كنت ضيفا على الروائية السودانية المبدعة زينب بليل

09:47 AM Jan, 27 2016

سودانيز اون لاين
الأمين عبد الرحمن عيسى-قطر
مكتبتى
رابط مختصر

لأكثر من شهرين متتاليين قبل عودتي للسودان في إجازتي السنوية.. كنت أمضي جل نهاري وساعات طويلة من الليل برفقة شخصيات بديعة جميلة إبتكرتها الكاتبة السودانية المتميزة زينب بليل..
...
كنت مع البحر والحبيب و مريم التوم..
...
مع الصغيرة ياسمين..
...
أتمنى أن تكونوا قد اطلعتم على رائعة الروائية السودانية زينب بليل ( كش ملك ) ...

قرأت لها في البدء رواية الإختيار وقد كانت عملا إبداعيا شدني.. تذكرت حينها رواية ملكة الدار محمد عبدالله التي نشأنا معها في نفس الحي في القبة غرب بالأبيض.. غير أننا لم نعرفها إلا بعد نشر روايتها الشهيرة " الفراغ العريض ".
يوم أن طالعت الفراغ العريض أحسست أن الرواية حين تكتبها إمرأة فهي شيء آخر.. وقد طالعنا من قبل لأميلي برونتي وشارلوت برونتي وجين أوستن.. مارجريت ميتشيل... تلك الروايات الخالدة..
ثم أتين تلكم الروائيات السودانيات الرائعات ملكة الدار و بثينة خضر مكي و زينب بليل وأخريات و كتابات المرأة السودانية أيضا أمر آخر ..
زينب تشكل شخصياتها و تؤلفهم كما تربي أطفالها وأحفادها.. هم عجينة بين يدي فنان مثال.. يرى أشياء جميلة في البشر لا يراها الآخرون.. ويبثها في تلك الشخصيات..
البحر.. قذفت به الدنيا في أتون جحيم لا يحتمل. خرج منه وقد اكتوى بلهيبه.. إنتهى به المطاف رفيقا وحبيبا وأبا و جدا لحفيدته ياسمين .. و ياسمين تلك الرقيقة البريئة الواعية السمحة.. ياسمين شكلها جدها البحر حتى أنها لتقارب مستوى الكمال في كل شيء
ياسمين غير أنها حفيدة البحر لإبنته التي غادرت الحياة ليلة مولدها.. هي أيضا.. حفيدة وقيع الله..
ووقيع الله قصته تلك قصة عجيبة..
وقيع الله شكلت الحياة منه شخصا.. تحتار كيف تقيمه.. فهو الشاب النابه الذكي الوسيم الذي تتقاطر الفتيات حوله... غير أنه الذي تحمله أحقاده إلى أن يصير أسوأ الشخصيات التي يمكن الحكي عنها..

وتنتقل الرواية يحكي فصلا منها تحرك القطعة السوداء في رقعة الشطرنج.. ويحكي فصلا آخر تحرك القطعة البيضاء..
..
رواية كش ملك هي حبكة روائية لا شك ستشد كل من يطالعها وتمتعه وقد تملكني الإحساس أن العالم بأسره يجب أن يقرأها فعزمت على ترجمتها للغة الإنجليزية..غير أني لم أطلب الإذن من الأستاذة زينب بليل.. بل وجدت نفسي يوما ما دون أن أشعر أبدأ في ترجمتها..
ذاك ما جعلني لصيقا جدا بشخصياتها وما جعلني أحس بنفسي قرييا جدا من زينب بليل.. أظني أمضيت حوالي السبعين يوما.. مكبا على جهازي اللابتوب أجتهد لتنطلق أصابعي بحكي أحداث الرواية وحواراتها الممتعة الشيقة التي تعبر عن نفوس رقيقة طيبة مثالية أحيانا ومضطربة سيئة حينا آخر.. و هكذا كانت أشبة برقعة شطرنج..
...
يوم الجمعة قبل الماضي عدت إلى السودان .. برفقتى ترجمة كاملة لرواية كش ملك.. طبعتها و صممت لها غلافا.. على جهاز حاسوبي و ذهبت لدار الأستاذة زينب بليل أحمل لها هديتى المتواضعة..