لن اعود السودان لن اعود الى وطن لم احس به يوماً

02:25 AM Jan, 20 2016

سودانيز اون لاين
Dahab Telbo-
مكتبتى
رابط مختصر

ربما يُقرأ هذا البوست بدهشة صادمة ان لم يُقرأ مصحوباً ببوست اخر للزميل خالد المبارك
يسخر فيه من هجرة السودانيين الى ارض الله العادلة ويستخف بهم وهو لعمري امر مخجل
جدا اذ ان صاحبه كما يقول المثل الشعبي (بقول بت السلطان عزبة في فاشرو)

ليس الامر شخصي وانما هو حال كل الشعب الهارب من اتون ظلم حكومة الاسلاميين
الى (المنافي الاكثر استحالة*) فكيف لرجل هرب من بلد فيها كل شيء يسير عكس دورة
الانسانية بما فيها الانسان نفسه ان يعود اليها والحال ماشي مايل يوميا ؟



تلبو

_____________________________
*التعبير للاستاذ ابوعسل احمد السيد وهو عنوان لرواية

الذي يتحدث عن الحسرة من تهجير السودانيين عن اوطانهم بمعزل عن السبب الرئيس بل
يدعم تواجد ذلك السبب لو إما ان يكون مستمتع لما يحدث او أنه يرى في الابتزاز نصراً

وفي كلا الحالتين الامر لا يعدو كونه انفصام في الشخصية وتناقض صارخ لما يحسه ضحايا
المصلحة غالبا ولكن الامر الاهم هو سؤال مخرج جدا ولكني سأسأله

ماذأ سيحدث اذا ما حدث ما يصبو له الذين يرون في هروب المواطنيين
عن اوطانهم نصرا او افساحا للمجال لكي يتسنى لمن يعتقدون انهم اكثر احقية للعيش فيها ؟
سنجيب على السؤال في نهاية المداخلة


الزييييت

شيئ مؤسف جدا ان يصبح بلد بكامل الاهلية الى اطلال وروابي محروقة وبعض جيف
الامر مخذي جدا ليس للذين يفعلون ذلك دون تورع او خوف من عقاب الهي وحسب وانما لكل
الذين جعلتهم الاقدار اهل لتلك الفيافي حتى اولئك الذين تمكنوا من الهروب (غير السعيد) .

قد يرى بعض من الذين لازال يعشش في رؤسهم الوهم القديم بان المشكلة تكمن
في اعتقاد مجتمعي به يتحقق الرخاء وتعود الارض فاضلة كما الجنان العلوية !


هؤلاء غالبا ما يعيشون غيبوبة اودعتهم عوالم نرجسية وأماني صعبة المنال او مستحيلة
ولكن كل ذلك محض هروب مغلف بالعاطفة لأن الامر لم (ولن !) يكن يوما بعيدا عن الغباء
نعم الغباء والغباء فقط ! ذلك عندما يمد المرأ يد فكره الى غير بعيد عن ارنبة انفه ليرى
الاشياء ولاسيما ان كانت تلك الاشياء تخص بلد برحابة الوطن اليباب !


جميعنا يدرك جيدا ان المشكل السوداني الحقيقي لمّا يُناقش بعد على الرغم من الموائد
(المستديرة منها والمربعة والمستطيلة) الالفية التي اقيمت خصيصا له
وهنا ينبثق سؤال

هل السودانيون لا يعرفون مشكلة وطنهم؟

الجواب بسيط جدا هو بـ(لا )، يعرفونها جيدا ويعلمون طرائق حلها (ذي جوع بطنهم )
ولكنهم يضللون انفسهم لأشياء أخرى يرونها خاصة جدا لذلك يدخرونها ابدا لأجل جلساتهم الخاصة



الجواب

النار تأكل بعضها ان لم تجد ما تأكله

تلبو

تحيه ومتابعه ياتلبو .. عسى ولعل ان يقودنى حرفك الصادق الى نا\هاية النفق حيث الضوء والحياة المرتقبه

وهنا نصل الى امر ربما يكون هم شاغل لكل الذين يبحثون عن وطن افضل
وهو الاحساس بالانتماء للوطن وهو للأسف الشيء الذي يفتقده معظم السودانيون
(ان لم يكونوا كلهم) وارى اساس ذلك ليس لعمالة او نقص في التركيبة النفسية
للشخص السوداني وانما لسوء إدارة الوطن وسوء تنشئة الكائن السوداني ((وهنا لا اقصد اخلاقيا)) وكثرة (الحاجات) المتغلغة في جوفه
وماخدة حيز اكبر من حقها واحيانا كثيرة قاعدة في (حتات) ما حقتها اساسا الحاجات دي شِني؟

ياخ حاجات كتيرة خالص ومتشعبة بطريقة اخطبوطية فقط لتشويه الزول ممكن ناخد منها الحاجة الشايعة كمثال

نحن مما قمنا بنعرف انو الزول عادي ممكن يسب للبلد ( غلط وعيب ) لكن ما ممكن تسب الدين او زول
من الناس المقدسين في البلد ذي العمدة مثلا !

نجي نقعد نفكفك الكلام دا براحة وقبل مانقعد خلينا نقول حاجة ونأمن عليها
المثال مثار (القعدة) دا ليس له اغراض اخرى او دلالات او تبريرات تانية .

الأساءة لأي شيء حاجة ما حميدة حتى لو شيئ ليس له وجود فعلي دا اول هام .
الدين والبلد ما حاجتين متقابلات ولا في ندية بيناتن لأن الثاني وعاء للأول
لذلك ماف اي تنافس بيناتن ودا تاني شي
بعداك نجي لمسألة انعدام الوطنية في المثال
اي زول بِعلم اولادوا انو الاساءة للدين كفر ومخرجة من الملة (ولاسيما لو كان الدين الاسلامي)وده شيء احسن منو الموت
وبنسى او بتناسى تعليمهم انو الاساءة للوطن لا تقل ذنب عن الاساءة للدين وحتى لو مات الزول لو ماعندو وطن مابلقى حتة
يتدفن فيها ودة بولد داخلهم استهوان بقيمة هي المفروض تكون الاكثر عظمة داخل نفوسهم .

دا المقصود من المثال وربما تكون هناك عوامل كثيرة اثرت ولا زالت تؤثر على الوجدان المشترك داخل الشعب
السوداني مثل التعصب العشائري وهو اكثر فداحة من التعصب الديني الضربنا بي المثال الفوق دا .

الاهم او الزيييت في الامر هو السؤال دا
ماذا لو وجد السوداني المهاجر الاحساس بالوطن الجديد يتغلغل داخل نفوس ابنائه؟
هل يحرمهم ذلك الشعور الذي يجعلهم اناس كاملي الاهلية متصالحين مع ذواتهم محبين لأوطانهم ؟
فقط لأن هناك وطن مهزوم (يأمل في انتصاره) يجب عليهم ان يكنوا له حب فشل هو في ان يجده؟

مرّاقة
الاحساس بالانتماء للأرض وهو المسمى بالوطنية لا يأتي سُدا او يتعلمه الزول من بين طيات الكتب وإنما يأتي عندما تكون أمة تلك الارض متماسكة
وقوية ومتحابة اوبصيغة تانية عندما تكون الدنيا ظابطة بيناتهم لذلك اتعجب للذين يتحسرون على الفارين
ويساهمون في تهجير المدنيين واهل القرى عبر المدافع وبراميل الانتنوف

كسرة لناس الحسرة

الجفلن خلوهن اقرعوا الواقفات



تلبو

-------------
التعديل لتقوييم رسم الكلمات

الزول السمح والوطني الغيور

استاذي ملهم كردفان سلام ومودة تغشاك في منفاك العنيد

شكرا للأطلال ومرحب بيك في هذا البوست المخستك

اصلا البوست تبديد لليالي الشتاء الكؤودة دي
وطرد جنادب اللليل الثرثارة


كن بخير


مودتي
تلبو

اها نجي تاني لمسألة الفرار والحاجات التانية الخلت السودان (تاني الطيش وبسير مع الناس الطيش دائما)
وفي القصة ريحة الصومال والامر المحير ياخ اي زول تقول لي السوداني هبب البلوة الفلانية في تصنيف ما
للدول يقول ليك بفرح (اها والصومال عملت شنو!) ما علينا

ياخ في حقيقة الناس بتتخبى منها وهي

الوطن القاعدين فيهو مما قمنا دا غير انو بنقرا لي نشيد العلم كل صباح ما عندنا لي الحبة

والموضوع مُش عشان الانقاذ وبس لا الموضوع اخطر من الاسلاميين بكتير لأنو ياخ الاحساس
بالوطنية اصلا كان مدربك مما تركونا الجماعة الطيبيين ديلك (الله يطراهم بالخير)
واعتمد الرعيل الاول من متعلمينا في دراسة تاريخ الوطن على احاجي العجايز والاساطير
الشعبية فتوارثنا الغبينة ولكن بحصافة تحمد للذين اغتصبوا السودان قبل عصابة الانقاذ
التي انبطق فيها حزر المثل الشعبي المنسوب لداهية سنار
الشيخ فرح ود تكتوك


الفشة غبينتو خرب مدينتو

وقد صدق اصحاب الظعاين عندما ضربوا مثل بليغ تاني

المحرش بداوس ابو

فأنطبقت في السيد بشة العامل بمثل من فصيح بلاد النيل ايضا

البتبلبل بعوم

فعام في الدم وتاني جاتوا قصة اوكامبو فسلك درب مثل جديد من نجر بني سودان

جافلة ورفعوا ليها فروة

لكن المؤسف جدا انو ياخ الكائن السوداني البسيط لا يشعر مطلقا بالاسف إزاء ما يحدث لأخيه الكائن السوداني المنكوب فهل
الموضوع دا نتيجة لخلل في التركيبة ام ان وراء الموضوع تغييب ديني ؟

عموما تغبيش الوعي ممنهج بطريقة دقيقة جدا في السودان والاسلاميين عموما مموعين مهرة للوعي لذلك كملوا فهم الامثال السودانية ذاتها
فجادت ليهم بأخر ما في السحّارة من كَلِم


كان غلبك سدها وسع قدها





تلبو

الباب متاكى للعايز يُخش


الى ان اعود

دمتم

تلبو

... حتى عندما كانت العملات العالمية تبرك أمام العملة السودانية آنذاك،
في كل زمان يتخذ عدد من الناس نفس قرارك،
بعضهم وجد حياة أفضل (حسب تطلعاته) في دولة المهجر ،
بعضهم خرج هاربا من النظام لسبب ما،
بعضهم ذهب دارسا ولم يعد إلا للزيارة ، وبعد أن أخذ جنسية ذلك البلد..
و كثير منهم يتخذون مثل قرارك فقط من باب (البغبغة)..
راجعين إن شاء الله ...

الاديب الشفيف / دهب تلبو ..

لك تحية ود وإعزاز ..

Quote: الجواب بسيط جدا هو بـ(لا )، يعرفونها جيدا ويعلمون طرائق حلها (ذي جوع بطنهم ) ولكنهم يضللون انفسهم لأشياء أخرى يرونها خاصة جدا لذلك يدخرونها ابدا لأجل جلساتهم الخاصة

Quote: لكن المؤسف جدا انو ياخ الكائن السوداني البسيط لا يشعر مطلقا بالاسف إزاء ما يحدث لأخيه الكائن السوداني المنكوب فهل الموضوع دا نتيجة لخلل في التركيبة ام ان وراء الموضوع تغييب ديني ؟

القول ماقلته يا تلبو ... صادق ومؤلما لحد القسوة ، صادما لمن افنو سنين العمر لانتاج جيلا خارج الوطن وهم يحسبون انهم احسنوعملا
جيلا لايمت الى الوطن الا كمحطة لدراسة الجامعة والمخارجة فى اقصر زمنا ممكن ، جيلا لم يكن فى الامكان تلقينه حب الوطن بالانتساب
فمضى الى جامعته ولم يرى الا الفارغ من الكوب .
فى الخليج وحده ملاين من الشباب فى نفس سنك تخرجو وشاهدوا فى جامعاتهم وبلادهم ما يجعلهم لايفكرون مطلقا فى العوده اليه
وهذه مساهمة منا نحن فى توسيع المشكل السودانى لان هؤلاء لاسبيل الى قرعهم فالوجدان خاليا والمشكله تخص اباءهم
و لاننا لم نعتاد مثل كلامك المفتوح على احتمال واحد وهو ان مشكله البلد من صناعتنا سواء ساستنا او من تربيتنا وعاداتتنا
وتقاليد لم نتبين خطورتها فى بناء وطن قومى عادل ورغم المثل (سمح غسل الماعون لين ) فشلنا ان نوظف هذا المثال
فى بناء احاسيسا وفطره تنتج وطن يسع الجميع ،
نتائج خيبتنا واضحة امامنا لانختلف فيها وطن مهزوم وممزق والمزيد على الطريق وحالنا نفس الحال
فالعقول لم تغسل لينه ولن تنفع فيها اى ليفة سلك ..

الزول الواضح جدا قُصي سلام ومودة

كان قديمة نضربها جير ونقشر بيها ذي حِيطتا في العيد

كلامك ياخ كلو عدل وطرحك جميل رغم أني ما بعتقد ان الامر
خيار للهاربين بقدر ما هو واقع واليم كمان لان الوطن زاتو متألم
لكن في كلا الحالتين الضحية هو الهارب لأنو معبأ حد الانفجار بحنين في مكان خاطئ
لن يجد له فرصة ليفرغه حتى لو جاهد ان يتكيف مع منفاه وقي ذلك يمكن ان انجر بيت شعر

لعمرك ما غرد طائر من تحت قفص
ولكن بعض المساجين ينوح

ياخ انا سعيد بمداخلتك شديد

حاجة بالجنبة

كُل الحنان ساي وما تخشى الاستيكة خصوصا هنا لأنو انا استيعاب أكلتها
متحفيا بمذاق الشتائم الجديدة

تلبو

حبيبنا سُمعة مرحب بيك ياجميل
شكرًا لمداخلتك وإثرائك للبوست



مودتي
تلبو

الجميل استاذي عمر دهب مرحب بيك


ياخ مشكور على إثراء البوست برؤاك النيرة
ما يدور في الوطن من فوضى
طويلة الامد او تكاد تكون سمردية لن تنتهي طالما ان الجميع يظن ان الامر
لايخضه وعلى ذكر ذلك مايدور الان في اروقة المتحاورون في الخرطوم من
من تناحر حول فتات المخصصات وحرصهم على (العضة) اكثر من الوطن
وبهذه الطريقة أديرت كل الجلسات الوطنية الكثرة التي مرت منذ ان غادرنا اولاد جون

كان الله في عون الوطن وماتبقى من شعب

مودتي وسعدت لمرورك


تلبو