الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في الأرضِ// أبوشوك

الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في الأرضِ// أبوشوك


07-18-2015, 06:41 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=490&msg=1451066317&rn=0


Post: #1
Title: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في الأرضِ// أبوشوك
Author: munswor almophtah
Date: 07-18-2015, 06:41 PM

05:41 PM Jul, 18 2015
سودانيز اون لاين
munswor almophtah-
مكتبتى فى سودانيزاونلاين




الأستاذ الطيب محمد الطيب
يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في الأرضِ بما ينفعُ الناسَ

أحمد إبراهيم أبوشوك

مضت سبع سنوات عجاف من عمر الألفية الثالثة، وكان حصادها خصماً على قائمة الأدباء والمبدعين في بلادي، إذ فقدَ السودان خلالها ثلة خيِّرة من سدنة تراثه الشعبي، أسهمت في جمع مفرداته، وتوثيقها، وعرضها على الأهلين مقروءةً ومسموعةً ومرئيةً. من أولئك النفر الخيِّر البروفيسور عبد الله الطيب المجذوب الذي رحل عنا في التاسع عشر من يونيو 2003م، والبروفيسور محمد إبراهيم أبوسليم الذي غيبه الردى في السابع من فبراير 2004م، والشاعر عمر الحسين محمد خير الذي مات كما مات الجاحظ وسط كتبه وأوراقه ومراجعه في الفاتح من يونيو 2005م، والعلامة البروفيسور عون الشريف قاسم الذي شد عصا الترحال إلى دار الخلود في العشرين من يناير 2006م.
وقبل أن تندمل جراحات الأدب الشعبي المكلوم وتكفكف دموع صوره الشعبية، ها نحن نودع الأستاذ الطيب محمد الطيب الذي كان هودجاً جامعاً لتراث الحضر والريف، وواسطة عقد بين الذين احترفوا دراسة التراث الشعبي صنعةً وبين أولئك الذين كانوا يروونه سليقة. لقد حدثت وفاته في السادس من فبراير 2007م، أي في موسم حصاد الفول بقرية "أم غدي وزمان الهرج" في السودان كما يرى صديقه الدكتور عبد الله علي إبراهيم، حيث "أن العُصب المسلحة ظلت تأخذ بخناق الوطن، وأن الشركاء متماسكون الحِززّ في جوبا، أو مدلون بدلوهم بزخات الرصاص في أركان النقاش الجامعية، ورائحة السحت تزكم الأنوف وتكسر خاطر الناس." وفي هذا الزمن البخس توفي الأستاذ الطيب محمد الطيب، وكان الدكتور عبد الله علي إبراهيم يخشى أن يتحول رثاؤه إلى هامش في صراع السلطة بين الإنقاذ وخصومها، ولكن بفضل تقريضه وتقريض الأوفياء من أمثاله - وأذكر منهم مرتضى الغالي، ومنصور عبد الله المفتاح، وبكري الصائغ، والكيِّك، ورباح الصادق المهدي، وكمال الجزولي، وعصمت العالم، وحيدر المكاشفي، ومحمد محمد خير، ومحمد سعيد محمد الحسن، والقائمة تطول- تحول مأتم الأستاذ الطيب محمد الطيب وليالي عزائه في السودان وعبر الأثير إلى ساحة إطراء أدبي يتبارى فيها الذين عرفوه عن كثب، وأوفوا الكيل والميزان في سرد محاسنه، وأولئك الذين أعجبوا بأسهامه التراثي السابل، وأرادوا أن يسجلوا له كلمة عرفان تثمِّن عطاءه الماكث في الإرض بما ينفع الناس.

الطيب ورحلة الكسب والعطاء:
وُلِدَ الطيب في أسرة كان ديدنها الترحال في طلب العلم، حيث هاجر أصولها قديماً إلى قرية نوري بريفي مروي، تلك القرية التي كانت تعج بخلاوى القرآن وارتال طلاب العلم، واستقروا بها فترةً من الزمن، امتدت إلى ميلاد الجد الثاني للطيب، الفكي أحمد أبو القاسم من أم شايقية، وبعدها عادت الأسرة إلى وطنها الأم بالمقرن ريفي الدامر، حيث تزوج محمد الطيب حفيد الفكي أحمد أبو القاسم من حبوبة بنت علي محمد شبر من العكد الكبوشاب، وأنجب منها الطيب عام 1934م، وبعد ميلاد الطيب تواتر عقائق أخوته الصغار ذكوراً وإناثاً إلى أن بلغت ثلاث عشرة عقيقةً.
بدأ الصبي الطيب حياته العلمية بخلوة المقرن حيث حَفِظ القرآن، وبعدها درس الكُتَّاب والوسطى في مدينة أتبرا (عطبرة)، إلا أن هذا القسط المتواضع من التعليم المدني لم يشجعه على ولوج حياة الأفندية في كنف الدولة وراتبها المحدود، بل جعله يؤثر العمل الحر تشاشاً (تاجراً) في سوق الدامر، وأحياناً مندوباً لأهل المقرن في مجلس ريفي شندي. وفي بيئة الدامر التي كانت حافلةً بتراث أهل السودان وتواصل البدو والحضر تفتقت قريحته على سماع المأثورات التراثية التي كانت تُروى سليقةً، ويتفنن الرواة في رسم صورها الجمالية حول نفرٍ من أعلام الفروسية أمثال عنترة بن شداد، وأبو زيد الهلالي، وطه الضرير، والطيب ود ضحوية، ويبالغون في سرد كرامات مشايخ الصوفية والأولياء الصالحين مدحاً وإنشاداً في حولية الشيخ المجذوب والمحافل المماثلة لها. في وسط هذا الزخم التراثي الزاخر بمآثر أهل السودان كان يتوهج نجم السيّدة فاطمة بنت فاطمة جدة الطيب من جهة أبيه، ويقول الطيب عنها: إنها كانت امرأة لها شخصيتها المميزة بين نساء قريتها، لأنه يُقال إن أهل أمها فقراء "يروبون الماء"، ومن ثم أضحت لها مكانةً اجتماعيةً كبيرةً وسط أهل المقرن وزوارهم، وكانت مسموعة الكلمة، نافذة الإشارة على الكبار والصغار. كان الناس يتحلَّقون حولها كل أمسية لسماع الأحاجي والقصص والحكايات المشوقة التي كانت ترويها بأسلوب درامي جذَّاب.
في ذات النسق يوثق الطيب لمشاهد خاصة كان لها وقعها في نفسه وهو حاضر حضوراً مادياً ومعنوياً في حلقة جدته فاطمة بنت فاطمة، إذ يقول: "لا أنسى المواقف التي كانت تتطلب أن يؤدي البطل فيها مقطعاً غنائياً، كانت تتمهل وتتهدج في ترديد وترجيع الأغنية بصوتها الرنان، ومن ضمن حكايتها لنا قصة الشيخ فرح، وود أب زهانة، وكنا نحسب أن الشيخ مثل الغول، والسعلوة، والدكع، وفاطمة، والقصب الأحمر." (الشيخ فرح ود تكتوك حلال المشبوك، ص 19). وجميع هذه المصطلحات تصب في معين القصص الشعبية المعروفة في وسط السودان، والتي تُصنَّف ضمن قائمة الأحاجي السودانية التي وثق لها البروفيسور عبد الله الطيب طيَّب الله ثراه.
بفضل هذا الحضور التراثي في دامر المجذوب توطَّنت نفس الطيب محمد الطيب على حب الفلكلور، الذي دفعه إلى تطليق أشغاله الحرة ونذر نفسه وجهده وماله لجمع الأدب الشعبي. وفي هذا يقول الدكتور عبد الله علي إبراهيم: "وفجأة ظهر بيننا الطيب قاطع حبلو من الدامر ... لا أذكر أننا سألناه عن مسيرته التعليمية، ولست متأكداً إلى يوم المسلمين هذا كم استحصل الطيب من علم المدارس، وكان واضحاً أنه رجل نير ولكنه صفر اليدين من الشهادات... ولم يترك لنا الطيب باباً لمثل هذا السؤال فقد أخذنا مناً بمحفوظاته من التراث وبأدائه بصوت طربنا له، وسعى يوسف في أروقة الجامعة يطلب له وظيفةً لم تخطر على بال بيروقراطي، وهي وظيفة جامع فلكلور بأجر مُجمّد قيمته خمسون جنيهاً، وكان مرتب أي منا لا يتجاوز الستين. وقبلت به الجامعة، ووفرت له الشعبة عربة جيب 5خ 8731، ومسجلاً ألمانياً ماركة قرندوق، وسائقاً دنقلاوياً أنيساً هو السيّد حسن خير الله، ودفتر بنـزين صالح لملىء تنك العربة [أي خزان الوقود] أو شراء صفائح الوقود من أي طرف في السودان."
هنا حزمةٌ من الأسئلة تطرح نفسها: مَنْ هم أولئك النفر الكريم الذين تحدث الأخ عبد الله علي إبراهيم عنهم بأريحية وتواضع جم؟ وما هي الشعبة التي جمعتهم بين ظهرانيها، وأهلَّتهم ليحترفوا صنعة التراث الشعبي وينعموا بصحبة الطيب محمد الطيب؟ الشعبة التي رمز الدكتور عبدالله إليها هي شعبة أبحاث السودان التي كانت قلباً نابضاً في كلية الآداب جامعة الخرطوم آنذاك. لقد أُسست شعبة أبحاث السودان عام 1964م، وكان هدفها الأساس جمع التراث السوداني وتوثيقه ودراسته، وخلف البروفيسور يوسف فضل حسن الدكتور ج.ن. ساندرسون على رئاسة هذه الشعبة الناشئة، وظل يشرف على أمر تطويرها حقبةً من الزمن، حيث جلب إليها نفراً من طلاب التراث السوداني، بعد أن طوَّع لهم شروط التعيين الوظيفي بجامعة الخرطوم، معطياً الأولية للكفاءة المهنية والاستعداد الفلكلوري. وفي هذا يقول الدكتور عبد الله علي إبراهيم: "لم أكن أنا مثلاً ممن تنطبق عليهم شروط التعيين أكاديمياً بالجامعة. ولم يخطر ليوسف فضل تعييني خلال تلقي العلم على يديه في معادل درجة الشرف في تاريخ، ولكنه سمعني يوماً أتحدث عن الفلكلور بإذاعة أم درمان وسرعان ما عرض عليَّ أن انضم لشعبة أبحاث السودان... ومن جهة أخرى كان سيد حُريز في طريقه ليصبح محاضراً بشعبة الإنجليزي بالجامعة حتى قرأ يوسف رسالته عن طقوس الحياة والموت في السودان فالتمس من الجامعة تحويله إلى شعبة أبحاث السودان. وكذلك الحال مع أحمد عبد الرحيم الذي بدأ بالفلسفة، ثم كتب عن فلسفة الأخلاق عند النوبة النيمانق بالدلنج، فلم تتأخر عنه حفاوة يوسف." فالبروفيسور يوسف فضل حسن والبروفيسور سيد حامد حُرير والبروفيسور أحمد عبد الرحيم نصر والدكتور مصطفى إبراهيم طه هم أولئك النفر الذين تحدث الدكتور عبد الله عنهم بأريحية وتواضع جم، وهم الذين قامت على أكتافهم شعبة أبحاث السودان، وهم الذين انضم إليهم الأستاذ الطيب محمد الطيب عام 1965م، وبذلك استطاعت شعبة أبحاث السودان، التي رُفعت في عام 1972م إلى معهد الدراسات الإفريقية والآسيوية، أن تجمع بين جوانحها كفاءة التأهيل المهني المكتسب من مؤسسات التعليم المدني وكفاءة التأهيل المهني المُنساب من أفواه حدأة التراث الشعبي ورواته.
لا جدال أن تعيين الأستاذ الطيب في وظيفة جامع فلكلور كان نقلةً نوعيةً أحدثها عرفاء الفلكلور في شعبة أبحاث السودان، ومنها انطلق الطيب يجوب البلاد طولاً وعرضاً في تحقيق هوايته المفضلة وفي جمع تراث أهل السودان من صدور الحُفَّاظ والوثائق التاريخية. وأبلغ شاهد رحلاته الماكوكية في جمع تراث البطاحين ونسج خيوط سيرة الشيخ فرح ود تكتوك، وفي هذا يقول الأستاذ الطيب:
"كلفتني شعبة أبحاث السودان سنة 1970م أن أعد كتاباً عن حياة البطاحين، وشرعت في جمع المعلومات الأولية عنهم، وحسب خطة شعبة أبحاث السودان ينبغي علي أن أطوف عليهم في أماكنهم، وبدأت بعاصمتهم أبو دليق وما حولها، ثم أبرق، وأب زليق، والمايقوما، والحاج يوسف، ثم زرت قراهم الواقعة شرق النيل الأزرق مثل ود ساقرته والفعج. ثم ذهبت إلى سنار، وجبل موية، والمناقل، ثم أربجي، والسديرة، وبقية أطراف الجزيرة المروية، وتسنى لي خلال هذه الرحلات التي دامت حوالي عشرة شهور جمع معلومات عن البطاحين كمجموعة، وكان كل مرة أسأل فيها الرواة والمحدثين عن أخبار أسلافهم يرتفع اسم الشيخ ود تكتوك شامخاً قوياً." (الشيخ فرح ود تكتوك حلال المشبوك، ص 20). فلا غرو أن هذا النص يعكس قدرة الأستاذ الطيب الخلاقة في جمع المعلومات التراثية، واسترساله في ربط جزئياتها، والشاهد أن الجمع بين التراث الشعبي لقبيلة البطاحين وسيرة الشيخ فرح ود تكتوك البطحاني قد حفزه لمواصلة بحث آخر عن سيرة الشيخ فرح وآثاره، في هذا يقول الطيب: "وزرت بعدئذٍ سنار وما حولها ست مرات، وفي كل مرة كنت أجد بعض المعلومات الجديدة عنه. وبعد أن حصلت على تلك الروايات الشفهية رحت أسأل عن بعض آثاره المحفوظة ولم يخيب أهل الفضل ظني. فوجدت بضع مخطوطات تحدثت عن سيرته ودونت أقواله، وكان أهمها مخطوط الشريف الهندي المسمي (تاج الزمان في تاريخ السودان)، باب تراجم الأولياء، وكذلك مخطوط الشيخ الحسن محمد طلحة بود ساقرته ناحية رفاعة، وأوراق فرح القاسم، كساب الجعلين، والأخير من أحفاد الشيخ فرح وأكثرهم حفظاً لمأثورات الشيخ، وبحوزته وثائق مهمة جداً أطلعني عليها مشكوراً." (الشيخ فرح ود تكتوك حلال المشبوك، ص 20-21).
هذا هو الطيب جامع الفلكلور، وصاحب المنهج الفريد الذي وصفته المهندسة رباح الصادق المهدي بأنه: "خلطة غريبة، فلو وصفته بأنه مؤرخ محلي كما تصف مضابط التاريخ ... كذَّبك حسه النقدي من حين لآخر... ولو قلت أنه عالم أكاديمي لرد عليك أنه لا يتبع في نهجه الوسائل الأكاديمية المعهودة في التعامل مع المأثورات الشفهية مثلما فعل جان فانسينا في نهج التعامل مع المأثورات كتاريخ." ويعضد هذه الفرضَّية أيضاً قول الدكتور عبد الله علي إبراهيم الذي صحب الطيب في بعض رحلاته الميدانية بقوله: "لقد حسدته كثيراً متى كنا على سفر، أو زيارة، على تعرف الناس عليه بالفطرة، وإقبالهم عليه كشركاء في مشروعه، يسألونه عن الأنساب، أو صحة نطق اسم مدينة، أو مزارات ولي. وكنت استمع حواراتهم معه يديرونها على قدم المساواة. وكنت أنطوي منهم على صفويتي الحبيسة ولغتي الكاسدة. كان الطيب يعلم علم اليقين حب الناس له، بل ومناصرته له. لم يكن الطيب قادراً على ينجز أكثر صور شعبية لولا سخاء مشايخ وتجار وأحباب مولوا زياراته الميدانية لبقاعهم واحسنوا إليه. وهذه سنة في الإحسان إلى أهل المشروعات الثقافية، لم تقع لصاحب مشروع ثقافي حديث قبل الطيب. وكان الطيب غني بهذه الصحبة عن تكفف الدولة العادلة أو الظالمة."
في ضوء هذه التزكيات الحاذقة نخلص إلى أن الطيب كان جامع فلكلوري مدرب، وله إلمام واسع بتاريخ السودان وجغرافيته، وعلى قدر كبير من تفكيك طلاسم العادات والتقاليد واللجهات العامية، وفوق هذا وذاك كان يتمتع بحيويةٍ خلاقة، وحدس فني ذواق لا يخذله البتة، ولباقة جعلت الناس يتجاوبون معه، ويشاركونه في مشروعه التراثي، ويطلعونه على مكتنـزات تراثهم الشعبي التي تكنَّها صدورهم، وتحفظها وثائقهم الخاصة التي يحيطونها بهالة من القدسية. وقد أهلَّ هذا الرصيد الفني والمعرفي الطيب ليكون نسيج وحده، لم يكن مقلداً مجتراً، بل كان أصيلاً مبدعاً، تجاوز قيود الموروث وتقنيات الحداثة في منهجه البحثي، وفي تعامله الراقي مع مأثورات التراث السوداني. وبفضل عطائه السابل وحضوره الكثيف في ساحات العمل الفلكوري لم تعد صورة الفلكلور بعده كما كانت قبله، لأنه، كما يرى محمد محمد خير، كان مشروعاً ثقافياً "يتسع لاحتواء مليون ميل مربع من الدويبت، والشاشاي، والتُم التُم، والكمبلا والجابودي، وتراث الشلك، والنقارة، وأهازيج الحكَّامات، وطارات المديح، وأمثال دارفور الشعبية."

برنامج صور شعبية:
توسط الطيب هذا الكم الهائل من التراث ومأثوراته، ونثر منه صوراً شعبيةً لـمَّاحةً عرضها منجمةً عبر شاشة تلفزيون السودان البلورية، وكسب بعرضه لهذه الأنساق والأنماط التراثية تقدير الناس له، لأنه فتح بصائرهم، كما يقول إبراهيم عبد القيوم، إلى وطن "مشحون برصيد تاريخي عزيز وغالٍ، وإن إنسانه عظيم ومتفرد، وإن تاريخ هذا الإنسان يفرض أن يبذل من أجله الكثير من الجهد والوقت." وحسب رواية الكيك فإن علاقة الطيب بالإذاعة والتلفزيون يرجع تاريخها إلى برنامج "التراث السوداني" الذي كان يقدمه الأستاذ محجوب كرار رحمه الله عبر إذاعة أمدرمان، وفي إحدى حلقات برنامجه الشعبي استضاف الأستاذ الطيب محمد الطيب وقدمه إلى جمهور المستمعين السودانيين باعتباره علماً من أعلام السودان المهمومين بالوطن وثقافته وتراثه، وبعد ذلك ظل الطيب زبوناً معتمداً عند محجوب كرار، تواصلت لقاءاته، وتجدد عطاؤه، وانداحت دائرة مستمعيه، وما فتيء الطيب محفوفاً بحفاوة مستمعيه إلى أن أطل عليهم عبر شاشة برنامجه التلفزيوني الموسوم بـ: "صور شعبية". ومن خلال هذا البرامج استطاع الطيب أن يعرض صوراً شعبيةً حيةً، تعبر عن حياة الناس وأنساق تواصلهم الاجتماعي في كل بقاع السودان، بما في ذلك أفراحهم وأتراحهم دون كذب ولا رياء، وكانت هذه الصور تحمل قيماً روحيةً صادقةً، وفنوناً أدبيةً شعبيةً، وموسيقى ورقصاً، وطُرَفاً من أدبيات الحصاد وأهازيج الرعاة، ونماذج من أدوات الحكم والولاية، وفنيات الحِرَف التي يطلق المثقافتية عليها مجازاً الحِرَف الهامشية. وفي الوقت نفسه كانت هذه الصور الشعبية تحمل قيماً اجتماعيةً تسهم في خلق قوالب انفعالية وسلوكية تعين المجتمع على توثيق عُرى ترابطه وحل كثير من مشكلاته الآنية، وتساعد أيضاً في فهم العلل الكامنة وراء الأحداث التاريخية، والتشنجات الجهوية والفئوية المصاحبة لإفرازات القرارات السياسية في السودان.

الطيب والسلطة:
كان الطيب محمد الطيب أنصارياً قلباً وقالباً، ويتجلى هذا الانتماء السياسي-العقدي في لباسه الأنصاري، وفي صونه لبيعة الأنصار التي قطعها مع إمامهم وزعامتهم السياسية. وبالرغم من الإحن والشدائد التي ألمت بهذه الطائفة إلا أن الطيب "لم يبعهم بغالٍ أو مرتخصٍ لينال حظوة النظم الكارهة لهم"، بل ظل وفياً لبيعته، دون أن يخلط وفاءه الأنصاري برسالته التراثية التي كانت تسمو زهواً فوق هامات الانتماء السياسي، وتتجاوز فخراً تشنجات التعصب الديني، وترقى بماهيتها الوظيفة عن الشبهات العرقية، لأن جمهورها أهل السودان، ومادتها تراث أهل السودان. ويثمن الدكتور عبدالله علي إبراهيم هذا الموقف الفذ بقوله: "لم يرهن الطيب خير لبلدنا وثقافتنا على فضل الحكومات أو الدكتاتوريات ...، بل كان دخَّالاً خرَّاجاً في نصوص هذه الثقافة، يبلغها غلاباً. تقلبت بلدنا بين دكتاتوريات مديدة العمر ولم يعدم الطيب أبداً بصارة ليعمل بها أو بدونها لنيل مراده. ولم يترخص أبداً في أداء واجبه الثقافي... فكان شرفه كمثقف فوق الشبهات، وعلمه مما يمكث في الأرض."
لم يكن غزل السلطة السياسية جزءاً من أدبيات الطيب وتطلعاته المشروعة، ولم تكن سلطة العمل الديواني هاجسه المنشود، بل كان ينبذها، لأنها من وجهة نظره مدعاةً للكسل وقتل الإبداع البشري وتجلياته. ويتبلور موقفه من سلطة العمل الديوانية في الرواية التالية للأستاذ بكري الصائغ: "علاقتي بالمرحوم الطيب محمد الطيب تعود إلى سنوات السبعينيات عندما كنا موظفين بوزارة الثقافة والإعلام... وأذكر قصة تقول أن السيَّد علي شمو قد قرر تعيين الطيب محمد الطيب مديراً لمصلحة الثقافة في ضوء عملية تغيرات هدف منها شمو تولي الكفاءات الوظائف العليا وإدارات المصالح. وما أن جاء خطاب الإخطار للمرحوم بتولي أعباء مصلحة الثقافة حتى رأينا المرحوم قد انزعج تماماً من هذا التعيين، وأبدى اعتراضه على تولي هذا المنصب، وسعى لمقابلة الوزير، واعتذر له عن الوظيفة الجديدة العالية المكانة، وكانت حجته أنها وظيفة مكتبية تقتل الإبداع، وتحرمه التجوال، والبحث والتقصي في مجاهل العادات والتقاليد السودانية، وإنها وظيفة مـُمِلة، ليس فيها أي إبداعات أو اكتشافات أدبية، طلَّق الطيب الوظيفة، وانطلق ينقب في مجاهل عالمه" المملوء بالكشوفات التراثية.
نلحظ أيضاً أن الخصومة السياسية بين الأنصار والشيوعيين لم تقف عائقاً أمام عطاء الطيب وتطلعاته التراثية، فصديق عمره عبد الله علي إبراهيم كان من كوادر الرفاق النشطة، بيد أن اختلاف الرأي السياسي لم يفسد وداً استقام ميسمه بين الرجلين. وفي هذا يفصح الأستاذ كمال الجزولي بأن عبد الله علي إبراهيم قد قدمه هو وزميله شوقي عزالدين إلى الطيب محمد الطيب عام 1973م، ووقتها كان عبدالله مفرغاً لمسؤوليات العمل الثقافي للحزب الشيوعي، وشوقي عز الدين مفصولاً للتو من العمل بمعهد الموسيقي والمسرح. وفي هذا الظرف السياسي الحالك توثقت عُرى الصداقة بين الطيب والرفاق، ويقول الجزولي لسان حالهم: "كنا نقصد أحياناً داره ببري مع الأصدقاء، ونقضي الأمسيات في حوارات ساخنة حول هموم الثقافة، فكان يستقبلنا هاشاً باشاً، ويكرم وفادتنا غير هيَّاب ولا وَجِل من كوننا كنا مجموعة من الشباب (المدموغين) في الوسط الثقافي بالتمرد، أو حتى من كون صديقه عبد الله بالذات كان مختفياً ومطلوباً من الأجهزة الأمنية." وصداقته مع الرفاق لم تقف عند هذا الحد، بل بلغت شأواً أعظم من ذلك، حيث شخصت بعض شواهدها في صحبته لكمال الجزولي وشوقي عز الدين في إحدى رحلاته الميدانية لمسيد ود الفادني، ليثبت لهما أن مسرح "الرجل الواحد" لم يكن نبتاً حداثياً كما كانا يظنان، بل هو فن متجذر في أدبيات المسرح السوداني الشعبي قبل أن تعتدل قامته في مسارح الغرب والفرنجة. وفي مسيد ود الفادني استُقبل الرفاق في صحن المسجد، وأولم لهم السادة الفادنية بوليمة تكفي لعشرة أضعافهم في ساحة المسجد الرحبة، حيث جلس سيد المسرح الواحد حاج الصديق على أحد العناقريب الفارهة التي أُعدت لضيافة الأستاذ الطيب والوفد المصاحب له من الرفاق، ثم بعد ذلك بدأ حاج الصديق يعرض بعض القفشات المسرحية، والصور المغلوبة التي تجسد واقع الحياة في شوارع المدينة والقرية، وفي بيوت الأغنياء والفقراء، وواقع المزارع عندما يحل أجل سداد ديونه، وأحياناً يقلد لهم باقتدار وسلاسة بكاء الرضيع، وثغاء الماعز، وزمجرة مفتش الغيط المحتشد بسلطته، وسخط المزارع المغلوب على أمره، وزفات الحجيج المادحة إلى الأراضي المقدسة. كل هذه المشاهد ومثيلاتها كانت تعرض في مسيد ود الفادني، والرفاق وغيرهم من الحضور يموجون بالضحك، ضحكاً كالبكاء كما يقول كمال الجزولي، والطيب يختلصهم بنظرات مفادها أن مسرح الرجل الواحد لم يكن حكراً على المسارح الغربية، بل أن السودان يزخر بمثل هذه النماذج منذ أمد بعيد. وكانت تلك الليلة الفادنية حسب إفادات الرفاق تمثل "أعلى درجة من درجات الفرح يستطيع إنسان أن يهبها لإنسان."
هذا هو الطيب المتسامح مع نفسه تسامحاً جعله يوطِّن لشرعية التواصل مع الآخر، وقد بلغ هذا التسامح ذروته عندما ألف كتاب "الإنداية" وأردفه بمصنف آخر عن "المسيد". فالإنداية هي دار المجون، كما تصفها الأستاذة رباح الصادق المهدي، والمسيد هو دار التُقى والصلاح، وبين الدارين بون شاسع. والإنداية كما قدم لها الطيب "من الأمور التي لا يصح الحديث عنها في عرف المجتمع السوداني إلا في مقام الذم، وهي من أجل ذلك لا تجاور سكناهم، بل تُقصى إلى أطراف القرى والمدن، وقد تضرب في الخلا، يطلق عليها في معظم الأحيان اسم "الجو". ولا يرتادها إلا طبقة خاصة لا تجد القبول عند غيرها من الناس." فالطيب أراد بهذا السفر الفريد في موضوعه أن يزيل هذه الغشاوة من أذهان الناس، ويعرض أدبيات الإنداية عرضاً موضوعياً باعتبارها مظهراً من مظاهر الحياة السودانية، لها سلبياتها وإيجابياتها، وينبغي أن يُعالج أمرها بطريقةٍ علميةٍ بعيداً عن التشنج والعواطف الدينية الجياشة. ويقول البروفيسور عون الشريف قاسم في تقديمه لكتاب الإنداية: "ولكنك بمجرد أن تتصفح الكتاب وتسبر غوره تجد لدهشتك أن المخبر غير المظهر. وسرعان ما يكتشف القارئ أن الإنداية التي يتحدثها عنها الكتاب ما هي إلا مظهر خاص من مظاهر الحياة السودانية، وهي ككل المؤسسات الاجتماعية لها نظامها الخاص وتقاليدها وقيمها التي يلتزم بها من يرتادونها ويذمون من يخرجها عليها، وبالبحث الميداني المتعمق الذي استغرق ست سنوات طاف فيها المؤلف على معظم أنحاء السودان فخرج بحصيلة من المعرفة ينقلها لك هذا الكتاب الرائع." وحقاً أن كتاب الإنداية كتاب رائع وجدير بالإطلاع، لأن الطيب أفلح في اختيار موضوعه، وفي تناوله لأدبيات الإنداية تناولاً علمياً دون أن يكون متأثراً بأدبيات المهدية التي ترى في الدخان حرمة، فما بالك والإنداية التي تعاقر فيها الخمر أم الكبائر جهاراً نهاراً.

المرأة في قاموس الطيب الشعبي :
لم يكن الطيب سادن ثقافة ذكورية، بل كان نصيراً للمرأة من خلال واقع تراثها الشعبي ومأثوراته المتنوعة، لذا فقد أفرد لها حيزاً مهولاً في إصداراته المطبوعة وصوره الشعبية ومحاضراته العامة. فنجده مثلاً يثمِّن دور النساء العابدات الراسخات في العلم أمثال: بتول بنت اليعقوباب، وفاطمة بنت جابر، وعائشة بنت أبودليق، ويوثق أيضاً لتاريخ المجاهدات اللائى كان لهن دور مشهود في ساحات الوغى والحروبات الضروس، وتأتي في مقدمة هؤلاء الشاعرة مهيرة بنت الملك عبود التي كانت تمجد قومها الشايقية، وتشحذ هممهم، وتحثهم على محاربة الأتراك الغزاة، ويتجلى هذا الموقف البطولي في المقاطع المأثورة التالية التي أنشدتها مهيرة في ذلك المقام:

الليلة استعدوا وركبوا خيل الكر
قدامن عقيدهم بالأغر دفر
جنياتنا الأسود الليلة تتنتر
يالباشا الغشيم قولى جدادك كَرْ

وفي المهدية يوثق الطيب لمجاهدات الشاعرة بنت المكاوي التي كانت معجبة بشخصية الإمام المهدي في حربه ضد الأتراك، وكانت ترى في بسالة أنصاره عزة نفس ونكران ذات، لذا فقد أنشدتهم قائلةً:

طبل العز ضرب هوينه في البرزَّة
غير طبل أم كبان أنا ما بشوف عزَّه
وإن طال الوبر واسيه بالجزَّة
وإن ما عم نيل ما فرَّخت وزَّة

ولم ينس الطيب دور الحكَّامات أمثال بنت مسيمس التي مدحت الزبير باشا ود رحمة عندما نُفي إلى جبل طارق بالمغرب قائلةً:

في السودان قبيل ... ما بشبهوك بالناس
يا جبل الدهب ... الصافي ماك نحاس
بارود انتصارك ... في غمزة الكبَّاس
خليت المجوس ... ألين من القرطاس

وعلى ذات المنوال والنسق وثق الطيب للشاعرة بنونة بنت المك التي رثت أخاها عمارة رثاءً حزيناً ومؤلماً، لأنه كان مصاباً بداء الجدري الذي أقعده عن القتال وأماته متيةً لا تليق بالأبطال، لأن المصاب بالجدري لا يغسل جسده، بل يذرى عليها الرماد خوفاً من العدوى، وحول هذه الميتة "أم رماداً شح" تقول بنونة:

ما دايرا لك الميتة ... أم رماداً شح
دايراك يوم لقاء ... بدماك تتوشح
الميت مسولب ... العجاج يكتح
أحيَّا علي ... سيفو البسوي التَّح

فلا جدال أن الحديث ذو شجون عن أدبيات النساء الوارد ذكرها في إصدارات الطيب وصوره الشعبية، لكن المقام لا يسمح بالإطالة، والشواهد المذكورة كفيلة بتأكيد صدقية الفرضية التي أشرنا إليها في مقدمة هذه الفقرة.

الطيب في منـزلة بين المنـزلتين:
بالرغم من هذا العطاء الثر، إلا أن الطيب قضى أيامه الأخيرة طريح الفراش بمستشفى السلاح الطبي بأمدرمان، حيث زارته جموع من الأصدقاء والمعجبين بفنه، ومن ضمن هؤلاء الأستاذ كمال الجزولي الذي وصف لحظاته الأخيرة بشيء من الحزن والأسى: "وكنت قد زرته أخر مرة بصحبة بعض الأصدقاء، إبان رقدته الأخيرة بالمستشفي العسكري، حسبناه للوهلة الأولى نائماً، فكدنا ننسحب بهدوء لولاء أن زوجته عاجلتنا بالتمر، قائلةً: "ليس نائماً، هو فقط على هذا الحال منذ أن جئنا به إلى هنا، ولكن رؤيتكم ستسعده." ثم يصف الجزولي واقع الحال بقوله: "فتح عينه ببطء، وبدأ كما ولو كان يهم بالكلام، سوى أنه طفق يُسرح نظراته الوادعة في وجوهنا ولا ينبس ببنت شفة، رغم إلحافنا في مشاغبته، وكم كان في زمانه ... منتجاً حاذقاً لبهار الإخوانيات اللاذع وعطرها النفاذ." ويصف هذا المشهد أيضاً الدكتور مرتضى الغالي في كلمته الحزينة التي سبقت وفاة الطيب، إذ يقول عنه: "وهو في منـزلة بين المنـزلتين، بين هجمة الداء الأولى العصيبة والغادرة وبين بطء الوصول إلى أطراف العافية والعودة إلى دنيا الناس، حيث إنه حالياً على تخوم الصحو والإفاقة والإغفال، ولا يعلم أحد (لا قدر الله) إمكان الانتكاسة التي يمكن أن تسترد بعضاً من مساحات الإبلال والشفاء، و[لكن نتمنى له] استرداد مقدرة النطق والسير على مناكب الحياة مرة أخرى، ليواصل ما بدأه من مشوار في إذكاء نيران المعرفة التي تخرج منه (دخاخين دخاخين) على رواية طبقات ود ضيف الله، لأنه يتكئ على رصيد ضخم يمتلئ به صدره وعقله."
ثم ينتقل الدكتور مرتضى من هذا المشهد الحزين والطامع في رحمة الله إلى فقرة مهمة، أحسبها مناسبة في خاتمة هذه الرسالة العرفانية، إذ يقول: ومما يزيد قيمة رصيد الطيب المعرفي، "أنه يأتي في معظمه من باب المشاهدات، والسياحة، والمسوح الحقلية، والمعايشة الراصدة، والرحلات التي تضرب فيها أكباد المستحيل من أجل الوقوف على أثر، أو حجر، أو أمثولة، أو مسدار، أو طقس حياة، معيداً لنا في حياتنا المعاصرة نموذج العلماء الموسوعيين الذين يتتبعون حصاد المعرفة التي لا ترتادها قدم."
فهذا هو الأستاذ العلامة الطيب محمد الطيب الذي فقدناه في السادس من فبراير عام 2007م، فإن الواجب الأدبي يحتم علينا، كما يقترح الأستاذ منصور عبدالله المفتاح، أن نجمع تراثه وآثاره الكاملة في قاعة تحمل اسمه، ويكون مقرها إما في دار الوثائق القومية، أو مصلحة الثقافة، أو متحف السودان القومي. وهناك أيضاً أربعة مؤلفات تحت الطبع يجب أن تخرج إلى دائرة الضوء، وتجد موقعها في المكتبة السودانية والعربية على حد سواء، وهي: بيت البكاء؛ وتاريخ المديح النبوي في السودان؛ والصعاليك العرب في السودان؛ والإبل في السودان.
ألا رحم الله الطيب محمد الطيب رحمةً واسعةً بقدر ما أمتع، وآنس، وأعطى، وبذل، وأنفق من جهد ومال ووقت في سبيل الارتقاء بمسيرة التراث السوداني، وتطوير خدمات الأدب الشعبي، فلعمري لا أجد الكلمات المناسبة التي تفي استحقاقات رثائه، وجرد فاتورة عطائه الماكث في الأرض، ولكن أضعف الإيمان أن اختم هذه الكلمة بأبيات من أشعار ابن الوردي في الرثاء:

سراجٌ في العلومِ أضاءَ دهراً على الدنيا لغيبته ظــلامُ
تعطَّلت المكارمُ والمعالى ومات العلم وارتفع الطغامُ

دكتور أحمد إبراهيم أبوشوك

Post: #2
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 07-18-2015, 08:18 PM
Parent: #1


أحسنت يا دكتور حين أبنت ووضحت أدوار الشعبى أبو التراث الشعبى
الطيب محمد الطيب فى توثيق الأدب الشعبى والتراث الذى يعكس الواقع
الإجتماعى المعاش والمكرور عن السلف بالعنعنه أو بالتناول من السلف
للخلف بشتى الطرق الممكنه وقتئذٍ، أكرمك الله يا دكتور فقد كفيت وأوفيت
حين أحييت سيرة أبو التراث الطيب محمد الطيب فلك السلام والتقدير.
منصور

Post: #3
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 07-18-2015, 09:09 PM
Parent: #2


لك الشكر منصورنا المفتاح

والشكر موصول لأستاذنا أحمد إبراهيم أبوشوك
على مقال أقل ما يصوف به أنه إضاءة لنور وعى
ومعرفة باهر فما زاد النور ضياءا إلا كمن أضاف
إلى الشهد رحيقا.

له الشكر والتجلة.

ولك ما قلت لك قبلا فى أبياتى التى تتقاصر عن
إسهاماتك ونحن نتشارك أحزاننا على رحيل
قامتنا الفيتورى

شـاعر المرابيع زولْ الكلامْ الدُتْ منصورنا يا المفتاح
إن خطيتْ سطر رصيت الكلام جامع و بالبيان وضاح
أهميت علينا شكر يجزيك عليىْ الكريم ربَ العباد فتّاح
قولتك حق: نوبتنا كوديك1 شعر فياض وبالبديع نضاح
1.أصل كلمة كوديك نوبى وهو المسرب أو الجدول الذى يمد الساقية بالماء من النهر بإستمرار لترفعه بقواديسها

http://sudaneseonline.com/.../%D8%A7%D9%84%D9%80%D9%81%D9...

الـفـــيــتـورى يا يــاقــــوت الـشــــعـر
08:20 AM Apr, 28 2015 سودانيز اون لاين

عبدالرحمن إبراهيم محمد-بـوســطن، ا
لولايات المتحدةمكتبتى فى...
SUDANESEONLINE.COM

Post: #4
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 07-18-2015, 09:17 PM
Parent: #3


الدكتور العلامه والنوبى الموحد بالله أستاذنا وشاعرنا المجيد عبدالرحمن
إبراهيم لك من السلام الكثير اللطيف الكثيف ولك التقدير يا عزيز وأنت
كذلك تحمل الأثقال من المعارف والفتوحات نسأل الله لك أن تخرجها
للناس جميعا فكما قال عن هذا الوطن أحد أساتذة الأدب فيه فى
برنامج تلفزيونى ناجح عن الأدب الشعبى واصفاً الشاشاى أو شارحاً
له بأنه الأصوات التى تخرج من الطبيعه كصوت الريح وحفيف الشجر
وما تنتجه الحيوانات الصغيرة والكبيرة من طبطبةٍ ورترتةٍ والربربه كما
قال بها دكتور حُريز بأنه وطن العصافير الملونة الجميله المتفرد بتنوعه
ففى الشمال ما يختلف عن ما بجنوبه وغربه يحوى غير الذى يضوع به
الشرق وفى الوسط دوماً ما يمور به الوسط وأنت والطيب وأبو شوك
أشياخ لنا وعليكم نتحور ومنكم نأخذ الطريق ونمسك الوِّرد ونعكف عليه
لنتطهر ونترقى وتتكشف لنا الحُجب وتتساقط علينا ثمار الفتوحات
الشهيه فيا عزيزى قد جعلت لهذه الإحتفائيه لوناً زاهياً ومذاقا سائغاً
مبلوع، ولمّ لا وأنت من ذات النفر الذين زينوا دنيانا أين ما ذهبوا
نفرٌ من ذهبٍ صقيلٍ لصاف لله دركم جميعاً فقد سرنى جداَ
حضورك لهذا الحوض الذى وسّعٌ رهيده أستاذنا الباحثه أحمد
إبراهيم أبو شوك الذى حبانا الله به خليفة ومن معه من ذوى الإهتمام
لأبو سليم وصحبه من أهل التوثيق والتدوين والتأريخ وكثرٌ هم
فأستاذنا الطيب المؤرخ الإجتماعى الشعبى والباحثة المدقق أحسب
أن هنالك جوانباً كثرٌ لم نتقصاها ولم نقف عليها فذلك الهمام
عالى مقام الإهتمام عشق التراث وجدّ وإجتهد فى جمعه وحقنه لنا
فى سويبٍ وقسيبٍ متين فإن كان لهلامية التراث عمقاَ ف للطيب
مثله علينا التوغل فيه والتلصص له وأنت من الذين ننتظر منهم
الكثير فى ذلك.

ولك الشكر والتقدير

منصور

Post: #5
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 07-18-2015, 09:25 PM
Parent: #4




Ahmed Abushouk
الأديب الرائع منصور،
لك التحية والود ... أنت دائماً سبَّاقاً في تقدير عطاء المبدعين من أهل السودان الذين عاشوا فوق أمجاد بنوها بنور العلم لا عمد الرخام. حقاً عبد الرحمن إبراهيم من
علمائنا الرائعين. والرائعون كالأحجار الكريمة، كما يقول أدبينا الراحل الطيب صالح، لا نصنعهم ولكن تصنعهم أفعالهم الجميلة وعطاؤهم المنداح على أديم الأرض. ك
ان لي تواصل سابق مع الدكتور عبد الرحمن بشأن إرث ساتي ماجد محمد القاضي بالولايات المتحدة الأمريكية. فله صادق تحيتي ومودتي. وشكري وعرفاني الدافق
فوق ضفاف المودة إلى شخصكم الكريم الأخ منصور إلى أن نتلقي أتركك في حفظ الله ورعايته، حافظاً كما كانت تقول جدتي "لا تضيع ودائعه"

Post: #6
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 07-18-2015, 09:33 PM
Parent: #5


Post: #7
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 07-18-2015, 09:38 PM
Parent: #6


أستاذنا منصور مع التحية .. والشكر لهذا البوست الرائع ..
كنت أحب جداً متابعة برامجه وخاصة عندما كان يشرح قصائد الحماسة المعقدة المعاني لأننا نوبي الألسنة ..
ولكن المهم استاذنا منصور أنني أحسب ( وبقراءتي الخاصة ) أن الطيب إذا تقدم في الدراسة إلى مراحل عليا
لم يكن بنفس الشخصية والقيمة التي وجدها عند العامة .. ربما لم نجد فيه ذلك الباحث والمتأمل في أعماق التراث لأن القاعات الاكاديمية
والمكتبات ودوائر البحث تجعلك فقط تعيش مع الحروف والنظريات والإطار العلمي الجاف ..
ولكن الخط المعرفي الطبيعي المتكسب من البيئة والتعايش والسماع والتأمل .... الخ ، هو ما جعله هرماً شامخاً لكل أبناء الوطن ..

محبتي استاذنا منصور

واصل ونحن حضور ..

علي عبدالوهاب عثمان

Post: #8
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 07-18-2015, 09:42 PM
Parent: #7


الأخ العزيز علي عبدالوهاب عثمان السلام ورحمة الله والبركات
نعم للطيب محمد الطيب طريقته البحثيه المتميزه وتمكنه من حصحصة
الأقوال بطرق أبوابٍ مصادر متعددةٍ ذات علاقة بها ويظل يمرسها
بالبحث والمكافحه الشفاهيه حتى تبين له ويبينها لنا بطريقته تلك
السمحه وبصوته ذلك الفخيم الفاخر بإنفعاله الجسدى المسرحى
الذى ينسجم جاذباً لكل مادة يقوم بعرضها فكيف أبدع فى عكس
المهارات العفويه الضخمه لمن يمتلكون قدرات مسرح الفرد الواحد
دونما مدرسه أو نظرية تدرس غير القدره العاليه على محاكات
الأشياء حتى يتفوقوا عليها رحم الله الطيب محمد الطيب
فى العالمين وأسكنه أعلى الفراديس مع الأنبياء والصديقين.

منصو





Post: #9
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 07-18-2015, 09:56 PM
Parent: #8

الدكتور أحمد إبراهيم العمده أبوشوك أحد عمد السافل فى مضارب
البديريه بقنتى السلام ثم السلام لك والتقدير لتمكنك الدائم فى إنعاش
ذاكرة المجتمع بأباطرة البذل وجبابرة العطاء وعمالقة الريادة
والتميز والكسب الباذخ الذى بذلوه للناس وكيف لا وأنت تأتى
بكاسر قيدو وفاك حبلو وسارح فوق مراتع خير تراثه نهماً
غير عواف لأن نواياه ومقاضده
كانت سامية رفيعة وكان له من القبول ما لا يضاهى ولا يتكرر
قبولَ من الله بأن حببه فى الناس وحبب الناس فيهم فتوغل
وعرف ما تحويه مطاميرهم وما يخفيه سويبهم وقسيبهم
وكابدقلهم وقفافهم وسحاراتهم وطباقتهم وما تحويه ذاكرتهم
وكل طرائق كسبهم وطقوس فرحهم وحزنهم ورحيلهم ودمرتهم
نشوقهم وشوقارتهم شلوخهم ووشمهم جِدهم وهزلهم
وطرائق الكرم والفنجره لا بل لم يترك شاردة ووارده
إلا أن إجتهد ونزعها من صدف تحوصلها ومن ثم بهرها
وشواها وفلخ بصلها وفكّ وِكاء سعنها وقدمها لنا فى
أحسن طبق وأشهاه وأنت الآن تفعل ذات الشئ مدققا
وحارصاً على فعل الواجب كما ينبغى أما دكتور
عبدالرحمن ذلك البحر الزاخر الواقف على تفاصيل
التفاصيل لحركات التحرر الكونى عارفاً لتفاصيل
قادتها وعارفاً لدوافعها وغاياتها وملما إلمام المتخصص
وغير ذلك الكثير المثير الخطر وأدناه معرفته الضخمه
بالأدب والأدباء وتعاطيه عمدا لسلافه يوم الجمعه
وفى نهار رمضان وعند السحر وبين الأصائل حفظ
الله عزيزنا دكتور عبدالرحمن وحفظك الله أخى
دكتور أحمد ووهبكم الزمن والملكه لفتوحات وفتوحات
ولك ولدكتور عبدالرحمن السلام وللطيب محمد الطيب
التوسل لله بأن يسكنه أعالى الفراديس ليطرب ساكنيها
من أهل الصلاح.

منصور

Post: #10
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 07-18-2015, 10:00 PM
Parent: #9


أستاذنا منصور المفتاح
تحياتي وإحترامي،

لك وافر الشكر والتقدير لجلب المقال هنا..
ولكاتب المقال الأستاذ أحمد أبوشوك لمقاله التوثيقي الرائع
عن هذا الرجل العظيم ..للأسف كنت أجهل الكتير عن سيرته
العطرة وعطائه البازخ في سبر أغوار تراثنا الغني..
فله الرحمة والمغفرة في عليائه..

للأسف أعماله وكتبه غير متوفرة في المكتبات.. يبدوا إنوا مافي طبعات
جديدة منها!! أذكر أني تحصلت على كتاب الشيخ فرح ودتكتوك حلال
المشبوك بصعوبة شديدة. وأتمنى إنوا تتسهل معاي وأقدر أتحصل على
كتاب الإنداية وبقية أعماله.

تذكرت بسيرته إذاعة السلام وكنت أدمنت سماعها خلال الفترة ما بين
٢٠١٠ و ٢٠١١، لأنها كانت تجوب كل السودان وتعكس التراث الشعبي لمختلف
مناطق السودان وتعرفت عبرها على كتير من الأشياء التراثية وماعندي فكرة أن
كانت مستمرة أم توقف بثها بعد إنتهاء إتفاقية نيفاشا! تحياتي

Ahmed Alim

Post: #11
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 07-18-2015, 10:03 PM
Parent: #10


الأخ العزيز Ahmed Alim السلام والرحمه والبركات وجزيل الشكر
لك. يقولون الذى يضحك أخيراً يضحك كثيرا وإن الوصول إلى النقاط
الهامه هو المطلوب لا فرق بين من وصل أولا أو وصل أخيرا فالكل
حقق الهدف بفوارق زمن القيام وسرعة اللحاق إن فُعِلّت والآن أن
تتعرف على الطيب محمد الطيب وتتعرف على يمه المهول وعلى
ملكاته العفويه الجاذبة الخارقه لأفئدة متتبعيه وعاشقى بضاعته
غير المغشوشه فهو ليس بحاوى ولكنه حاوٍ لمهارات يقع لها
فك الحاوى، مهارات ممنوحة موهوبه أشبه بتلك التى ملكها الله
للكليم موسى. الطيب محمد الطيب جاء بتراثنا الشعبى الموروث
كله، الوثنى منه والتنزيلى، فقد قدم طقوس الموت وطرائق الحزن
وفقا لمقامات الفقد فدق القرع الذى يرعى وطشاتة مُلئت
بالماء يضربنها النسوه وكالن على شعورهن التراب لا
قناع عليهن وبكرابات من شقٍ واحد وأخرياتٍ يرقصن
رقيص الحزن بالسيوف الصواقل وأصوات النقاره
والنحاس وهرج الرجال وجلبتهم وكانهم فى حالة
بحث عن سبب الموت وكذا يفعلون فى الأفراح
ف للختان طقوسه وطرائقه وللزواج والخطوبة
والزراعة والحصاد وقد أغدق علينا نعما بأنعم النفير
والعمل الجماعى من تشييد الدانوب إلى رفع الحاحايه
وهنالك ما هو فوق ذلك.

ولك الشكر والسلام

منصور

Post: #12
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 07-18-2015, 10:12 PM
Parent: #11


Post: #13
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 07-18-2015, 10:18 PM
Parent: #12

تحيَّات زاكيات الأديب الأريب الصديق منصور المفتاح
وشكرا لجلب عبق الراحل الأستاذ الطيب محمد الطيب، فهو أضاة الموروث ومُشرعها المهيل
حيَّا قبره الضحوي العوير ورُبد الغمام
والتجلَّة والتقدير للدكتور الوهيط أحمد أبو شوك ، فدكتور أبو شوك ودكتورعبدالله علي إبراهيم ودكتور الجعلي
هم شواهد مسبحة التراث ، وبهم يعرف الباحثين تتمةالعدد
أوَّل ماتعرفت علي كتابة الأستاذ الطيب محمد الطيب، في أوائل الثمانينات وأنا في أولي ثانوي
كتب مقال ضافي في جريدة الأيَّام بعنوان"نجم الكبابيش الذي أفل"
عن رحيل زعيم الكبابيش الكبير الشيخ محمد علي التوم"المُر"
معزتي لك ولضيوفك وتحياتنالبروفسير أبوشوك

عبيد ود المقدم

Post: #14
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 07-18-2015, 10:33 PM
Parent: #13

البدوى الفصيح البليغ الحصيف الصحاف للقول والعزاف
للحونه حتى يطرب سامعه ويثمل من سلافه العفوى
عجبنى جدا ذلك التوصيف لثلاثى التوثيق والتدوين
بشواهد المسبحه وما أميز الشواهد وما أعجب سرها
فيا المقدم دلالة ذلك الإسم ساقتنى إلى ما درج شيخنا
الطيب بتتبعه وتقصيه ويا لها من روائع حين
يتحدث عن المسيد وعن حِلق الذكر والإنشاد
العرفانى وطرائقه وصيحات التأويه والإذابه
وخلاوى التحفيظ ونيرانها وبلائلها وشرافة
ألواحها وكَرّتُها وعوْدَتها ومهيوبتها الطاعمه
من دقيق وماء ونار وناشف باميه ومراجل لا تجف
ولا تفرغ وتكايا وهدايا وكرامات تٌحكى ودراويش
يهيمون بالمسيد هذا ساجد وذلك جابد وآخر هاجس
وآخرون حفاة حساة رؤوس من المجاذيب يشغلون
المكان وللنوبة والطبل وقت وللطار زمانه وكذا
للطعام والإطعام فوقفنا معه فى ضريح الغوث أحمد
الطيب البشير وود أمحقين وود مرون الماصع وود
الطريفى والشيخ محمد ودمكى والخمسه الما بحملو اللمسه
والإزيرقاب واليعقوباب والتوم ودهجو والمكاشفى والكباشى
وود أمريوم والشيخ إدريس الأرباب وود بدر وأبو قرون
والشيخ حسن والشيخ الولى وود وقيع الله والشيخ برير
وطابت ود نورالدائم والحلاوين القرشى ود الزين
والمجاذيب وكدباس الشيخ الجعلى والعركيين والوراريق
والختميه وود الهندى وغيرهم وغيرهم فقد كان نابغة
سبق زمانه وسهل لمن ورائه الطرق وعبدها.

ولك مقدم الشكر والسلام

منصور

Post: #15
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 07-18-2015, 10:46 PM
Parent: #14


Post: #16
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 07-18-2015, 10:51 PM
Parent: #15


أولا إن جاءت الإلوف..نقرأها هكذا "إن جات اللِّ لِوف"
المتعارف عليه في التراث، أن "أب عاج" هو النِّمر
قالت الشاعرة أم ظعينة بت دياب تمدح خالها
الشيخ عوض السيد الشيخ علي التوم:
خالي النِّمر أب عاجة
البحر المو دمَّاجة
قال لي أسياد قلاَّجة
ميسنا قشيشة الباجة
لأن له خطوط رفيعة بيضاء ودائرية تحيط بأرجله فوق "المرفق" وتحت "الدَّارجة" "دريجتو"
وأهل السودان يسمون هذا الخط ب "العاج" تشبيها بالعاج"سن الفيل" الذي تلبسه العذاري في أيديهم للزينة
"حجولها مكاكي ماهِن فواو
وضرس الفيل بهدِّل إيديها مو رسَّاو"
ولكن هنا نجد أن الشاعرة أضافة مفردة
"اللَّحو" و"ينتر" مما جعلت المستمع يعرف أنها تقصد الأسد، وأيضا أحيانا أهل الريف يقولون للأسد"أب عاج"
ينتر من نتر، وهو زئير الأسد، قيل ان الأسد إذا "نتر" زأر ليلا ، تصمت الإبل ولا تستطيع أن تجترَّ إلي الفجر
وحتي الذئاب والضباع وإبن آوي تهرب
اللَّحَوْ ...اللَّون مابين السواد والحمار "أحمر، أسود"وبعضهم يقول: أَحَوْ ، حتي سميت بها بعض الطيور
"الحُوْ..الحوَّة"
يقول الشاعر الرائع الأستاذ علي الشيخ ودالمُر
خلَّيت البلومة والقديل والحوَّة"
ونجعتََ مع بنات شرمي وسعيات القوَّة"
نجد أن اللّون "اللَّحو-الأحَوْ" من الألوان التي بلغت شؤا بعيدا في المدح،وصارت صفة للفرسان وأهل السمتة منهم
والذي جعل لها هذه الديمومة لأنها لون الأسد وهو أشجع الحيوان

Quote: أبو رسوه أب هرش الضارب الوكره

الرِّسْوة وسمي الأسد أبو رسوة لأنه يضرب برجله، ويقولون قوَّته كلها في "ضرعاتة"ذراعيه، لأن صدره واسعا،
لذا تكون ضربته ب "رسوته" قاتله.
وضارب أي جعلها وكرا، عرينا له،و سكن بها وهي من الدَّارجة الفصحي والعرب يقولون"مضارب خيامهم عند وادي كذا....!
والوكرة ، من الوكر وهي الوعِر من الأودية، وملاين الجبال، والعقبات الكؤود
الهرِشْ بكسر الهاء وسكون الراء والشين،هو كثرة الصوف علي جسم الحيوان، ويكون ناعم ينبت علي الأرجُل الأمامية للإبل والأسود،
وعلي الكتف وفي الأسود نجد "الدكَّة" وهي كالعُرف ولكنها تتدلي إلي الصدر عند الأسد
أيضا أهل البادية، يطلقون أبودكَّة علي ثور الوحش
يقول شاعر كباشي:
هسَّاع السفيه واا شوقو
من سوق السَّقارير المحزَّم نوقو
دليل أُم قُجِّي عاط لي إنقيبو برَّد سوقو
قدَّام قالْج أبودكَّة ومنزِّل فوقو
شوف يا منصور أخوي ،كيف إستهل هذا البدويّ مربوعته..! "هسَّاع السفيه واا شوقو....!
ثم أنظر لرده وإعتزازه بمصارعة العتامير والصحراء، حيث تضمُر النوق وتَمُد أعناقها في الرحيل،
وهذا عند العرب قديما يسمونه المواهقة، وأصحابها أو "الرَّيَّافة" هذا عند ميمنتها والآخر عند ميسرتها،
وثالثهم من وراءها ، وهنا تتحزَّم النوق، عندما تجدُّ في السير...!
ولكنه فجأة صاح"عاط" لإنقيبه الراعي الصغير، من أجل أن يتباطا في السير، ويترك الإبل أن تتمهل "تقَّل"، لماذ؟
لأنه أصطاد ثور الوحش"أبودكَّة"

Quote: أب قدحاً سبيل مساء وصباح مجرور
للضيفان مباشر وشه ما مصرور

إدخال مفردة "مجرور" أضافة بُعد سابع لقدح الممدوح
فعندما قالت هو سبيل ويكون ممتلأ صباح ومساء، أضافت لها مفردة مجرور ،وهذا يدُل علي أنه قدحا كبيرا وواسعا لا يستطيع أحدهم حمله وإنما يجرَّه جرا...!وكذلك أنَّه يكون ممتلأ دائما ، ويحوَّل من ضيف إلي آخر، لكثرة الزوَّار
ونقرأها مسا بدون همزة هكذا "مسا وصباح مجرور"
ومن شاعريتها قدمت مساء علي صباح وهنا كأنها ترمز إلي ضيف الهجوع، وهو أشدها رهقا،
لأن حياة الريف كانت في الماضي قاسية، العيش يُطحن والإدام يُدق، ولا يكرمون ضيف الهجوع إلا القلائل من الكرماء
حيَّا الغمام والرُّبد منه، قبر الراحل الطيب محمد الطيب، وقد كان قدحه مُترعا من التراث، ومجرورا مساء وصباح
كما قالت الشاعرة، صاحبة المناحة السابقة
تم التعديل لتنسيق الكتابة ولتصحيح مفردة"قشيشة" من قش

Post: #17
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 07-19-2015, 05:35 AM
Parent: #16

العزيز العبيد المقدم بارك الله فيك ومتعك الله بوافر العلم وغزير المعرفه
وأكسبك خواص أهل الكسوب العظيمه وعظم ثوابك الذى لا يقدر
عليه إلا هو وعلى الرغم من حقن الطيب محمد الطيب لكثير من
من نواصى التراث إلا أن هنالك الكثير الذى يحتاج إلى إخراجه
من مخابيه وصَدَف حفظه المتعددة المتنوعه وخاصة فى بواديكم
قبل أن يمسخها التعدين الأهلى ويسرق براءتها وبراعتها وبراحاتها
وافقها الممتد بمكنونه المتفرد المتميز أشكرك كثيراً على السياحه
الأدبيه الراقيه والشرح العفوى المفيد ولك من السلام ما يرضيك.

منصور

Post: #18
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 07-19-2015, 05:37 AM
Parent: #17


تحياتي أستاذنا منصور

لقد وفيت وكفيت في حق هذا الرجل الموسوعة

سراجٌ في العلومِ أضاءَ دهراً على الدنيا لغيبته ظــلامُ
تعطَّلت المكارمُ والمعــالي وماتَ العلمُ وارتفعَ الطغـامُ

تشرفنا لعدة أعوام بجيرته لنا في بري اللماب بالخرطوم.
كان يجلس إلى والدي رحمه الله ويسأله عن خليل فرح ، وعن الكُشّاف أيام التركية ، وعن عمالقة عطبرة.
يجلس مستمعا بكل حواسه.
يستمع إليك حاثّا إياك للمواصلة، ثم يصحح معلومة هنا ومعلومة هناك ، بوجهه الصبوح
والله ما عرفناه إلا رجلا يحب السودان وأهله ، لذا نقّب عن تراث السودان وأهله.
رحمه الله رحمة واسعة

أبو جهينه

Post: #19
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 07-19-2015, 05:41 AM
Parent: #18

أبو جهينه رمضان كريم وتقبل الله فيه سائر
العبادات والتطوع وما تبديه وتخفيه الأيدى
من عمل وكذا النوايا وصادق السلام لك.
نعم كان الطيب من سكان برى ومنها كان
ينطلق بذلك الكومر وبغيره ليتحسس مواطن
التراث يسمع ويرى ويصور ويسجل
وكما ذكرنا فإنه قطعا تحدث عن نفير
الآبرى بأشكاله وعن أطعمة رمضان وعن
البروش والجماعيه والأباريق والطراويح
وقيام الليل والتهجد والصدقات قطعا
ذكر الرحمات أوالرحمتات والهيوب وحرق
الللس وعاشورا وتحدث عن الوقفه وزحمتها
والناس حول الترزى ولقيمات الصباح
وتبادلها بين الجيران مغطاة بتلك الفوطة
البيضاء المشغولة بالحرير الملون وتحدث
عن صلاة العيد والمعايده والمراحمه والموادده
فيا له من رجل عظيم متعنا بالتنوع الإجتماعى
وبفنون الأمة وآدابها وعوائدها متعه الله
بالفردوس الأعلى وأجلسه مع سيد الخلق
حكايا وصافا مع حسان إبن ثابت والبصيرى
وسائر مداح الرسول.


منصور

Post: #20
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 07-19-2015, 05:48 AM
Parent: #19


يا سلام ... يا سلام يا منصور ... أثرت فينا لواعج ذكريات مضت،
وبعضها أصبح أثراً بعد عين في ريفنا الحبيب نواحي السافل،
وألمي نواحي السافل موية نيل... كما يقول الأخ بادي في
قصيدته يا سكان البرجي العاج سلام ...... يا سكان القصر العالى سلام
يا ناسات البرج العالى سلام
اااانويسات البلد البلد الغادى سلام
ادونى سلام وان جيتكم تانى ملام
تبقى مصيبة ان كان السنة انعدمت بين الناس
تبقى مصيبة ان كان القرش اللحمر
قسم الخلق اجناس اجناس
يالمالين الكاس من الخلق الشربت عرق الفاس
يالشرف البدرى انداس0 والبلد الظالم شالكم فوق الراس
انواركم طعنت كبد السحب البكايات
واغار الليل سالباه كهارب الهجعة الضوايات
قائمين الليل الكاس مليان الجوف مليان
اللحم الطازج راقد بالعينات
وغفيركم نوم برق برق القبلة ابراسا قوى
وجنبو كلابوا الهوايات
يا سادات البزخ البازخ0 يا بعض كروش مليانة فتات
يا نجس الارض المدعية0 يا نسل الامم المدعيات
ماعون الوسكى اللحمر علب البيرة الصايدر
حتى قزازة البلد الناقع نازف من شريان المشرق
مصوا الخبث الفيه0 سما اعشرق
ونحنا ادونا الفاضى هدية
يقعد فى شمس الله تلاتة ايام بطهر منو السية
نسلخ منه الدمعة الوصفت عينتو والكمية
تمشى ام احمد تغسل بطنو وضهرو وما لازماها وصية
بعضا ينفع دلو نشال0 فى البيرام تسعة رجال
تقدلبو بنية حلوة مع الشحلال0 تسقينا حلال وزلال
الفاضى الكان مليان احزان واطرافو تشيل
اتحول كوب معقود فوق قلة تنقع وراقدة سبيل
سبيل متروف مسروف بين سيالة رامية ضليل
الغاشى الناشى الراحل ونوخ دابو ودل الشيل
لى حتى الطير الطائر وناوى رحيل
والولد السادر فوق مشهادو ودربو طويل
وعموم الناس والفرع الصايدو يباس وكلاب الحر وبنات الريل
بتشيل بتبل الريق0 الموية نواحى السافل موية نيل
يا سادات البرج العاجى سلام
ااانسات البلد الغادى سلام
والله ان كان عارفنى تمام
قدامكم وما شايفكم وساعت اشوفكم
اشوف قدامى اقزام
اما سوالف00 تبنوا عوالى تناطح الغيم الراحل تالا السافل
دور فوق دور وحدائق سور وتلاتة مداخل
باب مفتوح فى باب مغرون دهليز ومجاهل
القرش اللحمر صايل 0 حاكم بينكم تارك وفاعل
اللقمة بتوصل حلقك بالايجار
الريش اتقصقص تحتك بالايجار
لكن الموت كان جاكم طرفة عين بتاجروا مين
كان الموت بالاجرة يفوت
بتاجروا زول فى شانكم اموت
لكين الموت مرسال جبار وعنيد
اعزار الناس واعمار الناس اموال الناس
وعظمة الناس فى اييد والموت فى اييد
ارقدوا عوافى ونوموا عوافى
فوق الفوق0 لا حر لا سموم لا سوافى
الليد الطايلة تجيب المافى
خزائن الارض ونعيم الدنيا الزايلة
كلو معاكم وما كفاكم
حتى القرش شن فاتكم للبستاهلو
تندموا ليش ما جاكم
الملك النازل فجراوى وشايل ارزاق الخلق الرقدوا رقاد
انتوا تخطفوا اللقمة الحفت من جنحين الملك الرفت
وسيدا يموت بالفاق
العين ان زاقت شن بملاها
خلاف مولاها وبيتا رملو دقاق
يا سكان القصر العالى وداع
يا سادات البرج العاجى وداع
ياناسات البلد الغادى وداع
نتقابل يوما داك
ونصفى حسابنا الصاع بالصاع

Post: #21
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 07-19-2015, 05:52 AM
Parent: #20

يا دكتور أبوشوك ما أروعك وذلك العكودابى ودبادى الفصيح صياغ
المعانى السامية والمفردات النوويه التى تخترق قلوب الجبال وتذيب
قلوب الخلق بيسر فقد حباه الله بتلك السمات والخصائص فى ترويض
مخزونه المعرفى بالتنشئه ذلك المزيج بين ثقافة الشائقيه والجعليين
على نار هادئه فى تلك النواحى نواحى العكوداب فى السافل فى
بلاد ود السافل وهنا كان التطرق والوقوف على تلك المناحات

المنَاحاتْ وما أدراك ماهى وأثرها الإجتماعى وحفظها لتاريخ الذى قيلت فيه
وتاريخ أحوال زمانه وأترابه الذين تميز عليهم حقيقة أو فى القول وتمجيد
دقائق أفعاله ورفعة شأنه وعلو كعبه وهامته ومقامه بأفعاله النبيله إن كان
عطايا للضعفاء وذوى الأرحام أو راحاماً لهم باراَ بهم وكذا تبيّن شجاعته
وفراسته وصلادة مواقفه وكيف كان حامياً لأهله وعشيرته الممتده صداداً
لكيد أعدائها مناعاً للغير من التعدى عليها وركازاُ كما الغرابيب السود
الشامخات الباسقات الموغلات فى التجذر والثبات لا ينبغى لأى
ريحٍ أن تهزها ولا لقوة أن تحركها إلا قوة خالقها يوم ترجف الراجفه
وتتبعا الرادفه وتبث كما العهن المنفوش بقوانين لا نقوى على إستيعابها
ولا نمتلك سعة إدراكها إلا من علمهم الله ذلك من خواص رسله
والأنبياء وأهل التأويل، كما تحوى المناحة أحيانا وصفاً حسياَ
وتجسده كيف كان وسيما وضاءَ جذاباً حباب لا بل تبتدع له صوراً يصعب
تأكيدها فى الواقع حتى تحبب فيه كل من يصغى لذلك مكافحةَ
أو بعنعنةٍ وتواترٍ يتضخم بالزيادة والتعديل والتركيب لتتماشى
مع الأزمنه التى تلت زمانه وذلك لا ينقص من قيمتها ولا يصيبها
بالوهن بل تظل ممتلئةً بالقيمة التى حُقنت فيها منذ البدء كتلك
التى تٌنسب لشقيقة ود حبوبه وتؤدى بتطريبٍ عالٍ من أصواتٍ
مختلفه وكذا تلك الرصينة المعبرة التى قيلت عن شقيق المك
وتنسب لشقيقته بنونه والتى يٌبكى بها الكابلى سامعيه ويغرقهم
فى دموع الحزن السخين الحراق ومن أمثالها ما قاله إسمعيل
حسن يبكى حد الزين أمه ويبكى شقيقته التى سبقتها فى تقارب
لم يجف دمع الأول لتنهمر دماء الحزن دمعاَ للثانى وما قاله
ود بادى فى إسماعين ذات نفسه وفى الطيب صالح وحميد
وما سطره القدال فى حميد وغيرهم من أهل الإخلاص وما قاله
حميد فى إسماعيل حسن لا بل ظلت المناحه تلك البكائية الشعبيه
تتنامى وتتشكل إلى أن أصبحت تؤدى بالعزايات والكروة حتى صارت
فرق الفكاهة والتندر تُلبسها أثواباً تتماشى وكيفية ما حدث لها
فقد كانت تقال بالعاميه بليغة التعبير والإفصاح كأدب شعبى
كما الدوبيت والمسدار والتويه سنبذل بعض النماذج عنها حتى
يتطابق واقعها مع يسير قولنا فيها.

منصور


Post: #22
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 07-19-2015, 05:55 AM
Parent: #21


Post: #23
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 07-19-2015, 05:59 AM
Parent: #22


Post: #24
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 07-19-2015, 06:03 AM
Parent: #23


منصور رمضان كريم
والله كتلت البوست بطريقة التنزيل دى فشرطت البوست وشرطت عيوننا زاتا
منصور حلفتك بربك نائب مأمور وليس مأمور ارجع نقص السطر شويه، كتابة
باذخة زى دى اصبحت اندر من اسنان الدجاج فما تنجضنا بالفتلة دى..
ردى على الخيط الوسيم ده بعد التعديل ان شاء الله،،، صديق الموج

Post: #25
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 07-19-2015, 06:05 AM
Parent: #24

صديق الموج يا الصديق الموج إن الأسماء تصنع أصحابها وتميزهم
والموج من الأسماء النادره والتى تحمل من المعانى معانٍ ضخام
لا يمكن أن توصف أو تقال وللموج أحوال فى البحر والنهر والشخاتير
والوديان هداراً حين تفيض وسمحاً ينساب حين غيرها وهنا بحر من
البحور وموسم من مواسم الفيض والإغراق والأستغراق إنه بحر
الطيب محمد الطيب يا الموج وهو من نواحيكم وشرب بذات
الأشطان من ذات العد أو البئر ونلت كما نال حظاً من البركه
فمتعنا من ما آتاك الله وسرف مواعينك بكثير من الإبداع
وحباك كما حبى الطيب بالدِقَقْ فأكرمنا بما تيسر عنه
وعن التراث يا موج وألف تحايا لك وألف سلام عليك
وألف رمضانك والأهل مبارك ومتقبل أسعدكم الله.

منصور

Post: #26
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 07-19-2015, 06:08 AM
Parent: #25

لا يمكث فى الصدور إلا الشديد القوى فذلك الطيب جمع تراث الكبوشاب والعطويه والبراره والعيناب وغيرها من بيوت الكبابيش وتراث الكواهله والهواوير
ودار حامد مجانين وعريفيه وتراث الكاجا والبرتى وزغاوه وزياديه ومهيرية ختام حزام الأباله فى السودان وشوقر ونشق ودمر معهم كنجيله ثم نزل لديار البقاره
ومن قبلهم ممالك الداجو والتنجر والفور والمساليت والقمر والبرتى وسلاطين الدين البرقو والبرنو وناس تلس حواهم لم يترك ميما ولا تاما ولا غيرهم والجبل
عربها والنوبه وبطانات الشرق ببجاها وتقريها والشكريه والضباينه والبطاحين والرفاعه والقواسمه وأهل الفونج وحقن الثقافات فى وعاء واحد وحاحاه بحرصه
وسلم دار الوثائق الكثير الغزير الوافر فأستطاعت الأمة أن تتوحد بعدله وإنصافه الذى دوما يشق على قلوب الناس ولكنه كان يعرف ثراء حيوات الناس جميعاَ
لذا ما بَخِلَ ولا توانى ولا تقهقر كما الرمح مندفعاً فى آفاق هذه الوطن الممتد منقباَ صقيل ذهب التراث قولاَ وفعلاً ومنتوجاً وجاء بها صرةً فى
خيط ليبثها للكل عبر البرامج المتعدده وما توفر له من وسائل البث وقتئذٍ رحم الله الطيب صالح وأسكنه فسيح جناته مع الذاكرين الحامدين الشاكرين وحفظ الله
هذه الأمة ورفع شأنها شامخا بين الأمم ومجد إنسانها.

منصور

Post: #27
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 07-19-2015, 06:15 AM
Parent: #26


Post: #28
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 07-19-2015, 06:19 AM
Parent: #27


Post: #29
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 07-19-2015, 06:22 AM
Parent: #28

من تراث الزياديه الأباله بشمال دارفور وطريقة الفرح الجماعى الرجال
يكرون ويجبدون الأنفاس طنبورا رائعاَ والنسوة فى بهاء وزينة رفيعه
يترنمن بجماعيه ويرقصن بجماعيه ويزغردن بجماعيه وأصوتهن والطنبور
والصفقة والجابودى والألوان تمخول الناظر إليها وتسبيه.

منصور

Post: #30
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 07-19-2015, 06:24 AM
Parent: #29


Post: #31
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 07-19-2015, 06:28 AM
Parent: #30


Post: #32
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 07-19-2015, 06:32 AM
Parent: #31


Post: #33
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 07-19-2015, 06:37 AM
Parent: #32


Post: #34
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 07-19-2015, 06:45 AM
Parent: #33

ما هو الفافنوس
ما هو الغليد البوص
ود المك عريس خيلاً بجن عركوس
أحي علي سيفو البجز الروس
ما دايرة لك الميتة أم رماداً شح
دايراك يوم لقا بي دميك تتوشح
الميت مسولب والعجاج يكتح
أحي علي سيفو البسوي التح

كوفيتك الخودة أم عصا بولاد
درعك في أم لهيب زي الشمس وقاد
سيفك من سقايتو استعجب الحداد
قارحك غير شكال ما بقربو الشداد

إن وردن بجيك في أول الواردات
مرناً مو نشيط إن قبلن شاردات
أسد بيشة المكربت قمزاتو متطابقات
وبرضع في ضرايع العنز الفارزات

يا بقة عقود السم
يا مقنع بنات جعل العزاز من جم
الخيل عركسن ما قال عدادن كم
فرتاك حافلن ملاي سروجن دم

Post: #35
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 07-19-2015, 06:48 AM
Parent: #34


Post: #36
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 07-19-2015, 11:52 AM
Parent: #35

وتلك مناحة البشيل فوق الدبر ما بميل ذلك التور الذى ليس من البقر
ولكنه الأقرن الذى لا يجوعر بل تجوعر سواقيه ذلك الحسب الرسول
صاحب التكايا والخلاوى العطاى كما المطر شقاق البلدان ولاقاى
الناس ودراويشه طرابه يتَقنَت كيلهم,
ومن شاكلتها الكانداكا سيدى سيد الأراكا
سيد القدح البجُر ونارو توقد للفجر بشرٌ
إمتلكت ألباب الناس وشغفتها حبا ومن
ثم تفطرت لفقدهم وفقد أفعالهم التى عليها
يحى ويعيش الناس بقلوب مطمئنة آمنه
بشرٌ عبدوا الله وأحبوه وحبب فيهم الناس

منصور


Post: #37
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 07-19-2015, 11:55 AM
Parent: #36


Post: #38
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 07-19-2015, 12:03 PM
Parent: #37

دَيّم في التُقُرْ انصاره زاربنُه
بي عهده القِبيل بي عيسى تاهمنُه
لموا لُه العُمَدْ ليهم نقر سِنُّه
الهوج والشرِق طار المنام منُّه
***
دَيّم في التُقُرْ قال العِميرْ للسوم
القوي والضعيف من عينه طار النوم
الكفرة النجوس ما بختوا من اللوم
حَجّرتَ الدرب خليت جمالها تحوم

***
الأسد النَتَر قال الدين منصور
لموا لُه الأُورَطْ جابوها بالبابور
العُمَدْ الكبار كلامهم بقى مدحور
ضَحّيتْ بالمفتش وكرّمتَ بالمأمور
***
الأسد النتر بى جيهة الأبقار
لموا لُه الأُورَطْ شايلين سلاح النار
ود حبوبة قام ورتّب الأنصار
في كتفية ديك كم شبَّعِنْ صَقّار
***
الإعلان صدر واتلمّت المخلوق
بى عينَيْ بشوف أب رَسوة طامح فوق
لو كان بالمراد واليمين مطلوق
ما كان بنشنق ود أب كريق في السوق
***
الإعلان صدر واتلمّت الحلال
نصبوا لُه السلاح واتكرنف الخَيّال
قدر الله الحصل و الزمان مَيّال
منسول من أبوك ماك ود حرام دجّال
***
بتكلم بقول بوريكَ شِنْ حسبوا
بي نايبهُ السنين منّو الرجال حسبو
كل الخاصموك في الآخرة ما كَسَبوا

والتبعوك جنودْ للهِ انتسَبوا

Post: #39
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 07-19-2015, 12:06 PM
Parent: #37


Post: #40
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 07-19-2015, 12:10 PM
Parent: #39

بادى حضوره فقط تراث ومظهره والصيحه الصوفيه المنبعثه من نفس
رقيقة أواهة يبين يمها فى الأداء ذلك الحلاوى المنزوع من ذات طينة
ود حبوبه أبكريق الذى شُنِق كيداَ على الملأ فى السوق ذلك الذى يعشق
اللطام أسد الكداد الزام هزاز البلد من اليمن للشام وسيفه لفقار أعداء الوطن
قلاماً قلاعاً نزاع رحم الله ود حبوبه وأغدق النعمة على بادى ذلكم الوعاء
التراثى المهول الذى أطرب وأشجى وأمال وجذب بإبداعه
أنفساَ وقلوباً طريةً وطيّعه.

منصور


Post: #41
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 07-19-2015, 12:12 PM
Parent: #40


Post: #42
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 07-19-2015, 12:16 PM
Parent: #41

أما الإندايه وعوالمها وما يدور فيها من دقق فذلك كتاب آخر إستطاع الطيب
أن يرصده ويحصده ويحصيه ويحصحص أحواله حصحصة الصاغة لنمل
الذهب وما هو أصغر منه فالإنداية مجتمع كامل له قوانينه وأعرافه وشرائعه
غير المكتوبة والمتعارف عليها بشريبته وندمائه أياً كان إسمه جواَ إنداية أو
كمبو فلحظة دخول رجلك فى سوحه فقد خرجت من قانون إلى قانون آخر
له طرائقا فى الجلوس وأعرافاَ وطرائقا للطلب وله أدواتاً ووسائلا تتبع له
ولأنه مصدر رزق ومعيشه فإن أخلاق من يديرونه منصفة عادله فلكل مجموعة
يوم مرسهم وعرضهم وسوقهم ليتفرغ الآخرون إلى تجهيز معروضاتهم وفقاَ
للبرنامج المتفق عليه وكما آشرنا فإن الزبائن منهم الفسل الذى يجلس وحده
ويشرب وحده ولكنه يناغى للحراك العام ويختلس السمع والبصر لمن حوله
ودلُّقَه يرتفع زبد مريسته أشبه بلبن بكرة أو بقرة فى كبروس حار منها ورغوته
لا يقطعها إلا قمٌ أُحسن شاربه وجُمع حتى لا يلامس تلك الرغوة أما المريسة تلك
فيبرم شنبه حتى يصير كذيل العقرب ويغطس فى تلك الرغوة عند إحتساء
المريسه ليأتى من يقول للشارب يا أبوشنباً روب فجلبة الإندايه، هذا
يُفلخ فى بصل وذلك يشقق فى دقشم سنط أو حراز وآخر يشرمط فى أم فتفت
للشواء وأهل الميسره حول لحم عبدالجليل عمبلوكاً قرَم وشبع من السعد
والدفره رخصاً كما البسكويت والبنابر مبثوثة فى الأرجاء فمنهم من
يطلب بالقيروانه ومنهم من يطلب بالكاس أو القرع يصقعها ثم يمد
قرعته ثانية وقربة حوار يلحقهن أربعه ومن ثم يتدشى أرقد يا عيش
أنا جرابك ويا لسماحة أهل الإندايه ويا لفنجرة بعضهم فأهل الطلب
العابرون منهم من يسرف سعنه ثم يدفع حق ثلاثه أربعه مثل
الما بقى شئ أى كأن شيئاً لم يحدث ومن ثم يجيد وكاية سعنه ويدرعه
فى أم قرين ويتوكل على الله بعد أن يختّر من نيران الشواء من ما أنابه
من رزق لا أحد يتطاول على أحد والكل يحترم الشيخة ويقدرها ويعمل
المستحيل ليرضيها فليس هنالك من يشذ ويخرج عن الجاده فهذا يشوى
فى أظلاف وذلك يغلى فى كروش وآخرون أهل ميسرة وقُدره والكل فى
طربٍ عجيب هذا يدوبى وذلك يغنى وآخر يمدح بعد أن تلعب برؤوسهم
تلك بنت الزريعه فمنهم من يبلغ مقام من يقول للجمل بِسْ وآخر يعدل
عود البقس فى ذراعه متحسسا اللاحوسه والشماليخ معبأة بجبخان
الإستعداد فلا أحدٌ يتعدى على بنبر أحدْ ولا أحدّ يدفق دُلّق أحد
ولا أحد يتناول من كانون أحد ولا هبيلته والكل فى مسرة وحبور
والإتان مربوطةٌ حوالى الإندايه أيضاً فى طرب من المشك المبذول
فالعيش كما قال: كره يُشرب ولا يؤكل) ولكن حقيقة ُيشْرَبْ ويُؤكل
العيش فى الإنداية وغيرها.

منصور

Post: #43
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 07-19-2015, 12:21 PM
Parent: #42

إن الثوره المعرفيه البحثيه الجباره والتى قام بها الطيب محمد الطيب لهى
فراشةٌ أخرى لفتح معرفى قريب فقط الشونه وطبقات ود ضيف الله فعلتا
المزهل المدهش وما بالكم وهذا الطيب محمد الطيب الذى تطور فى طرائق
البحث والإحصاء العفوى لوسائل الجمع والتحصيل والتوثيق العلمى بالبحوث
الحقليه العلميه التى أكتسبها من الأكاديمين الذين عمل
معهم بشعبة بحوث السودان من أمثال سيد حامد حريز ودكتور يوسف
فضل وعبدالله على إبراهيم فقد زادت إمكانياته وقدراته وكذلك هيأت
له أسباب التجول والتوغل فى شعوب السودان ونزع الخافت والظاهر عن
خزائن صدورهم بل إستطاع أن يكسب ثقتهم وجانبهم فأغدقوا عليه من ما
يسكتون عليه فى مجتمعاتهم كالذى تم عبر مشاويره لقبائل الحِمران
تلك المجتمعات ذات الصرامة والإنضباط وقداسة الأعراف وعزة الجانب
والحفاظ على العرض فقد إستطاع بالصبر والموالاة أن يدون كثيراً
عن قص تاجوج والمحلق بروايات شفاهية مكنونة فى صدور الرواة
وخزانات تراثهم الآمنه إلا أن الطيب بدهائه وذكائه ومعرفته للناس
ساعدته بأن يحصى آدابهم وفنونهم وأشعارهم وبيوتهم وطرائقهم
فى الحياة ودون ذلك للناس كاشفاً حقيقة جزء منهم لم يكن معلوماٌ
للكل وكذا فعل بالبطاحين التى بدأ رحلاته إليهم بالمناطق القريبه
من المدينه والتى يتواجدون فيها كالحاج يوسف وعد بابكر ثم توغل
إلى عاصمتهم أبودليق حيث النطار والحكام وجاب مناطق رتوعهم
فى أبو زليق ود ساقورته ومنهم عرف عن ما كان يظنه أسطورة من
أساطير السودان كما الغول وغيره ذلكم الشيخ فرح ود تكتوك حلال
المشبوك البطحانى الأصيل والذى سمع به أولا من قص جدته وتكرر
الكلام عنه فى زياراته للبطاحين لا بل وجد عند رواتهم أشعاراً تتطابق
مع السائد عنه ووجد مخطوطات كذلك وكتابات ساعدته فى كتابة
كتابه فرح ود تكتوك حلال المشبوك وذهب لموطنه شرق سنار وتحقق
بطرائق البحث الحقلى عن كل ما يمت للشيخ فرح من ثقاة الرواة ومن
المبذول من المخطوطات ومن تلك الرحلات تعرف عن حقيقة ما نسميه
الدوبيت ويسمونه الغناء أو الدوباى والذى أنهكه بحثاَ حتى تأكد من أنه
الدوباى وكتب عنه كتابه الدوباى وهو خير معين لذلك الدوباى ورحلة
إكتشافه وكذلك إستطاع الطيب محمد الطيب أن يحصى تراث المناصير
الذين إستقروا فى عنق النيل وفى الصحارى الممتده كرحل أو بدو بعيدا
عنه مضيفاَ لمن سبقوه كتاباَ عن تلك القبيله. لا بل من أجل العلم والمعرفه
إستطاع الطيب أن يقتحم عقبة الإندايه ويجالس ناسها ويخالطهم
ويسامرهم ويدون ما يراه وما يسمعه وما يقال له راسما تلك الأجواء
بريشة قصاص ماهر فى كتابه الإندايه لا بل طاف بلاد البجا وبلاد كردفان
ودارفور ودون دقائق الدقائق وحقنها لنا فى كتابات وفى عرض
برنامجه صور شعبيه فأرانا صوراَ عن شعوب السودان ينصل عنها
الفك من دهشة رؤيتها لذا لزم علينا أن ننوه لقيمة ما ترك ذلك الباحث
العملاق لنا وللأجيال الآتية من خامات دبغها دبغاً وطراها لنا لكى نحيكها
بميرف المعرفه ونشكلها علوماً إنسانية وطنية أصيله ونلبسها جلابيب
لهذا الوطن على الله أو بلديات رحم الله الطيب محمد الطيب رحمة واسعه
وغفر له وجعل البركة فى ذريته وأهله أجمعين.

منصور

Post: #44
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 07-19-2015, 12:24 PM
Parent: #43


Post: #45
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 07-19-2015, 12:27 PM
Parent: #44


Post: #46
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 07-19-2015, 12:33 PM
Parent: #45

أما شرقنا الحبيب سهله وجبله، بحره ونهره خيله وإبله، أراكه وحقله وكسلاه
وجبيته سواكنه، قضارفه، سمسمه، سلاته والأقاشى. فنون بجاه، أغانى
البحاره وغناء بطانته، السيف فيه والركوه، جمر جبنته وجمر سلاته،
وسمح صلاته. حبابه والحمران، حلنقته والأرتيقه، هدندوته والرشايده،
وضبانيته والشكريه، وفرسان المهديه الذين طاب لهم هواءُه وحالت
لهم أرضه وذرفت لهم خيرا عيون سمائه ففيه تجد السودان وفيه
ترى السماحه. نقل أهل الشمال السواقى من النيل إلى توتيله
وضحكت حقوله خضراً ومحاصيلاً وفاكهه، وربط الرشايدة البحر
بشقيه، وعزف التقرى أنغام عرضتهم وبانت فدو حسانهم ولصف
الزمام وأضاءت الجدله. أبدع الشكريه فى فنون الدوباى وفتل
المسادير وأرخوا لعشقهم وكرمهم وبسالتهم وغنوا كيف ما شاء
لهم لأم هبج وصوروها أبرع تصوير، رسموا بالقول بريب
برِّها وجَسدوا باللحون قوام غيدها وكحيل مقلها والنهد والوضيب
المتعثكل والخصور الناحله، حقنو كل تراثها فى الأشعار
وأحسن وزير ثقافتهم الحاردلو القول الرصين والفعل المكين
وسار ود الشلهمه وصحبه على ذات الديداب. حضن الشرق
جبيت قبلة السواح ووكر السلاح وبلد الشوباح وتوهطت كسلا
وسط السواقى ناهدة بتوتيلها تغتسل بسرف عيونه حمارات
الصباح والمساء ليضوع نفح القرنفل والزنجبيل مع قلى بنها
وحسانهن تزينهن الفوطة المدروجة فى الخصر المتثائب
والصدر البركانى البرتكانى الراعبُ الراهب. كما ترقد سواكن
على لهاة البحر تتنفس عبق التاريخ والأصاله وتحتضن الأسرار
من سليمان والهجرة والأتراك وتغنى بلسان الطيب عبدالله وقول
الطيب العباسى (لى بدنياى مثل ما لكمُ**لى ماضِ وحاضرٍ وغد)
ويشق على من فى تلك الطبيعة المتداخله أن يشقها إلا على أصهب
ممرون ومكلوف ومحروس بنصل لصاف قصاص. أما عروس
البحر وحوريته بورتسودان فأمرها آخر التداخل البائن بين حضرمها
والشايقيه وقل يا (باشاب) وباحديد وباعبود والجعليون والتشاشه
والدناقله والعليقات والعبابده وأهل الدار من ما جعل لها مذاقاً.
أما حلفا الجديده فجاءت بالطار والتركين والتوابير واللسان
الحالى وفى أرض السمسم نبتت القضارف وارفة الظلال
حاقنة الغلال صانعة الوصال تتغنى لسمسمها بلسان
قرصته حرارة الدليخ. أما خشم القربه ودوكه وود الحليو والمفازه
فأمرها آخر، عوالم تتداخل وتتواصل وتنتج وتبدع وتخلب
الرؤى والخيال كل ذلك لم يفت على فطنة الطيب محمد الطيب
ولم يغب عن ذاكرته بل صفصه ورصاه لنا فى بتارين
التراث التى خلفها .

منصور

Post: #47
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 07-20-2015, 00:47 AM
Parent: #32

المولد فى السودان وتوارده الحولى وتواليه وجمع القلوب كلها وإشعالها محبة
فوق تلك التى تمور بها فيتهيأ الناس له ويمشون فى سوحه ويطوفون
ويسعون فى تلك السوح من خيمة إلى خيمة ومن حلقة إلى حلقه من
معرض للحلوى لمعرض آخر والأرواح تتسامى والأجساد تتمايل وتتمايح
مع الذكر والإنشاد والنوبه وتستنشق عبق البخور والند المعطون فى
ماء الورد وزيت المحلب والصندل وغيرها من مصادر العطور والروائح
الطبيعيه الخالصه سماحة تراها وتتلمسها بالأطراف أنصار السنه يرفضون
البدع والصوفيه يبدعون فى ذكر مناقب الأولياء والصالحين والود
مبذول بينهم لا تجهم ولا تهجم جميعهم كخلق الله فى العراء يشرب
الدابى والورل والزباد والبو وبهم الضان والماعز من حوض واحد
أو طشت واحد وتحته وبالقرب منه يرقد القنفذ لا ضرر ولا ضرار
وكذا فى سوح المولد ذلك العيد الفريد البديع والذى تتميز حلاوته
فى الشكل وفى أختلاف الطعم والمذاق سمسميه تحسبها من الجنه
وفوليه تفتر المضاغات من مضغها ولا تشبع النفس وكبكبيقيه
قل يا لطيف منها وعرائس وخيول وأيانق وأفيال وزراف وكل
ما نملك من برى يشكله أهل فنون تلك الحلوى يجددون به
العرض ويقتحمون عقبة الأرواح المحبة العاشقه لسيد الخلق
ولميلاده الميمون وقد صور لنا المجذوب محمد المهدى المجذوب
فى رائعته المولد والتى أبدع الأستاذ الكابلى فى أدائها كما
ينبغى لا يمكنك إلا أن تنفعل بها مهما كان قلبك صلدا وصلبا
ففيها ما يرقق القلوب وينفذ عبرها ويكهربها بذاك اللسع
الرحمانى الفاتر كوخز النحل يصنع فيها عسلاَ يفوق ما
تعارف عليه الناس من عسل فهنا كما قال حلقة شيخ
يرجحن يضرب النوبة ضرباً فتئن يا الله من ذلك.

منصور

Post: #48
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 07-20-2015, 00:55 AM
Parent: #47


Post: #49
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 07-20-2015, 01:41 AM
Parent: #48


Post: #50
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 07-20-2015, 01:57 AM
Parent: #49

حتى لا نبخل على الشرق وعلى واقعه من خلال فنونه وتراثه المموسق
على إيقاعاته القفاذه كأهله والخفيفة الوقع على الروح والدقيقة فى الأداء
فلشعوب التقرى فنونهم ولشعوب البجا تراثهم وللحمران وسائر قبائل الشرق
طرائقهم وإبداعاتهم والتى أحسبها أكثر تعبيرية من أى حرف وأى لغة وأى
خطاب بل هى وسائل باهرة جاذبه إمتلك أهلها مهارة الأداء ومهارة الإنفعال
بها والإنسجام معها الشئ الذى يجعلنا نٌحدِّق فيها كما يفعل
الجندى والصياد من ضبانة بندقه وقل يا قادر!!

منصور[/B]>

Post: #51
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 07-21-2015, 11:13 AM
Parent: #50


Post: #52
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 07-21-2015, 11:16 AM
Parent: #51


Post: #53
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 07-21-2015, 11:18 AM
Parent: #52


Post: #54
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 07-21-2015, 11:53 AM
Parent: #53

الصيد القفاذ الأخاذ الخلاب، والوز العوام المواح، والكواسر البواسل
صقور الجو الخوايه لصيدها بدراية ودربةٍ فائقه تحتار منها النسور
والجوارح شعبٌ تزهلك طرائقه ويسبيك تراثه ويدوشك فنه ويرغمك
على أن تقف بساق واحد أو بدونه وتحدق كدرويش الفيتورى بلا
وجه، جمالٌ من فوقه جمالٌ ومن تحته جمال جمال يتنوع ويتلون بتنوع
بيئاته ويتلون بثياب طبيعته جمالٌ مطبوعٌ غير مصنوع. جماعية
فى كل شئ، فى الرقيص وفى النفير وفى الفزع جماعية كجماعية
الجيوش أصحاب الكوكاب يجيدون الطعن به وأصحاب السيف
يعرفون فنوناً لا يتقنها سواهم وأهل الركاب أباطرة سرجها ولجامها
وكرائم العيس العيس هم أهل رسنها، وطنٌ حباه الله بالتعدد والتنوع
والتفرد والتميز!!

منصور

Post: #55
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 07-21-2015, 08:57 PM
Parent: #54

جبال النوبه تقول نفسها بصوت فنها وإيقاع تراثها الثر المتميز أنواع من
من الفنون والأصوات والرقصات والعادات المتجذره متوائمة مع تلك البىئه
الجميله بيئة السهل والجبل ومذاقها كمذاق منتوجها من المنقه والدليب والقشطه،
بلاد الشطة والليمون والذره بلاد التداخل والتلاحم والتصاهر والتمازج فالمسيريه
الزرق وقبائل الحوازمه المختلفه كنانه وخزام وغيرها وبنى حميد وجنوباً وغربا
المسيريه الحمر وجميعهم تحركهم إيقاعات النقاره
ورنة الكشكوش وصوت القرع ولا أحسب أنى بقائلهم أكثر من قولهم عن
ذاتهم بجميل إبداعاتهم.

منصور

Post: #56
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 07-21-2015, 08:59 PM
Parent: #55


Post: #57
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 07-21-2015, 09:01 PM
Parent: #56


Post: #58
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 07-21-2015, 09:03 PM
Parent: #57


Post: #59
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 07-21-2015, 09:08 PM
Parent: #58


Post: #60
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 07-21-2015, 09:28 PM
Parent: #59


Post: #61
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 07-21-2015, 09:31 PM
Parent: #60

وبتنوع الجغرافيا يتنوع المزاج ويتغير النغم ويختلف الإيقاع فالبقاره فى دارفور
مجموعات قبائليه لكل منها تميزها وخصوصيتها وقد تكون هنالك قواسم مشتركه
لوحدة الطبيعه ووحدة طريقة الحياة فالرزيقات والهبانيه والمعاليه والتعايشه
والحسينات وآل تلس توحدهم أشياء وتفرقهم أخر ويشكلون جميعاً لوحه من
الإبداع التراثى الرهيب ولوحة من النغم والتطريب
ساحرة خالبه فالحكامات يبدعن الكاتم ويبدعن غيره وظرف الفرسان
ينداح إستجابة لتلك الأنغام ذات الدلالات المتعارف عليها والمقدره
لدى الكل فالبرمكى برمكى فى كل شئ والفارس يبقى كذلك جندياً
جاهزاَ لتلبية النداء متى ما نودىّ بأن هلم إلى نفيرٍ أو فزعٍ أو قتال
أو نجده فأسرع من اليد إلى الفم يكون فى الميدان المحدد وفنون تلك
القوم كذلك أكثر تعبيرية من الكلمة أو العباره.

منصور

Post: #62
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 07-21-2015, 09:32 PM
Parent: #61


Post: #63
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 07-21-2015, 09:35 PM
Parent: #62


Post: #64
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 07-21-2015, 09:36 PM
Parent: #63


Post: #65
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 07-21-2015, 09:39 PM
Parent: #64


Post: #66
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 07-21-2015, 09:44 PM
Parent: #65


Post: #67
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 07-21-2015, 09:45 PM
Parent: #66


Post: #68
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 07-21-2015, 09:48 PM
Parent: #67


Post: #69
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 07-21-2015, 09:52 PM
Parent: #68


Post: #70
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 07-22-2015, 01:06 AM
Parent: #69


Post: #71
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 07-22-2015, 01:13 AM
Parent: #70


Post: #72
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 07-22-2015, 01:21 AM
Parent: #71


Post: #73
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 07-22-2015, 01:57 AM
Parent: #72

دوما يبين حضور المرأه الطاغى وفاعليتها البائنه فى التراث شراكة
لا ظلم فيها أبداَ بل نداً حاضراَ بأدواتها كلها تامة الجاهزيه عارفة لواجبها
راعية لحدودها حارسةَ لها بإستقامة كإستقامة الأنبياء بل تحرك بمكرها
للمشاعر وتؤلب الطاقات وتُبخس القاعد المعى وترفع الشملول الأصم
وتبدع فى تجميل أسباب الحياة وأسباب سعادتها فما عرض الأيانق إلا
إرضاءَ لروحها وإعزازاً وتكريماَ وما الصبر على البطان وسيف العنسيت
إلا إجلالاً وتقديراً لها لا تتجندر ولا تتضجر بل نائلةَ لحقها بالعرف
الفطرى والسليقه الإجتماعيه الرائده وكما تتجمل كأنثى يتجمل لها الرجل
بثياب الرجولة وسلوكها وفعلها فمجتمع مكتمل مثل هذا المجتمع ماذا
يقعده فى أن يقفذ إلى المجد والسؤدد وماذا يؤخره ويعطل ماكينة
تصاعده ورفعته وعزته إنه كامل الملامح مالك للملاحم كلها نتمنى
أن يراعى كل متبرع بالجهل لقيادته أن يتخرج من أصالة مدرسته
الحاويه لدرره وجواهره كلها وأن يعدها عدا ويحصيها عددا ويكرف
ريحها العنبرى السمح ويعرف قيمتها حتى يرعاها حق قدرها.


منصور

Post: #74
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 07-22-2015, 07:18 PM
Parent: #73


Post: #75
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: عبدالله الشقليني
Date: 07-23-2015, 04:23 AM
Parent: #74



عميد التراث : الطيب محمد الطيب

والجُودُ عَينٌ وأنْتَ ناظِرُها والبأسُ باعٌ وأنتَ يُمْناهُ
لَوْ كانَ ضَوْءُ الشّموسِ في يَده لَصاعَهُ جُودُهُ وأفْنَاهُ

كانت حياته هبة المولى والقيم على تراث الأمم السودانية .
لا أعتقد أن المسئولين عن التراث في التلفزيون قد حفظوا هذا التراث الضخم من آداب الثقافات السودانية الذي تم تسجيله في تلفزيون السودان .
يحق لنا أن نبكي تلك الأيام المواضي التي كان الجهد الأهلي لحفظ ثقافات الشعوب السودانية ملء الإعلام .
الشكر الجزيل للبروفيسور أحمد أبوشوك ،
والشكر أجزله للأستاذ / الطيب محمد الطيب الذي وهب حياته من أجل الوطن في أجلّ منبر .
تحية لك الحبيب منصور أن رفعت راية المعرفة

*

Post: #76
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 07-24-2015, 07:37 AM
Parent: #75

الشقلينى ألف سلام عليك وعيدك مبارك وكل سنه وأنت بتمام الصحة
والعافيه. أما الطيب فأنت به أعرف ولقدره رافع ومجل وكيف لا وهو
الذى جاء بكل الخيوط التراثية والمعرفيه ناقلاَ وعارضاً وشارحاَ
ومستنطقاً، ما بخل وما كلّ، جرقاَ زرع مسور التراث وحرثه وحصده
وستف به الصوامع كلها والمطامير زوادة للسنين القويات الشدائد
وحسنا فعل فقد ساج هذه الأمه برباط التداخل الحميم فى زمنٍ المجتمع
الذى ما زال يتشكل فى أمس الحاجة إليه، أنزل الله على قبره رحمة
باقيه ورفعه يوم البعث مكاناَ علياَ فى الفردوس.

وألف سلامى وشكرى يا شقلينى

منصور

Post: #77
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 07-24-2015, 07:59 AM
Parent: #76


الاستاذ منصور
الكلمة لا تفي حملك لنا لمرافقة شخصية لا تكرر على مستوى العالم دع عنك السودان،
الاستاذ الطيب جاء وسط أمة ما زالت تجهل قدر رجالها رغم أنه نال مكان بينهم رضى بها وهو ارفع قدراً منها.
وطيبك وطيبنا وطيب كثير منا، قادنا لسادتنا الصوفية وشيخنا واستاذنا عبدالجبار المبارك الذي صليت خلفه بمسجد
بابكر سرور بمدارس بابكر سرور بالحارة الأولى وصرت مدمنا لمتابعة ندواته خاصة نقده للفكر الجمهوري
وقام ود وحب في الله بيني بينه.
استاذ منصور اهديتني عيد واهداك الله عيدين
مع مودتي
علي الكنزي


Post: #78
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 07-24-2015, 08:02 AM
Parent: #77


عزيزنا وليس عزيزي وحدي الأستاذ منصور،
بدون رياء
طرحك للطيب الذي كان طيباً تفوح رائحة علمه وعطائه وثرائه على كل من القى السمع والبصر والفؤاد
بدأ طرحك كحديقة غناء بها خضرة وزهور واشجار تغري العابر بالمكوث والجلوس
أما الآن فقد تشعب الاشجار وتشبعت ليس بالظل والورد فحسب بل بالطيب والريح والريحان وثمار من شرقنا وغربنا، جنوبنا وشمالنا منها نغذي قلب وجسد من يحن لوطن هو في رفقتنا أين ما كنا.
مع هذا الثراء ليس للعابر من بد إلا الجلوس والمكوث والبقاء ما بقى الطرح عن الأستاذ الطيب محمد طيب واستاذ منصور.
والله بالامس كان عقار نومي مع منى القوز و(حجر الظلط من بقيسو) وخفت أنا اصحو عليها ولكن كتاب الله أولى.
ويبقى الطيب والطيب والطيب وابو سليم والمهدي صاحب الراتب ليس فلتة السودان فحسب، بل فلتات العالم والإسلامي والعربي، ولكن لحظهم أنهم ولدوا في السودان ولكن رغم ذلك فسح لهم الكون مقاعداً.
الطيب الأول تعرفه والثاني أنت أعلم به منى والثالث جد العالم في ترجمة اعماله للغات شتى، وجميعهم وجمعهم قبروا في الأرض التي جرت دماً في اجسادهم وحبراً لاقلامهم.
ادام الله ظلك بجسد كله قوة وعافية وحفظ ما في عقلك وزادك علماً
مع مودتي
علي الكنزي

Post: #79
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 07-24-2015, 11:49 AM
Parent: #78


عزيزنا على ياسين الكنزى السلام ورحمة الله ولطفه وكرمه تحتويك
جبارة أبديه فأنت من أهدانى عيداَ أبتع وهنالك من كتب عن الطيب
وعن جهده وجوّد أكثر من ما فعلت أنا بجهدٍ ضعيف الحيله
أشكرك كثيراً فقد إختفى البوست فى تهكير موقع سودانيس أونلاين
ولكنى أعدت نسخه بمشقه من نسخة فرعتها فى الفيس بوك
وحسناً أن كانت لك أنساً فى العيد وزاداً أرجعك لزمان الشيخ العالم الفنان
عبدالجبار المبارك بحر العلوم والفيوض والفتوح العرفانيه عليه الرحمة والغفران.


منصور

Post: #80
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 09-21-2015, 09:37 AM
Parent: #79

لم يتخرج الطيب محمد الطيب من مدارس علم الإجتماع أوالتراث ولكن أسس
واحدة تفوق جلها، فقد إمتلك شيخنا الفطره السليمه وأمتلك الرغبة فى سبر
طرائق الناس فى الإنفعال مع محيطهم والإستجابة لإيقاعه ورزمه وأستطاع
كسر القيود والحجواجز كلها وأقتحم عالم التراث بِشَرهٍ بان فى تعاطيه لذلك
التراث وتقليب مضاجعه كما البصير خبر مفاصله وجرائده وعظامه وخبر
أواعى حفظه من الناس يخرجهم من الصف من ألاف الناس وينسجم معهم وينقر
على مفاتيح ما عندهم حتى يكيلوا له ما بوسعه حمله من ما يحمولون ويعاودهم كالذى
يعود طعامه طمعا فى الجنه ومن ثم يعزله وينقيه ويستف به حافظات التراث كلها
ويقدمه للناس فى قوالب شيقة جاذبه فيا له من عصامى موهوب عشق ما يفعل
وعمل بما يعشق فشوق الناس فى ما يعمل فمن منا لم يستوقفه الطيب محمد
الطيب بل ومن منا لم يتسمر لبرامجه دون أن يرمش أو أن يغير وضعه فى الجلوس
يل يتسابق الناس للحاق بعزفه البديع فى القول والسرد والوصف والتمحيص
والتوضيح، نعم إنه آية من آيات هذه الأمه وعلامة فارقة إستطاع فتل حبل تراث
الأمة من تيلة نزعها من أطرافها كلها ولونه بمهارة تزويق البروش والطباقه
وأحسن صنع التفاصيل مبتدعا مدرسة فى التشكيل فريده.


منصور




Post: #81
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 09-23-2015, 12:10 PM
Parent: #80


Post: #82
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 09-23-2015, 09:33 PM
Parent: #81

العيد الكبير أو عيد الضبيحه أو الذبيحه والذى يبدأ الإستعداد له بعد
العيد الصغيّر مباشرة، وأول الطقوس لذلك هى الزريعه، تلك المتوارثه من
عمق التراث النوبى حيث تٌجلب لها الرمله وتوضع فى شكل دائرى ومن ثم
يوضع عليها العيش وتغطى بقطعه من الخيش أو الشوالات القديمه وأحيانا
بصفق العشر أو صفق العشر أولاَ ثم الخيش وتترك حتى تنبت ويحمر متعثكلاً
فى بعضه ذلك النبت ثم تُجمع وتجفف ثم تُعرك بالمراحيك أو فى الرحى بثفال
هارسات أو تطحن فى الطواحين ثم يُضاف عليها أنواع من التوابل وتعجن
بالماء وتحقن فى توابير ماهله حتى يختمر ذلك الطحين ثم يتنادن النسوه
للكوجان عندما كان فى الزمن براحاَ وفى الأنفس سماحة وكان البساط
أحمدىاَ، فتجهز صاحبة الكوجانه الجبنه والشاى والسجائر للبخبخه
والفنكهه وأكتمال الأنس والكوجان هو وضع العجين فى صاجٍ مهيل
حضّرت صاحبته الحطب لذلك بالكيفيه المتاحه، ثم يحرك ذلك العجين
بالملوده أو الكنش حتى تستوى وتٌسنسن وتُحقن فى توابيرٍ خاصه
حتى العيد للتزاوج مع الشربوت والذى له طقوسه وتفاصيله وكيفية
صناعته من التمر خلافاَ لبنت الزريعه حسوة الفُقره، أهل الدين الذين
يابون الدقة والمهوج وأنواع المريسة الأخرى ويجرون الحِسوة الحاليه
فهى تدومس بصاحبها وترتفع به مكاناً علياً فتلك السناسن تُخرج
يوم الوقفه وتُمرس بالماء وتُصفى فى توابير خاصه وتٌقدم للناس
بكاساتٍ من القرع أو كوريات رمضان كريم مع اللحمه بعد صلاة
العيد والذبيحة، تلك كانت فى السابق تدوعل وتٌكلف وتُرشد وتٌبر
بالخيرات مفرهدة فى أعين أصحابها تسر الناظرين، وصباح العيد قبل
الصلاة تنشط حركة قٌداحة اللقيمات للشاى مغطاة بفوطٍ مشغولة بالحرير
الملون على قماش الدبلان المصنوع من طويل التيله يا طويل العمر
وعيد اللحم هذا هو عيد التوسع كليالى الرحمات أو الرحمتات فى
أواخر رمضان ولو الناس أحسنت مكان سر النوبة ذلك المصران
الغليظ الذى يحمل أثقال الروث المتخمره والتى تُحدث عدم التعامل معها
بوعىٍ ضررا بيئياَ كبيراً يتكاثر به الذباب والناموس وتنتشر من جرائه
الأمراض، وعيد الذبيحه عادة لا يغيب أفراد العائلة عنه إلا إذا
كان فرداً منهم فى ميادين الحروب. إن الحسوة تلك أو البقنيه هى مع
الشربوت علامتان تميزنا عن أعياد الآخرين ، فعيدكم جميعاً مبارك
أعاده الله علينا وعليكم بالبركة والخير والصحة والصلاح.
منصور

Post: #83
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 09-24-2015, 06:49 AM
Parent: #82

الأخ منصور مفتاح
تحية طيبة و كل عام و انتم بخير
و الله هذا البوست افادني لدرجة احسست فيها بضآلة ما نعرف( ...و ما أوتيتم من العلم ‏إلا قليلا....). أقصد بذلك ما ليس ما نعرفه من علم و معرفة فقط بل كذلك ضآلة ما ‏نعرفه من قدر الرجال من أمثال الطيب محمد الطيب و من ذكرتهم، من أمثال سيد حامد ‏حريز و يوسف فضل، و عبدالله علي ابراهيم. كما سعدت كذلك بما حواه هذا البوست ‏كذلك لإتاحته لنا الفرصة لمعرفة ثاقافات و تاريخ و تراث لا زلنا نجهله و بل و نزدريه.‏
و سيكون هذا البوست و ما حفل به من معلومات دفعة لي كما أظن لغيري كذلك لارتياد ‏آفاق جديدة في مجال المعرفة و الثقافة.إن سيرة مثل الطيب محمد الطيب تجعلنا نشعر ‏بضالة ما قدمنا لهذا الشعب. و تجعلنا نغبطه لحب الناس له و لحبه لهم. سبحان الله ‏حب الناس كما يقولون من حب الله.‏
أما أنت أستاذنا منصور فلك الشكر الجزيل و أنت مثل لست مثل الذي يجالس حاملي ‏المسك بل أنت حقيقة حاملاً للمسك.‏

Post: #84
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: Osman Musa
Date: 09-24-2015, 03:28 PM
Parent: #83

الأستاذ الأديب الجميل المنصور
سلامات
وعيد مبارك عليك وعلي الأسرة الكريمة وعلي أسرة حبيبنا الراحل المرحوم الطيب محمد الطيب
والي عزيزنا المرجع ورجل المهمات العالم أبو شوك . وبارك الله فيه علي ما قام به من جهد لكتابة سيرة دوحة العطاء .
تحياتي أخ منصور .
وسوف أحاول أرسال رقم تلفون السيد قسم الله مدثر صديق المرحوم الطيب والمتابع لما تكتبه عن الراحل .. عليه الرحمة

Post: #85
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 09-26-2015, 02:51 AM
Parent: #84

الأخ محمد عبد الله الحسين ألف سلام ورحمة ونور عليك وأسرتك
وعيدكم مبارك، أما عود الصندل الفواح الطيب محمد الطيب سيظل يغمرنا بأريج
نفحه التراثى الزاخر وسيبقى إلهاما ومرشداَ ونبراساَ يضئ برابخ ودهاليس
التراث المحقون فى الفرقان والقرى والمدائن والعتامير وفى البوادى والسهول
والجبال وفى قلب المدن، نعم فى قلب المدن فأنظر لذلك اللقاء الذى جمع
سمرقنديه وتوسل وبنت بيومى وتساقطت عنه ملاحم من التراث كسبائط
القنديله حادقةً حاليه، وتمعن فى تطور الغناء والغنا القُفُر إى غير المنسوب
لأصله والذى يسمى بغناء البنات والذى كن من عبره يفرغن
آهات الحب وعبرات الظلم والتخلى وأشواق العشق المخزونه فى أرواحهن
وحفاظا للعرف لا يوسمنها بأسمائهن ولا يشلخنها ولا يفصدنها ولا
يوشمنها بما يدل عن قبيلتهن أو أصلهن فتنداح كمقتولة الصف
كما الإتان الهامله يركبها من أراد إلى حيث ما أراد، حتى ظهر جيل
حكمت وسمرقنديه ومن بعدهن وسميه جيلانى ليشعلن الوجدان الجمعى
بأشعار تغنى بها الرجال فقل يا عبدالله محمد يأتيك كيد الإبداع من سمرقنديه
فيا عزيزى تمكن الطيب محمد الطيب أن يغرس فينا خاصية
التمعن فى طرائق الحياة فرحاً وكرهاَ وتوثيق ذلك لأنه يمثل تاريخ إجتماعى
لا بل يمثل عظم علم الإجتماع الذى يمكن للأجيال الآتيه
تفكيكه لمعرفة محتواه ومكنونه وكم من تراث يتملكنا ولا نمتلكه موثقاً
ومدونا بل نتركه يتفلت عنا خفيا كما الروح من مشارط الأطباء ويتحور
إلى غيره فاللعبه التى كانت يحييها الطنباره أخذ يقدمها الصياع
حتى رفت كبد المجتمع وسمتهم ووسمتهم بالفنانين الذين بلغوا الآن
شأوا ومقاماَ علياَ فى القبول والإستجابه موازية لطرب الروح الآخر
من إنشاد عرفانىّ وصيحةٍ ومديح وطربٍ بطبل ونوبة وطار حتى
يطير قلب السامع الراخى لأذن البصيرة وغرف المحبة فى القلب
فرحم الله الطيب محمد الطيب وأثاب وحفظ علماء التراث دكتور
عبدالله على إبراهيم ودكتور أحمد أبوشوك ويوسف فضل وسيد أحمد
حريز وعبدالسلام نورالدين وكل الذين يمتلكون التذوق التراثى وينزعونه
من صخر وجوده العصى بأزاميل معرفتهم القديره بفرج من الله
وعيدك وعيدهم جميعا مبارك وسعيد وكل سنه والكل على ما يرام.

Post: #86
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 09-26-2015, 11:05 AM
Parent: #85

الأخ منصور
تحية طيبة
قبل قليل تصفحت ما أنزلته من فيديوهات عن تراث مختلف قبائل السودان. و أصدقك ‏القول أنني ذهلت لهذا الغنى في تراثنا الشعبي و الذي يجهل قدره الكثيرون و أنا منهم. ‏فبحق ما رأيته من تراث في بوستك العامر هذا جعل عيناي تدمعان (صدقاً و ليس ‏إصطلاحا)ً سبب إحساسي بالتقصير نحو هؤلاء الذين يحملون إسمنا و يمثتلوننا فيما ‏يسمى بالهوية السودانية. ‏
التحية لك أخى المفتاح و أنت تساهم في تعريفنا بثقافات شعبية ننتمي إليها و تنتمي ‏لها و لكننا نجهلها. فياله من تقصير و يا له من جهل. ‏
تذكرت و دموعي تنهمر الآن و أنا أطالع الرقصات، فينمو داخلي ارتباط حميمي مع ‏هؤلاء البسطاء، و هم يمارسون طقوسهم في تلقائية، و بساطة، و صدق، ضاربين ‏عرض الحائط بتجاهل بني جلدتهم من المتعلمينلمساهماتهم في التراث و في الثقافة ‏السودانية. ذكّرني هذا الموقف دموعامنّي انهمرت في تلقائية و أنا في زيارة لي لقريتي، ‏و أنا أقف في بلاهة أمام عمّات، و خالات، و صبايا، و شابات من قريتي، و منهن ‏بنات عم، و بنات جد، و عمات، و خالات، و أنا ألتقي بهن لأول مرة في إحدى ‏المناسبات الإجتماعية. و بينما هنّ يذكّرنني وّ يعرّفنني بعلاقة كل واحدة منهن بشخصي ‏كانت دموعي تسيل رغما مني في تلقائية و إحساس دافق بفخر و إنتماء صادق غمرني ‏على حين غرّة، لم أحس به من قبل، و تكرر الموقف الآن و أنا أطالع رقصات القبائل ‏في مختلف مناطق السودان في بوستك الغزير المادة هذا. ‏
اللهم أرحم جهلنا و سفاهة مني سبقت نحو ثقافة و أناس نحن منهم و هم منّا و لكنها ‏سياسات التعليم العرجاء و خواء مناهجنا الدراسية. ‏
و اللهم بارك لأخي و أستاذنا منصور في علمه و في مسعاه نحو تعريفنا بثقافتنا.‏
و الشكر و التقدير للعلماء الذين ساهموا في التعريف بهذا التراث و منهم عليى سبيلب ‏المثال:‏
الدكاترة عبدالله علي إبراهيم، و أحمد أبو شوك، و يوسف فضل، وسيد أحمد حريز، و ‏عبدالسلام نور الدين.‏
و االرحمة و المغفرة للمرحوم الطيب محمد الطيب الذي وضع البذرة في التعريف بهذا ‏التراث و الذي ساهم فينفض الغبار عنه و في التعريف به بسبب الجهل أو التجاهل ‏بدعاوى التقدم و التحضر أو تقليلاً من هذه الكنوز التي طال جهلنا و تجاهلنا له.‏

Post: #87
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 09-27-2015, 02:05 AM
Parent: #86


العزيز عثمان موسى صاحب الذوق العالى والوصال الصادق والخصال
الحميده، ألف عيدك مبارك وألف أمانىّ وآمال وتهانٍ لك والأسره الكريمه،
وقريبك الطيب قرّب لنا المسافات بين الموروثات كلها، وجمعها لنا وزاد
بذلك وعينا وربطنا ببعضنا البعض بللس للتعارف متين، وأفرغ لنا من
ما جمعه عبر السنين من العجائب اللافته والغرائب الخافيه عنا وأبانها
ووضحها وعرفها لنا وجمعها فى إليازة كتلك التى نظمها هيرودتس
عن تراث الأغاريق وما هيروديتس الأمى إلا بتلميذ للطيب المجذوب
إبن الدامر وأتبره صاحب الصوت الرخيم والعقل الذكى والذاكره الفوتوقرافيه
والعباره الراقصه والطرائق المسرحيه الجاذبه الشاده لإنتباه مستمعيه
والرافعه لمقام وعيهم وثقافتهم رحم الله الطيب محمد الطيب رحمته بالرسل
والأنبياء ورفعه فى الفردوس مكانا علياً، وتحياتى لصديقه الودود الذى
مازال مرابطاً على المحبة الأخويه وحارسها وحاميها وكم من مثله يبقى
إنهم كأسنان الدجاج إن وجدتهم فغرّس فيهم بسمات الرعاية والرشاد له
التحية والود ولك وله سمح المعايده وألف ودى وسلامى يا ود موسى.

منصور

Post: #88
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 09-28-2015, 09:53 AM
Parent: #87


Post: #89
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 09-28-2015, 11:47 AM
Parent: #87


Post: #90
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 09-29-2015, 03:26 AM
Parent: #89


الأخ الأستاذ محمد عبد الله الحسين سلام ورحمة وعرفان من الذى سوانا
وساوانا فى خلقه، وصنعنا بجهالةٍ التمايز الضار، والذى جلب لنا كل أسباب التهلكة
والبغضاء، فنحن خلق كما الفواكه لا ينبغى للنبق أن يصيركريزاَ، ولا الجوافة
بأن تصير كومثرى، فلكل نكهته ومذاقه وكذا نحن عباد الله، لنا سماتنا وخصائصنا،
وسمتنا المميز، والذى أبكاك ذلك سيظل يُفرحك ويُضحكك، لأنك فتحت غرف الحقيقة
لذاتك ففيها سترتحل إلى ما شاء الله، وما أروع وأبدع بأن يعرف الإنسان نفسه، فكل
ذلك التراث موجود ووافر، ولكن نتمنى أن نحسن النوايا ونتوغل فيه، ونغرف منه
بالقرع الكبار وتعبئ توابير الروح المكوارية منه، حتى لا نعطش منه أبدا، وفى
الأثر يقولون من يضحك أخيراً يضحك كثيراً، فها قد وصلت لعوالم من إبداع كانت
خافية عليك وتلك العوالم كان ملك جلبها وعرضها على الناس بعد أن يضفئ عليها
بهاره المتميز المستساق، هو الطيب محمد الطيب ود المقرن فى أتبره، فيا عزيزى
الشكر لك على الوقوف بهذا الصحن الرحيب الباشرى متمعناً ومستمعاً ومستمتعاً
ومتلقياً لفحواه ومعناه وطرائقه وألف سلام لك وألف سلام عليك.


منصور

Post: #91
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 09-30-2015, 02:11 AM
Parent: #90


Post: #92
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 09-30-2015, 02:21 AM
Parent: #91

لسودان : رقصة الفولان الامازيغية ,
قبيلة الفولان أمازيغية

هناك تداخل كبير بين الفولان و الامازيغ خاصة صنهاجة .. هناك اراء تشير الى ان اصل الفولان من الامازيغ .. المؤكد اشتراك الفولان و الامازيغ فى الكنفدرالية الحامية .. و دور مشترك فى نشر الاسلام


Post: #93
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 10-05-2015, 03:26 PM
Parent: #92


الطيب محمد الطيب مهدى التراث الذى خبر قيمة ثروته وقام بأسباب
ثورته للآتين!!


منصور

Post: #94
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 10-07-2015, 00:26 AM
Parent: #93


Post: #95
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 10-07-2015, 00:42 AM
Parent: #94


Post: #96
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 10-07-2015, 02:43 AM
Parent: #95


Post: #97
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 10-07-2015, 02:46 AM
Parent: #96


Post: #98
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: Elmoiz Abunura
Date: 10-07-2015, 03:18 AM
Parent: #95

عزيزى منصور

سلامات

بدأت اليوم فى الاطلاع على خيطك الرائع عن الراحل المقيم الاستاذ الطيب محمد الطيب. ظروف السفر بين جبال الدخان وجبل لبنان فى العام الاخير جعلت متابعتى ضعيفة لسودانيزاون لاين.
Quote: " وأوراق فرح القاسم، كساب الجعلين، والأخير من أحفاد الشيخ فرح وأكثرهم حفظاً لمأثورات الشيخ، وبحوزته وثائق مهمة جداً أطلعني عليها مشكوراً." (الشيخ فرح ود تكتوك حلال المشبوك، ص 20-21).

العمدة فرح القاسم, عمدة ودتكتوك هو ابن حفيدة المرحوم جدى الامير الجمرى ابونورة, امير دوكة فى فترة المهدية, وقد سمى عليه والدى المرحوم الجمرى على ابونورة جبل الدهب. وبينما ينتمى فرح القاسم للبطاحين من جهة جده الشيخ فرح ود تكتوك, الا ان جده الجمرى ابونورة الكبير هو جعلى سعدابى.
مع ودى وتقديرى

Post: #99
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 10-07-2015, 05:39 PM
Parent: #98


العزيز المعز أبو نوره السلام ورحمة الله عليك وعلى الأسره وكل سنه
وأنتم بألف خير. بتعريفك للأمير أبو نوره ومعرفتنا لأمك بنت مقرات ورفاعه
وأمدرمان بنت البروف مكى شبيكه فإنك والتاريخ صنوان تقوله
بجدك البروف ويقولك بجدك أبونوره أما علاقة حفيده من البطاحين ومن
قمتهم الروحيه ود تكتوك فرح القاسم حاوى وحافظ تراث جده والقبيله حفظ
العِرض والأمانه وهى حقاً أمانه وباهظة القيمه وغالية الثمن لا بل
لا سقف لثمنها، وفى ما ذكره البروف أبوشوك أن المرحوم الطيب محمد
الطيب حقق فى كل مكتوبٍ ومكنون فى صدور الثقاة من أهل الشيخ
ود تكتوك وسجلها فى كتابه فرح ود تكتوك حلال المشبوك وأحسب أن
القاسم ذلك من أولئك النفر الذين أخذ عنهم شيخنا ددر التراث الخاصه
بود تكتوك وبسطها بسماحته وسمته للناس كما الحلوى فى الأعياد
والمناسبات المفرحه أما عن دوكه بلد آل كربوس تلك فقد إستقر حولها
أهلنا من آل مقبول والذين ذهبوا مع ود إسيد إلى فتح القلابات والتى
كوفئ بعد سقوطها بسيف النصر الذى تغنى بعظمته الشاعر الععبقرى
عمر محمد حسن:
هديك المكنى جات سيف النصر تقدلبو
ديك المكنى جات جلدى العلّىْ بتسلبو)

وأولاد مقبول منهم الأخ عبدالرحيم الطيب الناشط إجتماعياً بواشنطن
دى سى.

ولك السلام

منصور

Post: #100
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 10-08-2015, 09:49 AM
Parent: #99


الحداثه تقتحم عقبة البوادى بأثقال أدواتها وبشفرة لهجتها الساحره
فساحرات جمال دار حامد يتغنن لفرع البامبى فى طريق الخوى
وعشقهن لذلك المصوبن الذى كن يعشقنه فوق الأصهب الشوباح
ويلتقن به عند العد والرهيد والفوله وفى كسّة الرعيه وكسعتها
وفى البلدات والمقى ببلامته وسوطه ومركوبه الفاشرى وكنتلته
الحريريه ثم حدثت النقله الأولى وصرن ينتظرنه فى محطة التيمس
والفيات وسائر اللوارى حيث أنشدن:
السريع قام خلونى برجى قدام
لى أبوشاديه
إلى إن حلت ثورة الإتصالات وعمت أدوات الخطاب وأنحلت عقبات
اللقيا بالهواتف النفاذه إلى قعر المستحيل ويا لها من حداثة موغلة
فى التعبيريه.

منصور

Post: #101
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 10-09-2015, 10:54 AM
Parent: #100


Post: #102
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 10-09-2015, 11:01 AM
Parent: #101


Post: #103
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 10-09-2015, 11:05 AM
Parent: #102


Post: #104
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 10-09-2015, 11:06 AM
Parent: #103


Post: #105
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 10-10-2015, 11:59 PM
Parent: #104


الدلوكه قبل الحكامة تقول لغةً تُحرك مشاعر الناس وتلك اللغه كخيوط الزار
وفقا لإختلاف نقراتها ولكل مجموعه محرك من تلك الأصوات لتلك الدلوكه
ثم يأتى صوت الحكامة المملوء بالمعانى التى تمثل المقذوف الروحانى
الذى ينزع الناس من جلساتهم كما المناقيش للسرائح وتذرو بهم فى تلك
السوح عرضة وبرجه صابةً بنج البتر والقطع والطعن ويقفون للسوط
وكأنك بهم يتناولون الحلوة الشهية الطاعمه شفاههم تبتسم سخرية فى
ذلك الذى يمغى الظهور فيا له من فرح عميق ويا له من إنجذاب
رائع ويا له من تعبيرٍ صادقٍ وتلك الحميره من أرسخ وأشهر حكامات
الجعليين ووجدت صيتاَ وظيطة فى الإعلام الشفاهى والإعلام المؤسس
ومعها عبقرى الدلوكة ذلك المشهور بأدفورينى وبكوعه الساحر يخنق
تلك الدلوكه حتى يصبح صوتها كصوت الكوز فى التيمس وعند العقبات
والملاين وكانت الحكامه الرجا فى منطقة السروراب تقول لذاك الصوت
المنبعث من عربات ود جاد الله أو عربات السافل العابرات لتلك المنطقه
(دوس يا شيخ البلد ما فيها رجال) وفى ذلك تحريض للناس بأن يمنعوا
تلك اللوارى من ختم الحله بل عليها أن تسلك درب الجمل وللرجا تلك قدم
راسخ فى الفن والطرب ولها شهرة أحسبها تفوق شهرة حميره فقد كانت
لها مكانة وقداسه فقد أنصفها الفنان العلم التاج مصطفى بأنه تعلم منها
وتأثر بها وبطرائقها الساحره فى الكسره وفى قذف المعانى فى أفئدة
عشاقها ويشختون ويفرون من الركة كما الحداة والبزاة الجوارح فيا لسحر
تلك الفنون وسحر من يؤديها ويشرف على إخراجها.

منصور

Post: #106
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 10-11-2015, 08:01 AM
Parent: #105


إن المدقق للنظر يرى الدُلّق الأفرنجى مخنق بالزريعه وبناتها
البقنيه، الحسوة والدقه لأهل الدقه والمهوج لعشاقها والشربوت
عصير التمر رغوته لا يقطعها إلا الخنجر الموخمجان، وقرعة
ترعى كما الوزة
فوق الزبد الفائر وصوت التوابير فى القطيع كصوت التور الجِرِق
النعم يا كريم وافره وطواجن الشيه منها البجقجق ومنها البشطشط
ومنها الذى سُرِفت قداحته والبصل مفلخ ليمونه درار والشطة أشكال
وألوان الأخضر الداكن والأحمر القانى وأذنك لا تسمع إلا أبقى
داخل كرمو آناس عليكم الرسول تَخَتِرو إن شاء الله نشوف جديد
وليداتكم وذوات الديس الممرون السابل المدفوق كذنب الفرس فوق
الكفل ينهر ضبان العين قل يا لطيف والجناييت قامت بهم تلك
الزريعه فزرعوا الدارة عرضة وصقريه يختفون الشبال كفْ
فيا لها من ليال تلك ويا لها من أيام ويا لها من حياة رغد العيش
فيها يصنع الفاقة والونسة الدقاقه والطاب المبنته سيجته ومرشوشه
من النقاع بحذرٍ لا بفقع المح.

منصور



Post: #107
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 10-13-2015, 10:34 AM
Parent: #106


Post: #108
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 10-14-2015, 11:01 PM
Parent: #107


الناى وريحة النال والشيح والباشندى والمحريب وبريب البطانه وجدى
الخشش الدافقه لقرضها والخريم والبرم، ولغات جميعها ناقله للجمال
تلك البدويه الغائصه المتعمقه فى الأصاله وتلك الحامله لأوجه الحداثه
والمواكبه للتحول الإجتماعى وتغير وسائله وطرائقه والمسميات فلم تحرن
تلك اللغه أبدا، بل أفردت أجنحتها ورقصت بصدرها لتحويها وتحتويها
لتنتج ذلكم البهاء والروعة والإبداع الحامل لثقافة الناس وتراثهم والعاكس
لواقعهم وواقع حالهم وأحوالهم وعلائقهم المتشابكه المتداخله الصناعه
لأسباب سعادتهم والذى يسعدنا نحن من يناغى ذلك التراث القوس قزحى
الجميل المتميز والأصيل الفارق فيا لك من أمة عظيمة وراقيه ويا لك
يا ذات المذاقات الحادقة الحاليه، الأمانى لك بوهدةٍ تبين فيها تلك
المفاتن الساحرة الخلابه.


منصور

Post: #109
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 10-16-2015, 04:12 AM
Parent: #108


Post: #110
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 10-16-2015, 04:32 AM
Parent: #109


Post: #111
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 10-17-2015, 08:48 PM
Parent: #110

إستطاع الشريف زين العابدين أن يسطر إليازةً رصّعها بجواهر التراث
وطرزها حللاً حريريةً فاخره تنقل من خلالها وعبرها بناقنه الصهباء
حيناً وبفرسه الكنانى الملجم المسروج الأصيل حيناً آخر، بذل
ذلكم الصناجه صاحب القدره التصويريه العاليه جهدا جباراَ فى أن
يخرج أصوات هذه الأمه من خرير نيلها وأنهرها والخيران من
تنوع طيرها وتنوع أليفها والبرى، كما إستطاع نقل الألوان المتداخله
ونقل خيرها المصوبن فى الصوامع والمستف فى المطامير والمحقون
فى السويب والقسيب وفى كل قطيع والمشوّن فى التقى والحادق
فى المقى والرامى فى السراب والحيضان واللّبن فى البلدات وفى
واسع السهول الماهله وفى الجزيرة الخضراء، أبدع فى رصد عظام
هذه الأمه قادة وأهل فنون وريادة ورياضه، أحصى الشعراء
والأدباء وأهل الرأى وحملة الراية وتحدث عن الضرحات والخلاوى
وعن القرآن، فصل للشرق لباساً وسروالاً وصديرى وخصاه
بالشوتال. ونسج للشمال جرجارا وللوسط قرقاباً و
وللغرب ثوباً وملفحة وللجنوب بنطالاً وقميص وألبس الحسان
العاجات والفدو وغرز فى أنف الكبرياء زماماً ووقف عند
باب السلطان عجبنا ووادد المندى وجال وخوجل مع
أبو زكريا أداب العصاة من وداى لمشارف المسبعات
وأستمع للراتب من أتباع المهدى ود تورشين ولصانع الإستقلال
عزف السلام الوطنى وبذلك أستحق وسام الفخار والنبل
والإخلاص نسأل الله له الفردوس.


منصور

Post: #112
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 10-18-2015, 05:06 AM
Parent: #111


Post: #113
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 10-24-2015, 12:34 PM
Parent: #112


Post: #114
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 10-25-2015, 10:53 PM
Parent: #113


إن كانت النقاره تحرك وجدان البقاره وأهل جبال النوبه والطمبور يلهب وجدان
أهل الشمال الفصحاء وأهل الرطين والطار تطير له قلوب أهل حلفا ف للدلوكة فعل
السحر عند الجعليين فتطلق فى حسهم ملالة الطرب ويبرجون
وينقزون الصقريه والطواقى تنزعها طيور الفرح وتحلق بها فى السماء وتهبط تحت
قدمى صاحبها ويخطفها كخطفه للشبال ثملاَ بالفرح منتشيا بالنغم
الطروب واللحون البهيجه فيا لمحركات الشعوب والناس ومؤثرات مزاجهم
وصانعات حياتهم من فنون وتراث بعاثاتٍ للسعادة وبعاداةٍ للشقاء.


منصور

Post: #115
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 10-27-2015, 08:01 AM
Parent: #114


Post: #116
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 10-30-2015, 10:38 AM
Parent: #115


عبدالقادر سالم أحد عمالقة ترسيخ الفن الكردفانى كلمةً وإيقاعاَ وموسيقى
كلمة تحمل مضامين التراث وايقاع يتنوع ويتلون بين خببٍ وجكةٍ وشوباح
وموسيقى تنسجم مع تلك الإيقاعات والكلم الطروب الذى يعكس أشواق
الناس وبواعث فرحهم وسعادتهم ويشارك ذلك المبدع آخرون كعبدالرحمن
عبدالله والمرحوم صديق عباس والمرحوم موسى أبا فقد إستطاع جمعهم
بتوسيع دائرة الإستجابه لتلك اللحون حتى صارت فنوناً قوميه.


منصور

Post: #117
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 11-03-2015, 00:46 AM
Parent: #116


التراث هو طرائق حياة الناس وطرائق أكلهم وشربهم وطرائق زيهم
وكيفية لبسهم وكل ما هو متعارف عليه فى تعاملهم ففرحهم له
طقوس وتفاصيل والحزن كذلك له مميزاته ولكل مجتمع موسيقاه وإيقاعه
وأنغامه ودوافع إنسجامه وإهتمامه بفنونه المكتوبة والمقروءة
والمموسقه كما له طرائقه فى التسليه واللعب فالمدينه لها طابعها والقري
ما يتماشى مع طرائقها وكذا البوادى وتجد للناس أسماءً لألعابهم وإهتمامهم
فشدت وكرعت وحرينه والرمه والحراسه وشليل وحجله
وقيره قيره وأم الصلص والبلى وقويديس من قاسك وغيرها وغيرها
كما تجدهم ينفعلون للقص الشعبى والحكاوى والأشعار والنوادر والطرف
والتقليد فالسيجه والطاب وأم الحفر والضاله من المتنفسات، وهنالك مكر
الشعقيبه فى الختان وإأشكال متنوعه ومتعدده فى الإحتفآت فى النفاس
والنفير لا بل هنالك أكثر من ذلك وأوفر وما هو خلاف ذلك وذلك ليس
علينا كمجتمع بل كل الشعوب لها ثقافاتها وتراثها الذى يصل لحد
القداسه عند بعض المجموعات إلا أننا نواجه تحدياَ الآن بإنتشار
طرائق الوصال التى صارت تصنع العزلة بين الناس فقد تجد من
يجلسون فى ذات المكان ولا يهمسون بل يتبادلون الرسائل بالجوال
وأظن كما فقدنا خاصية الذيل وفقا لدارون سنفقد خاصية اللسان
والقدره على الكلام لأننا عطلناه.

منصور




Post: #118
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 11-17-2015, 11:34 PM
Parent: #117


Post: #119
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 11-18-2015, 04:43 AM
Parent: #118


ضاع صبري اين يا وصلي
قلبي بنار الغرام مصلي
ياعقود آمالي انفصلي
مابفيق من النويح اصلي
عقلي يوت كل ساعه ينقص لي
فيك ضاع يا طيبة الاصل
ايه ده ليل والبدر واضحلي
ام ده ديسك محيو فاضحلي
يا العيون عاد روقي واحلي
خفي رمشك ده المجرح لي
زاد من نار الصدود وجلي
يا معاني الشعر والزجل
باهي جيدك والخديد مجلي
ترى ده الهلاك في الاعين النجل
ليك نسائم الشوق دوام رسلي
في هواك كم ضائعا" مثلي
ماسليت وانتي كيف تسلي
انا صرت ميت والدموع غسلي
مالي يا ليل الهم تجمعلي
يا بدر بالله اسطعلي
وياسهيل ارجوك اسمعلي
ترمي محيك في الكفل تعلي
يا حمام بالله اسجع لي
مالو ضائع في الخيال فعلي


عبيد عبدالرحمن

Post: #120
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 11-18-2015, 04:54 AM
Parent: #119

السمانيه يكتبون بيراعٍ من مرجان ويتغنون ويمدحون وينشدون ويتقنون
الصيحة بحناجرٍ من ذهبٍ مصفى، وإن المتمعن فى إنشاد سليمان حاج
بله والسمانى فضل الله يتلمس ذلك بأيدى حواسه كلها وتبهره وتجهره
أنوار التطريب العالى وتضئ له سلالم خطو الجذبه ليتصعد فى مقامات
يرتشف من راح الأرواح السلاف الزلال الشافى من كرمة الكرماء وقندول
القناديل الكونيه المضيئة كالشيخ قريب الله والشيخ عبدالمحمود نورالدائم
وعبدالمحمود الحفيان والشيخ هاشم والشيخ الحسن إبراهيم الدسوقى
والحفيان الأصغر محمد السمانى وغيرهم من أهل الرصانة والوسامة
والمتانة وسحر القول وجزالته كما عند العباسى والناصر فيا لكم من
أهل فيوض وفتوحات ضخام.

منصور

Post: #121
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 11-20-2015, 04:45 AM
Parent: #120

شيخى أبوبكر يوسف لك من التحايا السمين الحنيذ
فقد رجعت بى إلى زمان جمر الزكر ولسع جذبه يتخطف عبداللطيف سراج الدين ويمشى فوقه على إنشاد سليمان حاج بله لرائعة النابلسى جرى ما جرى طمعى فى حب ليلى ماجرى


وماأدراك ما النابلسى بصوت سليمان حاج بله


تكاثر وجد القلب سراً وجهرةً
وصبري عني في الهوى زاد نفرةً
ولما حسى قلبي من الكأس حسوةً
تمنيت من ليلى على البعد نظرةً
لتطفي جوىٍٍ بين الحشى و الاضالع


جرى طمعي في حب ليلى بما جرى
وليلى توارت عن عيوني في الورى
سألتُ عسى القى الخيال الذي ترى
فقالت نساء الحي تطمع أن ترى
بعينك ليلى مت بداء المطامع


رثت لي نساء الحي في نيل قربها
وقلنا اصطبر ما أنت مِن من تنبه
وها هي تستر عنك الحسن والبهاء
فكيف ترى ليلى بعين ترى بها
سواها وما طهرتها بالمدامع

هي سر سر الغيب فيك تستر
وقد ضل منك العقل حتى تحير
وهيهات تلقاها ولو كنت في الكرى
وتلتذ منها بالحدث وقد جرى
حديث سواها في خروق المسامع

الا يا لقومي كيف أُروى من الظما
وعيني ترى الأغيار والقلب في عمى
وما الصب إلا منشدٌ قد ترنم
أجلك يا ليلى عن الغير انما
اراك بقلب خاشعٍ لك خاضع


ويخلف بالأخرى التى يتصاعد فيها وله وهب الله وتعبيرية الشيخ الصديق فيذوب الأول فى كرام كرام ويتلاشى الآخر فى شربوا شربوا

نسمـات هـواك لـهـا أرج تحيـا وتعيـش بهـا المهـجُ

وبنشر حديثك يطـوى الـغــمّ عـن الأرواح ويـنـدرج

وببهجة وجـه جـلال جمـال كمـالِ صفـاتـك اُبتَـهـج

ما الناس سوى قـوم عرفـوك ، وغيرهـمُ همـجٌ همـجُ

قـومٌ فعلُـوا خيـراً فَعَـلَـوْاوعلى الـدرج العليـا درجـوا

شربـوا بكـؤوس تفكـرهـم من صرفِ هواكِ وما مَزجـوا

دخلـوا فقـراء إلـى الدنيـاوكما دخلـوا منهـا خرجـوا

يــا مدّعـيـاً لطريـقـهِـم ُقــوّم فطريـقـك منـعـرجُ

تهـوى ليلـى وتنـام اللـيــلَ وحقك ذا طلب سمج )













منصور

Post: #122
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 03-13-2016, 06:14 PM
Parent: #95

: الطيب محمد الطيب

Post: #123
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 03-13-2016, 06:20 PM
Parent: #122

أمه تمتلك ذلك الزخم من البهاء والجمال تتحجر كباد بعض أبنائها

ويمارسون الغلظة ويحرقون الأرض تحت أرجلهم!!

منصور


Post: #124
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 03-14-2016, 10:05 AM
Parent: #123

فنون الأمه وآدابها، تراثها وخصائص إنفعالاتها الإجتماعيه دعائم جامعة

للأواصر ورابطة للوشائج والعلائق بين الأفراد والجماعات وحافظة لسماحة

الأمه لا بل لا يمكن أن يقرأ كتابها إلا من خلال ذلك.

منصور


Post: #125
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 03-15-2016, 05:30 PM
Parent: #124

إن المرحوم الطيب محمد قد إنفعل مع الموروثات السائده والمحفوظه فى الصدور تلك التى آلت إلى زوال أو إنخفض بريقها وذلك من صدور الثقاة المتفق عليهم فكان ذلك الفعل رواباَ أول يجب إتباعه وتحديثه حتى نصون ونحفظ وندون كل ما يمت لذاك التراث من فنون وعادات وطرائق حياتيه مؤثره فى المجتمع حتى لا تضيع منا الأشياء ولا نضيع المفاتيح السحريه التى سلمنا لها الطيب محمد الطيب فى رحلة حياته المعقودة بذلك الهم والذى تفنن فيه وخبر أهله وخبر طرائق التعامل معهم وكسب ودهم وأخذ عنهم النافع المفيد وملكه لنا بإحسان وإتقان علينا أن نتبعه ونضيف عليه ونضفئ عليه من سحر التقنيات ما يجمله ونسوقه للغير فلا أهل الهند والصين والفرس بأحق منا فى الإستثمار فى ذلك ولا الفرنجة أيا كانوا فدعونا نتلصص على مصادر التراث كلها ومن ثم نحصيها ونعرضها ونقوم بدراستها وتمليكهار للأجيال بعد أن نفك شفرتها ونوضح مضامينها ونبين قداستها كعرف تملك الناس عهداً وتعاهدوا عليه فالأمم تتميز بثرائها ويعكس ذلك التراث حقيقتها ودرجة إنفعالها به ومستويات الوعى فيها وأعنى الوعى بحقيقتها ومعرفتها لذاتها وما يربط أطرافها ويعمق أصلها ويوضح وجهها ويميزها عن الغير فالأمم بلا تراث كما الطعام الماسخ لا تألفه ولكن تدفعك المسغبة إليه.


منصور

Post: #126
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 03-16-2016, 10:28 AM
Parent: #125

أجمعنا عليه وتوحدنا به ورفعناه أعلى مكان فى الأنفس فقط لأنه جاء

من الأبواب التى نعشق وجاء بالأسباب التى تجمع ولا تفرق، تبهج ولا

تغضب لا بل تصنع الفرح الأبدى إنها لأبواب التراث وإنه لملكه ومكه

وسلطانه الطيب محمد الطيب طيب الله ثراه.

منصور


Post: #127
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 03-16-2016, 01:34 PM
Parent: #126


Post: #128
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 03-17-2016, 09:00 PM
Parent: #127

من نقدمه بفضله علينا لا يحق لنا أن نتقدمه فهو أمامنا بارج بما يملك وبما أعطى بسخاء رحم الله الطيب محمد الطيب وبعثه الفردوس


Post: #129
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 03-17-2016, 09:25 PM
Parent: #126

: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا

Post: #130
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 03-19-2016, 01:23 AM
Parent: #129


Post: #131
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 03-19-2016, 01:27 AM
Parent: #130


Post: #132
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 03-19-2016, 01:38 AM
Parent: #131


Post: #133
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 03-19-2016, 01:46 AM
Parent: #132


Post: #134
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 03-19-2016, 09:28 PM
Parent: #133

إن ما تفعله الثقافات فى الشعوب سوف لا ولن تقدر عليه مواثيقها ومعاهداتها

وإن ما أجمعت عليه من تراث وفنون هو الضامن لرباطها والحافظ لوصالها

رغم كيد السياسه وتحولاتها فثقافات السودان وتراثه والفنون هى الأساس

الذى ستتجمع به هذه الأمه مهما بلغت من إحنٍ وإبتلآت.

منصور


Post: #135
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 03-24-2016, 12:51 PM
Parent: #134

إن هوية السودان تتجسد فى تفاصيل ذلك التنوع التراثى البديع ونتدانى لها جميعا بقلوبٍ سليمه وعواطف لا تعرف الكذب أبداً.


منصور

Post: #136
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 03-25-2016, 02:47 AM
Parent: #135

الطيب محمد الطيب عرف سر الوصفه السحريه فكمدها فى السويب
والقسيب وفى كل كابدقل حتى حين الحوجة إليها!!
وما أحوج الناس إليها الآن.

منصور

Post: #137
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 03-25-2016, 02:48 PM
Parent: #136

الآن هو زمان أهمية الطيب محمد الطيب كشخص جامع لتراث جامع
فى ظرفٍ حرج ومنعطفٍ خطير.


منصور

Post: #138
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 03-26-2016, 11:06 PM
Parent: #137

كان للهوية حضوراً فى محاور الحوار الوطنى لا بل تسيدت بطريقة أو أ
خرى فى كل لجانهل لذا لزم علينا عكس بعض ملامحها وملاحمها
للناس لكى تستجم تحت ظلالها.

منصور

Post: #139
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 03-27-2016, 02:28 AM
Parent: #138


Post: #140
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 03-31-2016, 04:09 AM
Parent: #139


Post: #141
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 03-31-2016, 11:02 AM
Parent: #140


Post: #142
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 04-05-2016, 09:51 AM
Parent: #141


Post: #143
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 04-05-2016, 09:58 AM
Parent: #142


Post: #144
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 04-06-2016, 01:14 AM
Parent: #143


Post: #145
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 04-09-2016, 09:15 PM
Parent: #144


Post: #146
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 04-09-2016, 10:52 PM
Parent: #145

الفنون ذات الصوت العالى والقوام الممشوق الفارع والخصر الدقيق الناحل والسيقان المُشعة الجاذبه والعيون الكاحلة الضاحكه،
جمال من فوقه جمال ومن تحته جمال جمال متعدد الوجوه والمذاقات يجبرك على الإلتفات إلى تفاصيله ويوصلك إلى مقامات من
السعادة لم تكن بواصلها إلا به جمال فى الإيقاعات والتطريب وفرادة الأداء، جمال فى أرواح من يؤدى ذلك ومن يضيف لنا بعداَ
فنيا تراثياَ عاكساً لواقع الحين، عزفاً طروبا ترقص له الحنايا وتهدأ به الدواخل أنغاماً مشحونةً بصورٍ حقيقية بديعه ومعان تحمل أثقال
القيم الرفيعه والخطاب الجمالى العالى الرصين فذلك الكم من التنوع والتعدد الفريد البديع، خاصية حبانا بها الله وعظم شأننا وأكرم
وفادتنا ورسخ أصالتنا وعزتنا، فقرأ ذلك اللوح الطيب محمد الطيب وأعاد قراءته وحفظه كما الإلياذة الفاخره وبرج به فى سوح الجمال
ناشراَ له ومعرفاُ به وداعياً إلى الوقوف عليه والإهتمام به فاكاَ لرموزه وشارحاَ لمحتواه وناقلا للكل عنعنة توثيقه بصبر الأنبياء وصدقهم
والإلتزام وقد أسس بذلك جامعه تراثيه حافله بالبهيج الرصين من كل تلك الفنون الصامته والصاخبه والراقصه فنون تجلب السلوى
كمسارح الفرد الواحد أولئك النفر ذوى القدرات الفائقه فى التقليد والمحاكاة وقول الأشياء كما هى ورسم الصور وعرضها بإزميل يفوق
ما لدافنشى وأنأمل تُقعد بتوهفن فى علبه!! نعم هم كذلك لا بل أكثر فيا لثراء هذه الأمة ويا لرساخة أصلها ويا لبداعة مكوناتها أمةٌ مسحورةٌ
لما عندها وما فيها أمة يرى جمالها الغير ولا ترى منه شيئاَ أمة تمشى فوق جبال الذهب وفوق سهول الحقول وعلى أكتاف شرايين الحياة
أنهاراَ تجرى فى السطح وفى الجوف وتيبس كباد بنيها ويتفاقسون بغلظة لا شبيه لها أبداَ ولا مثيل ويزحفون عنها إلى غيرها وجيوش الغرباء
تزحف إليها لكل ما هو طبيعى فيها فعسلها وتبلديها ونبقها وسائر خيراتها وما تحويه من خصائص غذايئة وطبيه لا تضاهى ولا تماثل فبلاد ب
كل ذلك الجمال والأصاله لا تستحق إلا الأستقرار وسعادة أهلها وأمنهم وسلامتهم حتى يكونوا رواباَ كونياَ فريد.



منصور

Post: #147
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 04-11-2016, 01:11 AM
Parent: #146


Post: #148
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 04-11-2016, 01:33 AM
Parent: #147


جننونا بالخضار يا الله
سميره وين يا الله
سكنوك جنوب الفونج
سميره أنا أبقى ليك تلفون
سميره فى المدرسه أم جملون
سميره فى المدرسه أم جملون
سميره الرصيرص جنوب الفونج
جننونا بالخضار يا الله سميره وين يا الله
سميره قمنا من سنار فى سنجه أنا قلبى ولع نار يا الله
سميره أنا قلبى كلو ودار
سنجه كيف يا الله الرصيرص كيف يا الله
سميره دى المحلب الدرفون
سميره ديل كهارب واللا عيون
سميره ديل كهارب واللا عيون
سميره ديل فضه واللا سنون
جننونا بالخضار سميره وين يا الله


Post: #149
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 04-11-2016, 08:45 PM
Parent: #148


Post: #150
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 04-11-2016, 09:51 PM
Parent: #149


Post: #151
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 04-11-2016, 10:18 PM
Parent: #150


كيف لمن يقارب بين صديق عباس ويا بنيه يا صندل الليون وسميره دى المحلب الدرفون من قسم على إسماعيل من جنوب
النيل الأزرق وبهاء الفونج وروعه جنوب الفور يا لها من من مقاربة ربطت عناصر الجمال بأشواق
وإشراق مبدعى البلاد وبتلقائيه لا شبيه لها تلقائيه توحد مشاعر مكونات الأمه وتعمق الأواصر
وتشحن الصور فى بعضها البعض صانعة قوس قزحٍ قومىٍ فريد فيا لها من فنون تلك التى تحمل مشارط
الإستشفاء السحريه والعافيه المرتجاة أبداً لوطنٍ حاضنٍ لتلك العظائم الباهره.



منصور



Post: #152
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 04-17-2016, 01:49 AM
Parent: #151


Post: #153
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 04-17-2016, 01:53 AM
Parent: #152


Post: #154
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 04-17-2016, 03:15 AM
Parent: #153


Post: #155
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 04-17-2016, 03:31 AM
Parent: #154


Post: #156
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 04-19-2016, 07:34 PM
Parent: #155

رحمة الله عليك يا دكتور الطاهر محمد على يا راصد أدب الكباشى وحاصيه وحافظه للأجيال وشارحه ومبيناً مواقف قوله وما قاله
من شخوص وما تناقله عنه فالكباشى ذلكم الفقيه العالم المهول الذى إختار تلك البقعة المباركه الراقده على ضفة النيل الشرقيه شمال الخرطوم بحرى
ببضعة كيلومترات إستطاع أن يسقى أبنائه تلك العلوم والمعارف والعرفان فتناقلوها كابرا عن كابر لا بل ظل وسيظل ذلك الداب والديدن إلى أن يرث الله
الأرض فتلك البقعه تمور بخلاوى تحفيظ القرآن والقادمين إليه من بطون الأرض وأفجاجها لينالوه وينالو بركة المكان فكيف لا ونيران التلاوة متقدة ملتهبة
باعثة للدفء وفى الضريح المحبين وأهل العشق الإلهى وأهل الذكر والمديح والإنشاد وإلى الضريح ياتى أهل الخلاف للصلح وياتى أهل الأرتباط لعقد
الزيجات ويأتى أهل الحاجات للدعاء وفى المسيد تجد الخير الباسط والرزق الوافر والسخاء البائن والنفوس اللينة الرضيه وتجد راحة البال اللهم أرحم الشيخ
الكباشى رحمتك بالعارفين بك والمتبعين لأمرك والعاملين وأرحم من خلفه ليوم الدين وأرحم ذريته وأخص بالرحمة عزيزنا الشيخ العوض الشيخ المسلمى الشيخ
إبراهيم الكباشى وذريته كذلك إلى يوم الدين يا رب.


منصور

Post: #157
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 06-07-2016, 05:59 AM
Parent: #156

الرحمه للدكتور الطاهر محمد على وللشيخ الكباشى وللعزيز الشيخ العوض
الشيخ المسلمى الشيخ الكباشى وأبعثهم ببركة هذا الشهر أعلى الفراديس
ريا رب.



منصور




Post: #158
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 06-07-2016, 06:22 AM
Parent: #157


Post: #159
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 06-07-2016, 07:50 PM
Parent: #158


Post: #160
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 06-07-2016, 08:20 PM
Parent: #159

قوة العباره وفرادة التعبير وجودة التطريب العفوى يجعلك ترتحل فى هلامية إيحآت المفرده وما توحى به من معانٍ يتسامى من كهربتها عنان الروح فتروح فى شأن خالقها الذى أبدع ذلك الجمال ليجمل لنا هذه الحياة ونعيشها وأرواحنا تلهج شكراً وثناء وهى تدور بلطف مع ذلك التدوير والدوران الكونى فى تلك الأفلاك بإرادة خالقها لترقص فى مداراتها بلا مداراةٍ ولا فتر ولا نفتر نحن من الإرتحال معها خارج جاذبية عوالم الأشباح إلى ما فوق عوالم الأرواح المريح، فيا لذلك الجيل الذى أطرب وأشجى وشق للفن ديداباً وعبده بالروائع الغوالى فى القوالب الحوالى لتبقى مراجعاَ تخم من بحرها الأجيال كيفما شاء لهم الغرف ومتى ما أرادت ذلك، بحارٌ سلسبيلية عذبة قراح دنها وملاح أكوابها والقوارير وكأنى بها من تلك التى قدر الله فضتها تقديرا. فحوجة الإنسان لذاك الفن حوجة لا تقل عن حاجته للأكل والشرب وحاجته للذكر والتلاوة والإنشاد فهى حاجة الروح لزادها وزوادتها ويا لملكة ذلك الجيل وتَمَلُكه للقدره على قرآة لوح أشواقنا المُشرّفْ بالنقاء والطهر والأريحية السمحه.



منصور




Post: #161
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 06-08-2016, 10:57 PM
Parent: #160

الطيب محمد الطيب رسم خارطة الطرق العابره للتراث كلها وعبدها وأحسن ذلك بعد أن تمعن فى مواعينه كلها وتمكن من إحصاء ما فيها وغرف
لنا فى ما غرف فى ما كتبه وما عرضه فى التلفزة والإذاعة والمسارح وفى قاعات المحاضرات والندوات والأنديه الإجتماعيه وهنالك من يؤسس بعلمية
للمواصله فى ذلك على سبيل المثال لا الحصر الدكتور عبدالله على إبراهيم والدكتور أحمد إبراهيم أبوشوك وآخرون أدركوا أهمية ذلك الكنز فراحوا
ينجمون فى جباله المكتنزة به بلا هواده، رحم الله الطيب محمد الطيب وغفر له ورفعه أعلى الفراديس صديقاَ شهيداً.



منصور

Post: #162
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 06-14-2016, 08:49 AM
Parent: #161


Post: #163
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 06-14-2016, 09:02 AM
Parent: #162


Post: #164
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 06-21-2016, 01:41 AM
Parent: #163


البيضا أو البيضاء فى الباديه تقدم لك وقد تأكل لحم بكرتها كرماَ وسخاءٍ فطرى فذلك البراح المفتوح لا تقدر عليه إلا النفوس التى
تتسع لتملأه بالخير والجمال وبلا أضواء ولا ضجيج والبسمة يكاد أن يقع منها الشارب وفى ذلك البراح وتلك البوادى التى يضج
قمرى كبورها وزرزورها ويتلب عتابها وبهمها ويغنى أناقيبها وتمرح وتلهو وتتبارى حيران إبلها وتنقز عبران البر والمرحات
على إيقاعتها ويفوح فيها عطر أمات عارض ويبخرها طلحهن وكليتها والشاف ويشفى ذلك أعضاك كما يقولون وتصبح ولادة لجمال
القول من مسدار وغناء وصناعة للحون بالربابة والصفارة والزمباره فى الفاقه والخدره الدقاقه والمطموره وبتابه ففيها كل شئ
معافى وفيها تتشكل إنسانية الإنسان الذى يعرف قيمته من قيمه حنه وعطفه على الحيوان الذى يشاركه البقاء فيها فتلك البوادى بمختلف
طبائعها من وديان وخيران وشخاتير وحدب وما يشكلها من نبت وشجر وجبل يمكنها أن تعيد صياغة الإنسان وتخرجه من حرج المدائن
وضيقها الذى تضيق به الأنفس كل ذلك أدركه باحث الإجتماعى البلدى البروف الطيب محمد الطيب فما فعله وبذله للناس لم يبذله شينى
لها فهو المحاضر فى جامعة الناس المفتوحه والتى يزح ويزحف إليها الناس للتلقى والإستزاده.


منصور

Post: #165
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 08-24-2016, 07:22 AM
Parent: #164

في ذكرى الطيب محمد الطيب.. وشهادات من عدول AWWAL | 20 فبراير, 2015 at 20:41 18 0 في السابعة من مساء الأثنين 16 فبراير 2015م ، احتشدت القاعة الكبرى بمركز الفيصل الثقافي ، في البرنامج الثقافي الشهري الراتب (في ذكراهم ) و الذي خصص لذكرى الباحث و الكاتب الراحل الأستاذ الطيب محمد الطيب ، عبر شهادات يقدمها بعض تلامذته و أصدقائه و عارفي فضله على المشهد الثقافي السوداني . افتتح الحديث الأستاذ الناقد نادر السماني ، الذي اعتبر الراحل الأستاذ الطيب محمد الطيب هو النموذج الأوفى للشخصية السودانية المعافاة في أروع تجلياتها و بساطتها ، إذ كان من فرط تواضعه و بساطته يشعر محدثه أياً كان بأنه يتعلم منه ، و هو كان حقاً – وهو يعلّم الآخرين من كنانة موسوعيته و علمه – يتعلم منهم في الآن ذاته ، و كان يملك القدرة على استنطاق بسطاء الناس ما يريد أن يقوّلهم إياه ، كناية عن معرفته العميقة بخصائص الشخصية السودانية . كان الشاهد الأساسي هو البروفيسور محمد المهدي بشرى ، الذي كان لصيقاً بالراحل و يعتبر نفسه أحد تلامذته ، معدداً سبق الرجل و موسوعيته في توثيق التراث الشعبي السوداني مستقصياً كل مفرداته و تجلياته ، فما ذهل عن شئ من مكونات الثقافة السودانية ، ما تعلق منها بأشكالهم و طقوسهم ، الشلوخ ، الختان ، الزواج ، الحرب ، الصيد ، تواريخ القبائل و تقاليدها ، إلخ ، و أشار البروفيسور محمد المهدي بشرى إلى كتاب للراحل ، صغير هو كتاب (في ذاكرة قرية) يعتبره مع صغره أحد أهم إصداراته ، يبحث فيه شتاتاً من مفردات ثقافة القرية السودانية من الألعاب الشعبية إلى أشعار النساء ،إلى كافة تقاليد القرية السودانية . و كان من أهم شهادات البروفيسور محمد المهدي عن الراحل أن إنجازاته العلمية و التوثيقية اعتمدت في الغالب على جهده الخاص ، إذ لم يكن ينتظر أية تسهيلات من الجهات التي يعمل لصالحها سواءً أكانت مؤسسات بحثية أكاديمية كالجامعات ، أو منابر و أجهزة إعلامية كالتلفزيون أو الإذاعة ، ظل مشغولا بالشخصية السودانية و دراستها و معرفة خصائصها و محركاتها ، فحصل خبرة و معرفة عميقة بهذه الشخصية في مختلف تجلياتها . عصامي تعلم بنفسه ما ينافس به ذوي التأهيل العلمي التخصصي الرفيع ، توجه محمد المهدي بشرى إلى مركز الفيصل برجاء أن يتكفل بطباعة الكتب و الأوراق التي توثق مسيرة و حياة الطيب محمد الطيب ، مما كتبه هو أو أخرين كثر من تلامذة و أصدقاء الراحل. كان أيضاً من الشهود المتحدثين عن الراحل ، البروفيسور عبدالله حمدنا الله ، الذي بدأ بطرح سؤال جوهري : هل كان الطيب محمد الطيب يتوفر على (مشروع)؟ في الخمسينات ظهرت الدراسات المتخصصة في التراث القولي ، كتابة و إذاعة ، و ظهرت أسماء لامعة تخصصت في بعض مفردات و جزئيات التراث الشعبي ، كالمديح ، أو بعض صور الغناء ، أو بعض مفردات الفولكلور ، و في الفترة ذاتها ظهر الطيب محمد الطيب كمشروع شامل و متكامل (تخصص غيره في جزئيات التراث ) ، من حيث إحاطته بجميع مفردات التراث ، و من حيث الإحاطة بكل أركان السودان و الإثنيات و الثقافات التي تعمره .. كتب مالئاً كل المسافة الشاسعة ما بين المسجد و الإنداية (من أهم مؤلفات الرجل كتاب “المسيد” و كتاب “الإنداية” ..، ليس التراث القولي فحسب ، بل و الفولكلور ، يمكن أن نصف مشروعه بالشمول و البساطة ، ثم تساءل البروفيسور عبدالله : هل له منهج ؟ نعم .. كان أصيلاً في كتاباته (لم يعتمد على مصادر ثانوية بل اعتمد على مبادراته المباشرة من المصدر ذاته ) أي منهج؟ لم يكن أكاديمياً يعتمد على طرق و قيود البحث العلمي التي تقيد من يعتمدها و تحد من حركته ، و هذه ميزة أصيلة ، كان مسامراً ، اعتمد على طريقة السرد و إيراد القصص ، ما يقرب المادة إلى أذهان العامة ، و هذا سر إقبال الناس عليها . أعيد نشر كتبه في هيئة الخرطوم للنشر مرتين ، فوجدت إقبالاً لم يضارعه إلا كتاب “عصر البطولة في سنار” الذي نشرته الهيئة بدوره. أشار البروف عبدالله حمدنا الله أيضاً إلى ميزة امتاز بها الراحل ، تؤكد عميق معرفته و شموليتها ، إذ يكتشف أشياء لا يلتفت إليها المثقفون الأكاديميون من ذوي التخصص إلا بعد أن يذكرها ، مثل ما حكاه الأستاذ كمال الجزولي من أنه مع البروف عبدالله علي إبراهيم كانا يتحدثان عن “مسرح الرجل الواحد” و كان الطيب محمد الطيب حاضراً حديثهما ، فقال لهما إن مسرح الرجل الواحد عندنا هنا في السودان ، و ذات يوم جاء فأخذهما إلى قرية كركوج ، و هناك بدأ مادح يحكي لهم ، فقال كمال الجزولي أن أداء ذلك الرجل كان بالفعل هو مسرح الرجل الواحد كما يعرفه المختصون.


منقول من النهار





Post: #166
Title: Re: الطيب محمد الطيب يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٌ في ا
Author: munswor almophtah
Date: 08-24-2016, 07:33 AM
Parent: #165

قصَّةُ بَقرَتَيْن! كمال الجزولي الحوار المتمدن-العدد: 1827 - 2007 / 2 / 15 - 09:43 المحور: سيرة ذاتية الثلاثاء: صديقى سمير عبد الباقى ، شاعر العاميَّة المصريَّة الكبير ، من أشعر خلق الله ، ومن أظرف خلق الله ، ومن أكثر خلق الله إثارة للجدل فى مناخات القاهرة المشبّعة ، أصلاً ، بالجدل سياسياً وفكرياً وأدبياً! سهرت فى ضيافته ، هذا المساء ، بصحبة الياس فتح الرحمن ، الشاعر والناشر الجميل ، وهشام السلامونى ، المفكر والناقد الستينى المرموق الذى هجر طبَّ العيون لينشغل بأسئلة مصر والسودان والعالم العربى الشائكة! ولسمير أسلوبه الفريد فى التعبير عن مشاعره. فحين دلفنا ثلاثتنا من باب شقته الصغيرة التى يعيش فيها وحده وسط حى شبرا الشعبي كنت تهيَّأت لأن أعزيه فى زوجته التى توفيت قبل سنة وما سمعت إلا اليوم. غير أننا ألفينا سميراً منهمكاً فى الردِّ على محادثة تلقاها للتوِّ. كان يصيح برنَّة يجهد لجعلها أقرب إلى المرح ، مع أنه كان واضح الاحتشاد بحزن كالجبل: ـ "يا عمِّ خلاص! ألف رحمة ونور عليها .. كفاية! عايز تواسيني قول لي كلام يفرَّحني وبلاش غلب .. أرجوك"! ثمَّ ما لبث أن علق سمَّاعة التلفون ليندفع يعانقني بتلقائيَّته الدافئة فى ليل القاهرة الصقيعي: ـ "والله زمن يا عمِّ كمال .. بقى ده اسمو كلام؟! فينك يا راجل .. بقالنا سنين ما بنشوفكش .. هُمَّ اعتقلوك تاني ، وللا الياس بياخدك مننا ، وللا إيه الحكاية بالضبط"؟! بدا لى ، لحظتها ، أننى إن لم أسقط جُلَّ عبارات العزاء التى كنت أعدَتها ، فسيقول لى فى وجهى إننى ثقيل! لذا اكتفيت بإدغام عبارة "البقية ف حياتك" بين جلجلة القهقهات التى فرقعت فى غرفة الاستقبال الصغيرة. لكنه ، وكأنْ لم يسمع شيئاً ، إنطلق يصيح ، عبر النافذة ، لبائع الكباب والكفتة فى الدور الأرضى كي يصعد بطلبات العشاء ، بينما كان يلتقط من رفِّ المكتبة أحد دواوينه القديمة ، ويصيح بذات الحماس: ـ "إستنوا .. استنوا لما أقرالكم القصيدة إللى كنت أهديتها لكمال وجيلى ، بعد انقلاب السودان ، لمَّا كمال أعتقل وجيلى توفى"! ورغم أننا كنا سمعناها ، من قبل ، إلا أن طلاوة الصور وفرادة التراكيب وحلاوة الإلقاء المتمكث العميق ، أخذتنا جميعها على موجة عالية من المتعة والتأمل ، وجعلتنا نستزيده ، القصيدة تلو القصيدة ، حتى انقضت السهرة وهو يضع ديواناً ويرفع آخر ، بما فى ذلك "نهنهات المشيب" ، "جمر مطفي فى حرايق الروح" ، "ولا هُم يحزنون" ، "دفاتر إبن عبد الباقي ـ آخر حدود الزجل" ، فضلاً عن إصدارته غير الدوريَّة الموسومة بـ "شمروخ الأراجوز" التى درج على تذييلها بعبارة "نشرة شعريَّة مصريَّة على قدِّ الحال. لا جريدة ولا جرنال ولا حتى مجلة. ومستقلة عن أىِّ حزب وأىِّ مِلة. عايشة بنفسكم مش بسِّ بفلوسكم. والغاوى ينقط بطاقيته. وأهلاً بالأصدقاء ، زجَّالين وفنانين وشعراء"! يحزننى أن إبداع سمير ما عاد معروفاً كثيراً فى السودان ، مع أن اسمه كان يرنُّ بيننا رنيناً وهو بعد فى بداياته قبل زهاء الثلاثين سنة ، خاصة عندما شكل مع المرحوم الموسيقار المُغنى عدلى فخرى ثنائياً ثورياً هزَّ أوساط الشباب والطلاب ، بالذات ، هزَّاً عنيفاً ، بالأخص عندما ذهبا ليعيشا مع اللبنانين مآسى الحرب الأهليَّة ، ومن هناك كانت تخرج أشرطتهما لتجوب الآفاق العربيَّة بأسرها ، من البحر إلى البحر! الأربعاء: تختصِر لفظة "شينق ـ cieng" ، لدى الدينكا ، مفاهيم "الوحدة" و"الانسجام" ، وتعني ، ضمن ما تعني في صيغة الاسم: "الاخلاق" و"العرف" و"الثقافة" ، وفي صيغة الفعل: "يعيش معاً" و"يسكن" و"يُعامِل" ، وتستخدم ، في الغالب ، بصفة إيعازيَّة تتضمن حكماً قيمياً ، كما في قولهم: "شينق سيئ" و"شينق حسن" .. الخ (أنظر: فرانسيس دينق ؛ الدينكا في السودان ، ط 1 ، مركز الدراسات السودانيَّة ، القاهرة 2001م ، ص 30 ـ 31). وظنِّي أن اللفظة تطابق ، من حيث ظلال المبنى وطيبة المعنى ، لفظتى "يُساكِن" و"مُساكَنة" ، على وزن "يُفاعِل" و"مُفاعَلة" ، وهما عربيَّتا الأصل ، سودانيَّتا المزاج ، ولطالما أسعفتاني ، وإنْ لم أكن أول من سكَّهما أو اجترح استخداماتهما ، إذ الفضل في ذلك يعود ، على ما أعتقد ، إلى صديقي عبد الله علي ابراهيم ، فما وقعت على أيِّهما عند أحد قبله. الشاهد أنني سعدت ، أيَّما سعادة ، وأنا أطالع وأستعيد من الشبكة رنين التعبيرات (الشينقيَّة) الجهيرة التى انطلقت من خطاب سلفاكير ميارديت الأخير أمام الاجتماع الحاشد لقيادات (قطاع الشمال) بالحركة الشعبيَّة فى 4/2/07. لم يقتصر الخطاب على تأكيد المنحى الفكريِّ (للشينغ) الحسن لدى الحركة ، بدلالة (التساكن) السلمي المفضي ، بالضرورة ، إلى (التعارف/التعامل/التثاقف) الطبيعي ، في إطار مشدود من (الوحدة) بين مفردات التنوُّع السودانى ، بل تجاوز ذلك إلى تحذير "اللاعبين بالنار" مِمَّن "يعرقلون عملية السلام في المؤتمر الوطني وفى الحركة الشعبيَّة على السواء .. ويعملون على طرد الجنوبيين من الشمال" ، فضلاً عن تشديده على أن عقيدة الحركة هى "الوحدة الطوعيَّة على أسس جديدة" ، وأن "المصلحة العامة في الوحدة أكثر منها في الانفصال .. وأن الوحدة ضروريَّة للسودان كله ، وللجنوبيين كافة ، لا الحركة وحدها". بحرارة القلب المرغوب فيها هذه تشمِّر الحركة عن ساعد (الوطن الواحد) فى عقلها ووجدانها. والمأمول أن تدير ظهرها نهائياً لجفاء الكلمات الباردة عن (الوحدة) ، وحياديَّة التقرير بأن "الشماليين وحدهم هم المسئولون عن أن تكون الوحدة جاذبة أو منفرة"! لقد فجَّر خطاب سلفاكير طرحاً نوعياً مختلفاً بشأن ثلاث قضايا أساسيَّة وضع بها الحركة كلها ، نفرة واحدة ، فى بؤرة الهمِّ الوحدوى السودانى: فمن جهة أبدى استعداد الحركة "للعمل المشترك مع القوى السياسيَّة كافة لإيجاد مخرج للسودان من أزماته". وليس سوى أعمى بصيرة من لا يلمح فى هذا الطرح رغبة أكيدة فى (الانعتاق) من (ربقة) الاقتصار على (شراكة) المؤتمر الوطني وحده! ومن جهة أخرى طرح مبادرة للسلام في دارفور لا تعوِّل على مشاركة السلاطين والنظار والشراتي وحدهم ، بل تنفتح على معطيات الواقع الجديد الذي تخلق وسط الحريق المشتعل في الاقليم من أقصاه إلى أقصاه ، وفى مقدِّمة ذلك ظهور قيادات ورموز سياسية جديدة تحظى بثقة المجتمع المحلي ، فدعاها إلى "تكثيف اتصالاتها من أجل إنجاح المبادرة". ويقيننا أنه لو قدِّر لهذا الجهد أن يمضى إلى غاياته ، بلا عوائق من أجندات ضيِّقة أو مكايدات وضيعة ، فستخرج ، لا دارفور فقط ، وإنما البلاد بأسرها ، من مصيدة التدويل الراهنة التي ما فاقم من مهدِّداتها سوى هذه الاجندات والمكايدات نفسها! أما من الجهة الثالثة فيُتوقع أن يبحث اجتماع طارئ للمكتب السياسي للحركة اقتراحاً بتصفية قطاعي (الشمال) و(الجنوب) ، على أن يحلَّ محلهما "هيكل موحَّد ينتظم خمسة وعشرين وحدة على خارطة عموم السودان". بخ بخ ، فمن ذا الذي لا يلمح في مثل هذا الاجراء خطة من شأنها إعادة الصياغة الأعمق للحركة في مزاج الوحدة؟! مع ذلك كله ، ولنكون أقرب إلى الواقعيَّة السياسيَّة ، يجدر ألا نزعم أننا انتقلنا من خانة (التشاؤم) إلى خانة (التفاؤل) .. بالمطلق! فلنقل ، إذن ، إننا صرنا الآن (أقل تشاؤماً) أو (أكثر تفاؤلاً) ، أو صرنا ، للدقة ، (متشائلين) ، بمصطلح إميل حبيبى السديد! الخميس: شقَّ عليَّ نبأ وفاة الأخ الحبيب الطيِّب محمد الطيِّب ، نعاه الناعى وأنا بعيد عن الوطن ، وكنت زرته ، آخر مرَّة ، بصحبة بعض الأصدقاء ، إبَّان رقدته الأخيرة بالمستشفى العسكري. حسبناه ، للوهلة الأولى ، نائماً ، فكدنا ننسحب بهدوء ، لولا أن زوجته عاجلتنا بالتمر ، قائلة: "ليس نائماً ، هو فقط على هذا الحال منذ جئنا به إلى هنا ، ولكن رؤيتكم ستسعده". فتح عينيه ببطء ، وبدا كما لو كان يهمُّ بالكلام ، سوى أنه طفق يُسرِّح نظراته الوادعة فى وجوهنا ولا ينبس ببنت شفة ، رغم إلحافنا في مشاغبته ، وكم كان ، فى زمانه ، حديد المشاغبة ، شديد اللماحيَّة ، منتجاً حاذقاً لبهار الاخوانيَّات اللاذع وعطرها النفاذ! تعرفت عليه عام 1973م. قدَّمنى إليه عبد الله علي ابراهيم ، أيام تفرغه لمسئوليات العمل الثقافى بالحزب الشيوعى ، وشوقي عز الدين ، المخرج المسرحى الذى كان قد فصل ، للتوِّ ، من العمل بمعهد الموسيقى والمسرح. كنا نقصد ، أحياناً ، داره ببرى ، مع بعض الأصدقاء ، نقضى الأمسيات فى حوارت ساخنة حول هموم الثقافة ، فكان يستقبلنا هاشاً باشاً ، ويكرم وفادتنا غيرَ هيَّاب ولا وجل من كوننا كنا مجموعة من الشباب (المدموغين) فى الوسط الثقافى بالتمرُّد ، أو حتى من كون صديقه عبد الله ، بالذات ، كان مختفياً ومطلوباً من الأجهزة الأمنيَّة! ظل الفقيد ، دائماً ، نسيج وحده فى مقاربة مختلف ظاهرات القول والفعل الشعبيين. كنا شغوفين وقتها ، شوقي وأنا ، بالمسرح. وقد سَمِعَنا نتحدث ، مرَّة ، عن مسرح الرجل الواحد One Man Theatre الذى كنا نحسبه حداثيَّاً لا أصل له فى ثقافتنا الشعبيَّة. فدعانا، بعد أيام ، لمرافقته فى زيارة إلى ود الفادنى. وفى الطريق أخذ يطلب من سائقه أن يُعرَّج إلى بعض القرى ، يسأل عن صديق له يُدعى حاج الصِدِّيق عبد الله ، إلى أن دلونا على سبعينىٍّ لا يكاد يلفت النظر لبساطته ، وقد هشَّ لرؤية الطيِّب الذى طلب منه الصعود إلى العربة ، وواصلنا سيرنا. بلغنا المسيد بعد صلاة العشاء. وبعد أن أولموا لنا وليمة تكفى لعشرة أضعافنا ، إستبقانا الطيِّب جلوساً على ذات الأبسطة التى مُدَّت لأجلنا فى صحن المسجد الرحب ، وفى حضرة الشيخ وأولاده. كانت المئذنة المهيبة تشمخ فوقنا، وظلالنا تترامى مجسَّمة ، بفعل (الرتاين) ، على الحوائط الجليلة من حولنا ، بينما تربَّع حاج الصِدِّيق فوق أحد العناقريب الفارهة التى أعدت لمبيتنا ، لتكتمل ثنائيَّة (الصالة والخشبة) بكل ما فى (المسرح الفقير) ، بالمصطلح الحديث ، من بساطة وتعقيد ، وليبدأ العرض فى ليلة لا نظننا ننساها ما حيينا ، تكشف فيها حاج الصِدِّيق عن مسرحىٍّ شديد الثقة فى نفسه ، والتوقير لفنه. إنطلق يضحكنا ضحكاً كالبكا ، وفينا مشايخ ما تنفكُّ أناملهم تداعب حبَّات مسبحاتهم ، على أنفسنا وعلى الدنيا من حولنا ، ببديع مفارقات يلتقطها ، بعين الفيلسوف الناقد وخيال الفنان الخلاق ، من شوارع القرية والمدينة ، ومن بيوت الأغنياء والفقراء ، ومن مناسبات الافراح والاتراح ، ومن دقائق تجليَّات مشاعر المزارع حين يحلُّ أجل سداد الديون ، بينما تتأخر صرفيات الحوَّاشات ، ومن مواسم الحج ، بكل ما تزدحم به من سحنات ولغات ولهجات وطائرات وقطارات وبواخر ، بل ومن مَشاهِد أسفار قاصدة من مغارب الشمس إلى مشارقها ، بأقدام حافية مشققة ، وببعض كِسرات خبز مجفف ، وبصغار مرتدفين فى ظهور الأمهات. وكان حاج الصِدِّيق يتنقل بين المَشاهِد ، فى قمَّة براعته ، باقتدار وسلاسة ، مُقلداً عويل الريح ، وبكاء الرضيع ، وثغاء الماعز ، وصفارة القطار ، وبوق السيارة ، وهدير محرِّك الطائرة ، وزمجرة مفتش الغيط المحتشد بسلطته ، وسخط المزارع المغلوب على أمره ، وغنج زوجة التاجر القروىِّ الثريِّ تحاول تسريب طلباتها الباذخة إلى حافظة نقوده المنفوخة! كان يفعل ذلك وحده ، خلواً إلا من قسمات وجهه المرنة ، واختلاجات جسده الناحل ، وتوترات أطرافه المعروقة ، وأقصى ما يختزن صدره الضامر من إرزام ، وحباله الصوتيَّة من صداح. وكنا ، من شدَّة تعجُّبنا منه ، نكاد نطير إليه ، طيراناً ، من (صالة) السجادة إلى (خشبة) العنقريب ، نعانقه ، ونهنئه ، وكذا نفعل مع الطيِّب ، منتج عرض (الرجل الواحد) البهىِّ ذاك فى مسيد ود الفادنى ، فقد مَنحَنا كلاهما ، فى ليلتنا تلك ، أعلى درجة من درجات الفرح يستطيع إنسان أن يهبها لإنسان. بعد انفضاض السامر ، آخر الليل ، كان واضحاً أن أكثرنا فرحاً هو الطيِّب نفسه الذى بدا كما لو فرغ من إجراء (تجربة) ناجحة! وبالفعل ، ما أن عدنا أدراجنا ، حتى عَمَدَ إلى إقناع التلفزيون بإعداد برنامج خاص عن (حاج الصِّدِّيق). لكن ليتهم سمعوا نصيحته وقتذاك ، كما قد علمت منه ، فلم يستكثروا ذهاب كاميرتهم لتسجيل اسكتشات ذلك الفنان المدهش ، بتلقائيَّة أدائه وسط جمهوره هناك ، فقد توفى الرجل ، للأسف ، بعد ذلك بسنوات ، ولم يتبقَّ منه الآن سوى هذا البرنامج الذى جفف طاقاته ، بكل ثرائها ، على منضدة بائسة فى ستديو خانق ، وما زلت أشعر بالحسرة ، كلما رأيت كاميرات الفيديو تتنقل الآن فى الحفلات ، على قفا من يشيل ، بعدد صحون العشاء وزجاجات البارد! فلو تيسَّرت للطيِّب واحدة ، ليلتها ، لما ضاع ذلك الأثر الفنى النادر ، مرَّة .. وللأبد! فهل من ماجد يقتفى الآن (بكاميرته) آثر اكتشاف الطيِّب ذاك بخطة بحث قاصدة تفترض أن حاج الصِّدِّيق لا يعقل أن يكون بلا ورثة ، فيجعل لحركتنا المسرحيَّة مرجعيَّة مخصوصة فى تراثنا الشعبى ، ولتنظيرات مسرحيينا آفاقاً أرحب من مجرَّد الاجترار العقيم لإشكاليَّات العرض من قواعد أرسطوطاليس إلى جدل (الممتع) و(المفيد) ضمن نظريات برتولد برشت فى (الأورغانون الصغير)! ألا رحم الله الطيِّب ، وغفر له ، وجعل الجنة مثواه ، فقد سلست عشرته ، بقدر ما بذل من جهد فى الاحسان لثقافة الشعب.