أولادكم ليسوا لكم .. أولادكم أبناء الحياة المشتاقة إلى نفسها

أولادكم ليسوا لكم .. أولادكم أبناء الحياة المشتاقة إلى نفسها


04-26-2016, 07:42 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=490&msg=1461652939&rn=0


Post: #1
Title: أولادكم ليسوا لكم .. أولادكم أبناء الحياة المشتاقة إلى نفسها
Author: يحي قباني
Date: 04-26-2016, 07:42 AM

06:42 AM April, 26 2016

سودانيز اون لاين
يحي قباني-فى الدنيا العجيبة
مكتبتى
رابط مختصر

قبل ان اخوض في ما انوي الخوض فيه من أمر الأبناء و المهجر ...
____________________________________________________
دعونا نتأمل مقولة جبران خليل جبران في كتابه ( النبي ) المكتوب عام 1923 ...
قال جبران :

" أولادكم ليسوا لكم ،
أولادكم أبناء الحياة المشتاقة إلى نفسها
بكم يأتون الى العالم ولكن ليس منكم ،
ومع أنهم يعيشون معكم ـ فهم ليسوا ملكاً لكم ،
أنتم تستطيعون ان تمنحوهم محبتكم ، ولكنكم لا تقدرون أن تغرسوا فيهم بذور أفكاركم ،
لأن لهم أفكاراً خاصة بهم .
وفي طاقتكم ان تصنعوا المساكن لأجسادهم .
و لكن نفوسهم لا تقطن في مساكنكم ،
فهي تقطن في مسكن الغد الذي لا تستطيعون ان تزوروره حتى ولا في أحلامكم .
و إن لكم ان تجاهدوا ا لكي تصيروا مثلهم ،
و لكنكم عبثاً تحاولون أن تجعلونهم مثلكم .
لأن الحياة لا ترجع للوراء ولا تلذ لها الإقامة في منازل الأمس."

ثم نستلقي على اريكة مريحة و نترك انفسنا ساعتين ... و نستمع الى كتاب النبي الذي ترجمه بدقة ( ميخائيل نعيمة ) ...
كتاب النبي .. اجمل ما كتب عن الإنسانية ...


او بالإنجليزية :


_________________________________________

ثم نعود ... لو كان لكم رغبة في الخوض في أمر الأبناء و المهجر ...





____________________________________________

Post: #2
Title: Re: أولادكم ليسوا لكم .. أولادكم أبناء الحياة �
Author: يحي قباني
Date: 04-26-2016, 02:53 PM
Parent: #1

السودانيين في المهجر بالملايين ...

و منهم من تجاوز ال20 عاما بكثير مهاجراً ...

و بطبيعة الحال انجبوا الأبناء او أتو بأبنائهم و هم في سن الطفولة ...

نجح الكثير منهم كآباء و أمهات و من هم من لم ينجح في غلبة الهجرة ...

النجاح له ثمن ... و عدمه و الإحباط أيضا له ثمن ...

ذلك الثمن ... يدفعه الأبناء ...

سأعود ...

Post: #3
Title: Re: أولادكم ليسوا لكم .. أولادكم أبناء الحياة �
Author: Hani Arabi Mohamed
Date: 04-27-2016, 00:24 AM
Parent: #2

تحياتي لعمي يحيى

يدفع الأبناء الثمن مرتين ،

فابتداءاً لم يختاروا هم الغربة
ثم انتهاء يحاول الآباء فرض الثقافة السودانية على الأبناء رغم أنهم أبناء بيئتهم التي نشأوا فيها


مودتي

Post: #4
Title: Re: أولادكم ليسوا لكم .. أولادكم أبناء الحياة �
Author: يحي قباني
Date: 04-27-2016, 03:39 AM
Parent: #3

Quote: تحياتي لعمي يحيى

يدفع الأبناء الثمن مرتين ،

فابتداءاً لم يختاروا هم الغربة
ثم انتهاء يحاول الآباء فرض الثقافة السودانية على الأبناء رغم أنهم أبناء بيئتهم التي نشأوا فيها


مودتي

سلام يا هاني ... طمنا عليك ان شاء الله كل امورك تمام ...

اختيار الغربة و فرض الثقافة فعلاً عناوين عريضة في أمر تربية الأبناء في المهجر ...


Post: #5
Title: Re: أولادكم ليسوا لكم .. أولادكم أبناء الحياة �
Author: يحي قباني
Date: 04-27-2016, 03:45 AM
Parent: #4

Quote: Sarra Taj Alsir · Paris, France

متابعة باعتباري ام من جيل المهاجرين الجديد

أعجبني · رد · 4 ساعة

مرحبتين حباب سارة ...

و مرحب بيك في المهجر أينما كان مهجرك ... و لكن الأمر واحد في كل العالم ...

سأكتب عن المهاجرين الجدد ... خاصة السيدات اللائي يأتين الى بلاد المهجر و في اياديهن أطفال صغار ... و الأب تجبره الحياة ان يكون بعيداً لتوفير العيش لأسرته ...

هؤلاء الصغار يا سارة لهم وضع يختلف من اقرانهم الذين تربوا بين والديهم في المهجر ...

معادلات متشابكة سأحاول ان افككها لتوصيل فكرتي ...

Post: #6
Title: Re: أولادكم ليسوا لكم .. أولادكم أبناء الحياة �
Author: يحي قباني
Date: 04-28-2016, 06:42 AM
Parent: #5

نتفق أولاً انني اتحدث عن المهجر في أمريكا الشمالية حيث خبرتي ... و لكن الحديث يشمل أوروبا لأوجه الشبه العديدة ...

الشريحة الأولى من المهاجرين :

السودانيين القادمين من السودان :

الهجرة الجماعية الأولى للسودانيين بدأت بعد مجيء الإنقاذ في 89 و تلتها سنوات مكثفة من الخروج الى أوروبا و أمريكا ...

تلك الهجرة كانت هجرة أسر بأكملها ... الزوج - الزوجة و الأبناء ... معظمهم من السودان .. و قلة جاءت من الخليج بأسرها كاملة ...

معظم من هاجر في ذلك الوقت كانوا في منتصف الثلاثينات الى منتصف الاربعينات ... بزيادة او نقصان ...

و كان الأبناء أطفالا لم يتجاوزا السنوات الأولى من حياتهم ...

جاءت الهجرات منقسمة الى قسمين ... جزء جاء لاجئاً ... و جزء آخر جاء مهاجراً عبر القنوات المعروفة ...

لم يكن ذلك عاملاً في مواجهة الحياة .. أيا كانت طريقة دخولك الى هنا ... فانت في النهاية مهاجراً ...

اذاً ... لنا ان نتفق ان ابناءنا جاؤوا هنا بناء على رغباتنا في البحث عن لقمة العيش و الهروب من واقع الحال في زمن الإنقاذ ...

و بدأ الصراع مع الحياة الجديدة و المجتمع الجديد ...

كيف تعامل السودانيين مع مواجهة المجتمعات الغربية الجديدة ... و كيف كان التفكير في تربية الأبناء و بأي الوسائل ؟

______________
سأعود ان شاء الله ...

Post: #7
Title: Re: أولادكم ليسوا لكم .. أولادكم أبناء الحياة �
Author: ادم شحوتاي
Date: 04-28-2016, 08:49 AM
Parent: #6

التحية لك اخي يجي

الموضوع هام ومهم جدا
نتابع

Post: #8
Title: Re: أولادكم ليسوا لكم .. أولادكم أبناء الحياة �
Author: ابو جهينة
Date: 04-28-2016, 09:26 AM
Parent: #7

تحياتي لك الأخ الأستاذ يحى قباني
موضوع هام وحيوي ،
أرجو أن يجد حظه من التشريح برؤيتكم وبخبرات الإخوات والأخوة في المنافي الإختيارية

يقول فرويد إلى أن "الحضارة في مطالبها المتعددة التي لا يقوى الفرد على تحقيقها تنتهي به إلى ضرب من الاغتراب وكره الحياة التي يحياها".

إذن يا قباني مطالب الحضارة واحدة من أهم الأسباب.

أما بالنسبة لهجرة الأبناء تبعا لذويهم :

يرى أريكسون "أن الاغتراب يحدث خلال أزمة الهوية التي يبحث فيها المراهق عن ذاتيته حيث يحدث العداء بين تطور الأنا وتشتت الأنا الذي يمثل الاغتراب كمعوق أساسي لتطور حرية الأنا.

إذن حتى ولو لم نهاجر ، لكان الأبناء مهرولين صوب المنافي الإختيارية.


واصل

Post: #9
Title: Re: أولادكم ليسوا لكم .. أولادكم أبناء الحياة �
Author: يحي قباني
Date: 04-28-2016, 02:25 PM
Parent: #7

Quote: التحية لك اخي يجي

الموضوع هام ومهم جدا
نتابع

تحياتي و خالص احترامي ...

شكراً للمتابعة استاذي شحوتاوي ...

Post: #10
Title: Re: أولادكم ليسوا لكم .. أولادكم أبناء الحياة �
Author: يحي قباني
Date: 04-28-2016, 02:45 PM
Parent: #9

Quote: تحياتي لك الأخ الأستاذ يحى قباني
موضوع هام وحيوي ،
أرجو أن يجد حظه من التشريح برؤيتكم وبخبرات الإخوات والأخوة في المنافي الإختيارية

يقول فرويد إلى أن "الحضارة في مطالبها المتعددة التي لا يقوى الفرد على تحقيقها تنتهي به إلى ضرب من الاغتراب وكره الحياة التي يحياها".

إذن يا قباني مطالب الحضارة واحدة من أهم الأسباب.

أما بالنسبة لهجرة الأبناء تبعا لذويهم :

يرى أريكسون "أن الاغتراب يحدث خلال أزمة الهوية التي يبحث فيها المراهق عن ذاتيته حيث يحدث العداء بين تطور الأنا وتشتت الأنا الذي يمثل الاغتراب كمعوق أساسي لتطور حرية الأنا.

إذن حتى ولو لم نهاجر ، لكان الأبناء مهرولين صوب المنافي الإختيارية.


واصل



تحياتي استاذي المبجل أبو جهينة ...

في اعتقادي ان المهاجريين الأوائل لم يكن البحث عن الحضارة احد أسباب الخروج من الوطن الأصل ...

و لكن أجيال عصر الميديا و العولمة هم من اصبحوا يتوقون الى الحضارة بغض النظر عن موجباتها و سلبياتها ...

لذلك ذكرت ان الشريحة الأولى هم نحن من هاجرنا في بداية عهد الإنقاذ طلبا للحياة الكريمة لنا و لأولادنا ...

ثم الشريحة الثانية ... من ظلوا في الخليج ( دول الاغتراب المؤقت ) حسب المفهوم القديم ...

و هم من بدأوا بتأسيس خط عودتهم يوما ما للوطن من عقار او ارض ...

ثم حدث التحول في رؤيتهم ان العودة الى الوطن ضرب من المستحيل بعد تربية أبنائهم كل تلك السنوات في الخليج ...

فجاء هؤلاء في هجرات متأخرة و أيضا معهم الأبناء و لكن في اعمار مختلفة ...

ثم الشريحة الثالثة ... و هي الأبناء من لم يخرج والديهم الى الإغتراب ( المؤقت ) او الى المهجر ...

هؤلاء الأبناء فرصهم للحياة الكريمة في السودان اقل حظاً من والديهم ... خاصة وهم يرون اترابهم و أبناء عمومتهم في عالم المهجر عبر وسائل الاتصال السهلة ...

فيرفض بعض هؤلاء البقاء في وطن يغلب عليه ( التجهيل الإخواني ) و يتوقون الى حياة جديدة ....

لذا ظهرت ( بدع ) من شباب السودان هناك يعبرها من في الوطن غريبة و هي مظاهر الرفض بكل السبل من الشباب ... و دوننا متابعي شيخ الأمين و قس على ذلك ...
______________________________________________________________________________________________________

نواصل مع الشريحة الأولى ... و ماهي الأشياء التي أدت الى تنشئة أولادنا في المهجر و أتت النتائج متباينة و لم تتشابه ...

فمنهم من نجح في كل المضارب و حافظ باتزان على هويته و منه من وصل الى حد المقاطعة لكل ماهو مربوط بهويتنا ... و بين الأثنين أيضا مجموعات كبيرة جداً ...

Post: #11
Title: Re: أولادكم ليسوا لكم .. أولادكم أبناء الحياة �
Author: عمر عثمان
Date: 04-28-2016, 03:56 PM
Parent: #10

اعتقد ان الهجره عموما تأتي بالخير
رغم التضحيات والسلبيات
واعتقد ان الشعوب التي هاجرت
في بلاد الدنيا من زمن الفينيقيين
هي الانجح معاشيا واجتماعيا واستطاعت
ان تنصهر في المجتمعات الجديده للمهاجرين
والمجتمات لابنائهم
يظل السؤال هل السودانيون المهاجرون والذين
اصبحوا يحملون جنسيات تلك البلدان هل هم
مستعدون للاندماج والتفاعل سياسيا واجتماعيا
في تلك البلدان
ويا هندسه لو اديتها غنيه بالجنبه كده يكون البوست كويس

Post: #12
Title: Re: أولادكم ليسوا لكم .. أولادكم أبناء الحياة �
Author: اميرة السيد
Date: 04-28-2016, 09:49 PM
Parent: #11

حاول الآباء فرض الثقافة السودانية على الأبناء رغم أنهم أبناء بيئتهم التي نشأوا فيها
(QUOTE)
>>>>>>>>>>><<<<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>>>>>>

الموضوع فعلا مهم ، وخاصة بالنسبة لللآباء والأمهات والذين يحاولون تربية ابائهم في المهجر
وخاصة في امريكا الشمالية واوروبا كما ذكرت انت.. واستثني دول الخليج العربية لان التربية
هناك سهلة فيما اعتقد لتشابه اللغة والعقيدة والعادات ربما...
.ز ولكني اريد ان اعلق هنا انطلاقا مما قاله هاني عربي في الجملة المشار اليها اعلاه.. وكذلك
ما قاله عمر عثمان بقوله:" اعتقد ان الهجرة عموما تأتي بالخير".ز
اولا بالنسبة لما قاله هاني عربي بان الآباء يحاولون فرض الثقافة السودانية على الابناء ، فانا
اعتقد بان هذا هو الأمر الصواب والامر الصحيح لأن الآباء اذا لم يسعوا لغرز الثقافة السودانية
والعادات السودانية السمحة في الأبناء ، فإن هؤلاء الابناء سيتشبعون بالثقافة الغربية وكلنا يعلم جيدا
ان هذه الثقافة الغربية ليست كلها ايجابية وسلبياته كثيرة ، على الرغم من ان فيها ايجابيات كثير
مثل التشبع بالعلم والابتكار .. لكن هناك سلبيات اذا أخذ بها بها الابناء دون تمعن لتضرروا منها كثيرا
والأمثلة كثيرة جدا...
اما ما قاله عمر عثمان بان الهجرة عموما تأتي بالخير... ربما كان كلامه صحيحا اذا كان يقصد المادة
.. نعم فمادياً الاسرة ممكن تستفيد ولكن معنويا فإن هناك إن....فلقد تضررت الأسر المهاجرة كثيرا
من عدم معرفة اولادهم لاقاربهم في السودان ، ناهيك عن اللغة العربية المكسرة.. بس ما تقولوا لي
اللغة العربية ما ضروري.. لأن اللغة الانجليزية سيدة اللغات...
وسنعود..
والله يديكم الصحة والعافية..
.ز لاحظت ان اسم الكاتب خليل جبران بالانجليزي مكتوب .. KAHLIL وكنت اعتقد ان اسمه بالاجليزي KHALIL>>

Post: #13
Title: Re: أولادكم ليسوا لكم .. أولادكم أبناء الحياة �
Author: Hamid Elsawi
Date: 04-29-2016, 04:00 AM
Parent: #12

شكرا يحيي لفتح هذا الموضوع الهام
و شكرا لضيوف البوست باثراء هذا النقاش
الذي يتناوله كل المهاجرين بمستويات فهم مختلفة
كل حسب ظروفه الاسرية الخاصة و علاقاته مع السودان
حيث الام و الاب الاخوان/ت الخ
لكننا نتحدث عن الأبناء. حيث العمة و الخالة و العم و الخال
لم يعد له تأثير في حياتهم زي حياتنا زمان.
بنتي الصغير خلال زيارتها للسودان قابلت عمي
و هو بكل لهفة و شوق عاوز يسلم عليها قال ليها
بصوت عالي:(( تعالي هنا يا بت الكلب))
قامت المسكينة جارية و قعدت تبكي و رفضت تمشي ليهم
في البيت مرة اخري. اختلاف ثقافات و اسلوب في التعبير
المساحة بين طريقة تفكير ابناءنا هنا في الهجرة و طريقة تفكيرنا
شاسعة و هذه المساحة عشان تقل لازم نبذل مجهود مضاعف و نقدم
تنازلات بوعي و ادراك. لازم الام و الاب معاً يبذلوا جهد مشترك يومي
و اقصد جهد فكري (نقاش و قراية و تحليل) و جهد عملي تطبيقي
و مراجعة النتيجة علي الاقل اسبوعيا حسب عمر و نوع الابناء
بنات /أولاد
لي عوده اكيد و فتكم بعافية

Post: #14
Title: Re: أولادكم ليسوا لكم .. أولادكم أبناء الحياة �
Author: ابو جهينة
Date: 05-01-2016, 09:32 AM
Parent: #13

تحياتي أستاذنا يحى قباني
وشكرا للرد الفخيم

***

الشريحة الأولى هم نحن من هاجرنا في بداية عهد الإنقاذ طلبا للحياة الكريمة لنا و لأولادنا ...

***

ذكّرتْني هذه الشريحة مقولة قريبنا الدنقلاوي الذ قال عندما سألوه : رأيك في الغربة شنو ؟
فقال واثقا : أول عشرة سنين صعبة

مقولة هذا الرجل تعني بأن هذه الشريحة بدأتْ إغترابها وهي تعي بأن الغربة ستبدأ بحزمة سنوات عشرة ثم تتوالى سنوات الهجرة تلسع في نافوخ الرغبة في العودة ولكن دون أمل.
المغتربون في الخليج ، الغالبية العظمى منهم ، تحمّل عبء مطالبه من زواج وتربية وتعليم ومساندة الأسرة بالوطن ومساندة الأقربين في كل مناحي الحياة.
منهم من حقق جزءا من طموحه بالوطن ببناء بيت كان يؤمل أن يجعله يعود ، ولكن تمتد أصابع الحياة لتشمل تعليم الأبناء والبنات ، ومد يد العون لأفراد من الأسرة ، ومد يد العون في العلاج وفي زيجات أسرية .

المثل يقول : الغِنَى في الغربة وطن :
ولكنه وطن يؤرقه الحنين إلى مرتع الصبا وحميمة الأهل ، والإرتماء في تراب البلد.
مهما عاش المغترب منعّما ومرفّها يتقلب على سرر الرفاهية ، فإن بُعْده عن تراب البلد يؤرق ليله ، وترقد أمور كثيرة على هوامش تفكيره حتى و إن كان يقضي عطلته الصيفية على شواطيء الريفيرا.

الحصيلة عزيزي قباني :

كثيرون منا حققوا جُلّ أمانيهم ، والبعض حقق جزءا بأشكال متفاوتة.
المؤلم أن البعض عاد من سنوات غربة طويلة ( إيد ورا وإيد قدام ) ، بعد أن حقق حكمة يتناقلها البعض عن الغربة ( عيش حياتك فهي واحدة )
عمر الإنقاذ الآن أكثر من 26 سنة ، مما يعني أن الذي إغترب وهو شاب في العشرينيات من عمره ، تربّع الآن على سُدّة سن المعاش أو كاد. منهم من حقق أحلامه ورغم ذلك لا ينوي الرجوع ، لأن بعض أبناءه وبناته لا يزالون في مراحل جامعية .
ومنهم من عاش بالغربة دون أن يحقق حتى أرضا بلقعا تؤويه عند عودته.
ومنهم من مرّ بإحباطات جعلتْ المرض يجبره على المكوث بالغربة إيمانا منه بأن فرص العلاج بالغربة أوفر من الوطن.
ومنهم من أرسل أبناءه وبناته للدراسة بالخارج ، فمكث يحلب بقرة غربته لتعليمهم.
ومنهم من عاندته الظروف ، فيظل يراوح مكانه ، لا هو بالمغترب ولا هو بالمرابط في عقر داره.
معظم هذه الشرائح ، تعيش يوميا على أمل أن يفتح الله نفاجا يسمح لهم بالعودة لوطن يعيشون فيه بهداوة بال ، و في نفس الوقت عندما يصيبهم اليأس من تحقيق هذه الأمنية ، ترنو عيونهم نحو الإنطلاق غربا لبلاد العم سام.

دمتم

واصل