله فكرتك جميلة جدا يا ولدي لكن العربات دي ما حقتنا ..أصحابها ما راح يرضوا تفك منها شئ ..
- هم أصلا ما مستفيدين منها كل ما وقفت راح تبوظ أكثر .
- لا لا لا يا ولدي أنا ما معاك في الفكرة دي .. لكن لو فكرت أنك تصنع القطع زي ما عملت في العربية المعاك يكون شئ جميل .
- لكن يا عم الزين في حاجات يستحيل تتصنع .
- زي شنو ؟.
- زي حاجات الكهربا .. الدينمو والأستارتر والبوبينة والكويل ..
- عشان كدا أبدى بالعربات العندها نقص في الحاجات المكيانيكية .. زراعات بساتن كرنك ..
- لكن العندها مشاكل ميكانيكية ما كثيرة .. طيب عندي فكرة .. نحاول نساوم أصحاب العربات دي ونشتريها منهم طالما انهم ما قادرين يوفروا قطع غيار ليها .
- كدا ممكن فكرة جميلة .. يلا خليني أنا أبدأ اتصل بأصحابها فعلا في عربات تمت اكثر من سنتين مركونة .
- عم الزين الفطور جاهز . أحد العاملين الصغار ينادي
إعتاد عم الزين أن يفطر مع العمال في حلقات يحضر لهم وجبة الأفطار من الفول المخلوط بالجبن والسلطة الخضراء وغيرها من المحسنات .
جلس عم الزين في حلقة عادة يكون فيها كبار السن من الميكنيكة وجلس معهم الفاتح .
- يا جماعة أنتو ولدنا المهندس الفاتح دا عرفتوه ولد منو ؟
- والله شبهه دا ما غريب علي يا الزين .
- تذكر عمكم حاج صالح .
- حاج صالح الميكنيكي .
- أها حاج صالح جده أبو أمه .
- يا سلااااام ياخ ياخ والهأ دا خبر جميل جدا .. كيف جدك يا ولدي
- كويس الحمد لله بس شوفه تعبان والرطوبة كسرته .
- زمن طويل ما جا ماري على الصناعية بالله سلم عليه شديد وقله عبد الله الأشول يسلم عليك .
- يبلغ انشاء الله يا عم عبد الله .
بعد الإفطار اعتاد الميكنيكية أن يتوزعوا على بائعات الشاي تحت ظل الاشجار .. الفاتح ذهب معهم بصحبة طاقمه الذي اشتغل معه بالأمس ..
- الليلة عندكم ضيوف ولا شنو يا صلاح ؟.
- دا المهندس الفاتح أشتغل معانا ..
- بالهل هو دا المهندس الصلح الاتوس؟ .. الصناعية كلها تحكي بيه .
- أيوا هو ذاتو ظبتي ليه شاي بتاع ضيوف مهندسين .
في هذه الاثناء حضرت سيارة ( بوكس ) مغطية بشمع وجلس أصحابها مع ست الشاي وسلموا على الميكانيكية .
- شنو يا شباب ما عندكم بضاعة جديدة ؟.
- كيف عندنا شحنة تشليح جاية من السعودية تجوا تشوفوها ؟
- الفاتح تعال معانا الجماعة ديل يتاجروا في قطع الغيار المستعملة ..
تحمس الفاتح للموضوع وذهب معهم .
نظر الى قطع الغيارباندهاش .كأنها هدية جاءت لتحل كل مشاكله التي حصرها اليوم .
- عايزين فيها كم يا شباب ؟
- كلها مع بعض ؟
- أيوة كلها ..
كلهم نظروا له باندهاش . بما فيهم زملائه .. وحتى أعدائه ركزوا معه .
- عايزين فيها خمستاشر ..
- أنا أديكم فيها عشرة .
- يا زول ما ضغطت علينا يا معلم خليها حلوة شوية قول تلاتاشر ,
- - بس عشرة ما أزيدكم ولا جنيه .
- بعض الميكنيكة جاء قرب الفاتح وهمس .. يا باشمهندس ما في زول بيشتري قطع مستعملة بالطريقة دي .. لكن الفاتح حسبها صاح حسب مراجعته للسيارات .. أنه هذه الشحنة لوحدها ممكن تشغل حوالي عشرة سيارات من السيارات الواقفة وممكن تحقق دخل يفوق الخمسين .. لذلك لم يتراجع وأصر على عرضه .
- البائعين شعروا بضغط الميكانيكية على الفاتح وخافوا أن تفلت منهم الصفقة وقالوا موافقين .
جرى الفاتح نحو عم الزين وعرض عليه الأمر وأغراه وقال أن هذه العشرة الآف خلال اسبوع واحد ممكن تتحول لخمسين الف . كمان لو اشتروا السيارات الواقفة من أصحابها ممكن تتحول الى مئات الالآف .
عم الزين فتح الخزنة دون تردد استخرج المبلغ وحضر مع الفاتح وفحص القطع بنفسه حتى اقتنع ..
تم الصفقة كما تم تفريغ القطع في الورشة ..
كانت هنالك عيون تراقب الموقف وتتبسم .. بعضها فرحا .. وبعضها لأسباب يعرفها هو .
عاد الفاتح سعيدا في هذا اليوم وقبل المساء كانت سياراتان من السيارات المركونة يهدر صوتها تحت فرحة واعجاب كثيرن وغل وشماتة آخرين .
لكن قبل ما تقفل الورشة
تقف سيارة بوكس أمام الورشة ويخرج منها شاب .
- وين عم الزين والمهندس الفاتح .
- نعم يا ابني اتفضل .
- عايزنكم معانا .
- في شنو يا ابني .
أرح و أنت حاتعرف .
- أنتو منو أول حاجة .
- نحن ضباط من المباحث عايز تشوف البطاقة اتفضل .
- طيب أننتظرونا نقفل الورشة
بعد قليل كان عم الزين والفاتح يركبون في ظهر السيارة البوكس ومعهم عساكر بملابس ملكية يحرسونهم .
الفاتح شعر أن شيطان النحس عاد إليه من جديد ... المرة دي الظاهر كبيرة يا الفاتح .
يتبع

حوار الأرزاق
15
أخذت سيارة شرطة المباحث العم الزين والفاتح من أمام ورشتهم . تحت تجمع ودهشة عدد من العاملين .
وكذلك سخرية وشماتة الحاقدين .. الذين ناصبوه العداء حسدا .
- يلا بلا لمة عامل لينا فيها ( مقددها )..
- في شنو يا كلتش الجماعة ديل رفعوهم ليه ؟..
- أكيد الولد العامل فيها مهندس دا جاب هوا لعمنا الزين..
- يا أولاد أنتو كان عارفين حاجة ما تقولوا لينا نلحق الجماعة ديل ..
- نعرف شنو يا عم عبد الله نحن ما كنا معاك شفتنا مرقنا من الورشة دي ؟ .
- طيب شنو الخلاكم تقولوا الفاتح هو الجاب الهوا ( المصيبة ) لعمكم الزين .
- ما هو الوحيد الجديد في الورشة دي .. نحن أجد واحد فينا تم سنتين في الورشة حصل يوم شفتوا جاتنا شرطة ولا أي مصيبة .. ذاتو ما معروف هو جايي من وين ولا من يا توا هوا . يمكن كمان يكون بتاع معارضة ولا هوا زي كدا كمان ..
- طيب ما تتهموا الناس بدون ما تكونا متأكدين الولددا نحن بنعرفه واشتغلنا كلنا مع جده زمان . ولد ناس معروفين حتى عمكم الزين في بدايته أشتغل مع جده .
- لا كان كدا معليش يا عم عبد الله نحن ما كنا عارفين ( الحنك ) دا .
وفي السيارة
- يا ولدي ما تورونا في شنو ا أنا زول كبير وعندي ضغط وسكري ما بتحمل التوتر .
- يا عم الزين نحن ما عندنا صلاحية نتكلم مع المتهمين .. بعد تصل هناك الضابط راح يتفاهم معاكم .
- كمان بقينا متهمين ؟.
عم صمت من جديد دون تعقيب .
بدأ الفاتح يحس بالقلق والتوتر .. ويضغط ذهنه ويفكر يحسب و يراجع في نفسه .. ما هي التهمة التي ممكن أن يتهموها بها .. هل السيارة التي أصلحها بالأمس مسروقة ؟.. وعم الزين أشتراها من سارقها دون أن يدري .. جائز .. لكن السيارة لها أكثر من ستة أشهر مركونة .. لماذا لم تظهر المطالبة بها إلا الآن . ثم أنه لم يقبض عليه وهو يقودها ..إذا السيارة مستبعدة ..
عندما وصلت السيارة الى المركز
نزل عم الزين والفاتح بصحبة العساكر وتم ادخالهما الى مكتب الضابط .
- يا هم ديل الجماعة يا سعادتك ..
- أووو عمنا الزين زعيم العصابة ..
- أعوذ بالله .. عصابة يا ولدي ؟.. ما تحترم الناس الفي عمر أبوك .
أستفذ كلام عم الزين الضابط أذ رفع رأسه والقى نظره ناحية العسكري كأنه أعطاه أشارة .. يفاجأ عم الزين بلكمة على ظهره كادت أن تلقيه أرضا .
الفاتح بطريقة لا أراديه وشهمة حاول أن يتدخل ويدافع عن عمه الزين . وكأنها كانت خطوة منتظرة منه إذ أنصب الضرب عليه من كل مكان وكل الموجودين ..
- كمان عايزين تعملوا فيها محترمين يا حرامية .
- سوقوا الرمم ديل يا سلطان أرموهم في الحراسة وأمشوا جيبوا لي الباقين كلهم .
عم الزين بخطوات بطيئة ووجه محمر وعيون تكاد تدمع . والفاتح بوجهه الذي أصبح وارما داميا تم أدخالهم في الحراسة .. مع عدد من المتهمين ..
الفاتح القى نظرة على الموجودين ووقعت عينه على أحد معارفه .
- هو الشخص الذي باع لهم قطع الغيار المستعملة .إذا اتضحت الصورة .. هذه قطع من سيارات مسروقة ..إذا هو مقلب شربه هو وشربه معه هذا الرجل الغلبان الذي فرح بوجوده ولم يكن يدري بأنه سيكون أول سبب نكباته يمكن في حياته كلها .
وبحركة لا إرادية هاجم الفاتح على الشاب ومسك في خناقه : تقول لينا قطع غيار جايبها من السعودية يا حرامي يا كلب .
- شنو يا ابو الشباب داخل فينا هجوم أنت عقلك ما حلو ولا شنو ..
عم الزين كذلك فهم الموقف . لكنه شد الفاتح وقال له : ما تستعجل يا ابني .. عم الزين عرف أن معاداة هؤلاء المجرمون ليست من الصالح .. وهم ممكن يدعون أنهم عملاء لهم وتلبسهم التهمة الى الأبد .. وهدأ الفاتح .. ربما فهم رسالة عم الزين .هاهو يخرب الموقف من جديد بتهوره هذه المرة .
في البيت قاربت الساعة التاسعة مساء لم يظهر بدأت أم الفاتح تقلق عليه .
- يا بت يا ابتسام اتصلي شوفي أخوك د أتأخر ماله ؟
- يا أمي اتصلت قبيل وتلفونه مقفول ..
- دا كلام شنو دا .أتصلي بحسن أخوي .
- يا أمي أحسن نتصل بأصحابه ناس عصام .. هسع خالي حسن يعمل لينا حركاته ديك .
- يا بت بطلي قلة الأدب و أسمعي الكلام واتصلي بخالك أنا قلبي ما مرتاح للموضوع .
- أنا ما بتكلم معاه هاك اتكلمي معاه أنت .
- الو يا حسن أخوي الحقنا .
- في شنو يا فطامة .
- الفاتح مرقة الصباح لهسع ما رجع وتلفونه مقفول براك شايف الساعة قربت عشرة .
- يكون مشى وين ؟ هو مش شغال في الصناعية ؟
- شغال في ورشة واحد اسمه الزين كان شغال مع أبوي زمان .
- ايوا ايوا بعرفه عم الزين .. طيب بعد ساعة أرجع لك .
وفعلا يصل الخال حسن الصناعية ومن خفراء الورش يعرف أن الفاتح وعم الزين أخذوهم ناس المباحث .أول خطوة اتصل بأصحابه الضباط من الرتب الكبيرة من عقيد فما فوق .. وفعلا تفرغ له واحد منهم وبدأوا جولة الاستفسارات حتى وصلوا حراسة المباحث الجنائية .
وعرفوا السبب أنه شرطة المباحث قبضوا على عصابة تسرق السيارات من الأقاليم ويفكوها ويبيعوها كقطع غيار مستعملة .. ولسوء حظ عم الزين والفاتح أن السيارة التي كانوا يطاردونها .الفاتح و عم الزين اشتروا كل محتوياتها .
- والله ما في مخرج لولدكم دا وعمكم الزين إلا أفراد العصابة يقروا أنهم ما عندهم بهم علاقة سابقة وباعوها لهم على اساس انها قطع غيار مستورده .. والجماعة لسع ما بدوا التحقيق .
- طيب مافي طريقة نقابلهم نطمئن عليهم أونوصيهم .
- ممنوع المقابلة قبل التحقيق ..أنشاء الله الموضوع ما بتأخر كثير .أنشاء الله بكرة تفرج وممكن يطلعوا بالضمان .. وخاصة عم الزين أتضح أنه ما عنده أي سوابق في هذه الناحية الراجل سجله نضيف ومشهود له بالأمانة حتى من ناس الشرطة أشتغل معهم كثير .. وولدكم أصلا جديد له يومين .. لكن الظاهر عليه منحوس .. هاهاهاها .
- والله يا جنابو منحوس وفقري وراسه زي الحجر .. تخيل اتخرج من سنتين .. وقدر ما نحاول فيه أنا وأخوانه أنه نرسل له فيزا ويتخارج من البلد دي .. قعد يتفلسف يقول التراب ومش عارف شنو . خليه هسع يكون اتأدب .
- ياخ زول مرتربط ببلده دا عيب ؟ لامن تشتمه به بدلا ما تشجعه .
- ما قلنا حاجة يا جنابو لكن لو اشتغل في مجاله في مصنع في شركة في الحكومة .. لكن يشتغل ميكانيكي في المنطقة الصناعية أهو من أول يوم دخل الحراسة .
- ياخ يا حسن أنت ما تكون متطرف كدا كمان الشغل ما عيب والصناعية دي في ناس شغالين فيها عشرات السنين .. بس قلت لك الظاهر متحمس ومندفع عشان وقع في يد العصابة دي .
- غايتو يا جنابو الله يكذب الشينة .أرح نطمئن أمه دي .. ويطمنوها كيف كمان وولدها في الحراسة .. فقر ياخ الولد دا من صغير عنيد .
ووصل فعلا بعد قليل
- الفاتح وينو يا حسن؟ . ما له ما جا معاك ؟.
- الفاتح كويس بكرة بيجي .
- ليه ؟هو بايت وين ؟.
- بايت في الحراسة .
- شنو ؟؟؟ووب علي . ودخلت في نوبة ثكلي وبكاء وكذلك الأخت .
- يا جماعة اهدوا خلوني أفهمكم الموضوع .
وبدأ الجارات يطلون من الجدران : يا فاطمة في شنو المات منو ؟؟.
- يا جماعة ما في زول مات ..فاطمة ما تهدي عشان نفهمك .
يتبع

ما قلت ليك العربية دي من ما دورت أنا قلبي أكلني

وا شماتة ود علم الهدي .. يشيل ويعتل ليك في البوست

آخرتها تدخلهم الحراسة كوووولهم

المهم (يا قول تبارك)

مودتي يا أبو الدر

حوار الأرزاق
16
- قول يا حسن ولدي ما له عمل شنو سجنوه ؟.. الليلة وووب يا فاطمة .. عمرنا من زمن أبوي شغال وأبوهم حي لا بنعرف السجن ولا بنعرف البوليس محله وين ..
- ما هو ولد شقي .عشان تعرفي أنا لامن كنت بقول برستيج ومستويات تعرفوا كنت بقصد شنو ؟
- هو أنت في شنو ونحن في شنو برستيج وكلام فارغ .. هو البلد دي في زول سرقها غير الأغنياء وناسك بتاعين البرستيج ديل ؟ .. لكن دائما تقع في الغلابة والمساكين .
- يا أمي خلينا في ولدك خلينا نعرف مشكلته شنو وتتحل كيف ؟
- مني أنا ولا من خالك البيحشر لينا فسلفته دي في أي مصيبة .
- طيب معليش يا فاطمة أنا مقدر ظرفك والا كان زعلت منك وتاني عمري ما أدخل بيتك .
- طيب أها قول ورينا هو عمل شنو بالظبط ؟.
- يا ستي ولدك أغرى عم الزين اشتروا قطع غيار مسروقة .. وطلعت هي عبارة عن عربات مسروقة من الأقاليم وفي عصابة يفرتكوها ويبعوها كقطع .. وكانوا مطاردين من ناس المباحث .أها ولدك الشاطر بدل ما يشتري قطعة ولا قطعتين زي ما بيعملوا ناس الصناعية .. قام اتشطر وشال القروش من عم الزين واشتراها كلها . والاتنين راحوا في الحديد .
- طيب ولدي عرفو شنو أنها مسروقة ما يمكن يكون غشوه وقالوا ليه مستورده .
- ما أكيد هو دا الشي الحصل لكن يا اختي القانون لا يحمي المغفلين .
- ومال القانون دا عملوه عشان يحمي منو اذا كان ما بيحمي المغفلين ؟.. عشان يحمي المجرمين المفتحين العارفين يزوغوا منه في أي ظرف وسرقتهم مستمرة ؟؟.
- يا ستي اذا ناس الحكومة سمحوا للحرامية يبيعوا بضاعتهم المسروقة بسهولة كدا السرقة عمرها ما حا تتوقف .
- طيب أنا في سوق الله وأكبر جا شخص عرض علي بضاعة واشتريتها بقروشي حلالي .. عرفني شنو انها مسروقة ولا مزورة .. هو المواطن دا وظيفته يحمي السوق من عرض البضائع المسروقة ولا دي مهمة الدولة ..
- ياخ الحاجات المسروقة ما ظاهرة يا فاطمة ما تغالطي ساي .
- ظاهرة كيف مكتوب فيها مسروقة يعني ؟
- ظاهرة يعني سيدها يكون داسيها ويبيعها بسعر أقل من قيمتها بكثير . ويكون ما عنده محل مرخص ولا محل معروف .
- برضو ما حجة في ظروف كثيرة تخلي الناس يبيعوا بضاعتهم بالدس وبسعر أقل من سعرها وماتكون مسرقة .. يمكن محتاجين وعندهم ظروف وخجلانين ..وبرضو يمكن أصحاب المحلات المرخصة يبيعوا بضاعة مسروقة ومهربة .ز الرهصة ما بتمنع السرقات من البيع .
- أها زي شنو أديني مثال لزول يبيع حاجة بربع ثمنها وبالدس وما تكون مسروقة عشان ما يبقى كلام وبس .
- واحد مثلا مرتو عيانة أو ولدو وما عنده قروش مش ممكن يشيل تلاجته بالليل بالدس عشان الناس ما يشوفوه ويمشي يبيعها بنص ثمنها عشان يوفر ثمن العلاج ؟ ممكن ولا ممكن .أها زي دا يمسكوه ناس الشرطة ويقولوا له بضاعتك مسروقة عشان بعتها بأقل من ثمنها ؟.
يبدو أن منطق فاطمة القوي أصاب حسن المتفلسف بالغيظ أذ بدأ يتعصب .
- أها أنت فهمك شنو .. يعني ولدك مذنب ولا ما مذنب .
ولدي عداه العيب وعم الزين عداه العيب ..إذا كانت الشرطة غافلة عن العربات المسروقة لغاية ما تصل مرحلة يفككوها ويشحنوها ويبعوها في مدينة ثانية .. ليه هم يدفعوا ثمن غفلة وتقصير الشرطة ؟ .. كمان يمسكوهم وما بعيد يكونوا ضربوهم .. يا جماعة زول بقروشه اشترى حاجة معروضة في السوق .. طلعت مسروقة ولا ما مسروقة دي ما مسؤليته ..
- غايتو الموضوع لو وصل المحاكم الفاتح ما محتاج محامي أمه تكفيه .. على كل حال ألبسوا عشان تمشوا معاي .
- نمشي معاك وين ؟
- نمشي بيت أبوي يعني عايزين تبيتوا هنا براكم ؟ بعدين أنا كيف أخليك في الحالة دي أكيد ما حا تنومي للصباح .
- يلا يا ابتسام البسي صحي أنا محتاجة لأمي وأبوي الليلة .
يتبع

الدرديري حبيبنا كيفنك


قلنا نعتل البوست لحين اكمال الشغلانة دي


غايتو بطلك الفاتح دا حقو تسمي الفاتح الكج

تحياتي

الدرديري حبيبنا كيفنك


قلنا نعتل البوست لحين اكمال الشغلانة دي


غايتو بطلك الفاتح دا حقو تسمي الفاتح الكج

تحياتي
--------------------------------
سلام يوسف كيفك أخبارك

البوست تقل أوي

فعلا يحتاج عتالة بعد كدا


يقول واحد أنت تعصر في الولد عشان عايزه يطلع من البلد بس بأي شكل

أنا مالي وماله ياخ ههههههههههههه

up

حوار الأرزاق
17
وصلت فاطمة وبنتها مع شقيقها لبيت الأسرة الكبير .. فتحت الباب و شرعت في البكاء .. لتقابل أمها وأختها الأصغر وزوجة أخيها بالاحضان ..
- في شنو يا فاطمة ؟
- الفاتح ولدي سجنوه ؟
- ماله ؟؟ مظاهرات برضو ؟
- مظاهرات شنو هو طالب ؟ سجنوه في محل شغله .
- الليلة ووب علينا عمل شنو؟ ..أصبري يا حاجة بنحكي ليكم الحكاية كلها .
وتجمعت الأسرة الكبيرة حسن وأسرته مع الجد والجدة والخالة الشابة وفاطمة وبنتها . وسردت الحكاية كلها .
الجد : بالله الزين دا ما كان زول حريص وجادي كيف وقع في غلطة زي دي ؟.
- أكيد لف له رأسه الولد الشقي دا .
- هوي يا حسن أنت مالك شاني حملة على ولدي الفاتح دا ؟ أنت بتكرهه مالك؟ .
- كيف أكرهه كمان ؟ أستغفر الله .. الفاتح دا زي ولدي وأكثر كمان ..أنت عارفة مما كان صغير هو كان متعلق بي كيف ؟
- أها طيب شنو من قبيل شابكنا الولد الفقر الولد الفقر .. هو سرق ولا ضرب ؟
شعر حسن بالمضايقة ونظرات الغيظ من الجميع وحاول أن يصلح غطلته .
- لكن هو عنيد نحن عايزين له الخير .. ووفرنا له فرص الوظيفة وقلنا نرسل له تأشيرة عشان يشتغل وظيفة تليق بشهادته وتختصر له الزمن .. هسع السنتين ديل لو قضاهم في الغربة كان اترقى وبقى مدير وحدة انتاج في مصنع أو رئيس قسم في شركة ..
- ما في حاجة فاتت يا ولدي هسع شوفوا له الفرصة دي وخلوه يطلع من الشقاوة دي . ( تدخلت الجدة لأول مرة )
- يا أمي هوي شوفوا كلكم أنا ما بفرض على ولدي حاجة .. لو عاوز يشتغل في البلد دي يشتغل انشاء الله يصلح ركشات .. ولدي عنده إيمان وقناعة أنه رزقه في البلد دي .. ما بجبره على أي شي .. أنا وهو كدا والعايز يقاطعنا يقاطعنا .
- استغفر الله يا يا بتي هسع الجاب سيرة المقاطعة شنو .. نحن أهلك وأهله ودا خاله في مقام أبوه معقولة يقاطعك عشان أنتو ابيتو الخير الهو جابه ليكم ؟
- صحي يا بتي فاطمة أهدي أنت اعصابك متوترة وما تغلطي في أخوك وأمك . يقاطعوك كيف كمان ما تعقلي يا بت . هسع خلوه يطلع من المصيبة الوقع فيها دي وربنا يجيب العواقب سليمة . خلاص الكلام دا سيبوه لغاية الصباح انشاء الله ربنا يفرجها .وانت عملت شنو يا حسن ؟.
- أنا من قبيل لافي مع أصحابي الضباط .. ومال عرفت الحكاية دي كيف ؟
- أها قالوا شنو ممكن يمرق منها كيف ؟
- قالوا لو أفراد العصابة أعترفوا أنهم ما بيعرفوهم قبل كدا وأول مرة يتعاملوا معاهم .. حا تتصادر منهم البضاعة ويطلق صراحهم مباشرة ..أما لو اتسلبط فيهم ناس العصابة تبقى مصيبة تانية .
- دا كلام شنو مصيبة كيف كمان ؟.. والفاتح يا داب له يومين في الشغل كيف يكون عنده بيهم علاقة ؟.
- يا أبوي حا يثبت كيف أنه أول يوم له في الشغل؟ .. وأنت عارف محلات الورش دي لا فيها عقد عمل ولا فيها محضر تاريخ مباشرة عمل ولا الحاجات النظامية المعروفة دي ..أول الواحد ما يقولوا له خلاص اشتغل معانا . طوالي يخش له في أبرول ويدخل له تحت عربية ويبدأ يشتغل .. يقولوا له أنت مرفود من الشغل يلبس هدومه ويمشي لا في مكتب عمل يحميه ولا يقدر يثبت أي حقوق أو ينفي أي مصيبة لبس فيها .. عشان كدا أنا مصر أنه دا ما مكان يليق بمستواه ودي الحتة الماقادرة تفهمها أمه وعملتها عداوة معاي .
- ياخ أفرض ما في أوراق ما في شهود في الورشة عاملين يمكن يثبتوا أنه أول مرة يشتغل معاهم .
- يا أبوي الشهود ديل يمكن يثبتوا أنه أول مرة يشتغل معاهم لكن ما يقدروا ينفوا أنه أشتغل قبل كدا في ورش تانية غيرهم ..ما هي منطقة صناعية مليانة ورش غيرهم . وخصوصا أنه له سنتين خريج وكان لافي بدون وظيفة رسمية .
فاطمة كانت تنظر لشقيقها بغيظ وغل حست كأنه يحاول يثبت التهمة على ولدها أكثر من المدعي العام نفسه . لولا خوفها واحترامها لوالديها لنطت وخنقته أي شقيقها من رقبته .
- طيب يا ولدي أها الحل شنو ؟هو لازم يطلع من المصيبة دي . ما عندك أصحابك محامين حاول أتصل عليهم وشاورهم خليهم يكونوا جاهزين من هسع .
- لا لا لا انشاء الله الموضوع ما يحتاج .
- كيف ما يحتاج بعد المصائب الرصيتها دي كلها الخلاك شنو مطمئن كدا ؟
- شهادة ناس الشرطة عن عم الزين وأحترامهم له ممكن تشفع له حتى لو سلبط فيه ناس العصابة .
- نحن مالنا ومال عم الزين أنا في ولدي دا يمرق كيف ؟
- يا فاطمة عم الزين هو حاليا المتهم الأول لأنه هو دافع القروش وهو المستفيد الأوحد من البضاعة .. والفاتح ممكن يكون دوره دور وسيط زيه وزي أي سمسار .. شفتي المستوى النزل له ولدك ؟
- ياخ أنت خليك من مهاجمة الولد وطمنها كيف يطلع من المطب دا ؟
- يا أبوي حسب كلام الضابط لو طلع عم الزين من الورطة آليا كدا بيطلع منها الفاتح لأنه يعتبر تابع وليس أساسيا في التهمة . لآنه يعتبر موظف ما عنده مصلحة مباشرة ..زول شغال براتب لو ربحت الورشة أو خسرت راتبه ماشي ..
- خلاص دا الكلام المفيد أنا بكرة اتحرك معاك ومستعد أشهد بنزاهة الزين وأقر أنه اشتغل معاي أكثر من عشرة سنوات . يلا يا فاطمة أطمئني وأمشي نومي الصباح رباح .
يتبع

درديري
سلام
ياخي صلح الرقم بتاع ١٧ دي
عشان الواحد يتابع بنظام

Quote: درديري سلام ياخي صلح الرقم بتاع ١٧ دي عشان الواحد يتابع بنظام

مشكور يا بكري على المتابعة أهو ظبطناها

*

درديري شنو حتلت لينا بره الحراسة دي




منتظرين

درديري شنو حتلت لينا بره الحراسة دي




منتظرين

-----------------------------------------

معليش يا ناصر والله سرحت قراية في البورد

اليومين ديل دسم ما شاء الله

حوار الأرزاق
18
لبس الحاج جلابيته وعمامته وكذلك الخال حسن وهم جالسون في الصالون يتناولون في شاي الصباح تدخل عليهم فاطمة وهي أيضا تلبس توبها و وجهها متورم من أثرالبكاء وعيونها تحيط بها الهالات من السهر .
- دا شنو ماشة وين يا بتي ؟.
- ماشة معاكم يا أبوي .
- تمشي معانا كيف يا بتي دا شغل رجال ؟.
- معقولة ولدي بايت في الحراسة وأنا أقعد أنتظر هنا ؟.
- يا بتي السجن ما ما يعيب له راجل..
- صحي كلام أبوي السجن للرجال .
- دا كلام فارغ سجن شنو للرجال؟ .. السجن للحرامية واللصوص والانتهازيين البستغلوا الضعفاء ويسلبوا حقوقهم وديل عمرهم ما يكونوا رجال .. أنتو بس أمسكو لي في كلام المسلسلات والأفلام .. لكن نحن في زمن أعوج بقى فيه السجن للأبرياء والمساكين .
- يا بت أنتي أخوك دا بقيتي ما طايقة منه كلمة مالك؟ ..
- معليش أنا ما قاصداه هو يا أبوي ..أنا عارفة دا ما كلامه هو دا كلام عام بيقوله كثير من الناس .. لكن في مفاهيم في رأس الناس والمجتمع نحن لازم نغيرها .. زي السجن للرجال والقانون ما بيحمي المغفلين .. دا كله كلام فارغ عشان يبرروا به الظلم والقسوة في حق المساكين والأبرياء.
- الظاهر عليك أنت حنيتي لأيام الجامعة وجنك الزمان داك رجع ليك .. هاهاهاهاها .
ابتسمت فاطمة غصبا عنها وهي تعلم أن والدها قصد أن يمتص غضبها وهيجانها .
يا بتي خلينا نحن قادرين نعالج الموقف ونجيب لك ولدك لغاية عندك .. أنت ما واثقة فينا ولا شنو ؟
- لا لا العفو يا ابوي واثقة وعارفة قلبكم عليه أكثر مني .. لكن ما قادرة اتحمل الانتظار .
- طيب خلاص أدينا فرصة نتحرك .
- خلاص ماشي لكن اتصلوا علي وروني الحاصل شنو .
- حاضر يا بنتي .
وتحرك حسن بسيارته الفارهة ناحية مركز الشرطة .. وهناك في مكتب صديقه الضابط وجد عم الزين والفاتح يجلسون قربه .. والفاتح وجهه مورم وعيونه يحيط بها السواد من أثر الضرب واللكمات .
دخل فيه الجد بالحضن والسلام وربت على ظهره .. وكذلك سلم على عم الزين بعد فراق طويل وحمد الله على سلامتهما ..
- خير يا جنابو الحصل شنو ؟.
- الحمد لله أفراد العصابة طلع فيهم زرة خير برضه وأقروا بأنهم ليس لهم معرفة سابقة بهما وهذه أول مرة يتعاملوا معهم ..والغيت التهمة بالنسبة لهم و سيتم مصادرة البضاعة ..
- وقروش الزين ما حا ترجع له ؟.
- لا لا لا شكرا شكرا يا حاج عثمان أنا ما عايز أي قروش بس خلونا نتخارج من هنا .. تلاقي بناتي قلبوا البيت بيت بكا ..أنا لو كان عندي ولد ما كان خلاني بت هنا .
- لا يا عم الزين نحن أهلك وكلنا أولادك .
- فيك الخير لكن ما شاء الله ولدكم الفاتح فارس وود رجال جد الله يحفظه .
- ليه عمل شنو ؟..
- دا كلام بعدين تعرفوه لكن نمشي من المكان دا .. كتر خيرك يا جنابو ما قصرت معانا والله .
- لا يا عمنا الحق معاك .ونحن مع كل برئ لازم نسعى ورى براءته .
يتبع

(*)

ابداع

شاكر جدا يا علم الهدى على الاهتمام ورفع البوست في كل مرة

وعاجزين عن الشكر الأخ وضاح

أها .. (UP)

حوار الأرزاق
19
تحرك الوفد بالسيارة من مقر الشرطة بعد أن تم إطلاق صراح عم الزين والفاتح ..
- أها نمشي على وين يا عم الزين ؟.
- أولا نغشى الورشة نوصيهم أنه ما يتصرفوا في قطع الغيار .. ويفكوا الاستخدمناها أمس .. وبعدين نمشي على البيت طبعا تعبانين شديد أمس ما قدرنا ننوم للصباح .. نوم الأرض صعب جدا هد حيلنا .. غير أنه المساجين ما بينوموا يتونسوا للصباح ..
- والله معليش يا عم الزين ما تستاهل واله .
- كثر خيرك يا حسن ولدي والفاتح كمان ما يستاهل . الولد شاطر ومتحمس وشجاع .. لكن يا الفاتح ما تتأثر بالموقف .. الحياة كلها عقبات .. وكلها حا تقويك في النهاية وتصنع منك رجل بطل وأنت أصلا بطل ما شاء الله عليك .
- صحي يا الزين أنت ما قلت لينا الفاتح عمل شنو خلاك تشكروا كدا ؟.
- كنت أنا بتكلم مع الضابط واحد عسكري قليل الأدب ضربني في ضهري لامن قربت أقع ,,أها الفاتح ما رضى هاجم العسكريوضربه واتلم فيه العساكر ضربوه ضرب شديد .. لكن ما فشاهم ولا آآآي ما قالها ..
- والضابط ما تدخل و منعهم ؟
- تفتكر يا أبوي هم يقدروا يتصرفوا كدا كان ما لقوا إشارة منه؟ . لكن دا شئ مألوف في مخافر الشرطة .. لو اتحديتهم يعتبروك هاجتمهم في مقر عملهم ..
- لكن الحمد لله برضو عدت على خير كان ممكن تكون أسوأ .. وانشاء الله تاني نا تلاقينا عقبات زي دي .. ولا ما كدا يا ولدي الفاتح ؟..
- لا لا لا الفاتح دا أظن بعد كدا عقله رجع في رأسه ما أظن تاني ما حا يتمسك بحكاية رزقه في البلد دي والمثالية الفارغة الماسك فيها .
- القال ليك منو يا خال؟ .. ما فيش حلاوة من غير نار ..أنا لقيت نفسي في الشغل دا وحسيت بأني أقدم في خدمتي لناس محتاجين لها واكتسب خبرة من عم الزين والزملاء .
- يعني مصر تكون مكيانيكي في البلد دي ؟.. وطيب قاري جامعة مالك مضيع زمنك ؟.
- كلامه صاح يا حسن .. شنو اليتعارض مع قراية الجامعة والشغل .. ممكن الإنسان العنده طموح ينجح حتى لو بدأ بكشك اسبيرات صغير .
- كلامك صاح يا عثمان ما تتذكر أنه أنا بديت بأني اشتغلت مساعد معاك لغاية ما أصبح عندي أكبر ورشة في الصناعية .
- طيب يا عم الزين بعد عشرين سنة من بدايتك دي في النهاية أنت ميكانيكي عادي يجي عسكري صغير يرفعك ويذلك ويضربك ولا في حد يقدرك ولا خبرتك تحميك
.
- ودي علاقتها شنو بميكانيكي ولا دكتور ؟ ما أي شخص معرض للكلام البتقول فيه دا . متين الشهادة عملت لها حصانة لزول في البلد دي .. ولا أظن في أي مكان تاني في العالم . ممكن أي شخص يتهمك و ممكن تتعرض للتعذيب عشان ينتزعوا منك الاعترافات .. وبعدين القاضي يقول ما بيعترف بالاعترافات تحت التعذيب ورغما عن كدا لا يلوم أحد على التعذيب وما بتلاقي حقك مقابل التعذيب دا ..أصلا لا يوجد حد يتوقف فيه يعتبروه موضوع جانبي ما عنده علاقة بالقضية.
- كلامك حكم يا عم عثمان زي ما عودتنا من زمان . والواحد ما يقدر يقول غير يتمنى أنه ربنا يبعد عنه الشر والمصائب . لكن هي في كل مكان موجودة ..
يرن تلفون حسن .
- ألو؟ ... أهلا يا فاطمة ..
- أيوه طلعوا خلاص .. نحن هسع ماشين على الورشة عم الزين عنده وصايا لعماله . وحانجي البيت .. حمدا لله على السلامة .. لا هو كويس والله الحمد لله ... هاك سلمي عليه واتأكدي بنفسك ... الفاتح هاك كلم أمك .
- أيوا يا أمي .. لا الحمد لله أنا كويس .. حانجي وتشوفيني براك . والله كويس .. لا لا لا ما في حاجة زي كدا .. حا تشوفي براك يا أمي ... الله يسلمك .. يلا مع السلامة . سلمي على الباقين .
وفي باب الورشة اتلم العاملين والجيران يحمدون الله على السلامة .. وبعدها تحركوا ناحية بيت عم الزين لإيصاله .. وعم الزين طلب من الفاتح يقود سيارته عادي أما هو لا يستطيع لذلك طلب من حسن توصيله .
حسن معترضا - الفاتح يقود عربية تاني لشنو؟ .. ماأظن يحتاجها تاني . ما أظن حا يرجع هنا تاني .
- لا خليه يسوقها اليوم الخميس والجمعة يمكن يحتاج يتفسح مع أهله .
- و منو القال لك يا خال ما حا أرجع تاني ؟
تأفف الخال وهز رأسه بغيظ .. يبدو أن عنده كلام كثير لكنه استحى من عم الزين .. وتحركت السيارات كل منها في اتجاه .
يتبع

متعة والله

وطمعانين تدي عبدالمعطي طلة

(*)

أها تاااااااني (UP)

حوار الأرزاق
20
في بيت عم الزين استقبله أهله .. تحديدا بناته وزوجته مع بعض الجيران نساءا ورجالا بالبكاء والعويل .. وأصبحت لمة أمام بيته وتطايرت الجمل من نوع ..
( والله ما تتساهل يا عم الزين .. والله ما يستاهل ..أولاد الحرام ما خلو لأولاد الحلال حاجة .. يا جماعة خلوه يرتاح .أدخل جوة يا حاج ...يا بنات ما تبكن .. أحمدو ألله أبوكن جاكم سالم .. كان ممكن تكون أكبر من كدا .. أعوذ بالله من المجرمين .. الليلة يا أبوي من صلاتك لبيتك لاغشيت لا أكلت حق زول .. يا بت تنوحي وأبوك حي بدل تحمدي ربك ؟ .. الحمد لله يا حاج الطاهر .. لكن ما حااااارة نسوي شنو عاد يا عم عبد الله.. أبوي عمره ما دخل السجن ولا بيعرف درب الحراسات بوين ).. وكذلك دور الأنتهازيين كل حسب توجهاتهم . .. دي دايره ليها كرامة يا عم الزين .. على باليمين بكرة الخرفان علي .. عفيت منك يا يا حاج الطاهر دائما سداد وشيال تقيلة .( شلة اللحوم والولائم )...
أما الصــــعاليك والمغرمين بالبنات
شفت سحر الدموع في وشها كيف؟ .. حي أنا .... أستغفر الله يا صعلـــــوك أنت في شنو والناس في شنو ..
ولا لامن تقول ليك وااي أنا يا أبوي .. ياخ فضحتنا .. والله ما تقفل بوزك دا أزح من جمبك ..
أنا مكسراني ريم ياخ القمر بوبا ذاتها الرقبة قزازة عصير والعيون براقن يشيل. بس كمان ما معبرانا خالص .. أها كمان ظهر الصعــــلوك التاني . بعدين عيون شنو البراقن يشيل كديسة هي ؟ السنون براقن يشيل مش العيون يا طيرة..
أنت يا مولانا عامل فيها نزيه تلاقيك ترجف من جوة .
هاهاهاهاها ..
أسكت يا زول فضحتنا بضحكتك الكبيرة دي .أها أنا زحيت من جمبكم .
وكذلك همسات الغيبة بين النساء .
- أنتي عم الزين مسكوه ماله ؟
- بعرفو.. يمكن مخدرات ..
- باقي لك كان مخدرات كان فكوه تاني يوم ؟
- هي يا نسوان مالكم على راجل الناس .. قالوا مسكوه في اسبيرات مسروقة ؟
- أجي عم الزين كمان بقى يسرق ؟.
- كيفن يسرق يا غشيمة ..أها قالوا عم الزين أشترى له اسبيرات من واحد قالوا طلع سارقن من عربات الحكومة .
- والله دا حرامي عينو قوية .. يسرق الحكومة ذاتها ؟
- خليه يفشنا فيها طول عمرها تسرق فينا .
- هاهاهاها يجازي محنك يا محاسن .
- هي أنت بضحكتك الكبيرة دي فضحتينا شوفي سعاد حمرت ليك كيفن .
أخيرا بعد شراب العصير تحرك حسن وعم صالح نحو بيتهم وبعد رجاءات عم الزين طالبا منهم انتظار الغداء واعتذارهم بأنهم تركوا الجميع متوترين وفي انتظارهم خاصة فاطمة أم الفاتح .
ومن جانب آخر المهندس الفاتح متوجها ناحية بيت جده كما علم أن الأسرة تنتظره هناك .
وأيضا في الطريق يصادفه بعض الزملاء والأصدقاء شلته متجمعين تحت احدى الأشجار .
- أووو توحة يا هو داك ..
الفاتح يا الفاتح .
سمعهم وتوجه ناحيتهم ..
كذلك سلامات بالأحضان
حمد لله على السلامة يا بطل .
يا زول شنو الحكاية ؟ .
البتقع من السما تتحملها الواطاه .
والله يا توحة أنت عندك عارض .
معقولة زول سنتين ما لاقي شغل لامن يشتغل تاني يوم يخش السجن .
- خلينا نشوف لك فكي كارب يفك عارضك دا ..
- يا أخوي ولا يهمك السجن للجدعان .
الحكاية شنو يا توحة ما تورينا الحاصل ,
- الحكاية بإختصار جماعة سارقين لهم قطع غيار من عربات الحكومة من الأقاليم اشتريناها منهم وكانوا متابعنهم ناس المباحث قبضوهم جابوا اسمنا .
- لا حول ولا قوة الا بالله ومرقتوا منها كيف دي ؟
- أعترفوا أنه أول مرة يتعاملوا معانا ..
- والله ديل حرامية أولاد حلال .
- هاهاهاهاها أول مرة أشوف لي حرامية أولاد حلال .
- يا جماعة أدوني خاطركم ناس البيت منتظرني وأنا لسع ما قابلتهم .
- أتفضل يا باشمهندس .. بس الليلة الخميس نشوفك بعدين .
- وهو كذلك أصل البيت ونتقابل بعد المغرب عند ست الشاي ..
- خليها مع عم عبده بتاع الفول تتعشا معانا .
- أحاول كان خلوني
يتبع

(*)

حوار الأرزاق
21
أخيرا وصل الفاتح منزل جده و وجد خاله وجده سبقوه ..
أول ما سمع صوت سيارته تقف ..
فتح الباب وطلت منه الوجوه الشفوقه والشغوفة ..
أولهم طبعا أمه التي بادرت بالحضن والبكاء وتقبيل كل بقعة في وجهه ..
أول ما لاحظت للكدمات بدأت تلعن وتدعي وتبكي كما هو معهود من الأمهات .
ثم توالى السلام والأحضان أخته خالته جدته .زوجة خاله .. وأخيرا .
هالة .
والدموع في عينيها ..
كادت أن ترمي نفسها في حضنه ولكن الحياء جمحها .. .
والدها وأمها وجدها وعماتها ونساء الجيران وبعض من الرجال
لكن لم تستطع أن تمنع الدمعات من التساقط ..
الحاصل شنو يا ولدنا الفاتح ..؟
أحد الجيران يسأل .
ويدور الفاتح أسطوانة الحكي من جديد .
والجد يصدقه .أحيانا مكتفيا بإماءه فقط .. بناءا على ما سمعه من قبل وليس لأنه شاهد .
الله يأزاهم ياخ ..
ونفس العبارات المعهودة .
أولاد الحرام ما خلو لأولاد الحلال حاجة .
والله دي عين دي بس يا الفاتح .
الفاتح قالوا من أول يوم أشتغل سلموه عربية
- يا حاجة خديجة أنتو الولد دا ما قعد تبخروه .؟.
- تبخره أمه دي نحن قعد نلقاه وين نبخره .
يلا يا جماعة اتفضلو جوة . أتفضل يا حاج عثمان أتغدى معانا عليك الله .. يلا ياحاج حسين .
بالهنا يا حاج صالح .
- طيب بكرة نحن عاملين لنا كرامة لعودة حسن وسلامة الفاتح لازم تجو تتغدوا معانا وتكلموا أولادكم كمان ..
أنشاء الله ربنا يقبل يا حاج .. لو محتاجين مساعدة نرسل لكم الأولاد .
أكيد نحن حانجيب الخرفان ونضبح من بالليل .
الفاتح تفاجأ بحكاية الدعوة هذه إذ أنه لم يكون معاهم في السيارة ليسمع الاتفاق .
وهذا يعني أن خاله سيدعوا كل أصحابه ويبدأون يزنون عليه بحكاية الغربة وعليه السفر فورا . وأكيد خاله شحنهم بعناده وكلامه الذي يتمسك به عادة .
إذا لا بد من التفكير المضاد .أول خطوة أنه لا بد أن يعزم كل أصحابه على الأقل يضمن وصول أكبر عدد منهم .. وثانيا . عندما يكثر المعازيم .. أكيد سيقسم الضيوف بين ديوان جده وديوان الجيران .. تحديدا عم عثمان الأقرب وصاحب البيت الكبير والفخم .إذا عليه العمل من الآن .. حتى يقفل على الخال العنيد ( اللايوق كما تقول أمه ) هذا الباب .
يلا يا جماعة أدخلوا جوة .
أمه عادت و وضعت يدها على كتفه ..
أها يا ولدي احكي لي عملوا معاك شنو؟ ..
وكل مرة يرتفع صوتها هي بجملة عابرة أو تحديدا دعوة من نوع .
- أنشاء الله يده تنشل .
- تطقه العقرب انشاء الله
- الله يأزاهم كان أزوك يا ود حشاي .
وهالة لازالت تترقب وتنتظر فرصتها .. هي حتى الآن لم تقابله وتسلم عليه سلام العودة .. ها هي الآن تتراكم عليها المناسبات .. متى تتركيه؟ صراحه يا عمتي أنا غلبني الصبر .. وهكذا يقول لسان حالها .. وبدأت نظرات الغيظ تشع من من عينيها .
أنتبهت إبتسام لحالها وضحكت قبل أن تتدارك الأمر وتهمس في إذن أمها
( يا أمي هالة لهسع ما سلمت على الفاتح عليك الله فكيه شوية )
تضحك الأم وترفع رأسها نحو حالة التي تشعر بهمسة إبتسام وتحس بالخجل موجهه وجهها للناحية الثانية .
- يلا يا حبيبي نشوفك بعدين وتحكي لي أي شئ الأربعة وعشرين ساعة دي عايزة أعرف فيها كل التفاصيل الحصلت معاك .
وتغادره أمه .
أما هالة تهادت نحو ظل شجرة ليمون وريفة في وسط حوش جدها بها كرسيين من البلاستيك ..كأنها تقول له ألحقني هناك .
وفعلا يفهم الإشارة ويدركها .
- شنو أنت يعني ما مشتاق لينا ؟
- كلام شنو دا يا أحلى هالة في الدنيا أنت ما شايفة الظروف بقت عاملة كيف ؟
- صحي سلامتك ياخ وكفارة تعرف أنا للصباح ما نمت الليل كله أبكي وأفكر أنت تكون عامل كيف ..أنشاء الله ما اتعذبت كتير ؟ .
- أحكي لك الحكاية من الأول ؟
- لا خلينا في الجاي . الحكاية أنا سمعتها وأنت أكيد تكون مليت من كترة ما حكيتها خلينا نفكر في الجايي .
- الجايي شنو ؟
- أوعى تكون عزيمتك فترت وكرهت البلد دي من أول مطب ؟
- معقولة بل قولي زاد إصراري .
- قلت أبوي يكون أقنعك بعد الحادث دا .
- هو أكيد أداه حافز لكن أنا بالي طويل .. معقولة أنت بنت العز والرفاهية ترفضي كل شئ وتجي تعيشي هنا ..أنا الأغبش أسيبها وأشوف الغربة والحياة السهلة .
- أنا جاية عشانك أنت لو قلت تخرج أنا كمان حا أخرج وأكمل قرايتي برة .
- الله يخليك لي خليك في رأيك الأول . ونحن معاها للنهاية.
يتبع

(*)

حوار الأرزاق
22
لازال الفاتح وهالة جالسان تحت ظل شجرة الليمون يتهامسان ..ناسين كل من حولهما .. وكل مرة تصدر ضحكة من أحدهما تلفت الأنظار وتشرق البسمات هنا وهناك .
وهما غير مكترثين بمن حولهما ..
والعبارات تصدر من المارة حسب موقفهم ومكانتهم .
أمه : حلاتكم مع بعض الله يخليكم يا رب .
أمها : أحلى عصفورين في الدنيا ..
أخته بصوت عالي الى حد ما: هوي أنتو كمان سويتوها ظاهرة وفضحتونا مع الجيران .
أبوها هامسا لزوجته : ديل شنو قاعدين ملصقين كدا مع بعض بلاش فضايح أمشي لمي بتك دي .. الجيران داخلين ومارقين .
أمه (أي الجدة ) سمعته :: هوي يا ولد مالك ومالهم .. هالة دي من أتولدت البيت كله مسميها عروس الفاتح حتى الجيران عارفين الكلام دا ..
الخال حسن : لكن يا أمي في شرع وفي عادات وفي عرف بعد ما يعقد عليها بعدين خليهم يقعدوا زي ما دايرين .
الجدة : هوي يا حسن هسع الشرع الهبشو منو؟ هم قاعدين في خلوة ؟ ماقدام الناس .. إلا كان أنت بقى عندك رأي في الفاتح ذاتو .
يبدو أن الجدة لمست وترا حساسا عند الخال ارتبك وتلفت خائفا وانسحب قبل أن يصل صوت أمه لأخته فاطمة أم الفاتح قال مستدركا : رأي شنو كمان يا أمي معقولة بس ؟ .
فاطمة مقتحمة الحوار : دا منو كمان العندو رأي في الفاتح دا ؟
أما حسن قد انصرف مسرعا قبل ما يفتح الموضوع مع أخته التي هي أصلا معبأة ضده غيظا وغلا .
اما الجدة فقد عالجت الموقف سريعا
- لا يبتي كنا بنتناقش في كرامة بكرة ( الوليمة) .. قلنا احسن نضبح من بالليل .. لكن الفاتح تعبان وما في شاب غيره يقوم بالمهمة دي .
- صحي كلامك يا أمي لازم الضبيحة تكون بالليل ما مشكلة الفاتح عنده أصحابه يخدموه زي عيونهم .. يا الفاتح ... الفاتح .
- أيوا يا أمي ..
- تعال دقيقة وبعدين أرجع لهلولتك دي تاني .
هالة قامت مرتبكة شعرت بالخجل وجرت داخلة ناحية الغرف .
الفاتح : أها يا امي خير ؟
- نحن لازم نضبح الخرفان من بالليل عشان الأكل يطلع بدري .. العصر تطلع مع خالك تجيبوا الخرفان ومع أصحابك تقيفوا مع الجزار لغاية ما تسلمونا اللحمة .
- خير يا أمي إنشاء الله العصر أتحرك و فعلا أنا اتصلت على ناس عصام راح يجو بالبوكس يعني خالي حسن ما في داعي يتعب ( محاولا تفادي الاستفراد بخاله لأنه النقاش في الموضوع إياه حتما لن ينتهي على خير هذه المرة .)
- صحي فكرة كويسة .. لكن أنت ما تعبان يا حبيبي ؟ .تلاقيك للصباح ما نمت في الحراسة
- ما مشكلة نخلص بدري قبل المغرب بعد داك الليل طويل .
هالة في الغرفة تلحق بها أمها .
- أها يا بتي انشاء الله قدرتي تقنعيه .
- اقنع منو ؟
- ما الفاتح يعني حا تقنعي منو كمان ؟
- أقنعوا بشنو ؟
- تقنعيه بالإغتراب حا تقنعيه بشنو يعني ؟
- يا أمي هو أنا مقتنعة بالغربة كمان أقنعه هو ؟
- ومال النقة من قبيل دي كنتو قعد تقولو في شنو ؟
هالة مرتبكة هي حتى لو ارادت أن تعمل جرد لما دار بينهما من حوار لن تذكر منه شئ .. هما قلبين ضماهم غرام على قول المغني .. كان المهم في الموضوع هو الجلوس قرب بعضهما أطول زمن متاح ومباح وهذا ما جرى ..لكن ماذا قال وماذا قالت لا يهم ولا أي منهما يدري .
- كيف يعني كنا قعد نقول في شنو ( الغيظ أكسبها جرأة لترد على أمها بهذه الطريقة )؟
- لا قصدي يا بتي أنت عاجبك يعني يقعد في البلد دي ويشتغل ميكانيكي .
- يا أمي ما يشتغل أي حاجة مش رزق حلال .
- شوف البت عايزة تفقع مرارتي ...هسع الدخل الحلال والحرام شنو ؟ أنا بقول ليك يشتغل ميكانيكي يعني طول النهار محشور تحت العربات يجيك آخر اليوم مليان زيت وتعبان منتهي و ريحته ترمي الصقر من السما .. تقولي لي حلال وحرام ؟.
- يا أمي ما في أحلى من ريحة عرق الرزق الحلال .
بعد بعد أن فاق غيظها الحد : إن شاء الله العرق العاجبك دا تعبي في قزايز وتبيعيه للناس ..مرض يمرضك .أنا بعترف غلبتيني لكن أقدري على أبوك كمان .
- أنا اقدر على الدنيا كلها طالما كنت على حق .
- يتبع

Quote: أنا مكسراني ريم ياخ القمر بوبا ذاتها الرقبة قزازة عصير والعيون براقن يشيل. بس كمان ما معبرانا خالص

بتلمّح لي شنو يا أبو الدر إنت .. عاوز توصلنا وين ياخ

غايتو جنس غايتو .. المتابعين القصة في شنو والراوي في شنو

Up

Quote: Quote: أنا مكسراني ريم ياخ القمر بوبا ذاتها الرقبة قزازة عصير والعيون براقن يشيل. بس كمان ما معبرانا خالص بتلمّح لي شنو يا أبو الدر إنت .. عاوز توصلنا وين ياخ غايتو جنس غايتو .. المتابعين القصة في شنو والراوي في شنو Up

دي اسمها العربنة ( يعرفوها السماسرة ) ههههههههههه

تختها تحت اللسان وتنتظر

يعني كلامي طلع صاح

Quote: تختها تحت اللسان وتنتظر

يخسي على العشرة ياخ

المهم ختيناها .. وهدا منتظرين

حوار الأرزاق
23
وفي بيت عم الزين
أنفض من حوله المعزين من الجيران والأقارب وعمال الورشة والأصدقاء
انتهزت أسرته الفرصة والتفت من حوله ليفهموا القصة .
زوجته سعاد وبنتيه سحر وريم . اللاتي لازلن طالبات بالجامعة
أما البنتين الكبيرتين تزوجتا وتعيشان في مدن أخرى .
سعاد : عليك الله يا الزين هاك كلم الهام من قبيل تبكي وتنوح عليك ما مصدقة انك طلعت في البيت .. و ما لقينا فرصة مع الضيوف .. يتناول الزين التلفون من زوجته ويخاطب بنته .أهلا أهلا يا الهام الحمد لله كيفك يا بتي .أنا بخير .لا لا لا ما تجو تجو شنو حكاية بسيطة سوء فهم بس واتحل .. ما تجي تجهجي أولادك وأبوهم من مدارسهم .أها سلمي على خالد وعلى أولادكم ..
يرد التلفون لزوجته.
- وسناء كمان ما عايز تكلمها .
- هاتي ... وهكذا يبدا في تطمين بنته الثانية .
- يلا اها أحكي لينا أها الحاصل شنو .
- أصلوا من أول أمس اشتغل معانا المهندس الفاتح .
- صحي يا أبوي أنت الفاتح دا منو ليك يومين ماسك لينا في سيرته .
- يعني البحكي ليك فيه من يومين عن الولد العبقري خريج الهندسة الاشتغل معاي وحل مشكلة العربية المركونة ليها ستة شهور في ساعتين الكلام دا كله بخرتيه ؟.
- ما أنت ما وريتنا تفاصيل بس دخلت في الموضوع على طول تحكي لينا عن الفاتح عمل والفاتح سوى .
- صحي يا أبوي أنت الفاتح دا منه ؟.
- والله يا سعاد أنا لو الله أداني ولد بس ما عايزه يكون احسن من الفاتح دا ولا بشعره بس هو كفاية .
- ياااه للدرجة دي ؟ طيب ما تورينا حكايته شنو وعلاقته شنو بحكاية سجنك ..
- تتذكري عم صالح الراجل الكنت شغال معاه لامن كنا عرسان .
- كيف عم صالح دا بيتنسي لامن كنا عرسان ومرته حاجة خديجة مرة فاضلة عملت لينا عزومة و كان عنده بت واحدة اسمها فاطمة .
- بس بس بس خلاص وصلتي تب .أها الفاتح دا ولد فاطمة دي .
- اها الناس ديل اللماك فيهم شنو ؟
- ما هي دي الصدفة العجيبة العاوز أحكيها لكم ..
وبدأ عم الزين يسرد لهم حكاية الفاتح بدءا من حكاية ميزان الموية لغاية مرحلة دخول الحراسة ودفاعه عن عم الزين في صراعه مع العساكر وتعرضه للضرب الشديد حتى براءتهم .
- والله صحي ما شاء الله دا ولد رضا جد ..أنشاء الله الحكاية ما تؤثر فيه و يسيب الشغل .
- والله دا ولد فارس ما أظن يسيب الشغل بالسبب دا لكن عنده خاله الحال ما عاجبه الظاهر عليه .
- خاله دا هو الجو وصلكم أمس مع أبوهم عم صالح .
- هو ذاته .
- أها ماله .
- هو ما راضي ولد اخته يشتغل ميكانيكي بعد ما درس الهندسة .
- صحي ولد أهله تعبوا فيه طلعوه مهندس يشتغل ميكانيكي ؟
- والميكانيكية مالها يا بتي ما قرتكم وربتكم أحسن تربية ..أبوك دا ذاته ما كان مهندس واشتغل ميكانيكي .
البنت سحر اصغر أخواتها محاولة تصلح ذلتها : لكن أبوي صاحب ورشة ؟
- الورشة دي يا بتي ما بنيتها من الصفر بعد ما اشتغلت ميكانيكي مع الناس واتمرمطت في الدنيا دي .
- انشاء الله الفاتح العاجبك دا يبقى ليك ولد بعد الحال ؟
- تقصدي شنو يعني ؟ .
- أقصد شنو كيف .؟.تعقبها بضحكة ناظرة ناحية بنياتها ,
اللاتي بدأن في التبسم والخجل والتظاهر بعدم الفهم .. وكل واحدة سرحت ترسم في مخيلتها صورة لهذا الفاتح الخارق .
يتبع

استاذنا درديري

يعني انت لازم كل ابطال قصصك

ما يعرسو حبيباتم ول كيف

كفاية السا طيرتها كما ن داير تتطير هالة ......

متابعة واستمتاع وبرضو يا ريت

تدي عبدالمعطي لفتة

سلام يا درديري
حكي جميل

ذكرتنا أيام التخرج ورفضنا القاطع لأي خروج من البلد للعمل
وبنك المزارع يا دوب في بدايتو والإنقاذ في بدايتها

أو سؤال كان ماذا تعني كلمة حماس ومن لحظنها عرفنا إنو القصة مؤدلجة وكان أن يممنا وجهنا شطر الزراعة الآلية في الدمازين (أقدي) وهناك انقلبنا ميكانيكيين عديل لنتعلم شغل الميكنة الزراعية وعشان الميكانيكيين ما يدقسوك

يمين الحصادة تجي من المزرعة ندخل فيها بالأفرول تطلع وشك يلعن قفاك لكن صراحة الميكانيكا عالم جميل وناسو جميلين نكاتهم عميقة

Quote: سلام يا درديري حكي جميل ذكرتنا أيام التخرج ورفضنا القاطع لأي خروج من البلد للعمل وبنك المزارع يا دوب في بدايتو والإنقاذ في بدايتها أو سؤال كان ماذا تعني كلمة حماس ومن لحظنها عرفنا إنو القصة مؤدلجة وكان أن يممنا وجهنا شطر الزراعة الآلية في الدمازين (أقدي) وهناك انقلبنا ميكانيكيين عديل لنتعلم شغل الميكنة الزراعية وعشان الميكانيكيين ما يدقسوك يمين الحصادة تجي من المزرعة ندخل فيها بالأفرول تطلع وشك يلعن قفاك لكن صراحة الميكانيكا عالم جميل وناسو جميلين نكاتهم عميقة

صدقت يا ابو عمر

تعرف نحن أحلى أيام قضيناها في الصناعية

ركن الشهادات على جمب أنا وصاحبي حاليا هو دكتور في الجامعة

وتعلمنا صنع يديوية وفنية بحتة لامن بقينا فيها مراجع

هي دي الرسالة المفروض يتبناها الشباب
بدل التسكع في الركشات وحول ستات الشاي

أي صنعة أو مهنة تتقنها وتتعلمها هي حتكون مكسب ليك في حياتك ..

ومستغرب مين قال المهن الحرفية بتنسخ المخ من الشهادات والعلم .. فاكرين الحكاية داون لوود حق الكمبيوتر برنامج يحل محل التاني ؟

Quote: استاذنا درديري يعني انت لازم كل ابطال قصصك ما يعرسو حبيباتم ول كيف كفاية السا طيرتها كما ن داير تتطير هالة ...... متابعة واستمتاع وبرضو يا ريت تدي عبدالمعطي لفتة

ههههههههههههههههههههه

يا جماعة سوو صبر

البديل الاستراتيجي بس

خطة خمسية نضرب بيها الخال الغياظ

سويتها ظاااااهرة يابو الدر

Quote: وكل واحدة سرحت ترسم في مخيلتها صورة لهذا الفاتح الخارق

غايتو متابع لكن بوستيك دا هدو طرفي منه

مودتي

(*)

سويتها ظاااااهرة يابو الدر
Quote: وكل واحدة سرحت ترسم في مخيلتها صورة لهذا الفاتح الخارق

غايتو متابع لكن بوستيك دا هدو طرفي منه

مودتي

----------------------------------------------------------------------------------------------------------

ولا يهمك يا ابو العقل

في النهاية بيصح الصحيح

بس لامن نتفق عليه

فوق

حوار الأرزاق
24
- أنشاء الله تكون عزمت الفاتح وأهله بكرة عشان يجوا للكرامة ( الوليمة)
- والله عزمتهم يا سعاد لكن اعتذروا وقالوا هم كمان عندهم كرامة ..
- شنو الثقالة دي أمس كرامتنا دي ما أتحددت وهم كانوا قاعدين .
- لا بالعكس كرامتهم أصلا كانت محددة من أول بمناسبة إجازة ولدهم حسن وكانوا داعين الناس .
- طيب نحن ما كان نؤجل كرامتنا ونمشي ليهم ؟ .
- نحن كمان ما بنقدر نؤجل كرامتنا لأنه أصلا تبرع بيها حاج الطاهر وقال هديه منه .. شينة أقول له خليها الجمعة الجاية .
تأففت سعاد وشعرت بالغيظ .. هي كانت تريد أقرب مناسبة تجمعها من جديد بهؤلاء الناس الذين دخلوا قلبها .. ويبدو كذلك دماغها .. لكنها استحت كيف توصل هذا الشعور لزوجها .
- قالت صدق المثل البيقول أخطب لبتك ما تخطب لولدك ..
- ونحن أصلا ولد ما عندنا كمان عشان نخطب له كمان ما بنقدر نجر أولاد الناس لبناتنا ..
- خليها على الله كان في نصيب بيجي . .. مستدركة ..بس النصيب كمان بدور السعي .
- كلامك صاح خليها على الله .. وكمان على شطارة بناتك .
- هه بناتي العويرات ديل عندهن رأي في أي زول ..
- لسع ما شافن الفاتح ..
- ياخ أنت ذاتك جننتنا وشوقتنا للفاتح دا .أضرب له تلفون قول له تعال .
- أقول له تعال بمناسبة شنو ؟.
- انشاء الله تقول له أنا تعبان ما قادر أطلع تعال جيب لي تمباك .
- يا ولية أنت ما عاقلة ولا شنو ؟ ارسل لولد الناس يجي من بيتهم عشان يجيب لي تمباك ؟.أنت ناسية أنه أهله معتزين به وحتى مستكثرنه على شغلة الميكانيكا دي ؟
- طيب أقول شنو رسله لحاجة مهمة .. خليه يجي يروح الصيديلية يصرف لك الروشتة الكتبها لك الدكتور وبالمرة يشرب معانا شاي المغرب .
- ياخ قلت لك الناس ديل مشغولين عندهم عزومة بكرة والفاتح حيكون اكثر واحد مشغول لانه الشاب الوحيد أخوانه مغتربين .
- هي ؟ ما شاء الله كمان عنده أخوان كبار ومغتربين .. متزوجين ولا لسع .
- حسب ما فهمت منه لسع ما متزوجين .
- أها وشغالين شنو ديل ؟
- قال واحد صيدلي والتاني محاسب .
- ما شاء الله .. أها انشاء الله يكونوا زيو كدا .
- أكيد زيه طالما متربيين في نفس البيت .
- غايتو كان فلت مننا الفاتح دا أكيد أخوانه ما بيفلتوا .
- يا مرة أنت بناتك ديل قرود .. ما شايفة الخطاب اتخابطوا عليهن قبل ما يدخلن الجامعة مالك شفقانة عليهن.
- الراجل دا عايز يهرد مصاريني .وأنا من قبيل ألف وأدور وأقول لك أخطب لبتك وما تخطب لولدك واضرب في الأمثال .. عشان تقول لي الخطاب يتخابطوا .. نعلك كمان تقصد ناس عادل ود بخيتة وطارق ولد ثرية وعماد ولد حفصة ..
- مالهم ديل أولاد مسئولين ما شاء الله وبياكلوا رزقهم من عرق جبينهم وشغالين وكسبانين .
- هوي يا راجل أنا كان قعدت معاك ساعة زيادة حا يجوا يشيلوني مشلولة بعربية الإسعاف .
- ليه في شنو وريني .. بعدين الناس ديل جوكم وابيتيهم انتي وبناتك ..بحجة البنات صغار وعايزات يقرن .. هم ذاتهم الحمد لله ربنا وفقهم في محلات تانية .. أها تاني رجعتي استعجلتي مالك .
- أقول ليك شنو .. لكن زي نوع ناس الفاتح ديل ما بتكرروا كتيير .
- يا جماعة شوفو المرة دي تقول شافتوا .أكان ما حكيت ليكم عنه أنا .
- طيب نان تحكي وأنت ما أخفيت إعجابك به لغاية ما تأثرنا نحن كمان بقينا متشوقين نشوفه .
- صحي أنا معجب به لأنه ما اتكبر على الرزق وأقرب شغله لمجاله قبل بيها عشان كدا متوقع أنه يكبر ويكون رقم كبير .أنت عارفة زي الفاتح دا ممكن بعد عشرة سنوات يكون وكيل في السودان لواحدة من الماركات الكبيرة في العربات .
- تاني يرجع يغلغلنا الراجل دا .طيب عندي فكرة تانية انت يوم السبت ما تروح الشغل واضرب لعم عبد الله خليه يجي يشيل المفاتيح ويقول لهم أنت لسع تعبان . ما صحي أنت لسع تعبان .أها الفاتح بعد يجي خليه يمشي يجيب لك الأدوية .. وممكن كمان بالمرة تركبوا معاه أنت والبنات أصلا يوم السبت ما عندهن جامعة تمشوا المستشفى يعملوا ليك فحص عام .محتاج ولا ما محتاج ؟ زول عيان واستجن يومين .
عم الزين رفع رأسه نظر ناحية زوجته طويلا بإندهاش ابتسم وهز رأسه وقال في نفسه حقيقة إن كيدهن عظيم .
يتبع

حوار الأرزاق
25
في بيت الجد
أيضا انفض سامر المهنئين والمعزين من الجيران والأقارب
.. انتو يا أمي ما تختو لينا الغدا جعنا
...جوعناك يا حبيبي صحي يلا يا بنات تعالن معاي المطبخ يلا يا هالة يا ابتسام .
... انا اجي معاكم كمان .
الأم ضاحكة .. تجي وين انت امشي انتظر في الصالون مع ناس جدك الخفة دي خليها ...مقربة فمها من أذنه البت أمها وابوها قاعدين معانا يقولوا الولد طالما سايح كدا في البت خلينا نملي عليه شروطنا .. خليك قوي واعمل فيها الموضوع ما هاميك خليهم هم يسكوك.
هز الفاتح رأسه متفهما وجهة نظر أمه. لكن لم يكن يقصد ما فهمته أمه من هيام واندلاق كما نقول في شعبياتنا. .كل هدفه أن يتفادى الخال حتى لا يفتح الموضوع اياه .
فعلا توجه ناحية الصالون ..و وجد بعض الضيوف اثنين من أصحاب جده و واحد صديق خاله في مجموعتين كل مجموعة في حوار خاص .
.. أهلا يا بطل تعال تعال جدك حكى لينا كل شي لكن نحن عايزين نسمعه منك قالوا سمح الغنا في خشم سيدو .
الفاتح حمد الله أن المجموعة التي صادته هي مجموعة الجد وهو يعلم أن جده يؤاذره تماما في قراره وخطواته وخاصة انه الحفيد الأصغر واليتيم الأصغر فعوضه هذا الجد العظيم عن فقد الأب مبكرا .
سلم في الأول على كل الحضور.
وتوجه نحو مجموعة الجد قبل ما تناديه مجموعة الضد الأخرى .
.. تعال يا ابني احكي لينا الحكاية.
...حكاية السجن.
... لا لا دي ما حكاها لينك جدك ومصدقنه ..
نحن عايزنك تحكي لينا حكاية استعمال ميزان الموية في توضيب مكنة العربية وقالوا كمان صنعت بستن وهسع شغال في العربية الانت سايقها دي ..ما شاء الله عليك الله يحفظك .. والله لو ما كنت اشتغلت مع زميلنا وصاحبنا الزين زيك دا ما بنخليه يلف في السوق ساي.
انشرح صدر الفاتح وعرف بقريحته ان أصحاب جده هم كما يقول المصريون أصحاب كار واحد كلهم كانوا ميكانيكية وحاليا أصحاب ورش.
أما الخال الفشخار ... شعر بالامتعاض وعرف أن الفاتح وجد الجو والدعم والفرص التي ستجعله يتمسك أكثر بموقفه وبدأ الخال في الملل رافعا صوته محاولا أن يغطي على صوت الفاتح وحتى لا ينتبه ضيفه ويركز على حديثه ويتحول إلى داعم هو الآخر ..قال في نفسه يبدو أن مشروع تزويج بنته للميكانيكي لن يوقفه شيء.
وبدأ الفاتح الشرح للميكانيكية القدامى كأنه يحاضر تلاميذ في معهد الحرفيين ..أي بلغة بسيطة مستخدما معلوماته القليلة عن مصطلحات المنطقة الصناعية .
شرح عن الدورة الثنائية والدورة الرباعية وكيف تتحرك البلوفة في حركة عكسية مع البساتن. ... وعن دور شمعات الاحتراق و وظيفتها مع بخاخ الوقود الكربريتر .. وجهاز التبريد اللديتر .. ودور الزيت كيف يمنع الحديد الداخلي من التآكل.
الجد وأصحابه كانوا مستمتعين كأنهم يحضرون حلقة في سيرك .رغم أنها معلومات مألوفة لديهم لكن اول مرة يسمعوا بدلا ماكانوا يتعايش معها فقط. وتعمد الفاتح كذلك أن يرفع صوته ليصل لمجموعة الخال.. ولسوء حظ الخال تابع ضيفه حديث الفاتح .. بل ترك مضيفه وجر كرسيه مستمعا ومستمتعا مثلهم ..
ثم بعد هذا الشرح المستفيض عن طريقة شغل ميكانيكة السيارة عاد وشرح لهم أهمية وطريقة استخدام ميزان الموية لوزن التزامن أي كما يسمونه الميكانيكية التايم بتاع العربية ..
وقف الرجال جميعهم بما فيهم الجد وضيف الخال وبدأوا يصفقوا أياديهم كأنهم أمام لاعب كرة حريف أحرز هدفا بطريقة نادرة.
شعر الخال بالاستياء وخرج مدعيا منادات أولاده الصغار.
يا ولد يا حسام يانادر
يتبع

(*)

حوار الأرزاق
26
قال ضيف الخال : ما شاء الله يا با شمهندس الفاتح طول عمرنا كنا فاكرين أنه المهندسين السودانيين ديل ناس وتنظير وما درسوه ما يمت للواقع بصلة .. لكن لقيتك عالم وعملي .
- كلنا كنا فاهمين يا دكتور والله .
- فاهمين كدا هم فعلا كدا ..نحن يجونا في الورشة والله الواحد يقول عربيتي دي فيها صوت ما مريحني و ما عارفه من شنو ؟
- لكن يا معلم ما كل المهندسين دارسين هندسة ميكانيكية .
- حتى لو ما كان على الأقل يكون عنده معلومات عامة أقرب من الناس العاديين .لأنه هو عنده القدرة يقرأ ويفهم أي كتاب هندسي .. يعني هسع الصيادلة والبياطرة .. مش مرات يعرفوا يشخصوا ويعرفوا نوع العلاج .. رغم أنه ما مجالهم لكن مجال قريب ليهم .. هم أقرب من الناس التانين .
الضيف بعد ضحكة : والله وجهة نظر معقولة .
- مهندس الفاتح عندي سؤال الفرق شنو بين الدورة الثنائية والدورة الرباعية في مكنات العربات .
- والله الفرق شكلي يا عم خليل وهو أنه ..
يقطع الحديث الخال الذي دخل فجأة هائجا : يا الفاتح ما تمشي تشوف الجماعة ديل أخروا الغدا كدا مالهم جوعونا ياخ .
الجد محاولا استدراك غل الخال الذي لم يداريه مخففا أثر النهرة : صحي يا الفاتح جعنا والله أنت عارف نحن وأعمامك ديل كلنا ناس سكري ساي .
- والله كلام الفاتح دا أحلى من السكر ونسانا الجوع ذاتو .
- يلا يا جماعة عن إذنكم إن شاء الله بعد الغدا اشرح ليكم الدورة الثنائية والرباعية و أوريكم الفرق بينهم وياتو نوع من العربات يكون فيها ثنائية وياتو نوع تكون رباعية .
- يلا نحن منتظرنك بعد الغدا .
يدخل الفاتح ناحية قسم النساء والمطبخ : شنو يا أمي لسع الغدا ما جهز ؟..
- الغدا جاهز يا ولدي لكن منتظرنك أخوانك الصغار ديل يجيبو الرغيف ..
- أخواني الصغار منو ؟
- الاه ؟... حسام ونادر ما أخوانك ؟
- لا ديل ما أخواني .
عم صمت شمل الحضور داخل المطبخ وكل واحدة تركت شغلها ورفعت رأسها ناحية الفاتح باندهاش .. بمن فيهم هالة وأمها .
وأكمل الفاتح ضاحكا بعد أن أثار استيائهن الصامت : ما ناس حسام ونادر لو بقوا أخواني معناها هالة حا تكون أختي ..وأنا ما عايزها تكون أختي .. فهمتوا ؟..
انفجرن ضاحكات
- الله يجازيك قطعت قلبنا نحن قلنا معقول الفاتح يكون زعلان مننا قدر دا وبقى يكرهنا كمان .
- معقولة أكرهكم هو انا أقدر .. قالها متبسما وهو ينظر بجرأة ناحية هالة التي بدأت تخجل وتداري وجهها .
- والجدة بسعادة : الله يخليكم يا أولادي ويحفظكم لبعض ويبعد منكم أولاد الحرام .
فاطمة ضاحكة : والله أولاد الحلال ذاتهم بقوا يخوفوا الزمن دا يا أمي .
- يخصي عليك تقصدي شنو أنت يا فاطمة .؟
- أبدا والله ما أقصد أي حاجة .. لكن كمان اليتسبب في حرمان هالة والفاتح من بعض اكيد واحد مننا ويستحيل نقول عليه ود حرام كمان ..
- لا لا لا انشاء الله ما في حد حا يحرمهم من بعض .. بس كمان ... وسكتت .
- أها شنو بس كمان .
- يعني الفاتح ما يكون متشدد ولازم يراعي لرفاهيته هو ورفاهية هالة وما يحرمها من العيشة الكانت عايشاها .
- والرفاهية دي الا تكون في الكامبونات والفلل الفخمة .. السعادة دي ممكن تكون في قطية في قرية منت قرى القضارف .
- هالة : الله يخليك يا عمتي .
- هي دا كلام نظري ساي .. علي باليمين ما تقدري تتحملي يوم واحد بدون كهربا كمان قال قطية في قرية .
- اذا كان هو دا الشئ الرابطك بحسن أخوي الناس كلها ما زي بعض .
- فاطمة هوي ما تغلطي .. دا كلام شنو البتقولي فيه دا ؟
- يا بنات هوي خلاص قفلن الموضوع دا وطلعوا الغدا للناس .
- يا خالتي انت ما سامعة بتك تقول في شنو ؟

- معليش يا بتي ما هي كمان قلبها مع ولدها زي ما أنت قلبك مع بتك .. وفي النهاية الفاتح وهالة إذا تزوجوا هم حرين يختاروا حياتهم مع بعض في أي مكان . الاثنين ما شاء الله واعين وعارفين صالحهم من ضررهم .
تشعر أم هالة بالغضب وتخرج من المطبخ ممتعضة .
الجدة : يا فاطمة أنت كمان براحة على مرة أخوك .
فاطمة بعد التأفف : معليش يا هلولة يا حبيبتي أنت براك عارفة معزتك عندنا قدر شنو .. لكن أمك وأبوك الله يهديهم .
- أنت مرسلنك تجيب الغدا تقعد تتونس مع النسوان ؟ .
- النسوان منو ما أمه وحبوبته وأخواته ؟
- يا يا أمي أقصد نحن جعنا قمنا استعجلناه جا سواه قعاد وونسة معاكم..
- طيب ما تسأل من سبب التأخير بدل الدخلة الشينة دي ؟
- أنتو مالكم أي زول في البيت دا بقى ما طايق كلامي ؟.
- يا ولدي حسن نيتك وبيض قلبك .. الكلام الطيب حا يطلع منك بدون تكلف .
أما فاطمة وابنها الفاتح لم يعلقا أبدا رغم العبرة التي سدت الحلق .وتولت الجدة الرد .
- أولادك الصغار ما جابو الرغيف مش أنت الرسلتهم ؟.
- كنت ناوي ارسل الفاتح يجيبه بالعربية لكن لقيته مشغول مع ناس أبوي .
- طيب ما كان تمشي أنت بعربيتك .. على كل حال ياهم وصلوا الحمد لله .
خرجت صينية الغداء أخيرا حملها الفاتح ذاهبا خلف خاله .. والولدين الصغار يحملون جك الماء والآخر يحمل سبت الخبز .
وفاطمة لا زالت تهز رأسها حسرة .. هالة خرجت مع ابتسام نحو الغرف . فاطمة خلت بأمها وقالت مخاطبة لها : يا أمي والله لو ما هالة متعلقة بولدي أنا حسن أخوي دا لا طايقة نسبه ولا مجاورته هو و مرتو المتعجرفة دي .
- طولي بالك يا بتي ودا أخوك ولد أمك وأبوك وأنت عارفاه من هو صغير عنده رأي حتى في شغل أبوه الرباه بيه .
يتبع

معظم النار من مستصغر الشرر

قلت لي عم الزين يوم السبت بمشي الدكتور يراجع

النشوف آخرتا

معظم النار من مستصغر الشرر

قلت لي عم الزين يوم السبت بمشي الدكتور يراجع

النشوف آخرتا


---------------------------------------------------

خلينا في يوم الجمعة أول يوم الكرامات ههههههههه

(*)

حاج الطاهر باع القضية ؟؟

حوار الأرزاق
27
خلصت وجبة الغداء وبعدها شرب الضيوف الشاي وقريب العصر انصرفوا .
الجد : تعال يا الفاتح أتمدد في السرير دا أنت تعبان ما لقيت فرصة ارتحت من جيت .
وفعلا توجه الفاتح ناحية السرير وتمدد ولم يجد مجالا حتى للتفكير في الحوار والصراع الذي أصبح سمة دائمة في حياته منذ قدوم الخال وعرفه اشتغل ومتمسك بشغله .. نام .. ونام فعلا بعمق دون ادني فرصة للكوابيس و الأحلام .
استيقظ المغرب على يد تهزه : الفاتح الفاتح الفاتح .
قام منزعجا يدلك في عينيه .
- في شنو يا حسام .
- في أولاد منتظرنك بره .
- وين ناس جدك وأبوك ؟
- ناس جدو قاعدين برة في الكراسي قدام البيت .
- والأولاد منو ما عرفتهم .
- غايتو فيهم صاحبك عصام داك سايقين بوكس ..
- أخيرا بدأ الفاتح يجمع .. تذكر الكرامة والخرفان واليوم الذي ينتظره .. قام متكاسلا .. غسل وجهه في المغسلة على حوش الصالون وخرج فعلا وجد أصحابه في انتظاره ..
- بعد السلامات والأحضان .
- شنو يا ابو الشباب انت نسيت مشوار زريبة المواشي ولا غيرت رأيك ..
لا لا لا نمشي كيف لا .اتفضلوا جوة الصالون .
- ما تخلينا ننتظرك هنا .
- لا لا لا ادخلوا جوة بس أجهز خمسة دقائق .
فعلا دخلوا ناحية الصالون الصديقان عصام وعلاء الدين .اما هو دخل ناحية قسم النساء و نادى أمه .وصلت وخاطبها هامسا .
- يا أمي قروشي المعاك انشاء الله جبتيها هنا .
- داير بيها شنو القروش ؟ . ماشين نجيب الخرفان .
- والخرفان تجيبها انت لشنو من قروشك ؟ وين خالك .
- أنا ما عايز أي حاجة من خالي دا . هي كرامة تخصني أنا وانا مفروض أدفع ثمنها .
- القال لك من هي كرامتك؟ .. الدعوة دي هم كانوا محددنها حتى قبل حادثتك دي .
- أنت مش قلتوا عاملين كرامة لي؟.
- ما خلاص بدل يكون مناسبتين ونعذب الناس في الجية كل مرة قلنا نخليها اتنين في واحد .
- طيب على الأقل خروفي أنا اشتريه ؟
- خلاص ما في مشكلة انتظرني أجيبها لك وأكلم أم هالة تجيب قروش خروفهم .
- ودخلت لإحضار المبلغ فعلا . ولم تنسى أن تذكر أم هالة بأن عليها أن تحضر ثمن خروف واحد لأن الفاتح مصر يشتري خروفه من دخله . وتواصلت المناقرة .
- هو الفاتح متين اشتغل عشان يعمل له قروش تجيب لها خروف ؟ .
- يا سلام عليك الفاتح دا في اليومين الاشتغلهم ديل صلح له عربية مركونة ادوه فيها قروش تعادل راتب شهر كامل لو اشتغل في شركة أو حكومة .
- العربية مش ياها السايقها دي ؟.. عمرنا في شفنا يزول يصلح حاجة يدوه مصنعيته ويدوه الحاجة الصلحها هي ذاتها .
- القروش ما حقة العربية الهو سايقها ... دي واحدة تانية .. هو أنا اشرح ليك لشنو هاتوا قروش خروفكم بدل ما نتجادل في كلام فارغ وأنت أصلا ما حا تقتنعي به .
- أخيرا استلم الفاتح المبلغين وخرج ناحية أصحابه متوجهين ناحية سوق المواشي .
غاب الفاتح وأصحابه زهاء الساعتين وأحضروا معهم الجزار .. ووجد جده وأصحابه وخاله لا زالوا متجمعين أمام البيت ..وأناروا لمبة الشارع . كثر الجمع وبعض سيارات أصحاب الخال حسن .. ومن ضمن الحضور كانت المفاجأة عم الزين نفسه .
- أهلا اهلا يا الفاتح.
- عم الزين ؟ حمد لله على السلامة ..يا راجل مالك طلعت انت لسع تعبان .
- لا الحمد لله ارتحت ولقيت نفسي كويس ..كمان سعاد أم البنات من عرفت أنه حاجة خديجة هي حبوبتك أصرت أنه لازم نجي نسلم عليها ونكفر لها .. تصور هم يتعاروفوا لكن من نحن عرسان تاني ما تقابلوا .
الجد مقاطعا : سبحان الله شوف الدنيا تفرق الناس كيف ناس في بلد واحد أكثر من عشرين سنة ما يتقابلوا .
- أدخل سلم عليهن جوة يا الفاتح الأم وبناتها عايزين يتعرفوا عليك .
أطل الفاتح برأسه بالباب الفاصل بين حوش النساء وحوش الرجال .
بمسحة سريعة فعلا شاهد أمرة في مقتبل العمر جميلة ومتأنقة . ولكن بصحبتها ( نجفتين ) بنتين أجمل ما يكون في حجم وطول متقابل .
أمه : يا هو دا الفاتح جا الفاتح تعال سلم على الناس الحلوين ديل من جو يسألوا منك .
كل الوجوه تركزت مبتسمة له .. هو عرف أن الأمر فيه شئ من كيد النساء . تسمر في مكانه وبدأ يلقي نظرة ماسحة على المكان يبحث عن هالة . ولعلها لو سمعت كلام أمه أكيد سيجن جنونها .
أمه فهمته .. ولحقته سريع .وهمست له
- هالة ساقتها ابتسام لصاحبتها وقالت عندها مذكرة ماشة تجيبها .
فهم الفاتح أن أمه وجدت ضالتها لتوجه ضربات موجعة للمفترية أم هالة .. وأكيد كلام عم الزين عنه مع أسرته خلق هذا الجو .. بخطوات مترددة خطى الفاتح نحو الضيوف .
وقف الضيفات الثلاث متبوعات بابتسامة الجدة والأم والخالة انتصار مع تقطيبه واستياء بين من أم هالة .
- ما شاء الله ما شاء الله عيني باردة . والله عمك الزين ما قصر وصف لينا عملك وشجاعتك وذكائك .. لكن ما قال لينا كمان شاب وسيم كدا .. هوي أنا عيني باردة ما تقولوا سحرتو كمان .
- تسحريه كيف يا بتي ؟ هو ما زي ولدك .ردت الجدة .
- والله العملوا مع عمه الزين دا خلاه أعز لي من ولدي لو كان الله أداني ولد . نحن في زمن كل واحد يقول نفسي نفسي . هو في حد يدافع له عن حد تاني وخاصة ضد الحكومة إلا فارس ما ولدن الأمات متله .
أم الفاتح تسمع في هذا المدح وكادت أن تزغرد وخاصة أن أم هالة تكومت في السرير وكادت أن تذوب .
وهمست أم الفاتح في سرها : شوفي الناس البيعرفوا يقيموا الرجال .. مش تقول لي الكامب والبرستيج والعواليق .
وصل الفاتح نحو الجمع وصافحهن ... وجلس قليلا .الأم وبناتهن لا زلن ينظرن ناحيته بابتسامة تعكس الإعجاب .. خمسة دقائق دخل طفل صغير .
- الخالة سعاد عم الزين قال ليكم أرح .
- يروحوا وين الناس ديل ما تموا ساعة قول لعمك الزين عمتي فاطمة قالت لو مستعجل خليه يمشي ناس سعاد ديل الفاتح بعدين يرجعهن ..
رسالة مزدوجة أو بالأصح ضربة مزدوجة قصدتها فاطمة .أولا لأخيها حسن الذي يجلس خارجا مع الضيوف ليته يفهمها بعبارة أخرى نحن ظهر عندنا من يدفع قيمة الماس مضاعفة ..وثانية لأم هالة المغرورة حتى تتعلم كيف يسام ابنها ..
ومن ناحية أخرى شعرت الأم وبناتها بأن السنارة غمست لكن في أي السمكتين .. سحر ولا ريم .. كل واحدة لها ميزات جمالية تتفوق بها على أختها .. ما المشكلة لو أصبحت المنافسة داخل البيت الحسم سهل كل واحدة منهن هي وشطارتها .
أما الفاتح جلس محتارا حيال هذا الصراع الخفي . تلك الحرب الباردة التي تدار بكيد النساء .. رسالات متعددة الأوجه .. كل امرأة لها قدرة فائقة بأن توجه عدة ضربات بجملة واحدة .. سلاح فعال ..
عاد الطفل وقال : خلاص عم الزين راح وقال براحتكم .
شعر الفاتح بملل وشعر أنه دخل في محك عجيب وتمنى أن يتحرك هؤلاء الضيوف الآن قبل أن تعود هالة ..
ولكن
يتبع

حوار الأرزاق
28
لازالت الونسة مع الضيوف الحلوين كما وصفتهن أم الفاتح .. ولازال الجو مكهرب بالحرير .. والفاتح اندمج على مضض مع الضيوف بل برع في إخفاء توتره. . لدرجة جعلت أم هالة تشفق على بنتها من مقبل الصدمات .
سعاد .. هسع يا بنات لو كنتن تعرفن لسواقة العربية ما كان تعبنا ابوكن مرقته وهو عيان ..باص قون بارع من آلام.
ومن باب كيد النساء أيضا ادخلت أم هالة لتقول بطريقة ما أن هذا الباب مغلق . لكن شتارتها ضربها أكثر .
أي صحي هسع هالة بتي بتسوق عادي في السعودية.
محاولة إشارة الى أن لها بنت في سنهن لكن كانت غير موفقة فهمتها سعاد في لحظتها والقمتها لها .
.. هي لكن في السعودية النسوان ما بيسوقن عربات .دي الحاجة الأنا عرفتها غايتو.
فاطمة ضحكت بصوت مكتوم .
.. لا لكن داخل الكامب عادي كل كامب عنده قوانينه الخاصة في داخله.
... والكامب دا شنو كمان .؟
.تقصد المجمع السكني ... هم ساكنين فيه .
.. أهااااا لكن معقولة في حتة داخل السعودية وغير خاضعة لقوانينها .؟
.. بس ما بالفهم دا الكمباونات دي حاجة كدا زي السفارات مخصصة لكن الأجانب .
.. ما كل احياء السعودية فيها اجانب .
... لا انا قصدي الخواجات والناس الهاي.
.. والاجانب فيهم هاي وفيهم واي كمان .
فاطمة بدأ صوت ضحكها يتحرر من الكبت وبدت مستمتعة يبدو أن سعاد هذه من ثوبها تماما .
.. لا انا قصدي الخبرا الخواجات ..ديل ناس في بلدهم متحررين وهم محتاجين ليهم عشان كدا عملوا الكمباونات دي تكون معزولة تماما عن باقي المجتمع ما تؤثر فيه وفي نفس الوقت هم يلقوا راحتهم ..
... طيب هم ابتكروا فكرة جميلة وزكية ريحت الخواجات وحفظت مجتمعهم .. انا المسلم البيوديني أسكن معاهم شنو ؟ وخاصة لو كان عندي اطفال وبنات شابات .

.. هوي ياختي نحن الحمد لله محافظين على عاداتنا وتقاليدنا.
.. لو محافظين ما بتمشوا تسكنوا مع الخواجات وفي بلد مسلم ومتمسك بدينه كمان ..
فاطمة مرة أخرى كادت أن تزغرد بل تحضن سعاد وتقبلها وتمنت لو كان اخوها حسن موجود لبسمع هذا الحوار ويتلقى الدرس هو الآخر. ويسمع كلام الناس المسميهم البسطا وهو طبعا يقصد المتخلفين .
أم هالة محاولةمواصلة الدفاع عن باقي كرامتها التي تبهدلت ..
.. انا بتي حا تجي وتشوفيها فيها أثر الخواجات البتقولي عليهم ديل ؟ بعدين في مسلمين كتر في اروبا وفي امريكا عايشين هناك ومتمسكين بدينهم وعاداتهم .
...انا ما شككت في أخلاقكم واخلاق بتك اكيد الأصل الطيب ما بتغير .. لكن اكيد كمان بشوف مناظر العري والخمر ويتأثر وممكن بشوفها عادية ودي براها مصيبة. اصلا انا ليه اعرض أولادي لكدا.
.بعدين المسلمين العايشين في بلاد الخواجات الظروف والمعيشة جبرتهم وحتى ربنا بيعذرهم هم يجاهدوا في الطاعة قدر ما يقدروا وربنا يقبل منهم ..لكن واحد ساكن في بلد مسلم ويمشي يسكن في الكامب البتقولي عليه دا أعتقد ما عنده عذر .
..يتبع

(*)

غايتو يا ابو الدر جوبكت مشاعرنا جوبكة صاح

المهم .. ياقول تبارك

(UP)

حوار الأرزاق
29
الفاتح قرر أن يغادر مجلسه مع الضيفات .. ويلحق بأصدقائه الذي يرافقون الجزار في الشارع .. لكن أثاره الفضول .. بل قل الأعجاب من زوجة عم الزين التي تدور حوارا منطقيا رغم بساطة مفرداتها . وكذلك يرى الأعجاب والتبسم في وجه والدته .. وفي ذات الوقت شعر بالإنقباض من أن التي تتعرض للذل ( والبهدلة ) الآن هي نسيبة المستقبل وأم هالة ومن باب عشان عين تكرم ألف عين ..أصبحت مشاعرة متباينة مزيجا من العجب والغيظ .
إحدى البنتين كذلك لم يعجبها هذا الجو المتوتر فقررت بذكاء أن تغير الموجه .. (ولكن ..) دع لكن هذه لحينها ..
- قالت يا الفاتح ممكن تعلمنا السواقة ؟.. نحن ما دام ممكن نسوق عربية ما استفدنا من الفرصة دي وبيتنا فيه أكثر من عربية واحدة .
بعد صمت قصير ودهشة من الجميع
فاطمة مبتسمة : أكيد يعلمكم ليه لا ؟
سعاد أم البنتين أيضا سعدت بهذه المبادرة وأندمجت فيها واطلقت سراح أم هالة ..مؤقتا ..
- أها لكن ما سمعنا رأي المهندس ؟
الفاتح مترددا ومتلعثما وناظرا ناحية أم هالة والى أمه التي اومأت له بنظرة مع حركة خفيفة من الرأس .شعر أن أمه تدفعه دفعا تريده أن يفك هذا الارتباط العاطفي بأي صورة ..أول مرة يمكن تحدث لأم سودانية أن تفضل غريبة على بنت أخيها .. و يبدو أنها مغبونة فعلا من شقيقها وزوجته .. تعاطفها وحبها لهالة لم يشفع ..
الفاتح : جدا ما عندي مانع لكن نبدأ مع منو أول .
سحر :أنا طبعا مش أنا صاحبة الفكرة .
ريم : شنو يعني كان صاحبة الفكرة خلاص يا مدام كوري.
تفجرت موجات الضحك وأصبح الجو مرحا
ودار نقاش وصراع طريف بين الأختين لطف الجو ..والأمان تنظران لصراعهن بمتعة وإعجاب صراع ظاهرة السواقة ولكن باطنه الفاتح نفسه .
اما الأم الثالثة أم هالة .. شعرت بأنها باتت تخرب على بنتها بشتارتها وتفاخرها الهايف أكثر مما تعمل على سعادتها كباقي الأمهات .
قالت بإستياء واضح عن إذنكم و دخلت غرفتها ..
وبعد قليل يطل الخال ( واضح أنه تلقى إشارة بالتلفون)
- الفاتح أنت قاعد هنا وسايب أصحابك واقفين مع الجزار ؟
الجدة : حسن تعال سلم على زوجة الزين وبناته .
جاء الخال حسن وأمعن النظر في البنتين وامهن وسلم عليهن وأستأذن وخرج .
تبعه الفاتح مستأذنا .
عصام شنو يا هندسة تأخرت كدا ؟
- لا آسف معانا ضيوف جوة .
علاء الدين : الظاهر عليهم ضيوف من الوزن التقيل خلوك تنسانا كدا .
حسن دخل مرة أخرى لكن هذه المرة الى غرفته لاحقا زوجته .
- انتي في شنو مالك سبتي الضيوف وجيتي هنا .؟
- ديل ضيوف بيئة ساي حتى ما لاقية لغة مشتركة عشان اتحاور معاهم .
- ومال ناس فاطمة وأمي أتونسوا معاهم كيف ؟.
- الظاهر عجبوهم و هم من توبهم نفس المستوى .
- يعني أنت مستواك أرفع من مستوى أمي وأختي ؟.
- حسن مالك بتتكلم معاي كدا ؟ أنا حصل قلت ليك أنه ناس بيتكم ما من مستواي؟ وأصلا أنا لو كنت شاعرة كدا ما كان عرستك .
- أنا جبت حاجة من عندي هو دى معنى كلامك الأنت قلتيه .
- غايتو كان فهمت كدا أنا آسفة .؟
- طيب وريني شنو الخلاك قلقانة من الموضوع .
- الظاهر فاطمة أختك البنات عجبوها شديد وتلصق فيهن لصيق للفاتح .. تصور قالت له تعلمهن سواقة العربية ؟ لأنه عندهم عربيتين في البيت وما في زول يقدر يسوق غير أبوهم .
- طيب أنت المزعلك شنو ما يعلمهم ؟.
- ياخ أنت ما تفهم ... الحكاية ما تعليم سواقة .. كان شفت البنات مدلعات ومتشاكلات في الفاتح كل واحدة تقول أنا أول .
- يعني الموضوع حا ينتهي على شنو بإختصار ؟ .
- حا ينتهي أنه الفاتح راح يميل لواحدة منهن خاصة الصغيرة سحر دي الظاهر عليها شيطانة وحا تجيب دماغه .
- طيب مش دا كان هدفك من أول أنه هالة دي نعرس لها واحد من مستواها يعيشها نفس العيشة .. وحتى كمان قلتي ولد صاحبتك سها الدكتور متعلق بيها .
- أيوا لكن هي متعلقة بالفاتح أنا ما عايزة أعمل صدمة عاطفية لبتي كمان.
- طيب الفاتح مدام ماشي في الاتجاه دا شنو الحا يخليها تتعلق به .
- لطن المصيبة الفاتح ما حايمشي في الاتجاه دا أنا عارفه هو هايم بهالة . رغم نحن الأتنين وكمان أمه الظاهر دخلت معانا عايزنهم يبعدو من بعض .
- شوفي هنا أنا صراع النسوان والضرب السري دا ما بفهمه ولا بعرف له .أنت أم وزوجة وكنت خطيبة قبل كدا .. شوفي لك طريقة ..أنا رأيي الشخصي أنه الفاتح يواصل لللنهاية لو اختار بنت الميكنيكي فعلا هو دا الاتجاه الماشي فيه .. يعرس بنت المعلم بتاعه الماعنده ولد ويبقى له ولد .. ويستلم إدارة الورشة ويكون معلم هو ذاته ويخلف بنين وبنات متخلفين زيه كدا يملا بيهم المنطقة الصناعية ..
- طيب وهالة نعمل لها شنو ؟.
- شوفي هنا الحب دا زي الدايرة الكهربائية لازم تكون مكتملة . هي لو شعرت أنه الفاتح قلبه مال لجهة تانية هي ذاته حتدور على جهة تانية تميل عليها . ونكون خلصنا من المعادلة المملة دي وتاني يمين بالهت ما اتدخل في حياته خالص هو وأمه يشتغل ميكانيكي ولا يسوق كارو .
- أنت شايف كدا ؟
- أيوا هو دا رأيي لا تشغلي نفسك ولا تقلقي ..
- طيب وهالة .
- تاني ترجع تقول لي وهالة ؟
يتبع

))))))))))))))))))))))))(((((((((((((((((((((((((((((((((((((((((((((((((

حوار الأرزاق
30
أنشغل الفاتح وأصدقائه مع الجزار في ذبح وتجهيز الخرفان وأدخال اللحم للبيت .
بعد قليل يأتي طفلا مرسل : الفاتح عمتي فاطمة قالت ليك خلاص تعال أجهز الجماعة ديل ما شين ..
استأذن من أصحابه واللذين أستأذنوا بدورهم من أنهم سيأتون غدا لوجبة الغداء مع باقي الشلة .. ودعهم .. ودخل البيت استحمى وغير ملابسه بالغيارات التي أحضرتها معها والدته .
تجمع الجمع في الشارع مودعين وواعدين بالزيارة في وقت لاحق . وكذلك وعدتهم أسرة الفاتح برد الزيارة ..
سحر : طبعا أنا بركب قدام مع الفاتح ما ممكن كلنا نركب ورى ونحليه هو زي السواق .
ريم : أمي هي تركب قدام ..كيف أنت تركبي قدام علاقتك بيه شنو؟ .
الأم : هوي يا بنات فضحتونا أهله بيسمعوا فيكم .
والجماعة متجمعين أما السيارة تظهر هالة بصحبة شقيقة الفاتح ..
فاطمة : يا سعاد هي دي هالة بت حسن أخوي والمعاها دي ابتسام أصغر أولادي والبت الوحيدة ..
سعاد : ما شاء الله حلاتن الاتنين والله يعجبن ..أريت كان عندي أولاد كان خطبتهن هسه بدون تردد .وكانوا حا يوافقوا طوالي .
فاطمة : الله يجبر بخاطرك .
ابتسام مقتربة من أمها :أمي دي منو المرة العسل دي والبنات النجفات ديل .
- ديل بنات عم الزين وأمهن ..جو يكفروا للفاتح .
اما هالة وقفت فاغرة فمها دون أن تعبر .. تخلبط كيانها . وهي ترى هاتين الأمورتين يهازرن ويضحكن مع الفاتح كأنه له معهما عشرة قديمة .. وأمهن تضحك وتهازر مع جدتها وعمتها .. وأين أمها هي من هذا المولد ؟ .. هل خرجت مشوار مع والدها؟ .
الفاتح كل مرة يرفع رأسه ينظر لها قبل أن يركز تكون لفتت نظره إحدى البنتين بجملة ما وسخرية تدعو للضحك ويضج الجميع ضحكا ..
فاطمة يبدو أنها تعاطفت مع هالة وهي تنظر لها كأنها تعرضت لصدمة .. كأن خصوصيتها انتهكت .. لم تعرف من هم هؤلاء لكن ما شاهدته لم يريحها وفاطمة في محاولة لتدارك الموقف .. أنا حا مشي معاكم يا سعاد على الأقل عشان نعرف البيت لأنه الفاتح يمكن ما يفضى لينا احسن نعتمد على نفسنا ونجيكم كان بنكسي أو بالمواصلات العامة .
ابتسام تلفت نظر أمها لرجل كبير في السن حضر يحمل حقيقبة تنم على أنه حضر من سفر وشرع سلام حار في الجمع الجالسين أمام باب الصالون .
- يا أمي خالك الأشتر داك جا من البلد ؟
- يا بت اشتر في عينك عيب تقولي على جدك كدا . دا خالي الطاهر يا حليلو . تلاقي سمع بحكاية الفاتح جا يكفر .
قليلا ويصل عندهم بعد أن فرغ من سلام الرجال .
- إزيكم يا ناس .
الجدة :أهلا يا الطاهر أخوي حمد لله على السلامة ناس علوية أخبارهن .
- أهلا خديجة أختي أزيك يا فاطمة .بتي كفارة للولد انشاء الله العين الحسدتو تتقد ما تتسد .
- أزيك يا خالي كيف أولادك .
أهلا يا جدو .
- ابتسام ؟ أنت لسع في ضعفتك دي ؟ دا كله من مص الليمون .
الفاتح بدأ يكتم الضحك ويعرف أن ابتسام هذا آخر شخص في الدنيا يمكن أن تطيقه ..
وهي تمتم بكلام غاضب : أهلا يا جدو حمد لله على السلامة .
- دي هالة بت حسن ؟ ما شاء الله بقيتي عروسة حلوة على باليمين ما نفوتك ولدنا الفاتح دا ..
بدأت هالة في الانشراح بدأ لها هذا الجد كأنه ملك هبط من السماء ليضع النقاط فوق الحروف ويعيد الأمور الى نصابها ..
صوته العالي بلغ مجمع الرجال الحاضرين وكذلك تسلل الى داخل البيت .. لتخرج أم هالة ..
- شنو يا جماعة ما بدري معليش شعرت بصداع كدا وبلعت لي حبة .. حمد لله على السلامة يا خال .
- أهلا أهلا بالأميرة أم عروستنا الجميلة حمد لله على السلامة .. علي باليمين يا أم هالة تقيفي في حفلة هسع خطابك يتاخبطوا وحسن يشرب ما يروى و يموت بغيظه . هاهاهاهاها .
- ومين الجماعة الحلوين ديل ما عرفتونا بيهم ؟.
- دي مرة الزين تتزكروا الكان شغل مع بوي زمان .
- كيف ياخ متذكروا الزين المهندس الميكانيكي الشاطر بالله ماشاء الله البنات الحلوات ديل بناتو .. هو ذاتو ما كان راجل وسيم .. وإذا كان دي أمهم ليهن حق يكونن سمحات ما شاء الله .. ما تقولن الخال سحرنا بعدين هاهاهاهاها.
بنات الزين وامهن شرعن في الضحك وشكر الخال الهائج على هذه المجاملة .
- شوف الدنيا دي دوارة كيف يا الخال .. حاليا عم الزين عنده ورشة والفاتح إشتغل معاه ..
- سبحان اله فعلا دنيا دوارة .. الفاتح الزول دا أمسك فيه قوي دا جامعة تانية ياخ .
وشنو مالكم ماشين ما بدري ولا كراعنا حارة .
سعاد ( دخلت في نغمة الخال دي ) : معليش يا خال تسلم كراعك من الحرارة والله قعدنا كتير نحن من العصر قاعدين هنا ..
- شرفتو والله وعطرتوا البيت والحارة كلها كمان .أها أنا أستأذن وأرجع لجماعتي ديلك .
عاد الخال الهائج الى مجمع الرجال بعد أن شكل المشاعر بعفويته وشتارته كما تسميها ابتسام ويمكن كذلك يقال أعاد ترتيبها من جديد .
أم هالة رغم أن هجمة الخال كانت ضد رغبتها هي وزوجها لكنها شعرت بالزهو والانتقام من سعاد أم البنات التي بهدلتها قبل ساعات ..
هالة شعرت بأن الفاتح أعيد إليها بفضل هذا الجد الذي تسميه ابتسام الأشتر لكن للشتارة فوائد ايضا . بعد أن شعرت بأن الفاتح في طريقه الى التحليق بعيدا عنها رغم أنها لم تواجهه .. لكن بحس الأنثى شعرت أن هاتين البنتين بدأن ينسجن حوله خيوط العنكبوت . وفي منافسه بينهن فقط هي ليست طرف فيها . شوفوا العجائب كمان ..
ركب الجمع السيارة مع الفاتح كما ركبت أمه في المقعد الأمامي قافلة الباب على الصراع الذي دار في البداية ..
وفي الطريق تواصل الحوار .
سعاد : أنت يا فاطمة أولادك التانين شغالين وين؟
فاطمة في داخلها عرفت أن الأم وكذلك يمكن بنتيها يئسن من موضوع الفاتح .. لكن ماله برضهن خيار جميل للولدين .. لكن يكفيها الدرس الذي ألقته على أم هالة وفشتها فيها .
يتبع

هههههههههه

التقول كنت قاعد في نص العزومة دي من دقة التصوير ودرامية السرد


كب الحنك يا درديري

Quote: هههههههههه التقول كنت قاعد في نص العزومة دي من دقة التصوير ودرامية السرد كب الحنك يا درديري

ههههههه

تسلم يا حبيب

حوار الأرزاق
31
ذهب الفاتح بصحبة والدته لتوصيل الضيوف أو بالأدق الضيفات إلى منزلهن .. ترك خلفه مشاعر متباينة .. هالة لازالت تائهة بسبب الصدمة الأولى لولا تدخل الخال الجد بشتارته وأعاد إليها بعض مشاعرها المضطربة لشكت في مشاعر الفاتح نفسه بل مشاعر عمتها التي لم تكن تتخيل يوما أن تستبدلها بأخرى حتى لو تعنت الفاتح .
ابتسام أيضا تتوجس خيفة من الجد الخال اللاسع او الأشتر كما تسميه .. فهو لا يراعي مشاعرا وليس له رقابة ذاتية على لسانه فضلا عن صوته الذي يتجاوز البيت الواحد ويتسلل حتى إلى الجيران .. لكن عموما جميع أهل البيت يستظرفونه .. هو فعلا شخص طريف ومضحك فقط لو تجاوز نحافتها وشعرها الذي تدمن قصه كلما رأته هب على وجه الدنيا .. عدا ذلك هو شخص مضحك فعلا.
أكثر من يحب الخال ويستمتع بشتارته هي أم هالة فهي تستلطف فيه غزله المكشوف في محاسنها فهو تارة يطلق عليها الملكة ومرة الأميرة .. وست الحسن .. بل هو يسمعها من حلو الكلام ربما أكثر من حسن زوجها نفسه ..لذلك رغم أنها قررت مقاطعة الضيوف سعاد وبناتها إلا أنها بمجرد ما سمعت صوت الخال خرجت من خدرها تعرف أنه سيثأر لها ويسمع الضيوف ما يرضي غرورها وهو كذلك لم يخذلها .
الجدة خديجة قطع شك هي أسعد الناس بمقدمه هو شقيقها الأصغر مهما قال عنه الناس من عيوب ... هي تجد له مبررا بأنه أصغر أخوتها وتم تدليله من قبل والديها .. وهكذا تلتمس له الأعذار وتستمتع بتخاريفه تضحك له بعمق أكثر من الآخرين تمسح دمعاتها من الضحك وتعقبها بعبارة الله يجازي شيطانك يا الطاهر يا ود أمي ..
أرادت الحاجة أن تخلق لهم جوا مرحا يغسل تعكير الجو والمشاحنات التي حدثت قبل قليل وقالت .. هوي تعالوا كلنا نتلم هنا في الحوش ونقطع اللحم .. يا الطاهر أنت تكسر لينا العظام .
- طيب ما عندي مانع ننتظر الفاتح عشان يمسك لي وأقطع ليه .. حلوة يمسك لي وأقطع له دي هاهاهاهاهاها ..
- يلا طيب قوم غير هدومك ديل .
فعلا قام الجد الطاهر بخلع جلبابه الخارجي وبقى بالملابس الداخلية الشعبية وهي عبارة عن قميص قصير حد الركبة يسمى العراقي مع سروال طويل .
بعد قليل عاد الفاتح وأمه بعد أن قاموا بتوصيل أسرة الزين .
وتجمعت الأسرة حول الجد المرح المشاتر الطاهر .
كل واحدة من النساء أحضرت حصتها من الجانب التي وقع عليها تحضيره من للحم .
الكمونية وأم فتفت والمرارة ..
وأم هالة قالت ستتولى عمل الضلع والمحشي ..تحتاج للحم المسلوب لفرمه .
وكذلك طلبت من الخال الطاهر أن يقطع قطع كبيرة لعمل الضلع وأم الفاتح تولت غسل الأحشاء وتنظيفها وتقطيعها لعمل ( الكمونية ) ..
وجلسوا في حلقات
الفاتح جلس أمام الجد الطاهر و وضعوا العود الضخم على قطعة من الخيش لتكسير العظام..
الطاهر : أها المرة السمحة وبناتها وصلتوهن وين يا الفاتح ؟
الفاتح : وصلناهم بيتهم .
- ما عارف وصلتوهن بيتهن أنا عاوز أعرف بيتهم وين .
- بتدورببيتهم شنو يا الطاهر عاوز تزورهم ؟.
- والله زيارة الناس السمحين ما بناباها .. وأبوهم ذاتو كان صاحبي زمان .
تدخلت أم هالة تحركها الغيرة : شنو أنت يا خال شابكنا المرة السمحة المرة السمحة هسع دي سمحة عليكم الله ؟
- يعلم الله سمحة وأصابعيها ديل بلا البركاوي المبلول ( تمر)
- الله وأكبر عليك يا خالي قرضت بت الناس .
وأنفجرت الضحكات لدقة الوصف .
ارتفع الصوت وجذب الفضول من الجارات .
وبدأت الطلات عبر الجدار الفاصل .
- خالتي خديجة عندكم خدمة محتاجين مساعدة .
- كتر خيرك يا احسان نحن نجهز في حاجات بكرة ..
- أها أنا بكره معاكم من الصباح .. حمد لله على سلامة الطاهر سامعة صوته .
الطاهر سمعها : الله يسلمك يا إحسان يا ست الحسان .
- كيف أولادك يا الطاهر طولنا ما شفناكم ..
- كويسين الحمد لله يسلموا عليكم .
- الله يسلمك ويسلمهم أها لغاية بكرة نتقابل .
كل النساء معجبات بجرأة الخال الطاهر ..غالبا النساء وهن يفارقن مرحلة الشباب أو في العتبات الأخيرة يعشقن هذا النوع من الهزار .. والذي لا يتوفر عادة إلا في من فيه جرأه فاتت حد المعقول مثل الخال الطاهر .
يتبع

-

سلام يا درديرى
المره دى عرفت ليك
اتعاملت معاك بحرفنه
وبعاين بطرف عينى للبوست
قلت مرمطه شهر مابقدر عليها
مرة وحده 29 حلقة شفت كيف
لكن امتع ماكتبت
بس انت حاقد على الفاتح دا
وتمرمط فيه
والله يعلم موديه وين
وخاف الله فى هللوله
ماصدقت مرقت
على كل حال امتعتنا
وشددت اعاصبنا
وغيبتنا زمنا فى سردك
الممتع .

يا سلااااام ياااااخ والله سرد ممتع خالص قمة الابداع واصل واصل انت زول حكااااي شديد ماشاءالله الله يديك العافية
بس بعدين كلم خال الفاتح خلي البرستيج يعرس بتو هلوله دي

أبو الدر .. والصفحة الثانية

أها هسه كدا كويس

Quote: وهي تنظر لها كأنها تعرضت لصدمة .. كأن خصوصيتها انتهكت

مودتي

Quote: أبو الدر .. والصفحة الثانية أها هسه كدا كويس Quote: وهي تنظر لها كأنها تعرضت لصدمة .. كأن خصوصيتها انتهكت مودتي

طيب الحل شنو يا أبو عاقلة أفطفط و أخش في 40 طوالي يقولوا كلفتنا

ابو الدرادر كيفنك
متابعين



غايتو في تايبو كدة قلب ليك المعنى في كلمة تكسي عدل النون دي يخ قبل يجيك طارق ود حبرين وبقية المسانيح هههههه
تحياتي

ابو الدرادر كيفنك
متابعين



غايتو في تايبو كدة قلب ليك المعنى في كلمة تكسي عدل النون دي يخ قبل يجيك طارق ود حبرين وبقية المسانيح هههههه
تحياتي
-------------------------------

لا يا شيخ طه هنا الأعمال بالنيات ياخ العرب كانوا بيكتبوا من غير نقاط خالص قبل الاسلام ودخول العجم من أمثالنا

Quote: طيب الحل شنو يا أبو عاقلة

الحل ترجع لينا قروشنا .. هسه هالة دي مالها .. عيبها لي

يا زول واصل قشة ما تعتّر ليك .. وكله من الخال بتاع البرستيج دا

مودتي

حوار الأرزاق
32
لا زالت اسرة الفاتح الصغيرة والكبيرة متحلقين حول الخال الجد المشاغب يتعاطون الضحك والقفشات ..
والفاتح عمل مساعد جزار مع جده .. يمسك له وهو يقطع أو يكسر في العظام ..
والجد الخال لازال يدعم في علاقة الفاتح وهالة بحسن نية ..
- أنشاء الله المرة الجاية نتلم كدا في زواج الفاتح وهالة .
- أن شاء الله يحياتك وأنت طيب .. دا حيكون يوم فرخ لينا كلنا .
الفاتح وهالة تبادلا النظرات و الابتسامات .
وكذلك أم الفاتح وأم هالة تبادلتا النظرات الحذره .. كل واحدة منهما تحس بشعور الثانية غير المنطوق .. لكن هنالك حافز قوي ودافع يتكسر أمامه حاجز العناد والنظرة الشخصية والأنانية .. هو تعلق هذين الشابين ببعضهما البعض . وكذلك دفع كبار الأسره لهما في هذا الاتجاه ..
سهروا في تلك الليلة بالضحك والمرح و فقشات حاج الطاهر ..
ثم ناموا ليبدأوا يوما جديد في صباح الجمعة .
بدأ الجيران من النسوة يتجمعن من الصباح لخدمة المناسبة كما هو معهود في المجتمعات السودانية .. قبل أن تنتشر ظاهرة الطباخيين التجاريين الذين باتوا يحولون أهل المنزل الى ضيوف فضلا عن الجيران والأقارب .. أندثرت أو كادت تلك العادة الجميلة التي تحفز روح التكافل ومشاركة الأفراح والأتراح بين أفراد المجتمع .
مظلة كبيرة من الزنك موجودة أمام مطبخ الحاجة خديجة .. توزعت تحتها المناقد ( الكوانين التي تعمل بالفحم النباتي ) وكذلك البنابر ( المقاعد قصيرة القوائم ).. وتوزع النسوة للخدمة وتجهيز الطعام .. وكالعادة أيضا كل شلة صغيرة من بعض النسوة والذين لهن ميول لبعض أكثر من الأخريات تجمعن في حلقات ..
أم هالة أختارت بعض الجارات اللاتي ترى أنهن أقرب ( لطرحها ) إذا جاز التعبير ..أي أنهن يملن للمظاهر والتفاخر بكل سبل الحياة .. كما أن فاطمة لها شلتها اللاتي يشبهنها .. أي من الكادحات الواقعيات اللاتي ينظرن الى الدنيا كمحطة مثلها ومثل محطات القطار .. يكتفين منها بالزاد الذي يعين على الحياة بكل قناعة ورضا .
وكذلك فئة الجدات التففن حول الحاجة خديجة وإحداهن أمامها منقد خصص لعمل القهوة (أي الجبنة ) حيث تبدأ صناعة القهوة من الصفر .. تحميص البن وسحنه و غليه وصبه على الجبنة وتوزيعه على الحضور وكذلك للرجال نصيب .( يا ولد تعال نادي الفاتح خليه يشيل الجبنة للرجال )
ضج المكان بصورة بانورامية زاهية تتغلغل في مسام الذاكرة ولا تمحى أبدا في مثل نلك المناسبات .. رائحة البن ودخان الحطب ورائحة الطبيخ . ورائحة اللحم الشهية يقلب في النار .. الضحكات المنطلقة هنا وهناك ..الأزياء الملونة .. وفردة نعال ما تنطلق خلف قطة حاولت أن تسرق قطعة لحم .( بس الله يبسك )..
جمل مبتورة تنطلق من الحلقات بصوت عالي دون باقي الحديث الهامس ( هاهاهاها الله يجازي محنك يا محاسن قلت لي غسل بيها وشو ؟) تثير فضول الأخريات ليعرفن ما هو المضحك ثم سرعان ما يعدن الى حوارهن الخاص لتنطلق جمل أخرى مشابهة من شلة أخرى .
طفل صغير يقتحم مجمع النساء : يا ماما أنا جعان أعملي لي سندوتش .
- كر علي يا حبيبي .. تعالي يا هالة أحشي لأخوك دا من الكباب . أنا أولادي ديل ما بتحملوا الجوع .. عندنا هناك في الكامب بنجيب المورتديلا وسلطة الزيتون والنوتيلا الواحد كان جاع في أي وقت يدخل المطبخ ويعمل سندوتش عشان كدا ما متعودين على الجوع .
وفي شلة أخرى تنطلق الغيبة .
- أنت تعالي يا فاطمة مرة أخوك دي بتتكلم عن شنو ؟ .
- عن شنو كيف ؟ ولدها جعان وقالت لأخته أعملي له سندوتش .
- لا الحاجات القالتها دي شنو مورتديلا وكامب ومش عارفة شنو ؟
فاطمة تحاول جاهدة كتم ضحك من سخرية صديقاتها ( الداشرات مثلها .)
- لا بالذات الكامب دا شنو ؟ الكلمة دي قالتها كتير خلاص .
- تكون قصدها الكمبو بتاع المريسة داك ؟ .
فاطمة لم تتسطيع أن تكتم ضحكنها هذه المرة .
- أنت جنيتي يا علوية السعودية كمان فيها كمبو بتاع مريسة ؟.
- هوي ما تفضحونا الكامب دا يعني الكامباوند .
- يعني لحنتيها يا فاطمة طيب الكامباوند هو شنو ؟
- يعني مجمع سكني مجموعة بتاعة فلل في حوش واحد يكون فيه سوق وحدائق وحاجات زي كدا .
-أها فهمنا الله يوعدنا ..
- يعني هسع نحن بيت ناس أبوي دا ممكن نسميه كمباوند ؟.
- والله تسمي بيت أبوك كمبو الا يطردك منو أنتي وأولادك .
- هاهاهاهاها لكن ما ياهو كمبواند حوش كبير فيه بيوتنا نحن وأخواني وكل زول بحوش براه .
- أها كمان قولي دكان عم عثمان داك هو السوبر ماركت بتاعكم .
- والزريبة قدام بيتكم ديك تكون الحديقة .. يلا شوفوا ليكم حاجات تحشوها للأولاد
وهكذا يستمر حوار شلل النساء معظمه غيبة تتقاطع تجاه الشلل الأخرى .. تتجدد مع المواقف ثم يعدن لفتح مواضيع أخرى .
أما في الصالون كان الكل ملتف حول حاج الطاهر صغارا وكبارا .
أصحاب الفاتح يستمعون ويستمتعون .
وسنعود

Quote: أصحاب الفاتح يستمعون ويستمتعون . وسنعود

نحن المستمتعين الحقيقين اخ درديرى
ارجوك لا تتاخر مع تحياتى

(*)

حوار الأرزاق
33
في صالون الرجال كان الضيوف أيضا يجلسون في حلقات ينتظرون وجبة الغداء .. ويستلم حلقة الكبار الطاهر بصوته العالي وقفشاته .. وتنطلق الضحكات هنا وهناك .
أصحاب الفاتح تركوا حديثهم وأصبحوا من مكمنهم يسترقون السمع للحديث الممتع من العم الطاهر .. وهو يروي عن مغامراته وزواجاته الكثيرة والتي بعضها لم يتجاوز الأشهر .. لكن حديثه فيه كثير من التحفظ احتراما للجد صالح وضيوفه من كبار السن .. رغم التلميح والحديث المبتسر والمبتور وان شئت قل المبستر ..
أصحاب الفاتح أغرتهم الحكاوي واشتاقوا للتفاصيل بين الحكاوي كشأن الشباب أكثرهم المشاغب علاء الدين .
- الفاتح خلي جدك دا يجينا بيجاي ياخ .
- أجيبه كيف ما شايفه مشغول بالحديث مع الجماعة ,
عصام : ايوا يا الفاتح عليك الله حاول جره معانا ياخ .
- خليه يسكت ويبدا واحد تاني يحكي روح أهمس له وقل الجماعة أصحابي عايزين يتعرفوا عليك .
وفعلا بدأوا يراقبون حلقة الكبار أول ما بدأ آخر الحديث بجملة ( والله صدقت يا الطاهر أنا كان حصل لي موقف زي موقفك يا شيخ الطاهر )
- يلا يا الفاتح أجري دي فرصى ما تتعوض ,.
فعلا قام الفاتح واتجه ناحية جده الطاهر وهمس في أذنه : يا جدي الطاهر أصحابي المهندسين ديل عايزين يتعرفوا عليك .
قال : وماله دا شرف كبير لي ياخ . وفعلا قام بصحبة الفاتح متجها ناحية حلقتهم ..
- أهلا يا ابنائي أهلا بالمهندسين زخر الأمة وأمل المستقبل الكبير .
- وبدأ يصافحهم مع التعريف . المهندس عصام والمهندس علاء الدين . ومهندس عماد والمهندس عاطف والمهندس تامر .
- ما شاء الها ما شاء الله ربنا يحفظكم يا أولادي .. طيب عن إذنكم أرجع لأصحابي ديل .
يقفز علاء الدين ويمسك بيده " شنو يا عم الطاهر ياخ نحن عايزين نسمع من تجاربك الحياتيه زي ما عارف نحن شباب في بداية حياتنا عايزين نستفيد من خبراتك ياعمنا أقعد معانا شوية .
وقف عم الطاهر ينظر اليهم بابتسامة تنم عن أنه فهم مقصدهم ..واستسلم وجلس فعلا .
- أها أنتو عايزين تعرفوا شنو ؟
- يعني مثلا علاقاتك العاطفية أول زواج ليك .. نحن من كلامك هناك حسينا أنك عندك تجارب كثيرة بعضها فاشلة وبعضها ناجح .
- أنا أصلا ما عندي تجربة فاشلة .
- ومال الطلاق ما يعتبر فشل ؟
- لا ما ضروري يكون فشل .. ياخ في واحدة من نسواني ديل أنا طلقتها وكنا الاتنين قعد نبكي لفراق بعض .
- طيب سبب الطلاق شنو ؟
- ما في ظروف اتفرضت علينا نحن الاتنين .. ودي حكاية طويلة ما أظن نهار اليوم يكفيها .
- يا عم الطاهر أحكي لينا بس محل تقيف تقيف .
- لا لا لا نحن عايزين الحكايات المكتملة والقصيرة عشان تاني يمكن ما نتلاقى نقعد معلقين ساي .
- طيب أنتو أسألوا لأنه أنا حكاياتي لا عندها بداية ولا عندها نهاية .
- من الأول يا عم الطاهر أول زواج ليك وكان عمرك كم ؟
- طيب تعرفوا يا أولادي أنا أول عرس لي عمري كان يمكن سبعتاشر تمنتاشر سنة .
الشباب باندهاش : بس ؟
- يا جماعة ما تقاطعوه خلوا الراجل ينداح ..
- أها يا أولادي طبعا أنا خليت القراية من الأولية .. ما صبرت لها و الا كان بقيت مهندس زيكم كدا . قام أبوي الله يرحمه شغلني معاه في الدكان ..و كنت صعيليك بتاع حفلات وشكل والاسر كلها تجي تشتكي لأبوي .. هو عشان يراقبني شغلني معاه في الدكان . المهم أنا استسلمت .. كان دكان أبوي فيه صالة قدام الدكان فيها عنقريب يكون ابوي راقد فيه يسمع في الرادي وأنا شغال جوة الدكان .. أها يوم قاعد كدا جات مرة كبيرة من العرب الرحل والبيتنقلوا ببهائمهم موسم الجفاف يجوا علينا ناحية النيل وفي الخريف يرجعوا جنوبا وغربا .. يعني زياراتهم موسمية .
مع المرة الكبيرة كان معها زهره بتها اسمها كدا .. أسم على مسمى على باليمين يا أولادي لا يوم الليلة ما لاقاني أحلى من زهرة دي . عمرها بين خمستاشر وسبعتاشر كدا .. يعني مراهقه .. تلبس فستان تحت الركبة بشوية وتغطي رأسها بطرحة .. لونها قمحي عيونها واسعة كحيلة خدودها يضون عديل .. وشعرها نازل ضفيرة طويلة تحت الطرحة .. عاملين لها شفتها التحتانية بوشم أخضر غامق قريب للأسود . دق الشلوفة تعرفوه ؟..أها دا كان الروج بتاع زمان ..
جاء نداء من هناك
- يا حاج الطاهر شنو خليتنا وبقيت مع الشباب ديل نحن منتظرنك ياخ .
عصام لا لا لا كفاكم نحن عندنا معاه استشارات .
- دقيقة يا حجاج بجيكم بعد شوية .. يا شباب أكمل قصة زهرة بس كفاكم؟ .
- نشوف يا عم الطاهر . أها واصل عليك الله .
- المهم أنا كنت بتكلم مع أمها وعيني ما رمشت من زهرة . أجهز لها في طلباتها وأعاين للبت .
- هي أنتبهت .. قالت لي : عجبتك زهرة بتي يا الطاهر ؟
- قلت لها ما شاء الله كمان اسمها زهرة .. والله صدقتي في تسميتها يا خالتي رقية . أها البت سمعت الكلام وبقت تخجل وتدارى مع أمها أمها كانت مرة سمينة كدا .. وهي من ظهر أمها كل مرة تمد رأسها تعاين لي وتضحك وترجع تاني تتدارى .. علي باليمين زي القمر وسط السحاب .
- قالت لي نعرسها ليك ؟
- بدون تردد قلت طوالي .. طلعت مني بصوت عالي جدكم الله يرحمه سمع الجملة . قل لي : في حاجة يا الطاهر ؟.
قلت : لا ابدا يا أبوي كان نحضر لحاجة رقية في طلباتها وقالت توصل معاي الطلبات قلت لها طوالي .. ما عارف الكلام دا جاني من وين؟ .. لغاية ما الحاجة ذاتها اتكيفت مني وبقت تضحك .
- قالت لي أنت جادي عايز تعرسها ؟
- قلت لها أكثر من جادي بتك دي زي الحلم .. انا فعلا كنت متخيل نفسي حلمان .. والبت لسع ما اتكلمت ولا عارفة اذا كانت بكماء ولا بتعرف تتكلم .
وفعلا الحاجة اشترت أغراض كتيرة وما بتقدر تشيلها براها قلت لابوي أروح أوصل معاهم الأغراض بالحمار . أبوي وافق .. هو ذاته ما صدق يجي زبون يشتري كميات قدر دي وعاوز يكسب الزبائن ..
المهم رفعت الأغراض في الحمارة وجريتها ومشيت معاهم .. وتواصل حوارنا مع الحاجة . وزهرة لسع تتدارى ورى أمها وتعاين لي وتضحك . كنت ناوي أسمع رأيها أو عاوز أسمعها تتكلم ما تتطلع بكماء كمان .
قلت : تعرسيني يا زهرة ؟
ضحكت وقالت :أها أنت تديني شنو كان عرستك .
فرحت بردها رغم أني ما عندي لها جواب الحمد لله نطقت . بصراحة أنا ما فكرت في سؤالها وفعلا أنا ممكن أقدم لها شنو كان عرستها ..
طفل صغير يقطع الحكي ..
الفاتح قالوا ليكم تعالوا شيلوا الغدا .
- أخخخ يا عمنا عليك الله الا تكمل لنا الحكاية بعد الغداء .
- معاكم أنا ما عنكم مشكلة .
يتبع

هسه دا وقت للغداء

بديت لينا بالخريجين جينا جارين شايلين بقجة شهايد وتجارب شبيهة ومتابعين في متعة مع الحكومة
أقول أعلق تقول أصبر
ولما خشيت في الممنوع وصراع النونات خليتني بقيت أباصص من الشغل وأغني من بعيد لبعيد

استخدم خاصية المسح وأحذف المداخلة بناءاً على رغبة صاحبها

Quote: هسه دا وقت للغداء بديت لينا بالخريجين جينا جارين شايلين بقجة شهايد وتجارب شبيهة ومتابعين في متعة مع الحكومة أقول أعلق تقول أصبر ولما خشيت في الممنوع وصراع النونات خليتني بقيت أباصص من الشغل وأغني من بعيد لبعيد استخدم خاصية المسح وأحذف المداخلة بناءاً على رغبة صاحبها

طالما الحكاية حوار أرزاق معناها تفتح قوس وما تقفلوش ...

منور يا تبلدي

معليش هي الحكاية فيها تقاطعات كثيرة عرضيا وأفقيا رأسيا ولاسفل عبر الزمان والمكان

كله وارد وكله جايي

حوار الأرزاق
34
دخل الفاتح وثلاثة من أصحابة ناحية المطبخ ودور النسوة لنقل سفر الطعام وتوزع الضيوف الى أربعة حلقات ..الخال وحسن وشلة من أصحابه يمثلون الطبقة يمكن تسميها المثقفة أو المتعلمة أو حتى المسيطرة .. وشلة عم صالح وأصحابه من كبار السن ومجموعة الفاتح ومعهم شباب الجيران انقسموا لحلقتين . عاد الطاهر الى مجلسه الأول شلة الأجداد . ولقلة عددهم انضم لهم الفاتح بعد مناداته من أحد الأعمام .
- تعال يا عريس أنت معانا بيجاي خلينا نتبرك بيك أنت مش سيد المناسبة؟ .
علاء الدين خاف أن يلح الفاتح على جده ويكمل له القصة من دونهم .. وكان الجميع على يقين أن الآخرين كانوا يسترقون السمع رغم أدعائهم الانشغال بمواضيع أخرى أطلق علاء الدين تحذيرا جعل الجميل يضحكون قائلا .
- يا عم الطاهر الخاين الله يخونه .
- العفو يا ولدي ما في خيانة . ما تخاف على رزقك نصيبك بيجيك .. هاهاهاهاها ..
عم صمت قصير لا تسمع فيه الا صوت المضغ وتصادم الأيادي مع الأطباق ..
- والله ما شاء الله الحريم يدهن مبروكة خلاص عليكم الله شوفوا جنس الأكل دا طاعم كيف .
- أنت أصلك كان ما جبت سيرة الحريم ما بترتاح .
- لكن يا عم صالح هسع أنت تقدر تعيش بدونهن ياخ ديل زينة الدنيا ذاتها ياخ .
حسن من بعيد حاول يغير الموضوع قبل أن يغرق الطاهر في هواه من جديد .
- أنت يا خالي الطاهر أولادك وصلوا وين في القراية ؟.
- أولادي كمان قعد يصلوا وين في القراية ؟ .. محمد الكبير ماسك الدكان وعلي في الزراعة غايتو عشمنا في الصغير عثمان دا ياداب وصل الثانوي وماشي كويس قعد ينجح .
- ينجح بس .. يعني ما يتفوق ؟
- يازول ها هو دي نحن كنا لاقنها .. علي باليمين أولادي الكبار عادوا حياتي ذاتها بالكربون .. هسع محمد دا لسع ما وصل عشرين سنة وزاني في رأسي قال عايز يعرس .
- طيب ما تعرس له دا شي كويس خليه يستعفف أخير من الصياعة يلقط لك مرض ولا مصيبة .
- نان أنا قلت لا ؟ .. نجمع في الرزق ونفتش في بت الحلال .
- ما عليك يا خال بس لامن تبقوا عليه قول لي عووك أنا شيلة الملابس والدهب علي .
- ما بتقصر يا ود أختي والله .. الله يديك العافية ويخليك لأولادك .
نجح حسن في حرف مسار حكي الخال الطاهر الذي يعتبره غير محتشما في حضرة ضيوفه الراقين .. وعاد الى محاورتهم من جديد .
خلصت الوجبة وخرج الجمع ناحية الحوش الخارجي والذي تظلله شجرتي مانجو ضخمتين .. وتصنع ظلا وريفا باردا أغرى الجمع بأن يتناولوا الشاي تحت الظل .
- يا زول نحن نشرب الشاي هنا ..
- أحسن فكرة دي ..
بسرعة أشتغل اصحاب الفاتح وأخرجوا الكراسي في شكل حلقات .. وخصوا جلسة بعيده لأنفسهم منادين الخال ليكمل الحكاية .
- يلا يا خال تعال كمل لنا حكاية زهرة .
- الفاتح قالوا ليكم تعالوا شيلوا الشاي .
دقايق يا جدي ما تبدأ . أحضرت ثرمس الشاي الكبير مع الكبابي وصب الشاي للحضور واحضر الشباب الطاولات الصغيرة وزعوها وعادوا لمكانهم مسرعين ليسمعوا باقي حكاية زهرة .
- يلا يا عم الطاهر نحن منتظرنك .
- دقائق يا أولادي أجيب حقة التمباك من شنطتي .. الشاي المظبوط وعامل زي دم الغزال دا عايز له سفة كاربة عشان يظبط الراس .
بعد قليل جلس الخال في كرسيه كأنه يريد أن يلقي محاضرة والشباب مركزين نظرهم . أخرج علبة التمباك طرقها فتحها شمها واستخرج منها برؤوس صابعه حفنة كومها فوق شفته السفلى نفض يديه وأعاد العلبة الى جيبه وأستعد للحكي .
وقال : أها زي ما قلت ليكم وصلنا محل الخيام مع الحاجة رقية وبنتها زهراء .. لقينا أهلها كلهم متجمعين قدام الخيمة أخوانها وأبوها فارشين سجادات الصوف على الأرض يشربوا في القهوة وبهائمهم منتشرة حولهم .سلمت عليهم جو أخوانها أستلموا الأغراض ,,
هي الحاجة قايلاني بهزر أنا ما جادي في حكاية العرس دي . قالت لي أقعد أشرب جبنة مع عمك وأخوانك ديل .
قعدت فعلا وبدأت الونسة من أبوهم .سألني من أبوي وقال لي سلم عليهم وحكوا لي عن السفر والمشاق التقابلهم في حياتهم وموجات الجفاف وخطورتها .. المهم ونسة عامة لكن كلها بعيدة عن حبيبة القلب زهرة .. التي دخلت مع أمها في الخيمة .
قلت استأذن يا جماعة ممكن تناودوا لي الحاجة . أبوهم قال لي ليه هي ما حاسبتكم ؟. قلت لا بس عندي معاها موضوع . أها قام رسل ولدوا الصغير ناداها .
قلت لها يا حاجة أها عملت لي شنو في موضوع العرس ؟.أتخلعت قالت لي أنت جادي يا ولدي في كلامك دا؟ . قلت لها ومال شنو كمان العرس فيه هزار ..
قالت لي :أنت ولد صغير لسع بدري عليك ..
عملت فيها زعلان (وأتعفرت ) .. تعرفوا يا اولادي أقوى سلاح ممكن تلين به قلب أي مره هو سلاح الزعل .. عاوز منها أي شي بس تعمل فيها زعلان .. تهيجت و قلت لها كيف تقول علي ولد صغير أنا زول شنبي قام وشغال بضراعي صاح شغال مع ابوي لكن بعد شوية حيكون عندي دكان حقي .. تصدقوا هي تأثرت قالت أنت راجل وولد راجل خلاص معليش أنا بشوف لك الموضوع دا مع أبوها وبعدين نشاورها هي .نادت راجلها .. يا حاج علي تعال .. جا .. وقالت له .. الطاهر دا ولد صاحبك الحاج عبد الله قال عايز بتنا زهرة .. شفتوا زكاء المرة دي كيف ؟ قالت له صاحبك .عشان تقفل له خط الرجعة ..هي فعلا عشرة طويلة . كل ما تجي العايلة دي في رحلة الجفاف أغراضهم كلها من دكان أبوي لغاية ما بقت عشرة .. هو بدون تردد قال خير هو ولدنا و ولد أخونا .أنا شعرت بنفسي عايز أطير من الفرح .. لاحظوا الوقت دا كله هو تصرف مني براي ..لا أمي ولا أبوي ولا أخواني عارفين حاجة . بعد شوية نادوا البنية وسألوها قدام أخوانها .. أبوها قال لها يا بت يا زهرة ( ولدنا ) الطاهر دا طلب يدك أنت موافقة ؟.
طبعا دا كان آخر كرت لو هي قالت لا . كل شئ كان انتهى وأنا كان بالنسبة لي مغامرة بسيطة راحت برأسمالها .
لكن المفاجأة هي هزت رأسها موافقة وضحكت بخجل وجرت دخلت الخيمة .
أنا قربت ألحقها وأخطفها أركبها في الحمار حقي وأجري بيها .. فرحت لي فرحة ما يتخيلها بني آدم .. تعرفوا يا أولادي القلب دا حاجة كدا زي الضو حق الكاميرا يفتح يلقط سريع ويقفل .. ما تسمعوا حكاية اللف والدوران والحب بعد العداوة والكلام الفارغ دا .. البت من أول لحظة شافتني حبتني وحبيتها .. وقفلنا على كدا .
طفل آخر يقطع الحوار : الفاتح قالوا ليكم تعالوا شيلوا القهوة .
- قول ليهم جايي ياخ .. قول ليهم ما عايزين قهوة .
- يا ولد على كيفك هو ؟ يمكن الناس التانين عايزين .
- أمشي جيبها أنت يا حسن الفاتح مندمج مع جده ..
تسلم يا جدي صالح دايما ما تظهر في الوقت المناسب .
ذهب الخال حسن متذمرا .
- أها يا عم الطاهر واصل .
واصل الطاهر

حوار الأرزاق
35
أها يا أولادي بعد موافقة البت . طوالي أبوها قال لي يلا يا ولدي تكلم أبوك وتجوا تتقدموا رسمي بعد داك الحاجات الباقية نتشاور فيها ..
أنا ودعتهم فرحان جدا ركبت في الحمارة ولكزتها برجلي ومحطتها بالصوت عايزها تجري بأقصى سرعة..أها وصلت البيت قريب المغرب ..أبوي عادة مع أذان المغرب يقفل الدكان وندخل جوة نصلي المغرب في حوش الديوان نشرب الشاي ونرجع نفتح الدكان ومع العشا نقفل كدا خلاص يكون اليوم انتهى .. طبعا أنا صغير البيت أخواني وأخواتي الكبار كانوا كلهم متزوجين .وأنا رغم الشقاوة الا كنت مدلع من أمي وأبوي ما يرفضوا لي طلب أبدا ..أها بعد الصلاة وقعدة المغرب أمي وأبوي لسع قاعدين في الصلايات ما قاموا قلت لأبوي :أبوي أنا عايز أعرس .
أمي أعتبرتها نكتة وفقعتها ضحكة .
أبوي لأنه عنده شوية فكرة ربط المواضيع مع بعض هو عارفني جايي من وين .
- أها دي منو سعيدة الحظ دي ؟
أمي قالت : يا ولدي ما ترسى شوية الناس لسع ما نست شقاوتك وبلاويك ما في زول بيديك بتو .
قلت : لو لقيت زول يديني بتو توافقوا ؟ والبت ذاتها موافقة .
أمي قالت ضاحكة : طوالي .
أبوي رفع يده حاول يثبتها لكن هي ما فهمت قصدو ..لأنه شعر أن الموضوع مستوي فعلا .
- ما قلت لينا العروسة منو ؟
قلت لها : بنت حاجة رقية البدوية الوصلت معاهم الأغراض .
- عاوز تتزوج من البدو الرحل ديل ؟
- شنو قال شنو؟ يا ولد دا كلام شنو ؟
- أيوا حتى ابوها حاج علي قال صاحبك عشان عرفني ولدك طوالي وافق .
- فعلا حاج علي راجل فاضل يا ولدي .. لكن المشكلة نحن حياتنا تختلف من حياتهم .. نحن ناس مستقرين وديل ناس رحل ما عندهم بلد ثابت .. محل يلاقو القش والموية لبهايمهم يستقروا . .
- يعني كمان عاوز تترحل معاهم ؟
- قلت لا أنا ما قلت عاوز اترحل معهم هم وافقوا يدوني البت لكن بعد موافقتكم انتو وطالما ما هي مرتي أكيد راح توافق تعيش محل أنا عايش .
- يا ولد ما في كلام زي دا .أرسى وثبت نفسك ونحن نعرس لك أحلى بت في البلد .
- أنا ما عايز غير زهرة دي ..ولو ما وافقتوا راح اسيبكم وأعرسها وأرحل معاهم .
أبوي سكت وخت يده في خده يفكر هو عارف أنا انسان عنيد وممكن أنفذ الفي رأسي وتاني ما راح يشوفوني أبدا الا مرة كل سنة دا لو جيت البلد .
أمي (تنق) أبوي قال لي خلاص شيل المفتاح أمشي قدامي أفتح الدكان . وأبوي تأخر في البيت الظاهر أقتنع وحاول يقنع أمي رجعت ولقيتهم مستويين خالص يعني موافقين ويضحكوا كمان أمي قالت لي أبشر يا عريس . فرحت شديد . خلاص نحن الصباح نمشي معاك أنا وأمك نشوف العروس ونطلبها ..
وفي الصباح كنا متجمعين في الخيمة مع عم علي وأولاده . والعروسة لبسوها لبس البدو . وجات أمي طوالي أقتنعت بدون مقدمات بقت تزغرد .. لكن هي تشبه سبنا بتاعة شاشي كابور قعد تشوفوا الأفلام الهندية ؟ ..
المهم أبوي وأبوها وافقوا أنه يعملوا كل العرس في بيتنا .. وأبوي قال لهم اعتبروا نفسكم ضيوف عندي وحددوا العرس بعد اسبوع . والعروسة طلع عمرها خمستاشر سنة بس لكن جسمها فاير ما شاء الله تربية السمن والبلح علي باليمين ساقينها ديل زي قزازات السمن أجعص مخرطة ما تعمل زيهم ...
- لا حول ولا قوة الا بالهز قرضتها يا عم الطاهر أكيد ماتت بعد وصفك داك .
- علاء الدين ياخ ما تقاطع الراجل .واصل يا عم طاهر .
يا زول بعد أسبوع تحول بيتنا لبيت عرس .. طبعا زمان ما في مرطبات وببسي وحاجات زي كدا .. الشربوت والبقنية والمريسة ديل بالبراميل .. و زريبة البهايم حقتنا اتملت بالخرفاتنوالعجول كلها هدايا ومواجبات من أصحاب أبوي .
- يعني شنو مواجبات يا عم ؟.
- مواجبات يعني رد المجاملة . أبوي مجامل يشارك الناس في أفراحهم بما أنه أنا كنت أصغر أخواني وفرقي من أقرب واحد في أخواني سبعتاشر سنة هي خديجة أختي حبوبة الفاتح دا أنا أتولدت بعد ما هي اتزوجت .. أها الفترة دي كلها أبوي كان يجامل في الناس ما وقف من أي مناسبة تخيلوا مواجبات خمستاشر سنة أو اكثر متراكمة .. وفي واحدين هدو دهب للعروس .. ويا زول عرسي الأول دا كان مهرجان .. الحفلات دي تلات أيام براميل المريسة والبقنية والشربوت دي مرصوصات الناس دي تشرب وتاكل في اللحم .أها لامن ظهرت العروسة دي في الحفلة و قطع الرحط الناس دي كلها شهقت .. ما متخيلين في السودان في بت بالجمال دا ... أها تقول أدوها عين من يومها .. داك العروس ما شافت عافية ..
أهلها بعد العرس راحوا في رحلة الدرت تجاه الجنوب والغرب وخلوها معاي طبعا . البت يمكن شهر كامل مقضياه بس بكا .. والدكاترة يقولوا ما عندها شي جابوا ليها الشيوخ قروا ليها . بس تقول عايزة أمي ..
- يعني ما قدرت تلمسها يا عم ؟
- كيف ياخ معقول قمرة زي دي أخليها .. هي بتكون عادية بالليل بس النهار تقوم تجنن وتبكي ..
أخيرا بعد ما رجعوا أههلها بعد تلاتة شهور جاوا زارونا وهي علقت فيهم .. أبوها وأمها قدر ما شاكلوها وقالوا ليها بيت راجلك هو بيتك . هي أصرت ..أخيرا أبوي اتكلم معها واتكلم معاي وأقنعونا أنه نتفارق .. وأها دي الوحيدة الأنا طلقتها وانا وهي كنا نبكي وقت الفراق . فهمتوا الطلاق ما شرط يعني بسبب فشل الزواج هي الظروف فرضته علينا نحن الاتنين .
- يا سلام يا حاج والله قصة مشوقة .
أنتبه الجماعة الى أن كل الحضور كاتوا متحمعين حول الطاهر حتى الجد صالح كان مبتسما ويؤكد بهز رأسه صحة الحكاية باعتبار أنه كان من الحضور ..
قرب المغرب وبدأ الجمع في الانصراف . والشباب كانوا متشوقين لسماع حكاوي أخرى من حاج الطاهر لكن الزمن لم يسعفهم .. توادعوا .. وبدأ الضيوف في الانصراف بالتدريج حتى فرغ البيت الا من أهله ..
وكذلك الفاتح ساق والدته وأخته نحو بيته استعدادا ليوم غد السبت يوم جديد من أيام العمل بعد كل هذه الأحداث .
يتبع

تعرف عملت شتارة الطاهر بعد الصفحة الاولى افتكرت
النهاية فى الحلقة29 وكتبت مداخلة انشاء الله شوفتها
يعنى كده تكون 5 ساعات متواصلة

Quote: تعرف عملت شتارة الطاهر بعد الصفحة الاولى افتكرت النهاية فى الحلقة29 وكتبت مداخلة انشاء الله شوفتها يعنى كده تكون 5 ساعات متواصلة

هههههههههههههههههههه

ولا يهمك يا دهب الشتارة شطارة

ما شفت عمك دا أعاد ترتيب الأوضاع كيف بشتارته

وبشتارته كمان أرضى غرور الجميع

Quote: نحن المستمتعين الحقيقين اخ درديرى ارجوك لا تتاخر مع تحياتى

شاكر يا حاكم

الله يديم المتعة

سلام أبو الدر
غايتو بردت علينا بي دخلة حاج الطاهر دي

Quote: وبشتارته كمان أرضى غرور الجميع

تنبيه:
دخلة .. يعني دخول بفتح الدال ( )

Quote: سلام أبو الدر غايتو بردت علينا بي دخلة حاج الطاهر دي Quote: وبشتارته كمان أرضى غرور الجميع تنبيه: دخلة .. يعني دخول بفتح الدال ( )

هههههههههههههههه

أنا ما فاهم لكن أوعدك ما أقول ليك قاصد شنو

حوار الأرزاق
36
قبل أن يتحرك الفاتح بسيارته بصحبة والدته وشقيقته كان أفراد الأسرة كلهم متجمعين في الشارع يديرون الحوار المعهود في الأسر السودانية قبل الوداع .. وخاصة عند مغادرة آخر الأقارب في بيت مناسبة ما.
- يا خالي الطاهر تمشي تبيت معانا .
- أيوا يا جدي عاوزين نعرف الحصل شنو لزهرة بعد كدا .
- زهرة دي منو كمان ؟
حسن : حتكون منو ما واحدة من نسوان خالك الكتار ديل ؟ .
- معليش يا فاطمة انشاء الله نجيكم في السمح وفي عرس الفاتح وأخوانه .. وعرس ابتسام ... بس عليك الله سمنيها شوية عشان تقنع ليها عريس على الأقل .
ابتسام يبدو الامتعاض على وجها خاصة بعد انفجار الفاتح بالضحك .
فاطمة : يا خال أنت لسع من زمن العروس المليانة الزمن دا زمن النحيفات ما سمعت بالعروس الاستايل والقوام الانجليزي .
- نحن كلام زي دا ما بنعرفوا يا فاطمة نحن ناس بقر ساااي هاهاها .
الحاج والحاجة يضحكون على تعليقات الطاهر .
الحاجة : أنت ما بتخلي جنك دا أصلو يا الطاهر .. كلام فاطنة صحي هسع العرسان بقن كان الواحدة سمينة تمشي تشترك لها في نادي بتاع تخسيس وتوقف الأكل عشان تضعف .
أم هالة : صحي يا خال نحن نعيش في زمن النحافة .
الخال : هي لكن العروس النحيفة دي كان جابت لها تيمان علي باليمين علا يكملوها رضاعة ساي ..
الفاتح فقعها ضحكة مما زاد حنق ابتسام وخاصة بعض ضحك الآخرين ففتحت باب السيارة وجلست في المقعد الخلفي معلنة الغضب .
حسن محاولا معالجة الموقف : خلاص يا جماعة ما تساهروا يلا نشوفكم في ساعة خير يلا يا الفاتح بكرة عندك شغل ما تتأخر على عمك .
الخال الطاهر : معليش يا فاطمة بجيكم مرة تانية بكرة عندي مشاوير عايز اشتري بضاعة أشحنها للبلد وأسافر ..أنا بس جيت أكفر للفاتح وأسلم على حسن وأولاده لكن ما دام أصلا جيت البلد دي أحسن استفيد من المشوار الجية ما هينة .
- شكرا كتر خيرك يا خال ما بتقصر طول عمرك زول واجب بالله سلم على زبيدة ووليداتها .
- أنشاء الله يبلغ يلا مع السلامة .. معليش يا بسمة ما تزعلي علي باليمين أنت أحلي عروس في الدنيا دي بس عارفة جدك يحب المناكفة ..من شدة ما عاجباني كان ممكن أخطبك لواحد من أولادي لكن ديل ناس جاهلين ما من مستواك أنت دكتورة كبيرة يجيك البناسبك ..
- لا يا جدو ما زعلانة منك والله .سلم عليهم كلهم ..أنا من زمان أقول لأمي لازم نمشي البلد نزورها .لكن انشاء الله في عرس محمد كلنا بنجيكم .
- كيف دي ولا عايزه لها مشاورة محمد أنتو ياكم أهلو البجرتقوه .
- يلا أها مع السلامة .
وتحرك الفاتح ناحية بيتهم .
وفي الصباح قام مبكرا أوصل شقيقته للجامعة عاملا حساب التأخير . ثم وصل الورشة .. بل وصل قبل عم الزين والعمال .
كل من وصل بدأ السلام عليه وحمد السلامة على الخروج من السجن .. وحتى بعد ذلك وصل عم الزين ..
وفي ذاك اليوم أحضر عم الزين الإفطار من بيته .. كمية من اللحم واليخن ( الدمعة ) والكبدة .. وكان فطورا احتفائيا .. سعد به العمال ..
وكالعادة بعد الأفطار توزع العمال بين رواكيب بائعات الشاي جلسوا على البروش يحتسون الشاي .. وكل شلة من العمال هم زبائن لست شاي خاصة بهم .
وبعد الأفطار وشرب الشاي .. تحضر سيارة المباحث مرة أخرى .. ودخل الضابط المكتب عند عم الزين ..
كل العمال ركزوا نظرهم على مكتب عم الزين متوجسين من حدث جديد .. خافوا أن يكون قد تم فتح ملف آخر ..ربما سيتم إقتياد عم الزين للحبس مرة . متنمين من الله أن يكذب الشينة .
الفاتح في مكتبه كذلك كان مشغولا بتقليب ملف السيارات التي تولى إعادة تشغيلها .
في تلك اللحظة كان أحد الميكانيكية تظاهر بأنه يريد إشعال سجارة وخرج من الورشة وهو المعلم ضبة ..أكثر من كره الفاتح وناصبه العداء .
وفي مكتب الزين .
الضابط : يا عم الزين أنت عندك ميكانيكي هنا اسمه عماد ملقب بضبة ؟ .
الزين : ايوا نعم ماله عماد ؟
الضابط : نحن عايزنه ممكن تناديه لينا .
الزين : يا عادل يا حسين نادي عماد ..
حسين : عماد طلع يا معلم قال عاوز يولع سجارة .
الضابط بانفعال خرج من المكتب .. وينه ؟ ...طلع وين ؟
- يا هو داك ماشي .
- يا عماد . يا ضبة .
عماد بدأ يسرع الخطوات كأنه لم يسمع اسمه .. الضابط مخاطبا العساكر الذين يرافقونه ..أمشوا جيبوا الزول داك سريع ..
عماد التفت مرتبكا وحاول يجري وحصلت مطاردة سريعة لحقه العسكريون ومسكوه من كتفيه وعادوا به ..
كل ذلك تم تحت دهشة عم الزين وعمال ورشته بل عمال الورش المجاورة كلهم اتلموا ..
عم الزين محاولا الدفاع عن عامله : ماله يا جنابوا ؟..
الضابط : خلينا نركبه في العربيه وبرجع اشرح لك يا عم الزين .
عم الزين عاد الى مكتبه وهو يرتجف انفعالا بالموقف .
الضابط : بصراحة يا عم الزين الولد عماد دو هو الورطك أنت والمهندس الفاتح .
عم الزين : كيف ورطنا .؟
الضابط : عماد دا يا عم الزين هو واحد من الموزعين لقطع الغيار المسروقه .. صحي هو ما كان بيحيبها عندكم لكن كان بيبعها لورش تانية . بالقطعة .. لكن الظاهر هو لأنه بيكره الفاتح كان قاصد يورطه هو فقط ما كان فاكر المشكلة راح تكبر وتصلك أنت .. أغرى لصوص قطع الغيار بأن يعرضوها على الفاتح وعارفه أنه متحمس للشغل و عارفكم محتاجين للقطع دي .. لكن كان فاكر الفاتح راح يحضر القروش ويشتريها لحسابه ويتصرف فيها ما كان متخيله راح يعرضها عليك ويتم الموضوع باسم الورشة .
- طيب كيف عرفتو أنه قصد يورط الفاتح ؟.
- هو ما دس الموضوع عنده اصحاب موزعين تانين قاليهم المهندس العامل فيها مقددها ده شوفوا كان ما ركبتوا ليكم ماسورة وطفشته من الصناعية دي للأبد .
- أها فهمت الموضوع .. بالله شوف يا خسارة .. عماد دا أنا ربيته وعلمته معاي من كان صبي صغير خلي الدراسة من الابتدائي .
- على كل حال كل واحد بيلاقي نيته في النهاية .
- طيب كتر خيركم ما أقدر نقول حاجة في العدالة .
وتحركت سيارة المباحث في اللحظة التي كان واقف فيها الفاتح في مكتب عم الزين وسمع الحكاية كلها .
- عم الزين خاف أن تؤثر هذه الحكاية في الفاتح وتكرهه الشغل من جديد .. كل شئ ممكن يكون مقبول عدا الدسائس والمؤامرات لا أحد يطيقها بالذات في العمل .
يتبع

(*)

حوار الأرزاق
37
بعدما أخذت الشرطة عماد ضبة ومضوا به نحو مكاتبهم وتفرق العمال لورشهم وأماكن عملهم .. عاد الفاتح الى مكتبه يكاد رأسه ينفجر .. من هول المفاجأة . يفكر بصوت يكاد يسمع من خارجه .
ينظر الى الملفات أمامه ولا يكاد يرى ما بها .
معقولة للدرجة دي ؟.. شخص زميلك في العمل لمجرد أنه غار منك ممكن يورطك في مصيبة تحطم مستقبلك وحياتك ؟ .. صحيح هو جايي من وسط طلابي فيه الغيرة وفيه المنافسة بين الطلاب .. لكن في أقسى جرائمها لا تتجاوز إخفاء مرجع في المكتبة ..أو القتاتة والظهور بعدم الفهم في مسألة معقدة استعصت على الزملاء .. أو عدم أفشاء سر اكتشفه في تجربة بالمعمل سهلت له العمل .. ورغم أنهم كانوا ينظرون إليها على أنها شئ غير أخلاقي .. لكنها لا ترقى لأذى الآخرين بل يمكن تكون وسائل مشروعة ..صحيح أن الطلاب لا يوجد لديهم ميثاق أخلاقي مكتوب مثل ما يعرف بأخلاقيات المهنة المتعارف عليه عند القانونيين والاطباء والمهندسين وغيرهم من أصحاب المهن الرفيعة في السلم الخدمي .. بل حتى أصحاب المهن الدنيا عندهم أخلاقيات مهنة الخضرجية وبائعي الحليب حتى الخمارات .. في إمكانهم يغشوا ويضيفوا الماء لكنهم نادرا ما يفعلون رغم أن ليس لهم رقيب أو حسيب سوى ضمائرهم ..أي مجتمع هذا الذي تورط فيه ؟.. هل معقول هذا ما يعنيه خاله بالبرستيج والمستوى وغيره لكن عبر عنه بصورة فجة منفرة تشبه التفرقة العنصرية لذلك كان يراه شخصا بغيضا هو وزوجته .
عم الزين شعر بالغم الذي أصاب الفاتح ودخل عليه في مكتبه وجده ساهيا سارحا يكلم نفسه ويحرك يديه لا إراديا حب ان يخفف عنه.
- أوعى تكون اتصدمت يالفاتح يا ولدي ؟ .
- أتصدمت البسيطة دي يا عم الزين؟ .
- ما تفتكر أنه المنطقة الصناعية كلها من شاكلة عماد دا ؟.
- والله يا عم الزين لو فيها فقط عشرة من عينة عماد دا من بين المائة ألف الشغالين فيها كفاية أنه يخربوها ..لأنه جريمة من واحد منهم من ممكن تضر آلاف ..
- تعرف يا ولدي عماد هو ميكانيكي شاطر وحتى بقى مشهور .. في عربات كتيرة عندها مشاكل معقدة بيجو بالوصية يسألوا عنه .. شعر بأنك ممكن تسحب البساط من تحته .
- لكن يا عم الزين يدمرني ؟ أنا كان ممكن تثبت علي التهمة وأقضي سنتين في السجن .. وأطلع ما في جهة في الدنيا ترضى تشغلني تاني .. خاصة إذا كان التهمة سرقة أو إتجار في مسروقات ..مين يثق فيك تاني ؟.
- يا ولدي ما تخاف الله هو الحافظ .
- ونعم بالله يا عم الزين الحكاية ما خوف . وما تفتكر أنه أنا أول مرة أدخل السجن .
نظر له عم الزين بإندهاش دون تعليق قبل أن يكمل الفاتح .
- لكن هي كانت أيام كنا طلاب وكانت إعتقالات سياسية رغم ما فيها من تعذيب وبهدلة لكن ما بتخليك تحس بأنكسار بل تحس أنك بطل وأنك تضحي من أجل حقوق آخرين .. بس أدخل السجن بجريمة سرقة ؟ دا التحطيم بعينه .
- والله كلامك صاح لكن ربنا ما بيضيع عباده . والسجن حتى الأنبياء دخلوه .. سيدنا يوسف كان برئ وقضى في السجن سبعة سنوات .
- لكن يا عم الزين يعني لازم الحياة تكون فيها عقبات من النوع دا ؟ .. المجتمع ما يرحم .. الأنبياء كان في وحي يبرئهم .. لكن نحن في مجتمعنا إذا دخلت السجن حتى لو كنت برئ تظل في عين المجتمع مجرم .
- كل شئ بثوابه .. شوف هنا ما تفتكر أنا عاوز أضغط عليك . عشان تواصل العمل معاي .. والله أتمنى ليك النجاح في أي مكان ..لكن لو قررت أنك تواصل معانا لازم تكون مهيأ لبلاوي كثيرة .. الصناعية فيها أولاد الحلال حتى في ورشتنا فيها الناس الفرحانين بيك ويتفاخروا بيك مع ناس الورش التانية وأكيد فيها الغيرانين منك زي عماد ويتمنوا أنك تمشي .. وما بالضرورة يكونوا شغالين معانا حتى الميكانيكية في الورش التانية يمكن يعتبروك خطر عليهم .. أقول لك لو عاوز تستمر معانا .. أملا صدرك هوا وأتوكل على الله ..أنا ما أكذب عليك مرت بي زي محنك دي في بداية حياتي .
- لكن يا عم الزين أنا صدمتني الوسيلة أكثر .. تعرف دي زي الواحد لامن يسحق نملة بأصابعه فقط لأنها قرصته .. يعني عقوبة اضعاف اضعاف الذنب دا لو فرضنا في ذنب ..
- يا ولدي الشيطان شاطر .. هسع زي عماد دا لو خت عقله في رأسه كان ممكن يحاول يصاحبك ويستفيد من خبرتك العلمية وأنت تستفيد من خبرته العملية كان ممكن تكملوا بعض وتكونوا أفضل فريق في الصناعية كلها . لكن الوسواس ضراه هو وضراك أنت وضرانا كلنا لأنه واضح أنه حا نفقدك .. ونتمنى ما نفقدك .
- والله يا عم الزين كلامك طيب وهدأني شوية .. لكن أديني فرصة أفكر زيادة ..وأحاول آخد فكرة من جديد عن المكان الأنا شغال فيه .. أحاول اتخلى عن براءه الطلاب وأعيد النظر في الموضوع بعيون رجل أصبح له خبره . وفيها سجن كمان .
عم الزين بعد ضحكة قصيرة :الله يهدي سرك يا ابني .. طيب إجتهد خلص لينا العربات .. حتى لو قررت تغادر تجمع مبلغ سمح ممكن يساعدك في السفر .. ويمكن حتى تسافر بضراعك ولا تحمل على أي احد .
- وهو كذلك يا عم الزين كثر خيرك .
حاول الفاتح أن يعود الى التركيز على العمل من جديد بعد ان غادره عم الزين .. وبدأ يرتب في السيارات بادئا بالأسهل ثم الأسهل .نادى مساعديه وشرع معهم في العمل وتحضير المطلوبات ..
حتى عد اليوم
أنتهى دوام العمل .. عاد الى البيت . لازال عقله ساخنا بحادثة اليوم ولا زال يشعر بالغم .. والشعور بالغدر والخيانة .. شعور يصعب غلسه من نفس الضحية بسهولة .
يتبع

-

حوار الأرزاق
38
وصل الفاتح بيته قريب المغرب .. بعد أن أخذ دشا باردا وغير ملابسه اتلم مع والدته وأخته لتناول شاي المغرب .
- أها كيف يا حبيب اليوم معاك .... ما دورتو عربات تاني ؟.
- الحمد لله . تمام يمكن بكرة نشغل أتنين قربوا يجهزوا .
- الليلة أنت ما عاجبني ؟ في حاجة حصلت تاني ؟
- لا يا أمي في شنو خلاك تقولي كدا ؟ ..
- أول كنت تجي فرحان متحمس تخش الحمام تغني وتخرج مبسوط .. لكن الليلة ما سمعت ليك أي صوت وحتى كلامك بس كلمة وغتايتها .. في شنو ؟
صمت الفاتح وأحتار هل يحكي لأمه عن الذي حدث .أن دخوله للسجن كان بسبب مؤامره من زميل ؟ .أكيد سيجن جنونها وتحلف أنه لا يمشي لهذا العمل بعد اليوم . وستتعطل مسيرته .لو حاول ينكر ها هي الآن من تصرفات بسيطه كشفت دواخله .إذا ما هو الحل ؟.. يحاول ينقل لها الخبر في جرعات ويتشطر في سياقته حتى لا تصدم كما صدم هو؟
- مالك سكت كدا؟ أكيد في حاجة حصلت .. ولكن أنت ما عايز تقولها ..أنا ممكن أخليك براحتك لكن ما حاكون مرتاحة لو دا شي يرضيك .
- يا أمي حا يكون في شنو تاني ؟ مش هم طلعوا براءه خلاص .. يا أمي أنت جنك تفتشي للقلق .
- يا بتي أنت لسع صغيرة لامن تكوني أم بعدين تعرفي القلق بيجي من وين .. الأم ما بيجيها قلق من فراغ .. أنت براك شايفه كيف قبل يومين كنا فرحانين بشغل الفاتح .. ولامن طلع من المصيبة الوقع فيها فرحنا أكثر بنجاته .. لكن الليلة في شي هو ما قدر يداريه .. صاح يا الفاتح ؟
هز الفاتح رأسه مؤمنا على كلام أمه
- طيب ليه ما عايز تحكيه ؟.
- يا أمي هو مافي مصيبة تاني حصلت لكن هي صدمة عاملة لي إحباط .
- أها قول الصدمة سببها شنو ؟
- الصدمة أنه حادثة السجن وشراء المسروقات كانت مؤامرة من زميل معانا ؟
وضعت أم الفاتح يدها في صدرها وصرخت ( سجمي قلت شنو )؟
أضطر الفاتح في هذه المرة أن يحكي لها الموقف بكل تفاصيله وزي ما تجي تجي .
ومثل ما توقع .
- تاني شفت كان تقعد عاطل في البيت ولا تسوق ركشة أصلك ما تمشي تشتغل مع ناس زي ديل . اكان كدا حسن أخوي معاه حق .. ديل ناس ما من مستواك .. ما حا يسيبوك .. زي عماد دا تلاقي لسع في عشرات وكل واحد عنده مصيبه وطريقه مختلفة ..أصلك ما تمشي تاني .
بدأ الفاتح يجادل في أمه .. ويركز على أنه فقط يحتاج لشغل مدة شهر يجمع رأس مال مبلغ محترم .. وممكن بعدها يفكر في البديل .. وحكى لها عن دعم عم الزين .. لكنه كأنه كان يحرث في البحر كانت تهز رأسها بالنفي ودموعها تترى ..
- يا ولدي نحن صبرنا عليك وأنا حرصت على حمايتك لغاية ما اتخرجت وبقيت راجل معقولة أفرط فيك في النهاية ؟.
- يا أمي أنت براك قلتيها أنا بقيت راجل . وناس كتار في سني دي اتزوجوا وفتحوا بيوت وعندهم اطفال وأسر ..شوية أنسي حكاية أني صغيرك ومحتاج لحمايتك .
- يا ولدي انا ما قلت أنت محتاج لحمايتي بالعكس أنا شايفاك أنت ياك راجلنا الوحيد والبيت مفتوح على حسك . أنت لو اغتربت أنا حا أؤجر بيتي دا وأمشي أسكن مع ناس أبوي .. لكن شغلك دا معناها أنا كل يوم حا أكون في قلقل من الصباح للمساء لغاية ما ترجع .
- يا أمي خليك مؤمنة بالله والمصيبة لو مكتوبة بتقع للواحد حتى في بيته .أنا قلت لك عايز فرصة أجمع لي رأس مال وأنا قادر .
- أها رأس المال عاوز تعمل به شنو ؟
- بعد داك ممكن أفكر أفتح ورشة براي .
- ورشة تاني ؟
- لا ما ورشة في المنطقة الصناعية . ممكن أؤجر ورشة في محطة بنزين مثلا وسط البلد ..أتشارك مع أخواني يرسلوا لي معدات .
- يا أمي الفاتح فكرته حلوة أديه فرصة وبطلي خوفك دا .أولاد الحلال في الدنيا أكثر من المجرمين .. ما تكوني متشائمة . .طالما هو شغال مع عم الزين وعم الزين وأسرته كلهم حابنه .. دي براها ما كفاية ؟
بدأت تهدأ ولكن مع هزات رأس تنم على أنها لم تقتنع تماما ..
يطرق الباب مع صوت نداء الأصحاب .. الفاتح يا الفاتح ..
يمسك رأس أمه يقبله قبل أن يتجه ناحية الباب لملاقاة أصحابه .
يتبع

(*)

.

* UP *

(*)

نأسف للتأخير بسبب الإنقطاع من المصدر

(*)

(*)

ابو الدر وضيوفه الكرام ..

رمضان مبارك عليكم ...

شكرا ليك يا صديقنا علم الهدى

كل عام وأنتم بخير

ورمضان كريم للجميع

تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

حوار الأرزاق
39
يخرج عصام لأصحابه علاء الدين وعصام وتامر وعمر وحسام .. شلة من زملاء الدراس ورفقاء العطالة ( سابقا ).
- شنو يا أبو الشباب عارفنك تعبان ومرهق بس قنا نطمئن عليك .
- ولا يهمكم تشرفوا أنتو لو ما جيتو كنت حا تصل عليكم .
- ليه خير في شنو نعلو ما في مصيبة تاني ؟.
الفاتح ضاحكا : لا هي مصيبة لكن تبع الأولى .
وحكى لهم قصة التآمر وأن دخوله الحراسة كان بفعل فاعل وليست حالة عفوية كما كانوا فاكرين .
وبدأ الأنقسام بين الأصحاب . وتطايرت الجمل المتناقضه . وحوار من نوع جديد دار بين الشباب
- ياخي عادي جدا ما دي منافسة الشغل كدا أنتو قايلنها مذاكرة وامتحانات ؟.
- يا زول هوي منافسة بتاع شنو ؟. نحن كان ما متنا ما شقينا المقابر .. دا مؤشر خطير جدا معناها الجماعة ديل أسلحتهم ومحاربتهم ما عندها حد .
- يا جماعة كلام عصام دا صحيح .
- يا أخوي صحيح شنو دا تشاؤم أكثر من اللازم .. ما معنى عشان شخص واحد مجرم معنها المنطقة الصناعية بؤرة بتاعة مجرمين .
- صحيح هي ما معناها كدا .. لكن برضو بتعني أنه ما عندهم شرف خصومة .
- أنتو شنو شرف الخصومة والكلام الكبار دا .. أنتو ناسين أنو ديل ناس معظمهم ترك الدراسة من زمن بدري ومعظمهم بسبب مشاكل زي ما بيقولوا فاقد تربوي .. تلاقيهم أما دقوا مدرسين أو كسروا مخزن المدرسة .
- ياخ أنت بتتكلم عن اصلاحية ؟ ديل مهنيين عادي . زيهم وزي أي منطقة عمل .أنت فاكر لو اشتغلت في جهة منظمة مصنع أو شركة كبيرة مثلا ما فيها خوازيق ومطبات .. ما قاعدين تشوفوا في المسلسلات واحدين يحرقوا المخازن ويلبسوها في واحد مسكين .
- ياخ ديك مسلسلات ويمكن كمان تكون مصرية ما تعبر عن واقعنا .
- طيب خلونا في واقعنا نفسه .. عمركم ما سمعتوا بحد انفصل من العمل أو تم تنقله لمنطقة نائية .. ونتيجة لمؤامرة من زملائه .أو لبسوه قضية تزوير أو اختلاس .
الفاتح : يا جماعة رسونا على بر أنتو شايفين شنو يعني أنسحب من الشغل دا ؟
- يا زول تنسحب شنو سيبك من كلام المرجفين ديل ؟
- خلاص سويتنا مرجفين يا حسام .. الفاتح أنا رأيي أنك تنسحب لغاية ما تتوفر ليك وظيفة تناسبك ..أو تنزل من رأسك شوية وتلحق اخوانك في الغربة وتسمع الكلام .
- طيب أسمعوا رأيي أنا .
- أها قول .
- أنا ما حا أتراجع لكن حا أشتغل بحرص وسياسة جديدة مع الناس ديل .
- حا تعمل شنو ؟ .
- حا أركز في شغلي بس وما حا أخالط الناس ديل .. مثلا أبعد من الجلوس مع ستات الشاي بعد الوجبات معهم .. أول ما يخلص الشغل أتوكل على الله وأروح بيتنا .
- فكرة جيدة لكن صعب تنفيذها .
- ليه صعب تنفيذها ؟ .
- لأنه لو اعتزلت الناس الأنت شغال معاهم .. هم كمان حا يتعاملوا معاك بعزلة تامة .. وحتلاقي نفسك بعد شوية شغال لكن بدون ما تعمل شئ ..
- كيف أشرح أكتر يا علاء ؟.
- بمعنى هو راح يعتزلهم يكون مقفول في مكتبه .. هم كمان راح يمشوا أمورهم وينسوا أنه موجود معاهم .. يحلوا مشاكلهم زي ما كانوا يعملوا قبل ما يشتغل معاهم .. لا يشاوروه ولا يعرفوه هم بيعملوا في شنو . وبعد شوية صاحب العمل راح يحس أنه هو بقى عالة عليه يأخد راتب كبير ولا يساهم في الانتاج . وحا يقول له هوينا يا أبو الشباب نحن ما عندنا ليك راتب .
- لكن دي كمان عندها حل .
- أها حلها شنو؟ .
- أنه الفاتح لازم يأخد منصب في الورشة يعطيه صلاحيات على الكل .
- منصب زي شنو؟ .
- مثلا صاحب الورشة يعينه مدير تنفيذي أو مدير العمليات على الكل . أي شغل جديد او عربية يتم تسليمها للورشة لازم يتم عن طريقه هو .. يعني هو الوحيد الذي يعتمد كرت العمل ويحدد الميكانيكي المعين الممكن يشتغل عليها ويوزع المهام . ويحدد قطع الغيار العايزة تبديل . غير أنه يشتغل الحاجات الحساسة والكبيره بنفسه .
- دي فكرة جيدة لكن تتوقف أنه الفاتح يكون مالي يده من صاحب الورشة .
- أها رأيك شنو يا الفاتح .
- والله بيني وبينكم أنا مالي يدي من صاحب الورشة .. لكن ما أقدر أطلب منه يعيني مدير على العمال وأنا ياداب شغال لي يومين .. دي حاجة لازم تجي منه هو .
- طيب أنت مالي يدك منه كيف ؟
وحكى لهم عن علاقة عم الزين بجده وكيف بدأ حياته .
- طيب يا الفاتح الحكاية كدا بقت واضحة وسهلة أنا يتخيل لي عم الزين بنفسه هو حا يطلب منك أنك تكون مشرف على عمليات الورشة كلها بدون ما تطلب منه .. حسب كلامك الراجل دا خبره وهو زول دارس ومحتاج لك أعتقد أنه لو صبرت يمكن هو بنفسه يطلب منك تكون مشرف على كل العمليات .
- تعني أنا ما متحاج أطلب منه ؟
- أنت أصبر يومين لو ما هو طلبها منك . ما فيها حاجة أنت أطلب منه لأنه داحق وأنت شايف نفسك مؤهل له واثبت جدارتك فعلا .
- غايتو نحاول .
يلا يا شباب نحن نمشي ما نساهر بيك .
- والله ما قصرتو ريحتوني شوية .
- يلا خلينا على اتصال .
يتبع

حوار الأرزاق
40
دخل عم الزين بيته في ذات وقت وصول الفاتح لبيتهم.
فتح الباب وأدخل ما يحمله عادة ..
- أهلا يا ابوي مساء الخير .
- أهلا سحر كيفك وين ريم .
- نايمة .
- نايمة من بدري كدا ليه؟ .
- عندها امتحان عايزة تصحى قريب الصباح وتجرها ..
- تمام : هاك دخلي الخضار دا لأمك . وين هي أمك ؟.
- مشت لجارتنا نفيسة دي بتها ولدت هسع تجي .أعمل ليك غدا يا أبوي .
- لا شكر ما عندي نفس .
دخل عم الزين ناحية غرفته غير ملابسه ولبس ملابس البيت .. جلابية وسروال طويل . وعاد متمددا في السرير بالحوش .. كما هو معتاد .. في الفترة الصيفية تفرش السراير في الحوش في شكل حلقة .. ويتجمع فيها أفراد الأسرة ..
يحمل راديه ماركة الناشونال ملبس بجلد بني .. ويبدأ يقلب في المحطات . بحثا عن إذاعة لندن ..
- طيب أعمل ليك شاي يا أبوي؟ .
- كويس أعملي شاي أحسن .
- شاي سادة ولا شاي بلبن .
- خليه بلبن في حد يشرب شاي سادة بالليل ..
أخيرا تبدأ كركبة الباب منبئة بمقدم ست البيت .
- هي يا الحاج أنت جيت .. معليش اتأخرت عند الجيران .. براك عارف لياقة حجة نفيسة كيف .. أصرت توريني كل انواع الفرش الجابوه أولادها من بلاد بره .. وتضوقني من كل أنواع الخبائز .. لامن بطني دي وجعتني .
- الحمد لله كيف قيلتو انتو.
- دا شنو مالك تشرب في الشاي أنت متغدي ولا شنو ؟.
- لا أبدا بس ما عندي نفس لغدا ..
- ليه في شنو؟ ..أنت داسي مني حاجة ؟
- حاجة شنو كمان ؟.
- الليلة أبدا ما عاجبني .. وشك دا مخطوف كدا وكلامك مقطع وسرحاتك كتيرة .. الا في حاجة .
- ياخ اتاري الحكاية طلعت من عماد .
- حكاية شنو كمان .؟
- حكاية دخولنا السجن أنا و الولد الفاتح .
- عماد منو ؟..
- عماد ضبة ولا زفت داك .
- ووووب علي ... نعلو عماد ود سكينة ؟؟
- هو في غيرو ؟
- كيف هو السبب ما معقولة .. أكيد في حاجة غلط .
وأضطر يحكي لها الحكاية . بينما بنتهم واقفة تسمع باندهاش .
- بالله شوفوا أزية الشافع دا كيفنها .. معقولة للدرجة دي ؟
- شوفي الولد دا أنا لميته من الشارع بعد ما أبى القراية قلت لأبوه خليه يجيني في الورشة يتعلم صنعة ينفع نفسه وينفعكم بدل ما يعمل ليكم مشاكل في الحلة.
- لكن أصلا ما يكون قاصد يازاك أنت .
- هو فعلا كان قاصد الفاتح ما متخيل الحكاية تصلني .
- والفاتح عمل له شنو كمان ؟
- غيران منه لأنه الفاتح جاء في يومين وبقى حديث الناس ..
- يغير منه كيف يا أبوي دوا مهندس ليه عشرين يقرأ يجي بتاع الابتدائي الما فاهم حاجة دا يغير منو كمان ؟
- يا بتي ديل ما بيفهموا ليك كلام زي دا .. كل البيعرفوه أنه الفاتح دا ميكينيكي زيهم واحد جاهم وأكل منهم الجو ولازم يطيروه بأي تمن .
- هي كان كدا أمه هسع تجيك تدق الباب .
- وتجيني لشنو كمان ؟.
وفعلا قبل ما يجد ردا على سؤاله يسمع طرقا على الباب .
أمشي يا سحر أفتحي الباب دا لخالتي سكينة .
وفعلا طلع تخمين سعاد في محله . أول ما ولجت ناحية الحوش قبل السلام واضعه يدها عل رأسها وتنوح الليلة يا الزين أخوي .. معقولة الشرطة تشيل ولدي من جمبك وما تسأل منه ؟.. تجي بيتك كمان يختو ليك الأكل والشاي ؟.
- يا مرة هوي شنو أنت داخلة في الراجل شمال كدا .. اسألي أول قولي ولدي عمل شنو ؟ شالتو الشرطة ليه ؟ .. هي الشرطة قعد تشيل الأولاد من طرف كدا ؟
- تعالي تعالي أهدي يا حاجة سكينة ..
يجرها عم الزين من يدها حتى يجلسها على السرير ولكن لازلن هي وسعاد حرم الزين يتبادلن النظرات الحمراء ..
بعد أن حكى لها عم الزين الحكاية كاملة ..
- لا لا لا أكيد انتو والشرطة فاهمين غلط ..أنا ولدي ما بيعمل كدا ..
- شنو هو شابكانا ولدك ما بيعمل كدا ما بيعمل كدا .. هو ولدك دا كان ما لماه الزين من الشارع وعلموا الصنعة كان كتل له رقبة عديل .. كمان قالت ما بيعمل كدا .
تدخل عم الزين : خلاص يا سعاد ما في داعي .
أما حاجة سكينة كادت أن تمسك في شعر سعاد بكلتا يديه وتنزعه من أصوله لولا الحياء من عم الزين الرجل الطيب الذي لم ينفعل أبدا رغم كلامها المستفز .
يتبع

حوار الأرزاق
41
لا زالت حاجة سكينة تجادل في آل الزين عن براءة ولدها كأنها واثقة حتى بعد ما حكوا لها عن جرمه ....قائلة .
- ما أنت يا الزين لو كنت بتديه راتب مناسب كان اكتفى وما فتش في طرق تانية يكسب بيها قروش .
- القال ليك منو يا حاجة سكينة أول حاجة ولدك عماد دا راتبه أكبر راتب في الورشة حتى أعلى من ناس حاج عبد الله ناس شغالين بعمره في الصناعية . وفي العمليات الكبيرة وخاصة البيحيبها هو بياخد نسبة بعد ما يصلح العربية ..
- أنت أمشي شوفي ولدك دا بيودي القروش وين ؟.. بدخل قدر دا كان ممكن تكون عنده ورشة براه من زمان.
- يعني حا يوديها وين كمان يا سعاد ؟ هوي أنت عايزة تكرهيني في ولدي مالك ؟ .. ما أنت من وين كمان بتعرفي قيمة الولد وما ضقتي ولادة الأولاد عشان كدا ما تعرفوا قيمتهم .
سعاد لم تستطع أن تمسك نفسها .. نشبت يديها في شعر حاجة سكينة وبدأت عملية المعط والجر .. وهي تزمجر بغضب .. يا مرة ما بتحترمي زول كمان عايزة تعايرينا بقسمة ربنا .
وعم الزين حاول جاهدا أن يفك المرأتين .. أرتفاع الصوت جذب مزيدا من الجيران .. حاجة نفيسة وحاج الطاهر الجيران الأقرب وصلوا ..ودفروا الباب لاحقين المعركة .
يا جامعة خير خير استهدوا بالله في شنو؟.. حاجة سكينة أنت كمان بيقيتي تجي تهاجمي الناس في بيوتهم كمان ؟ .
- بري ما هاجمتهم أنا جيت اسألهم من ولدي بس .. المره القاهر دي ما عندها احترام لزول عايزة تدقني كمان في بيتها .
- شوفوا كمان جنس المرة المسخوته دي على قول المثل ضربني بكا سبقني واشتكا ..دي ولدها الحرامي سجنوه ناس البوليس كمان عايزة تعملنا نحن السبب لامن قلنا ليها هو غلطان و لازم يتحمل نتيجة غلطه قالت أنتو ما هاميكم لأنكم ما بتعرفوا قيمة الأولاد ولا ولدتوهم قبل كدا .
- معقولة دا كلام يا حاجة سكينة ؟؟ الزين دا ما وقف معاكم ومع أولادك وعلم ولدك الشغل لغاية ما بقى راجل ..
- يا سعاد أنت كمان استغفري الكلام دا عيب عليك مرة كبيرة قدر أمك .
- لكن يا عم الطاهر المرة القدر أمي دي تجيني في بيتي وتذلني واسكت ليها .
- هوي يا بت الناس أنا لا ذليتك ولا مديت يدي عليك أنت البديتي ومعطتي لي شعيراتي .
أما عم الزين غلبه الكلام والتصرف وكضم فقط .. شعر بأن كل (أمبيراته ) وصلت القمة الضغط ارتفع والسكر ارتفع .. بل كادت شرايينه أن تنفجر . وبدأ ينظر للموقف ويرتجف من الغضب وأحمرت عيناه ..
حاجة نفيسة ومع بنتها قادوا حاجة سكينة نحو بيتها ..
أما سعاد استيقظت بنتها ريم ومع بنتها الأخرى مسكوها وبدأوا يهدوا فيها ..
عم الزين شعر بأن جسده تخدر تماما .. تمدد في السرير .. جاحظ العينين ..
الزين .. الزين مالك قل بسم الله .. جيبي موية يا بت ..
أبوك عنده حبوب ولا حاجة بياخدها في الحالات دي ..
نلحقه الدكتور نوديه عياده..
- يا بت أضربي للفاتح ..
- الفاتح حا يعمل شنو كمان يا أمي ؟
- يا بت خليه يجي نلحقه الدكتور .. عمك الطاهر ما بيسوق عربية ..
وعند الفاتح يرن تلفونه بعد قليل .
- ألو أهلا يا سحر .. خير ماله ؟ .. غيبوبة لاحول ولا قوة الا بالله .
- في شنو يا الفاتح ؟.
- قالوا عم الزين دخل في غيبوبة .. أنا حا أمشي نلحقه الطوارئ ..
أستنا يا ولدي أنا جاية معاك ..
- وتخلوني براي في البيت .( احتجت ابتسام .).
- أنت ذاتك ألبسي وأرح معانا ..على الأقل نحن لو ما مشينا معاهم المستشفى نحرس ليهم البنات في البيت .
دقائق كان الفاتح وأسرته في بيت عم الزين .. وتم رفعه في السيارة بصحبة جارهم الطاهر ..
وسعاد رافقتهم وهي تنوح وتدعي على سكينة .. الله يازاها المرة الشرانية دي قدر ما تعمل فيها خير ما تلاقي منها غير الأذى والشر ..
- أستغفري أستغفري .. ما تضيعوا الأجر يا بتي سعاد .
- نقول شنو يا عم الطاهر هسع زي دي فيها أجر عليك الله ؟ الحلة كلها تتفادها .. نحن عاملين فيها شاطرين و قلنا نعمل فيها خير ومعروف .. لكن براك شايف ما بينفع فيها . الله يازاها .
فاطمة بقيت مع بنتها برفقة بنات الزين اللاتي دخلن في نوبة بكاء ونواح حاولت تهدئ فيهن .. وهي يقتلها الفضول لتعرف الحاصل .. وما هي حكاية سكينة هذه التي تدعي عليها أمهن ؟ .
بعد ساعة تقريبا أتصلت فاطمة بولدها الفاتح تطمئن .. وقال لها أن عم الزين ركبوا له الدرب المغذي .. وشغالين في تنزيل الضغط والسكر .. والحمد لله لحقوا الموقف وإلا كاد أن يتعرض للشلل .
- لا حول ولا قوة الا بالله .. الحمد لله يا بنات أبوكن أسعفوه ..
- الحمد لله .. الله يطمنك يا خالتي فاطمة ويحفظ لك ولدك الفاتح .
- الله يخلي ليكن ابوكم يا بناتي . أنتو سكينة دي منو وعملت شنو بالظبط هيجتكم كدا؟
يتبع ؟

-*/-*/-*/-*/-*/-*/-*/
-*/-*/-*/-*/-*/-*/-*/
-*/-*/-*/-*/-*/-*/-*/

حوار الأرزاق
42
في بيت عم الزين لازالت أم الفاتح تهدئ في البنات وتطمئنهم على صحة والدهم .. وتصطاد الفرصة لتعرف حكاية سكينة هذه التي قلبت كيان هذه الأسرة المسالمة بهذه الصورة .
بعد أن راق الجو وأعتاد البنات على وجود خالتهن فاطمة وبنتها .. ودخلن في حوار .. حكين لها عن حكاية سكينة و ولدها عماد .. وكيف حاول يعض اليد التي أمتدت له مما اثار غضب أمهن عليها ..
بصورة ما وجدت أم الفاتح نفسها في سرج واحد مع هذه الأسرة ضد تلك المدعوة سكينة أم عماد ..لأن أصلا من كان مستهدفا بطبيعة حال هو إبنها .. لكن الرصاصة الطائشة مست رب هذه الأسرة ..وأكيد ولد هذه أمه و بهذا الجحود لن تستسلم ولن تترك ثأرها .. من العلقة التي تلقتها من سعاد .. ورغم أنها تستحقها تماما بل ربما أكثر منها .
- نسوي العشا يا خالتي فاطمة ؟
- يا بت عشا شنو هو نحن عندنا نفس ؟... فعلا يبدو أن الوسواس بدأ يضخم الموضوع في رأسها بل كانت تعتقد جازمة أنها لو كانت حاضرة وجود حاجة سكينة هذه لشاركت سعاد في ضربها وتلقينها درسا لن تنساه طيلة عمرها ..
- العندو نفس منو يا خالتي ؟ لكن لازم نتعشى الحمد لله أطمأنينا على أبوي ... تعالي معاي يا ابتسام للمطبخ نخلي ريم مع أمك ..
بعد قليل يطرق الباب إذ عاد الفاتح من المستشفى بصحبة عم الطاهر مما طمأنهن أكثر .. وقال الفاتح أن الطبيب طلب أن يبيت عم الزين في المستشفى حتى يراقبوا حالته حتى الصباح .. أما أمهن أصرت أنها تبقى معه .
أدرك الفاتح وجبة العشاء ... سرعان ما أندمجت الأسرتين من جديد .. وبدأ العيش والملح يعملان في صهر ما بقى من تحفظات ..
أنت بتقري شنو يا سحر .؟
- أنا في تانية صيدلة ..
- ما شاء الله ربنا يحفظك .. وريم ..؟
- ريم في رابعة محاسبة ..
- ما شاء الله دربك مرق .
- آآآي يا خالتي انا السنة دي خريجة انشاء الله .وابتسام .أنت تقرى شنو .
- ابتسام يا ها اختارت القراية الماعندها نهاية دي ؟
بعد ضحكة : تقصدي الطب ؟
- يا هو الزفت .
- يا أمي أنتي ضايقة لي مالك ؟.
- أيوا ضايقة ليك .. منو البينتظرك تقري خمسة سنة طب وبعدين سنتين امتياز وسنة خدمة وتاني ما عارفة سنة عشان تبقي دكتوره يكون عمرك فات التلاتين ..
- لا يا خالتي فاطمة الحكاية ما بالسوء دا ؟.
- أها أنت ليه أخترتي الصيدلة مش عشان تختصري اللفة الطويلة دي ؟
- لا ما عشان كدا لكن يا خالتي لو تقصدي الزواج .. عندنا صاحباتنا في الطب اتزوجن ومواصلات في الدراسة عادي جدا .. الحياة بقت سهلة ما زي زمان . العرس ما يتعارض مع الدراسة حتى لو كانت طب ..
سرحت فاطمة في حديث الصغيرة سحر .. ويبدو أن هذه الشافعة ساحرة فعلا .. وقليصة على قول أمها .. شوف تظاهرت بأنها تتحدث عن صديقاتها لكنها قدمت ملفها من جديد بجرأة وقوة عين .. يعني لو عايزين عرس نحن جاهزين .. بصراحة هي حلوة بل جميلة جمال فائق .. رفعت رأسها نظرت ناحية أبنها الفاتح وجدته يمضغ الأكل ويبلع .. دون تركيز ,,, بل شرق وبدأ يكح .. إبتسام إعتصرتها الضحكة ..
- جيبي موية لأخوك يا بت ..
- خليني أنا بجيبها .
- لا أنا الأقرب ..
تحرك الأختان نحو المطبخ .
وفي المطبخ
ريم : دا شنو دا العملتيه يا بت ؟
سحر : عملت شنو ..؟
ريم : يعني ما عارفة .. طيب الناس ديل ارتبكوا كدا مالهم؟ ..أنت من زيارتهم ما عرفتي أنه الفاتح دا شبه خاطب بت خاله .
سحر : وأنا قلت له تعال أخطبني أنا دافعت عن بتها ابتسام أنه أصلا لو عايزة تتزوج دراسة الطب ما تتعارض مع الزواج وأنه صاحباتي متزوجات وشاطرات ومتفوقات كمان .
ريم : مش عارفة .. غايتو حاسة أنهم فهموا كلامك بطريقة تانية ؟
سحر : بطريقتهم .. هو نحن في شنو هسع؟ .. الله يشفي أبونا ويرجعوا سالم .
ريم : والله أنت ما بتتقدري أصلا .
وفي الخارج ..
أبتسام : الفاتح مالك اتكبكبت ..
الفاتح : اتكبكبت كيف كمان ؟ .أتشرقت عادي ..
ابتسام :أنت ناسي أنه أنا دكتورة يعني أعرف أذا اتشرقت عادي ..ولا حصلت ربكة في جهازك الهضمي مع جهازك التنفسي .. يعني لسان المزمار بتاعك مفروض يقفل الحنجرة لحظة دخول الأكل وهو عمل العكس ..ودي حالة تحصل لامن يحصل تشويش فجأة للعقل .
- يا بت هوي ما تفلسفي شنو البيخليه يتكبكب .. أخوك عنده خطيبة مالية عقله وقلبه ..
ابتسام : ما دا واحد من اسباب الربكة ذاتها .
- خلاص الكلام دا خلوه في بيتنا خلوا البنات ديل في الحالة الهم فيها ..
وصل البنتين . شرب الفاتح الماء وقام .
- كمل أكلك يا الفاتح مالك قمت الأكل ما عجبك ؟..
- الحمد لله شبعت ..
- أعمل ليك حليب ؟
- لا الفاتح ما بيشرب الحليب عنده حساسية ..
- خلاص أعمل ليك عصير ..
- أقعدي كملي عشاك يا بتي .
- لا لا العشا ملحوق .. وتعود الصغرى الى المطبخ من جديد لتعود بعد قليل تحمل له كوب من الزجاج شفاف به عصير التانق الناقع ..و الكأس يغلفه الندي .. وليصبح منظره البرتقالي شهيا وقدمته للفاتح .. من جديد ..
- اتفضل يا باشمهندس .. نحن تعبناكم معانا والله .. أشتغلت مع أبوي في تلاتة يوم حصلت احداث كثيرة في حياتك ..أنشاء الله ما تكون كرهتنا كمان ..؟
- كرهتكنكم كيف هو أنتو بتتكرهوا ؟
نظرت ابتسام الى أمها تبادلن الابتسام .
فاطمة : نحن طبعا ما حانخليكم براكم .. نبيت معاكم الصباح بدري نغشى ناس سعاد في المستشفى .. والفاتح يوصلكم جامعاتكم أنتو وابتسام ويرجعني لبيتي .. يلا هسع اتجهزوا للنوم .
الفاتح :أنا حا أنوم في الصالون ..
ريم : يا سحر جيبي للفاتح جلابية من جلاليب أبوي ينوم بيها .
.. بعد قليل كان الفاتح ممدا في سريرهم بحوش الصالون ... يفكر من جديد ..
حياته أصبحت مثل المكعب السحري .. كل ما يحاول يرتب لون معين في صفحة ما .. يجد نفسه خرب ألوان صفحة أخرى .. ليعيد اللف والتدوير من جديد ..
الى أين وحتى متى تكتمل هذه الألوان ..
تعقدت حياته . بل امس القريب قرر قرارا قاطعا أن يغادر العمل ويقطع علاقته بعم الزين وأسرته . لكن ها هي الظروف كل مرة تجره من تلابيبه وترميه في حضن هذه الأسرة من جديد ..
كلما حول الفكاك التفت حوله مزيدا من خيوط الحرير العنكبونية .. لكنها خيوط وردية ناعمة ..
الله يعين
يتبع

....

/////////////////////////////
\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\
/////////////////////////////
\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\

*UP*
*UP*
*UP*

حوار الأرزاق
43
استيقظ الفاتح فذعا على يد تهزه ..كان نائما بعمق نتيجة للتعب والسهر في هذا اليوم الطويل ..
- أيوا يا أمي .. في شنو لسع الشمس ما طلعت .
- يا ولد عشان نمشي بدري نغشى المستشفى نشوف الراجل بقى كيف نخلي بناته يزوروه بعداك عندهم مشوار توصلهن لجامعاتنهن .. وترجعني البيت بعدين تمشي لشغلك .
بعد جر آهة طويلة . قام ناحية الحمام ليتجهز ..
بعد ربع ساعة وبدأ الفجر يفج نادته أمه في الصالة لتناول شاي الصباح .. كما تجمع البنيات ايضا في حلقة جديدة لشرب الشاي بعد أن لبسن ملابسهن استعدادا للجامعة .
جلس الفاتح في أحد الأسرة وهو لا زال يمشط في شعره المبلول ..
توزع باقي البنات على الكراسي والسرائر الأخرى المنتشرة في الصالة .
لم تجد ( سحر ) مكانا تجلس فيه سوى أن تشاطره ذات السرير .. لم تكترث لنظرات أختها المتوعدة ..
تسلل عطرها الفواح لأنف الفاتح وكاد أن يسكره .
أرتبك رجفت يده كاد أن يدفق الشاي على ملابسه .
- اسم الله اسم الله . مالك يا ولدي .. الشاي حار ولا شنو .
بعد ضحكة : لا لا لا ما للدرجة دي يا أمي .
عاد الفاتح يرتشف في الشاي وهو سارح .. ورقبته لا تتطاوعه حتى ليتلفت وينظر لتلك التي تشاطره السرير ..( أبت تتلفت تب ) شعر كأن عنقه ملفوفة بالجبس . يبدو أنه أوشك أن يسقط أمام سحر هذه الصغيرة ..
أم الفاتح محاولة أن تكسر حاجز هذا الصمت المتوتر .
- أنت يا سحر كليتك قريبة من كلية ناس ريم .؟
- لا يا خالتي . نحن في المجمع الطبي .. هناك بعيد آخر البلد .
- معناها أنت آخر واحدة يوصلوها .. ناظرة ناحية ابنها وهي تضحك .. ولسان حالها يقول (أمانة ما وقعت )
ابتسام كأنها فهمت الرسالة وكتمت الضحك بالعافية ..
الفاتح أكتفى بابتسامة باهتة .
- ليه في مشكلة ؟ الفاتح ماممكن يوصلني براي ؟ .. خلاص ينزلني في كلية ناس ريم وأنا اركب من هناك .
- لا لا لا معقولة .. أكيد لازم أوصلك .. ما في شي ورانا لسع الوقت بدري .
بعد قليل تحركوا ناحية المستشفى أولا محملين بشاي الحليب والقهوة .. وفي المستشفى تبادلوا الشكر مع عم الزين وزوجته .
- الله يخليك يا فاطمة الله جابكم لينا أهل في البلد دي .. ما عندنا فيها أقارب .. بقيتوا لينا قرايب .
- الله يخليك يا ولدي يا الفاتح أتعبناك معانا والله .
- لا شكر على واجب وأنتو فعلا أهل وقرايب .
- على فكرة أنا وعمك الزين من قبيل كنا بنتشاور .أنه هو فكر يمسكك الورشة ..هو ذاتو كبر ما بيقدر على الجري والشغل لفترات طويلة ..أنت حاتمسك ادارتها كلها من مجاميعه .. وحا تاخد راتب ونسبة في الأرباح .. ممكن الكلام دا يتوثق عند المحامي .. عمك الزين لو قدر يعمل في اليوم ساعتين كفاه .
- بس لكن يا سعاد الكلام دا كتير على الفاتح أنت متخيلة أنه الفاتح دا من أشتغل ما تم أسبوع لغاية اليوم .
- فاطمة هوي ما تقللي مكانة الولد وتخوفيه . ما شاء الله زي الفاتح دا مؤهل يمسك بلد كامل مش ورشة .. بعدين الرجال يقيموهم بالمواقف والاختبارات مش بسنوات الخبرة .. الاسبوع البتقولي عليه دا الفاتح دخل فيه امتحانات رجال بعمر أبوه كانوا سقطوا فيها .. عليك الله ما تخوفيه الا إذا كان هو عنده شوفة ثانية أو عايز يطلع من البلد دي .
الفاتح سرح معقولة الشرط الوحيد الذي كان سيجعله يواصل في العمل مع عم الزين وناقشه مع أصحابه .أتاه على طبق من ذهب ..دون حتى أن يطلبه ..
- أها رأيك شنو يا الفاتح ؟ عم الزين وخالتك سعاد منتظرين ردك ..
الجميع يحيطون بسرير عم الزين بالمستشفى وينظرون بوجوه مبتسمة ناحية فم الفاتح يترقبون رده .
ألقى نظرة ماسحة على الجميع .. بحث عنها .. أي عن سحر .. وجدها كادت أن تنطق بدلا عنه .. وهي تبتسم .. وتضغط على أسنانها .. وتهز رأسها هزات سريعة لأسفل .. وكأنها تقول له قول موافق .. قول نعم .
أمها وأمه لاحظن لحركتها وتبادن الابتسامات ..
- ممكن تدوني فرصة أفكر واستخير .. لأنه دا قرار مصيري وصعب الواحد يتراجع عنه .. بعد داك .
- لا لا لا يا بني ما تفتكر نحن قلنا نوثقه في المحامي عشان نقيدك ونفرض عليك شئ للأبد .. والله أنت ولدي وفي معزة البنات ديل ..أنا فكرت في حكاية العقد دي بس عشان أحمي حقوقك لأنه الموت والحياة ما معروفة .. لكن في أي وقت عايز تغير وتروح تشتغل في مكان تاني أو تغترب .. من حقك أنا بقولها لك قدام الناس ديل وممكن نذكرها في العقد كمان..
الفاتح : لا عداك العيب يا عمي . والله ما عشان كدا .. لكن الموضوع فعلا يحتاج تفكير لأنه المسئولية ما ساهلة .
عم الزين : خلاص براحتك لكن عموما أنت اليوم مسؤول أستلم المفاتيح وروح أفتح الورشة لغاية ما تفكر في قرارك النهائي عشان أنا أجي أعلن للعمال إدارتك للورشة ...
سحر : لا لا لا يا ابوي هو موافق خليه من اليوم يبقى المدير .
سعاد : يا بت بطلي الخفة والشلاقة دي .
أنفجر الجميع ضاحكين على سحر و التي بدأت تتخجل وتتدارى .
ريم : يا أخوان اتأخرنا على الجامعة يلا يا ابوي الله يديك العافية .
- فاطمة : أها فتناكم بعافية .. محتاجين حاجة نرسلها ليكم ..
- لا شكر والله ما قصرتي .. هنا المستشفى موفرين كل شئ . يمكن يخرجونا الظهر .
يتبع

(*)

حوار الأرزاق
44
خرج الفاتح من المستشفى بصحبة مرافقيه والدته وأخته وبنتي الزين .بعد أن استلم مفاتيح الورشة . بما أن الوقت لازال مبكرا غشى في الأول بيتهم لإنزال والدتهم .. ونزل الجميع ينتظرون ابتسام حتى تتهيأ لجامعتها هي كذلك وتحمل مذكراتها .
- يلا مرحب بيكم في بيتنا المتواضع .
- واووو ما شاء الله بيتكم حلو يا خالتي فاطمة ..
- أنتي الأحلى يا عسل .. عجبتك الزراعة ؟ .. دا الاستفدناه من عطلة الفاتح .. سنتين كلها قضاها تشجير وزراعة وبوهية ومعافرة في البيت هو وأصحابه ...
- الفاتح دا ماشاء الله عليه ... أي حاجة حلوة في حياتكم هو عاملها . الله يحفظوا ليكم .
الفاتح لنفسه قائلا الظاهر البت دي ما حاتجيبها لبر .. ويبدو أنه أمه وابتسام مستمتعات بهذا الحصار .. ويبدو أنهن أصبحن أشد إعجابا بهذه سحر الساحرة .. التي نجحت بلغة الكمبيوتر أن تعمل ألغاء ( دليت ) لصورة هالة وتعلقهن بها .أو على الأقل حملت لهن برنامجها الأقوى الطاغي .. ويبدو أن هذا التحميل سرى عليه هو أيضا .. هو كذلك لينشغل أو يخفف درجة التأثير والاحتكاك دخل الى غرفته وشرع في تغيير ملابسه .. لبس بنطلون الجينز وفنلة رياضية مع حذائه الرياضي . كما أعتاد أن يلبس للعمل .. وخلع اللبس الرسمي أو الأنيق لزيارة أمس .
- أيوا كدا خليك سبورت وشباب بدل القميص ابو كم طويل وجزمة الجلد السوداء .
حتى تغييره لملابسه لم يسلم من ملاحقتها .. وظفته ضمن خيوطها العنكبوتية
في حوالي نصف ساعة كانت السيارة محملة بالجميع في اتجاه الجامعات .
في الأول جامعة ابتسام بأعتبار أنها الأقرب .. ثم غشى كلية ريم .نزلت قربها ..
وقبل ما تتحرك السيارة ..
سحر : دقيقة دقيقة خليني أجي بقدام . لو ما عندك مانع .؟
عندي مانع ؟ بل أصبح الفاتح مثل المنوم مغناطيسيا .. استلبه سحر سحر من عقله تماما ..
تحولت في المقعد الأمامي .
وأنطلق الفاتح بالسيارة .
- يا الفاتح أنت مالك كلامك قليل .؟. أنت أصلا كدا .. ولا أنا حاصرتك ..؟
رد الفاتح بضحكة خفيفة تمتم بعبارة مبهمة .
- أنت ساحرة فعلا .. صدق السماك .
- بس أنا ما اسمي سحر بكسر السين اسمي سحر بالفتحة .. هو الليل الذي يسبق الفجر .. جاية منها كلمة سحور بتاع رمضان .
- معلوم معلوم بس حبيت اشاغلك .
- طيب ما تشاغل أنا نفسي تشاغلني عديل كدا ..
- دا كلام شنو يا بت الناس .
ضحكت وقلت : على فكرة أنا ما قصدت الشئ الأنت فهمته .. تعرف أقول لك حاجة يا الفاتح .أنا يومي من أطلع من بيتنا لغاية ما أدخل الجامعة تكون مطارداني المشاغلات . وخاصة ابناء الحلة وبكون متضايقة . وكم مرة دخلت البيت أبكي .أمي وأبوي يصبروا فيني أنه دا الشارع كدا ونحن ما نقدر نربي أولاد الناس ..
لكن لقيتك أنت حيرتني ..
- كيف حيرتك أنا عملت شنو ؟
- أنت الشاب الوحيد العندي رغبة أنه يشاغلني ويتغزل فيني وأنت ما شغال بي خالص .. هو أنا ما عاجباك ؟ فيني حاجة غلط ؟.
- كيف ما عجباني؟ (أصلا بايظة بايظة .. قالها الفاتح في نفسه وأحسن يكون جرئ على الأقل في مستوى جرأتها إن لم يستطع أن يكون أجرأ ) ..
- بصراحة أنت أنسان دخلت حياتنا كلها بالباب الكبير باب القراش عديل مش بالشباك زي ما بيقولوا .. بما أنه ناس بيتنا كلهم معجبين بيك بالذات أمي وأبوي أنا تقدر تقول أخذت العدوى مضاعفة .. بس ما تكون حكمت علي بكلام أمي تقول البت دي خفيفة وشليقة زي ما قالت في المستشفى .. والله بصراحة أنا أول مرة اتصرف كدا مع شاب ومستعدة أحلف قسم لو ما مصدق. لكن ما قادرة أفرمل نفسي منك أعمل شنو ؟.
- والله يا سحر أنا ما أكذب عليك أنا كمان انبهرت بيك . وبالعكس تصرفاتك كلها تدل على البراءه وأنك ما صاحبة تجارب . لكن ...
- أنا عارفة لكن دي بعدها في شنو ..
- أها يا ساحرة لكن بعدها دي في شنو ؟
- لكن دي بعدها أنت مقيد بالعلاقة التقليدية بتاعة ناس زمان .. من اللفة للزفة ..
ضحك الفاتح : تقصدي شنو بحكاية من اللفة للزفة دي .
- يعني أنت من فتحت لقيت نفسك محجوز لبنت خالك من أهلك ومن أهلها واستسلمتوا أنتو الاتنين للواقع دا وحاولتوا تعبوه بحب وهمي ..
- كيف وهمي ؟
- وهمي لأنه ما جاء من اختيار لامنك أنت ولا منها هي .. أصلا أنتو الاتنين ما جربتوا بديل لبعض .
- وانتي تفتكري دا شئ خطأ مش ممكن يكون سبب أنه نحن بقينا محصنين لبعض .
- محصنين من شنو ؟؟ من الحياة نفسها ؟
سكت الفاتح .غلبه الرد. صمت قصير بعد قليل قال : هي دي كليتك ..
- أيوة وصلنا ..شكرا ليك ممكن تديني رقم تلفونك عشان تطمني على أبوي بس ما أكتر .
- حاضر قولي أنتي رقمك عشان أعمل لك رنة .
بعد قليل خلاص شكرا وصل الرقم .
تحرك الفاتح بعدها سارحا نحو الورشة .
من اللفة للزفة؟؟؟؟؟؟ .. والله البت دي عايزة تجنني عديل كدا .
يتبع

(*)

حوار الأرزاق
45
عاد الفاتح بعد أن أوصل سحر الى جامعتها بالسيارة سارحا يفكر في حديثها .. فعلا هذه الشقية الصغيرة عملت له شرخا كبيرا في قلبه وفي عقله . وبدأ يعيد التفكير . ويحاول أن يتذكر متى بدأ يميل بقلبه لبنت خاله .. وهي ولدت في الغربة وبدأت تحضر مع أهلها في الأجازات .. ومنذ أن كانوا أطفالا .. وهو يكبرها بست سنوات تقريبا أو أكثر .. وتذكر كيف كان يحبها وهي طفلة . لكن كطفله صغيره جميلة .. ممتلئة صحة وحيوية يحملها ويقف بها في الشارع ( يا ولدي الشافعة السمينة دي قصت ضهرك .. جملة من أمه تقولها ساخرة وهامسة وضاحكة ).. وهي كذلك كانت تتعلق به منذ أن كانت تحبو . ترفع يديها له حتى لو كانت في حضن أمها .. كان يأتيها بلهفة يحملها ويلاعبها وهي تضحك ..
كبرت هذه العلاقة ونمت كما البذرة بنفس هذا المعدل .. تطور الشعور وتدرج وتغير .. ليصبح شئ هو كان يعتقده حب .. أو هو فعلا كان كذلك . قبل ما تظهر هذه العفريته سحر .. وتخلط له الأوراق في رأسه .. من اللفة للزفة ؟؟؟ هل هنالك شئ كهذا فعلا .. شئ يشبه الفطرة الأولى التي تكاثر بها الانسان .. مثل أجدادنا أبناء آدم وحواء .. كل واحد يتبنى طفله من أخواته يرعاها حتى تكبر ثم تصبح زوجته .. لكنهم كانوا مجبورين على ذلك .. لم يكن لهم خيارات أخرى ..لم تكن هناك مصاهرات مع باقي الحيوانات ..أقرب الحيوانات للانسان القرود والشمبانزي أجمل أناثها أقبح من أقبح أمرأة حتى تاريخ اليوم .. يمكن في نظرنا نحن البشر .. لكن لماذا عليه هو وقع هذا الدور .. لماذا هو الذي يجب عليه أن يعيد تجربة أبناء آدم وحواء جدودنا الأوائل .
قال لسحر يمكن هذه العلاقة سببا في تحصنهما هم الأثنين ؟ أفتكر نفسه هزمها بهذه الفكرة . لكن عادت العفريته الصغيره لتعيد له كرته لصدره ملتهبة من جديد ..
قالت : حصنتكم من الحياة ؟
يا لها من عبارة ..
قضى خمس سنوات في الجامعة مع زميلات مختلف الأشكال بل بعضهن يفقن هالة جمالا وظرفا .. لكنه لم يميل لأي منهن .. بعضهن تقربن منه وتجاهلهن بطلف وأحيانا بعنجهية .. بحكم هذا التحصين الذي ذكره .. أتصالا وتلفونا مع هالة آخر الليل .. كلام بالساعات كان كفيل بأن يغسل أي أثر جديد لميول أخرى .
لكن اليوم شعر أن اليوم لم تعد هذه القوة موجودة .. هذا التحصين قد تم ضربه اليوم بمنطق أقوى منه .. معقولة ؟ الطفلة التي كانت في اللفة وكان يحملها ويشاهد أمها أو جدته تغير لها الحفاضات ويتم لفها من جديد ليحملها ويجلس بها أمام البيت .. هي نفسها ستكون رفيقة حياته ؟؟ .. كما قالت سحر من اللفة للزفة ؟؟
يرجع ويقول لنفسه .. وطيب ماذا في هذا ؟
لكن السؤال الذي يجب أن يسأله لنفسه بصيغة أخرى .
هل حبه لهالة منذ أن كانت طفلة في اللفة متعلقة به هل هو نفس الحب .. هل تطور أم كبر كما هو ..
هل لبس ثوبا جديدا مختلفا كأي شعور يربط زوج بزوجته .. أم هو يحبها كطفلة صغيرة بوزن أكبر تعلق بها من الصغر .. هل هو ولف أم حب ؟ صدق المغني حين قال أن الولف قتال .. لكن هل الولف هو حب ؟
كل هذه الخواطر جالت بعقل الفاتح وهو يقود السيارة حتى وصل للورشة .. وجد العمال متجمعون أمامها .. تأخر فتحها قليلا . وعندما شاهدوا الفاتح يحمل المفاتيح ويتجه ناحية الباب الرئيسي .. وقبل أن يتساءلوا أخبرهم بمرض عم الزين . وبحجزه في المستشفى ..
تساءلوا عن صحته وتحسروا .. وعرفوا أن السبب هي الصدمة التي سببها له زميلهم عماد .
باشر الفاتح العمل .. برضاء الجميع .. وبدأ يوزع عليهم الأشغال .. ويسألهم عن المهام التي يتولاها أي منهم .. ويعطي الأوامر كما ينبغي .. ويرسل الصغار في طلب قطع الغيار المطلوبة من السوق ..
ثم يعود الى المكتب من جديد . يقابل زبائن جدد .. يفتح كروت عمل جديدة للسيارت المستلمة .. ويوجه الكهربائية والميكانيكية .. كل حسب دورهم .
عد ذاك اليوم حتى الظهر وأظهر فيه الفاتح براعة في إدارة الورشة ..
خوفه من الخلو مع نفسه والتفكير المستمر دفعه أن يقضي معظم اليوم داخل الورشة مع العمال ويشرف على العمليات بطريقة مباشرة .. ويعطي بعض التوجيهات الفنية .
بعد الظهر رن تلفونه . المتصل الخالة سعاد زوجة عم الزين .
- أهلا يا خالتي سعاد .
- خلاص يا الفاتح نحن خرجونا .. تقدر تجي ترجعنا البيت ؟.. كان مشغول رسل لينا السواق خلي يجي بعربية الزين يمشي يسوقها من البيت .
فكر الفاتح في الرد سريعا . وقال أن هذه المرأة غير سهلة . بل مفتحة جدا .. كان ممكن من أول تقول له أرسل لنا السواق .. لكنها إمرأة زكية جدا دائما ما تترك الباب مواربا ( بنصف فتحة ) .. هل يجاريها ؟ هي رسالة واضحة من نوع لنا فيك مآرب أخرى ..بصراحة هو وجد عنده الرغبة في مواصلة هذا الدور الذي يشعره بلذة غريبة .. يمكن تكون جديدة عليه .. ليس لها علاقة باللفة............
قال : خلاص أنا وزعت الشغل ممكن أجي أوصلكم البيت .
- شكرا كتر خيرك يا ولدي الله يخليك لينا .. أنت ولدنا الما ولدناه ..
ما نشيتات عريضة تصلح أن تدبج بها الصفحة الأولى في أشهر صحيفة .
يتبع

حوار الأرزاق
46
نادى الفاتح الرجل الأكبر في الورشة عم عبد الله ليتابع الشغل وأستأذن متحركا ناحية المستشفى ليأخذ الزين وزوجته ناحية بيتهم .
وصل المستشفى .. جرى في إجراءات الخروج .. وسدد المبلغ اللازم .
وتحرك ناحية البيت .
- يا ولدي تقلنا عليك والله معليش بس ما عندنا غيرك .
- لا يا عم الزين ما تتحسس أنت في مقام أبوي الله يرحمه .
- الله يرحمه .. لكن ماشاء الله أبوك ولد وربى.نحن كمان شاعرين بيك ولدنا الوحيد
- الله يبارك فيكم كتر خيركم انشاء الله ما تشوفوا شر .
- يا ولدي الفاتح كلية سحر من هنا قريبة ما كدا ؟.
- صحيح المجمع الطبي قريب من هنا .
- ممكن نغشاها وقت بقينا قريبين الله يعافيك ..
- جدا ما في مانع أنتو كلمتوها ؟.
- أيوة كلمناها قبل شوية أصلا هي أتصلت تطمئن على أبوها .. وقلنا لها لو الفاتح وافق نغشاك و نسوقك معانا للبيت بنغشاك .
- أكيد حا أوافق معقولة ؟ هي أصلا في طريقنا وما حا تكلف شئ.
- شكر ما تقصر والله ... تفتح تلفونها وتتصل ببنتها ..( خلاص يا سحورة الفاتح وافق حا نغشاك بس أستنينا برة الباب عشان ما نأخره من شغله .
الفاتح سرح من جديد وبدأ يقلب في هذا الموقف من جديد .. هذه أسرة عجيبة فعلا .. وتجبر الشخص أن يتعلق بهم .. رغم أنه هو من يشتغل عندهم و حتى السيارة التي يقودها تبعهم .. لكن رغما عن ذلك لم يشعروه بهذا الشئ .. بل تاركين له كل القرارات .. لا أوامر ولا تعليمات تحسسه بأنه عليه أن ينفذ ..يستأذنوه في حقهم كأن الأمر معكوس ..
وصل أمام كلية سحر ووجدها فعلا تنتظرهم بفرح ظاهر ومعها شلة من صديقاتها . بما أن السيارة صغيرة أكيد صديقاتها لا ينتظرن الركوب معهم .. لكن واضح أنهن يردن أن يشاهدن هذا الفاتح .. ويبدو أن هذه السندريلا أصابها الهوس به .فحكت عنه لصديقاتها .
كان الصديقات يتبسمن معها وهن يرين السيارة تتهادى قبل أن تقف .
تجري البنت أولا ناحية والدها تقبله في رأسه بفرح وتحضن أمها . كذلك يتقدم صويحباتها للتحية وحمد الله على سلامة الوالد .. وكذلك يغشين الفاتح يسلمن عليه .. وهن ينظرن ناحية سحر ويبتسمن .. كأنه يردن القول بأنها حكت لهن عن كل شئ رغم أنه لا يعرف ما هذا الشئ الذي حكته لهن .
تحرك بالسيارة ناحية البيت .
- حمد لله على السلامة يا أبوي .أها يا الفاتح أنشاء نجحت في إدارة الورشة ..
- يا بت نجاح شنو أنتي بتتكلمي مع مهندس كبير معقولة ما يقدر يدير ورشة مساحتها ما فايتة ميتين متر .
- أنا عارفاه يقدر يدير مصنع كمان مش ورشة .. لكن شايفاه متردد .
- لا انتي كمان ما تزوديها يا سحر والله الورشة إدارتها ما سهلة .
- أنت قدها وقدود على قول المصريين يا ولدي يا الفاتح .
- شكرا يا خالتي .
أخيرا وصلت السيارة بيت عم الزين .. وبعد هبة الجيران من جديد للسلام .
مع وجود البنت الأكبر التي وصلت مبكرا رتبت البيت ونظفته .
الجارة الطيبة حاجة نفيسة أحضرت سفرة غداء كاملة
تمسكت الأسرة بالفاتح ليتغدى معهم رغم إصراره الرجوع للورشة ليكمل عمله ..
والتفوا من جديد حول السفرة مع كامل أفراد الأسرة ..
شعر الفاتح بالعفوية والتلقائية التي باتوا يعاملونه بها كأنه فعلا فرد من أفراد الأسرة .. ضحك ونكات .. وسعادة لا توصف .. تغدى سريعا وأستأذن عائدا لعمله .
وفي السيارة بالخارج .
تحت ظل الشجرة أمام الدكان
شلة المغازلاتية ..
ينظرون له باستياء .
- أنتو تعالوا الزول دا ظهر من وين كمان ؟.
- ياخ يمكن قريبهم .
- قريبهم دا كان وين زمان ولدوه هسع ؟.
- أنت مالك غايظك كدا .
- ياخ شوف البنات يقدموه للباب وآخر ضحك وانبساط كمان ..أخ و الله لو شفتوا سحورة عايزة تطير معاه .
- ياخ أنت مالك ومالهم ؟.
- يا مولانا ما تقول لي مالي ومالهم .. و الله الزول دا لو عوقني في سحورتي دي أنا مستعد آخد فيه أعدام .
- أعوذ بالله منك ياخ .
يتبع

(*)

.

.

(*)

حوار الأرزاق
47
عاد الفاتح الى الورشة وانتظر حتى نهاية دوام العمل قفل الأبواب واتجه الى بيتهم ..
وفي البيت وجد خال أمه الطاهر .. وبدأت السلامات الحارة .
- أهلا يا خال أنت لسع قاعد؟
- - يا ولد أنا جدك ما خالك ؟
- بس يا خال حلوة أحلى من جدو ونحن ما عايزين نكبرك ..
- أنا جيت مخصوص عشان أصالح الدكتورة دي شايفها ما طايقاني ..
- العفو يا جدو والله أنا اريدك من جوة قلبي .
- شكر يا حلوة وأنا بالأكتر والله .
- أها الحكاية شنو يوم داك ما قلت مستعجل ولازم تسافر .
- والله أخرتني أوراق بتاعة أراضي وتاني بضاعتي لسع ما شحنتها .. لقيت نفسي قاعد قلت أغشى أرضي بتنا فاطمة وأولادها أها من قبيل في سيرتك ومنتظرنك قالوا لي عمك الزين كان تعبان سلامته ياخ .
- فعلا كان تعبان لغاية ما مسكوه في المستشفى أربعة وعشرين ساعة .. لكن هسع الحمد لله خرج في البيت وأنا وصلتهم من المستشفى واتغديت معاهم في البيت .
- أتغديت معاهم ؟
- نعم يا أمي عندهم جارتهم جابت غدا جاهز وهم مسكوا فيني لغاية ما تغديت .
- وأكلتوا كلكم مع بعض ..؟
- وفيها شنو أمس ما أكلنا كلنا مع بعض في العشا .
- أيوا بس أمهم وأبوهم ما كانوا معانا ؟
- وتفرق شنو ؟
- لا لا لا ما فيها أي فرق .. ولا رأيك شنو يا جدو ؟.
- ياخ عمك الزين دا راجل لطيف جدا وما عنده عقد . تلاقيه هسع أعتبر الفاتح دا ولدو عديل خاصة بعد المواقف الجمعتهم مع بعض ..
- كان ولدو ما بعرف ؟
- أنت عايزة تصلي لشنو يا بت ؟
- يا زول ها ما قالو لك كيدهن عظيم أختك دي ناصبة لك فخ عايزة ترميك فيه .
- الفخ هو براه نصبه لنفسه ورمى نفسه فيه يا جدو ..
سرح الفاتح وقال في نفسه البنت المجرمه دي رغم أنه نزلها الصبح في جامعتها قبل ما يوصل الأختين .. وهي لا تدري أنه استفرد بالصغرى وكشفت له عن أوراقها ووضعته أمام الأمر الواقع يكفي عبارة ( من اللفة للزفة ) التي قلبت كيانه .. لكن فعلا كيدهن عظيم هاهي كأنها شاهدت هذه الأحداث في صدره .
أم الفاتح : على فكرة يا الفاتح قبيل غشونا هنا حسن أخوي و مرته ومعاهم هالة .. قالوا لفوا بهالة الجامعات كلها ولا في جامعة دخلت في رأسها .. قالت دي ما تصلح حضانات روضة خلي تكون جامعات .
- معقول هالة قالت كدا قدامكم ؟
- هي ما قالته قدامنا لكن لا من أمها قالته ما نكرته .
- يا أمي يعني عايزاها تكذب أمها قدام الناس .
- بصراحة أنا كنت لافي معاهم وفعلا الجامعات ما عجبتها لكن حكاية حضانة دي ما سمعتها .
- أنت بدل تغالط الناس ما تشيل التلفون وتتصل عليها .
- أنا ما عايز أؤثر عليها وتقرأ في مكان غصبا عنها عشان ترضيني ..
- عاقل يا ولدي دا كلام الرجال .. لازم المرة الأنت تختارها دي ما تكون مضطرة تقدم أي تضحيات ..عشان بعدين ما تجي تعمل ليك صداع .أنا سبت ليك القراية وأنا خليت ليك العز ... خليها تختار حياتها زي ما هي عايزة وبعدين أنت كان نفعت معاك نفعت .. ما نفعت تشوف اليناسبك .
- دا كلام شنو يا خالي الحالة دا أنت المتمسك بعرس الفاتح لهالة أكثر واحد فينا .
- والله ما متمسك ولا حاجة .. شفتكم خاتين الموضوع كدا من زمان وجاريتكم فيه ..
- أها هسع الفهم شنو .
- الفهم زي ما قلت لكم .. ما في زول مجبور يغير حياته ويرضى بالأقل عشان خاطر عيون طرف تاني ..
- يا جدو ما في حاجة اسمها حب ؟.
- الكلام دا أنا بقوله أصلا عشان في حاجة اسمها حب .. الحب دا حاجة في القلب ما عندها تمن مادي قروش ولا عز عشان الواحد يدفعها ويقبض تمنها .. أو يضحي بيها ويلوم الطرف التاني كل ما قصر .
- يا جدو أنت فاهم الحب بطريقة مختلفة .
- يا بتي شوفي أنا ما قريت زيكم ولا عارف الكتب قالت شنو .. لكن عندي تجاربي الخاصة بتعلم منها وأعلم أولادي .. تذكري لامن قلت ليك أنت عاجباني جدا يا ابتسام لكن مستكثرك على أولادي لأنهم جاهلين ما قروا ما من مستواك .. أنا عندي تجربة عرسي الأولى حكيتها لناس الفاتح .. وهي اسمها زهرة من بنات البدو الرحل .. جاتنا في الدكان مع امها وأنا تعلقت بيها .. بنت جميلة أصلا ليوم الليلة ما شفت أجمل منها .. وهي كمان تعلقت بي .. لكن عشان نتزوج لازم هي تتخلى عن الحياة البدوية وتعيش معانا ..أو أنا أخلي حياة المدينة وارحل معهم .. اخترنا الأولى لانه أنا الرجل مفروض أصرف عليها . لكن هي من أول شهر دخلت في نوبة بكا وبقت زي المجنونة في النهاية بعد ثلاثة شهور سلمناها لأهلها ..عادت للحياة البتعرفها .لانه تضحيتها ما عوضها الشئ الأسمه الحب الأنتو بتقولوه دا.. الحب لو موجود ما مفروض تكون فيه عوائق وشروط وتضحيات والا حيكون عذاب للطرفين ما عنده مبرر .
- خلاص أنا كدا فهمتك يا جدو يعني الكان بين عنتر وعبلة وقيس وليلى ما حب ؟ .. بس لكن حكاية زهرة بتاعتك ديك فرق كبير ما زي الفرق بين الفاتح وهالة .
- القال لكم نو ما في فرق أنت عارفه حياتهم هناك عاملة كيف ؟
- مهما كان ديك حياة مؤقته ممكن قرار من كفيل ولا مدير يجيبهم راجعين لحياتنا هنا .
- مؤقته دي نحن كلام بنقولوا عشان بنشوف المغتربين ديل كلهم زي بعض .. لكن الناس ديل زي ما في السودان الناس طبقات ومستويات . أها المغتربين كمان في ناس في مستويات عالية جدا .أها ديل حتى لو فصلوهم ممكن مستحقاتهم تعيشهم في قصور .. لكن نحن نسمي حتى الناس البميشوا عمرة ويزوغوا مغتربين أول ما يكشوهم يرجعوهم نقول في مغتربين كشوهم ..
- أنت يا خال هم قالوا لك حاجة .؟
- بخصوص شنو ؟..
- ما جابوا سيرة الفاتح مثلا ؟
- أبدا والله لكن هم الاتنين حسن ومرته كانوا بيحكوا لي عن حياتهم هناك وورني صور في تلفوناتهم لبيتهم هناك والحدائق والمسابح شئ زي الخيال .. وحتى الجامعات الخاصة مصورنها قال عشان يقارنوها بالعندنا ..
عم صمت قصير كل واحد من الوجود انغلق في ذاته يفكر ويحاور في نفسه . هذا الخال الجد انسان فطري بسيط لكن رغم دروشته كلامه فيه حكم كثيرة ويوصل رسالته بأبسط كلام .. حتى لو لم يكن يقصد رسالة لكنها تفوح من بين حديثه مثل العطر .
- هسع يا الفاتح ما في طريقة تودينا نشوف الراجل الطيب دا .. عمك الزين .
هذه العبارة التي ألقاها عم الطاهر أشبه بطوق النجاة الذي يلقى للغرقى الكل تشبث به وتجاوبوا فرحين ..
الفاتح نفسه قال انتظروني آخد دش سريع وأغير .. وفعلا بعد قليل كان متهندما ومتعطرا مما جعل أخته المشاغبة تطلق صفيرا بشفتيها .
وبعد قليل كانت العربة تشق بهم الطريق ناحية بيت عم الزين .
أحد شلة الغزل يلقط المشهد
- أمك يا عقرب صاحبك بقى زول خطوبة عديل .
- شنو ؟ قلت شنو ؟.
- تعال شوفه مشى بيتهم جاب أمه وأبوه وأخته أها دا شنو ما خطوبة دي .
- لا والله أنا ما أسكت يمين أسمع زغاريد هنا أمشي أجيب رشاش وأملاهم نار كلهم .
- كضاااااب ما تقدر خلاص الحمامة طارت
- ها هاهاهاهاهاها
يتبع

*

(*)

حوار الأرزاق
48
كخفة بنات كما تسميها الأمهات .أو أسرار يعرفنها البنات قبل أن يتحرك الوفد لزيارة بيت عم الزين لمرة ثالثة لفاتح وثانية لأسرته خلال يوم واحد .أتصلت شقيقته بسحر العروسة التي باتت مرشحة أكثر من غيرها وأخبرتها أنها في الطريق عليهن . وسحر كنوع من الغتاتة قامت سريعا بترتيب البيت وفرشه دون أن تخطر أهلها . ومن ثم دخلت وغيرت ملابسها وسرحت شعرها .. بملاحقة أختها بالسؤال الملح .( يا بت في شنو الجايينا منو ؟ .. ما في حاجة ما نرتب بيتنا يمكن يجونا ضيوف هسهع ..لا لا .. الا أنت اذا عارفة في ناس جايين .. يا بت عايزة تشتغلي معاي اشتغلي .. وقليل ويبدأ الطرق على الباب ..
- يا أمي ناس ابتسام ديل اتصلوا وقالوا معاهم جدهم الظريف داك عايزين يشوفوا أبوي ..)
- وتكلمينا هسه بالله شوفوا غتاتة البت دي ؟
- بتك دي بقت ترسم براها ..أنت قايلة في زول منافسك . كدي ألقيه أنت ذاتك .. بعدين فكري في المنافسة ..
- هو يا بنات بدل تتشاكلوا في الفارغة أمشوا أفتحوا الباب للضيوف أدخل ألبس توبي .
- يا هو داك أبوي ماشي يفتح الباب .
- يا بت أبوك عيان ما مفروض يقوم من سريره .
قليلا وضج البيت من جديد بالضيوف .
وشرع الطاهر في صنع الضجيج بصوته العالي وفطرته التي لا تحكم بها .
- شنو يا الزين الكبر دخل ولا شنو . هاهاهاها .. يا زول أنت شباب لسع ما تتوهم ياخ شوف نحن أكبر منك في العمر لكن ممكن نلعب كورة عديل ..
أهلا أهلا بالعروسات الحلوات ما شاء الله ما شاء الله ربنا يحفظكن يا بناتي .. أهلا أزيك يا أم العروسات . هن الجمال دا حا يشحدوه يعني هاهاهاهاها .. ماشاء الله الأم والأب وسيمين ..
- أهلا أهلا يا الطاهر أخوي اتفضلوا على الصالون .
هذه العبارة التي لم تعجب أربعة أعين وقلبين ...
- لا لا يا أخوي نحن بس خمسة دقايق نسلم عليك ونكفر ليك .. وماشين ولدنا الفاتح دا يومه طويل .. والله جريناه جر .من التعب .
سحر تقترب من الفاتح وتهمس قريب منه.
- صحي جروك جر عشان تجينا تاني .. عملنا ليك وجع وش ؟
- جروني شنو أنا الجريتهم زز ما صدقت قالوا جاينكم .
- في زول وقع بسنونه وما سمى .
- أنت أسكتي خالص .
- أنتو قعد تقولوا شنو تتهامسوا وتضحكوا .
- ما في حاجة يا أمي .. أسألي ولدك بعدين بعد نرجع .
توزع الضيوف على الأسرة وبعض الكراسي المنتشرة في الحوش ..
- والله يا الطاهر ولدكم الفاتح دا ولد رجال .. ولدتوا وربيتوا ربنا يحفظه ليكم .
- الفاتح أبوه الله يرحمه كان راجل ضكران أخو أخوان هو اتطبع بطبعه تماما .. غايتو بخت المره البتكون من نصيبه . هاهاهاهاها . ضحك ضحكته إياها وهو يتلفت ناحية البنتين .. وهو لا يدري أيهما صاحبة النصيب المرتقب .
دخلت البنت الكبرى ناحية المطبخ لأعداد شاي الحليب .. ولحقتها ابتسام لمصاحبتها ومساعدتها .. أنشغلت الأمين بحديث هامس بينهما .الطاهر والزين خاضوا في مجال العمل والسوق .
لم يبقى سوى الاثنين مشروع العاشقين .
- أها لسه رأسك ضارب شكلك ما قدرت تخلص من حكاية اللفة ديك .
- يا تو لفة كمان .
- لفة الكلاكلة ..
بعد ضحكة كادت أن تفضحة : الظاهر عليك أنت عفريته و مشاغبة .
- والظاهر علي كرهتك بشغبي دا .
الفاتح قرر أن يفك آخره وزي ما تجي تجي :
لكن أنت أحلى مشاغبة في الدنيا دي .
تفاجأت بهذا الرد والغزل الجريء وبدأت تسعل وتكح .
- سلامات يا بتنا قلت ليها شنو تكون سحرتها باقي أنتو عينكم حارة
أنفجر الجمع بالضحك .
سعاد : دي تسحر بلد بحالها معقولة يسحرها الفاتح ما شاء الله عينه مليانة ..
- المليانة دي شكلها فضت .
يتبع

حوار الأرزاق
49
- أها يا جماعة نمشي .
- شنو يا أخوانا ما بدري الطاهر أنت أول مرة تجينا معقولة تطلع من غير عشا .
- لا متشكرين يا الزين انشاء الله في فرح البنيات ديل ..
- شكرا كتر خيرك ربنا يفرحك بأولادك .. هو أولادك قدر شنو؟ ..
- والله أنا أولادي رجال .. لكن عنقالة ساي ما قروا واحد ماسك الدكان والتاني عسكري في الشرطة غايتو عشمنا في الصغير دا يا داب في الثانوي .. وإلا كان حورياتك ديل ما بتفوتن ماشاء الله عليهن ..
- ربنا يجعل الفيه النصيب الرجل ما بشهادته الراجل بأخلاقه ومكانته وأمانته .
- ياخ دا كلام جرايد ساي و الله هسع يجيكم واحد عنقالي زي أولادي ديل علا تنطفشوا منه أنتو وبناتكم ..
تحول الموضوع بعده لضحك . يبدو أنه الطاهر يريد أن يضعهم في اختبار أو بدأ يمهد ويجرهم ناحية زاوية يريدها هو . فقرروا أفضل لهم أن يقفلوا هذا الباب بالضحك ..
- يلا بت ابتسام انت وين محشورة .
- ابتسام مع ريم في غرفتها يتفرجوا في البومات صور .
البنتان في انسجان تام .. ويبدو أن البنت الكبرى اكتفت بمصادقة ابتسام وتركت الفاتح لأختها أن استطاعت أن تفوز به ..
وتجمع من جديد أمام باب الشارع كل طرف بمن يقابله في الحوار الأخير المعتاد .
عم الزين مع عم الطاهر
والأمات مع بعض
الصديقتان الجدد
الفاتح تهادى في خطوات . وسحر أكثر جرأة اقتربت منه وبدأ يخطو واياها لا اردايا مبتعدين عن الجمع ومتهادين في الخطوات .. حتى وصلا ناصية البيت ..
- مالك مستعجل ما عايز تتعشا معانا .؟
- أنا اليوم وجباتي كلها في بيتكم من شاي الصباح .
- أريت لو تجي تسكن معانا عديل .
- أسيب أمي واختي .,
- لا أقفلوا بيتكم كلكم تعالوا اسكنوا معانا البيت كبير وشايلنا كلنا.
- ليه ما تجو تسكنوا معانا أنتو ؟
- ما عندنا مانع المهم مكان تكون فيه أنت .
ضحك الفاتح وقال : والله أنت غلبتيني عديل ..
- غلبتك كيف كمان ؟.
- لا أقصد تقدري تقولي كلام أنا ما بقدر أقوله ..
- تقصد يعني أنا خفيفة ؟ .
- خفيفة كيف كمان أعوذ بالله . أنا قصدي أنا زول خجول أكتر من اللازم بكون مليان كلام جوايي لكن ما بيطلع مني ..
- قول بأي لغة أنا خليني اترجمه بطريقتي وحا يعجبني .
تأتيه نهره من أمه
- الفاتح شنو الحكاية نحن ما اتأخرنا ؟
يعقب الخال الجد
- خليهم ياخ ديل أحلى عصفورين في الدنيا ..
- العصافر بينوموا من المغرب لكن ديل ساهروا بينا ..
الفاتح وسحر شعرا بالخجل وعادا مسرعين ..
قبل ما تتحرك السيارة كانت هناك عيون تراقب الموقف يملأها الحقد والغل . هم شلة عشاق الحي ..
- أها يا عقرب كيف معاك لسع عايز ليك دليل أنه الحمامة طارت منك ...
- يا أخوي عقرب ما بيستسلم بالسهولة دي .. يمين تبيعني الا اشخبط ليها وشها دا بمطوة اشلخها ليك جعلي على شايقي أخلي ليها وشها دا زي الصفرجت .
- يا أخوي ما تملانا فقر ساي أنت زول بتاع تنظير .. سحورتك اتخطبت الليلة .
- يا زول أنت ما تقفل بوزك دا براها قافلة معانا ..
- يا زول ما أقفل ..
على بال ما يتحرك الفاتح وأسرته نحو بيتهم . تقوم شكلة أمام بيت عم الزين .. ونبدأ العكاكيز والخبط والحجازين ويثور الغبار ..
عم الزين يستعجل أسرته في الدخول متقي شر الفتن . بصورة ما كأنه شعر أن لأسرته يد في هذه الشكلة
كذلك البنات وأمهن شعرن بأن لهن دور.
الأم هامسة لبناتها دون أن تسمع عم الزين :
- يا بت أنت المتشاكلين في الشارع ديل منو ؟
- ديل ناس هشام عقرب ومعاه عبد الواحد ود صفية ...
- باقي ليك مالهم ؟
- الظاهر الجماعة (كاووه ) بعد ما شافوا سحر واقفة مع الفاتح ..
- المتخلف دا أنا مليون مرة قلت له ما عندك معاي حاجة .. وسط أخته .. كلم الحلة دي كلها يفهم كيف الغبي دا ؟ .
- يا بت نحن ما عندنا معاهم قضية انشاء الله يتماوتوا نحن نقفل علينا بيتنا دا .
يتبع

متابعين التدفق الجميل .
ألف شكر سيدي درديري ورمضان كريم

Quote: متابعين التدفق الجميل . ألف شكر سيدي درديري ورمضان كريم

ألف شكر يا عثمان موسى يا وريف

شهر مبارك وتقبل الله

.

اخي الوريف درديري كباشي

رمضان كريم ......واصل السرد الجميل

لك الود وضيوفك الكرام

Quote: اخي الوريف درديري كباشي رمضان كريم ......واصل السرد الجميل لك الود وضيوفك الكرام

مشكور يا حسن وكثر خيرك على المجاملة وكن قريب على عتبات هذا الحوار الطويل

حوار الأرزاق
50
وعربة الفاتح لازالت تتهادى في حواري آل الزين بركابها .. تتخطي الشارع الترابي وقبل ما تلف ناحية الطريق المسفلت .
- أمي عايني عايني ..
- في شنو يا بت .
- في شكلة دورت الأولاد الواقفين قدام بيت ناس عم الزين .
- مالهم بسم الله .
- ما عارفة الظاهر بيكاوا بعض .. كانوا يصفقوا ويقولوا طارت طارت في واحد جر ليه حطبة ووقع فيهم خبط الظاهر كانوا بيشتغلوا فيه هو .. الفاتح أقيف خلينا نتفرج .
- يا بت تتفرجي شنو الله أكبر عليك أنت أصلك ما بتخلي شمشرتك دي ؟
تلف السيارة لتعتلي شارع الأسفلت .
- الفاتح ماتغشيني بيت ناس جدك ؟
- شنو يا خال أنت ما بايت معانا ؟
- لا يا فاطمة يا بتي شنطتي هناك وعندي شوية ونسة مع أمك لسع ما كملت .
- خلاص يا الفاتح غشيه أنا ذاتي ناس أمي من يوم الجمعة ما شفتهم تاني .
الفاتح غير توجه السيارة .. وبدأ عقله يشتغل من جديد .. بعد ما بدأت مؤشرات قلبه تحدد اتجاها جديدا .. هاهو الآن يتجه للمشوار الذي بات راغبا في التهرب منه .
- أنت يا الفاتح المشوار دا ما كان يهمك مالك بقيت ما متحمس له كدا ؟.
- يا بت أنت ما عندك شغله غيري .أنت عارفة أنا من صحية الصباح للآن ما رقدت لي في سرير ..
- صحي يا ولدي والله تعبناك معانا الليلة وأنت صاحي من صلاة الفجر خلاص ما نقعد بس نسلم عليهم ونمشي طوالي .
وبعد قليل أقتربت السيارة من بيت جده .أطفال خاله الصغار بمجرد أن شاهدوهم أحدهم اتاهم يجري والثاني جرى داخل البيت يبشر أهله .
دخلوا البيت ووجدوا أهله متجمعين في الحوش كالعادة معهم الجد والجده والخال بزوجته ..
كأنه دخلتهم قطعت لهم حوارا لا يرغبون مشاركته مع الفاتح وأمه .
بعد السلامات الفاترة التي لم يفلح علو الصوت في مداراة فتورها .
- أها كيفكم طولنا منكم .
- والله كنا مع عم الزين دا وقع ورقدوه في المستشفى .
- اااي خالتي قالت لي الظاهر عم الزين وأولاده ديل ملوا ليكم فراغكم .
- ملوا لينا فراغنا كيف كمان ؟ هو نحن عندنا فراغ ؟.. الناس استغاثوا بينا وقدرنا نغيثهم الحمد لله .. الله يحفظ الفاتح لولاه عم الزين يمكن كان اتشلى ولا جاته جلطة .
- الحمد لله هو الفاتح بعد ميكنيكي كمان بقى ليهم دكتور ؟
- أووف هو أنا قلت الفاتح عالجه .. أتصلوا علينا ركبنا العربية لقينا الراجل في غيبوبة وديناه المستشفى رقدوه . وحرسنا ليهم البنات في البيت .
- اها ؟ حرستوا البنات قلتوا لي ..؟
- أااي حرسنا البنات يا حسن .. عندك فيها رأي كمان ؟ الأب مسكوه في المستشفى والأم باتت معاه .. عايزنا نسيب بنات فتيات يبيتن براهن في بيتهن ؟ .. ولا أنت تقصد شنو رددتها كدا؟ .
- لا أنا ما أقصد أي حاجة فعلا الناس ديل محتاجين ليكم ومحتاجين للفاتح ولقوكم في الوقت المناسب .. والله يخليهم ليكم ويخليهم ليكم .
الفاتح طيلة هذا الحوار كان مقطب الجبين فقط ينظر الى خاله وزوجته وهما لا يخفيان عداواتهم في حوارهم مع أمه . ونظر الى هالة هالة .. وطأت رأسها في الأرض . دون أي تعبير .. ولا عتاب .. ولا حتى أمتعاض من كلام والديها ..
حاول يقترب منها وينفرد بها ليعرف أن كان لها توجها جديدا .. لكن هي كانت تتهرب منه الأنفراد به .. تجلس ملتصقة بأمها .
- بالمناسبة نحن حا نقطع إجازتنا وحا نرجع نهاية الاسبوع دا .
- لي خير انشاء الله .
- الليلة أخدنا جولة مع هالة في الجامعات السودانية .. ما في جامعة تملا العين كلها .. قرف .. بالله دي جامعات والله عندنا هناك مدارس ثانوية مؤهلة أحسن منها .
- والناس بتأهلهم المباني الفخمة والمعامل .. ولا العلم الفي الرأس الحمد لله الدكاترة السودانيين والمهندسين مشهود ليهم بالكفاءه في كل البلاد الهاجروا ليها .
- الدكاتره صحي شاطرين وليهم حق يكونوا شاطرين لأنه مافي مرض في الدنيا دي ما موجود في السودان . ما في حاجة قعد تفاجئهم لامن يطلعوا برة . عشان كدا ليهم حق يبقوا علماء كمان .لكن المهندسين ديل خريجين الجامعات دي الله أعلم ( وتعقب حديثها بضحكة مستفذة ) ..
- العرفك شنو شاطرين ولا ما شاطرين أنتي أمتحنيهم . هو أنت عندك قدرة تمتحنيهم حتى ولا تعرفي هم بيقروا شنو ؟.
عم الطاهر : هو يا بنات قصدي يا حريم أنتو مالكم متل الضرات كل ما تتلاقوا تتناقروا زي الديكة .
حسن محاولا تغيير مجرى الحديث : هالة عندها رغبة تدرسة هندسة وراثية والتخصص دا ما موجود في السودان .
ابتسام بأعتبار أنها طالبة طب : بس النعرفوا أنه التخصص دا مرحلة عليا بعد بكالريوس الطب العام .
- دا كان زمان يا بتي . حاليا من قولة تيت تبدأ التخصصات طبعا في العالم المتقدم مش هنا .. زي ما في دراسة اسنان .. في دراسة طب رياضي تبدأ من الأول وكذلك الهندسة الوراثية .وتخصصات طبية كثيرة بقت تبدأ بدون دراسة الطب العام . فنحن قلنا أحسن هالة تروح تتحصص هناك وتكسب زمنها وتكون قريبة من أهلها وأخوانها .
- ونحن ما أهلها ؟.
- أكيد أنتو أهلها وأكثر لكن أخوانها محتاجين ليها زي ما هي محتاج ليهم .. ليه نعذبهم ونحرمهم من بعض مادام في إمكانية نكون كلنا مع بعض ..
- الحمد لله .. المهم هي مقتنعة ؟ .
- أكيد مقتنعة اسأليها قدامك أهي .
رفعت أم الفاتح نظرها ناحية هالة التي أومأت برأسها دون أن ترد .
- خلاص يا جماعة نقول ليكم ودعناكم الله ..
- شنو ما تتعشوا معانا ؟
- ما في طريقة والله الفاتح دا تعبان من قومة الفجر ما خت رأسه في مخدة .
- أها مع السلامة تصبحوا على خير .أكيد حا نجي نودعكم ..
خرج الفاتح وأمه و اخته من جديد .
لم تقدمهم هالة كما كانت تفعل في السابق أكتفت بالوقوف على عتبة الباب ..
التزم الفاتح الصمت حتى أوقد سيارته وتحرك .
- بالله شوفوا البت دي عملوا ليها غسيل مخ كيف ؟
- غسيل مخ وغسيل قلب كمان .
- الحمد لله والله أنا كنت متعلقة بيها لأني راتية ليها هي ما عايزاها تنصدم .. لكن والله حسن دا ما أخوي ما كنت متمنية نسبه وزادها عرس له واحدة من توبه مرأة بتاعة مظاهر وفشخرة فاضية .
- الفاتح أنت مالك ساكت ما بتشاركنا الحوار كأنه الكلام ما عندك به علاقة ؟.
الفاتح بعد أخذ نفس طويل قال : يا أمي حصل أنا جيت قلت لكم تقدموا واطلبوا لي هالة بت خالي دي ؟
الأم بعد سكتة وجحظت عينيها وقالت : لا يا ولدي .
- خلاص دي حاجة أنتوا فرضتوها علينا من نحن صغار وعايزين تحشرونا فيها زي صندوق العرائس بتاع الأطفال .
حاولت ابتسام أن تقاطع أشرت لها أمها أن تصمت شعرت أن الفاتح بدأ كأنه في حالة استخراج مس عفريت من نفسه .. عم الصمت حتى وصلوا بيتهم .
يتبع

.

حوار الأرزاق
51

بعد ما وصل الفاتح وأهله لبيتهم .. دخل ليغير ملابسه ويستعد للنوم .
- الفاتح أعمل ليك عشا شنو في فول نسخنه وطعمية .
- يا أمي أنا ما عايز عشا .
- ليه مالك ما عايز عشا ؟
- يمكن شبعان من غدا نسابته ..
نظر الى أخته المتهكمة بغيظ .
- يا بت ابتسام انطمي دا ما وقت هظار .. خلاص أسخن ليك لبن تشربه ما بتنوم بطنك فاضية كدا .
وبعد العشا أستعدوا للنوم وكالعادة فرشوا سرائرهم في الحوش .. لبس الفاتح جلابية النوم وتمدد في سريره .. قليلا ورن تلفونه .
- ألو أهلا يا هالة .
بعد سماع الأسم جعل أخته وأمه يركزون على حديثه ,
- لا شنو البخليني أزعل منك ؟ شعر الفاتح أن حديث هالة له ما بعده وما خلفه .. خاف أن تكون ردوده مرهونة بتركيز والدته وأخته على حديثه . تناول تلفونه وتوجه نحو الحوش الثاني ليدير حواره بحريه .
- قبيل ما عارفة حاسة أنك زعلان مني عشان أنا غيرت رأيي وقررت أمش أدرس الجامعة خارج السودان .
- بالعكس دا قرار مريح وممتاز كونك أنت بنت صعب تفارق أهلها في سن زي كدا وطالما ما عندك فرصة ما تفوتيها وأكيد الدراسة هناك تكون متطورة لفارق الامكانات .
- أنا كنت عايزة أضحي بكل شئ عشان أكون جمبك .
- الحمد لله ما ضحيتيي .
- أنت مستغني للدرجة دي الظاهر البديل كان قوي وسريع .
- ما تفهميني غلط ..
- أفهمك غلط كيف أنت لو كنت متمسك بي كان رضيت بالاغتراب عشان نكون قريبين لبعض .
- شوفي هنا يا هالة عشان أنا أوضح لك ..أنا كنت أشجعك وأقيف معاك لو كان عندك رغبة نابعة منك أنك تدرسي داخل السودان مش عشاني أنا أو عشان تكوني قريبة مني .. لكن عشان هي دي رغبة نابعة منك حاجة لوحدها ما عندها أي علاقة بطرف ثاني .. كنت وقفت معك .. لكن أنا أكيد ما أشجعك تقبلي تدرسي في السودان وتتنازلي عن العز والرفاهية طالما عندك فيها فرصة فقط عشان ترضيني أنا أو ترضي اي شخص اخر في الدنيا .
- يعني أنت ما تؤمن بالتضحيات في الحب .
- المشكلة نحن الحب دا نحمله فوق طاقته ونعتبر أي تنازل هو تضحية للحب .. الحب هذا عنده شروطه وحاجاته الخاصة ..ما نتنازل عن أي شئ في حياتنا ونلصقها في الحب .
- أها زي شنو يا سيادة الفيلسوف . يعني أنت ما ممكن تتخلى عن عنادك وعدم رغبتك في الغربة عشاني أنا وتقنعني أنه أنت لازلت تحبني .. كيف دي ؟
- عشان كدا أنا قلت ليك ما نحمله فوق طاقته .. يعني عدم رغبتي في مفارقة البلد والاغتراب .. هذا موضوع قائم بذاته ما عنده علاقة بعلاقتنا نحن مع بعض .أنا ما عندي رغبة أكون أجنبي في بلد تاني واشتغل تحت كفيل يقعد يعد علي أنفاسي .. حاجات زي دي ما بتحملها ..
- يعني أنت هسع في بلدك يمكن الأجنبي مقيم أحسن منك .كم مرة قدمت لشغل ورفضوا طلبك .
- ما عاش اليخليني أعيش أجنبي في بلدي .. كونه ما الاقي فرص عمل دا ظرف معين مصيره يتغير .. لكن أنا لازلت سوداني .. وبلادي مهما جارت علي تظل عزيزة ..
- شكلنا نحنا بقينا ما شين في اتجاهين متعاكسين .
- لو أنت شايفة كدا تكوني وفرتي على نفسك معاناة تأنيب ضمير وغيره ..لكن تظلي أنت أختي البخاف عليها مثل ابتسام .
- أختك ؟
- ليه أنت شايفة في مكانة أعظم من الأخت .
- لا أعرف أنه عبارة أخت بتقفل أي باب للأمل ..
- أفضل من نكسر أطراف بعض عشان ننحشر في صندوق ما مقاسنا نحن الاتنين .
- الفلسفة دي ما فهمت قصدك منها لكن بصورة عامة كتر خيرك وربنا يوفقك .
- تصبحي على خير .
يتبع

حوار الأرزاق
51

بعد ما وصل الفاتح وأهله لبيتهم .. دخل ليغير ملابسه ويستعد للنوم .
- الفاتح أعمل ليك عشا شنو في فول نسخنه وطعمية .
- يا أمي أنا ما عايز عشا .
- ليه مالك ما عايز عشا ؟
- يمكن شبعان من غدا نسابته ..
نظر الى أخته المتهكمة بغيظ .
- يا بت ابتسام انطمي دا ما وقت هظار .. خلاص أسخن ليك لبن تشربه ما بتنوم بطنك فاضية كدا .
وبعد العشا أستعدوا للنوم وكالعادة فرشوا سرائرهم في الحوش .. لبس الفاتح جلابية النوم وتمدد في سريره .. قليلا ورن تلفونه .
- ألو أهلا يا هالة .
بعد سماع الأسم جعل أخته وأمه يركزون على حديثه ,
- لا شنو البخليني أزعل منك ؟ شعر الفاتح أن حديث هالة له ما بعده وما خلفه .. خاف أن تكون ردوده مرهونة بتركيز والدته وأخته على حديثه . تناول تلفونه وتوجه نحو الحوش الثاني ليدير حواره بحريه .
- قبيل ما عارفة حاسة أنك زعلان مني عشان أنا غيرت رأيي وقررت أمش أدرس الجامعة خارج السودان .
- بالعكس دا قرار مريح وممتاز كونك أنت بنت صعب تفارق أهلها في سن زي كدا وطالما ما عندك فرصة ما تفوتيها وأكيد الدراسة هناك تكون متطورة لفارق الامكانات .
- أنا كنت عايزة أضحي بكل شئ عشان أكون جمبك .
- الحمد لله ما ضحيتيي .
- أنت مستغني للدرجة دي الظاهر البديل كان قوي وسريع .
- ما تفهميني غلط ..
- أفهمك غلط كيف أنت لو كنت متمسك بي كان رضيت بالاغتراب عشان نكون قريبين لبعض .
- شوفي هنا يا هالة عشان أنا أوضح لك ..أنا كنت أشجعك وأقيف معاك لو كان عندك رغبة نابعة منك أنك تدرسي داخل السودان مش عشاني أنا أو عشان تكوني قريبة مني .. لكن عشان هي دي رغبة نابعة منك حاجة لوحدها ما عندها أي علاقة بطرف ثاني .. كنت وقفت معك .. لكن أنا أكيد ما أشجعك تقبلي تدرسي في السودان وتتنازلي عن العز والرفاهية طالما عندك فيها فرصة فقط عشان ترضيني أنا أو ترضي اي شخص اخر في الدنيا .
- يعني أنت ما تؤمن بالتضحيات في الحب .
- المشكلة نحن الحب دا نحمله فوق طاقته ونعتبر أي تنازل هو تضحية للحب .. الحب هذا عنده شروطه وحاجاته الخاصة ..ما نتنازل عن أي شئ في حياتنا ونلصقها في الحب .
- أها زي شنو يا سيادة الفيلسوف . يعني أنت ما ممكن تتخلى عن عنادك وعدم رغبتك في الغربة عشاني أنا وتقنعني أنه أنت لازلت تحبني .. كيف دي ؟
- عشان كدا أنا قلت ليك ما نحمله فوق طاقته .. يعني عدم رغبتي في مفارقة البلد والاغتراب .. هذا موضوع قائم بذاته ما عنده علاقة بعلاقتنا نحن مع بعض .أنا ما عندي رغبة أكون أجنبي في بلد تاني واشتغل تحت كفيل يقعد يعد علي أنفاسي .. حاجات زي دي ما بتحملها ..
- يعني أنت هسع في بلدك يمكن الأجنبي مقيم أحسن منك .كم مرة قدمت لشغل ورفضوا طلبك .
- ما عاش اليخليني أعيش أجنبي في بلدي .. كونه ما الاقي فرص عمل دا ظرف معين مصيره يتغير .. لكن أنا لازلت سوداني .. وبلادي مهما جارت علي تظل عزيزة ..
- شكلنا نحنا بقينا ما شين في اتجاهين متعاكسين .
- لو أنت شايفة كدا تكوني وفرتي على نفسك معاناة تأنيب ضمير وغيره ..لكن تظلي أنت أختي البخاف عليها مثل ابتسام .
- أختك ؟
- ليه أنت شايفة في مكانة أعظم من الأخت .
- لا أعرف أنه عبارة أخت بتقفل أي باب للأمل ..
- أفضل من نكسر أطراف بعض عشان ننحشر في صندوق ما مقاسنا نحن الاتنين .
- الفلسفة دي ما فهمت قصدك منها لكن بصورة عامة كتر خيرك وربنا يوفقك .
- تصبحي على خير .
يتبع

.

.

حوار الأرزاق
52
- يا بت يا هالة كنت قعد تتكلمي مع منو خلى وشك متغير كدا وشكلك عايزة تبكي كمان ؟.
- كنت بتكلم مع الفاتح .
- أها قال داير شنودا كمان أوعى يكون قال ليك لازم تقري هنا .. ما تسمعي كلام المتخلف دا ..
- يا أمي براحة لامن تسألي سؤال أسمعي أجابته بعدين اسألي السؤال الثاني .
- أها طيب قولي الحاصل شنو قال عايز شنو الفاتح دا خلاك تبكي كدا .
- أول حاجة أنا اتصلت به ما هو الاتصل علي .
- وأنت عايزة منو شنو متصلة به .. هسع قبل ساعة ما كان هنا ما اتكلمتي معاه ليه؟ .
- انا اتصلت به شعرت به متغير مني وحبيت أعرف رأيه .
- يا اختي ما يتغير ..أنت والله شليقة شلاقة .. نحن دربنا واحد وعارفين ماشين وين الكلام هو المجهجه .. المهندس الميكانيكي دا كمان .
- يا أمي ما تخليني اكمل لك الكلام كل مرة تقاطعيني ..أنا والله ما كنت فاكراك تكرهي الفاتح للدرجة دي .
- أنا والله لا بكرهه ولا شئ وكان عاجبني جدا .. لكن بس من بقى ماسك في البلد دي وعايز يشتغل ميكنيكي ويبهدلك معاه في البلد دي طار لي طيرة .. وهسع دي كان غير رأيه وفكر يغترب زيه وزي الناس أنا برجع واشيله في عيوني .. لكن الزول العايز الشقاوة يكوسها براه ما في داعي يمرمط بنات الناس معاه خاصة البنات المتربيات على العز واللقمة الناعمة.
- يا أمي تصدقي هو قال نفس كلامك دا بس بطريقة ثانية .
- أها قاله كيف كمان هو على العليه شقي ومتفلسف كمان .
- قال لي أنت ما لازم تربطي مصير دراستك وراحتك بأي شخص في الدنيا ولا أنا ذاتي . شوفي أنت رغبتك ومحل راحتك وأمشي عليه .. وقال لي ما في حاجة أسمها تضحيات في الحب . وتضحيات الحب دي شي مختلف ما عنده علاقة بحياة الناس ومعيشتهم .. وقال لي كمان أنا شايفك زي أختي ابتسام وبخاف عليك زي ما بخاف عليها .
- طيب هسع دا ما كلام كويس الببكي شنو؟ ... قطعتي قلبي .
- يا أمي يقول لي شايفك زي أختي ؟
- طيب ماله أنت عايزة تكوني أحسن من أخته كمان؟
- يا أمي في زول بعرس أخته ؟
- أها ؟ يا داب وقع لي الكلام . طيب ماله أخوك أخوك .. أنت لاقيه أخ كبير . معنى كدا تقومي تشوفي الناس المن توبك بمزاج أنت براك عارفاهم واقفين ليك صف
- يا أمي أنا عايزة الفاتح ..
- يا بت يفتح رأسك دا ... هسع ما قلتي قال ليك أنت زي أخته ..أها الحتة دي تاني تتغير كيف كمان ؟.
- ما منكم أنتو ضغطوا عليه فاكرنه يمكن يلين ويغير رأيه في الاغتراب لامن لقاكم متمسكين فكاني أنا وأنسحب من حياتنا خالص .
- يا بت ما في راجل يتنازل عن حبه بالسهولة دي .الآ اذا كان ظهر له بديل عمل له نقله كبيره في قلبه ...أنا يتخيل لي الفاتح دا ربط مع واحدة من بنات الميكنيكي الشغال معاه ..أهو كدا خليهم مناسبين لبعض وأنت كمان تشوفي اليناسبك .
- أنا ما أعتقد أنه الفاتح ممكن يتخلى عني بسهولة كدا .
- يا بت أنت الفاتح دا حصل جا لخاله ودق صدره وقال عايز أخطب هالة دي ؟
- يا أمي دا ما حاجة معروفة في العائلة من زمان وكلكم عارفينها .
- يا ختي دا كلام شفع ساي ..أصلا الأطفال من صغار بيلعبوا فلان يعرس فلانة وفلان يعرس علانة وكلنا لعبنا لعبة عرس عرس دي .. لكن الناس لامن تكبر كل واحد يشوف حياته في مكان تاني .
- تقصدي يا أمي الفاتح أصلا ما كان عايزني ولا شاعر بارتباط معاي .
- يا بت يا هالة الفاتح دا لو كان عايز يخطبك أصلا ما في فرصة أحسن من دي هو أشتغل وأنت داخلة الجامعة ونحن متجمعين في إجازة .. كان ممكن يجي يطلبك من خاله وكنا عملنا ليكم خطوبة وحفلة وهججنا .
- لكن أنتو ما أديتوه الشعور دا ..نحن من جينا الاجازة أنتو واقعين فيه هجوم هو وأمه لأنه مصر يشتغل هنا ورفض عروضكم بتاعة الاغتراب .. معقولة بعد الشعور دا كله يجي يتقدم ويخطب منك بتكم .أنتو حسستوه بأنكم تكرهوه بسبب عناده واصراره على رأيه .. الظاهر عليكم عايزين ليكم خطيب لبتكم أضينه تلبسوه خاتم في أصبعكم يمشي محل ما أنتو عايزين .
- يا بت هي خاتم شنو وزفت بتاع شنو .. دا كله عشان نحن كايسين لك الراحة والشخص اليعيشك في نعيم سميتيه أضينة وخاتم ..
- في شنو مالكم صاحين لهسع ما جاكم نوم ؟
- مع هالة دي يا حسن كانت تتكلم مع الفاتح لقيتها تبكي .
- ما له كمان معاها الشوم دا .. ما عايز يرسيها على بر ؟

.

(*)

غيابك طال

آسفين يا أبو الدرس

شوية وبرجع لك بالنجيضة على قول ودا الصايم ههههههههه

حوار الأرزاق
53
عاد الفاتح من الحوش الآخر بعد ما أنهى حديثه مع هالة .
والدته وشقيقته يقتلهن الفضول ليعرفن ماجرى من حديث .
أما هو وضع تلفونه تحت المخدة ورقد في سريره محاولا الاستسلام للنوم .أو موحيا بأنه لا يريد النقاش في أي موضوع .
الحقيقة هو نفسه لا يدري ماذا يجري في داخله .. نبرات هالة الأخيرة حس أن فيها عبرات .. كلامها مقطع كأنها تبكي .. شعر بتقلبات في العاطفة .. هل هي شفقة أو حس بأنه جرحها ؟؟ على قول دكتور مصطفى محمود أقسى كلمة يقولها أحد المحبين للآخر هي (أنت مثل أخي ) .. ليس لأن الأخ مكانته قليلة أو ترتيبها بعيد .. لكن لأنها تضع الطرف المحب في مكان آخر في القلب لاعودة بعده .. لكن هل هو فعلا كان يراها مثل أخته ؟؟؟ المصريين عندهم مثل عميق يقول ( اليستحي من بنت عمه ما بيجبش منها عيال ) .. هو مثل يوضح تماما الفرق بين الأخت والزوجة في مشاعر الأنسان .. لذلك هي فعلا نقلة قاسية أن تنقل طرف من مكان المحبوب أو المعشوق الى مكان الأخ أو الأخت .
لكن هو من أين تبدل عنده هذا الشعور ؟.. هل تأثر بحديث الشقية سحر ..بأن هذه علاقة مصنوعة صناعة ليست نابعة من الطرفين .. لا يوجد شعور يبدأ من اللفة حتى مرحلة النضوج ويكون هو ذات الشعور .. ربما هي السبب الذي بدل مشاعره أم هي فقط نجحت في أن تزيل القشرة الصلبة من هذا الشعور .. مثل تقشير البيض المسلوق . لتنكشف بأنها صلابة ذائفة .وأن ما داخل البيضة ما هو إلا عبارة عن جسم طري جدا لا يصمد أمام أقل ضغوط .
لكن ربما هي النتيجة فعلا . فهو حاليا يشفق عليها من تأثير الصدمة أكثر من شعوره بأنها خسرها للأبد .
أمه بعد ما شعرت أنه لا يريد أن يتحدث في ذات الوقت يتقلب في السرير لا يستطيع النوم .
- الفاتح ؟ مالك يا ولدي في حاجة واجعاك ؟
- أبدا يا أمي ما في حاجة والله الحمد لله .
الأجابة تدل على أن السؤال لم ينجح في أن يجره للأفصاح . حاولت الأم أن تكون أكثر مباشرة .
- هالة مالها معاك عايزة شنو ؟.
- هالة قالت لي أنت زعلان مني عشان أن قررت أرجع أقرأ في الخارج .
- ألا؟ وأنت البيزعلك شنو تمشي تمشي تقرا برة ولا تقرأ في المريخ ؟
الفاتح ضاحكا : دا الكلام الأنا قلته لها لكن طبعا ما بلهجتك دي .
- أها قلته لها كيف ؟.
أخذ الفاتح تنهيده طويلة وعرف أن أمه نجحت في جرجرته للكلام .. جلس متربعا على سريره . وهي أيضا ابتسمت وجاءت جلست قربه لتسمع التفاصيل أكثر .
قال : قلت لها بالعكس أنا كنت أزعل منك لو أنت ضحتي بالعز ورضيتي بعذاب ومرمطة البلد دي عشاني أنا . وقالت الحب ما يستحق التضحية؟ . قلت لها الحب يستحق التضحية لكن هذه تضحية ما لها علاقة بالحب ..أصلا الشخص لو يحب طرف لا يرضى له العذاب .. وقالت طيب أنت كيف ترضى العذاب لنفسك وما ترضاه لي ؟؟ قلت العذاب هذا مسألة نسبية .يعني أنت وأهلك يمكن تشوفوا قطعة الكهربا والموية والغبار والخدمات الصحية المتدنية والزحمة والأمراض عذاب وأنا ما بشوفها عذاب بالعكس يمكن أقدر أتكيف معها وأحولها لمتعة .. يعني مثلا قطعة الكهربا ممكن نتجمع نحن الشباب ونجلس تحت ضو القمر على كوم رمل ونحس بشعور ممتع و نتمنى أنه الكهربا ما ترجع .
ضحكت الأم وحاولت تمازحه أها يا فيلسوف هريت بت الناس هري .أها العذاب متين يبقى عذاب ؟
الفاتح : العذاب يصبح عذاب عندما تكون هناك ظروف مفروضة على طرف ثاني دون رغبته .
- زي شنو مثلا ؟.
- زي شنو كيف يا أمي ؟ هسع مثلا ممكن واحد مشرد حايم في الأسواق لا عنده بيت ولا عنده مصدر رزق .. ياكل من بواقي المطاعم وينوم في الخور .. فجأة يتهم بجريمة سرقة ويدخل السجن .. في السجن يلاقي مكان نضيف ينام فيه وأكل و وجبات منتظمة ويغسلوا له ملابسه .. أها السجن أحسن له ولا حياته الأولى ؟..
- طبعا السجن أحسن من حياته الأولى .
- طيب السجن عذاب ولا ما عذاب .؟.
- أكيد عذاب وعقاب كمان ..
- شفتي يا أمي حتى النعيم ممكن يكون عذاب لو كان ضد رغبة الانسان ..
سكتت برهة وهي تبتسم بدهشة وقالت : الله يكملك بعقلك يا ولدي يا داب فهمتك .. صدقني والله أنت اكبر من حسن ومرته وبنتهم كمان .. صحي القلم ما بيزيل بلم .. لو فهموك صاح مفروض يقنعوا بتهم تعيش معاك حتى في قطية من القش .. لكن شوف أنا معاك . والله مش مفروض أكون منحازة لبت أخوي زيي وزي أي أم ؟ لكن شايفاك كتير عليهم والله . لكن برضه زي الحاسة بيك متحسر كدا وندمان .
- أنا متحسر بس عشان حسيت هالة ما فهمتني صاح أتعبرت لامن قلت لها أنت زي أختي ابتسام أخاف عليك مثل ما أخاف عليها .شعرت بأني قفلت أي باب للرجعة ..
- ولا يهمك يا حبيبي .. زي ما أهلها قدروا يقنعوها من حكاية القراية في السودان يقدروا يغسلوا قلبها وينسوك لها .. مكن يحشوا قلبها بالمظاهر والبهرجة الهم متمسكين بها وعاجباهم . وأنت أمشي في حياتك عادي أنا شاعرة أنه عم الزين وبناته وأسرته كلهم طايرين بيك وفرحانين بيك .. زمان أهلنا بيقولوا أمشي ورى الشاريك ولا تجري ورى النافر منك . يلا ينوم يا حبيب تصبح على خير .
يتبع

حوار الأرزاق
54
أخيرا أستطاع الفاتح أن ينام بعد أن فضفض مع والدته ويبدو أنه أراحها بقدر ما أراحته هو بالحديث وفعلا نام قريرا .
ومن الجانب الآخر .
-أنت هالة مالها زعلانة وتبكي بحرقة كدا ؟.
- قالت الفاتح قال ليها أنا شايفك زي أختي .
- طيب مالوا ما كويس دا حاجة تبكي ولا تفرح ؟.
- تفرح كيف يا راجل أنت ما نصيح ولا شنو ؟.. ناس كان بينهم مشروع زواج يتحولوا لأخ وأخت تقول لي يفرح ؟.أوعى تكون أنت كمان شايفني زي أختك ؟
- يا مره هوي دا كلام شنو ما تخلي عندك أدب ؟
- هسع الأدب الجابو شنو في الكلام دا؟ .أقول لك قال لها أنه شايفها زي أخته .. وهي كانت تحبه وتتمناه زوج . لها ..
- أها يداب فهمت .. طيب مش دي الحاجة الأنت كنت عايزاها من زمان .. عشان تعرسيها لولد صاحبتك الدكتور وأهله المرتاحين ؟.
- خلاص عايز تلصق الموضوع فيني ما أنت ذاتك كان عاجبك الولد و وضعه و وضع أسرته ..
- أيوا لكن كسر القلب ما كويس .. يعني معقولة بنت صغيرة لسع ما حصل عمرها العشرين تبدأ حياتها بصدمة عاطفية .
- الراجل دا عايز يجنني .. نحن نقول تور تقول أحلبوه ؟..
- كيف لي شنو ؟ .
- أنت من زمان ولد أختك دا طاير ليك وقلت عنيد وخاصة بعد ما أصر يشتغل ميكانيكي هنا وما عنده أي رغبة يطور حياته ويشتغل بوظيفة تناسب شهادته إلا هنا في البلد دي ويا ريت لو لقاه .
- ياخ لكن الموضوع أنت فكري فيه بعقل .. في ذمتك دا راجل يأبوه ؟.. ولد عصامي شهم قلبه حار . عايز يعتمد على نفسه . عم الزين الميكانيكي البسيط عرف قيمته في أسبوع واحد ومسك فيه بيده ورجله هو وأسرته ونحن الربيناه بيدينا ما قدرنا نعرف قيمته .
- هوي متين نحن ربيناه ؟.. هو لو كان ربيناه نحن كان عاكسنا ما كان جرى جري ورى الفرص الوفرناه له .. هو ربته أمه أصلا هي عنيده ورأسها قوي زيه واحد ..
- أنت كترتيها وما تنسي أنه فاطمة دي أختي ؟
- يا راجل أنت تدخلني في مواضيع وتمرقني من موضوع ..هو أنا غاطلتك في أختك ولا ما أختك ؟ ..
- على كل حال أنا يتخيل حا نندم عليه .
- أنت شنو الموضوع بقى ليك حار ؟.. ونندم عليه ليه ؟ .. نحن بتنا ربيناها بمعالق الدهب .. نجي نرميها له يمرمطها في الشقاوة بالسهولة دي .. هو الحا يندم .. ياخ دا في أول يومين له في الشغل دخل السجن .. يعني بعد سنة ممكن يحصل له شنو ؟
- ياخ ما الناس هنا عايشين عادي .. وكونه حصل له حادث صدفة ما معناها بالضرورة أنه حياته تكون كلها معاناة .
- يا راجل شوف هنا بأختصار أنا بتي ما برميها لراجل يمرمطها في حياتها ويشقيها .
- المرمطة والشقاوة البتقولي عليها لأنك تقيسي الأمور بمقاييسك أنت .. يامى في ناس سعداء وعايشين في بيوت طين ويكسبوا رزق اليوم باليوم .
- دي أوهام بتاعة شعراء ساي .. يعني ناس عايشين في بيت طين زي ما بتقول وكهرباء ما عندهم والموية تقطع خمسة أيام في الأسبوع .. وياكلوا كسرة بموية .. والبعوض شغال فيهم ليل ونهار .. سعادة شنو الحا يعيشوها .. وكمان عايز تقارنهم بناس عايشين في كمباوند موفر فيه كل سبل الرفاهية ..الشقاوة حتجيهم من وين ؟
- أت عندك مفاهيم في رأسك عايزة جلسات نفسية عديل عشان تغيريها .
- هوي كمان عايز تطلعني مجنونة ولا عشان المنطق غلبك .
- كيف غلبني المنطق .أنت قايلة الناس البتقولي عليهم سعداء ديل ما عندهم بلاوي تتعسهم ؟ و الله فيهم واحدين تمر بيهم ظروف يتمنوا لو كانوا فقراء وعايشين في بيوت طين .
- أها زي شنو ؟
- ما في أمراض خطرة ممكن تصيبهم .. ممكن الواحد يتهم بجريمة إختلاس في محل شغله ويلاقي نفسه متورط في ملايين ما عنده فيها يد .. ممكن يتسبب في خطأ فني مثلا يحرق له مصنع أو يتلف أنتاج ويحملوه النتيجة .. السعادة دي عندها سر مع رب العالمين لا الغنى سبب فيها ولا الفقر سبب في تطفيشها .. حاجة كدا عندها معادلات خاصة لا أحد في الدنيا دي يعرف مكوناتها .
- يا هى دي فلسفة فاطمة أختك ذاتها الخلتها شقيانة ليوم الليلة .. أنا بعرف أنه الحياة دي فرص ما بتكرر جاتك فرصتك تغتنمها وتعيشها بكل متعتها . ما تعاين للحاجات الما حصلت لسع .
- أنت بس عندك حساسية ضد فاطمة أختي .. لكن أنا متأكد أنه فاطمة أختي دي يمكن الكارثة الوحيدة السببت لها صدمة هي وفاة زوجها .. لكن هي طول عمرها أسعد واحدة فينا أستمتعت بنجاح أولادها .. فرحت بعد تمت بيتها ورحلت فيه .. حاجات بسيطة كانت تسعدها أضعاف السعادة الوهمية النحن عايشين فيها دي .
- هوي أنا ماشة أنوم مع أولادي أنا كان قعدت معاك للصباح راح ترفع لي ضغطي .
- أحسن .. يلا تصبحي على خير
يتبع

.

.

جنكم تشحتفونا

وينك يا استاذنا

معليش مزنوقين مع ايطاليا وألمانيا ديربي القرن

وبنرجع بس تعرف ماشة وين

حوار الأرزاق
55
الصباح رباح
في أيام قليلة قلبت كثيرا من الموازين.تغيرت المعادلات
ظهرت نجوم في الصورة وأفلت أخرى .
قام الفاتح مبكرا من النوم يشعر بالنشاط والحيوية .. لا يدري سببها لكنه حس كأنه تخلص من عبئ كبير أو سدد دين قديم .
- صباح الخير يا حاجة .
- أهلا يا حبيبي .. هوي (حاجة) دي تاني أوعى تقولها لي .. قالتها وهي تضحك .
- خايفة من الكبر يا أمي الحج ماله ما سمح ؟..
- أول أنتو حججتوني ..؟
- يعني كان حججانك ترضي نقول لك يا حاجة ؟..
- كدي حججوني بعدين نشوف .
- صباح الخير .
- أهلا يا دكتوره ..
- جلسة في الحرم .
- أيوة كدة عشان بعدها نقول لأمي يا حاجة .
- أنت عاجبك لقب حاجة دا ..؟
- ايوه لقب فيه وقار .
- طيب أنا أمي وأبوي الحمد لله حيين ... وهم الحاج والحاجة كان عاجبكم اللقب أتفشوا فيهم هم ... أنا خلوني .
الفاتح ضاحكا : أنت يا أمي صحيح ليه النسوان الشابات يكرهن لقب حاجة .
ابتسام : أنت تسأل وتجاوب لنفسك ؟.
- كيف سألت وجاوبت؟ خلاص جيتي أنت يا آنسة قلاصة ؟.
- ما أنت قلت النسوان الشابات .. معناها الأسم مربوط بالعجائز .. وفي حد يحب الكبر ؟.
- هوي يا أمي كبي لينا الشاي خلينا نحصل شغلنا سرحنا في الونسة .
صحي يا أولادي أخرتكم .. أحشي ليكم رغيف ؟ تاكلوا وجبة سريعة .
- لا يأمي ما في داعي خلينا نقرض رغيف مع الشاي بتسندنا لغاية الفطور .
- الفاتح توصلني معاك ؟.
- بوصلك الموقف العام تركبي من هناك .
- ياخ ما تبطل حركاتك دي و ترميني في الجامعة معاك وترجع شغلك .
- أنا ما عايز اتأخر على عم الزين ما تنسي أنه المفاتيح معاي .
- خلاص خلاص وصلني الموقف وتكون ما قصرت .
وبعد ساعة يقف الفاتح أمام باب الورشة .. ويجد قليل من العمال قد سبقوه ..
وبدأوا في تحيته . وتبادل الجمل المعهودة ..
- سلام يا باشمهندس .. أهلا يا عم عبد الله ..أها عمك الزين صحته كيف .. كويس الحمد لله احتمال اليوم ينزل الشغل .
الحمد لله يا ولدي الله شافو .
الحمد لله . كيفك يا الفاتح ..أهلا يا خضر .. وين عطوة اليوم .. جايي قال عاوز يغشي بناته المدرسة .
ما شاء الله عنده بنات في المدارس كمان ؟.
كيف يا ولدي معظم الميكانيكية العندنا هنا ديل متزوجين .
الأستقرار سمح يا ولدي ..أنشاء الله نفرح بيك قريب أنت كمان ..
أنشاء الله بصحتك يا عم عبد الله .
- العروسات رااااقدات ماشاء الله ( حلا وحمار ) هاهاهاهاها .
- دا بطيخ دا ولا شنو يا عم عبد الله الحلا وحمار دا هاهاهاهاها.
- هاهاهاهاهاها الله يجازي محنك يا ولدي .. بس بقول الزين ما شاء الله عنده الحلوات .. وأنا عندي .. كمان عمك حسين الكهربائي دا عنده ... أها عمك حسين دا حقوا براه ..
- حقوا براه كيف كمان ؟.
- عمك حسين دا كان عايش في مصر ومرته مصرية ..أها بناته ديل ما شاء الله .. ياهو الحلا وحمار ذاتو .
السلام عليكم .. قعد يقول لك شنو عمك المخرف دا ؟ هاهاهاهاها .
تفاجأوا جميعا بدخول عم الزين عليهم يتوكأ على عصا معكوفة وأول مرة يحضر الورشة بجلابية وطاقية ووشبشب ..
- أهلا الزين .. حمد لله على السلامة .
والتم العمال من جديد حول عم الزين سلاما وتكفيرا بالمرض ..
الله يسلمكم يا أولادي .
أها وقت أصلكم أتلميتوا عايز أقول لكم حاجة .
ركز الجميع نظرهم ناحية عم الزين في إنتظار قراره .. بمن فيهم الفاتح نفسه ..
أنا من اليوم مسكت إدارة الورشة لولدنا الفاتح .لأني زي ما عارفين صحتي بقت ضعيفة وما أقدر أشتغل عشرة ساعات في اليوم زي أول .. يمكن أجي ساعتين أو أقل .. عاوزكم تتعاونوا معاه ..
تفاجأ معظمهم بالقرار بل بعض الغيورين منهم شعروا بالإمتعاض .. وخاصة من اللذين كانوا يحسون أن لهم مكانة كبيرة في نفس عم الزين جاء الفاتح وأستولى عليها وأصبح الميكانيكي المدلل والأقرب . وأول ضحايا هذه الغيرة زميلهم عماد الذي يقبع في السجن الآن ولا يدري أحد الى أين ستنتهي مأساته التي ورط فيها نفسه بلا مقابل .
عم الزين شعر بردة الفعل الصامته هذه وحاول أن يستدركها ويعطي الفاتح صفة قرابة تؤهله لهذه المكانة وتجعلها مقبولة لديهم .
- طبعا زي ما عارفين أنه الفاتح دا هو حفيد (خالي) شيخ الميكانيكيةعثمان صالح .انا وعمنا عبد الله تتلمذنا على يده .. والراجل عنده فضل علينا كلنا .. وعشان كدا نعتبر أنه حفيده الفاتح دا هوتاني هدية يقدمها لينا في حياتنا . الولد ما شاء الله مهندس جامعي وكان ممكن يكون مدير مصنع أو شركة لكن هو عايز يحيي مهنة جده القديمة وقبل يشتغل معانا ميكانيكي .
سرت همهمات بين العمال تدل على أن فكرة عم الزين نجحت في تنفيس الاحتقان الذي ساد برهة .
- أها عايزكم تتعاونوا معاه من مصلحتنا ومصلحة الشغل . وهو زي ما عرفتوا مهندس شاطر قادر يربط بين الشي القراه والعمل .. وكلكم حا تستفيدوا من بعض .. هو محتاج لخبرتكم وانتو محتاجين لعلمه ..
يتبع .

.

*

كل عام وأنتم بخير
أنقطع السرد مع عطلة العيد والتزاماته ونأسف على الانقطاع

حوار الأرزاق
56
بعد أن أنفض العمال موزعين ناحية أعمالهم .. تتبعهم حواراتهم الهامسة .. الممتعضة والمدافعة عن قرار صاحب الورشة بترويس الفاتح عليهم وهو لم يكمل اسبوعا واحدا حتى الآن .
( زول جانا أمس يبقى مدير علينا كيف ؟ .. ما قال ليك ولد خاله يا عطوة .. ولد خاله بتاع شنو دا علينا نحن .. هو ولد خاله كان وين زمان؟ .. ما كان في الجامعة .. حتى لو كان في الجامعة ما شفناه أيام كان طالب ولا حتى جده دا ما جا زارنا ليه ؟ .. يمكن كان يقرا بر السودان .. بعدين الراجل حر مش ورشته خليه يعين اليعينه ..أنت شريكه ؟.. كيف نحن الورشة دي أسسناها معاه .. ياخ من عمرنا عشرة سنوات .. هسع ما بقينا زي الشركاء ؟ .. أنت براك قلتها بنفسك أنت من عمرك عشرة سنوات يعني ما قريت أي حاجة من تالتة ابتدائي حايم في الصناعية عايز تقارن نفسك بمهندس جامعي ؟.. في النهاية المهندس بعد قرايته دي كلها مش حا يشتغل نفش الشغل النحن شغالين فيه ؟ .. ياخ سنة واحدة في الجامعة تعادل خمسة سنوات من حوامتك في الصناعية دي .. يلا ضربها شوف الزول دا فايتك بكم سنة .. وأنت جبت الأرقام دي من وين؟ .. ياخي سمعت بها اعتبرها ثقافة ساي .. وبعدين بطل الحسد والغل دا .. أنت لو ما عاجبك الورش كتيرة كلها ممكن تشغلك . ياخ ما ننق أصل الواحد ما يفش غله معاكم ؟.. تجر واطي مالك ما كان تواصل في نقتك ..)
وفي مكتب عم الزين .
- تعال يا الفاتح ولدي معليش أنا ما أديتك فرصة أو خيار أنت قلت عاوز فترة تفكر .. لكن زي ما عارف أنا حالتي الصحية ما مستقرة أخاف أرقد رقدة طويلة والشغل يفلت مننا ما أكون ضغطت عليك بحكاية إدارة الورشة دي؟ .
- ما عليك يا عم الزين بس انشاء الله أكون قدر الثقة دي وأنت ربنا يديك الصحة وترجع زي أول .
- طيب خلاص أنا حا أقضي معاك اليوم في الورشة أشرح كل الملفات بتاعة الرخص وكشف مرتبات العاملين وحقوقهم . ونظام إجازاتهم السنوية .. والعمل الأضافي الأوفر تايم يتحسب كيف ومنو اليستحق . ومتين ندفع للميكنيكي نصف مصنعية العربية إذا صلح عربية ميئوس منها مثلا زي حالتك الأولى بتاعة البستن .. وكل شئ عايز تسأل منه اسألني ..
وقف الفاتح يتامل في الملفات ولاحظ في الدرج وجود اسطوانات ( سي ديهات )
- السي ديهات دي بتاعة شنو يا عم الزين .؟
- السي ديهات دي هداها لي واحد ميكانيكي شاطر كان شغال معاي أغترب في السعودية واشتغل في وكالة التيوتا .. وقال لي فيها قطع غيار وفيديوهات تشغيل موديلات التيوتا المختلفة .. كل موديل يجيبوه تجي معه فيديوهات تشرح التركيب والتشغيل بتاع الموديل والتصميم .
- ياخ دي حاجة جميلة خلاص ومهمة شديد .
- خذها لو لازماك لكن أنا أصلا ما حصل فتحتها ولا شفت الفيها .. ما فضيت لها .
أخذ الفاتح الاسطوانات بفرح طفولي وهو يتأمل في أغلفتها بإعجاب .
يقطع الحوار أحد الميكانيكية ..
- يا عم الزين اللاندكروزر بعد ما وضبناه وقفلناه ( عصلج ) أبى يدور .. فحصناه أكثر من مرة وحسين قال ننادي ليه خالد سجارة .
رفع عم الزين رأسه ينظر للفاتح بتساؤل بين .. هو يعرف أن رأيه سيكون مختلف تماما بعد أن يعرف الموضوع ومن هو خالد سجارة هذا .
رد لصبي الميكانيكي قائلا : خليها ما تعملوا أي حاجة أنا بجيكم بعد شوية .
- خالد سجارة دا منو يا عم الزين ؟
- دا ميكانيكي شاطر جدا وحر ما منتسب لأي ورشة .. لكن أي عربية تعصلج ما عرفوا يشغلوها يعني .. ناس الورش يتصلوا عليه يجي يحل المشكلة ويأخد عادة نص المصنعية .. عندو موتر ولافي الصناعية . يتصلوا عليه تلفون يحدد موعد إذا فاضي بيجي فورا ..إذا مشغول يحدد لك موعد يمكن يكون يوم أو يومين .
- دا كلام شنو يا عم الزين ومال الميكنيكة دي خبرتهم بعشرات السنين اليخليهم شنو ما يعرفوا يشغلوا عربية بعد ما يوضبوها .
- هي حالات نادره ما بتحصل كثير لكن كمان لامن تحصل ما عندها حل غير خالد سجارة دا .
- وينجح فعلا .
- الحق يقال نحن جبناه خلال سنتين زي خمسة مرات ما حصل عصلجت معاه عربية كلهن شغلن ما شاء الله عليه .
- وليه مسمنه خالد سجارة ؟ .
- والله بصراحة هو بتاع مخدرات ( بنقو ) يلف سجارته دي عادي في الصناعية وبعد داك يقوم على العربية .
نظر الفاتح ناحية عم الزين باندهاش أخرس لسانه تماما دون أن ينطق .
- أها رأيك شنو يا الفاتح نخليهم ينادوه ؟.
- لا ينادوه شنو يا عم الزين دا كلام فارغ ساي . بعدين ما في حاجة تخلي العربية ما تشتغل الا اذا كان في قطعة حساسة ناقصة أو خربانة .. ودي واحدة من مصائب البلد دي يربطوا الابداع بالمخدرات والمصيبة يؤمنوا بيها .. معقولة ؟ الابداع عايز عقل صاحي ومفتح يستحيل شخص ينسطل وتكون السطلة هي سبب إبداعه .. حتى دا كلام ضد المنطق .
- أنا عارف أنه حيكون عندك رأي مختلف طيب الحل شنو العربية مفروض نسلمها بعد يومين نقول لصاحبها ما قدرنا نشغلها ؟.. يمكن يتهمنا أننا سرقنا منها قطع أو خربناها زيادة هذا شئ متوقع ..
- ما في سبب يخليها ما تشتغل .
- طيب الحل شنو .؟
- الحل يا هو دا عندنا ؟
- وين ؟
- الحل في السي ديهات دي .
- كيف ؟
- حا نشغل سي دي اللاندكروز ونطابق القطع كلها مع العربية العندنا ونشوف شي ناقص أو لا بعدها نقفلها من جديد .. وغالبا يكون السباب واحد من الحساسات الصغيرة .. حساس الهواء أو حساس السخانة أو حساس الزيت مثلا لو كان تالف أو ناقص العربية ما حا تشتغل لأنه حجمه صغير ما في حد يلاحظ لعدم وجوده .
- ما شاء الله عليك يلا أرح على الجماعة ديل نقنعهم .
- لا مش نقنعهم ... نأمرهم .
- نأمرهم بشنو كمان ؟.
- نأمرهم يفكوا مكنة العربية من جديد قطعه قطعة . أنا أمشي افتح السي دي وأطبع مخطط الماكينية وأبدأ أعمل تصحيح ومراجعة للقطع والقطع الحساسة نقيس كفاءتها .
- يلا أرح عليهم .
ويروح عم الزين بصحبة الفاتح نحو السيارة المعنية .. ويجد قربها يجلس الميكنيكي عطوة المفتري والذين أصلا أكثر من أمتعض من ترويس الفاتح .
- شوفوا يا عطوة وجماعتك بخصوص اللاندكروزر الفاتح عنده ليكم تعليمات .. ما في حاجة لخالد سجارة ..وأنشاء الله ما يدخل عندي في الورشة دي تاني .
نظرة غيظ تتقد شررا توجهت من عطوه وتيمه ناحية الفاتح ليسمعوا تعليماته .
- فكوا الماكينة من جديد .. وفكوا الرأس السرندل والبلوفة كلها رصوها قدامي في شكل قطع هنا .
- أنا ما بفك أي حاجة والعربية قدامكم .
- أنت بتعصي الأوامر يا عطوة ؟.
- أفهمها زي ما تفهمها .
- عطوة أنا قلت لك الفاتح دا هو المدير وهو المسؤول من الورشة دي لو ما عاوز تشتغل بأوامره ما عندك شغل معاي .
الفاتح يستدرك الموضوع سريعا لا يريد أن كل ما يمر صباح يكون سببا في فصل عامل آخر .
- لا معليش يا عم الزين الحكاية ما للدرجة دي .. كل ما في الحكاية أنت استسلمت وقلت العربية دي ما بيشغلها الا خالد سجارة ونحن عايزين نثبت العكس عندك مشكلة في الكلام دا ؟
- ما عندي مشكلة لكن أنا ما بفكها .
- أنت ما عندك أي علاقة بالعربية دي تاني لا أنت ولا التيم الكان شغال معاك . تعال يا عم حسين أنت وتلامذتك فكوا لينا العربية دي لو سمحتوا . أنت يا عطوة روح أشتغل على اللاندروبر القديم .
يشعور متباين بين الرضا والامتعاض تحرك عطوة وتيمه ناحية اللاندروبر وبدأ عم حسين و تلامذته في فك السيارة المعنية وعاد الفاتح وعم الزين ناحية المكتب .. أدخل الفاتح السي دي في الكمبيوتر بدأ يطبع في المخططات الهندسية للسيارة .
يتبع

ابو الدر ..

يتبارك عليك العيد ..

Quote: ابو الدر .. يتبارك عليك العيد ..

الله يخليك يا شيخ إدريس كل عام وانتم وبخير

حوار الأرزاق
57
- تفتكر يا معلم عطوة باقي لك المهندس دا حا يقدر يشغل اللاندكروزر ؟
- يشغلها ؟ أنت موهوم ولا شنو علي باليمين كان ما جاني أتراجني عشان أفتش له خالد سجارة شنبي دا يقوم في مراة ..
- لكن يا معلم تتذكر الولد دا لامن خرط البستن للأتوس السايقها دي وعمك اتكيف منو لامن أداه العربية ذاتها . ما بعيد يدور اللاندكروزر .
- يا ولد هوي أنت أهبل ولا شنو .. اللاندكروزر دا فيه كمبيوتر وحاجات معقدة لو أموره كلها ما كانت مظبوطة ونازلة في التايم ما راح يدور حتى لو جاب ناس التيوتا ذاتهم .
- طيب خالد سجارة كان حا يدورها كيف ؟
- يا زول خالد سجارة دا سره يعرفه براه .. في جماعة قالوا معرس جنيه هي البتوريه الخلل وين .. ونحن مالنا يصلحها كيف ولا ما يصلحها كيف .. المهم في النهاية كانت حا تدور . وعملها أكتر من مرة أنت براكم ما كنتوا حاضرين ؟ .و أنتو كنتوا معاي لامن فكينا المكنة دي مسمار مسمار وقفلناها من جديد بعد غيرنا القطع البايظة .. في حاجة كانت ناقصة ؟ ما شفتوا براكم بعينكم كل شئ كان في مكانه .طيب ليه ما دورت ؟. تقول لي خرط بستن ؟ شنو يعني خرط له بستن ولا ولف له وردة دي حاجات ساهلة كلنا عملناها زمان .
- يعني ما حا يقدر يدورها ؟
- أنت لسع مصر على عوراتك دي بالله اشتغل شغلك وما ترفع لي ضغطي ..
وفي مكتب الفاتح كان منهمكا في طباعة مخططات مكينة السيارة .. يطبع جزء جزء ويضع في الفايل دخل عليه أحد التلاميذ .
- مهندس الفاتح عم حسين قال لك خلاص فكينا العربية وجاهزة ..
- حاضر أنا جايي بعد شوية .
حمل ملف صور مكينة السيارة وذهب ناحيتها .
مسك الأوراق وبدأ يراجع في القطع بدءا من رأس المكينة و بخاخات الوقود وجهاز ضبط الكهرباء .. يراجع ويصحح في الصور .. كلما خلص جزء طلب منهم تجميعه وتربيطه من جديد .. لم يجد شيئا ناقصا .. لم يبقى سوى الجزء الأخير . ( السلندر .. وتحته صندوق الزيت ( الكارتير ) .. وعند مسمار تفريغ الزيت ( الصرة او الضبة ) أكتشف وجود فتحة صغير بها نظام حلزون كأنه بها شئ كالمسمار قابل للربط ناقص وغير موجود .. تلفت بحث عنه ولا حظ له في الصورة عرف أنه حساس الزيت .. وعرف أنه هو سبب الخلل .. لم يفصح عن رأيه أمام المتجمعين . وهو يعرف فيهم من يتجسس لعطوة بل له ولاء لعطوة رغم أنه يشتغل معه.. طلب منهم أن يجمعوا السيارة يرفعوا المكينة ويثبتوها ويعبوها بالزيت .. ويتركوها لا أحد يحاول تشغيلها .
تركهم خرج و ذهب الى المكتب . خلع لبس الورشة ( الابرول) ولبس بنطلونه وقميصه وأستأذن عم الزين .
- خير يا بني في شنو ؟ عرفت السبب ؟.
- ايوة عرفت الحاجة الناقصة .
- طلعت شنو ؟
- خليها مفاجأة يا عمنا . عشان أثبت لك أنه السي ديهات دي كنوز ما عارفين قيمتها . أنا رايح لوكالة التيوتا أجيب القطعة الناقصة .
عم الزين ضاحكا .. يلا ربنا يوفقك يا ابني .
أخذ الفاتح صورة القطعة وموديل السيارة وخرج .
وفي الورشة تفرغ مساعدية ومنهم من ذهب ناحية تجمع عطوة .
- أها زولكم العبقري ما حل المشكلة .؟
- يحلها شنو بعد ما قفلناها قال خلوها زي ما هي وطلع .
- طلع مشى وين كمان ؟
- يمكن مشى ينادي خالد سجارة يجي يحلو من الورطه الوقع فيها دي .. هاهاهاهاها .
- هاهاهاها الله يجازيك يا فلنشة ياخ .. قطعت مصارينا بالضحك .. دا كان زمان أنا حذرت خالد سجارة قلت له عندنا واحد كدا مهندس طالع لينا في الكفر وعامل فيها مقددها .. لو جا عندك سألك من حاجة أوعلى تجاوبه أو تجي معاه .
- يا جماعة العربية دي يمكن جاهزة وممكن تشتغل .؟
- تشتغل شنو هو ضاف حاجة جديدة ؟
- أبدا نفس الحاجات رجعها في مكانها .
- يبقى ما حا تشتغل .
- تحب نمشي نجربها يا معلم ؟.
- أوعى واحد يقربها الزول دا حذرنا قال ما تقربوا منها ولا تحاولوا تشغلوها .
وهم في غيهم عاد الفاتح ودخل مكتبه لبس الأبرول ودخل لعم الزين وقال له بكل ثقة تحب تجي تسمع العربية شغالة بنفسك .
- طيب يا ولدي لكن ما توريني الناقص شنو وأنت رحت جبته ؟
- حا أوريك يا عم الزين ما تستعجل ..
جاء معه عم الزين ودخل الفاتح في الحفرة أسفل السيارة ربط الحساس الناقص .. وخرج من تحت الحفرة .. ودخل بكل ثقة في قبينة القيادة .. سم الله وأدار المفتاح وتفاجأ الجميع بأن السيارة دارت وانتظمت بشغل بدون أي خلل ( رترترة ) كما يسميها الميكنيكة .. وتفجرت المشاعر من جديد متباينة بين الفرح و الإعجاب وخيبة الأمل والشماتة والاحباط والحبور .. كل منها حسب موقف صاحبها من الفاتح ..
وكان أكثرهم سعادة ودهشة عم الزين نفسه وكبار السن عم عبد الله وعم حسين وانهالت التبريكات ..
كما كان أكثرهم إحباطا عطوة وتلاميذه واتباعه .. وبدأت مرحلة جديدة في نهاية اسطورة الصناعية خالد سجارة .. عدو جديد في طور التكوين . لم تصله الأخبار بعد . ولا أحد يدري كيف سيكون رد فعله .
وفي المكتب .
- أها يا ولدي الفاتح معقولة تكون ما عاوز تورينا سر العربية دي شنو ؟ .
- أكيد حا أوريك يا عم الزين .. السر هو حساس الزيت .. والعربات التي بها كمبيوتر .. مبرمجة على هذه الحساسات لو نقص فيها أي واحد أو تعطل تصبح بكماء تماما لا يشتغل فيها أي شئ ..
- سبحان الله يضع سره في أضعف خلقه ..
- دا أنا ولا الحساس ؟ هاهاهاهاها.
- هاهاهاهاها طبعا الحساس .. لكن برضو أنت ربنا وضع فيك سر . الله يحميك لينا ولأهلك .
- الله يبارك فيك يا عم الزين أنا بؤمن بحاجة واحدة ..أنه لا يوجد شئ مستحيل لكن عشان تحل أي مشكلة لازم تحلل مكوناتها كلها مسمار مسمار وقطعة قطعة .
- يعني تاني لا خالد سجارة ولا غيره ما يلزمنا ؟.
- أصلا دا كلام مغلوط وخطير جدا كيف انسان مدمن مخدرات يكون عبقري بسبب المخدرات .. دا يعني ترويج ما اكثر ولا أقل .. بالطريقة دي معناها شباب كتار أصبح خالد دا قدوتهم وبقوا مدمنين عشان يكونوا زيه .
- صدقت يا ولدي .. لكن الليلة خارجتنا من حرج كبير مع صاحب العربية دي .. شخص مسؤول وما عايزين نخسره .
- وأنا كمان أشكرك أنت صبرت علي وأديتني الثقة .
- لا دا حقك يا ولدي الثقة دي أدتك ليها شهادتك الكبيرة والجامعة العلمتك .
يتبع
أعجبنيإظهار مزيد من التفاعلاتتعليق

حوار الأرزاق
58
لازال الحوار دائرا بين عم الزين والفاتح في المكتب
عم الزين : يعني تفتكر يا الفاتح ولدي أنه العربات الكان بيصلحها خالد سجارة دي كل مشاكلها حساسات وهو كان بيتحايل علينا ؟.
- دا يتوقف على نوع العربات هل هي موديلات جديدة ولا قديمة ؟
- طبعا جديدة نحن القديمة كلها ما عندنا فيها مشاكل لكن الجديدة بقت معقدة وفيها نظام الكمبيوتر دا عقدها زيادة .
- أنا اشرح لك نظام الكمبيوتر دا فكرته شنو وبعدين أنت أحكم براك . اساسا طبعا مكائن العربات تطورت شديد وكل ما يجي موديل جديد المهندسين يضيفوا ابتكارات جديدة على المكن تتعلق بحرق الوقود وتقليل الصرف وحماية البيئة . والسرعة وتخفيف الضجة قدر الامكان ونظام الفرامل كمان تطور .. لكن بالذات الحساسات دي هي نظام حماية لمكينة العربية ضد الاهمال والاستهتار .. عشان كدا أضافوا الحساسات دي .. لو زادت حرارة المكينة أكثر من المعقول ممكن مكونات المكنة تنصهر .أو العربية تسيح مكنة زي ما بتقولوا .. وممكن السخانة تزيد لو فقد الزيت اللزوجة نتيجة للسخانة الزائدة أو كثرة الاستعمال .. وممكن يكون في تهريب زيت أو موية .. أو دخول غبار كثيف يتخطي مصفى الهواء .. عشان كدا هم عملوا الحساسات دي عشان تطفي المكينة آليا .. حاجة كدا تشبه الغيبوبة في البني آدم لامن تقابله صدمة كبيرة .. مثلا خبر أو يصاب بحادث .. المخ يدخل في غيبوبة ..حتى ما يتلف بسبب الصدمة .. ويمكن تكون فكرة الحساسات دي أخذوها من البني آدم فعلا . وهي مطبقة في الأجهزة الكهربائية ضد ارتفاع التيار وتعرف بالفيوز .
- أها فهمت طيب لكن معقولة خالد سجارة كان عارف حكاية الحساسات دي ؟
- هو كان شغال وين خالد سجارة دا قبل ما يجي الصناعية ؟.
- كان شغال في الوكالة قبل ما يطردوه بسبب سلوكه وتعاطي البنقو .
- طيب ما الحكاية واضحة هو عرف حكاية الحساسات دي وعملها سره الخاص .
- لكن ما حصل طلب مننا نجيب حساس والا كان عرفنا السر من زمان .
- طيب أشرح لي هو كان بيعمل شنو بالظبط ؟..
- حقيقة أنا لاحظت له عنده شنطة حديد خاصة كدا فيها طقوم مفاتيح ومقصات صاج بأحجام مختلفة وصفائح من النحاس .. عادة تلقاه ماسك سريحة من الصفائح دي يقطع فيها أو يبردها بالمبرد ..لكن لامن يجي يركبها في العربية يصر أنه ما في حد يقيف معاه . وقبلها كدا ... يلف سجارته .. يدخنها .. وبعداك يدخل في العربية .. ويسلمنا ليها شغالة .
- طيب أنا كدا عرفت هو بيعمل شنو بالظبط .
- أها بيعمل شنو ؟
- هو بيحتال على الحساسات دي ويستبدلها بقطعة نحاس .. زي ما الناس بعد ما يضرب عندهم الجهاز تلفزيون أو الرادي .. يلفوا الفيوز بقطعة قصدير أو يوصلوه بسلك كهربا حتى تكتمل الدائرة الكهربائية ويشتغل الجهاز من جديد .
- يعني قصدك هو بيدخل قطع النحاس دي بدل الحساس ويشغل المكنة كدا .
- بالضبط .. ويعني العربات الصلحها ليكم خالد سجارة دي ولهف نص المصنعية أغلبها الآن مركون في مكان ما ومكائنها مدمرة ..
- لا حول ولا قوة الا بالله .. بالله شوف الملعون دا ..
- لكن ما بالضرورة تكون كلها خربت .
- كيف .. يعني فكرته ناجحة .؟
- هي فكرته ما ناجحة لأنه جرد العربات دي من نظام حماية مهم جدا .. لكن الحساسات هي أصلا حماية لنظام الزيت والموية والهواء .. لو أصحاب العربية بيتفقدوا الزيت ويغيروه بصورة دورية ويتموا الموية كل صباح وييغيروا فلتر الهوا كل شهرين مثلا . هنا العربية ما محتاجة للحساس لأنه هو أصلا معمول لتنبيه الغافلين .
عم الزين بعد ما هز رأسه متعجبا ..
- الله ينور عقلك وقلبك يا ابني .. وصدق القال العلم نور . خلاص يا ابني والله الليلة ريحتني الله يريحك دنيا وآخرة ..أنا حا أمشي بعد ما أطمئنيت على العربية .. والله كنت ناوي أقعد ساعتين لكن لقيتها جرت لغاية العصر . بعد ما تقفل الورشة تجينا في البيت تتغدا معانا ..
- متشكر يا عم الزين الليلة ما شين نودع خالي حسن وأسرته .
- ليه راجعين مش إجازتهم لسع .؟
- عندهم بنتهم دخلت الجامعة والظاهر جامعتها فتحت .
- أها الله يحفظك يا ابني نشوفك بكرة .. بس عندي نصيحة أو هي وصية .
- أتفضل يا عم الزين .
- أوعى حكاية الحساسات دي تجيبها لزول .. وخاصة حيل خالد سجارة دا ..لأنه الموضوع حيكون فيه خطورة حتى على حياتك .. زول بتاع مخدرات ممكن تتوقع منه أي شئ .
- عارف يا عم الزين.. ما توصي حريص . هو الناس الاشتغلوا معاي العربية ناس عم حسين لهسع ما عارفنها اشتغلت كيف ..
- يلا أها مع السلامة ربنا يحفظك يا ابني .
وخرج عم الزين قبل ميعاد قفل الورشة بساعتين . وعرف العاملين أن عم الزين جادي في ترك إدارة الورشة للفاتح .. ودع الفاتح عم الزين وعاد ليتفقد العمل .
- شنو يا جماعة أنتو ما دايرين تتغدو الليلة .أها يا عطوة الاندروبر مشى معاك كيف ؟..
نظر عطوة ناحيته بغيظ بعينين توقد شررا . ولكن عندما وجد وجه الفاتح لا توجد فيه أي ملامح شماته أو سخرية عرف أنه جادي ..وأصلا الفاتح لم يضعه في موضع ند أو خصم أو منافس ..أستسلم ورد بأدب .
- الحمد لله يا باشمهندس باقي حاجة بسيطة .. واللاندكروزر مشكلته طلعت شنو ؟.
- لا هي مشكلة هندسية معقدة وكمبيوتر وحاجات كدا ما عايزين نشغلكم بيها .
ردا مفحما وثبت أن العلم يعلو ولا يعلى عليه .أقعدت عطوة في علبه كما يقال .
يتبع

.

حوار الأرزاق
59
أنفض العمال لتناول وجبة الغداء ..أرسل الفاتح أحد العمال الصغار ليحضر له سندوتش وعلبة بيبسي وجلس على مكتبه الجديد مكتب عم الزين شغل الاسطوانات في الكمبيوتر وبدأ يشاهد مستمتعا بالشرح والمخططات .. وفيديوات التجريب والاختبارات .أثناء تناوله لوجبة غداء خفيفة .
العمال بعضهم انتشروا في المطاعم القريبة . وبعضهم حول ستات الشاي .
وأنتشر الخبر كالنار في الهشيم .
- يا زول يمين المهندس الفاتح بتاعنا دا طلع زول خطير خلاص .
- اها عمل شنو الليلة ؟ .
- ياخ دا صلح ليك اللاندكروز المعصلجة بالكمبيوتر ...
- كيف دي كمان ؟ مش قلتوا عايزين تشوفوا ليها خالد سجارة .
- يا زول سجارة شنو .. سجارة زمانوا فات وغنايه مات .
- أها أشرح لينا يا عضة صلحها كيف بالكمبيوتر ؟
- هو يعني نحن كنا فاهمين حاجة عشان نشرح ليكم ؟
- لا بس ورونا عمل شنو بالظبط؟
- تعرفوا يا شباب الللاندكروزر بعد ما قفلناها مع المعلم عطوة قلنا ندورها .. والله الشئ دي بغم ما قالتها .. ولا ولعت نور ولا استارتر ولا أي شئ .. طبعا دي من الحالات البيعرفها عمك خالد سجارة .
- أها كمل يا جوك .. والله دا فلم هندي .. أتصلتوا بسجارة ؟.
- عمك عطوة قال لي روح أخذ إذن من عم الزين قبل ما نناديه .أها عم الزين قال بجيكم بعد شويه . خلي بالك كان عارف أنه المهندس الفاتح حا يغير الصورة كلها .
- يا جماعة الزمن جرى أرح نكمل مع ست الشاي .
- ياخ واصل أحكي لينا الفلم الهندي دا .
- أها عم الزين جانا ليك هايج وقال تاني أوعى تتصلوا بسجارة دا والفاتح هو المدير و يوريكم تعملوا شنو .. أها أرح نمشي على ست الشاي ..
وتحرك شلة صغار الميكانيكية والعمال ناحية ست الشاي وعضة مواصلا في الحكي .
- أها جانا ليك الفاتح قال تفكوا المكنة دي كلها من أول جديد ..
- وعطوة فكاها ؟
- عطوة يفكها ؟؟ يمين قال ما أفكها تاني ولا أخت فيها يدي .. عمك الزين قطع معاه ناشف وقال له لو ما حا تسمع أوامر الفاتح تمشي ما عندك معاي شغل تاني .
- يا زول ؟ عديل كدا ؟.. أها عطوة عمل شنو ؟.
- لكن الظاهر عليه الفاتح دا ولد ناس جد.لأنه لحق ليك الموضوع سريع وأدى عطوة شغل تاني ومسكه أندروبر قديم .. وجاب عم حسين وشلته وقال لهم فكوها .
- أها أنا عايز أعرف صلحها بالكمبيوتر كيف ؟ جاب الكمبيوتر ودخله في المكنة ؟ ولا شال المكنة دخلها المكتب .
- ياخ لا كدا ولا كدا . وهو كان يجي يكشف ويمشي يكتب كلام في الكمبيوتر ويطبع ورق يجي راجع يصحح .. الظاهر كان بيسأل الكمبيوتر ويحكي له الحكاية والكمبيوتر يجاوبه يقول له تسوي كيت و كيت و كيت .. وهو يجي يدي أوامر لعم حسين .. ركبوا دي فكوا دي ويرجع تاني.
- معقولة الكمبيوتر يقدر يعمل حاجات زي كدا ؟
- يا زول العلم أتطور ياخ .. أنتوا مقفولين لي في الصناعية دي ليكم عشرين سنة تشوفوا العلم دا وين ياخ ؟
- والله لكن سبحان الله الخواجات ديل ما خلوا حاجة .. عمك سجارة وعطوة راحوا فيها .. زمان عاملين لينا فيها أستشاريين ومنقطنها . هاهاهاهاها .
وهكذا انتشرت ثرثرة صغار الميكنيكة وعمت الصناعية والحضر وبالتأكيد بلغت خالد سجارة .. وخلطت له حساباته ..أصبحت مكانته في خطر داهم .
بالله حتة ولد مهندس ميكانيكي جامعي عنده حل لأي مشكلة ؟ ولا بسجارة ولا بجن أحمر .. وين دا ؟ .. شغال مع عمك الزين .. في أسبوع واحد عمك الزين ركبوا ليك مدير للورشة ومسكوا المفاتيح .. خلي بالك خايف ناس الورش يخطفوه منه .. ياخ أنا عايز اشتغل مع زول زي دا .. أستفيد منه .. شوف لي واسطة مع عم الزين .. ياخ صعب.
يتبع

حوار الأرزاق
60
أنتهى ميعاد العمل قرابة المغرب .أقلقت أبواب الورشة ..أستلم الفاتح المفاتيح وركب السياراة .. تتبعه نظرات الإعجاب .. و بعض اللعنات .. من الحساد .. وأشارات التعريف .(.بالله هو دا الفاتح العاملين لينا بيه سافوتة ياخ نحن لامن دخلنا الصناعية دي كان بيحبي ..) يا أخوي العبقرية ما عندها سن معين ممكن طفل عمره عشرة سنوات يكون معجزة .. خلاص يا عم حسين عملتوه عبقري ومعجزة .. أنت يا عطوة لسع قلبك ما برد .. هسع كان ما هو أنت كان تكون لافي من غير شغل .. شنو يعني بقيتوا تهددونا كمان .. والله نحن الورش دي كلها جارية ورانا ... يا تو ورش البتجري ورى ميكانيكي يقفل مكنة عربية وما يقدر يدورها .. هاهاهاهاها .. والله يا عم حسين ما خليت له حاجة . .. عم حسين الكلام دا بتاباه ..آباه شنو يعني كمان بتهددني .. يعني أنت يا عم حسين عشان اشتغلت معاه فاكر نفسك أنت الدورت العربية ,, ما هو كان بيملي فيك زي الأستاذ ..
أنا ما قلت أنا دورتها .. وأقول ليك حاجة أنا لهسع ما عارف الزول دا شغل العربية كيف .. وشنو هي الحاجة الكانت ناقصة مشى جابها وجا ودخل تحت العربية ركبها.. خليك من أقول أنا الدورتها ,... لكن نحن ناس أولاد أصول بنعرف الفضل ونعرف نرجعه لأصحابه ..مش زيك جاهل ومغرور ..يا راجل احترم نفسك ..
يا جماعة خلاص ما تتشاكلوا خلونا نمشي نشوف بيوتنا من اليوم المرهق الطويل دا .. يلا أها السلام .
وعليكم السلام يا عم عبد الله تصبحوا على خير .
وصل الفاتح بيته . كيفكم يا أمي غداكم جاهز والله أنا جعان شديد ..
- هوا يا حبيبي أدخل أسخن الغدا وأجيكم .
- أها يا باشمهندس الليلة ما عندكم فلم جديد؟ .
الفاتح ضاحكا - فلم زي شنو كمان ؟
- أنا عارفه؟ هو أفلامكم دي في زول يقدر يتوقعها ولا يتخيلها .
- والله هو الفلم موجود لكن يمكن ما يستحق الحكي .
- يا زول أنت أحكي لينا بس .. يستحق ما يستحق دي خلينا نحن نقدرها ..
- يعني كان ما قدرتوها حا ترجعوا لي قروشي هاهاهاهاها
- يا ولدي البيجي منك كله سمح بس أنتظرني أخت الغدا وأجي لآفلامك دي على قول أختك .
وبدأ الفاتح يحكي لأمه وأخته قصة السيارة لكن مخفيا منها حكاية خالد سجارة ..لأنها تحمل مخاطر جديدة ستزيد مخاوف أمه بالطبع .. لكن فقط عن العطل واسطوانات التشغيل التي استطاع أن يوظفها في نفس اليوم الذي وجدها فيه .وأهمية ربط العلم بالواقع ...
- الله يحفظك يا ولدي ويغطيك من عين الحساد ..
وفي بيت عم الزين ..
- مالك يا راجل تقول ما شي ساعتين وتجينا قبل المغرب .
- يا زولة أسكتي ساي والله الولد دا ما شاء الله عليه الله يحفظه ويغطيه لأهله .
- ولينا كلنا ؟
- يا بت أخجلي هاهاهاهاها .
- أنا قصدي أبوي طالما هو معجب بيه كدا ..
- أها حصل شنو يا الزين ؟ .
- تتذكري الولد معاوية داك الكان شغال معاي وأغترب في السعودية وأشتغل في وكالة التيوتا هناك ..
- آآآي متذكراه
- أها معاوية دا اجازته الفاتت كان جاب لي اسطوانات كدا تابعة للتيوتا .. وبدأ يسرد في الحكاية وكيف وظفها الفاتح في نفس اللحظة وأنقذ بها سيارة ..
- الحالات دي زمان مش كنتوا ترسلوا تنادوا ليها الولد الأسمه خالد سجارة .. حتى قلت قدر ما حاولت تشغله معاك براتب هو رافض وقال عايز يكون حر .
- ما هي دي المشكلة هنا وعشان كدا أنا بقيت خايف على الفاتح من العداوات دي ..أتاري خالد داك طلع محتال لا هو عبقري ولا يحزنون ..
- الكلام دا كله كشفوا ليكم الفاتح اليوم ؟
- ايو وبالتفصيل كمان .
- والله كان كدا كلامك صحي الله يحفظ ولد الناس دا .
- هوي يا أبوي مالك بقيت تخوفنا .
- لكن كلام الشرح كان معاي أنا ما في زول تاني سمعه .
- وأنت حا يجيكي شنو كمان .؟
- وأنا قلت خايفة على نفسي .
- والله أنت بقيتي جريئة وواثقة في نفسك .
- يا بنات هوي أمشو اتشاكلوا بعيد نحن ما ناقصنكم .
وبعد قليل في بيت الفاتح .
- يلا يا ولدي استحم عشان نمشي نودع خالك وأولاده .
- أنا متذكر الموضوع دا حتى عم الزين عزمني غدا وأعتذرت له .
- متذكر الموضوع دا ؟؟؟؟ والله أنت مشيت بعيد خلاص كان كدا .
- تقصدي شنو يا مفعوصة أنت ؟.
ابتسام ضاحة : ما أقصد أي حاجة .. بس يا حليل أيام زمان .
بعد قليل يرن تلفون الفاتح ..
- أهلا يا سحر ..
ابتسام ضاحكة : خد .. أهو الرد جاك بنفسه ..
أخذ تلفونه ومشى بعيدا .
- كيفك يا قلب ..
- أهلا يا روحي .
- نحن بقينا في مرحلة يا روح ما بعدك روح ..
- تقصدي شنو يا عفريته ؟.
- أقصد أنا عايزاك من بكرة تفتش شغل تاني بعيد من ورشة ابوي والصناعية والكلام الفرغ دا .
- معقولة أنت البتقولي الكلام دا .وأنت كنتي تلحي عشان أقبل أمسك إدارة الورشة من أبوك .
- شوف هنا أبوي حكى لينا كل حاجة يا عبقرينو أنت .. كمان أنت حاجاتك كلها ما تمرقها مرة واحدة .. وتطلع من مصيبة وتدخل في التانية ..
- ليه حصل شنو أنت خايفة من شنو ؟.
- خايفة عليك من صعاليك الصناعية ديل . مش كفاية عماد دخلكم السجن .
- خايفة علي أنا وما خايفة على أبوك ؟.
- أبوي دي حياته وهو واحد منهم وفيهم لا بيغيروا منه ولا يبلسوه في مصايب .
- نسيتي أنت أنا وهو دخلونا السجن مع بعض .
- أيوا بس لكن ما هو المقصود أنت الكنت مقصود .
- ما تخافي ما حا يصيبنا الا الشئ المكتوب .
- نعم بالله .. طيب بس خلي بالك من نفسك .
- ياخ دي جرعة قوية منك الليلة ما حا أقدر انوم .
- لو ما قدرت تنوم أتصل علي أنا مستعده أبراك للصباح .
الفاتح ضاحكا : حا يكون أحلى برية في الدنيا دي .
وهي ضاحكة أيضا : حلو غزل الميكانيكية دا ..
- هاهاهاهاها الله يجازي شيطانك .
- الفاتح نحن جاهزين خلاص .
- خلاص باي يا روحي الجماعة جهزوا .
- أنتو ما شين وين .
- ما شين نودع خالي وأولاده ..
- أحسن ..
- أحسن عشان هم راجعين ؟.
- لا قصدي أحسن تمشوا تودعوهم ..
- طيب باي يا جنية .
- تقول لك في شنو البنت المفعوصة دي خلتك تضحك كدا .
الفاتح مبتسما ومتأوها دون رد مباشر .: يلا أرحكم نمشي أحسن.
- الله يسعدك يا ولدي .
- ما خلاص أسعدوا يا أمي .. تاني شنو .
- أنت حاسدة ولا بغرانة هاهاهاها.
- يلا نمشي أحسن ما تغلط اكتر من كدا .
يتبع

0-0-0

.

حوار الأرزاق
61
وصل الفاتح وأسرته الصغيرة المكونة من شقيقته و والدته الى بيت جده لوداع الخال وأسرته .
وفي البيت بعد السلامات والتحايا ..
- كيفك يا أمي وكيفكم يا أبوي .
أهلا يا فاطمة طولنا منكم .
- طولتوا كيف ما كنا معاكم من يومين .. خلاص خالي طاهر رجع للبلد .
- أيوا والله خالك كان مونسنا .
- الله يكتب سلامته ومال وين هالة وأمها .
- طلعوا قالوا ماشين الكوافير أم هالة عايزة تتحنن وهالة عايزة تقص شعرها .
- وحسن برضوا ما شايفاه ؟ .
- حسن قال يمشي المطار يشحن العفش ويرجع يغشاهم ويرجعوا سوا.
- يعني ما حا نودعهم ؟.
- ليه أنتظروهم ما بيجوا هسع يكونا قربوا .
- والله يا أمي الفاتح دا شقيان في الشغل وبقى ينوم من الساعة عشرة .
- الله يخليه الفاتح .. هسع كان سمع كلام خاله وأغترب ما كان أخير له من الشقاوة دي ؟.
- يا أمي أنت كمان دخلتي الفلم دا .. ؟ حسن لف ليك رأسك ولا شنو؟ .
- يا بتي الكلام العديل ما في زول يا باه . أنت وولدك ليه رافضين الاغتراب ؟
- يا أمي أنا ما رافضة الاغتراب ..أنت نسيتي أنا عندي ولدين مغتربين .
- أها طيب شنو ؟
- الفاتح ما عنده رغبة وأنا ما أحب أفرض حاجة على أولادي حتى لو كانت تتعلق بمصير حياته .. كل واحد يقرر العايزه وأنا معاها للنهاية .. أنا ربيتهم على كدا .
- ونعم التربية يا بتي هو أولادك ما شاء الله يملوا العين ويبروا الجرح . لكن الواحد لامن يكون صغير بيحتاج للنصيحة وما بيكون عارف مصلحته وين .
- يا أمي كيف صغير وما عارف مصلحته ..هو أختار مجال دراسته وهو عارف حا يشتغل بيها وين ؟
- يا بتي لكن ما لقى شغل مناسب مع تخصصه .
- كيف ما لقى شغل ما هسع شغال .
- الولد مهندس يشتغل ميكانيكي وتقول لي لي شغال ؟.
- يا أمي ميكنيكي مالها؟.نحن أبوي دا ما كان ميكنيكي ؟ ربانا أحسن تربية وعلمنا .
- يا بتي لكن أبوك ما كان مهندس وما قرأ جامعة . أبوك كان زول عنقالي ساي اشتغل في الحكومة في النقل الميكانيكي لغاية ربنا أداه استقال من الحكومة وفتح ورشة ..
الأب يسمع الحوار ويقاطع . أبوها مالو كمان يا خديجة ؟جبتوا اسمي ولا أنا غلطان .
الحاجة ضاحكة : تعال أحضرنا يا الحاج .
- أها في شنو؟ .
- أنت مقتنع بحكاية الفاتح يشتغل مكينيكي مع صاحبك الزين ؟ .
- أيو مقتنع أحسن شغل مع أحسن بني آدم عرفته في حياتي .
في هذه اللحظة الفاتح وجد ابناء خاله يلعبون لعبة الليدو المعروفة ودخلوا معهم في اللعب هو وشقيقته .. سامع حوار أمه مع والديها .. لكنه لم يشأ أن يشارك في الحوار بل أدعى عدم السمع .. وواضح أن خاله أشتغل غسيل مخ مع الجده ..ربما عاد عشمه من جديد في التأثير على الفاتح وإقناعه بالاغتراب بتأثير الجدة على أمه ..لكن الفاتح سئم الحوار في هذا الموضوع ..أصبح مشغول ذهنيا وعاطفيا في عالمه الجديد .. أي ورشة الزين وأسرته .. بل أن العفريته سحر بنت الزيت كأنها تريد أن تحاصره بخيوطها مثل العنكبوت .بين فنية وأخرى يطلق تلفونه صفيرا ويجده رسالة منها .أما صورة وردة أو قلب أو عبارة حب ..هي تريد أن تكون حاضرة في أي لحظة من لحظات حياته وهي تعرف تماما أين هو الآن .
أحد الصبيين : الفاتح الرسائل دي قعد تجيك من وين ؟
- من أصحابي .
- أصحابه مزعجين مش كدا ؟ هاهاهاهاها
- طيب ما ترد ليهم ؟
الفاتح : أرد بعدين أحسن .. عايزيني انشغل عشان تغلبوني .هاهاهاها .
- يا أخوي أنت مغلوب خلقة هاهاهاها .
- أنت اخرصي خالص ولا كلمة .
- أصحابه ديل منو يا ابتسام .؟
- أصحابه في الشغل .أقصد أولاد صاحب الشغل .. يعني أولاد الورشة .
من بعيد يأتي الفرج
- الفاتح ما تجي تقنع ( حبوبتك ) جدتك دي ..
- يا أمي قعد نلعب ليدو .
- خليه اللعب ملحوق .. تعال وريها بالحاجات البتعملها في الشغل و أحكي ليها عن العربات الانقذتها بعلمك وعبقريتك . عشان تآمن أنه الواحد لو ركز من البلد دي ممكن يطلع دهب .
الفاتح على مضض تحرك نحوهم : أها خير في شنو ؟
الجدة : الفاتح يا ولدي هسع لو اغتربت مع خالك وأخوانك مش أخير من الشقاوة الانت فيها دي ؟
- يا حبوبة أنا ما شقيان بالعكس أن سعيد جدا وبستمتع بشغلي وكل يوم في تغيير جديد .
- لكن يا ولدي هنا ما بتلقى مكانتك أنت مهندس كبير كيف تشتغل ميكانيكي .
- يا حبوبة هسع انا مهندس وعم الزين عيني مدير للورشة .
- ما شاء الله متين عينك مدير للورشة أنا ما قلت ليكم الزين دا راجل جدع وبيعرف يقيم الناس .
- هوي أنت يا صالح ما تملا رأس الولد ساي حتى لو بقى مدير في النهاية هو مدير ورشة ..
- طيب ما يبقى مدير ورشة والورشة ما شغل وما عندها دخل ؟.. زول أول وظيفة في حياته يشتغلها يكون مدير في أحسن من كدا ..
ا-السلام عليكم لمة في الحرم انشاء الله .
- أها حسن وأولاده جو
يتبع

حوار الأرزاق
62
عاد حسن وأسرته من مشوارهم وفي حضور الفاتح و عائلته ..
- (وااااااااوو) ما شاء الله يا هالة أنا قلت هالة لو قصت شعرها الطويل دا تكون بالغت . لكن القصة فيك طلعت حلوة .
هل تعمدت ابتسام أن لتفت نظر الفاتح والذي تظاهر منشغلا بلعب الليدو .. بعد ما سلم عليهم عاد الى اللعب.
رفع رأسه على عجل وطأطا .. شعر بارتباك .. هل هي لم تعد تعنيه .. لا يدري .. ها هي الآن تتزين للعودة لعالمها الجميل الذي يبهرها هي وعائلتها ولا يعنيه منه شئ .
- كيفكم يا فاطمة ..
- الله يبارك فيك يا حسن أخوي ربنا يكتب سلامتكم .
- الفاتح عامل كيف مع الشغل .
- الحمد لله يا خال ماشي الحال .
- بارك للفاتح عملوه مدير .
- ما شاء الله مدير وين ؟.
- مدير للورشة الشغال فيها .
- أنا قايلاها مدير بمعنى مدير .
فاطمة ممتعضة ومتحفذة لعدوتها زوجة أخيها : ودي مدير بمعنى شنو ؟.. أنت عايزاه يشتغل وين ويكون مدير من أول وظيفة.
- هوي هوي يا حريم الموضوع دا أنتهينا منه وكل زول عاجبه الصاريه ..
- كلامك صاح يا أمي كل زول عاجبه الصاريه والحمد لله على النعم .. طالما هو راضي نحن كلنا راضين عنه.. ولا بنقلل من مكان حد ولا من شأنه ..
- هسع القلل من مكانه منو يا فاطمة ؟.
- بسم الله هسع أنا سألتك ؟.. الفاتح أرح نمشي الظاهر الناس الجايين نودعهم ما طايقننا .
- العفو دا كلام شنو يا فاطمة يا أختي .
- معليش أصلا نحن كنا منتظرنكم والفاتح دا مرهق من مرقة الصباح ما جا راجع .. وفعلا وقف الفاتح . وبعد مجابدات وأصرار توادعوا وعادوا الى بيتهم .
وفي الطريق .
- معقولة يا الفاتح قدرت تمسح هالة كدا من نفسك مرة واحدة ؟
- يا بت شنو الخلاك تقولي كدا ؟.
- تصدقي يا أمي ما رفع رأسه عاين ليها والبنت ليها ساعتين في الكوافير ةمنتظرة من نظره تلهب قلبه .
- يا بت الحمد لله تخلص من النسب دا هسع أنت يا ابتسام لو تقدم ليك عريس أهله واقفين في حلقك ما بيطير ليك ؟.
- يا أمي هم ما عندهم مشكلة مع الفاتح بالعكس هم عايزين ليه حياة أفضل .
- حياة أفضل دي بمقاييسهم وفهمهم هم ..أنا مبسوطة من الفاتح لأنه خت أهدافه ومبادئه قدام قلبه وعاطفته والراجل الصاح مفروض يكون كدا .. مش يجري ورى قلبه ويكون أضينه محل ما يجروه يمشي .. قال ما عايز يغترب هم لو كانوا يريدوه لنفسه مفروض يدعموه في الاتجاه دا .. مش يقنعوا بنتهم ويسحبوها في اتجاههم هم بكل بساطة دايسين على القلوب الصغيرة بلا رحمة . بس الحمد لله أنه الفاتح ما كان متعلق بيها شديد لدرجة أنه يتعذب ويتجنن .
- قولي الحمد لله البديل جا في الوقت المناسب ولقى قلبا خاليا فتمكن .. هاهاهاها .
- هوي أنا ما فاضي ليك أنا مشغول بالسواقة ..
- مشغول بالسواقة ؟ وأنت كل مرة ترفع الجوال تقرأ في الرسائل النازلة عليك زي المطر دي .. بس قول كلام أمي دا عجبك وريحك .. هاهاهاها .
- الله ينصر دينك يا أمي .أها عشان أأكد ليك .
- أنت أصلك ولد أمك من زمان .هاهاهاهاها .
- ما له ما يكون ولد أمه ؟.. أمه ربتو صاح وطلعتو راجل يعرف يقيم المواقف والناس ..
- ما قلنا حاجة يا أمي .أنت مالك عاملاني عدوتكم؟ .
- أنت العاملة نفسك عدوة لينا .
- لا يا أمي والله بس زي ما عارفين بحب المكاواة وأسخن النقاش ..
- طيب نسألك سؤال محدد نختبرك .
- يلا اسألوني .
- يلا جاوبي بأمانة .. في نظرك أنسب واحدة للفاتح هي سحر ولا هالة ؟
- أها عايزين إجابة من كلمة واحدة .. ولا معاها تعليل .
- أول من كلمة واحدة .. بعدين عللي لينا .
- والله في الأول أنا كنت عايزة هالة وداعماها بشدة لكن حاليا مع الفاتح كمان ميته موت في سحر وأهلها .
- يلا عللي .
- في الأول كان عاجبني تعلق هالة بالفاتح وفرحها به . لكن لامن خضعت لتفكير أمها وتعلقت بالمظاهر والفشخرة طارت لي شديد .. لكن والله هالة لو اتمسكت بالفاتح وقررت أنه تكمل تعليمها هنا في السودان وداست على رغبات أهلها زي ما عمل الفاتح كان أصبحت بطلة في نظري وكنت حاربت من أجلها .
والعكس تماما حصل من عم الزين وأسرته بما فيهم سحر .. تعلقوا بالفاتح وانبهروا بيه وتحس أنهم بيعرفوه ليهم عشرات السنين مش معرفة للآن ما تمت أسبوعين وكأنها سنين .. معناها ديل ناس نقيين بيعرفوا يقيموا الانسان من خامته وبالفراسة الفطرية فقط .. عكس خالي حسن وزوجته مفروض هم عارفين الفاتح من ما كان طفل و اتربى قدام عيونهم .. فقط باعوه عشان ابى يتابعهم في حبهم للمظاهر .
- والله أنت دكتوره جد جد ما شاء اله عليك حقوا تتخصصي في علم النفس الله يحفظك يا وحيدتي ويديك الفي مرادك .أها وصلنا بيتنا الحمد لله ..
يتبع

.

حوار الأرزاق
63
بعد أن تناولت أسرة الفاتح العشاء واستعدوا للنوم في أسرتهم .أستلمت شقيقته للنوم مبكرا .. وبقى الفاتح مع والدته .
- أمي أنا عاوز أخطب .
- يا ولد قول بسم الله أنت لسع ما قبضت راتب شهر .
- يا أمي أنت عارفه الحمد لله بقى عندي دخل حتى قبل ما يخلص الشهر ..
- طيب أها مين المحظوظة ست الحسن والجمال التستاهلك دي .
من تحت البطانية ترد أخته .
- هو في غيرها يا أمي ما ياها ذاتها .
- أنت صاحية يا جنية ؟
- وأنت تخلوا حد ينوم تنقو الليل كله ؟
- أها هي منو ؟
- طبعا هالة .
- منو ؟
- بسم الله ما لك اتخلعت كدا كأنه ما كان عندك معها ارتباط .
- أصلا ما كان عندي معها ارتباط . ولا حصل وعدتها ..أمور كانت ماشة كدا بحكم العادة .أو التعود .
- طيب أها قول أنت .
- يعني ما عرفنها .. ما هي سحر بنت عم الزين .
- لا طبعا عارفين وفرحانين وراضيين لكنها الحاجات أحسن الكلام يكون فيها واضح مباشر .. طيب على الأقل كمل الشهر وهي تكون أجزت ونشوف الحا يحصل شنو .
- وهو كذلك بس لكن أنا ما بعرف المقدمات كيف .. أكلم عم الزين مثلا ..
- يا خ أول شاورها هي ذاتها يمكن تكون مرتبطة ..
- معقولة بعد دا كله تكون مرتبطة ؟.
- ما نحن ما عارفين دا كله تفاصيلها شنو عندك .
- ماشي خلاص فهمت قصدك . لكن اؤكد أنها ما عندها غيري ..
- خلاص يا ولدي نوم .. ولو لقيت الجو مناسب مع عم الزين فاتحه في الموضوع ما فيها شي الراجل شاريك لو وافقوا نسوق أبوي وأمي وخالتك ونمشي نتقدم لهم رسمي .. بعدين نرتب الأمور الباقية .
- وهو كذلك
الفاتح قبل أن ينام قرر أن يرسل لها رساله فكتب فيها مقطع الأغنية
( يا زينة الشباب يا السمحة أنا جاييك عريس )
وردت هي بسرعة بزغرودة فقط ( ايوي يويويو يا)
مما جعلته ينفجر بالضحك .
- بسم الله في شنو يا الفاتح ؟
- تعالوا شوفوا براكم ..
- والله صحي البت دي شقية وميتة فيك .
- الله يسعدكم يا ولدي .يلا خلونا ننوم أنتو ما عندكم شغل وجامعة ؟
في الصباح الباكر كما أصبح معتاد أوصل الفاتح شقيقته لجامعتها وتوجه ناحية الشغل . وكالمعتاد ايضا فتح باب الورشة الرئيسي وأعطي باقي المفاتيح لأحد العاملين .. وبدأ العمال يتجمعون ..
جلس على المكتب ..أحضرت له بائعة الشاي راتبه من القهوة .. سنة استنها جديدة بدلا للذهاب الى رواكيب ستات الشاي بعد الحادثة الأولى بأقتراح من عم الزين ( خلي ست الشاي هي تجيب لك طلباتك هنا ما تقعد مع الناس ديل تاني )
وبدأ في مراجعة شغل اليوم .. أتصل بصاحب السيارة اللاندكروزر .. حضر وبفرحه بأصلاح السيارة دفع قيمة الصيانة بالزيادة ..أستلم سيارته بكل رضا .. استمر العمل بعد توزيع الفاتح .
أصبح شئ بديهي أن يحضر اليه أحد الميكانيكية ليستشيره في شئ أستعصى عليه تحت غيظ وغل الخصوم .
وكان هو يقدم مشوراته بكل ثقة ودائما ما تنجح وتحل الاشكال .
أصبح مرجعا مهما ..
بل في ظاهرة جديدة عليه .
وقف أحد العاملين في ورشة أخرى .
- مهندس الفاتح عمنا المعلم عبد القادر صاحب ورشة النجوم قال لم ممكن تمر عليه خمسة دقائق عاوز يستشيرك في موضوع .
هنا أرتبك الفاتح .. ماذا يفعل .. ها هو الآن إمتدت سمعته للورش الأخرى .. هل هذا يعتبر خيانة عهد ؟ هل سيغصب عم الزين؟ .. هل يجعل علمه وخبرته مبذولا للجميع . وهل بمقابل مادي ؟ كيف يرد الآن ؟
- خلاص يا كابتن قول له هو قال مشغول حاليا أول ما يفضى حا يمر عليكم .
أراد أن يكسب وقتا ويشاور الخبرات .
- يا عم عبد الله لو سمحت دقائق .
- أيوا يا ابني ؟
- في جماعة هنا أسمهم ورشة النجوم صاحبها اسمه عبد القادر طلب مني استشارة . تفتكر مفروض أمشي ليهم ولا لا؟ .. أصلا في تعاون بينكم في مواضيع زي كدا .
- والله يا ولدي الفاتح دي حاجة تقدرها أنت . وأنت زي ما عارف أنه الورش دي في منافسة حادة بيناتنا وأنت بقيت الميزة الوحيدة لورشتنا وخطفنا بيك الجو من كل الورش .. لو عاز تكون متاح للجميع وبحقك هذا شي يخصك ومن حقك لكن أنا رأيي تشاور عم الزين لانه يمكن ما يقبل .
- وهو كذلك أنا كمان فكرت في الموضوع من الناحية دي .
وفي حوالي الساعة الحادية عشر وصل عم الزين وفرح بتسليم السيارة اللاندركوزر وأصر على الفاتح أنه يستلم نصف مبلغ قيمة الصيانة مثل ما كان سيفعل خالد سجارة لو أصلحها. والفاتح كذلك تعلل بأنه شغال براتب .أخيرا وافق على ربع المبلغ ..
بينما هو وعم الزين يتناقشوا في عمل اليوم والفاتح يتيحين الفرصة ليطرح موضوعين ..أولهم طبعا التقدم لطلب بنته وثانيا موضوع الاستشارة يقف موتر باب الورشة الرئيسي والفاتح وعم الزين ينظران له الفاتح لم يكترث في الأول بمن يكون .. أما جحوظ عينا عم الزين والتركيز جعلت الفاتح يلتفت مرة أخرى ليعرف من هذا ؟
شاب طويل القامة يرتدي بنطلون جينز وقميص من الجنز قصير الأكمام يبرز منه عضلاته المفتولة . شعر كث مجعد وشنب كذلك ونظارة شمسية سوداء وحزاء عسكري ( بوت).. خمن الفاتح أن يكون هذا هو خالد سجارة ..
- السلام عليكم يا جماعة .. وين عم الزين زمن ما شفناه .
( صوت غليظ أجش )
- أهلا أهلا معلم خالد . وينك يا راجل ..؟
- وين عم الزين ؟.
- في المكتب ما شفته .؟
بعد شوية يقتحم عليهما المكتب .
- كيفيك يا عم الزين زمن ما شفناك كفارة قالوا عيان .. أزيك يا كابتن .
- دا ولدنا مهندس الفاتح .
- بالله هو دا المهندس الفاتح .. سمعنا به وكدا .. يا الفاتح يا تفتيحة هاع هاع هاع اسم على مسمى والله ..
ينبع