أو تُرق كل الدماء! مقال لشمائل النور

أو تُرق كل الدماء! مقال لشمائل النور


04-27-2016, 05:43 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=490&msg=1461775438&rn=1


Post: #1
Title: أو تُرق كل الدماء! مقال لشمائل النور
Author: زهير عثمان حمد
Date: 04-27-2016, 05:43 PM
Parent: #0

04:43 PM April, 27 2016

سودانيز اون لاين
زهير عثمان حمد-السودان الخرطوم
مكتبتى
رابط مختصر


اللافت، كلما اشتدت الأزمة الاقتصادية والسياسية والعسكرية، كلما اشتدت دموية السلطة تجاه الأبرياء الذين يتجرعون مرارات سياساتها على مدى ربع قرن ويزيد، هو مؤشر لدرجة الرعب التي بلغتها من انفجار الشارع وبالمقابل هو مزيد من التيقن أن هذه السلطة لا تتورع في إطلاق الرصاص في كل الاتجاهات وإن كان ذلك على طالب أعزل داخل جامعته. مقتل طالب الأهلية محمد الصادق ليس الأول من نوعه وقطعاَ لن يكون الأخير إذا ما استطال الخنوع، خلال أسبوع واحد يسقط طالبان، نبكي وننوح وتصدر المعارضة بياناتها المتواضعة وينتهي النضال بانتهاء مراسم الدفن. من جامعة كردفان إلى الجامعة الأهلية، الدماء تُسفك دونما استشعار أدنى درجات التأنيب، قطعاً، ليس مبرراً أن نجتهد في بحث دوافع قتل الطلاب، فمن اتخذ سفك الدماء منهجاً لا يُبرر القتل. ولا تسألن عن ذنب الذين قُتلوا، لأنهم لا يساوون شيئا عند السلطة، لطالما أنها اتكأت على سياسة Shoot to kill
من يعتقد أن الوحدات الجهادية داخل الجامعات سوف تتم تصفيتها فهو حالم، فمنذ عام 2014م أصدر مدير جامعة الخرطوم قراراً بتصفية هذه الوحدات ثم ما لبث أن تحوّل القرار إلى تبعية الوحدات الجهادية لعمادة الطلاب، أي من المستحيل أن تُصفى وحدات العنف المحتكرة للطلاب الإسلاميين داخل الجامعات، بل أن المؤسسات الرسمية لا تملك أية سلطة عليها.
خطورة ما يحدث ليس فقط في سقوط هذه الأرواح بلا مبالاة، بل الخطر الحقيقي في تربية وتنشئة أجيال على العنف، فإن كان طالب لم يتجاوز سن الـ 20 وهو محمّل بكل هذا الكم من الكراهية والعنف والتلهف لإراقة الدماء، ويحمل بندقيته مثلما يحمل حقيبته، كيف يكون عليه الحال إذا صعد إلى موقع المسؤولية في يوم ما؟ إن من تشرب بشعارات الإقصاء واستباحة قتل المختلف عنه في الرأي، لن يتخلى عن شعاراته، ولن يتوقف عن القتل، هذه السلطة لابد أن تواجه بمزيد من الشجاعة ليس فقط لاسترداد حق المسحوقين، إنما للحفاظ على ما تبقى من نسيج هذا المجتمع الذي مزقته الكراهية. الحل لن يأتي متنزلاً، على القوى التي تحمل القضية الوطنية بصدق أن تتحرك بمزيد من الشجاعة، وإلا، لا أرض تُراق فيها بقية الدماء.