الضجة الإعلامية في مصر-أحلى من الشرف مفيش- الصعايدة وتيمور السبكي

الضجة الإعلامية في مصر-أحلى من الشرف مفيش- الصعايدة وتيمور السبكي


02-16-2016, 10:08 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=490&msg=1455656914&rn=0


Post: #1
Title: الضجة الإعلامية في مصر-أحلى من الشرف مفيش- الصعايدة وتيمور السبكي
Author: زهير عثمان حمد
Date: 02-16-2016, 10:08 PM

09:08 PM February, 16 2016

سودانيز اون لاين
زهير عثمان حمد-السودان الخرطوم
مكتبتى
رابط مختصر

(من إمتى وأنتم شرفاء طاهرين أنتم أو غيركم، اللي هيعمل شريف طاهر يلزم حدوده، لو فتحت النار هعور ناس كتير). هذا اتهام بالفساد الاخلاقي لمجتمع بأكمله، ورد على الهواء مباشرة على لسان مخبر اصبح إعلاميا في غفلة من الزمن، ردا على استنكار البعض اذاعته صورا اباحية في برنامجه. لكنه ليس سوى نموذج واحد من اللغة التي انحدر اليها بعض المحسوبين على مهنة الإعلام في مصر مؤخرا.
لم يعد هناك ما لا يمكن ان تسمعه أو تشاهده. وفي أعقاب كل كارثة تتعالى الأصوات المطالبة باقرار التشريعات الإعلامية قبل ان تعود الامور إلى ما كانت عليه. وليست الضجة الإعلامية الجديدة التي اندلعت اثر توجيه احد الضيوف اهانات بذيئة وصادمة لنساء الصعيد سوى حلقة في هذا المسلسل البائس. بل ان اغلب الاصوات التي تملأ الدنيا ضجيجا اليوم، وتطالب برجم قناة «سي بي سي» واغلاقها، لا تستطيع ان تنكر خطاياها في حق المهنة والمجتمع في آن، بدءا من بث صور عارية لمواطنة سعيا للتشكيك في صدق شكواها من التعرض للتحرش الجنسي، إلى عرض صور اباحية لمخرج سينمائي، مرورا بالطعن في شرف ناشطات انتقاما من مشاركتهن في الثورة، وانتهاء بآلاف من جرائم السب والقذف ضد الخصوم السياسيين، وكل من يرفع صوته معارضا للنظام، وتطول القائمة.
إلا ان حالة الفوضى قد تفاقمت لتتحول إلى «سيرك إعلامي» حقيقي. واذا بالأبواق التي حشدها النظام أصلا لتكيل السباب لجماعة «الاخوان» وأنصارها ونشطاء ثورة يناير وبعض الجهات الاقليمية، قد تحولت إلى تبادل الشتائم فيما بينها، ثم إلى توجيه البذاءات إلى أبناء الشعب المصري نفسه.
وعلى الرغم من ان «إقرار ميثاق شرف إعلامي» كان بين أحد التعهدات التي قطعها الرئيس عبدالفتاح السيسي على نفسه في (خارطة المستقبل) التي قرأها على الشعب في الثالث من تموز/ يوليو عام 2013، إلا انها مازالت تنتظر الوفاء بها. والسبب ان النظام فضل ان يوظف تلك الأبواق الإعلامية لخوض حروبه في الداخل والخارج على ان ينجز إصلاحا إعلاميا حقيقيا.
ومع الغضب الشعبي الواسع الذي اشعلته البذاءات الإعلامية الأخيرة، ربما يدرك النظام انه قد يدفع ثمن تلك السياسة.
الواقع ان نقابة الصحافيين العريقة في مصر تمتلك منذ عقود طويلة ميثاق شرف لكنه أصبح لا يساوي ثمن الحبر الذي كتب به. وحتى الميثاق الإعلامي الذي تبنته غرفة صناعة الإعلام اخيرا، في جهد جدير بالتنويه، وطبقته بالفعل أمس الاول على قناة «سي بي سي» بوقف البرنامج المعني بالإساءة، وفتح تحقيق في القضية، لا يشمل كافة القنوات.
أما هيئة الاستثمار ومدينة الانتاج الإعلامي، وهي الجهة المعنية مباشرة بمراقبة الأداء الإعلامي، فانها تدفن رأسها في الرمال طالما ان الأمر لا يتعلق بانتقاد النظام الحاكم أو أي من رموزه. لكن في حالة خروج أحد الأبواق عن «النص المعد سلفا» كما فعل النائب توفيق عكاشة الشهر الماضي، اذ كشف عن سيطرة أجهزة الأمن على ائتلاف دعم مصر ونوابه، فانها سارعت إلى إصدار قرار بمنعه من الظهور في كافة الفضائيات (..).
انها ساعة الحقيقة التي يجب على الجميع مواجهتها. ليس فقط النظام والمسؤولين الذين جندوا تلك الابواق للخوض في أعراض الناس لأسباب سياسية، بل والمشاهدين ايضا الذين شعروا بالتشفي او الانتقام وهو يستمعون إلى تلك البذاءات بحق الآخرين، غير مدركين انها قد تصل يوما إلى بيوتهم ونسائهم.
أما نواب البرلمان، وخاصة من أهل الصعيد المعروفين بغيرتهم ورفضهم للإهانة أو أي مس بالشرف مهما كان الثمن، فليس أمامهم من خيار سوى الدفاع عن أعراضهم، وأعراض المصريين جميعا، ومعها سمعة مصر وشرفها، بالإقرار السريع للتشريعات الإعلامية الرادعة لتلك الأبواق. ليصبح القانون، وليس ميثاق شرف، هو الحكم في مواجهة اولئك الذين فقدوا كل معاني الشرف، والسجن جزاء كل من يتورط في هذه الجرائم.
أما المراقب للشأن المصري، اذ يتابع هذه الضجة، فانه يدرك ان (وراء الاكمة ما وراءها)، وان ما يحدث قد لا يكون بعيدا عن نهج سياسي مستمر قائم على الترصد لأي قناة او إعلامي مازال يعتبر ان ما حدث في 25 يناير ثورة شعبية حقيقية، وان بعض الفلول المزايدين اليوم باسم الصعيد وشرف أهله انما يدافعون في الحقيقة عن عهد بائد لن يعود، حتى وإن ظنّ بعضهم انهم نجحوا في ذلك او يكادون.
أما المشاهد المصري الذكي بفطرته فربما يعلق على بكاء تلك الأبواق الإعلامية على «الشرف المسكوب» في الفضائيات بمقولة الممثل الراحل توفيق الدقن الشهيرة (احلى من الشرف مفيش)!