عوارض نضوج أربعيني مبكر : موضوع للعرض فقط:

04:39 AM Feb, 10 2016

سودانيز اون لاين
محمد عبد الله الحسين-الدوحة
مكتبتى
رابط مختصر

عوارض نضوج أربعيني مبكر : موضوع للعرض فقط:
أعجبني هذا الموضوع لإمتلاكه ناصيتي التعبير و الفكرة دون أي مسئولية من جانبي أو تعليقز...لأني لأني فقط ...ناااقل.

كاتبة الموضوع هي :آية الاتاسي – سورية كما يبدو من الاسم>
و قد أتفق أو اختلف مع ما طرحت. و لكن لي الحق في أن احتفظ برأي.
و لكن اصدقكم القول وجدت أنني اتماهى مع الفكرة بنسبة مئوية عالية.

اتمنى لكم إبحاراً فكرياً و شعورياً طيباً ....فإلى الموضوع:

عوارض نضوج أربعيني مبكر
آية الأتاسي
February 9, 2016
صحيفة القدس العربي
حسناً… أنا امرأة تدخل الخامسة والأربعين بكامل قلقها الوجودي، وإن حق لي القول أيضاً بكامل أنوثتها، وأبعد ما تكون عن اليأس أو ما اصطلح على تسميته بـ»سن اليأس»، في توصيف جائر لمرحلة عمرية تزهر فيها الروح الأنثى وتثمر…
الجسد في اختماره
جسد المرأة مهما تداعى، ما هو إلا جذع لأنوثة غائرة الجذور، لا يزيدها العمر إلا عمقاً ورسوخاً…
غالباً ما يتكور الجسد الأربعيني وتستدير الانحناءات الأنثوية، فيما هو خداع العقل لما تراه العين من كيلوغرامات فائضة، أو ربما هو كشف لكنوز «الأنوثة المستترة» التي أنصفتها اللغة العربية بحق، عندما أطلقت على المرأة الممتلئة لقب «المرأة المكتنزة»…
وكأن الجسد الأربعيني يتمرد على مقاييس الموضة وصورة المرأة العشرينية النحيلة، معلناً أن الأنوثة الطبيعية تقاوم الريجيم والتأطير، وترسم خطوطها الأنثوية على هواها…
حسناً… هي ربما زيادة في الوزن والتخلص منها يزداد صعوبة مع العمر، ولكن لنعترف بأننا بعد الأربعين نتذوق كل تفاصيل الحياة بمتعة أكثر، وإن كان بآثار جانبية يصعب إخفاؤها. ومن متع السنين أيضاً أنها لا تراكم الأوزان فقط، بل خبرات الحياة وتجاربها التي تجعل الجسد ينضج كما الحصرم عندما يختمر ويصبح نبيذاً معتقاً…
المؤسف أن العرب وحدهم ينسبون النضج لليأس ويطلقون على مرحلة انقطاع الطمث «سن اليأس»، وفي هذا تسطيح لمرحلة شديدة الجمال والتعقيد في آن، وفيها اختصار لآمال المرأة وأحلامها بمهمة إنجاب الأطفال فقط. فواقع الحال يثبت اليوم أن المرأة في هذه المرحلة، غالباً ما تعيش فترة سلام جسدي وروحي، وتمتلك وقتاً أكثر لفهم تفاصيل روحها وللعناية بجسدها، بعد أن تكون قد تجاوزت مراحل التأسيس للحياة العاطفية والأسرية والمهنية، وبعد أن يكون الجسد قد اكتملت أنوثته وتخمرت فتنته.
والمرأة الأربعينية خصوصاً تكون في قمة الأنوثة وتوهجها، فالهرمونات الأنثوية تكون في حالة هدنة وهدوء قبل الاشتعال مجدداً في الخمسين، والجسد مازال يحتفظ بجاذبيته وسحره، والروح في سلام وتصالح بعد أن كبر الأبناء ولم يعودوا يحتاجون رعاية الأمومة المستمرة، وحتى في المجال المهني تكون المرأة قد تجاوزت المراحل التأسيسية الأولى والأصعب في العمل والوظيفة.
الأسئلة الأربعينية
المرأة في منتصف العمر، تشعر بأنها تقف على قمة جبل خلفها يمتد شبابها وأمامها المستقبل المجهول.. ولا تتوقف عن طرح الأسئلة من قبيل:
هل فلحت أرض خصبة لبذوري أم كنت أفلح الهواء من حولي؟
هل هي الهاوية التي تنتظرني خلف القمة أم مازال للسهل بقية؟
وما معنى الهاوية، إن هي إلا اسم نمنحه للأماكن التي طالما أرعبنا عبورها؟
وهل من جسور تحتمل ثقل أحلامنا لنعبر فوقها؟
هل آن الأوان لقطع الحبال والتحليق عالياً في منطاد الأحلام، أم علينا أن نثقله بحجج العقل والمنطق ونتركه يهبط من جديد؟
كثيرة هي الأسئلة الوجودية التي نطرحها على أنفسنا في منتصف العمر، وكثيرة هي المشاريع المؤجلة والأحلام المركونة التي تطفو فجأة فوق السطح، وكأننا في مواجهة مع الذات بلا مماطلة، وكأن الحياة تمنحنا الفرصة الأخيرة مهددة: الآن هي فرصتكنّ الأخيرة…اغتنمنها أو لتنسونها إلى الأبد!
سطوة الزمن
مازال إذن في العمر متسعٌ للفرص الأخيرة… ومازال للجسد قوته وللروح جنونها ليتشاركا في إنجاز المهمات المستعجلة… فبينما لا تعترف الروح بالعمر ولا تصاب بقصر النظر، يبدأ الجسد أولى اعترافاته بسطوة الزمن.. فالعين لم تعد تستطيع تمييز الأحرف الصغيرة، ولابد من التسليم أخيراً بارتداء النظارة الطبية، التي لا مانع أبداً في أن تكون فاقعة اللون بما يرضي ذائقة الروح الشابة… ولرقص الأقدام الحافية فوق الشطآن آثار غير تلك التي تتركها فوق الرمال، آثار تبدأ أحياناً بوخزة وتنتهي بالتواء مفصلي، فالمفاصل لم تعد تمتلك مرونة الجسد في العشرين وإن امتلكت مهارته وتجاوزتها أحياناً… أما التجاعيد فهي الإعلان الصريح بسطوة الزمن علينا، ولكننا في المرحلة الوسطية بين زمنين، وما زلنا نملك التباساً غريباً …التباساً يظهر أحياناً في الوجه الحائر بين تجاعيد الأم وحبوب الابنة، فعلى يمين ثنية الذقن قد تنبت حبة شباب، كإعلان مضاد أيضاً أن هرمون الشباب مازال يعمل ويقاوم، وإن بآثاره السلبية…
أما الخط الصغير على طرف العين اليسرى فهو يسلك الطريق الذي يقود حتماً لوجه الجدة المتغضن في الثمانين، خط يذكر أيضاً بأن الفرح حفر عميقاً هناك. وبين آثار الفرح وآثار الزمن يرسم الخط طريقه بخفر، من دون وعدٍ منا بأننا سنبقى نراقبه بحياد، أو سنحقنه بالسم العصري «البوتكس» المقاوم لآثار الزمن والفرح معاً.
الالتباس
العقد الرابع هو عقد الالتباسات العاطفية أيضاً، فبعد الأربعين محتم علينا النوم باكراً والاستيقاظ مستعجلاً، فندخل الواقعية مرغمين ولا تعود قلوبنا ترتجف للقصص العاطفية، ولكن يحدث أحياناً أن نبكي كالمراهقين عند الاستماع لأغنية رومانسية أو عند قراءة رسالة حب قديمة…
كما يحدث أن تتحول صالات السينما المعتمة من مكان سري للقاء أيام المراهقة، إلى مكان سري للبكاء بهدوء، فالبكاء في العتمة متعة نكتسبها بالعمر والخبرة أيضاَ…
وكثيراً ما نتلبس بأنفسنا مع أبنائنا في حوار يشبه حوارات آبائنا معنا، أو نكتشف متعة الصباحات الطويلة الصامتة أمام فنجان القهوة الصباحي كالصباحات الحزينة لأمهاتنا، في إثباتاتٍ مؤكدة على أننا نتقدم بالعمر من مبدأ: كلما كبرت شابهت أبويك وما ظلمت…
كما يحدث أن نرتدي آخر الصرعات حسب تصورنا، لنكتشف من خلال أبنائنا المراهقين أن موضة اليوم لا تعترف بتقليعاتنا التي مر عليها الزمن وغبر…
حسناً بعض الجنون الأربعيني ليس فناً ولا جهالة، بل هو ذرة الملح التي تحفظ القلوب من تعفن الشيخوخة. وفي النهاية عندما نبدأ بالاعتياد على تقدم العمر بنا، ما دمنا لم نبلغ بعد أرذله، تأتي جملة من قبيل: في عمرك هذا و… أو تمر عبارة في إعلان تلفزيوني من قبيل «جيل الشباب»، متبوعة بجملة إيضاحية مثل « ما دون الأربعين»… عندها نشعر حقاً بأننا لم نعد ننتمي لجيل الشباب هذا، ولن تخدعنا المرايا فهي لا تتبع نظام الفوتوشوب، سنبتسم وستظهر أولى التجاعيد التي سننسبها بمكر للتجاعيد الانفعالية لا للتجاعيد الزمنية، وسنلمس روحنا بثقة قائلين:
«عمر» …كم لنا من العمر يا إلهي، ونحن أرواح شابة لا تهرم!
هامش: هذه المقالة مهداة لجميع النساء الأربعينيات وما فوق، واللواتي علمنني أن الأنوثة لا تشيخ ابداً، من خلالهن وعنهن ولهن كتبت اعترافاتي الأربعينية هذه!
كاتبة سورية
آية الأتاسي

بوح و اعترافات و مكاشفة شخصية بصوت عالي و مواجهة مع الذات امام سطوة ‏الزمن. ذلك الماكر الذي يتوارى خلف كل فرحة و كل ابتسامة و كل خفقة حب و كل ‏دفقة دم مفاجئة تظهر في الخدين لتعلن إستسلام عاطفي بدون شروط.‏
كلمات خطتها الكاتبة في محاولة لتمرير اقتراح gداع الشباب و تطييب لروح تابى أن ‏تستسلم إلا بمقابل.
محاولة لفتح صفحة خاصة ليقراها الجميع صفحة من كتاب أنثى ‏تحاول أن تقبل بما هو آت لمستقبل تخطو إليه في شبه إحتفالية خجولة و صامتة.‏

معقولة المقالة الجميلة دي التي تثير في النفس كثير من الأفكار و الشجون لا تجد من يعلّق عليها ؟ سلعة كاسدة؟ هذه أحكام و آليات السوق نعملشنو.مع معزتي لكم جميعا : الفائت
و الرائح
و الغادي
و الغاشي
و الماشي
و المتابع
و المراقب و..و..و
, الله ما قاصد حاجة
fsقلت أشاغل بس.
..عادي.

استاذ محمد كيفك؟؟

ياخي احسن ليك كدا من يجي واحد يقول ليك مثلا:

لو أختك أو زوجتك أو امك كتبت الكلام دا ، بترضاهو أو بتقبلو؟؟

أرقد عافية،

برضو قلتا أشاغلك شوية.

استمتعت ايما سعادة بالمقال ..
وعلى فنجان القهوة الصباحي بتوقيت ديسابورا الملح والصحراء ..
والله صحي !!

كت خيرك ياخ ..
ثم انظر وتدبر في ادناه .. هو يخصنا مثلما يخصهن ..

Quote: العقد الرابع هو عقد الالتباسات العاطفية أيضاً، فبعد الأربعين محتم علينا النوم باكراً والاستيقاظ مستعجلاً، فندخل الواقعية مرغمين ولا تعود قلوبنا ترتجف للقصص العاطفية، ولكن يحدث أحياناً أن نبكي كالمراهقين عند الاستماع لأغنية رومانسية أو عند قراءة رسالة حب قديمة… كما يحدث أن تتحول صالات السينما المعتمة من مكان سري للقاء أيام المراهقة، إلى مكان سري للبكاء بهدوء، فالبكاء في العتمة متعة نكتسبها بالعمر والخبرة أيضاَ… وكثيراً ما نتلبس بأنفسنا مع أبنائنا في حوار يشبه حوارات آبائنا معنا، أو نكتشف متعة الصباحات الطويلة الصامتة أمام فنجان القهوة الصباحي كالصباحات الحزينة لأمهاتنا، في إثباتاتٍ مؤكدة على أننا نتقدم بالعمر من مبدأ: كلما كبرت شابهت أبويك وما ظلمت… كما يحدث أن نرتدي آخر الصرعات حسب تصورنا، لنكتشف من خلال أبنائنا المراهقين أن موضة اليوم لا تعترف بتقليعاتنا التي مر عليها الزمن وغبر… حسناً بعض الجنون الأربعيني ليس فناً ولا جهالة، بل هو ذرة الملح التي تحفظ القلوب من تعفن الشيخوخة.

يا أستاذ محمد،

حظّك\ بخْتك.

لقد كسر ودالمشرف "التابو"، في شجاعة "لا يحسد عليها" ههههههههههه؟؟؟؟؟

وفي عبارة دارجة:

"شال وش القباحة" ههههههههههه

كونا بخير .

وفي رواية دارجة:

أرقدا عافية هههههههههههههه؟؟؟؟؟؟؟؟؟

‏(استاذ محمد كيفك؟؟‎
‎
ياخي احسن ليك كدا من يجي واحد يقول ليك مثلا‎:
‎
لو أختك أو زوجتك أو امك كتبت الكلام دا ، بترضاهو أو بتقبلو؟؟‎
‎
أرقد عافية،‎
‎
برضو قلت أشاغلك شوية‎.‎‏)‏
استاذ أسامة شكرا للمشاغلة و بث الحياة مع عدم تضييعك الفرصة لإرسال إشارات ‏ذات معنى.‏
الأيام الأخيرة وجدت نفسي مشغول شديد فاكتفيت بالمطالعات العابرة لأنه كتابة ‏البوستعايز متابعة حية و شوية عضلات و وجه عابس لزوم الاستعداد لما يجب من ‏مناكفات. و حالياً ليسلدي القدرة على المناكفات و المشاحنات.فوجدت الموضوع عجبني ‏التناول و الفكرة و التعبير.فقلت أكيد سيجد بعض من يؤكد لي أنه أعجب به و يشاركني ‏مجرد الإحساس.‏
و أعرف مسبّقاً أن مثل هذه المواضيع ذات دم تقيل شوية و غير محببة أو(غير شعبية) ‏لكن قلت أعمل العليّ.‏

‏( استمتعت ايما سعادة بالمقال‎ ..
وعلى فنجان القهوة الصباحي بتوقيت ديسابورا الملح والصحراء‎ ..
والله صحي‎ !!
‎
كت خيرك ياخ‎ (..‎‏ ‏
الأخ محمد حيدر المشرف
شكرا على مشاركتك بالقراءة و التعبير عن رأيك.‏
الأخ أسامة:‏
فعلا ود المشرف كسر التابو له الشكر و لك كذلك.‏
تعليقاً على تعليق الأخ محمد سليمان خالد( أسفل الموضوع) من الفيس بوك: شكرا على ‏تعليقك. كل احترامي لمن ذكرت.و أؤكد بأنه ليس المقصود من عرض الموضوع هو ‏المرأة فقط و لكنه يشمل الشباب من الجنسين.لأن القصد هو الدعوة للتفكير بصوت ‏عالي في موضوع يعتبره أغلب الناس بأنه من المواضيع الحساسة (تابو). ‏
و في النهاية الموضوع لست أنا بكاتبه و لكني أؤيده و اشيد به من نواحي عدة.‏
مع احترامي للجميع. ‏

Quote: عدم تضييعك الفرصة لإرسال إشارات ‏ذات معنى.‏

أهي خطوة في الطريق بأن نكون من:

"أهل الباطن" الأسفيري.

نكتفي بالإشارات.

وإن غَمضت،

آخر قولنا:

"معلّقة الإشارات".

قال العرب قديماً:‏
رب إشارة أبلغ من عبارة ، ورب صمت أفصح من كلام‎ !‎
و الإشارة كما في حالتك يا أخي أسامة تفيد تجنّب الأذى و إيثار السلامة.‏
نقطة خارج الموضوع:‏
أذكر و لست متأكدا أنك كنت تكتب عن البنيوية و لا أدري هل كنت تشرحها أم مؤيداً ‏لها.و لا أدري موقفك منها الآن.هذه النقطة لا أريد أن أزحم بها هذا الموضوع أنه ‏يكفيهما يحمله من إشارات و معاني ظاهرة و باطنة. و لكن إما تكتب عنه في موضوع ‏ستقل أو تشير إلى روابط نجدها فيه.يعني فقط تتذكر هذا الطلب و تسنجيب لهوفق ‏ظروفك و تقديرك.‏
مع خالص الشكر و التقدير

موضوع كامل الدسم
تشدك كلماته من الماء الى الماء
ومن الوجه الى الخصر
وفيه الخير من الحقايق
والخيال الخصب والممتع
واعجبتني لدرجة الدهشة
عبارة الملح وعفن الشيخوخة
والتشخيص حينما ياتي بمجهر كاتبة في هذا العمر
افضل كثيرا من ان ياتي من كاتبة بعمر اقل
واذكر ان زميلة المنبر
الكاتبة الجميلة والمدهشة
دكتورة اشراقة مصطفى
كانت كثيرا ماتكتب عن هذه الفترة من العمر
وقد لمسنا من خلال كتاباتها ..
كم ان المراة جميلة في هذا العمر
وكم انها خصبة ومعطاءة وخضراء
بل لانخفيكم سرا
كم.كنا نتوق لتصل نساؤنا لهذه المرحلة الملهمة
حتى نتشبث بهن اكثر واكثر
ويبدو لي من واقع تجارب ومشاهدات يومية
ان انزيم الانوثة في هذه المرحلة
يكون في قمة افرازاته
وفي قمة تالقه ووهجه
تتدفق الانوثة كشلالات نياغارا
وهناك نساء كلما كبرن
كلما تالقن وازددن جمالا وحيوية
الا اننا نحن الرجال تمر بنا الكثير من التعاريج
والكثير من المطبات
والكثير من المنحنيات
يصارعك احساس بان وسامتك قد بدات تنضب
وان الكاريزما التي كانت لم تكن
وان وان وان وان وان !!!
لاتسالوني عن هذه الاخيرة
السؤال الذي يحيرني
اذا تركنا الاتاسي جانبا
وعرجنا على انفسنا قليلا
خاصة نحن في بلاد المهجر
هل ياترى ستظل الخصوبة كما هي ؟؟؟
ام ان الدجاج المشوي
والهامبرقر المحمر
ومياه التحلية
كلها ستقف حجر عثرة امام هذه الخصوبة
وتعطيها كارتا احمر
ومن ثم لاخيار امامك الا بان ...
تشتري سبحة كبيرة وتحرس الجامع ؟؟!!!

الأخ أبو حراز ‏
اتحفتنا بدخولك المفاجيء و أنت الذي حزت على إعجاب رواد المنبر أجمعين. فزاد ‏تشريفك لنا.‏
أما مداخلتك فتحوي الكثير ( ليس مجاملة) بخلاف الأسلوب السلس و السهل و الذي ‏يتضمن لمحات من الفكاهة المختبئة في ثنايا الحديث و التي قد لا تجدها في جملة ‏بعينها و لكن من خلال الكلام.‏
المهم هذه مقدمة وجدت نفسي أدلي بها دون أشعر.وبالتالي تعليقيعلى حديثيك سوف ‏أرجئه للجزء الثاني حتى لاأطيل. نسيت أن أقول قرأت موضوعك عن الإفراج المؤقت ‏فيزمن متأخر قليلاً عن تاريخ كتابته لإنشغالي بغير و لعدم علمي بأنه يحتوي على كل ‏تلك الكنوز. فوالله تابعت باقي الحلقات جميعا لأن قلمك الرشيق كان ينقل القاريء في ‏خفة و سحر و يقوده دون أن يشعر من موضوع لآخر في سهولة و فكاهة و ذكاء و ‏خفة دم طبيعية. ‏

أوافقك الرأي:‏‎
‏( واذكر ان زميلة المنبر‎
الكاتبة الجميلة والمدهشة‎
دكتورة اشراقة مصطفى‎
كانت كثيرا ماتكتب عن هذه الفترة من العمر‎
وقد لمسنا من خلال كتاباتها‎ ..
كم ان المراة جميلة في هذا العمر‎
وكم انها خصبة ومعطاءة وخضراء)‏‎
فعلا قرأت لها موضوع اسرني فاتصلت بها مشيداً و لم أكن أعرفها من قبل.‏‎
ذكرت أيضاً نقطة مهمة أو بوح ذكوري سري يعادل المقولة السايرة( الشجر الكبار...) أو ‏المثل العربي( الدهن في العتاقى):‏
‏( ان انزيم الانوثة في هذه المرحلة‎
يكون في قمة افرازاته‎
وفي قمة تالقه ووهجه ‏‎
تتدفق الانوثة كشلالات نياغارا‎
وهناك نساء كلما كبرن‎
كلما تالقن وازددن جمالا وحيوية)‏
لكن بختلف معاك في النقطة التالية:‏‎
‏( الا اننا نحن الرجال تمر بنا الكثير من التعاريج‎
والكثير من المطبات‎
والكثير من المنحنيات ‏‎
يصارعك احساس بان وسامتك قد بدات تنضب‎
وان الكاريزما التي كانت لم تكن‎
وان وان وان وان وان‎ !!!‎‏)‏
خلاص يا ابو حراز بدينا في الهضربة من هسه؟ أسمح لي أختلف معاك في النقطة ‏دي. لا لا مش كل الرجال.برضه في استثناءات.ما تتضيّعنا كده مرة واحدة كمان.‏‎

نرجع لتعليقك:‏

تعليقك تتضمن عدة نقاط تستحق الوقوف عندها فهي كذلك ذكية وتحتاج للتأمل.‏
فأنت قلت: (كم.كنا نتوق لتصل نساؤنا لهذه المرحلة الملهمة‎
حتى نتشبث بهن اكثر واكثر)‏
سؤالي الآن و لا زمان؟
ثم واصلت الحديث:‏
بدات العبارة بتساؤل ذكي:‏
‏( السؤال الذي يحيرني‎
اذا تركنا الاتاسي جانبا‎
وعرجنا على انفسنا قليلا‎
خاصة نحن في بلاد المهجر‎
هل ياترى ستظل الخصوبة كما هي ؟؟؟)‏
فعلاً التواجد في المهجر يأخذ من الزوج و الزوجة على حد سواء من خلال الروتين ‏اليومي والإنغلاق خلف الجدران و فقدان عوامل الترفيه المفتوح.و لا ننسى كما قلت ( ام ‏ان الدجاج المشوي‎
والهامبرقر المحمر‎
ومياه التحلية)‏
‎
كلها و غيرها من سيدفع بنا إلى مصيرمحتوم( وتعطيها كارتا احمر‎
ومن ثم لاخيار امامك الا بان‎ ...
تشتري سبحة كبيرة وتحرس الجامع ؟؟‎!!‎‏) ‏
إلا إذا حاولت الخروج من خط السير قليلاً و نظرت نظرات( للتسلل) من الخط المرسوم ‏أو أدخلت (لاعب جديد) في المعادلة العائلية (الموزونة سلفاً) فتفقد المعادلة إتزانها ‏فتميل أنت أو الجميع تارةً نحو اليمين و تارةً نحو اليسار و تارةً بلا اتجاه كما قال ‏المرحوم هاشم العطا. أو تكون عاقلا و مسالماً و تكتفي بقسمتك المقسومة و تنسى ‏أيام المغامرات و الخطرات و.., لتجلس في بيتك و حداك الإبريق و المصلاية و في ‏يدك سبحة اللالوب أو لو عايز تغيّر سبحة الخرز او الكهرمان.‏
‏:‏
‎

Quote: أذكر و لست متأكدا أنك كنت تكتب عن البنيوية و لا أدري هل كنت تشرحها أم مؤيداً ‏لها.و لا أدري موقفك منها الآن.هذه النقطة لا أريد أن أزحم بها هذا الموضوع أنه ‏يكفيهما يحمله من إشارات و معاني ظاهرة و باطنة. و لكن إما تكتب عنه في موضوع ‏ستقل أو تشير إلى روابط نجدها فيه.يعني فقط تتذكر هذا الطلب و تسنجيب لهوفق ‏ظروفك و تقديرك.‏

كلامكه صحيح.بس دي قصة نقد طويلة، على وزن قصة حب طويلة هههههههههههه

خلينا نتكلم بوسائل الاتصال الحديثة المجانية عابرة القارات "واتساب، فايبر" وخلافه، لو ظروفك بتسمح؟؟؟

أرقد عافية.

سلام يا محمد عبد الله يا رائع في الاختيار واتحافنا بهذه اللوحة الحرفية
أنا أظن أن احجام الناس كان من هول المفاجأة فالموضوع يجمع بين الدسامة والدماثة ..
أنا شخصيا كل ما اقرأه أعاين فيه وأعجب أمشي وأجيه راجع على قول ود الرضي ..
أول مرة أعرف أن عبارة سن اليأس هي بحجم هذا البؤس والقبح .
كنا نطلقها على أم أدت رسالتها وجلست تراقب في حصادها بمتعة ولازالت توجه وتستشار تفرح وتفرح تسعد وتسعد بنفس المقدار..
عندها فرحة وليدها بأول حرف نطقه وأول سن نبتت له هو نفس فرحها باستلامه شهادته وزفته يوم زواجه .
أين اليأس وأي يأس يصفونها به .
كل هذه الخاطرة من عبارة واحدة فقط فما بالك بباقي الموضوع .

الأخ درديري
و عليكم السلام و شكراً(سلام يا محمد عبد الله يا رائع في الاختيار واتحافنا بهذه اللوحة ‏الحرفية) أنا ما عملت شيء غير اخترت و نقلت.أنا كذلك أصبت بالدهشة و الصدمة ‏فكان الزمن ما بين الدهشة و النقل خمسة دقائق.‏

‏( أنا أظن أن احجام الناس كان من هول المفاجأة فالموضوع يجمع بين الدسامة والدماثة‎ ‎‎(..‎‏ و (كل هذه الخاطرة من عبارة واحدة فقط فما بالك بباقي الموضوع ) لربما ‏‏.تشخيص منك ذكي. أما بالنسبة لي أنا بعد مرور يوم و لم أتلقى أي تعليق استغربت و ‏قلت هل يا ترى أنا بالغت في تقييمي للموضوع و لا شنو؟‎
أكرر شكري لك‎
‎
‎ ‎.‎

.

Quote: إلا إذا حاولت الخروج من خط السير قليلاً و نظرت نظرات( للتسلل) من الخط المرسوم ‏أو أدخلت (لاعب جديد) في المعادلة العائلية (الموزونة سلفاً) فتفقد المعادلة إتزانها ‏فتميل أنت أو الجميع تارةً نحو اليمين و تارةً نحو اليسار و تارةً بلا اتجاه كما قال ‏المرحوم هاشم العطا. أو تكون عاقلا و مسالماً و تكتفي بقسمتك المقسومة و تنسى ‏أيام المغامرات و الخطرات و.., لتجلس في بيتك و حداك الإبريق و المصلاية و في ‏يدك سبحة اللالوب أو لو عايز تغيّر سبحة الخرز او الكهرمان.

.
لم أكن اتوقع مطلقا أن خربشتي هنا بهذا القدر من الجمال .
وكان هذا مجرد بقايا حبر
احببت أن ادلقه هنا
عله يمتزج بانفاس الأتاسي الأربعينية
فياتي بلون مغاير
قد يقلب الطاوبة
أو يشقلبها .. لا أدري
شكرا كثيرا لرفع المعنويات
وشكرا لثناءك الذي لا استحقه على كتاباتي المتواضعة
صدقني ادخل هنا لأخربش قليلا على جدران المنتدى
ولا ادري ماذا سيحدث بعد ذلك
اضحكني كثيرا موضوع اللاعب الاحتياطي
والذي يجلس على { دكة } البدلاء !!!
واللاعب الذي يشاركني على ملعب الحياة وهبه الله كل الوان وانواع الاحتراف
والمراوغة احيانا
والتهديف من مكان بعيد
ويستخدم كل الوسائل المتاحة والغير متاحة
بكل مكر ودهاء يحسد عليه
لأجل خروجنا من الدوري بفارق النقاط والأهداف !!!
ومن اقوى وسائل الدفاع والهجوم التي يستخدمها
ان يتحول اسمك في الموبايل فجأة من { توأم روحي } و { حبيب قلبي }
الى { الحااااااج !!! }
وهذا كابوس قاتل بان تجد ان الطرف الآخر ينقلك الى هذه المرحلة مبكرا
وحتى الأبناء انتقل اليهم هذا الفايروس
فاصبحوا يقولون
هذه طاقية الحاج
{ الطاقية تطير في السماء اللحمر } !!!
والمدهش انه كلما اتن نساء لزيارتنا من شاكلة حاجة فاطنة وحاجة زينب وحاجة نفيسة
وكل قبيلة المشلخات { اطال الله في اعمارهن }
تاتيك جريا لتقول لك { تعال سلم على خالاتك } !!!!!
أما ناس الفير آند لفلي والاسكيرت والبلوزة وهاااااي وملكة جانسي
فهؤلاء لامكان لهم من الاعراب
اللهم الا تسمع فرقعة الشباشب !!!
ياسبحان الله .. رغم جمال المراة في الاربعين
ورغم انوثتها الصارخة
ورغم الكاريزما التي تغشاها بين الحين والآخر
الا انها او ان بعضهن يشعرن بعدم الثقة
وان ابو القدح بامكانه ان يغادر في اي لحظة
ويبحث عن لاعب بديل !!!!!

الأستاذ أسامة
مرحب بك ف بي كل السبل المتيسرة
رقم جوالي و الواتس اب 66579037 974+

الأخ أبو حراز
أكان كتابتك الرائعة دي خربشة أرجو أن لا تحرمنا من (خربشاتك).
أما بخصوص اللاعب الإضافي و الإحتياطي( بديل الزوجة) استغفر الله( رفيق الزوجة)
فهذه حركات لا يجيدها إلا من أوتي إحساس طاغي بالجمال و إنفعال غير قابل للتحكم فيه بحيث يستطيع بسهولة
أن يلغي كل تواريخ العبودية الزواجية)
و كل بنود (الميثاق الغليظ.)
الإضافة إلى أن يكون قد أوتي حنكة(الاسكندر) في القيادة
و دهاء الثعلب(روميل) في التخفي و الإنسراق.
و ثم إبداء ندامة الكُسَعي( حينما يتم القبض عليه متلبساً.
عشان كده يا أخوي خلينا نحوم(في إطار) الزوجية
و أن نستمتع (بالفرص المتاحة) دون أن نزعل (القوى الكبرى).
شكرا أخي فقد فتحت علينا ينابيع جديدة للأفكار التي (لا تصلح إلا في الزمن الضائع)
و ذلك فقط لإجترار الذكريات
و تذكر مواضي أكل عليها الدهر
و لم يمسح فمه بعد في عواطفنا و أحاسيسنا الباقية
, حيث لم نودع خطرات الشباب نهائياً بعد>
طالما ما زال القلب ينبض و الاحاسيس تفور و الأعين تبحلق.

السلام عليك أخى محمد عبدالله......

حقيقة مقال جيد جدأ جداً ودائماً أنت بتتحفنا بالجميل الجيد..أية ألأتاسى باحت بوح صادق وبفكر ووعى..أتفق معها...تقديرى وإحترامى

‏(السلام عليك أخى محمد عبدالله‎......
‎ حقيقة مقال جيد جدأ جداً ودائماً أنت بتتحفنا بالجميل الجيد..أية ألأتاسى باحت بوح ‏صادق وبفكر ووعى..أتفق معها...تقديرى وإحترامى)‏

شكرا الأخ اسماعيل
إنت دايما تدخل كالنسيم في كل البوستات تدعو للسلام و المحبة و المجامل’ أحي ‏روحك الجميلة.‏
فعلاً التاسي و ككثير من السوريين يجري الإبداع الثقافة و الفكر في دمهم.‏
أكرر لك شكري و تقديري

بتكرار اسم (آية الاتاسي) كاتبة الموضوع أعلاه. فهي إبنة نور الدين الاتاسي أحد الرؤساء السوريين السابقين. و طالما الموضوع بالموضوع يذكر سوف أنزل تالياً موضوع كتبته رثاء لوالده في ذكرى وفاته العشرين, و الموضوع قد لا يكون بقوة الموضوع السابق لأنه لا يتحدث عن أفكار و لكن عن حزن القلب و إن كان لا يخلو.

إلى أبي في ذكرى رحيله العشرين آيـة الأتـاســــــــي

إلى أبي في ذكرى رحيله العشرين
آيـة الأتـاســــــــي

2012-12-30

أنا ابنة السجن....ابنة سنوات القمع....ابنة الانتظار الطويل..... ابنة نور الدين الأتاسي
أبي الذي سرقته مني السياسة ومدت لي لسانها تقول: رجال السياسة لا أبناء لهم ...انسيه ياصغيرتي....أبوك ملكية عامة
كرهت السياسة يومها....و تخيلتها غولا يسرق الأباء من أبنائهم ويتركهم يتامى. مر العمر ومات أبي ولم أتصالح مع السياسة ولم أغفر لها بل ازدادت الهوة بيننا. حاولت أن أرى أبي كأي أب آخرمن لحم ودم، لحظات حنان كثيرة ولحظات قسوة قليلة، لكنني كنت دائماً أجدني محاصرة برجل السياسة، بمؤيديه ومنتقديه...برفاقه وأعدائه...بفترة حكمه القصيرة وفترة سجنه الطويلة
في مثل هذا اليوم، وقبل عشرين عاما رحل أبي عن الحياة ...رحل الأب حاملاً معه كل الأبوة المؤجلة وكل خفايا السياسة وكل أوجاع السجن وآلامه.....لم أتوقف يوماً عن استحضار صورة الأب وذكرياته، وحجبت صورة السياسي و تناسيتها، ولكنني أحس يوماً بعد يوم بضرورة الحديث عن مرحلة من تاريخ سوريا، لا تخصني وحدي بل تخص كل السوريين، مرحلة حاول النظام بكل ما أوتي من بطش طمسها والتعتيم عليها ابتداءً من زج رجالها في السجون وقتلهم على البطيء، وانتهاء بإزالتها من الكتب المدرسية ومن التاريخ. كأن تاريخ سورية بدأ بالأسد وسينتهي به.
كنت أفاجأ أحياناً أن جيلا كاملا ولد وترعرع في ظل الديكتاتور الأب لا يعرف من كان رئيس سورية قبل الأسد، في وقت كنت أسافر فيه لأبعد بقاع الأرض كي أجد من يسألني، عندما يسمع اسمي، عن أبي وماذا حل به. تجنبت كثيراً الخوض في السياسة وأسئلتها ورفضت كثيراً أن أتكلم عن أبي كرئيس سابق وأدافع عنه على مبدأ ' كل فتاة بأبيها معجبة' لقناعتي أن التاريخ سينصفه وأنه ليس بحاجه لإبنة تدافع عنه ولأنني لم أكن أرى نفسي يوماً كإبنة رئيس سابق، فأنا كنت ومازلت ابنة السجن و معاناته....لم أر نفسي يوماً مع أصحاب السلطة، بل مع اصحاب الحق المسلوب وابنة للسجناء والمعتقلين.
في ذكرى رحيله العشرين، سأسمح لنفسي أن أستحضر الأب السياسي، أستحضره من البداية ومن لحظة الوجع الأولى....عندما كان صبياً ذا إثنتي عشرة سنة يقف أمام قبر أمه ويبكيها بكاءً، نشفت دموعه من بعدها...بكى أياماً و ليالي حتى جفت دموعه وصارت من حينها تسيل إلى الداخل ويكتمها كي لا تخرج، وصار يبحث عن الأم الصغيرة الغائبة في صورة الأم الكبرى الحاضرة سورية. اكتشف باكراً طريق السياسة فخرج في مظاهرات ضد الإحتلال الفرنسي....ثم انتسب في سن مبكرة إلى حزب البعث.....في مرحلة كانت أحلام الشباب تدور حول الوحده العربية والإشتراكية. في الثامنة عشرة من عمره تمرد على والده وعائلته من ملاكي الأراضي ليمضي بحلمه حتى النهاية.
دخل جامعة دمشق و درس الطب هناك، وترأس الاجتماعات الطلابية وقاد المظاهرات ضد حكم الشيشكلي وتم اعتقاله فسجن في سجن تدمر الصحراوي لمدة سنة، عندما اعتقل طلب منه أن يوقع على تعهد يترك بموجبه العمل السياسي والنشاط التظاهري ولكنه رفض، وعندما طُـلب من جدي الضغط عليه للتوقيع....ما كان من جدي، الذي كان يعارض أفكار ابنه ونشاطه، إلا أن قال له: طالما هذه هي قناعاتك فأنا لن أجبرك على تغييرها....ابق رجلا وتمسك بموقفك حتى النهاية.
تخرج من كلية الطب عام1955 وتخصص بالجراحة في مستشفى المجتهد، و في عام 1958 شارك كمتطوع في الثورة الجزائرية على رأس مجموعة من الأطباء، و كان اسمه السري 'عبد القادر بن عبد الوهاب'.....بعد وفاته تم تكريمه في الجزائر، وتم افتتاح مستشفى باسم 'مستشفى نور الدين الأتاسي' وفاء من بلد المليون شهيد، لمن ناضل جنباً إلى جنب مع ثوارها، عاد بعد ذلك إلى مدينته حمص وافتتح عيادته فيها وعمل كطبيب هناك حتى عودة حزب البعث واستيلائه على السلطة عام 1963، فتم استدعاء والدي وسلم حقيبة الداخلية كي يبدأ رحلة السياسة من جديد، رحلة لم يدفعه إليها لا نداء سلطة ولا شهوة مال ولا جاه.....فهو لم يكن ينقصه أي منهما. لم يكن ابن طائفة ... ولا عسكريا يبحث عن سلم ليتسلق على ظهور العباد، بل بكل بساطة لاقتناعه بأفكار، آمن بها وحلم بها من أجل سورية. أحلام ربما تختلف عن أحلامنا نحن جيل اليوم و لكنها كانت أحلام جيلهم في زمن المد القومي والعروبي.
في عام 1966 أصبح والدي رئيساً للدولة بعد أن كان عضواً في مجلس الرئاسة، و لكنه لم يكن الرئيس الواحد الأحد...ولا كان الرئيس الخالد المفدى....كما اعتدنا عليه عند رؤساء الدول العربية المستبدين....بل كان جزءا من قيادة حزبية، يتم اتخاذ قراراتها عن طريق التصويت داخل القيادة. لا أدعي أن تلك المرحلة كانت مشرقة ومن دونما أخطاء، ولكننا لا نستطيع أن نرى بعيون اليوم حقبة الستينيات وأحلام القومية والناصرية وأولوية القضية الفلسطينة. حقبة تشي غيفارا وحركات التحرر واليسار العربي. لم أعش تلك الفترة و لم أكن على سطح هذه الأرض بعد....ولكنني أعرف أن أبي، رئيس الدولة حينها، كان يسكن في بيت بالأجرة.....وبعد سجنه ظللنا نسكن فيه و ندفع أجرته، مثلنا مثل أي مواطن سوري أخر. لم يستفد من منصبه و لم يترك لنا بعد سجنه و موته لا سيارة باسمه ولا حساب ببنك، لم يترك لنا إلا سمعة حسنة و يدا بيضاء، حاولنا جاهدين الحفاظ عليها ناصعة كما ورثناها
بعد أن احتدمت الخلافات داخل القيادة بسبب محاولة الأسد التفرد بالسلطة، وبعد انكشاف الدور المتواطئ لحافظ الأسد في أحداث أيلول الأسود، عندما رفض إرسال تغطية جوية للقوات السورية التي حاولت الدخول لحماية الفلسطينيين في الأردن، قدم والدي استقالته من كل مناصبه احتجاجاً على موقف وزير الدفاع وعلى تدخل الجيش في السياسة. تم بعد ذلك عقد المؤتمر الإستثنائي العاشر للحزب وعلى إثره تم استبعاد حافظ الأسد ومصطفى طلاس من الحزب.
وفي 16 نوفمبر قام الأسد بانقلابه وانتهى فعلياً حزب البعث. تمت مصادرة سورية لصالح رجل واحد مستبد....كتب سورية باسمه و جعل أبناءها عبيدا ورعايا. ثم كما يورث المتاع، تمت نقل ملكية سورية وشعبها لإبنه من بعده في هذا اليوم عرض الأسد على والدي البقاء في مناصبه معززاً و مكرماً، ولكن هذه المرة ليصبح فعلاً غطاء و ستارة يتلطى من ورائها الأسد، لكنه رفض ليس من أجل صلاح جديد، الذي كثيراً ما اختلف معه في وجهات النظر ولكن لإدراكه أن الأسد سيحول سورية إلى سجن سوري كبير، وليس اعتقال رفاقه القدماء إلا البداية له
دخل أبي السجن و بقي فيه 22 سنه، ولأنه لم يكن يريد أن يغطي على مشروع ولادة الأسد الديكتاتور، ولم يكن يريد أن يكون جزءا من دولة الاستبداد رفض في عام 1970 أن يكون جزءا من هذا النظام المجرم. ورفض تلك الفكرة في عام 1980 عندما تم إخراجه لاستراحة القصور التابعة للدولة، ووضعه هناك قيد الإقامة الإجبارية من أجل التفاوض معه. وعندما طلب منه مندوب الأسد، محمد الخولي تأييد النظام رفض ذلك، لأن سنوات السجن والمراجعة لم تزده إلا قناعة باستحالة إصلاح هذا النظام ولإيمانه أن لا مستقبل لسورية إلا بالديمقراطية
لا اطلب من الأخرين الإيمان بقناعات أبي ومعتقداته ولكن أطلب منهم احترام تاريخ رجل وطني، اتفقنا أو اختلفنا معه، وقد حاول الأسد بعد ذلك كي لا يخرج أبي من السجن ويقدم خلاصة تجربته ومراجعته لها، فتركه في غياهب السجون حتى تفشى سرطان السجون في روحه و فتك بجسده، وعندما سمح له بعد 22 سنة سجنا بالسفر لفرنسا للعلاج كان المرض قد تفشى في كل خلاياه و لم يكن قادراً لا على السير ولا الكلام ومات بعد أسبوع من وصوله باريس.
اليوم سمحت لنفسي أن أتحدث عن أبي لا باسمه. حاولت أن أكتبه كما تراه عيناي، ولكنني تعمدت أن أخذ مسافة عاطفية، وتسمح لي أن أكون منصفة و حيادية
اليوم يا أبتي .....و بعد 20 سنه على رحيلك.....لا أستطيع ان اقف عند قبرك، ولا أن أضع الزهور كما اعتدت أن أفعل. اليوم لا أتصالح مع السياسة التي أخذتك مني....بل أتكئ، أنا التي لا تتقنها ولا تتقن ألاعيبها، اتكئ عليها لأحكي عنك لمن لا يعرفك. يحكي لساني عن رجل سياسة... و يحكي قلبي عن رجل الحياة والإنسانية وتحكي دموعي عن رجل المعاناة والألم. دموع أحاول أن أبكي بها ما عجزت دموعك عن سرده والبوح به
يا أبتي....اشتقت لك....لن أسألك: لماذا مضيت في سراديب السياسة وتهت عن ابنتك الصغيرة؟....سؤال لطالما أردت ان أسأله لك و لم أفعل ...لأنني كنت أعرف جوابك من غير أن تنطقه: سامحيني يا حبيبتي ....أحبك...ولكنني أحببت بلدي أكثر.

معليش على التأخير يا محمد.

سأضيف اسمك واتصل بك في اسرع فرصة ممكنة.

أرقد عافية.

نو بروبليم. ما في مشكلة يا سيدي إنت تأمر.