قراءة حول كتاب : كيف أضاعوا السودان

قراءة حول كتاب : كيف أضاعوا السودان


02-07-2016, 09:26 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=490&msg=1454833565&rn=4


Post: #1
Title: قراءة حول كتاب : كيف أضاعوا السودان
Author: عثمان الحسن محمد نور
Date: 02-07-2016, 09:26 AM
Parent: #0

08:26 AM Feb, 07 2016

سودانيز اون لاين
عثمان الحسن محمد نور-الرياض
مكتبتى
رابط مختصر

قراءات حول كتاب:كيف أضاعوا السودان
ا.د. عثمان الحسن محمد نور


ضمت المكتبة السودانية حديثًا سفرًا بعنوان "كيف أضاعوا السودان؟" من تأليف المهندس والصحفي المتميز عثمان ميرغني، وهدف الكتاب الي استكشاف مواطن الخلل في تاريخ السودان الحديث، مستعرضًا عشر مخاز سودانية أودت وغيرها بالسودان إلى القاع السحيق وكشفت عورة تفكيرنا على حسب تعبير الكاتب. كما هدف الباحث من ذلك التشخيص الدقيق الي توضيح العلة التي اقعدت السودان عن التقدم والتنمية وحرمته الاستقرار الأمني والسياسي. وفي الفصل الأخير حاول الباحث وباختصار شديد التفرس في آفاق المستقبل وكيفية تصحيح المسار المعوج لأنقاذ الأمة السودانية من التخلف المحبط.
وعلى الرغم من أن الكتاب يتساءل عن كيف أضاعوا السودان إلا أن محتواه أجاب على تساؤلات أخرى امتدت لتشمل من أضاع السودان؟ ولماذا أضاعوه ؟ ومتى أضاعوه؟ وقد أعد الكتاب في لغة علمية سليمة وواضحة ،كمااستخدمً المقابلات الشخصية والتحقيقات المعمقة والزيارات الميدانية وغيرها من وسائل البحث العلمي. ولكن يؤخذ على الباحث أنه لم يضمن الكتاب المراجع التي اعتمد عليها ولم يوثق للأحداث والمواقف التي أشار اليها في استعراضه لحصاد ستين عامًا من الحكم الوطني وما سبق ذلك من الحكم الثنائي والثورة المهدية. كما يحتاج المؤلف لمراجعة بعض تواريخ الأحداث التي أشار اليها وأسماء بعض الشخصيات التي وردت في الكتاب. ونذكر على سبيل المثال لا الحصر أن الذي قاد انقلاب إبريل 1990م هو اللواء حسين الكدرو وليس شقيقه الأكبر الكابتن طيار عبد القادر الكدرو الذي استشهد في حادث سقوط طائرة حربية عام 1963م.
وفيما يلي أقدم بعض ملاحظاتي حول هذا الكتاب القيم والذي بذل فيه الباحث جهدا مقدرا لإبراز إخفاقات الحكم الوطني وتشخيص العلل السودانية وقدم في الفصل الأخير من الكتاب بعض الحلول لعلاج المشكل السوداني. وآمل أن يستفيد المواطن السوداني وخاصة الحكام والسياسين والمسؤولين الذين ادمنوا الفشل ،من هذه المراجعة التاريخية في تصحيح المسار والعمل على بناء دولة المؤسسات وحكم القانون.
أولًا: على الرغم من أننا لا نعفي الحكومات الحزبية من إدمان الفشل وسوء إدارة البلاد وعدم الحفاظ على أمنها واستقرارها إلا أن الحكم عليها ومقارنتها بالحكومات العسكرية يجب أن يضع في الاعتبار أنها لم تعطَ الوقت الكافي لتطوير تجربتها، ففترة حكمها مجتمعة لا تتجاوز عشر سنوات مقارنة بنحو خمسين سنة للحكومات العسكرية التي تحالفت مع أحزاب إيدولوجية لتنفيذ أغراضها )الحزب الشيوعي وحركة الإخوان المسلمين( بدليل أن معظم المخازي التي أشار إليها الباحث ارتبطت بالحكومات العسكرية، مثل: تسييس الخدمة المدنية، قرارات التأمين والمصادرة، قرارات الرياضة الجماهيرية ومحرقة دارفور، ومذبحة الشرطة في سوبا.
ثانيًا: أشار الباحث إلى أن ما قدمه من مخاز عبارة عن نماذج ليستدل بها على العقلية السودانية المدمرة في مختلف مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والرياضية والفنية وغيرها. وأوضح أن مشكلة دارفور تعد أم المخازي، إلا أنني أرى أن انفصال الجنوب والحرب الدينية التي اشعلها حكم الانقاذ وما ارتبط بها من عرس الشهيد، يعد من أكبر المخازي التي شهدها السودان في تاريخه الحديث، وكنت أتوقع من الباحث أن يدرجها ضمن المخازي الكبري لأن الانفصال حدث في زمن تشهد فيه كثير من دول العالم التحالفات والتجمعات للتكامل والتضامن والتعاون الإقتصادي والإجتماعي والسياسي والأمني.والجدير بالذكر أن أكثر المخازي المدمرة حدثت في عهد الإنقاذ الذي عمق الجهوية والقبلية واشعل الحروب باسم الدين ورفع شعار الشهادة بقتل إخوة لنا في الوطن الواحد، ما جعل الوحدة أمرًا مستحيلًا. ففي عهد الانقاذ انفصل جزء عزيز من الوطن وفرطت في سيادة البلاد التي يقيم فيها حاليا اكثر من عشرين ألف جندي أجنبي لحفظ السلام وهذا العدد اكبر من جنود الاستعمار البريطاني الذين غادروا البلاد عام 1956م . كما ارهقت أرواح مئات الالاف من أبنائنا في حرب دينية أزكى أوارها النظام باسم الدين والشهادة.
ثالثا: أشار الباحث إلى حادثة القائد المتنفذ الذي اخترق صفوف القيادة لدولة الخليفة عبد الله التعايشي، واطلق عليه اسم "البطل الخائن" موضحًا "أن تاريخنا )المزور( لم يشر إلى هذا الاختراق إطلاقًا، بل ولا يزال اسم هذا القيادي )الخائن( مسجلًا في قوائم أبطال الدولة المهدية رغم دوره الكارثي الذي أدى إلى هدم الدولة السودانية الوليدة". وقد كنت أتوقع من الباحث أن يكشف للقارئ اسم هذا "البطل الخائن" الذي سجلته الوثائق البريطانية.
رابعا: أكد الباحث على الحاجة الماسة إلى النظر بجرأة وتبصر في صحائف المسكوت عنه، وقدم "جرد حساب" لأحد أبناء الوطن المؤسسين وبالتحديد السيد "إسماعيل الأزهري" كنموذج للقيادات المؤسسة، وقارن إنجازاته في المسار الفكري والمبدئي النموذجي لإرساء حكم مستقر وتجربة سياسية ناضجة قادرة على قيادة البلاد مع إنجازات الأبناء المؤسسين في أمريكا والهند. وأرى أن المقارنة غير متكافئة وغيرموفقة لإنها لم تراع البعدين الزماني والمكاني، هذا بالإضافة إلى الفوارق الكبيرة في المستويات الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية بين السودان من جهة وبين تلك الدول من جهة اخري. أما في المسار المادي فقد قارن الباحث فترة الزعيم "إسماعيل الأزهري" بفترة حكم الجنرال "إبراهيم عبود"، ووصل الباحث إلى نتيجة غير منصفة لخصها في أن صحائف الأزهري ورفاقه من الأباء المؤسسين" ليس فيها سطر واحد يندرج تحت إنجازات التنمية". واري أن هذا الحكم غير عادل وفيه الكثير من التحامل علي الأباء المؤسسين الذين أسسوا مؤتمر الخريجين وقاوموا المستعمر حتي نال السودان استقلاله وشرعوا في بناء هياكل الدولة المدنية ،التي اوقف مسيرتها انقلاب الجنرال ابراهيم عبود بعد عامين فقط من استقلال البلاد. وعلى الرغم من قصر فترة الحكومات الحزبية إلا أنها أنجزت خلال فترة الخمسينات والستينات من القرن الماضي عددا من المشروعات، نذكر منها علي سبيل المثال لا الحصر: تطوير الصناعة والزراعة وربط المنتجات الزراعية بالصناعة التحويلية كمصانع النسيج والسكر والصابون والزيوت وغيرها. هذا بالإضافة إلى مشروع توظيف الشباب ( بند الشريف حسين الهندي للحد من البطالة) ودعم التعليم الحكومي والأهلي والمحافظة على نوعيته والتوسع في الخدمات الإجتماعية ضمن برامج المسؤولية الإجتماعية لمشروع الجزيرة وغيرها من المشروعات التنموية، واستقلال الجامعات واستقلال القضاء وفصل السلطات وتطوير النظام التشريعي وإطلاق الحريات. وخاصة حرية الصحافة وصيانة حقوق المرأة ومساواتها بالرجل وحقوق الإنسان التي كانت غائبة خلال حكم الجنرالات.وانتهج الأباء الأوائل سياسة خارجية متوازنة وكانوا من المؤسسين لمجموعة دول عدم الانحياز.ونذكر ايضا السياسة الخارجية الحكيمة التي نظمت مؤتمر اللآت الثلاث الذي انعقد في الخرطوم عقب نكسة 1967م والذي تم فيه الصلح بين المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية ،وكان يقود السياسة الخارجية باقتدار ومهنية عالية في تلك الفترة الاستاذ مبارك زروق المحامي والمهندس والمحامي والشاعر محمد احمد محجوب. فأين نحن الآن من تلك العلاقات الخارجية المتوازنة وشعارات العلاقات الخارجية الحالية التي تهتف بأن امريكا وروسيا قد دنا عذابهما. فضلا عن أن الزعيم الأزهري كان يحكم في ظل تعددية حزبية وليدة واجهت العديد من الصعوبات، وفي المقابل كانت حكومة الفريق عبود تدار بالمجلس المركزي تحت قيادة الحزب الواحد.
وأخيرًا تطرق الباحث في سبع صفحات فقط إلى كيفية تصحيح المسار المعوج لإنقاذ الأمة السودانية، وكنت أتوقع أن يأخذ هذا الفصل حيزًا كبيرًا من الكتاب؛ لأن تشخيص المشكلة السودانية واضح ومعروف ولكن ما نفتقده هو تحديد الطرق والوسائل لحل المعضلة السودانية التي استفحلت وأصبحت عصية عن الحل . كما كنت أتوقع من الباحث أن يوضح لنا كيفية تغيير "منهج التفكير" للعقلية السودانية التي أدمنت الفشل، وخاصة وسط السياسيين وأصحاب القرار والحكام والمسؤولين .

Post: #2
Title: Re: قراءة حول كتاب : كيف أضاعوا السودان
Author: محمد على طه الملك
Date: 02-07-2016, 11:15 PM
Parent: #1

سلامات أخي عثمان الحسن ..
للأسف لم أطلع بعد على السفر المذكور ..
وإن كان العنوان يذكرني بعنوان كتاب صدر عقب الانتفاضة لأستاذ جامعي إن لم تخني الذاكرة..
مشكور على هذه القراءة الفاحصة التي القت الضوء على الفقرات التي رأيتها تستحق الاضاءة.

Post: #3
Title: Re: قراءة حول كتاب : كيف أضاعوا السودان
Author: عثمان الحسن محمد نور
Date: 02-08-2016, 06:30 AM
Parent: #2

شكرا الاخ محمد علي طه الملك علي المداخلة الخاصة بمراجعة كتاب الاستاذ عثمان ميرغني الموسوم" كيف اضاعوا السودان" واري أن الكتاب جدير
بالقراءةز هل انت من اسرة الزبير حمد الملك لان اعرف عدد منهم وخاصة عبد الله طه الملك وهو زميل دراسة في مدرسة وادي سيدنا الثانوية وصديق
عزيز ولكن لم التقي به منذ فترة . ارجو ان تبلغه تحياتي ان كنت تعرفه

Post: #4
Title: Re: قراءة حول كتاب : كيف أضاعوا السودان
Author: محمد على طه الملك
Date: 02-09-2016, 00:18 AM
Parent: #3

مرحب بيك اخي عثمان ..
نعم العم عبد الله طه موجود بالولايات المتحدة وسوف ابلغه تحياتك ..
دم بالف عافية .

Post: #5
Title: Re: قراءة حول كتاب : كيف أضاعوا السودان
Author: بابكر قدور
Date: 02-10-2016, 11:54 AM

الأخ الأستتاذ/عثمان الحسن
لك الود والتحايا الطيبات
ولك الشكر الجزل على هذا العرض القيم للكتاب, وإن كنت أيضاً لم أطلع عليه
وربما تكون هناك بعض الصعوبات في الحصول على نسخة منه, وعلى أية حال
لو سقط الكتاب في يدي فسوف أقرأه وفقاً لما تفضلت به من تحليل. وهناك طلب
أكون شاكراً لك لو تفضلت بالاستجابة له وهو طرح تلخيص للجزء الأخير من
الكتاب الذي أشرت إلى أن الكاتب قد أبدى بعض الحلول لإنقاذ الوضع, لأنه في
اعتقادي يمثل الجزء الأهم من الكتاب خاصة كما تفضلت بالتعليق أن الشق الأول
الذي يمثل تشخيص الإخفاقات يكاد يكون معلوماً.
مع تحياتي وشكري لك ثانية.

Post: #6
Title: Re: قراءة حول كتاب : كيف أضاعوا السودان
Author: عثمان الحسن محمد نور
Date: 02-11-2016, 10:23 AM
Parent: #5

لك التحية الاخ بابكر قدور وشكرا علي المداخلة وسوف الخص لك ولفائدة القراء ما جاء في الجزء الاخير من كتاب الاستاذ عثمان ميرغني

Post: #7
Title: Re: قراءة حول كتاب : كيف أضاعوا السودان
Author: بابكر قدور
Date: 02-13-2016, 11:10 AM
Parent: #6

الأخ الأستاذ عثمان الحسن
لك الود الوتحايا الطيبات
ولك الشكر الجزل على الإستجابة وفي انتظار التلخيص ..
مع التحيات ....

Post: #8
Title: Re: قراءة حول كتاب : كيف أضاعوا السودان
Author: الامين عباس احمد
Date: 02-13-2016, 10:11 PM
Parent: #7

سلامات يا صاحب البوست

انا سوداني لا زلت ابحث عن اي اسهام مهما قل للزعيم الازهري فيما يخص التنمية ونهضة البلد ( علي الاقل مقالة )

كل الحديث عنه اجده لا يفيد البلد في شئ مثل ( طرقنا بابه وخرج الينا وفي يده المصحف الشريف ) او ان له شيك ارتد من البنك دليلا علي الامانة وهذا حق في حقه لكن لم يكن ميزة شخصية فقط بقدر ما كان هذا ضمن اخلاق عامة الشعب السوداني في ذاك الزمان وبدليل ان النميري المكجن الازهري كان ايضا في شخصه نزيها وعفيف اليد .... رحمهما الله

تحياتي

Post: #9
Title: Re: قراءة حول كتاب : كيف أضاعوا السودان
Author: عثمان الحسن محمد نور
Date: 02-15-2016, 11:00 AM
Parent: #7

الاخ بابكر قدور اسف لتأخير الرد لانشغالي ولكن أعددت الاضافة الي ما سبق ان كتبته حول كتاب : كيف اضاعوا السودان. وسوف اكتبها غدا باذن الله في سودانيز اون لاين

Post: #10
Title: Re: قراءة حول كتاب : كيف أضاعوا السودان
Author: عثمان الحسن محمد نور
Date: 02-21-2016, 07:11 AM
Parent: #7

لك التحية الاخ بابكر قدور ارسلت لك وؤية الكاتب الصحفي ومؤلف كتاب " كيف اضاعوا السودان ؟" حول الحلول
للمشكلة السودانية وانا في انتظار ملاحظاتك القيمة ورؤيتك الثاقبة