تعالوا ننتصر لصوت العقل

07:47 AM Jan, 25 2016

سودانيز اون لاين
Abdalla Hussein-
مكتبتى
رابط مختصر

منذ ان بدأت بزيارة منبر سودانيز اون لاين لفت نظري انه بالفعل مختلف
, فبينما كانت جل المواقع توفر واجهة للاطلاع فقط الا ان الامر هنا اكثر
تفاعلية من خلال امكانية الكتابة الحقيقية والنشر كما لو كنت في صحيفة
ورقية يقرأها الناس وليس اقل من الصحف الورقية حيث ان هذا الموقع له
صيت وجمهور على ضفتي المحيطين واكثر بل بلغ الامر ان صار
الانضمام الية حلما يستلزم الحصول على الدعم قبل البشارة بالقبول ....
ما ارمى اليه هو ان هذا المنبر يعتبر نعمة وهو كذلك فرصة سانحة ومجانية
للكتابة والنشر بحيث يمكن للمرء أن يحدث فرقا , ونحن كسودانيين نعيش
ما نعيش ونعانى ما نعانى ليس كسابق عهدنا بالعيش ولا كسابق عهدنا
بالمعاناة فأمرنا جلل والمطلوب بالجد ليس بالأمر الهين.
ما رايته في المنبر هو التباين الكبير بين الناس فكرا وذوقا , علما وادبا ,عرقا
ودينا وهذا الاختلاف هو لوحة من واقعنا السوداني ,والذين يعيشون في بلاد العم
سام هم اعلم بقيمة هذا التباين بل والاختلاف المولد للحيوية والتجدد في
كل شيء اذ ان التنوع هو ما يجعل الحياة تستمر ولكن للبعض منا مشكلة في
القبول بالآخر ويتسلون باكتناز كل ما هو سلبى تجاه الآخر المختلف عنهم
وهذا ما يفاقم بنظري مشاكلنا ويؤخر التعافي الذى ننتظره بفارغ الصبر كما
ينتظره الملايين من الغلابة في ارض الوطن .
كيف يمكن ان يساهم هذا المنبر في اظهار الاحترام لاختلافاتنا و خدمة ودعم
النظرة الايجابية لتنوعنا واستثمار اختلافاتنا المتنوعة في احداث الحيوية في
حياتنا السياسية والاجتماعية بدلا من الاستمرار في التناحر الاسفيرى الذى
طال واستطال حتى اصبح المتنقل بين ردود القراء لبعض الموضوعات
المطروحة مدعاة للإحباط وامتلاء النفس بالحسرة على الدرك الذى وصلنا اليه ..
هل يمكن ان نصلح ما افسد الدهر بيننا وان كان في هذا الاطار الاسفيرى
الضيق ؟؟؟ كيف نعبر من مرحلة التناطح والعنف اللفظي المتفشي الى
مرحلة النقاش الموضوعي وان لم يفضى الى اتفاق ما ؟؟؟؟ وكيف نسيطر
على طوفان الغثاء المنتشر على المنبر ونحجمه ان لم نلغه حتى ننعم ببيئة
راقية تسمو بفكرنا فنخرج من المنبر بعقول اكثر انفتاحا بدلا من الخروج
ونحن في غمة من امرنا ؟.
أخواني وأخواتي ان كنت قد طرحت شيئا ايجابيا فأرجو ان تردون على وان
نتساعد لتحقيق بعض ما اطمح اليه ولا اشك في اننا جميعا نطمح الى الرقى
والسمو والتفوق على انفسنا .
ولكم جميعا منى الود

هل من مجيب ؟

Quote: هل من مجيب ؟

نعم ...
أهلاً و سهلاً بيك أخونا عبدالله
و الله كلامك جميل و عين العقل
معاك نتمنى أن يتفاعل الإخوة و الأخوات في نقاش يؤدي إلى الخروج بروؤيا واضحة تجعل المنبر يساهم في حلحلة مشاكل السودان و السودانيين...

تحياتي و إحترامي

تحياتي عبدالله
المنبر اسمه سودانيز اونلاين, واسمه يعبر عنه فعلا لا مجازا
السودانيين اليوم حوارهم صار بالرصاص و الدم عوضا عن الكلمة و القلم دي حقيقة
من يختلف معك خائن وعميل ولو كان بالأمس حبيبك واخيك
المنبر يعبر عن الواقع كما هو لا أكثر
فلن يستقيم الظل و العود عوجته في محلها

ومرة اخرى

مازال منبرنا يعج بدعوات الفرقة ونبرة الكراهية

معا لمحاصرة كل ما هو سالب

معا للتعاهد على عدم الرد بالمثل

معا من اجل الموضوعية ومقابلة الحجة بالحجة والا فالصمت خير

اليأس المتطاول فينا وسؤ الاحوال هما السبب والليل وان طال أليس الصبح بقريب ؟

لنجعل التزامنا بالمساهمة الايجابية ولو بكلمة واحدة

كيف يمكن ان نجعل مانكتب مساهمة فى احداث التغيير الى الافضل ؟

معا للتسامى فوق الجراح ومعا من اجل روح التسامح

العنف يتفاقم داخل المنبر وينتقل النقاش الى مزيد من الانحدار فى درك العصبية والسوقية

معا لنرتقى فكرا وممارسة

قولوا نعم للنقاش البناء ومقارعة الحجة بالحجة

منقول من جريدة الشرق الاوسط العدد 12603 بتاريخ 31 مايو 2013 * للكاتب محمد النغيمش ,كاتب متخصص في الإدارة

وصفة النقاش البناء في هارفارد

اشتهرت جامعة هارفارد منذ عقود بأنها تدير أحد أشهر البرامج في العالم التي تدرب القياديين على أصول النقاش والتفاوض. وقد كان خلف هذا المشروع الكبير مؤسسه الدكتور روجر فيشر صاحب الكتاب الشهير «Getting to Yes» الذي وضع فيه مع زميله المحاضر في الجامعة نفسها خمسة محاور رئيسة يمكن أن تقود أي نقاش معقد أو بسيط إلى نتيجة مرضية للطرفين.

وقد استخدمت بنجاح هذه المحاور الخمسة، المدعمة بالدراسات العلمية، في مفاوضات السلام بمنتجع كامب ديفيد 1978، وفي مفاوضات تحرير الرهائن الأميركيين في سفارة بلادهم في طهران إبان الثورة الإيرانية، واستخدمت كما أخبرنا الرئيس الأكوادوري في مفاوضات بلاده وفي غيرها بجنوب أميركا، وذلك حينما كان يحاضر لنا قبل أيام مع مجموعة من زملائه في جامعة هارفارد ضمن برنامج تدريبي مكثف عن فنون التفاوض والإقناع.

وهذه المحاور الخمسة أو ما يسمى «principled negotiation» تنطلق من منطلق رئيس، وهو أن كثيرا من الناس ينقسمون حينما يريدون النقاش أو التفاوض مع آخرين؛ فبعضهم يكون قاسيا على الناس وينسى التركيز على المشكلة، والعكس صحيح، في حين أن النقاش البناء يجب أن يكون فيه صاحبه لينا على الناس وقويا على المشكلة. وهو ما يذكرني بالمقولة الشهيرة: «لا تكن لَيِّنا فتعصر، ولا صلبا فتكسر».

وهذا المنطلق يأخذنا إلى أول محور من محاور النقاش البناء، وهي ضرورة «التفريق بين الأشخاص والمشكلة»، ولا نذيع سرا إن قلنا إن كثيرا من مشكلاتنا في الوطن العربي على جميع الأصعدة تكمن في أننا لا نفرق بينهما، بل صرنا نسأل من قائل المعلومة قبل أن نعلق عليها وإن كانت تحمل معاني عميقة ومفيدة!

والمحور الثاني يدعو إلى «التركيز على دائرة الاهتمامات المشتركة، وليس موقفنا الحالي من المشكلة»our position. إذ تبين، حسب د. روجر فيشر، أنه كلما استمات الإنسان في الدفاع عن أمر هو في الأصل ليس من صلب القضية، تحول هذا الأمر تلقائيا ومن دون أن نشعر إلى أمر أساسي نتشبث به ويمكن أن «يفركش» الحوار أو الاتفاق؛ كما يقول الإخوة المصريون. وهذا ما حدث في القمة العربية الشهيرة عام 1990 حينما تداعت الدول لتحديد موقفها من احتلال العراق لبلدي الكويت، فانقسم المشاركون وارتفعت الشتائم والملاسنات، ثم انفضت القمة من دون الاتفاق على شيء، والسبب إصرار البعض على عدم تقديم حل عربي ورفض تدخل أجنبي، مما اضطر بعض البلدان للاستعانة بالأجانب لتحرير دولة عربية من احتلال أقدمت عليه جارتها العربية!

أما المحور الثالث، فهي ضرورة «ابتكار حلول للاستفادة المشتركة بين الطرفين»، وهذا ما يلين الطرف الآخر ويجعله أدعى لقبول حلنا أو رأينا المُرضي للجانبين. ويدعو المحور الرابع إلى أهمية «الإصرار على استخدام معايير موضوعية».. ولا يختلف عاقلان على أن الموضوعية في المعايير تحفظ ماء وجه الطرفين، فلا يعود الأمر عرضة للمزاجية.

أما المحور الخامس، فهو ما اشتهر باسم «BATNA» وهي اختصارات الحروف الأولى لجملة: «أفضل بديل لما يتم الاتفاق عليه»، بمعنى آخر، لا بد أن تكون بدائلنا حاضرة في أذهاننا أثناء النقاش. على سبيل المثال، لا يعقل أن يدخل الفرد مقابلة وظيفية أو متجرا وليس لديه هامش حدود الراتب والامتيازات أو سعر المنتج المقدم في السوق، حتى يمكن أن يحدد موقفه من النقاش، ويعلم ما الحد الأدنى الذي لا يمكن أن يقبل به. و«الباتنا» مهمة لأنها ترسم أمام ناظري صاحبها حدود خياراته، لا سيما حينما يكون محاوره في وضع أقوى منه، فينسحب مثلا إذا تشبث محاوره أو مفاوضه بالحد الأدنى الذي لا يستطيع أن يقبل به.

والنقاش عموما يعد مسألة صعبة ومعقدة لا تكفيها وصفة قصيرة في مقال، لكنني أنصح كل مهتم بقراءة الكتاب الرائع «Getting to Yes» الذي يقدم لرجال الأعمال والدبلوماسيين والإعلاميين والسياسيين وعامة الناس ممن يتطلعون إلى نقاش وتفاوض بناء يؤثر في محاوريهم ويكسبهم في الوقت ذاته.