إلسا قارورة عطر

إلسا قارورة عطر


10-27-2015, 05:06 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=490&msg=1449842489&rn=39


Post: #1
Title: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 10-27-2015, 05:06 PM
Parent: #0

04:06 PM Oct, 27 2015
سودانيز اون لاين
درديري كباشي-
مكتبتى فى سودانيزاونلاين



في إحدى عطلات الجامعة عدت إلى مدينتي للاستمتاع بها مع الأهل . وجدتها هناك في بيتنا ضيفة من نور ونار مثل الشمعة .. على كل حال انا اعتبرتها كذلك بخلاف اعتبار الأهل إذ يسمونها شغالة أو خدامة لايهم . من الجنسية الأثيوبية أو الإرترية أو بالأدق من القبائل المشتركة بينهما ..ترتدي بنطلون جينز مع بلوزة طويلة حد الركبة ...لاحظت اختي تحديقي بها فسارعت بتعريفي قائلة هذه السا شغالتنا الجديدة .. وهي طالبة تدرس بمدارس اللاجئين مساءا ..أما هي سمعت اسمها وجاءت مبتسمة صافحتني ..اما ابتسامتها المشرقة واسنانها الناصعة سرقت كياني وغيرت كيميائي.
وقالت بلكنة الناطقين بغيرها ( حمدا لله على سلامتك ) قلت في سري وأي سلامة هذه . واكتفيت بالابتسامة البلهاء التي ارتسمت على وجهي وفضحت دواخلي ..أما شقيقتي بدأت تضحك بخبث وجرت السا تركنني وحدي في الصالون ارتب ملابسي واستعد لملاقاة أصدقائي عصرا ..وصورة السا تمر في ذاكرتي كما شريط اعلانات في التلفزيون .بخلاف الهوى والوجدان كان هنالك فضول يكاد يقتلني ..هيئتها ونعومتها ولبسها وجمالها كلها مؤشرات لعز ما عاشته . لكن أي ظروف قاهره
دفعتها للعمل في المنازل وما قصتها
حاولت انا أعود إلى طبيعتي محاولا تناسيها ..خلعت لبس السفر ولبست العراقي البلدي والسروال الطويل .. وبعد أن أخذت حماما باردا رقدت فى السرير اقلب في مجلة في انتظار قدوم الوالد من العمل لتناول الغداء ثم العصر لمقابلة الأصدقاء وتمرين كرة القدم ..هو برنامج الإجازة المعتاد..
وفعلا عاد الوالد بعد السلام و وتبادل الاشواق ..تحلقنا كالمعتاد حول مائدة الغداء كل الأسرة عداها هي لم تحضر ..سبقني الوالد بالسؤال عنها ( وين السا ) ردت امي ما عارفاها يمكن خجلانة من مصطفى ...تدخلت انا ضاحكا وقلت أشمعنى ما تخجل من ابوي .. وضحكنا جميعا نظرت ناحية اختي فهمت نظرتي وذهبت لتناديها .
وفعلا حضرت على استحياء تتبسم وتنظر الي حتى جلست بالقرب من اختي ..بدأ الوالد يهازرها وهي تضحك بعمق .. بصراحة أنا شعرت بغيرة حارقة من والدي . وخاصة بعد ما حسيت الألفة بينهما .. لا أدري ما هو شعور امي بل كدت ان احرضها عليه
يتبع

Post: #2
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 10-27-2015, 05:11 PM
Parent: #1

لازال والدي يمازح السا ولازالت هي تضحك بمتعة ولازلت انا أغلى بالغيظ من الغيرة وما زاد غيظي أكثر هو غفلة امي وكمان بكل حسن نية قالت ( السا يا بتي اكلي .... عملتيه كله ضحك وقرقراب مع عمك المخرف دا )
السا قالت ( ولاي لكن يا خالتي فاتنة عمي سالح دا يدحكني جدا)
انا بدون ما أشعر صرخت يا أمي .
في شنو يا ولد بسم الله خلعتني. حاولت اعالج طبظتي وقلت ما عندكم شطة .؟
قالت هسع دي حاجة تخليك تصرخ كدا ما براحة الشطة خليناها من ابوك ظهرت له القرحة .بقينا ما بنختها في الوجبات ...قومي يا سوسن جيبي لاخوك شطة وليمون.
لا خليني انا يا خالتي اجيبها.... قالتها السا وبردت ناري قليلا لولا تدخل ابوي الظاهر ناوي يفقع مرارتي اليوم .لا لا خلي سوسن تجيبها تكون عارفة محلها .
شوفوا الحاج كمان ما عايزها تقوم خالص .
رفعت راسي لأرى رد فعل امي ..طبيعية جدا ولا على بالها شئ .
مساكين أمهاتنا السودانيات صدق القال في التعبير عند قمة غضبها تعمل الغدا وتحردو.
يكون ابوي مرة واحدة قال للبنت يا بتي السا .خلاص كدا عمل (دليت) لكل الشكوك .لغاية ما يجيبوها ليك مجرتقة بعدين الجقلبة تقوم .
أما أكثر شخص كان مستمتع بالفلم دا هو اختي سوسن ..كانت ميته بالضحك كأنها تشاهد في مسرح عرائس تحرك خيوطه السا .
وأنا مندهش أكثر من جرأة ابوي وعينه القوية .... يغازل في البنية قدام امي..ليه ما جبدتني انا في الجامعة لو بنت علقت على قميصي اليوم كله أكون عرقان و خجلان.
سوسن كانت مستمتعةأكثر بالنار الجواي ولمن صرخت يا أمي ضحكت بشدة لكن لم يأخذ أحد باله منها ..أولا امي انشغلت بالخلعة وابوي ما فاضي
لينا والسا مشغوله معه .
أخيرا بعد الغدا لبست ملابس التمرين والكدارة والسا لبست زيها المدرسي أزرق فاتح بنطلون مع فستان قصير نفس اللون طرحة بيضاء خفيفة وحذا رياضي
تقابلنا في باب الشارع
وقفت وقالت لي ( ملابس بتاع ريادة حلو عليك)
ياه هذه أحلى كلمة حلو اسمعها في حياتي ..ورديت وقلت لها انتي كمان الزي المدرسي يخلوه ليك ..
قالت خلاص نوسل مع بعد مدرستنا قريبة من ميدانكم ..
ومشينا أكاد أطير من الفرح وقلت في سري خلاص بأي بأي بابا تاني تشمها قدحة ...ها ها ها ها قال بتي قال
ومشينا كتفا بكتف كثيرا ما تصادمنا بنشوة وكنا نتمنى لو بعد الميدان والمدرسة أكثر حتى لا نصل .
يتبع

Post: #3
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 10-28-2015, 08:20 AM
Parent: #2

السا قارورة عطر
3
بعد السلام على الأصدقاء وشرعنا في التمرين لم أكن مركزا على الكرة بل كل تركيزي كان منصبا على مدرسة البنات ..وكلما سمعت قرعةالجرس انظر ناحية باب الخروج ..كثيرا ما فقت من سرحتي على صراخ الزملاء ... مصطفى العب باص مصطفى الكورة جاتك ..
حقيقة رغم أني كنت متشوقا لتمارين الدافوري مع أبناء الحي والأصدقاء .فجأة مات هذا الشوق ليحل محله شوقا لذيذا أكاد أذوق طعمه في لساني .. معقولة هذا هو الحب الذي يقال عنه هو الشيء الذي يقلب الكيان ويجعل الحياة لونها وردي ...مصطفى انت سارح وين ما عوايدك الليلة .. لا يا خالد مافي حاجة بس تعب السفر ...ومصدع شوية ..سؤال خالد كان بمثابة طوق النجاة ..أذ أن الجرس الاخير قرع ..وبدأت شلالات اللون الأزرق تتدفق من باب المدرسة ..وجدت حجة الصداع فرصة لاعتذر عن التمرين .. ومشيت ناحية بيتنا ..وأنا امسح في جموع الطالبات بنظري عسى عيني تلتقطانها .. ولم تخيبا ظني ..ابصرتها تبسم لي وسط زميلاتها بدأت تؤشر ناحيتي وتحادثهن .. يبدو أنها حكت عني .. يا ترى ماذا قالت .. لكنه حتما كلام جميل لأنه من مثل هذا الفم لا يخرج قبيح قط .. وتأكيد لذلك بدأ صديقاتها يبتسمن لي .إلى أن قاربت من فوجها .. انبرت لي من وسطهن ..وقالت ( مستفى تعال سلم على ساحباتي ) ..لا أدري ما هي الصفة التي قدمتني بها لهن ..أيا كانت فهي تشرفني. .المهم سعادتها التي جعلت عيناها تشع كما اليورانيوم ..وأنا كذلك .. بعد أن سلمت على صديقاتها ..تحركنا سويا نحو البيت مكررين رحلة العودة.
دخلنا البيت اول ما فتحنا الباب وجدنا اهل البيت مجتمعين في الحوش يشربون شاي المغرب بمن فيهم ابي
سأل ابي بصورة لم يخفي غضبه ..كنتوا وين ..
ردت امي .. اجي ..يا راجل مصطفى كان في الكورة والسا كانت في مدرستها ..
. لا بس عشان شايفهم داخلين مع بعض ..
اكيد اتلاقوا في الباب دا ..
صراحة انا كنت سعيد بدفاع امي وسعيد اكثر باني حسيت بنفسي رديت الكورة لأبي ..ابتسمت فقط اما هو ضحك هز رأسه يسارا ويمينا ثم مضى .. لا أدري هل مبسوط مني أم مغتاظ ..لكن شعرت بأني لعبتها صاح هذه المره وأعتقد هو أيضا شعر بذلك لكن سعادته بابنه تغلبت على غله فضحك لأنه آب ..يداب شعرت بأن السا خلصت لي وخلصت لها ..لكن امي لازالت في براءتها وبدليل جملتها التي جعلت ابي ينصرف إذ قالت ( حلاتكم ما شاء الله )
يتبع

Post: #4
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 10-28-2015, 08:20 AM
Parent: #3

السا قارورة عطر
4
بعد انسحاب والدي من مسرح السا شعرت بالزهو والانتصار دخلت الحمام أخذت دش وانا اغني بكل ما أحفظ من اغاني عاطفية ..لا خليت زيدان ولا خليت هاشم ميرغني .. اسبوع تمام وانا كنت عايش في الخيال انسج حروف ريانة ..مع أنه انا لسع ما تميت أسبوع ..ولا حتى سبعة ساعات .. ولا حتى انا متأكد اذا كان هو حب ولا استلطاف أو انبهار المهم هو شعور لذيذ ..
وأنا في الحمام كل مرة تجيني جملة اعتراضية من أحد أفراد البيت .
أولا ابوي .. يا ولد ما خلاص كفاك انت ليك سنة ما استحميت ولا شنو .
أمي وهي تشع سعادة الله يسعدك يا حبيبي.
سوسن ..هنيالك يا بطل ..الجملة الوحيدة التي اخرستني تقصد شنو بت الذين دي انا عارف خيالها بس ما فهمته اليوم.
حتى السا مرت قرب الحمام و منحتني دفعة جديدة ...سوتك حلو يا مستفى ... أخ انا من كلمة حلو دي لو سمعتوها منها كيف تنطقها .
خرجت وغيرت ملابسي في انتظار الأصدقاء لموعد السينما ..قشرت ببنطلون الجينز والتيشيرت ..ورحت للوالد لطلب مصروف الجيب .. نظر لي من فوق لتحت ..وقال لي وين رايح ..قلت له السينما ..قالى براك .. وهو لازال يتبسم ..فهمت قصده كاد أن يقول اوعى تكون سايقها معاك كمان . لا مع الشلة طبعا ومنحني مبلغا كبيرا يكفي لإدخال كل أهل الحي للسنما .. اكيد عدا السا طبعا ..وقال بعد السنما انت واصحابك اتعشوا برة كمان .. حسيت كاد أن يضيف وما تجوا تاني .. ها ها ها الله يلعنك يا ابليس دا ابوي ياخ انت عارف يعني ايه ابوي.
وفي الباب وجدت السا تنتظرني وين رايح يا مستفى .
قلت السينما
قالت كل اللبس الحلو والعتر هادا عشان سينما بس .
شوفو كمان السا بدت تغير
ايه الهنا الأنا فيه دا حب كامل الدسم في خمسة ساعات بس
قلت معليش مواعد أصحابي المرة الجاية حا أخدكم انتي وسوسن .
وقالت المرة التالتة انا بس
اكيد
اكيد
اكيد
اكيد
يتبع

Post: #5
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: ابو جهينة
Date: 10-28-2015, 09:01 AM
Parent: #4

أكيد متابعة لصيقة حتى آخر رشّة من ألسا

تحياتي درديري

Post: #6
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: عبد العزيز محمد عمر
Date: 10-28-2015, 09:29 AM
Parent: #5

المشكلة أنو أبوك لاعب معاك ضاغط يا أبو الدرادر

Post: #7
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: dardiri satti
Date: 10-28-2015, 09:51 AM
Parent: #6

درديري يادرديري !!!!!


تحياتي

Post: #8
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: ولياب
Date: 10-28-2015, 01:05 PM
Parent: #7

15gl6w.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


وهذه قارورة عطر لكم .

Post: #12
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 10-29-2015, 06:21 AM
Parent: #8

عبرت عني تماما يا ولياب ههههههههههههههههه

Post: #29
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 10-30-2015, 02:01 PM
Parent: #8

Quote:
15gl6w.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


وهذه قارورة عطر لكم .


هي كذلك

Post: #11
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 10-29-2015, 06:21 AM
Parent: #7

درديري يادرديري !!!!!


تحياتي
-------------------

دردرة يا ساتي وينك انت ياخ هههههههههههه

Post: #10
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 10-29-2015, 06:20 AM
Parent: #6

المشكلة أنو أبوك لاعب معاك ضاغط يا أبو الدرادر
----------------------------------

دا مش أنا يا عزو

دا مصطفى

Post: #9
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 10-29-2015, 06:19 AM
Parent: #5

كيد متابعة لصيقة حتى آخر رشّة من ألسا

---------------------------------

لا كدا أنا بغير يا زعيم هههههههههههه

Post: #13
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 10-29-2015, 06:28 AM
Parent: #9

ه
عدت من السينما متأخرا بعد وجبة العشاء مسبقة الدفع من الوالد .
انشغالي مع ونسة الأصحاب وقصة الفلم شغلتي عن السا قليلا ..ليس لدرجة النسيان لكن اكيد الأصحاب لهم مكان في القلب لا يشغره أحد .
كعادتي عندما أصل البيت متأخرا لا اطرق الباب ..إنما اعالج الترباس من أعلى ثم ادفع الباب دفعة خفيفة فتفتح الدلفتين معا ..حتى لا ازعج أحدا وكذلك اجنب نفسي استجواب الوالدين ..
لكن هذه المرة اعالج في الترباس قبل ما ينزل تفاجأت بالباب يفتح تلقائيا .. قابلتني السا.وهي التي فتحته
السا انتي لسع صاحية ؟
قالت
كيف انوم وانت لسع برة البيت
قلت في نفسي امك خلي بالك الزولة دي غرقانة اكتر مني
قلت لو كنت أعرف راح تنتظريني
قاطعتني قالت كنت تقطع الفلم وترجع ؟
قلت ما كنت مشيت اصلا
تبمست بنشوى بل كادت ... لولا ...
قطع حوارنا الحالم امي وابوي جاء يحمل بطاريته .
انت جيت يا شقي
أعتقد والله أعلم كلمة شقي أضافها بعد شاف السا معاي والا هو الادانا حق العشاء وقال ساهر مع أصحابك .غايتو يابا الله يكون في عونك معاي .
أمي سألت السا ..وانت الصحاك شنو يا السا.
قالت : انا سمعت الباب يدرب
سوسن تدخلت وهي تدلك في عينيها قائلة : ومصطفى متين قعد يدق الباب كمان ..و ضحكت بعد ما شاهدت
انا والسا نعض لها شفايفنا السفلى
عاد الحاج والحاجة إلى النوم وتركونا نحن ألثلاثة كنت اتمنى لو ذهبت سوسن هي الاخرى لكنها ذهبت وجرت السا من يدها معاها وقالت لها ..ارح سيبك من العاطل دا بكرة عندك مدرسة .
احلى ذكرى للمشهد وهي تلوح بيدها خلف ظهر سوسن مودعة.
رحت إلى سريري في حوش الصالون .رغم الإرهاق من تمرين الكرة ومشاوير السينما وتعب السفر ..إلا أنه النوم جافاني تماما ..
مرة أضع المخدة فوق راسي ومرة أضع راسي عليها .. شعرت أن راسي بدأ يسخن كأني مصاب بالملاريا ..
هو الحب دا كدا اصلا ولا انا عندي ملاريا فعلا ..
لو بقى كدا معناها عنتر وقيس ديل اتعذبوا جد ...انا ساعات حب فقط قلبت كياني فوق تحت ...
يلا يا نوم تعال انا ما اقدر اكتر من كدا والله ..خلينا بكرة نعرف شنو راح يحصل في الحب الصاروخي دا هاهاهاها
ونمت أخيرا
يتبع

Post: #14
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 10-29-2015, 06:31 AM
Parent: #13

6
صحيت الصبح على يد تهزني فتحت لقيتها امي .. قم يا ولد الشمس دي جاتك .. وبعدين ابوك قال ليك البس والحقه في السوق ..
قلت غريبة انه ابوي يطلبني في السوق واصلا انا عادة في الإجازة بشتغل معه في المحل بدون ما يطلب .. اكيد السا عندها علاقة بالموضوع عايز يطفشني من البيت ولا خايف إكسر عمود وما اطلع من البيت .. كله شئ وارد يابا ..والله السا تحير الختتني في منافسة مع ابوي ..تعوذت من الوساس ورحت اتجهز للخروج ..لبست بنطلوني الأسود وعندي قميص كاروهات. بالاحمر شكيته في البنطلون باختصار أصبح عندي رغبة في التانق رغم أنه التانق كان ومكانه الجامعة حيث الدراسة المختلطة والحسان بالألوان أما في المدينة وفي الإجازة اكيد السا لها دورفي هذه المرة خاصة بعد عبارتها ( لبس بتاع ريادة حلو عليك ) ..كل شئ في حياتي أصبح يمر عبر السا انا يتخيل لي دمي أصبح يتكون من كريات حمراء وبيضاء والسا .
رحت عند امي في المطبخ لشرب شاي الصباح بالبسكويت ..بصراحة الشيء الذي لم أذكره انه امي تدللني أكثر من اللازم تخيلوا تخبز البسكويت مخصوص كل ما قاربت موعد إجازتي كأني عريس راجع من شهر العسل وتزفني بعد الإجازة بالخبايز والقرقوش كأني رايح للجهاد الله يخليك يا أمي والله يهدي سر ابوي ما يجرحك لا بالسا أو بغيرها .
جلست معاها في المطبخ لشرب الشاي بعد شوية انضمت لنا سوسن أما أنا بديت التلفت وسوسن طبعا لا تفوت شي قالت جايه جايه .
الله يجازيها الشافعة دي بس واقفة لي في حلقي .
بعد شوية نسمع أحلى صباح الخير بنفس اللكنة التي طيرت صوابي (سباح الخير )
وعلى قول صديق أحمد
اريت ليلا معاك عمرو ما درنا يصبح
ويا حلات صبحا تكون أنت المصبح
عديلة عليك
مشاوريك عديلة
يتبع

Post: #15
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 10-29-2015, 06:34 AM
Parent: #14

7
دخلت السا علينا بعد ما صبحت وهي ترتدي بدلة رياضية بنفسجية بالأبيض تبرز مفاتنها و تذهب العقل ..
لكن ليس هذا ما إذهب عقلي . أصبت بمشاعر متباينة انتابني شعور جديد وهو شعور الشفقة شعرت فعلا أنها عزيز قوم ذل ..الحمد لله وقعت في أسرتي حيث لن تذل ابدا بل معززة ويمكن مدللة من امي اما ابوي اصلا حقه براه ..أختي خاوتها امي لم تخبي اعجابها بها تمدح فيها في الغادية والرايحة ..انا اكيد ملكت قلبي مافي شك ..
لكن الشفقة من زيها ولبسها تحس انها من اسرة سرية بل نحن والذين نعتبر اسرة سرية اختي سوسن وزميلاتها لم يصلن لهذه المرحلة من اللبس .لبسة رياضية من شركة اديداس تلبس فى النوم ..؟
يا ولدي تعاين للبت كدا مالك عاوز تسحرها .
قلت بدون تفكير يا أمي هي السحرتنا .
اجي يا ولدي سحرتك كيف كمان
عادت الي نوبة الخجل ضحكت وتخارجت مسرعا وقلت عن اذنكم احصل ابوي في السوق .
وقبل ما افتح الباب لحقت السا وقالت لي ( رايح سوق يا مستفى )
قلت ايوا عندك طلب ؟
قالت جيب لي حاجة حلوة معاك على ذوقك
قلت لها هو في شي أحلى منك؟
لا أدري كيف خرجت مني هذه الجملة اول مرة اغازل فتاة مباشرة ..لا اكيد هو الحب ... الله يجازي الحب .. خفت تزعل لكن لقيتها ابتسمت ابتسامة زادت الصبح إشراقا والعصافير طارت من الأشجار ترقص وتغني كأنها جرت سلك مني .
وهي ملوحة قالت لي سلم على علي قالتها وهي تضحك
مين علي دا كمان
نصل ونشوف
يتبع

Post: #16
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 10-29-2015, 06:47 AM
Parent: #15

8
وصلت دكان ابوي في السوق
وابوي باختصار تاجر جملة في المواد التموينية له محل كبير به ثلاثة أبواب يعمل معه عدد من العاملين بعضهم كبار في السن موجودين حتى قبل ميلادنا .وبعضهم شباب يعني حوالي ستة من عامل لبايع
سلمت عليهم كلهم استقبلوني بترحاب وخاصة عم خضر الذي نكن له مكانة خاصة .. أهلا يا دكتور منذ دخلت الجامعة هو مسميني دكتور قدر ما حاولت افهمه انه انا بدرس أدارة اعمال ..إلا هو مصر انه أي شخص يدخل الجامعة لازم يطلع دكتور وتكون عنده عيادة ..وعيادتي بالذات هو مخصص لها نصف بيته ومنتظرني اتخرج .. ماشي يا عم خضر بس اليحصل للمرضى تتحمل مسؤوليته انت ..يضحك ويضحك ابوي كل ما سمع هذا التعليق ( طبعا ابوي زمان قبل ما تظهر السا ويصبح خصم .. ما أظنه راح يضحك لي قريب تاني )
اما العامل الجديد اول مرة أشاهده ينادونه علي .شاب نحيف كثيف الشعر مهتم بهندامه يلبس بنطلون ويشك فيه القميص .. من سحنته تحس انه اثيوبي مسلم أو ارتري.. في الحقيقة ..لكنه كان خفيف الحركة رشيق يتنقل في أرجاء المحل مع الزبائن .يجاوب لهذا ويحضر لذاك ويصرف ويتلقى أوامر ..أصدق كلمة يمكن توصفه بها هو عبارة امي ( قليص) انا حتى الآن لم أركز ولم اربطه بطلب السا .
إلا وانا اراجع مع ابوي في الحسابات سمعته ناداه قائلا يا علي تعال سوق العربية امشي ودي الخضار واللحمة للبيت وجيب لينا الفطور معاك ..أيضا لم اكترث ..لكن فجأة رفعت راسي لعلي لاحظت له وقف في مراية معلقة في طرف الدكان وبدأ يمشط في شعره ويغني وبفرح كأنه رايح يخطب ..
يداب قفذ في رأسي طلب السا سلم علي علي .ابن الذين هو دا علي .؟
مين دا يا ابوي
دا علي
ايوة سمعت اسمه من وين جايي؟
كيف جايي من وين ما شغال معانا
طيب ليه يروح مشاوير
البيت مش في عم عمر وعم خضر
ياخ ديل كبروا حركتهم صعبة
صعبة شنو هم ماشين برجولهم ؟
يا ولد خلاص دا بقى شغل علي وخلاص ما عايز نقاش في الموضوع
بصراحة شعرت الدم بدأ يغلي في عروقي وشعرت بعلي لازال يغني ويتانق مما زاد حنقي
أتذكرت حاجة يا ابوي انا رايح البيت
اها أتذكرت شنو
أتذكر ت زميلي عصام طالب مني مذكرات وراح يجيني هنا في الدكان
ابوي قال خلاص كلم علي يجيبها معاه
في هذه اللحظة تدخل علي في الحوار ..ايوا اكتب ورقة لسوسن وهي ( تتلعم) لي .
اتغظت منه جد ا وكدت أن الطمه ..لو لا لاحظت انه ابوي يكتم الضحك بالعافية ..شوفوا ابوي كمان بقى يشتغل لي في الأزرق على قول المصريين ..ويعمل لي مقصات كمان . قلعت المفتاح من علي دون نقاش وقدت العربية للبيت بخضارها .
أول ما وصلت ضغط على الوقود بشدة ..فتحت الباب السا فعلا
رديت لها بغيظ وغضب وقلت لها فاكر اني علي مش ؟
قالت ابدا والله عارفه حتكون انت وانا مخصوص قلت لك سلم على علي عشان ألفت نظرك ليه
هو شنو حكاية علي زول عرفته في ساعة رفع ضغطي
وفي ناس عرفتهم في ساعات رفعوا شنو ديل
ضحكت وقلت ليها رفعوا السكري
قالت مرة واحدة كدا
قلت لا أقصد من حلاوتهم
ابتسمت بنشوى
قلت شنو حكاية علي دا.؟
ما عارفة انا من اشتغلت عندكم وهو يدور سبب عشان يجي البيت ويقابلني (ومواديعه) ميته يعني ما عنده (مودوع )
فعلا ما عنده موضوع
الحمد لله ريحتيني الله يريحك
على فكرة عاوز اقول لك انت ما شغالة عندنا انتي ضيفة يعني لو في شغل ما عندك رغبة فيه ما تعمليه
وعلى مسؤوليتي
شكرا يا مستفى انت زريف وانا ما اقدر أقوله لخالتي فاتنة لا
كدت ان اقول لها تتزوجيني يا السا لكن خفت أن يطير كل الحلم وافقدها للابد ..
وين سرحت عاوز تقول شي ..
خوفتني صراحة وحسيت أنها قرأت دواخلي
من وين طلعت انتي يا السا لخبطت حياتي كلها ما عارف أعيد ترتيبها
قالت ندخل البيت وقفنا كتير في الشارع
صحيح ندخل البيت
يتبع

Post: #17
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 10-29-2015, 07:40 AM
Parent: #16

9
دخلنا البيت امي اول ما شافتني قالت اجي يا مصطفى الجابك شنو؟
جيت اشيل الفطور وجبت ليكم الخضار .
وعلي وين
تاني علي دا ؟
السا وسوسن انفجرتا ضحكا
علي ماله بسم الله
مشغول يا أمي
مشغول بشنو ما هو دا شغله
يا أمي ما تحكيها علي دا تاني ما بيجي البيت .
ليه ماله سرق .؟
لا ما سرق ولا حاجة بس نحن عندنا ولايا في البيت .
اجي الولايا جونا من وين كمان ؟
يا أمي ولايا يعني نسوان انت وسوسن والسا .
قالت امي اها فهمت يداب
وبدت تعاين لالسا وتضحك وتهز في رأسها.
قالت الله يسعدك يا حبيبي
قلت شنو الجملة الناقصة دي يسعدني براي
يسعدكم كلكم انشاء الله
بس سوسن ما معانا
يا سلام عليك أنت ذاتك ألقاها
السا كانت تساهم بالضحك فقط مع كل جملة تنطلق مننا الثلاثة
لازال صوت ضحكها يدور في رأسي كاحلى موسيقى سمعتها يوما.
نرجع لحكاية فطور السوق .ابوي مرة مرة يمل من أكل السوق فيطلب من امي تعمل لهم قراصة مرة بمفروكة ومرة بدمعة ..كمية كبيرة تكفي لعشرة رجال وتفيض ...
اكتشفت لاحقا انه علي لامن يغالبه الشوق لزيارة البيت يتحجج بالقراصة ( يا عم سالح ما تكلم لينا الحاجة تسوي لينا قراسة تولنا منها ياخ ) .
المهم جهزوا لي الفطور أخذت العمود وحفاظة القراصة وتوجهت ناحية السوق ..بعد أن ودعت السا . اكتشفت انه كل ما اغيب منها وارجع الاقي شوقي مضاعف وارجع لفراقها أحس بلوعة . انا مش عارف حا ارجع الجامعة كيف ؟
لحسن الحظ وجدت زميلي عصام منتظرني في الدكان .
أول ما شاهدني قالى لي جيت أسلم عليك ابوك قال لي مصطفى راح يجيب لك المذكرات من البيت مذكرات شنو العايز تجيبها لي.
اوعى تكون قلت له مافي مذكرات.
ابدأ لاني عارفك تكون عامل ليك مصيبة في البيت وعايز سبب يوديك.
ضحكت وقلت له دي حكاية طويلة بحكيها ليك بعدين ..يلا أفطر معانا
ما مشتاق لقراصة امي.
والله انا فاطر لكن قراصة امك ما تتفوت.
فرشوا فرشة في الأرض وتحلقنا حول القدح ..
الشخص الوحيد الذي كان يثرثر وفقع مرارتي هو علي
وقال ( ولاي قراسة دا أكل عجيب لو في تريقة الواحد كل يوم يأكلو)
كدت اقول له علم امك تعملها ليك كل يوم ..شوف ابن الذين عايز يروح البيت كل يوم يجيب القراصة يا الله يقرصوك من اضانك .
صحيح لم أنطق لكن النظرة التي القيتها عليه جعلته يخرس تماما .
بقدر ما حبيت السا من أول نظرة بقدر ما كرهت هذا العلي من أول نظرة ..
لا أدري لماذا شعرت بأن علي هو المنافس الحقيقي .
أولا لأنه من جنسها بمعنى لن تقابله عقبات عرقية مثل التي تنتظرني
ثانيا انا طالب وهو موظف يعني ممكن يكون جاهز للعرس.
ثالثا هو جرىء لدرجة الوقاحة وانا يداب بدت تخرج مني عبارات الغزل بالعافية بل تنتزعها مني السا انتزاعا بسلوكياتها المثيرة ..لكن زي على العبيط دا ممكن يقول شعر واكيد حافظ شعر وأغاني أكثر مني حتى انا الاغاني الحافظها ما تخرج إلا لحظة استحمام ..
هسع زي عبارة ( سوتك حلو يا مستفى ) ممكن توصلني خشبة المسرح لكن وين مع الخجل الشديد .
مصطفى يا ولدي سارح وين ما اكلت خالص .
قالها ابوي وهو يبتسم انا وهو فقط نعرف معنى هذه الابتسامة .
قلت الحمد لله وقفت الغسل يدي .
يتبع
و

Post: #18
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: ولياب
Date: 10-29-2015, 07:58 AM
Parent: #17

متابعين ،،، ودقات القلب في إزدياد .

Post: #19
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: بله محمد الفاضل
Date: 10-29-2015, 08:32 AM
Parent: #18

استمتع حقاً بكتاباتك يا درديري


المحبة لك

Post: #21
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 10-29-2015, 08:37 AM
Parent: #19

استمتع حقاً بكتاباتك يا درديري


المحبة لك

------------------------------------

نفس الشعور يا صاحب الطريق المنسي

الله يخليك يا متألق

Post: #20
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 10-29-2015, 08:35 AM
Parent: #18

متابعين ،،، ودقات القلب في إزدياد .

---------------------------
سوي سبر يا ولي

Post: #22
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 10-29-2015, 10:44 AM
Parent: #20

السا قارورة عطر 10
بعد ما فطرنا أنا وصاحبي عصام جرينا كرسيين وجلسنا في طرف الصالة قدام الدكان ..
وبادر عصام : يلا أحكي شنو موضوعك .
قلت يا عصام بصفتك زول حبيب كل يوم داخل في علاقة ومارق من علاقة جديدة .
قاطعني :أها أسحرني كمان ؟
قلت له بغيظ اسحر ليك شنو كمان عامل سفتك دي .
ضحك بصوت عالي لفت لنا النظر وقال لي والله أنت فقارتك دي أصلك ما بتخليها هسع سفتي دخلها شنو بالموضوع .
قلت طيب خلينا في الموضوع : تؤمن بالحب نمرة أربعة ؟
قال : شنو ؟
قلت له تؤمن بالحب من قولة تيت كدا يقوم بنمرة أربعة طوالي .
قال : شنو هو أنت سايق دفار ؟
ياخ الملافظ سعد قول كوريلا قول سوني .. بس جاري لي للحاجات الشبهك حاكيته ( أنت سايق دفار )..
- لا خلينا من العربات اتحدث مباشر أحسن .. في شنو .
- ياخ ببساطة أمس جيت بيتنا لقيت فيه حورية غزالة أي حاجة من البيقولوها الشعرا ديل . ومن عيني وقعت عليها أنا حيلي ما شايلني .
- ما قلنا ليك من زمان أدخل تجارب هسع أنت كهربتك عالية أي حاجة بترجفك ..
نظرت له بغيظ كدت أن البسه بنية في وشه .. ألسا أي حاجة؟ .. لكن تمالكت أعصابي وقلت هو صاحبي أصلا لسانه فالت ..
- قلت له ليك حق لأنك ما شفتها ..
- طيب ما تورينا ليها عشان نحكم .
- أوريك ليها أنت دا حلمك ؟
- له ياخ أنا صاحبك ما بتأمن لي ؟
- في كل حاجة الا دي ..أنت زول خطير الواحدة تتشاكل معاها الليلة بكرة نشوفك خالطها وتضحك معاك طالعين ونازلين مع بعض كم يوم قبل ما تغيرها تقول لي آمن ليك .
- طيب أنت عايز مني شنو هسع .؟
- عايز أستشيرك
- طيب على الأقل أديني معلومات هي جارتكم ولا قريبتكم ولا صاحبة أختك ؟
- لا هذا ولا ذاك ؟
- فضل شنو تاني .
- هي شغالة .
- شغالة وين ؟
- شغالة في بيتنا
- شغالة في بيتكم ؟ خدامة يعني.
- يا زول اتلفظ كويس ..
- شنو هو اتلفظ وما اتلفظ ما الشغالة في البيوت اسمها خدامة هو انا جبت حاجة من عندي .
- ياخ لكن دي عزيز قوم ذل .
- ذل ولا ضل المهم في النهاية هي خدامة في بيتكم .
- أنت مالك عايز تبيخها لي الله يغيظك ياخ يا هو جابوه فزع بقى وجع .
- ياخ دي أسمح من سوسن أختي .
- ما لازم تشوفها أسمح من أختك وأي بت في الدنيا دي أي زول بيشوفها أسمح من أخته ما عايزة ليها تنظير دي غريزة طبيعية .
- مرض يمرضك ياخ .قوم خلاص ما عايز منك استشارة .
- لا لا لا خلاص ما تزعل يا درش ياخ لكن أنا ما فهمتك أنت عاوزني أقول لك شنو .
- ياخ أسألني قول لي شنو الخلاك تقيمها كدا وشنو الخلاك وقعت في حبها من قولة تيت .. كلام كدا يرد الروح بدل بياختك البتسوي فيها دي .
- طيب قول أنت فضفض بالكلام العاوز توصلوا بدون ما أتدخل أنا .
وفعلا بديت اتحدث وأحكي عن وصفها وأسرف عن وسطيتها في الوزن والطول واللون واتساع العيون وبياض الاسنان والوجنات تضوي زي نور القمر . وضحكتها الرنانة .. ولكنتها في النطق .وعن لبسها ودراستها. هو كان ساكت لم يقاطعني يشبك يديه تارة وأخرى يفردهما .. يبدو أنه بدأ يقتنع أن الأمر غير عادي .
بعد ما أنتهيت وضع يده في خده ولم يعلق
الظاهر آمن .
يتبع

Post: #23
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: طارق عياد
Date: 10-29-2015, 12:29 PM
Parent: #22

تسلم الانامل الذهبية ياابو الدرادر
والله روعة تحبس لها الانفاس

Post: #24
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 10-29-2015, 02:15 PM
Parent: #23

تسلم الانامل الذهبية ياابو الدرادر
والله روعة تحبس لها الانفاس
-----------------------------------------

تشكر يا باشمهندس وينك يا راجل

Post: #25
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 10-30-2015, 11:06 AM
Parent: #24

السا قارورة عطر
11
بعد ما خلصت شرح لعصام قلت له اها رأيك شنو
قال والله انت حيرتني
قلت كيف يعني؟
اول الكلام والشعور والوصف دا عمره ما مر علي.
كيف ياخ وانت الرومانسي الخبير.
ياعم انا اكتشفت من حديثك دا انه انا عمري ما حبيت .
ومال الخلط والعطور والهدايا القادينا بيها ديك كانت شنو.؟
ياخ دي قشرة فارغة ساي لكن لو ربطوني ما راح اعرف اوصف بنت حبيتها زي وصفك دا عشان كدا اليوم اكتشفت انه انا عمري ما عرفت الغرام .
ما لي حق اقول لك الحب اليبدا بنمرة أربعة
قال معناها انا علاقاتي كلها من نمرة واحد والخلف على طول .
قلت ليه سايق عربية روضة؟ . .ضحك ضحكته المجلجلة وقال الله يجازي محنك يا موستا.
قلت له اها رأيك شنو ما لي حق اتكسر .
قالى لي اكيد لك حق هو انا من وصفك ليها فقط اتكسرت فيها .
قلت له انت ما معيار لانك مرضرض خلقة .
المرة هذه انفجر بالضحك وهو يضرب رجله فى البلاط كعادته عندما يضحك بعمق .لدرجة لفت نظر الوالد وجاء قربنا وقال قعد يقول لك في شنو المجنون دا يا عصام. . عصام لازال يضحك وقال والله صحي ولدك دا مجنون يا عم صالح .
يا ابوي مافي مشكلة قعد نحكي عن الجامعة .
الجامعة ؟ ..لا واضح ما في شك .
ثم عاد الوالد لدكانه وهو يهز في راسه يسرة ويمنى ويبتسم .
عصام ..ماله ابوك وليه قلت له الجامعة هو ما عارف الموضوع .
الموضوع ؟ ابوي دا فلم براه كمان.
كيف يعني ؟
تتصور ابوي ذاته مكسر فيها .
يا راجل ؟
والله دي ما سبقكم عليها فلم هندي .
لكن ما أظن دا وسواس منك عشان انت غرقان وشنو الخلاك تظن كدا .
ياخ من هزاره معاها وضحكه وسؤاله عنها والدفاع عنها .
ياخ الحاجات دي كلها عرفتها بين أمس واليوم بس.
لا ياخ اصلا العاشق في البداية يكون مرعوب وخايف من الناس الحوله لكن بعد ما يثبت الموضوع تروح الوساوس لوحدها.
ايوا كدا يا خبير يا دولي تعرف أكثر حاجة كانت زاعجاني في الموضوع هو الشعور بخصومة ابوي.
لا ياخ العن الشيطان ابوك أعقل من كدا .
عارف والله وهو انا بعلن في الشيطان من أمس ما خليت له صفحة يقبل عليها .
.لكن يا موستا من قصتك الحكيتها دي الظاهر انتو الاتنين غرقانين .
طيب اها .
دايما التجارب الزي كدا ما بتنجح.
كيف يعني ؟
عندك مثلا قيس وليلى عبلة وعنتر روميو وحوليات.
ياخ سيبك منهم ديل ناس وهم ساي .. ما تعمل لينا ضبانة في راسنا انت كمان.
يتبع

Post: #26
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 10-30-2015, 11:07 AM
Parent: #25

السا قارورة عطر
12
مشروع السا
نحن لازلنا في رحاب اليوم التالي لحكاية هذا الحب العميق .
عصام صديقي ظل معي في السوق إلى قرابة الساعة اثنين حيث ينتهي دوام العمل ..انا وابوي قدر ما تمسكنا فيه يذهب يتغدى معنا إلا أنه اعتذر يقول معهم ضيوف في البيت ..المهم انا وابوي قفلنا الدكان وكالعادة في الإجازة اتحول انا لسايق خاص للوالد ..غشينا سوق الخضار تشتري شوية فواكه .. بلا فلسفة هم بطيخ وموز كالعادة ..ما عدا ذلك نحن باقي الفواكه في مجتمعنا تصنف من الأدوية . أي توصف للمرضى اكيد من قبل الزوار
وتنظيراتهم ما يشكي واحد من ارتفاع الضغط مثلا إلا ويظهر لك منظراتي يقول تجيب الفافاي وتخلطه مع القريب فروت واليوسفي وتخليه في التلاجة وكل تشرب كباية على الريق من الصباح وهكذا . المهم
وصلنا البيت والسا قابلتني بابتسامة مشرقة كالعادة فرح طفولي برىء اكسب الحياة اللون الوردي ..التمينا في وجبة الغداء من جديد نفس الهزار والضحك مع الوالد ..لكن انا خفت عندي حدت الغيرة قليلا .فجأة أثناء الوجبة سألتني السا سؤال إشاع الحيرة فينا جميعا .
أذ قالت موستفى ايش مشروعك في الإجازة .
قلت مشروعي ؟ كيف يعني؟
ابوي نفسه رفع رأسه أيضا مندهشا
قالت إجازة حقك شهرين لازم تسوي
فيها مشروع دائم يكون له وجود انت إجازة بس كله تعديه نوم وكورة وسوق ؟
طبعا انا وابوي الاتنين سطحنا وحتى باقي البيت منتظرنها تفصح أكثر.
قلت لها أعطينا مثال مشروع زي كيف يعني .
فكرت قليلا قالت مثلا هذه الإجازة تعالوا نسوي حديقة منزلية. هذا الحوش كبير جدا ممكن نزرع فيه شجر ورود وأشجار زينة وننسقها وممكن نعمل نافورة.
ابوي الموضوع عجبه انبسط لدرجة التصفيق .
قلت لها نحن ما نفهم في الشجر غير الليمون والنخيل والجوافة بالكثير
وفعلا سرحت مع نفسي اي بيت سوداني لايخلو من هذه الثلاث وتلقي صاحب البيت بعد دعوة الغداء متكي على جنب ويحكي لضيوفه عن تاريخ الليمونة هذه وهو ينكت في أسنانه من اللحم بشوكة منها ( والله الشجرة دي لامن جبتها كانت قدر كدا وحسام ولدي كان في الروضة وجبت ها من ساقية عمنا خضر وووو الخ)
رفعت راسي من سرحتي وقلت لالسا أنتي تفهمي في الورود
قالت كيف كتير جدا الغربي والشرقي .
وتحمس الوالد وقال خلاص تمشوا العصر المشتل وهاتوا الورود وازرعوها في حوش الصالون وخليه يكون مشروعك بدل الإجازة تعديها صياعة وكورة.
صياعة كيف يا ابوي انا بشتغل معاك
قالى عارف انا ما قاصد انت اكيد عندك زملاء آبائهم موظفين كيف يقضون الإجازة هل فكرتوا في حكاية المشروع دي قبل كدا .
السا يا بنتي ممكن تدينا فكرة عن مشروع تاني غير الحديقة ..
( أه كلمة بنتي من ابوي ريحتيني راحة وطيرت الوسواس للأبد وشعرت بها صادقة من القلب ..صدق عصام قال ابوك أعقل من كدا)
السا قالت المشاريع كثيرة ممكن مثلا يعملوا صيانة للبيت يجددوا البوهية وممكن تكون جماعية يعني كل يوم في بيت واحد فيهم .
لازالت المدهشات تتوالى من هذه الجميلة الصغيرة والتي كل لحظة تثبت أن الجمال ليس شكل فقط إنما هنالك أشياء غير مرئية تحس .
يتبع

Post: #27
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 10-30-2015, 11:52 AM
Parent: #26

السا قارورة عطر
13
البت الحديقة
بعد ما عرضت السا مشروعها عم صمت المكان كل واحد تقوقع في حوار داخلي مع نفسه ..
أنا عن نفسي سأتبرع بتحليل وخيال ما يدور في رأس كل واحد من أهل البيت .
أبوي مثلا يفكر في هذه الصغيرة التي لا حدود لقيمها التي تبثها في كل لحظة منذ أن انضمت للعائلة .. معقولة تكون هي الشغالة وهم الأسياد .. هذه مفترض أن تكون الأميرة بل الملكة عليهم جميعا .. ما يؤكد كلامي كل مرة يرفع رأسه يمنحها نظرة ثم ينحني من جديد .
أمي همها طبعا في أكلها الذي في طريقه للبوار .. يا جماعة ما أكلنا سويتوه كله نضمي .. فعلا بدأ كل واحد يتناول لقمة بعد دقيقة كاملة وتظل اللقمة معلقة في الهواء بين الاطباق والفم حتى تصل ثم تعقبها أخرى .
أختي سوسن أكيد شعرت بتفاهة عقلها وتفكيرها مثل ثائر رفيقاتها همهن كلهن في المسلسلات والموضة وكريمات تفتيح البشرة .. هذه بنت من دورهن كيف تحمل هذا النوع من الفكر العالي والبسيط في ذات اللحظة .. كيف تركز تفكيرها في أن تحول حياة من حولها الى جنة .
أما أنا أستطيع أن أقول حللت كل نفسيات أهلي لكن لن أستطيع أن أحلل أو أكيف الحالة التي أعيشها الآن .. ما هو هذا الشعور الغريب .. يبدو أنه تجاوز مرحلة الحب .. ما هذه المخلوقة .. ولو على يدي أحملها وأذيبها في كباية وأشربها مثل العصير والعق الكباية حتى لا يبقى منها شئ .
لم يقطع تفكيري الا السا قالت : (مالك مستفى تعاين لي وتدحك ما عجبك مشروعي ؟)
قلت ما عجبني مشروعك ؟ سؤال استنكاري وكنت بعدها أتمنى لو استطيع أن اختفها وأجري بل وأطير مثل سوبر مان أو الرجل الوطواط أو أي من الرجال الذين يستطيعون الطيران من أوهام السينما الغربية . لكن لم استطع سوى هذا السؤال الاستنكاري .. الذي جعل الجميع يضحكون وأكيد كل واحد له دافع ..
فقط كالعادة وجعتني ضحكة سوسن أختي كدت أن اقول لها وأنت تعرفي تفكري في مشروع مثل هذا همكم كله لبس وكريمات .. لكن لم اشأ أن أحرجها .. في الحقيقية أعتقد كلنا أصبحنا محرجين .. بيتنا عمره أكثر من عشرين عاما لم يفكر أحد فينا أن يزرع فيه حتى الليمونة المشهورة في البيوت الأخرى .. بيتنا كان ينتظر السا تولد وتقوم الحرب ويلجأ اهلها للسودان وتقودها الظروف لتعمل خادمة عندنا .. ويلهمها لتعملنا كيف نعيش في بيتنا بطريقة أصح وأقل تكلفة .. يا للاقدار .. ويا لظلم الانسان لأخيه الانسان وهذه قضية أخرى نتركها للنهاية .
المهم بعد الغداء والشاي لبس السا وسوسن ملابسهن وركبنا معي في سيارة الوالد ( البوكس) في قبينة القيادة وتوجهنا ناحية المشتل .. في الحقيقة كثيرا ما مريت بقرب هذا المشتل ولم يحدث أن وقفت قربه لأعرف ماذا يبيع .
نسيت أن اذكر أن السا أرتدت بنطلون جينز وتي شيرت طويل وحذاء رياضي (أديداس برضو) يبدو مثل ما قيل لكل مقام مقال .. هي عندها لكل مقام زي .. ثقافة صامته أضيفت لنا ..أنا وأختي ..
يتبع

Post: #28
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 10-30-2015, 12:48 PM
Parent: #27

السا قارورة عطر
14
البت الحديقة
وصلنا المشتل ولجنا أنا واختي والسا من الباب .. بديت أنا واختي معنا العاملين في المشتل نلقط في الشتلات ونضع على جمب .. لا عارفين أسمها ولا عارفين أذا كانت مضرة أو نافعة المهم أشجار أشكالها غريبة وكذلك وألوانها أول مرة أشاهد شتلات أوراقها ملونة بعضها حمراء وبعضها بنفسجية .
في هذا الوقت كانت ألسا تتحدث مع المسئول عن المشتل وعندها لسنة مكتوبة باللغة الانجليزية تسأل منها .. ويبدو أنه خبير زراعي .. انتبهت لنا وقالت أيش قاعدين تسووا ما كدا الحكاية .. هذا الشجر بعده ( بعضه) مدر ( مضر ) يسوي حساسية .. ما تشوفوا الشكل ويعجبكم اللون .
وجاء معها الخبير وبدأت تسأله عن أسماء أول مرة نسمعها أنا وأختي زيزفون وزعفران وشيزفرونيا لا شيزفرونيا دا مرض على ما أعتقد .. المهم روز وفل وجاسمين .. وفايكس وبايكس .. ومش عارف ايه .. والخبير الزراعي يؤمن على طلبتها وكل مرة يرسل عامل يحضر شتلة من مكان ما .
أنا ما بقى لن أكون صامتا هكذا لازم أساهم وخاصة انتابتني الغيرة بعد ما شاهدت نظرات الأعجاب والتعجب في عيني الخبير الزراعي الشاب وزاد اهتمامه شوية .
قلت يا ألسا كمان ممكن نعمل عريشة عنب قدام باب القراج وتكون جلسة نهارية جميلة .. قالت فكرة حلوة ولاي يا موستفا لكن ما دروري ( ضروري ) تكون عنب فيه نباتات عترية ( عطرية) لها ورود جميلة وهي متسلقة ممكن تكون على العريشة .. وسألت الخبير عندكم ( كذا أو كذا أو كذا) طبعا ولا أسم رسخ في رأسي .. أنبسط الخبير حتى بانت نواجهزه وقال لألسا أنتي درستي بساتين وحدائق ؟.. قالت لا هي هواية خاصة لكن قريت كتب زراعية أنا لسه تالبة ( طالبة) ثانوي ..
المهم قضينا المهم وبوكس السيارة تعبأ بمختلف الشتلات .و السا قالت الآن نروح السوق نشتري أدوات حفر .
فعلا هذه لم تكن خطرت على بالنا .. غشينا أحد المغالق وأشترينا أدوات حفر أيضا تفاجأنا ببعضها أنا غايتو شاهدتها عند الجنانينية في حدائق الجامعة لكن لا أدري سوسن اذا كان شاهدتها أم لا .
وعدنا للبيت متحمسين .. أمي قالت أن اصحابي جاؤوا ينادوني للتمرين .. قلت تاني لا تمرين ولا كورة خلاص نحن عندنا مشروع ..
وفعلا نزلنا الأدوات والشتلات ..
ألسا أخذت مسمار خشب كبير وبدأت تخطط لمكان الحفر ..
قالت يا مستفى أنت الراجل ودورك مهم في الحفر .. قلت لها أنا مستعد أحفر لك السودان كله بس أنت تأمري .. ضحكت ضحكتها العزيزة واللذيذة التي جعلت الحماس يدب فيني وشرعت في الحفر .. أما أهي وصلت خرطوم المياه الطويل الذي اشتريناه معنا لذات المهمة وبدأت ترش الشتلات وترطبها .. وكل ما خلصت من حفرة اختارت هي واحدة من الشتلات وزرعتها في المكان .. ومن ثم فتحت فيها خرطوم المياه .. وقبيل المغرب خلصنا .. والمدهش حتى لا ندري أذا الشتلات قد ( قبضت )أم لا لكن الحق يقال شكل الحوش تغير تماما .. أصبحت هناك مستطيل مكون من سور من الشتلات الصغيرة وفي النص يوجد قلب الحوش .. بل حتى الجو تغير فأصبح رطب ومنعش .. مع أذان المغرب دخل الوالد من جلسته خارج البيت أذ أعتاد أن يجلس على كرسي أمام البيت مع أصدقائه من الجيران .. وقف مندهشا بتبسم بهبل . ولم يملك غير أن يتمتم بعبارة ( الله يحفظك يا بنتي ) أنا وسوسن عقبنا بصوت واحد ( ونحن كيف ؟)
وقال انتو كمان ربنا يحفظكم
يتبع

Post: #30
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 10-30-2015, 06:12 PM
Parent: #28

15
كلنا كنا سعداء باللمسة السحرية التي أحدثتها السا في بيتنا .وبعد المغرب كلنا كنا مجتمعين في حوش الصالون وهي تشرح لنا في أسماء الشتلات ومصدرها الاصلي هذه اسمها كذا واصلا من البرازيل وهذه من الهند .. وكلها نباتات مناطق حارة تنجح في السودان .. و اضافات عن أنواع أخرى عطرها أقوى جوها أوربية وبالذات هولندا والدول الاسكندانفية لن تنجح هنا إلا في غرف مكيفة لانها لا تتحمل الحر .وهكذا ..
أمي أعدت لنا شاي المغرب مع الزلابية وكان يوما من أيامنا السعيدة ..أما أنا تحمست جدا وقررت أن أضيف المشروع المقترح الآخر من السا . قلت لأبي انا راح اعمل نفير مع أصحابي ونضفر حوش الصالون (بلاط خشن) سعد الجميع بالفكرة وقال ابوي ما في مانع كلم أصحابك وانا بشتري المواد الطوب والرمل والاسمنت .
والسا قالت كمان يكون شي حلو لو بنيتوا احواد ( احواض) بالتوب ( الطوب) للاشجار .. وكمان ممكن نبني نافورة في الوسط ..قلت لها كيف النافورة ..نحن فقط نعرف نعمل بلاط الضفرة .. قالت انتو تبنوا حوض من الاسمنت مربع أو دائري في الوسط ارتفاعه متر واحد ونشتري مضخة صغيرة بالكهرباء ومواسير بعدين انا اشرح ليكم كيف تكملوها .. ثم أضافت بتحسر قائلة يا سلام كان عندنا في بيتنا في اسمرا نافورة كبيرة عملنا معها نور ملون منزرها ( منظرها) كان جميل في الليل .
ابوي تحمس أكثر وقال جدا وانا معاكم بأي تكلفة تحددوها ..
انا من الحماس قلت راح أخرج اقابل أصحابي متجمعين أمام الدكان في الشارع واخبرهم بالنفير يوم الجمعة ..
وخرجت فعلا اول شىء قابلني أصحابي بسبب الغياب .. شنو يا مسيو اليوم ما جيت التمرين ..وعقب آخر انت يا أخونا اوعى يكون عندك ملاحق السنة دي .. كلمة ملاحق وقعت لي في جرح لانها راح تعطيني مبررا الغياب من التمارين ومشاورات السينما والحفلات طيلة فترة إجازتي فامنت عليها .. لأنه بصراحة هذه إجازة تحديدا زرعت في ارتباطا جديد بالبيت فبت أكره الخروج واكيد كلكم عارفين السبب لاني لا استطيع ان أخرج واترك قلبي في البيت .. قلت فعلا يا جماعة عندي مادتين صعبات شوية .. لكن عاوز كم في خدمة يوم الجمعة عندنا نفير في البيت .
قاطعني عاطف قال عاوز تتزوج ولا شنو .
قلت يا ريت بس عاوزين نعمل ضفرة لحوش الصالون ..
تحمس الشباب ورحبوا بالفكرة جدا .. ويعد قليل استاذنت منهم وعدت للبيت مسرعا متزرعا بالمذاكره الوهمية وبشرت اهل البيت على موافقة الأصحاب بالنفير يوم الجمعة .. وقال ابوي خلاص يوم الجمعة روح جيب لك خروف صغير واضبحوه خلي ناس امك يجهز الفطور وابدأ ..
أمي أيضا رحبت بفكرة الفطور اصلا امي تحب أن تطعم اكبر قدر من الناس .
ظل أفراد أسرتي مجتمعين في حوش الصالون اختي سوسن ترش بالخرطوم وأمي والسا يكنسون أثر التراب والطين .. الجو رائحته كعبق المطر ينعش النفس .. وأنا كل ما غافلت اهلي سرقت النظر لالسا .. وقلت في نفسي ليتني اموت لو كانت الظروف ستفرقني من هذه المخلوقة التحفة .. أما هي انتهزت فرصة أقتربت مني بالمكنسة وقالت ليش تعاين لي كدا قدام أهلك خجلتني ..
قلت لها انت قتلتي خجلي في يومين فقط يا احلى ما في الكون .
طبعا الحديث كان همسا .
قالت الله يخليك لي وتبعتها وهي تبتعد مني بالمكنسة وهي لازالت تعمل
يتبع

Post: #31
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 10-30-2015, 07:21 PM
Parent: #30

ألسا قارورة عطر
16
صدمة
بعد المغرب ودخول الليل لا زال يحلو السمر في حوش صالوننا .. وبعد ما خلصت أمي وأختي والسا من كنس حوش الصالون ودخل والدي من جلسة الشارع جلسنا نتسامر .. كان يوم أشبه بالحلم .. كما ذكرت أنا ماتت عندي الرغبة في الخروج مع أصحابي .. مع أنه كان من المعتاد ويمكن في كل الشباب السوداني البيت يعني المبيت والأكل فقط.. حتى لو قضى الشاب بقية يومه داخل البيت يوصف من زملائه ويمكن أسرته ويشبه بالبنات ( شنو أنت يا زول اليوم كله مقفول في البيت زي النسوان مالك ) هبل مزدوج ليس فيه أحترام حتى للنساء . أما أنا لم يعد يعنيني تحججت من أصحابي بأن عندي ملاحق محتاج أذاكر في الإجازة حتى ابرر انقطاعي عنهم وعدم الخروج للحفلات والسينما .. ويمكن تمرين الكرة استمر فيه طالما أنه سيتيح لي مشوار المشي مع السا حتى مدرستها .
ونحن في ونستنا ونشوتنا طرق الباب .. قالت سوسن الليلة اتذكرت يا مصطفى عندي صاحباتي شيماء وعفراء جايين يذاكروا معاي وعايزينك تشرح لينا رياضيات . بكل حسن نية وافقت أصلا هو شئ معتاد عليه وصديقات سوسن كلهن يعرفوني أهازرهم واناكفهم مثل ما أفعل مع سوسن .بكل براءة الأخوان .
وفعلا بعدل قليل راحت سوسن استقبلت صديقاتها و اللاتي أبدين إعجاب بالتغيير في حوش صالوننا .. وعندما عرفن أن الملهمة والمنفذة هي إلسا .. قالت عفراء ( ما تدونا ليها شهر بس ) تغير وجه إلسا أما أنا تغير كياني كله وكدت أن استفرغ ما في بطني .. رغم أن العبارة يمكن تكون عفوية .. لكنها أتت بمخاوفي كلها وفجرتها في لحظة واحدة .أنا ارفع في مصاف إلسا وأضعها في موقع الملكة والأميرة علينا جميعا وأعتقد كل أسرتي تفعل ذلك .. وهذه هدت كل ذلك بهذه العبارة الحمقاء وحولتها الى آلة أو شئ بالفلوس يمكن تأجيره أو تسليفه ..انسحبت ألسا ودخلت الى الغرف الداخلية ..لم يشعر بصدمتها وألمها أحد سواي .. وأنا كذلك فقدت الرغبة في الشرح لصاحبات سوسن بل كرهتهن وأتتني رغبة لألحق السا في الداخل وأعتذر لها أو اخفف الصدمة على الأقل لكن خفت عليها من الشبهة أو سوء الظن .. ولم أعرف أنبه سوسن أختي لذلة صديقتها الهبلة .. المهم أعدت سوسن مكان المذاكرة إذ أخرجت طاولة كبيرة ورصت حولها الكراسي .. وبدأنا الدرس هذه المرة كنت أشرح بدون نفس .. شعر صديقات سوسن بذلك .. ونطقت عفراء اصلا هي كانت الأجرأ دائما وقالت مالك يا مصطفى ما من عوايدك .. قلت لها بنهره غير مقصودة لكنها كانت من داخلي : ليه في شنو شرحي ما واضح؟ ... لا زمان بس كانت روحك حلوة وبتحلي لنا القراية بقفشاتك اللذيذة .حتى أنا كنت بقول لسوسن أنا بفهم الدرس من مصطفى أكثر من المدرسات وكنت متشوقة متين تجي من الإجازة عشان تحصلنا قبل الامتحانات وتنقذنا .. قلت لها أنا هي طريقتي كدا في الشرح لو ما فاهمين خلو شخص تاني يشرح ليكم . لا نحن فاهمين طبعا بس أنا قصدي طريقتك جافة شوية .
قطعت الحوار سوسن إذ نادت بصوت عالي : يا أمي خلي إلسا تجيب لينا موية .. نهرتها هي كمان قلت لها : ليه تجيب لك ما تقومي تجيبيها براك .أيضا قاطعتني عفراء مرة أخرى وقالت ليه مش هي خدامتكم .؟
قلت لها من قال لك هي خدامتنا .
قالت ومال هي أيه؟ .( كما قلت هي جريئة ودلوعة وممكن توصل معك في الحوار حتى نهايته حتى لو انفجرت أمامها .. أصبحت صورتها أمامي تشبه مصاصي الدماء في أفلام الرعب .. وكدت أن الطمها في وجهها .. لكن نظرت في عينيها وجدت فيها البراءه وحسن النية لكنه العناد الذي تربت عليه )
و حاولت أن أجد ردا يفحمها و يجعلها تتراجع عن فظاظتها .. وقلت لها هي أبوها صاحب أبوي كانوا مع بعض زمان في اسمرا تركها عندنا أمانة لغاية ما تمتحن الشهادة .
لكن من المفارقات أن ابوي كان في هذه اللحظة يرقد في السرير قريب منا ويتظاهر بالاستماع للراديو .. ولكنه يسمعنا بدليل أنه تبسم بعد ردي الأخير.أما السا فكانت قد سمعت نداء سوسن وحضرت تحمل جك الماء معه كوب .. ولحسن الحظ سمعت ردي المفحم الأخير .. وأيضا أراحها لأنها تبسمت وعادت الأشراقة لوجهها .
أما عفراء بدأت تعتذر أنا آسفة والله سوسن ما فهمتنا كدا .. وقالت لألسا معليش أوعى أكون جرحتك ..
قالت السا لا ما في مشكلة والحمد لله على كل حال .
كان ردها فيه رضا ممزوج بمرارة بسبب هذه الخرقاء لكني أستطيع أن اقول الحمد لله عد على خير أو اتمنى أن يكون كذلك .
يتبع
يتبع

Post: #32
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: انور تاج السر
Date: 10-30-2015, 07:33 PM
Parent: #31

تحية مشعة يا الدرديرى الذرى،

أناملك يورانيوم ياخ مش دهب و بس.

واصل يا جميل

Post: #33
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 10-31-2015, 06:22 AM
Parent: #32

تحية مشعة يا الدرديرى الذرى،

أناملك يورانيوم ياخ مش دهب و بس.

واصل يا جميل
ثمة حدود لا يبقى الصبر بعدها فضيلة

------------------------------------------------

تسلم يا أنور

وفعلا

ثمة حدود لا يبقى الصبر بعدها فضيلة

Post: #34
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: Abdalla Gaafar
Date: 10-31-2015, 07:30 AM
Parent: #33

درديري تحياتي

وشكرا علي الكتابة الجميلة

عبد الله جعفر

Post: #35
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 10-31-2015, 09:55 AM
Parent: #34

درديري تحياتي

وشكرا علي الكتابة الجميلة

عبد الله جعفر

------------------------------------------------

شاكر يا عبد الله جعفر ونتمنى أن نكون على قدر هذه الشهادة

Post: #36
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 10-31-2015, 10:31 AM
Parent: #35

إلسا قارورة عطر
17
أنتهى الدرس
خلصت الشرح لسوسن وصديقاتها ..أصرت عليهن سوسن لانتظار وجبة العشاء .. كما كن متعودات من قبل . لكن أصرين على الذهاب وخاصة عفراء .. تحس أن مزاجها تبدل تماما . لآ أدري بسبب رد فعلي على كلامها القبيح أم غيرة من إلسا أو كل ذلك مجتمعا .. لم يعد يهمني .. بل حمدت الله أنهن ذهبن قبل أن ترمي قنبلة جديدة .
أعدت أمي وجبة العشاء فطير باللبن على طلب إلسا لأنها كانت تحبه جدا .. تخيلوا وصلت مرحلة تحدد لنا نوع العشاء وتصنع لنا مزاجنا .. ونحن بالذات الوالد نثني ونجمع على اختيارها ..وأمي تسرع بالتلبية .. كل هذا كادت أن تهدمه عفراء و نتمنى ألا تكون قد فعلت .. لأن إلسا أعتذرت عن العشاء وقالت أن بطنها بها مقص .. أمي وسوسن ترجونها وخاصة أن العشاء أعد بناءا على رغبتها هي .. لم يعرف أحد أو يفهم السبب سواي .وأنا كذلك لم أعرف كيف أعالج الموقف .. كيف أغسل لها هذا المزاج وأعيدها لروحها المرحة من جديد . دائما أصحاب النفوس السامية والحساسية المفرطة من السهل أن تعكر مزاجهم ... لكن صعب أن تعيدهم لآنك لا تعرف حجم الأذى لحق بهم . من أين تبدأ وأين تنتهي .
وجدت أفضل طريقة أنه أحاول أن أتعامل معها بعيدا جدا عن الموقف أو المشهد السخيف .. بمعنى أحاول أن اصنع لها جو مختلف وبموضوع مختلف ..لأن التطرق لنفس الموضوع لن يزيد سوي تقليب المواجع وتغليبها .. أي جعلها سائدة .
أول خطوة حاولت أن اجاريها بما أفصحت عنه وهي أصابتها بالمقص .. قلت لأمي أعطيها زبادي بالسكر .. وكذلك تدخل أبي وقال أغلوا لها النعناع .. وما دعم الأمر أكثر أن أمي تركت العشاء وهرعت نحو المطبخ أي أعطتها هي الأولوية وآثرتها حتى على نفسها ..
حتى هي تدخلت وقالت خليه يا خالتي فاتنة أنا أعرف أسوي .. قالت لها لا يا بنتي أنت عيانة ونحن نقيف في رأسك الى أن تشفي .
يا سلام عليك يا أمي هي تجسيد صادق لمعنى الانسانية .. بدأ الارتياح يتسلل الى إلسا ويبين على وجهها ..
بعد قليل حضرت أمي تحمل المطلوبات.. إلسا عبرت عن الامتنان وقالت ليه التعب يا خالتي فاتنة أنا كويسة ما تعبانة شديد كان ممكن أعمل لنفسي .
أبوي قال لها : لا يا بنتي واجب الأصحاء هو خدمة المريض حتى يتعافى .. وأنت كذلك ما تقصري أذا تعب أي واحد من أفراد البيت .
وأنا قلت أدخل في المرحلة الثانية طالما افلحنا جميعا في تصفية هذا المزاج الراقي ..
قلت لها يا إلسا عايزك تعلميني لغة التقرنجة ..
ضحكت بشدة وقالت ما اسمها تقرنجة ..
قلت ومال اسمها ايه ؟
قالت : تقرننة ..... تقرننة ..
المهم حرف في النص غير موجود في اللغة العربية لا نطقا ولا كتابة ..
حاولت أن انطقها مثلها وهي كل مرة تضحك وتحاول تصلحني .. تحول الجو الى جو مرح أذ حاول الجميع أن ينطقها كما تفعل هي وهي تضحك وتصوب .
قالت انا ما عندي مانع أعلمك التقرننة وأنت تعلمني اللغة العربية ..
طبعا أنا كدت أطير بالسعادة لعدة أسباب .. أولا نجحت في أن أعيدها لروحها المعتادة . وثانيا عملية التدريس والتعلم ستكوت سببا أن أجلس قربها أطول فترة ممكنة .أما أن أدرسها أو اتلقى درس ..
قلت لها أنا من بكرة أجيب كراصات فاضية ونبدأ التدريس ..
حصة لي وحصة ليك
هاك عهدي وهات يديك
يا حبيبي
تخيلوا قلتها بلحنها
وهي تلفتت بخوف وخجل وقالت هامسة خجلتني قدام أهلك .
بصراحة أنا ما متأكد أذا كان سمعوا أو لم يسمعوا
لكن
لم يعد يهمني لأني عالجت الموقف
وهذا هو المهم
يتبع

Post: #37
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: عبيد الطيب
Date: 10-31-2015, 11:43 AM
Parent: #36

متابعين هذه الكتابة النضرة،
ومثلي كثيرين متابعين هذا الإبداع
المنبر يحتاج لتعول الدرديري الماطرة، في هذه السنين العجاف والمحول التي ضربت المنبر
الدرديري وشاهين وأخرين ممتعين في سردهم

Post: #38
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 10-31-2015, 03:04 PM
Parent: #37

متابعين هذه الكتابة النضرة،
ومثلي كثيرين متابعين هذا الإبداع
المنبر يحتاج لتعول الدرديري الماطرة، في هذه السنين العجاف والمحول التي ضربت المنبر
الدرديري وشاهين وأخرين ممتعين في سردهم
----------------------------------------------------------------

شهادتك مصدر فقخر واعزاز يا ود الطيب وأنت رجل مترع بالجمال

وتنضح ابداعا

Post: #39
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 10-31-2015, 04:42 PM
Parent: #38

إلسا قارورة عطر
18
أقترب الليل من منتصفه ونحن كنا لازلنا متجمعين في الصالون ..أستأذن الوالد وقال تصبحوا على الخير .. ولم ينسى أن يواصل أوامره أو نصحه .( يا ولد ما تساهر بكرة عندنا شغل ) .. :كذلك أستأذنت أمي .. بعد قليل سوسن جرت إلسا من يدها متمنين لي صباحا سعيدأ .. ولم تنسى السا أن تلوح لي من خلف ظهر سوسن وهن يغادرن بالباب الفاصل بين حوش الصالون وحوش النساء..
أنا أعددت فرشي أستعدادا للنوم .. حقيقة كان الجو منعشا جدا .. ورطبا .. والسماء صافية .. ولازالت رائحة الطين تعطر المكان بعبق يشبه ( دعاش ) الخريف .. طفيت النور وعدت محاولا النوم من جديد .. ها هو يوم آخر من أيام الاجازة رغم الأرهاق والحفر والجهد .. يمتنع النوم .. (وبعدين معاك يا نوم ) .. ظليت أكثر من نصف الساعة أناظر للسماء أحصي النجوم وأتأمل .. أحاول أن أجول في داخلي لأعرف سبب الأرق .. ربما صدق عصام وقال لأني حديث عهد بالغراميات فأن كهربتي عالية .. لكن السؤال الذي طرحته على نفسي هل أنا فعلا حديث عهد بالغراميات .. لا أعتقد وليس درجة الكهرباء العالية توجد أطوار يمر بها كل المراهقون في مرحلة الثانوي والوسطى .. الخطابات المعطرة وألانتظار في الشوارع .. بمعنى آخر لم أكن صفر العداد تماما .وبلغة السماسرة لم أكن على ( الزيرو).. وفي ذات الوقت التجارب لا تستحق الذكر ولم ترسخ في الذاكرة أصلا ..
والسؤال الذي طرحته على نفسي معظم الزملاء في الجامعة لهم ارتباطات عاطفية مع زميلات .. لماذا لم أخض أنا هذه التجربة .. واشمعنى سقطت من أول نظرة في تلابيب إلسا .. ما هو الشئ الذي وجدته فيها وأسقطني من أول نظرة ..
تفسيري لحالتي .. لاحظوا أنا الآن أحلل في حالتي بذاتي .. وهل هنالك من يدري عني أكثر مني .. أعتقد أن السا حزمة ميزات كبلتني مثل ما يطبق الأخطبوط على فريسته مستخدما أزرعه الستة ..
طيب ما هي أزرع السا الست .أولا جمالها ثانيا زيها وهيئتها .. في داخلي أنا أستكثرتها على خدمة المنازل حتى لو كان هذا المنزل يخصني وأهلي .. ثالثا ثقافتها ومعرفتها الواسعة .. ورابعا اشارات على أنها كانت معززة في أسرة ميسورة رغم أني لم أسمع منها أو أتأكد من هذه المعلومة .. خامسا تعلقها هي بي ومبادلتي الشعور .. وسادسا أحساسي الكبير بأنها تحتاجني فعلا .
عادة نحن البشر نتلعق بمن يحتاجنا أكثر بتعلقنا بمن نحتاجه .. وهذه الغريزة هي التي تجعل الوالدين يتعلقون بصغارهم ويخافون عليهم ويحمونهم .. أي هي أحد الغرائز التي تحفظ نوعنا البشري من الأنقراض ..
هذا التحليل أراحني قليلا .. أذ بدأ النعاس يدب في عيني وقبل أن أغرق في النوم صحيت فذعا على صوت أختي سوسن تناديني .
مصطفى مصطفى مصطفى .
في شنو يا بت .
إلسا
مالها ؟
من قبيل تبكي وما قادرة تنوم .قدر ما حاولت أعرف السبب ما قالت بس قالت أتذكرت أهلها وأخوانها .
قلت عارفه كله من صاحباتك الشتر الهبل ديل .
ناس عفراء مالهم .؟
قلت بالذات عفراء جرحتها
كيف جرحتها ؟
طبعا أنت ولا على بالك . ما قالت قدامك سلفونا ليها شهر بس .
طيب وفيه شنو الكلام دا ؟
كيف فيها شنو نسلفها ليها هي فاكراها مكواة ولا مكنسة كهرباء .. أنا في لحظتها لاحظت السا أتغيرت ودخلت جوة .. وأبت العشا .
أخخخ والله فعلا كلامك صاح أصلا عفراء فعلا شتراء وكلامها دراب . طيب والعمل ..
أنا من قبيل أحاول أنسيها الموضوع وجبت حكاية تعلم لغتهم والحاجات دي عشان أشغلها ..
طيب هسع أنا أعمل شنو .؟
حاولي أشغليها بموضوع تاني لكن شرط ما تطرقي لموضوع ناس عفراء .
موضوع تاني زي شنو أديني أي اقتراح .
اسأليها مثلا عن رأيها في أنا ..أو احكي ليها عن أخواتنا الكبار في الغربة سناء وسهير .. وكيف كانت علاقتك معهم وأنت الأصغر وأسأليها عن أخوتها . وحياتهم كانت كيف قبل الحرب ..
خلاص أنا بحاول ..
يتبع

Post: #40
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 11-01-2015, 05:52 AM

19
بعد ما دب النوم في عيني شغلتني اختي سوسن بسهر السا بكاءا .عاودني الارق من جديد بدأت انقلب في الفرش ..
لكن في النهاية تغلب الإرهاق وغرقت في النوم من جديد .قبل ما تاتي سوسن وتوقظني بفزع من جديد .
مصطفى مصطفى قوم ياخ
في شنو يا بنت الحلال
خلاص السا نامت
طيب الحمد لله ومصحياني ليه
قالت انا الما قدرت انوم
ليه مالك
حكايتها تقطع القلب .
في هذه اللحظة النوم جمع بطانيته واغراضه وقال لي الله معاك يا مصطفى بعد كدا .
قمت ولعت النور وسوسن جرت كرسيها لتحكي لي حكاية السا .
كما قلت لعصام عن الحب الذي يبدا
بنمرة أربعة وسخر مني ..كيف تتعلق بشخص وانت لا تعرف عنه شىء.
وبدأت سوسن تحكي
وقالت هم أسره كانت غنية ومعروفة في ثلاثة مدن عصب ومصوع واسمرة .. كان عندهم بيوت و جنائن فواكه . لامن قامت الحرب هم كانوا أكثر المتضررين لأنهم من جزور إثيوبية ويعيشون في ارترية.
وهي وحيدة بين ثلاثة أخوة ذكور وهي اصغرهم ..
أمها وابوها توفوا في الحرب أصابت سيارتهم قذيفة .
فقدوا املاكهم وتفرقوا .هي لحظها كانت تقضي الاجازة مع عمتها في مدينة تسني المدينة الحدودية مع السودان لذا لجأت مع عمتها للسودان . وبعد فترة طويلة وبحث عرفت ان أخوتها الثلاثة في السويد .. وعرفوا عنوانها وبدأوا يراسلوها ..رغم أنهم لازالوا طلاب إلا أنهم جمعوا بين الدراسة والعمل.
يتبع

Post: #41
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 11-01-2015, 10:45 AM
Parent: #40

إلسا قارورة عطر
20
لا زالت سوسن تحكي وأنا قد تملكني النعاس وبعد ما لاحظت لي رأسي يهبط ويرتفع قالت : شنو أنت عاوز تنوم والله أنت قلبك ميت .
قلت : لا لا لا لا أحكي أنا من أمس يمكن نايم فقط خمسة ساعات لكن ما مهم قولي ..
واصلت سوسن : عمتها عندها طفلين ولد وبنت وزوجها معاق قطعت رجله في الحرب .. عاجز عن العمل وهي الآن تصرف على البيت من بيع الكسرة الحبشية .وأصبح ناس الحي يعرفونها يجوا في البيت ..قالت رغم أنها كانت مرتاحة في بلدنا قبل الحرب وعندها من يخدمها .. وأما هي اضطرت تعمل حتى تساعد عمتها أو على الأقل تتكفل بمصاريفها الدراسية . وأخوانها ما مقصرين كل فترة يرسلوا لها الملابس وبعض المصاريف .. وهي قدر ما ترجتهم لأنهم هم أصلا طلاب محتاجين للمصاريف .. لكن ما يوفر معهم يرسلوه لها هي وعمتها .
وقالت عمتها تخاف عليها جدا وكانت معترضة على عملها بالمنازل .. ولكن وافقت على مضض أن تشتغل عندنا بعد ما عرفت أنه عندنا ولد واحد وطالب في الجامعة يحضر في الاجازات فقط واشترطت عليها أنه تتوقف عن العمل بمجرد ما يحضر الولد من الاجازة ..
و قالت أما هي بعد ما شاهدت أهتمامنا بجيتك ..أمي أعدت الخبائز وقالت الفرش الجديد نفرشه بعد يجي مصطفى وأبوي عبأ الثلاجات باللحوم والخضروات لتغذية مصطفى في الاجازة أثارها الفضول وقالت لا بد أن تنتظر مصطفى هذا . والشخص الذي يهتم به أهله لهذه الدرجة أكيد لن يكون شخص سئ ممكن تخاف منه .. أو على الأقل هي لن تخسر شئ لو أنتظرت جيته يوما واحدا .
أنا في هذه اللحظة اثارني فضول أكثر وجلست بعد أن كنت متكئا في السرير ..
قلت لها أها وقالت لقتني كيف ؟
ضحكت سوسن وقالت الغريبة أنا سألتها بنفص الصيغة دي قلت لها :أها ولقيتيه كيف .
قالت لقيت نفسي مش قادرة أبعد من قربه .. دعك من أن أسيب العمل معكم .
قلت لها : خلي بالك الكلام دخل الحوش ..
قالت سوسن : قصدك دخل القلب .. وبدأت تضحك .
قلت لها :لا أصلا القلب دخله من أول لحظة .
قالت سوسن واضح أنكم الاتنين تعلقتم ببعض رغم أنه الفترة قصيرة .. لكن خلي العقل يتدخل شوية .
قلت لها كيف يعني (وقلت في نفسي شوف حتى سوسن الصغيرة تريد أن تعطيني درسا في الحياة .)
قالت : هذا حب غير متكافئ مصيره الفشل .
قلت لها يعني كيف غير متكافئ ..
ببساطة بس أنت ما تزعل من كلامي ..
قلت لها قولى ما بزعل .. رغم أني حسيت بالذي تريد قوله لكن فضلت أسمعه منها .
قالت : لأنك أنت ولد الناس الهي بتشتغل عندهم ..
قلت : طيب ما يكون ما هي عندها ظروف خاصة ونحن عرفناها كلنا .وفي النهاية هي أنثى بنت آدم مثلنا تماما .. وكان ممكن يكون الوضع معكوس أي نحن اللاجئين عندهم .
قالت بس دا أكيد ما رأيي أنا الشخصي ..
قلت لها ومال رأي مين ؟
قالت رأي المجتمع النحن عايشين فيه .
قلت لها ونحن مالنا ومال المجتمع .
قالت : كيف وأنت حا تعيش وين ..
قلت لها والمجتمع متين بيحدد لي أنا أتزوج مين وأعيش كيف ؟
قالت هو ما بيحدد لك ولكن حا يحول حياتكم لجحيم ؟
كيف يعني ؟
قالت أقرب مثال هو أمس عبارة عفراء عكرت مزاجكم انتو الاتنين .. ولا حظ عفراء لسع ما عرفت ميولك القلبية . وعفراء هذه فرد صغير من المجتمع الأنا بقصده .
حسيت بمنطق سوسن صار يقوى وتملكني الغيظ الشديد وحبيت أن اقفل الحوار أو بالاصح أهرب من هذا الواقع .
قلت لها : على كل حال نحن لازلنا طلاب وفكرة الزواج بعيدة جدا حاليا . ولكن أنا لو كنت جاهزا للزواج ما عندي ما نع حتى لو أهاجر معها للقمر .. وممكن أحارب المجتمع كله لو يجرحها بكلمة واحدة .
قالت : هذا كلام عاشق حاليا يتسطير قلبه على مشاعره ومغيب عقله تماما .. أنت حتشوف بعد فترة حا يبدأ هذا الحب يبهت وأنت تبدأ تتهرب من هذه العلاقة .
قلت مغتاظا : يا بت أنتي بتجيبي الكلام دا من وين شنو يبهت واتهرب . ثم أنت ما ملاحظة حتى أمي وأبوي يحبوها كيف ومتعلقين بها .
قالت : دا براه ودا براه ؟
قلت لها يعني كيف دا براه ودا براه .
قالت : يعني حب أمي وأبوي ما حب البنت الراح يختاروها عروسا لابنهم .. هم حبوها انبهروا بجمالها ولبسها وعقلها .. وتصرفها وسلوكها .
قلت : طيب هم حا يلاقوا عروس لابنهم بمواصفات أحسن من كدا ؟
قالت : لا بس هم لامن يختاروا عروس لابنهم راح يبدوا أول شئ بالاصل قبل الشكل .. هي بت مين وأهلها يناسبوا نسبنا ولا لا . أكيد هذه أول شرو ط ستسقط فيها السا من حساباتهم .
قلت لها : ياخ أنت طممتي بطني . يعني النوم طار منك جيتي طيرتيه مني أنا يلا طيري أمشي نومي خليني في حالي .
قالت : لا أنت ما تتحامق ما أنت أخوي الوحيد ويهمني أمرك عشان ما تنصدم بالواقع .
قلت : لها طيب أنت رأيك شنو مش صديقتك ومعجبة بيها .. مكن تختاريها عروس لأخوك .
قالت : بقلبي طبعا هو أحلى عروس ممكن تهنيك وحتكونوا أحلى زوجين في الدنيا .
قلت لها : طيب بعقلك .
قالت : بعقلي لا وألف لا
قلت لها : ليه طيب والفرق شنو ؟
قالت : لأن عقلي بيقول لي زوجة أخوك أولا هذا اللقب الذي سيضيفه لها المحتمع .. نطلع مع بعض نحضر المناسبات وألأفراح .. والناس يتحدثوا عنها .. ترضى المجتمع يضيف لعبارة زوجة أخوك ( الكانت خدامة عندكم)؟
قلت : شوفي هنا يا سوسن أنا لو أستمرت علاقتي مع إلسا لغاية ما اتخرجت واتزوجنا ما راح أعيش معها في مجتمع بهذا القبح .أنا مش عارف ليه البشر عقدوا حياتهم كدا وقبحوها .. هي أنثى وبشر ومن آدم مثلنا ومن جاب التصنيفات السخيفة دي ؟
قالت : المجتمع
قلت : يخرب بيت المجتمع ومين وضع قوانين المجتمع مش هم نفس البشر ..
قالت : وأنت حا تغير الدنيا كلها بس عشان حبيت .
قلت : أنا ما بغير الدنيا لكن ممكن أختار أعيش في المكان الما فيه تصنيفات سخيفة تعقد أسرتي وزوجتي .
وقالت : وتسيب البلد الفيه أمك وأبوك المحتاجين لك ومتعلقين بك .
هنا سكت وحسيت كأنه سوسن في هذه المرة أستخدمت بلطة ضخمة وخبطتني بها على رأسي .. وعندما حست بصمتي طال قالت لي تصبح على خير ومضت بعد أن تركت دماغي يدور مثلا خلاطة الاسمنت يقلب الصور مع المشاعر المواقف والحوار .
يتبع


Post: #42
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 11-01-2015, 03:05 PM
Parent: #41

.

Post: #43
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 11-01-2015, 04:40 PM
Parent: #42

إلسا قارورة عطر
21
هات لينا صباح
داهمنا الصبح وأنا لم أشبع من النوم بعد .. فوجئت بأمي توقظني كالعادة .. مصطفى قوم يا ولد حصل ابوك في الشغل الشمس جات عليك ..
قمت أتمغى من التعب والأرهاق .
أمي : يا ولد مالك عيونك وارمة ومحمرة كدا أوعى تكون عيان .
قلت : لا يا أمي بس التعب ..
قالت : صحي يا ولدي أمس الحفر الحفرتوه دا هين قص ضهرك قص كان تعبان أرقد ما تمشي خليني أجي أمسح لك جسمك بزيت السمسم والملح ما تمشي السوق الليلة .
قلت : لا يا أمي لازم اليوم الخميس أروح نشتري مواد البناء عشان بكرة النفير .
قالت : الضيق لشنو يا ولدي ما تخليه الاسبوع الجايي لسع إجازتك طويلة .
قلت : يا أمي أنا الاجازة دي كلها ناوي أملاها إنجازات ومشاريع أغير ليكم شكل البيت دا أول مرة أحس من أتولدت أني حا أعمل ليكم حاجة طول عمري قضيته مستهلك لتعبكم وهمكم .
قالت : يا ولدي أنت ما ياك أملنا ومستقبلنا وود كبرنا نحن ما مستعجلين عليك .
سرحت مع نفسي من جديد : ياك أملنا ومستقبلنا وولد كبرنا .. نحن ما مستعجلين عليك .. هي دي الحتة القصدتها سوسن .. أخخخ كنت وين يا عقل قبل ما يغرق القلب .
قلت خلاص يا أمي انا كويس وحا أقوم أنت ما تقلقي علي .. أنا طاقتي كلها كانت ضايعة في الكورة والجري ومتعود على التعب والارهاق .. نحن شباب الواحد لازم يستثمر طاقته في حاجة تفيد وتفيد الناس اليهموه .
قالت : الله يحفظك يا ولدي ويخليك لينا .
مضت أمي وتركتني مع نفسي من جديد ..
دخلت الحمام من جديد . هذه المرة من غير غناء .. الحمام مسرح موهبتي المفضل اليوم يكون استغرب صمتي ..
ظليت تحت الدش أفكر .. في كلام سوسن الذي أكدته أمي دون أن تقصد أو حتى تسمع هواجس سوسن .
أين كنت يا عقلي .. دائما العقل يترك الحبل على القارب للقلب .. بعد ما يتورط ويصبح خط الرجعة مستحيل يستيقظ .. ويرجع يؤنبك بين واجبك وحبك .. لكن هل فعلا خط الرجعة بالنسبة لي أصبح مستحيل . ولماذا يكون هنالك خط رجعة أصلا . الا يمكن التوفيق بين العقل والقلب .. الا توجد حلول عقلانية تجعلني أجمع بين حبي وواجبي .. هذه حلها شئ واحد . هو أن يقبل أهلي ومجتمعي زواجي من الخادمة ويجعلونا نعيش في سلام ننعم بحبنا وحياتنا .. معادلة صعبة وشبه مستحيلة ..أو تكون هنالك تضحيات مثلا يقبل أهلي بالهجرة مبتعدا عنهم مع زوجتي .. ولكن لماذا هم يضحون بأبنهم الوحيد الذي صرفوا عليه من دمهم ومالهم وأعصابهم ..أو نضحي أنا وألسا بأننا نقبل نعيش في هذا الوضع متحملين نقض وسخرية المجتمع القاسية .. لكن الزوج ليس طرفين فقط سيكون هنالك أطفال وسيدفعون ثمنا لذنب لم يرتكبوه .. وليته كان ذنب بل هو مصيبة أبتكرها المجتمع ليفرق البشر عن بعضهم البعض .. كاد رأسي ينفجر .. وشعرت به يشتعل نارا رغم الدش الذي يصب الماء البارج عليه .
صوت أمي من جديد : مصطفى الحكاية شنو الشاي برد وسخنته تاني برد .. انتبهت الى أني مكثت في الحمام قريب نصف الساعة ..
خخرجت أخير بعد ما تجففت بالبشكير اتجهت ناحية المطبخ . وجدتهم ينتظروني .( وألسا بلبسة رياضية جديدة .. هذه المرة صفراء بشعار المنتخب السويدي .. طبعا أنا بعد ما عرفت المصدر انعدمت الدهشة وبقى الاعجاب .. نظرت اليها من غير تمعن . أذ اصبح همالك لجام جديد منعني من التمعن .. في السابق كنت أحس بأنها ملكي وأغزالها حتى أمام أمي .. لكن الآن أصبحت أحس بأني لص أو معتدي على شئ لم يعد يخصني . وهذا غصبا عني ..
أستغلت إلسا انشغال أمي بالمطبخ وخروج أختي وأقتربت وقالت : موستفى أنت زعلان مني ؟
قلت لها : ليه أزعل منك هو أنا أقدر أزعل منك أصلا . (يبدو أن القلب المجنون أطلق عقاله من جديد )..
ارتاحت وابتسمت من ردي : بس شايفاك ما تنظر لي زي أمس لبسي ما عاجبك .؟
قلت لها : خفت عليك من نفسي ؟
كيف يعني ؟
قلت خفت أسحرك أو أبلعك .
أنفجرت بالضحك حتى التفتت أمي وهزت رأسها مبتسمة
وقالت : الله يجازيك فدحتني ( فضحتني )
قلت حتى أغير الموضوع وحتى لا أغرق وأغرقها أكثر : اليوم راح نجيب مواد البنا عشان بكرة تبدأ النفير في البيت .
قالت :بس بكرة أنا ما راح اكون موجودة .
قلت : وين رايحة
قالت : أنا كل خميس أخرج وأبيت مع عمتي وأرجع الجمعة بالمسا
قلت : خلاص أنا اليوم في المساء أوصلك .
قالت : لا أنا اروح بالمواصلات أحسن .. ( فهمت حرصها )
واستدركت : قلت لا يمكن راح نروح أنا وسوسن نوصلك .
قالت خلاص وبالمرة تتعرفوا على عمتي .

يتبع

Post: #44
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: محمد جمعه الخير
Date: 11-01-2015, 06:52 PM
Parent: #43

درديري كمي امسيخم اذا اتعلمت التقرينجة
متابعة بشغف من المقاعد الامامية

Post: #45
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 11-02-2015, 07:33 AM
Parent: #44

درديري كمي امسيخم اذا اتعلمت التقرينجة
متابعة بشغف من المقاعد الامامية


-----------------------------------------

سلام يا جمعة منور

نرجع لك بعد ما نتعلمها ( من مصطفى هههههههههههههه)

Post: #46
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 11-02-2015, 07:35 AM
Parent: #45

22
فسرت إلسا أحساسي بالذنب ناحيتها هو فتور عاطفي .وإنما انا حقيقة لازال قلبي مشتعلا .لكن كلام سوسن اختي ليلا والذي أكدته أمي اليوم دون ان تقصد ..الجم اندفاعي أو على الأقل لا اعمل أفعال أو أقوال تجعل السا تغرق اكثر.
همست وين سارح يا حبيبي .
قلت بضرب في حساب المواد ممكن تحتاجها الضفرة تفتكري دور رملة والف طوب ممكن يكفوا .
قالت خليه الف ونص ماتنسى حود (حوض) النافورة .
والاسمنت خمسة أكياس كفاية.
ايوه كفاية ..
طيب خلاص أنا أقوم البس عشان احصل السوق .
ملابسك جاهزة ولا عندك حاجة عايزة مكوة.
ضحكت وقلت لها انت أدرى .
قالت كل ملابس بتاع الجامعة انا غسلتها ولسع ما كويتها لو ما عندك من أول ملابس جاهزة خليني انا اكوي لك .
بصراحة من هذا الحوار جاني إحساس اني اتحدث مع زوجتي وليس شغالة وانتشيت جدا لهذا الشعور حتى بان ذلك على وجهي.
ليش تدحك ( تضحك) انا كلامي فيه شي يدحك .
لم ارد سوى بتنهيده طويلة لم اعقب على كلامها ..كنت ناوي اقول لها حسيت انك زوجتي في هذه اللحظة ..لولا تدخل العقل فى الوقت المناسب وقال لي ما تستعجل يا مصطفى .
قلت لها انا اليوم البس على ذوقك اختاري أي بنطلون وقمبص قومي واكويهم وانا في الوقت دا راح اركب الخرطوش ( الخرطوم) واسقي الزرع ..هي رسالة مبطنة للطرق على عالمنا الصغير الذي صنعناه معا .
فرحت بهذا القرار وجرت بصورة طفولية لتحضير ملابسي ..وأنا كذلك بحماس توجهت نحو حديقتنا وحسيت انا ساسيقها من دمي .. بديت ارش الماء واغني واردد في أغنية غرام الروح لزيدان ..لم انتبه هي وقفت على باب الصالون تضع ملابسي على زراعها .. وعندما وصلت لمقطع ( بقيت ظالم )
قاطعتني وقالت ( دا انا ؟)
التفت وقلت لها انت هنا من متين
قالت من غرام الروح ..ولاي سوتك حلو (صوتك) ..انت ليش ما بقيت فنان ؟
قلت لها دا من ذوقك عشان انت اضانك حلوة وقلبك أحلى .
يعني انا بس بسمع سوتك حلو ما في نفر تاني ممكن نسأل سوسن كمان.
قلت لا الموضوع ما يستاهل وانا اصلا ما عندي رغبة أكون فنان ..انا اطرب نفسي فقط.
قالت .. وحبيبتك ما تتربها ( تطربها)
قلت ..وحبيبتي كمان .
ابتسمت سلمتني ملابس وعادت تجري ببراءة الأطفال وقفت اشيعها بنظري حتى اختفت .
لبست ملابسي وتوجهت للسوق
يتبع

Post: #47
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: ولياب
Date: 11-02-2015, 12:10 PM
Parent: #46

واالي يا دردره قستك أسل ، وقارورة إطرك فواحه .

Post: #48
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 11-02-2015, 04:40 PM
Parent: #47

إلسا قارورة عطر 23
فلسفة
ركبت حافلة المواصلات وجلست في آخر مقعد بالنسبة لي كان موقعا أسترتيجيا لأخلو مع نفسي .. ولا زال رأسي مشغولا ويقلب في حالتي أفكر وأتأمل .. على رأي المغني .. بعيد مني وقريب متى دهري بيك يجود ..هي فعلا كذلك .. أنسانة بين يدي الآن تحبني وأحبها .. لكنها جميلة ومستحيلة .. بنظرة بعيدة المدى .. بقوانين أستنها البشر ربنا قال (جعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا) فقط هذا هو الغرض ربنا خلقنا شعوبا وقبائل لتسهل علينا الحياة ونعرف نرتب حالنا مثل قانون العسكرية التشكيل . عندما يقول القائد لجنوده شكلوا ثلاثات أو أربعات هذا لا يعني أن هنالك ثلاثة مفضلة على أخرى بأي حال من الأحوال .. وعندما تقسم المدارس الضخمة لفصول بحيث يكون هنالك خمسة أول وخمسة ثواني وخمسة ثوالث .. هذا لا يعني أن صف أولى أول أفضل من صف أولى ثاني أنما ليعرف كل طالب لأي فصل ينتمي ليسهل تعليمه .. ولو كانت المسألة عشوائية كل يوم يختار الطالب الفصل الذي يريده ربما تكرر عليه نفس الدرس في كل فصل جديد يدخله وربما حرم من درس فاته درس اليوم في الفصل الذي تركه ودرس أمس في فصله الجديد .. وبالتالي لا أدري من أين تولدت هذه الأهداف الاخرى للقبائل والشعوب .. ومن قال للبشر أن أبناء القبيلة الفلانية هم أهل العز والشرف ودونهم خراب .. هذا هو الجهل بعينه الذي جعل الأرض تغلي بالحروب والتصفيات العرقية التي يندى لها الجبين .
ثم في حالتي أنا لماذا يختار القلب دائما الخيارات المعقدة .. يعني مثلا ألسا هذه عمرها بين سبعة عشر أوثمانية عشر عاما أذ أنها في صف ثاني ثانوي .. وأنا حوالي أثنين وعشرين عاما على وشك التخرج .عمرين مثاليين للخطوبة والحب . لو كانت خيارا سهلا كان ممكن تكون هي بنفس مواصفاتها هذه بنت خالتي أو بنت عمي .. وخيار مثالي لجميع الأهل لي ولأهلها .بعد علم سأتخرج وأخطبها كقريبها سيفرح الأهل .. العمل مضمون أذ هذه اللحظة التي ينتظرها الوالد بفارق الصبر حتى أخلفه في أعماله .. أسرة ثرية ممكن تزوجني بعد عام من التخرج أو حتى شهور . أهل العروس أكيد لن يقدموا تعليمها على زواج عريس لقطة ربما لا يستطيع الصبر عليها حتى تدرس الجامعة ..( يا بت عرسيه القراية ملحوقة .. ممكن عادي تدرسي وأنت متزوجة .. وقائمة من الأمثلة عندك فلانة قرت الجامعة بعد ما ولدت .. وعندك وعندك .. ربما شهرين بعد التخرج أجد نفسي عريس يرقص في فرحه وسط أصدقائه .. والكل سعيد )
لكن القلب عادة يحب الثورات لا يحب الأمور السهلة لذا أختارها هي من دون مثيلاتها وهن أكثر ربما فيهن من يفوقها جمالا... لتخلد التجارب في التاريخ وعلى مر الزمان .. لو كان عنترة تزوج بنت خالته سوداء مثله لما سمع به أحد .. سيخلفوا بنين وبنات لكن حتما لن يعيشوا في تبات ونبات كما تقول الحكاوي .. كان سيلد رقيقا يباعوا ويشتروا مثله .. و هذا أيضا لن يهم أحد ولن يذكره التاريخ إذ أن كثير من العبيد ولدوا واطهدوا بل قتلوا من باب التسلية فقط لم يذكرهم أحد ولن يفعل .. بل ثورة عنترة على واقعه هي التي خلدته .. تطلعاته أنتصرت وهزمت أعداء الأنسانية الجهلاء .. وبعد قرون ظل التاريخ يذكر عنترة ولا يذكر منهم أحدا أهل الشرف والعز .. حتى الرسول صلى الله عليه وسلم بعض كفار قريش كفروا به ليس بسبب تكذيبه هم يعلمون أنه صادق .. لكنهم أستكثروا عليه الرسالة . وقالوا لو أنزل على رجل من القريتين عظيم .. يعني الدعوة دي لو كانت جاتهم من شخصية غنية معروفة وعظيمة كان مشى الحال .
لكن السؤال هو هل أنا أستطيع أن اقود ثورة شبيهة بثورة عنترة تنتصر وتخلد في التاريخ .
لم أفق من سرحتي الا على صوت الكمساري : يا أخينا أسمع يا أخينا وصلتا السوق أنت ماشي وين . رفعت رأسي ووجدت الحافلة فارغة تماما لم يبقى فيها سواي والسائق والكمساري . وسمعت حواري الكمساري مع السواق .
أنت الزول دل ما له ما نزل عاوز يرجع تاني ولا شنو ؟
- أنا عارفه يا كوتش من قبيل يتكلم براه ويؤشر مرات يضرب الكنبة بيده .
- الظاهر عليه فاطي سطر ( مجنون )
وقفت قليلا في عبارة فاطي سطر هذه نظرت لهما ومضيت نحو دكان أبي .
يتبع

Post: #49
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: عبدالعزيز الفاضلابى
Date: 11-02-2015, 07:12 PM
Parent: #48

سلام ياصاحب ,,
ياخ الاحباش والارتريين ديل بحبونا حب كتير خلاس ,, ذهبت الى ابستيت نيويورك لحضور مناسبة دعانا لها صديق واقيمت فى مطعم حبشى ,,
ياخ الناس ديل شالونا من على الارض شيل ,, ونفس الشئ حدث معى فى زيارتى لـسياتِل ,, والمثلة كثيرة ,, شعب راقى وودود واجمل مايعجبنى فيهم صوتهم الخفيت الذى يدل على الحكمة والصبر
وليس كلعلعة اخوة لنا شمال الوادى.

Post: #51
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 11-03-2015, 10:33 AM
Parent: #49

Quote: سلام ياصاحب ,,
ياخ الاحباش والارتريين ديل بحبونا حب كتير خلاس ,, ذهبت الى ابستيت نيويورك لحضور مناسبة دعانا لها صديق واقيمت فى مطعم حبشى ,,
ياخ الناس ديل شالونا من على الارض شيل ,, ونفس الشئ حدث معى فى زيارتى لـسياتِل ,, والمثلة كثيرة ,, شعب راقى وودود واجمل مايعجبنى فيهم صوتهم الخفيت الذى يدل على الحكمة والصبر
وليس كلعلعة اخوة لنا شمال الوادى.


ونحن ما بالك علاقتنا بهم علاقة نشأة منذ الابتدائي والعمل والجيرة

وشاركنا معهم في المعارض وحفلات التحرير

وهذه القصة عربون محبة وصداقة دائمة

لعلهم يرضون

يا فضلابي

Post: #50
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 11-03-2015, 10:30 AM
Parent: #47

واالي يا دردره قستك أسل ، وقارورة إطرك فواحه .

-----------------------------------
اسمه ( عتر ) يا ولي ما تغلت

Post: #52
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 11-03-2015, 02:26 PM
Parent: #50

Quote: كتاب كتابتن ماشاالله عليك يافنان


شاكرين يا محمد حسن وانشاء الله دوما عند حسن الظن

Post: #53
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: ولياب
Date: 11-03-2015, 02:43 PM
Parent: #52

Quote: اسمه ( عتر ) يا ولي ما تغلت †

================================

حـــادر

Post: #54
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 11-03-2015, 04:31 PM
Parent: #53

إلسا قارورة عطر
24
وصلت الدكان واستقلبني الوالد بعبارة ما ريحتني أذ قال صباح الخير يا عريس مالك اتأخرت علينا كدا ؟
كتمتها في نفسي ما ريحتني قلت أبوي دا بتاع شغب ومقالب حقو الواحد يركب دماغه ويقول له الا تخطبها لي وزي ما تجي تجي والا يقصد شنو بعبارة يا عريس دي وما مناسبتها . لكن حسبتها سريع تذكرت أمي وكلام سوسن قلت يازول أحسن تركز الموضوع لسع في مرحلة المباصرة .. ويجب التصرف بحكمة في الوقت الحالي وإلا فقدتها للأبد .
قلت : ليه أتأخرت ؟ في حاجة فاتتني .
قال : مش مفروض تجي بدري عشان تمشي تحجز الطوب والمواد تشحنها البيت لنفير بكرة ولا غيرتوا رأيكم .
قلت : لا ما غيرنا رأينا كيف نغيره والجماعة جاهزين .
قال : على كل حال أنا سبقتك وغشيت عمك خضر حجزت منه المواد ويمكن شحنها للبيت .. وصاحبك عصام جا غاشيك وقال راح يمشي ويرجع لك تاني .
وفعلا بعد قليل ظهر عصام من بعيد يتهادى كعادته .أول ما أقترب .
قال : شنو يا كابتن مالك أتأخرت من الصباح الساعة قربت لتسعة ..
أبوي تركنا أنا وعصام وراح لمشغولياته .
قلت لعصام سيبك من اتأخرت ولا ما أتأخرت وحنك المدارس دا عايزك بكرة تشتغل معانا .
قال أشتغل معاكم وين .؟
قلت : عندي مشروع
قال : مشروع بحث ؟
قلت : بحث بتاع شنو ياخ أنشاء الله خير .
قال : ومال مشروع بتاع شنو ؟
قلت له : عايزين نعمل ضفرة في حوش الصالون مع أبناء الحي وتحسين في البيت وعملنا حديقة صغيرة .
قال : أها دي حركات جديدة ولا شنو ؟
قلت : تقدر تقول ثقافة جديدة .
قال : ثقافة جديدة ؟ أنت يا زول ما طبيعي ولا شنو ؟
قلت ليه قلت كدا .
قال : ياخ أنت بطانيتك قعد تطبقها ليك أمك وتدخل الفرش تقول لي تحسين البيت ومشروع ومش عارف شنو .
قلت يعني الواحد ما يتطور ما بيحس بالمسؤولية تجاه بيته ويحاول يساعدهم ويحسن من حياتهم ويرد ليهم الجميل .
قال : وشنو الحاجات الطلعت ليك جديدة دي يعني المناسبة شنو ؟
قلت له الحب ياخ يصنع المعجزات .
قال : اها ما تقول لي دا من الهوى الحبشي الوقعت فيه ده .
رغم أن طريقته أستفذتني لكن هي طريقته أنا مضطر اتحمله رغم جلافته لأنه صاحبي . قلت له أنا مش عارف البنات يحبوك كيف بفظاظتك دي.
قال : لا جد خليك من فظاظتي معقولة الفكرة دي جاتك منها هي ؟
قلت هي فكرة وبس لو رحت معاي اليوم راح تشوف بيتنا كيف اتغير من أمس .
قال : لي أها عملتو شنو .
قلت له : حاليا حوش صالونا فيه حوالي ثلاثين شتلة من أشجار الزهور والزينة من مختلف دول العالم .
وقال ساخرا : يا سلام ؟ وجبتوها من وين دي ؟
قلت له من المشتل .
قال : يا تو مشتل .
قلت له : المشتل الحكومي الواحد دا التابع لوزارة الزراعة .
قال : وفيه الحاجات البتقول فيها دي .؟
قلت له : ياخ هو نحن بنعرف نعيش الحياة جمب عيونا ما شين ونازلين فيها وما شايفنها ؟
قال : لا بالجد معقولة الفكرة جاتكم من البنت دي ؟ ( الحمد لله تهذب شوية )
قلت : نعم هي أول قالت لي قدام أهلي أنت ليه ما تعمل لنفسك مشروع وتستفيد من اجازتك .
قلت لها مشروع زي كيف .
قالت : مثلا حديقة منزلية ..وأبوي سمع الموضوع وتعلفق بالفكرة أنا ما أكذب عليك كمان اتعلقت . واتحمسنا ورحنا المشتل .
قال : وهي العرفها شنو بالحاجات دي .
قلت : عرفها شنو ؟ ياخ دي حيرت الخبير الزراعي بتاع المشتل ذاته وطلبت منه حاجات هو أظن من اتخرج من الجامعة ما لاقته تاني .
قال : ياخ أنت ما قلت هي بنت صغيرة ياداب في ثانية ثانوي .
قلت له : ياخ المعرفة ما عندها عمر .. لكن أتضح زي ما خمنت أنها كانت بنت عز ولهم بيت فيه حدائق وهي هوايتها كانت زراعة الزهور قبل ما يجور عليهم الزمن .
قال : ياخ أنت شوقتني اشوف البنت الغيرتك ماية وتمانين درجة في أربعة أيام دي .
قلت : له خلاص بكرة شرفنا في النفير وحيكون يوم جميل ..
قال : أكيد أكيد حا أجي .. والله أنت شوقتني جد للفلم دا .
قبل ما ينفض مجلسنا : جا علينا أبوي وقال بكرة خلو علي يجي يشتغل معاكم عنده فكرة كويسة في البنا والسباكة والحاجات دي .
( وعلي ما صدق سمع اسمه جانا يجري )
قلت لابوي ما يحتاج معانا أولاد الحلة ومعاي زملاي من الجامعة وكلهم عندهم فكرة في البنا والسباكة والكهربا وكله شئ ..
قال : لا علي ينفعكم حتى كان ترسلوه يجيب الحاجات الناقصة .
أبوي عرف أنه أنا ( بتعفرت ) من تجي سيرة علي دا .. وقاصد ( ينرفزني )ما قلت لكم مشاغب أهو داك يضحك ورجع لدكانه .
يتبع

Post: #55
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: محمد جمعه الخير
Date: 11-03-2015, 06:39 PM
Parent: #54

دحن دو موستفا
علي ده حلو واحد بس مالو تاني
جد يادرديري انت مبدع قصة زي دي مرت علي صاحبي وانا عشت بعض منها بس متاكد 100% انو مصطفي صاحبي مابحكيها كده
Quote: نرجع لك بعد ما نتعلمها ( من مصطفى هههههههههههههه)

Post: #56
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: هشام آدم
Date: 11-04-2015, 06:58 AM
Parent: #55

مُتابع، ولي عودةٌ بعد انتهاء السَّرد

Post: #58
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 11-04-2015, 09:53 AM
Parent: #56

Quote: مُتابع، ولي عودةٌ بعد انتهاء السَّرد


مرحبا هشام منور ونقدر نقول زارتنا الرواية على وزن زارتنا البركة

وبرضو زارتنا البركة

وفي أنتظارك

Post: #57
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 11-04-2015, 09:48 AM
Parent: #55

دحن دو موستفا
علي ده حلو واحد بس مالو تاني
جد يادرديري انت مبدع قصة زي دي مرت علي صاحبي وانا عشت بعض منها بس متاكد 100% انو مصطفي صاحبي مابحكيها كده

---------------------------------------------------------------------

كماليكا جمعة

خليك قريب

Post: #59
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 11-04-2015, 10:30 AM
Parent: #57

إلسا قارورة عطر .
26
إنصرف صديقي عصام بعد أن عجز أن ينتزع مني سر الضحك والحوار الذاتي .. هو أكيد لن يغضب من مثل هذه الأمور لكن حتما سيغلي من الغيظ .
عدت الى الدكان لأدفن رأسي في العمل حتى يجري الزمن من جديد .. متشوقا لنهاية الدوام حتى أعود الى البيت ..
نوديت للافطار قدح الفول المشكل كعادة أهل السوق والتي أعتاد الوالد أن يكسرها في مرات كثيرة بالقراصة وإحضار الأفطار من البيت .. يساعده في ذلك تطوع أمي وسعادتها بهذا الطلب كلما سئلت .
عد الأفطار وجرى الوقت وبدأ العاملين في قفل الأبواب وأنا كالطفل أكاد أرقص فرحا بالعودة الى البيت .
غشينا سوق الخضر وأشترينا أغراض يوم غد يوم النفير كما غشينا زريبة المواشي واشترينا خروفا أيضا ..وأخيرا توجهنا الى البيت ..
نزلنا الأغراض من السيارة بعد أن حضر إلسا وسوسن لمساعدتي في إنزالها . .أنتهزت فرصت اقترابها مني وهمست في أذنها ( مشتاقين ) .. أبتسمت بخجل ونظرت ناحية سوسن حتى تتأكد أنها لم تتصنت وقالت ( بالاكتر يا حبيبي ) .. جرعة محفذة تلقيتها مثل الانسولين .. جعلت قلبي يطرق بقوة .. بل يكاد يرقص .
دخلنا الى البيت أول خطوة رحت ناحية حديقتنا لأطمئن على الشتلات .. وبفرح شاهدت بعضها بدأ يورق .. وبعضها أزهر .. يبدو أنهم طاب لهم المقام .. تحس أن الأزهار تشارك المحبين مشاعرهم وتتجاوب معها .. وبفرح ناديت قائلا الأشجار أزرهت .. كل من سمعني جاء يجري .. ومن يهمني أمره أكثر . .جاءت بضحكتها الطفولية فرحة كأنها بشرت بمولدوها البكر .. رأت الزهرة التي تفتحت وشرعت تقبلها في مشهد مؤثر ومثير .. قالت مبروك .. الزهور تحبنا .. قلت لها وهل هنالك شئ لا يحبك ؟ . ردت بأبتسامتها المشرقة ..أما سوسن مطت شفتيها وهزت رأسها يسارا ويمينا .. حيرتني سوسن ..لآ أدري ما قصتها .. حسيت أنها هي من تحارب هذا الأمر بعد ما ساهمت في تأجيجه في قلبي وصعب علي خط التراجع
تجمعنا كالعادة في وجبة الغداء . وتواصلت مداعبة الوالد لألسا ومكاواتها ..
لكن الجديد هذه المرة أن الوالد أصبح يهازر إلسا بي أنا شخصيا .. بمعنى أنه أعتبرني شئ يهمها ..
إذ قال : مصطفى كسلان وخامل ينام حتى الساعة التاسعة لو ما الشمس طلعت ما يصحى من النوم .
قالت : ما تقول عليه كدا يا عم ( سالح ) أمس ما هو تعب وحفر الأرد (الأرض) كلها .
كلنا رفعنا رأسنا ننظر للأثنين .. في السابق كان مثل هذا النقد تنبري له أمي ,الله يحفظها , فهي خط دفاعي الأول لا ترضي في أي نقد أو كلمة .
لكن تسبقها إلسا بالدفاع هذا هو الجديد .. الذي جعل الآخرين يعيدون حسابتهم لهذه العلاقة الوليدة ..أمي كانت الأكثر حيرة ..أبوي واضح أنه حس بهذا الشئ من أول يوم وهذا بالون أختبار سريعا ما سقطت فيه ألسا دون تحفظ .. سوسن لم تستطع أن تخفي غيظها وإمتعاضها لكنها ولله الحمد لم ترد ردا سخيفا كنوع (أنت دخلك شنو .. أو منو سألك ) لكن أنا واثق أن نوع هذا الرد هو ما يدور في رأسها حاليا ..
أما أمي حار بها الدليل .لم استطع أن أكيف رد فعلها .. وفي ذات الوقت السا شعرت بأنها لم تستطع أن تتسطير على عواطفها ففلتت منها الجملة من القلب للسان لم تمر بتفيش القلب ليقيمها ..فأصبحت خائفة تتلفت بوجل .
أما أنا فتباينت مشاعري بين الحب والخوف على هذا الحب من تلك النظرات .
أما بي فلازال يبتسم ولسان حاله يقول ( ما قلت ليكم ) ..
أحسن قرار أتخذ كان صامتا أي لم يتوقف أحد .. على الأقل في العلن .. لكن حتما أن الأمر له عواقبه .
والسؤال هل سيضعوني جميعا في خط الخيارات الصعبة
ويكون ردي هي أو لا غيرها
وللأبد
يتبع

Post: #60
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: حسن مهدي
Date: 11-04-2015, 12:11 PM
Parent: #59

تسجيل حضور ومتابعه .... رائع دوما ابو الدر

Post: #61
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: عمر التاج
Date: 11-04-2015, 07:30 PM
Parent: #60

هذا الابداع يستحق البقاء على شاطئه حتى الصباح ...
تدفق أيها الدرديري ثم تقبل شكري.

Post: #65
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 11-05-2015, 04:17 PM
Parent: #61

Quote: هذا الابداع يستحق البقاء على شاطئه حتى الصباح ...
تدفق أيها الدرديري ثم تقبل شكري.


تسلم يا عمر التاج وهذا ذوقك

Post: #64
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 11-05-2015, 10:30 AM
Parent: #60

Quote: تسجيل حضور ومتابعه .... رائع دوما ابو الدر


مشكور يا أبو مهدي ومتابعتك شرف أكيد

Post: #62
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 11-04-2015, 07:53 PM
Parent: #57

السا قارورة عطر
25
طبعا انا مررت حكاية علي الفرضو علينا ابوي وقصد يضحك لأنه فهم انه انا بغير منه بعد ما عرفت انه عنده ميول لالسا ويحوم حولها ويدور على سبب يقوده لبيتنا .ها هو ابوي يقدم له فرصة كاملة الدسم قضاء يوم كامل في بيت واحد مع السا ..لكن ما اعترضت ..عارفين السبب ؟ ولا أذكركم ..
احسن أذكركم لأنه السا حتكون مع عمتها بل بايته معها من يوم الخميس . يلا يابا من يضحك أخيرا يضحك كثيرا يمين علي بتاعك دا بكرة ادعكه دعك لامن يكره جية البيت ..لامن وصلت هذه النقطة أطلقت ضحكة بصوت عصام صاحبي لازال جالسا وقال يا زول مالك تضحك براك بسم الله .
قلت له دي حاجة ما بتنحكي اموت بها وحدي .
بدأ يترجى فيني .
وأنا أقول له والله يا عصام ما اقدر احكيها بس عافي لي .
وهو شخص فضولي جدا كلما اغلظ انا في القسم يزيد فضوله والحاحه
اكيد انا يستحيل احكيها ..انا صراع المقالب بيني وبين ابوي صراع داخلي بيناتنا لا هو بحكيها ولا انا لأنه المسافة تلتقدير والاحترام لازالت محفوظه بيننا وستظل .. بس انا متشوق اشوف رد فعل ابوي وعلي صاحبه مدعوك دون أن ينال مبتغاه .
في شىء ثاني انا متأكد منه تماما .. لو الأمور بين علي والسا كانت سالكة هو ما عنده مانع أن يزوجهما لبعض ويتحمل كل نفقات الزواج كثيرا ما فعلها مع كل العاملين معه ..يعني الموضوع بالنسبة له ليس مكاواة ومقالب مع الابن شبه العاق والمناكف .
خلاص يابا نشوفكم بكرة انت وعلي بتاعك.
قطع سرحتي عصام يعني انت سارح وتونس في نفسك اذا مافي داعي لوجودي من الأساس.
يا زول ما تبالغ هو انا اقدر استغنى عنك .
قلتها ولا زلت اضحك
مما زاد غيظه أستأذن ومضى
قلت لاتنسى بكرة النفير واعمل حساب الفطور والغداء معنا ما ترتبط
قال انشاء الله ومشى
أما أنا دخلت الدكان ولا زالت الابتسامة تعلو وجهي
مما زاد حيرة ابي أو هكذا اعتقدت وازدت ابتساما
يتبع

اسفين هذه الحلقة سقطت سهوا

Post: #63
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 11-04-2015, 09:05 PM
Parent: #62

السا قارورة عطر
27
قدام باب البيت الرئيسي أي باب القراج أنزلت شحنة الطوب ودور الرمل ..وبالداخل رصت أكياس الاسمنت ..استعدادا ليوم غد ..
بعد الغداء وصلت الخرطوم وشرعت في ممارسة هوايتي الجديدة اي رش الزرع وسقاية الشتلات الحبيبات .
.. مصطفى باقي لي انت اعتزلت الكورة رسمي وبقيت جنايني . هو صوت سوسن ومصرة لا تتركني في حالي .
قلت اجاريها في المناكفة ..لو انت قمتي بالدور دا انا ما كان احتجت اسقي الزرع بنفسي .
قالت هو انت أديتنا فرصة من زرعنا الشجيرات ديل انت صباح ومساء تطنبج (تغرق) فيهم بالموية .
قلت ليها سوسن انت اتغيرتي بس بين أمس والليلة .
قالت أتغيرت كيف ليه عملت شنو .؟
قلت حاسي بيك بقيتي ما طايقة السا
.كيف ما طايقاها انا لسع صديقتها وبحبها جدا كصديقة استفدت منها وتعلمت منها كثير .
قلت كصديقة فقط ما أكثر .؟
قالت وكأخت كمان انا يعتبرها اختي التوأم .
قلت وكأخت بس ما ممكن أكثر .؟
قالت انت عايز تصل لشنو .؟
قلت لها ممكن تحبيها كزوجة اخ .
قالت .شنو ياهو الفضل كمان والله .
قلت لها انا اعتبر ردك دا غيرة الحموات البقولوها .
قالت هو الموضوع اصلا ما بيصل لمرحلة الحموات ولا في حد حيخليه يصل وما تحلم ساي.
قلت لها منو القال ..ما شايفة امي وابوي يحبوها كيف وأمي كم مرة رددت قالت الله يهنيكم يا اولادي .
قالت يا ولد ما تكون سازج .
قلت يا بت خلي عندك أدب
قالت آسفة انا ما قاصده إهانة لكن أوضح لك أنه أمي بتقصد انه الله يهنيكم يعني كل واحد في حياته الخاصة مش بالضرورة مع بعض .
كيف يعني يهنينا وما نكون مع بعض وهي عارفانا نحن بنحب بعض .
هي ما في بالها انه حب يوصل للزواج هي عارفة كل البيت بيحب السا لكن هي عندها فهم محدود لهذا النوع من الحب وفاكراك انت زينا واحد .
كيف انا زيكم واحد؟ هو الحب في منه أنواع ؟
كيف ما في منه أنواع حبك لوالديك يختلف عن حبك لاخواتك ويختلف عن حبك لزوجتك ويختلف من حبك لأصحابك .
طيب كيف يحب شاب بنت جميلة شابة قابلته في حياته حب لا يقود للزواج .؟
الحب البيقود للزواج عنده ظروف موضوعية خاصة مكملة له حتى يقود للزواج .
طيب انا عندي سؤال يا فيلسوفة زمانك
لو انا كنت بدرس في دولة أوربية وزاملت السا في الجامعة حبيتها وقررت اتزوجها هل الوضع حا يكون مختلف .؟
ايوا انت كدا يداب بديت تفهمني .
يعني كل المشكلة أنها اشتغلت معكم في البيت ؟
ما هي دي الظروف الموضوعية الانا بقصدها ليك .
قلت اذا عمة السا ليها حق على اعتراض شغلها في البيوت .
بالظبط والسا ركبت دماغها واشتغلت وهي راح تدفع ثمن عنادها لعمتها .
من قال هي راح تدفع ثمن ؟
خلاص خلاص اجل الموضوع هي جاية
يتبع

Post: #66
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 11-05-2015, 07:51 PM
Parent: #63

السا قارورة عطر
28
انا وأختي سوسن لازلنا في حوارنا حوار الطرده كما يسميه الاهل ..وهو النقاش والصراع الذي يدور بين الأخوين المتقاربين في العمر أو الأصح المتجاورين سنيا ..له أسباب كثيرة منها الغيرة وخاصة عند اختلاف النوع فالولد يرى أنه الأهم والاقرب للوالدين والبنت ترى أنها الأصغر والاقرب ..أهو دعونا نقول هاهو تبرير عقلي الباطن حتى أبعد شبح معاداة اختي لها . ..قطعت حوارنا السا بعد بدت في حلة زاهية استعدادا للخروج ..اسكيرت جينز وبلوزة وردية تصدرها فراشة عملاقة تملا الصدر وتلمع وتحس أنها تحط على أجمل وردة في العالم ..وشعرها مشدود للخلف في ضفيرة تتدلى على الظهر .
وعلى طريقة الأولاد أطلقت سوسن صغيرا وقالت فراشتنا الجميلة الليلة على وين كان الله هون .
قالت السا ..رايحة لعمتي انت نسيتي الخميس اليوم ؟
اها صاح مصطفى كلمني وقال راح نمشي نوصلك .
اما انا فلا زال فمي فاغرا في هبل ظاهر .
مصطفى مش قلت راح نوصلها. .مصطفى ... مصطفى انت سارح وين ..جنيت على الأقل خليني امشي .
بعد نداءات سوسن صحيت من سرحتي .وقلت لها صحيح امشي البسي نوصلها وجيبي المفتاح من ابوي .
وجدتها فرصة حتى انفرد بفراشتي .
أول ما دخلت سوسن .
قلت لالسا تعرفي انا حسدت الفراشة دي .
قالت يا تو فراشة
قلت الفراشة الراكة على احلى وردة فى الدنيا .
اها عجبتك البلوزة ؟
كل شيء
انا شايفه انت بقيت صعلوق واعقبتها بضحكة
اضحكتني بنطقها لكلمة صعلوك تحس الكلمة معطونة في العسل .
من وين تعلمتي الكلمة دي .
من خالتي على طول تقول لولد يعاكس بنات هو صعلوق .
يعني انا صعلوق.؟
ايوا بس احلى صعلوق في الدنيا .

ما انا حلاوتك الزايدة هي طلعت شيطان الصعلكة في راسي .
يعني انت اصلا ما قعد تقول كلام حلو لبنات ولا هنا ولا في الجامعة .
ابدأ انا اول مرآة اتجرا واغازل بنت ..ما قدرت أمسك نفسي .
دنقرت رأسها وقالت شوف هنا في قنبور ؟
لم أستطع انا أمسك نفسي من ضحكة كبيرة وقلت لها انت تعلمتي كل كلام السودانيين .
وقالت من عاشر قوم أربعين يوم وانا تميت أكثر من شهرين عندكم .
قلت بس انت تعلمتي لغتنا وما علمتينا لغتك .
قالت خلاص السبت نبدأ الدروس ..بس انا كمان اريد اتعلم كتابة عربي عشان اكتب لك رسائل وكلام حلو لامن تسافر.
ما قلنا حصة ليك وصحة لي.
في هذه اللحظة برزت سوسن بعد أن غيرت ملابسها وخرجنا معا لتوصيلها بالسيارة .
يتبع

.

Post: #67
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 11-06-2015, 07:10 AM
Parent: #66

السا قارورة عطر
29
ذهبنا إلى بيت عمة السا ..استقبلتنا عمتها وزوجها المعاق ..وطفليهما الجميلين.
عمت إلسا اببا نسخة مكبرة من السا في كل شيء. .وجه دائري متناسق عيون واسعة خدود موردة وكذلك الوجنات تضوي .دون وعي صرت انظر تارة لالسا وأخرى لعمتها .
هذا موستفا أخوها لسوسن ..قالتها السا تعرفني بالعمة التي تبتسم مرحبة.. ومن ثم رطنت مع السا وهي تنظر نحو حقيبتها ..خمنت أنها تسالها لماذا لم تحضر كل ملابسها لتغادر تلك العائلة طالما ابنهم قد وصل .. رد سريع من السا خمنت أنها تقول لعمتها حا اشرح لك السبب لاحقا ليس الآن وقدام الضيوف .
أما سوسن فلانها مغرمة بالأطفال انشغلت بهما وانشغلا بها فأصبحت تارة تحمل الطفلة تقبلها وأخرى للطفل ..والطفلان حقا جميلان وبالاصح نسخ مصغرة من السا .
أما العم فهو مبتور الساق يمشي على عكازين ..رحب ودعاني للجلوس على سرير مفروش .
البيت رغم أنه ينضح فقرا إلا أن المجهود المبذول في نظافته وتجميله واضحا ..كثير من الأشجار أو الشجيرات منتشرة بتناسق ..ألم أقل أن الخالة اببا نسخة مكبرة من بنت أخيها ..ويبدو أن الأمر ليس في الشكل فقط ..
أحضرت معدات القهوة والبخور ..
حمدا لله على سلامة مستفى ..
الله يسلمك يا خالتي اببا.
عبارتين عابرتين إزاحة ستار التحفظ .. شعرت بأني في زيارة لبيت اصهاري ..
نسابتي كما نقول في عاميتنا لو سوسن عرفت هذا الشعور الذي انتابني .لجن جنونها .
مستفى تستريح على السرير البيت بيتك .
دعوة للتمدد على الفرش هي عادة سودانية بحتة .. وهي قمة الكرم والاريحية ..تكسر كثير من الحواجز ..وفعلا جريت المخدة واستلغيت على جنبي كأني في بيتنا ..لم اكترث بنظرات سوسن النارية والتي تعبر عن غيظها .. لكن نظرة الارتياح في عيني السا وعمتها دعماني ..بعد قليل أحضرت اببا قطعة الكيك الضخمة التي تقدم مع القهوة عادة عند الاثيوبيين ..وطبق فقاعات الزرة الشامي الفشار ..والبخور ومعدات القهوة تجمعوا حولنا جميعا لعمل القهوة ..جلست السا قربي في السرير بينما زوج عمتها مستلغي في السرير الآخر ..
سوسن لازالت مشغولة بالطفلين تجري معهما في الحوش وبين الأشجار يضحكون بمتعة ..
كل شى كان ممتعا .إلسا خلعت الطرحة وجلست معنا بالاسكيرت والبلوزة .
العمة تلبس لبسة الزوريا البيضاء الشهيرة . وتمشط شعرها من مقدمة الرأس للخلف .
تمنيت أن يتوقف الزمن هنا
اذنت الشمس بالمغيب وتسلل الليل ليبدد هذه اللحظات الحالمة .
كان عندي فضول لأسال زوج عمة السا عن قصة إصابته ..
لكن خفت أن يكون ثرثارا ويغرقني في تفاصيل مملة ويكفي أن الزمن يجري لوحده .
بدت اببا تسالني عن الجامعة ودراستي وصحة والدي وأعتقد أن السا أنفردت بها وأعطتها نبذة عني بددت مخاوفها . كانت تلحقها بالترجمة كلما شعرت بحيرتها من ردي.
لا ادري عن الذي قالته السا لعمتها عني جعلها تنفتح لي بهذا الانشراح حتى نالها من حبي جانبا عظيما بعد أن ظنيت أن السا استهلكته كله .ولم تبقي لغيرها شيئا
لم أفق من هذا الحلم إلا بصوت سوسن ..مصطفى نمشي اتاخرنا.
تمشوا وين لسع قهوة ما خلص .
قال العم تتعشوا معنا اليوم .
قالت اببا ايوا صحيح يا سوسن ما مشتاقة لزغني بتاع خالتك.
سوسن قالت والله زغني حقك يجنن يا خالتي لكن امي وحدها وبكرة عندها ضيوف .
تحركنا والغريبة الصغار بكوا من مفارقة سوسن واما انا ودعت حبيبتي التي لا زالت واقفة في الباب تلوح لنا .
سوسن تأثرت بتعلق الصغيرين بها تمنيت أن يؤثر فيها هذا الموقف ربما تغير موقفها المتطرف قليلا .
قالت شفت أولاد اببا حلوين كيف
قلت تمام جميلين جدا يشبهوا امهم .لم أقل يشبهوا السا حتى لا أوقظ شيطانها من جديد
خلينا كدا احسن
يتبع

Post: #68
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 11-06-2015, 10:44 AM
Parent: #67

السا قارورة عطر
30
في طريق العودة إلى بيت لنا وشقيقتي الأصغر سوسن لم نكن نتحدث طيلة فترة طويلة من المشوار . شغلني صمتها يا ترى فيم تفكر ..هي قطع شك مسلوبة بحب الطفلين ..لكن يا ترى هل هذا كافيا ليغير قناعاتها ..هي طبعها كذلك عندما تحضر اختي الأكبر في الإجازة سوسن تتفرغ للصغار تماما ..تتولى لبسهم وتصفيف شعرهم وفسحتهم ..وهم بالتأكيد أكثر شي بشوقهم للسودان هو خالتهم سوسن .لكن لا أ عتقد أن هذا يغيرها كثيرا طالما عندها مصطلحات في رأسها من نوع ( دا براه ودا براه) بمعنى هذا شيء وهذا شيء آخر.
بدون مقدمات وقبيل الوصول التفتت نحوي وقالت ..ما شاء الله حلوين حلا .
قلت هم مين رغم معرفتي بمن تعني.
قالت أولاد اببا .
قلت مساكين ..حاولت أن اوظف مشاعرها هذه المرة ..
قالت ليه مساكين ؟
قلت لأنهم راح يكبروا ويصدموا بقوانين المجتمع .
كيف يعني
يعني مثلاىالطفلة سارة كبرت وحبت .
قالت خلاص خلاص فهمتك ..وصلنا البيت أجل الكلام دا
هجوم مباشر وهروب واضح
المهم فعلا وصلنا البيت وركنت السيارة أمام الباب.
وفي البيت قالت امي ليه اتاخرتوا
ردت سوسن خالتي اببا مسكت فينا وقالت لازم تشربوا القهوة
قالت يا حليل اببا اصلا ما بتخلي طبعها.
فهمت انه هنالك تواصل ومعرفة بين العايلتين مما زاد سروري واراحني قليلا واعطاني الامل.
يتبع

Post: #69
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 11-07-2015, 03:10 PM
Parent: #68

السا قارورة عطر
31
عاتبتنا أمي على التأخر في المشوار ..ولم تكن غاضبة أو شاكة
بقدر ما كانت قلقة على يوم غد..فهي عادة ترفع شعار الطواري في المناسبات والدعوات .. وعندها تأخر الأكل وتجويع الضيوف يعد من الفضائح أن لم يكن من الكباير.
يا مصطفى يا ولدي ما منتظراك عشان تجيب المواد التموينية وتضبحوا الخروف .
قلت يا أمي الخروف نبضحوا من بالليل .
لازم من بالليل وانا كلمت الجارات ناس سعاد ورقية وإحسان كلهم جايين ببناتهم عشان الخدمة ..ومال الفطور كيف يحصل لو ما جهزناه من بالليل .. هو انت اول مرة تحضر عزومة في البيت .
حقيقة هو ليست هذه أول دعوة احضرها ..فهي تجمع جاراتها من بالليل حتى لو كان الضيف نفر واحد طالما ذبح خروف ..وعندما يذبح خروف في بيتنا تغضب من أي جارة تشعل النار في بيتها في هذا اليوم ..لأن الوجبات ستخرج للجيران قبل الضيوف ومن حضر منهم حضر .
لم أشاهد حد يجد نفسه ومكانته في إطعام الطعام مثلها .
حتى عندما يزروني أصحابي وزملايي
من الجامعة تظل تلاحقهم بالأسئلة من نوع اتغديتوا اسوي ليكم الغدا ..يا اولادي مالكم ضعفتوا كدا زي صاحبكم دا ما ياكلوكم في الجامعة .
وهكذا لكن الجديد هذه المرة هو نفير عادي ومالو ليس عندنا في الحارة فقط بل في كل المجتمع السوداني ..وهو تكافل الشباب في إنجاز مهام سهلة التنفيذ وكبيرة الحجم للبيوت والمدارس والأندية .. وبالمقابل توفير نوع من الطعام يشبهها تماما ..أي كبير الكمية وقليل التكلفة ..فتة فول مثلا في الإفطار . وفتتة سليقة (شوربة لحم) في الغدا .
رغم فقر الأكل في النفير إلا أنه يكون طاعما ولذيذا جدا ..لعدة أسباب منها الجو المرح واللمة والجوع نتيجة للجهد المبذول .
لكن ابوي وأمي اعطوه طابع الدعوة
ربما كنوع من الامتنان نسبة لقدرته المادية في إحضار مقاول مثلا لتنفيذ المشروع ..لكن رب هنالك عامل آخر هو فرحه بأبنهم وبهذه الروح الجديدة وبالتأكيد بفضل السا .
هي قراءة وتحليل للظرف أو محاولة مني للفهم . أعتقد أنه وإلى حد ما مقنع .
ولد يا مصطفى انت لسع ما مشيت.
باغتتني أمي وانا جالس في حوش الصالون وسارح أحلل في حالتي .
قلت امشي وين يا أمي
اجي يا ولدي نحن من قبيل قعد نقول في شنو ؟ما قلت ليك شيل من ابوك قروش روح جيب الخضار والزيت والبصل . وتغشى معاك الجزار تجيبه .. وما تنسى تذكر أصحابك ديل تذكرهم بيوم بكرة .
حاضر يا أمي
وخرجت مريت بهم أولا وجدتهم متجمعين أمام الدكان كالعادة ذكرتهم
وجدتهم متأخرين ..وبعدها تحركت نحو السوق ..وكنت معتاد عليها إذ منذ صغري كنت إذهب مع الوالد أو أحد العاملين وأصبح بائعي الخضار والجزارين يعرفون بود صالح .
شريط الخضار وعدت بصحبة أحد الجزار ين .
عندما عدت للبيت وجدت صديقي عصام وبعض الأصدقاء منو الحي يجلسون على كراسي أمام بيتنا .
وكانت لمة جميلة بالتأكيد ساعدوني في توضيب الخروف ..ثم أحضر أحدهم غربالا الرمل ..أي بدأ العمل منذ المساء.
مر علينا الوالد وحيانا وداعيا لنا بالعافية.
سهرنا قليلا ثم انصرفنا للنوم استعدادا ليوم غد .
يتبع

Post: #70
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 11-08-2015, 05:31 AM
Parent: #69

السا قارورة عطر
32
منذ شروق الشمس بدأ الشباب يتجمعون .زملاء الجامعة خالد وعصام باتوا معي مثل ما كنا نفعل أيام الامتحانات ..يبدو انه يوم امتحان من نوع جديد. أمي أعدت حفاظة كبيرة لشاي الحليب مع جردل زلابية.. تجمعنا قليلا في حوش الصالون لشرب الشاي ولوضع خطة عمل .. اقترح أحد الأصدقاء الخبراء أن نبدأ أولا بتسوية الأرض أما بالردم أو بحفر المناطق العالية .وفعلا بدأ العمل ..حركة دؤوبة ..البعض يحفر وآخرين يحملون التراب بالجرادل .آخرين يسوون الأرض .
أحد أصدقاء الحي الذين يمتهنون البناء كان استشاري لنا .. يحمل ميزان الميلان (ميزان الموية) حتى يضبط انسياب حركة ماء المطر ناحية الشارع ..بعد أن تم تسطيح الأرض تماما بدأت عملية رص الطوب .. وتخويضه بالمونة ( حشوه وتثبيته بالاسمنت ).
انا حتى الهب الحماس أحضرت جهاز الكاسيت الكبير .. وشغلت شريط ..كما تتوقعون اثيوبي ..حقيقة حتى قبل السا كان يهزني ايقاعهم ويطربني لحنهم . في الأول لم يكترث أحد بل بدأ بعضهم يرقص ويهز أكتافه وهو يعمل .. لم يعلق سوى عصام الخبيث لأن له خلفية طبعا وقال لي ( شنو انت لازم تنفذ المشروع حرفيا ) رديت قلت ( اسكت يا .....) كنت ناوي اشتمه لكن خفت أثير ريبة في الزملاء فيتوقفوا في كلمة مشروع.
في هذه اللحظة سمع صوت جرس عجلة فإذ به صديقي اللدود علي تكى دراجته وجاء للعمل وهو يلبس زي وحذاء رياضي .
بعد سلام عالي الصوت مكتمل الأركان على الجميع دون سابق معرفة سوى لعصام وخالد الذين عادة يزروني في الدكان .. دخل في العمل بكل حماس ويلتقي الأسماء ومن ثم يبدأ ينادي بها .. فهو من نوع البشر الذين لا يحتاجون لسابق معرفة أو حتى ملحق تعريف يكفيه الاسم وطرق أي خيط .. وفعلا ساعة و ولف عليه الجميع بداوا ينادونه بعلي ..بل تطور الأمر إلى مرحلة التدليل يا عليوة ويا أبو علوة.. وأيضا هو لم يقصر ..وأصبح ينادي أصحابي بالقابهم التي لم أذكرها لهم في حياتي . يا لهذا العلي ..وبعدها راح يقف في النص ويبدأ يرقص رقصات هز الكتف الشهيرة وباتقان. .مع حماس وصفير الاصدقاء .. بصراحة هو أعطى جو طريف لليوم ولولا الظرف الذي يقف بيني وبينه لحبيته مثلهم أو قل استطلفته . أما الآن كنت أشاهده مثل ما وصفته السا تماما ( ما عنده مودوع) ..
لكن ما يجعلني ارقص طربا اليوم هو غيابها مع حضور هذا السمج .
لاني مشغول به فعلا كنت اراقبه بلا ارادة .. هو لا ينسى مع مشغولياته أن يطل ناحية باب النساء عساها تشرق من هناك . ما أكد ذلك أمي نادتي .. يا مصطفى .
رد هو ايوا يا حاجة ومشى عليها ..انا افحمته بغيظ ..ياخ انت اسمك مصطفى . هو كان يتحين فرصة ليذهب بنفسه طالما أنها لم تأتي ..
من كان يراقب هذه الدراما هو صديقي الخبيث عصام فقع ضحكة لم يفهم سببها سواي . اما خالد قتله الفضول بدأ يحلف ويترجى عصام حتى يحكي له ما فاته وسبب ضحكه ..
ذهبت لأمي وقالت لي خلاص غسلوا اياديكم واستعدوا للفطور .
كلمت الشباب .وكان الغناء الحبشي في أوجه والمغنيين الاثيوبيين لهم كلمات حماس يطلقونها بدون لحن تلهب الحماس من نوع ( اجوخا ) أعتقد بمعنى ارقص أو اهتزوا .. وعلي باعتبار أنه فاهم كان يقف في الوسط ويهز اكتافه ويجثي على ركبتيه .. هو فعلا انسان لطيف لولا الشيطان الذي جعلني أراه كشيطان أشر .. حتى ابرد غيظي كدت ان اقول له هي غير موجوده وفر طاقتك لأكل عيشك .
خلص تقريبا ثلاثة أرباع العمل ... لم ينسى ألاصدقاء أن يبنوا احواض الشجر ..كما لم ينسوا أن يبنوا حوض النافورة في وسط الحوش .. بل
أحدهم له خبرة في السباكة مدد المواسير من تحت الارض حتى منطقة الموتور .. ماسورة تملأ الحوض وماساورة تحمل الماء من الحوض للمضخة وأخرى من المضخة للحوض وتنتهي بزاوية قائمة ركب عليها (دش) رشاش مثل الذي يستخدم في الحمام طبعا بسبب عدم وجود مواد لهذا النوع من السباكة الذي يعد ترفا لا لزوم له في عرفنا . كما لم ينسى أن يعمل قفلا لتفريغ الحوض في احواض الشجر .
تجمعنا للفطور الذي أبدعت فيه أمي وجاراتها ..اللحوم بجميع انواعها نيا وناضجا إضافة للفول والشعيرية .
وبعد الافطار الذي كان داخل الصالون .جلسنا في حلقات . وأنا طبعا جلست مع زملاء الجامعة باعتبار انهم ضيوفي وباعتبار أن أصدقاء الحي هم أهل بيت لايعدون ضيوفا .
خالد كان ينتظر هذه اللمة لأسر له سر ضحكة عصام التي لازال يحتفظ بجزء منها ويكتمه .
يتبع

Post: #71
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 11-08-2015, 02:14 PM
Parent: #70

لسا قارورة عطر
33
خلصنا من وجبة الفطور والشاي وعدنا للعمل من جديد ..الوالد لم يحضر معنا فهو عادة يوم الجمعة يفتح المحل حتى موعد الصلاة .حيث يتجمع معه أصحابه من الموظفين ويرسل لهم الفطور من البيت أحيانا وخاصة في الولائم والمناسبات العايلية واكيد ارسل احد العاملين بخلاف علي الذي فرغ لحقني..لكني سعيد لاني ظنيت نفسي من ضحك أخيرا شمتان فيكم يا ابوي وعلي .. رغم أنه حسيت علي استولى على أصحابي لكن قلت ما خسارة فيك يلا شيلهم كلهم حلال عليك ..وتعال كل عصر العب معهم كرة كمان ..أما الستي هذه فلا حتى لو كنت تشاركها لغتها وجنسيتها وعرقها الأهم عندي مشاعرها وقلبها فهم ملكي انا وحدي .انا انت.فارقص واتراشق وخفف دمك بس بعيد عنها وعني ..
قاربت الساعة الى الثانية ظهرا .لم يحضر ابي . ذهبنا إلى صلاة الجمعة وعدنا لمواصلة العمل ..دب فينا الجوع دخلت إلى أمي لاستعجلها الغداء فقالت انتظروا ابوك قال عنده غشوة وسيحضر ..
بعد قليل سمعنا صوت السيارة وقفت قرب الباب .
لكن كانت مفاجأة ثلاثية الأبعاد .
لخبطت كياني وكدت أن .اجن
أذ أن ابي أحضر للغداء السا وعمتها وأطفالها وزوجها ..دعاهم دون أن يقول لي .
وأنا اتباهى بأني من ضحك أخيرا .
أعتقد أن الأمر الآن ليس للشيطان فيه يد .. هي الحرب بعينها ..
معقولة يا ابوي انا من قبيل سعيد وفرحان بأن السا بعيدة عن علي ورشاقته وخفة دمه .. كنت ممكن اقول وسواس أو سوء ظن مني لولا ابتسامتك التي لم تستطع إخفاءها .و ابي هو يصافح أصحابي ويحييهم على الانجاز .
أما علي فامره عجب فهو استلم المايك .تماما ..
قبل علي دعوني اوصف لكم هيئة السا .
فهي جاءت ترتدي الزوريا الحبشية ..فستان ابيض يشبه الزفاف إلى حد كبير غير أنه أقصر قريب للركبتين ضيق من ناحية الصدر وواسع من الأسفل ..مع طرحة قصيرة و ممشطة شعرها على الطريقة الأثيوبية في نظري كانت عروس تنقصها الزفة وإني لصاحبها .
أما صاحبي علي استلم الموضوع أو المايك وبدء يسلك في كلامه بلغتها نسى العربي تماما ..بل أعتقد أنه نكت كلام لم يستخدمه منذ لجوءه للسودان ..يحمل الأطفال الصغار ويتراشق معهم بعبارات اكيد سمجة ولزجة مثله تماما رغم أني لم افهمها ورغم ضحك الصغار لها ..
بعد أن فقت قليلا من هذه الغيبوبة المفاجئة انتبهت لصاحبي عصام وجدته ميت بالضحك وهو ينقل عيونه بين وجهي والمشهد الدرامي كأنه مخرج تلفزيوني .. صاحبي خالد الآخر أظنه فهم ا لموقف إذ بدأ يشارك عصام الضحك . باقي الأصحاب كانوا منهمكين في اللمسات الاخيرة .
ابوي دخل مع زوج عمة السا ناحية الصالون .
إلسا وعمتها وقفتا عند باب الوسط ..وصاحبنا علي واقف يشرح لهما كأنه مهندس المشروع ..والله عمري ما كرهت بني آدم مثل هذا المخلوق .. والمصيبة يشرح لها كيف تعمل النافورة وهي من فرط رقتها لم تقل له أنها صاحبة الفكرة.
انا كنت واقف مقطب الوجه واحمل في يدي الكوريك ..اتتني رغبة أن اهدم كل المشروع انتقاما من مقلب ابي بل اتتني رغبة أن اقع ضربا في السا وعمتها وقبلهما هذا العلي .
عصام أقترب مني وقال لي لكن زولتك طلعت نار موقده عديل معاك حق تجن بيها ..بس صاحبك علي دا ماله لاصق فيها كدا ..
قلت له دا واحد لبطنجي كلكم لصق فيكم .
قال لكن هي الظاهر عليها مولفة عليه شايفهم مندمجين آخر اندماج .
فكرت عصام جاي يزيد ناري أو قاصد ينبهني كدت ان اقول له هي قالت عليه ( ما عنده موضوع) .لكن تذكرت أنها طلبت مني أسلم عليه قبل حتى ما أتعرف عليه ..بدأ الشك يلعب بعقلي من جديد ..رفعت الكوريك وخبطته على البلاط لولا نبهني احد الاصحاب ..شنو يا ابو الشباب عاوز تضيع مجهودنا .
آسف آسف
لكن حركتي اللا ارادية أتت أكلها إذ انتبهت لها السا وتحركت نحوي وقالت بصوت شبه هامس مبروك يا حبيبي مشروعنا نجح .
تنهدت تنهيدة طويلة وقلت لها يداب تذكرتي انه عندك حبيب وعندك مشاريع معه. .
ضحكت وقلت تقصد علي اصلا هو ما يعطيني فرصة ما قلت لك ما عنده موضوع .
أخيرا عادت لي البسمة وناديت عصام وخالد وعرفتها بهما .
وقالت لهما موستفا على طول يحكي عنكم وكنت متشوقة اشوفكم.
مع أنه ما متذكر اني حكيت عنهم واصلا انا عندما أكون معها لا أتذكر أحد في الكون سواها ..لكنه هو الجمال المشع الذي لمسته فيها ولازال يشع من هذه الأسنان البراقة ومن كل شيء فيها .
سلم أصحابي وخالد يسأل من بعد ذهابها وقبلما تمضي ..مين دي ياعصام ؟مين دي يا مصطفى ؟يا جماعة ما تنورونا .
لا أنا لا عصام لم نعرف الرد ما ذا نقول .
حقيقة
مين دي؟؟؟؟؟؟
يتبع

Post: #72
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 11-08-2015, 02:15 PM
Parent: #71

إلسا قارورة عطر
34
من هذه ؟
لازال خالد يلاحقنا بالسؤال
مين دي ؟
أنا وعصام نرفع راسنا ننظر لبعض ثم نلتزم الصمت من جديد
يا جماعة ما تورونا النجفة دي منو ؟
عصام رد أخيرا .. دي واحدة إثيوبية
خالد قال واثيوبية دي عايزة سؤال ما ظاهر انا عاوز اعرف عرفتوها من وين وعلاقتها شنو بمصطفى .
حقيقة انا اول مرة الاقي سؤال أكبر من الإجابة .
وليس كبرا في عدد الحروف أو الكلمات ..إنما في قيمة غير مرئية .انسانة شغلت عقل صديقنا الصامت قليل ا لكلام وجعلته ينطق لأول مرة يسأل عن فتاة ..هل تفتكروا الإجابة التي صنعها الواقع المرير والتي قيمها المجتمع ستكون كافية ومنصفة لها بل مقنعة لخالد ؟
أنا شخصيا كان عندي رد كبير للسؤال بل لكبره لا أعرف من أين أبدأ وأين انتهي .
يكفي أنها هي سبب هذا الجمع الكريم .. إن هذه الجنة الصغيرة التي صنعناها اليوم هي فكرة عابرة طلعت من عقلها الغض الصغير .. أما ما فعلته في ذاتي لا يوصف ولا يحكى ..يكفي أنها أشعلت قلبي العنيد وعلمته ينبض بالحب لأول مرة .
يا جماعة ما في واحد عاوز يبرد بطنا ويورينا هي مين ؟
عصام ..ياخ دي السا صاحبة سوسن أخت مصطفى.
شوفوا حتى عصام بعد ما شاهدها أستكثرتها على المهنة أو الصفة .. وهذا طبعا بعد الذي عرفه عنها مني . وهو يعلم انها ملهمة هذا اليوم وصاحبة فكرة هذا المشروع الصغير البسيط والذي بعد أن انتهى وقفنا جميعا نأخذ الصور التذكارية فيه .
عدة شجيرات وبلاط خشن وحوض نافورة ..مشروع لم يكلف ثمن كشك ليمون أو مزيرة سبيل أو مظلة مواصلات في الشارع ..لكن قيمته في انه لم يخطر على بال أحد وحتما سيكون ملهما لجميع اهل الحي بضعة شهور وتتحول حلتنا إلى جنينات صغيرة .
والسبب هي بكل تأكيد
لكن من سيذكر لها هذا
سواي
يتبع
؟

Post: #73
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 11-09-2015, 05:49 AM
Parent: #72

السا قارورة عطر
35
مشروعنا في نهايته الشباب صغار السن مسكوا المكانس وبدأوا في كنس الرمل الزايد .وبعضهم شرع ينظف احواض الشجر من التراب وكتل الاسمنت .
انا طبعا لم الحظ كل هذا جمال إلا بعد ما عادت الي الستي. وطردت الوسواس من قلبي بنفسها دون وسيط .. لكن في زول هناك ثورته خمدت .. علي غشيته الهزيمة بطل الضحك والفرفشة جلس يطالع من على البعد بغل لم يستطع مداراته .
خالد لازال ينتظر إجابة تريحه وانا حتى اخلص من الحاحه .قلت له باختصار يا خالد البنت دي انا بحبها .
طيب لقيتها وين ؟
شغالة معانا
في الشركة ؟
شركة شنو كمان هو نحن عندنا شركة؟.
طيب شغالة معاكم وين يعني؟
شغالة معانا هنا في البيت.
في البيت ؟ خدامة؟
ايوه خدامة للأسف .
دي خدامة؟
سؤال استنكاري طالع من جوة قلبه.
عصام تدخل قائلا ما دا المجنن صاحبك ذاته .
اهأأاأاااأاااأااااا يداب فهمت .
فهمت شنو كمان.؟
فهمت سبب كرهك لعلي وفهم سر ضحك عصام .
فهمت شنو .؟
فهمت انه علي ساكيها ومولع نار الغيرة في قلبك .
وعلي شنو كمان البغير منه.
تغير منه عشان هو من جنسها ومؤهل ليها أكثر لأنه شغال وانت لسع طالب .
شغال شنو ما شغال عامل عند ابوي.
طيب ما هي خدامة عند امك .
خالد شعرت به أصبح أثقل من عصام وكدت اطبق على زمارة رقبته كما يقول المصريون ..بعض مرات الحقيقة المرة تكرهها وتكره من يذكرك بها .. خالد تطرق للجرح الذي يجنني مباشرة بل دون مداراة كما يفعل ويتشطر عصام .
وعصام قال له وهذا سر تقلب مزاج مصطفى في هذا اليوم .
خالد لازال مواصلات في تعكير مزاجي .. ياخ لكن مبالغة معقولة دي تشتغل خدامة ما عندها أخت تشوفوها لينا .؟
عصام ياخ ما تحترم مشاعر الرجل دا .
لا أنا ما قصدي خدامة ..انا والله لو عندها أخت تشبهها وبنفس مواصفاتها ما عندي مانع اخطبها واتزوجها كمان.
قلت يا سلام يا خالد ما تعرف كلامك دا ريحني كيف .
عصام وما حاتواجهك مشاكل مع أهلك ؟
مشاكل ليه دي حياتي وانا حر فيها وانا اختار الإنسانة التسعدني وتكمل معاي الحياة بحلوها ومرها .
بدون ما اشعر مسكت رأس خالد املته علي وقبلته .
عصام اغتاظ وشعر بالضربة وقال دا كلام نظري ساي اول ما تنصدم بالواقع راح تجر واطي وتنسحب .
خالد انت الكلامك نظري وخليك تشوف تجربة زي كدا عملية ..اما ونحن عندنا تجارب في العايلة وعمي زوجته إثيوبية وعنده منها اطفال والعائلة كلها تحترمها وتحبها .
قلت والله يا خالد اليوم لو نمت أحلى نومة في حياتي مرتاح البال حتكون بسببك .
قطع حوارنا طفل صغير وقال يا مصطفى قالوا ليكم تعالوا شيل وا الغدا .
يتبع

Post: #74
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 11-09-2015, 06:05 AM
Parent: #73

إلسا قارورة عطر
36
بعد نداء الطفل للغداء
هدرت الاصوات بتسريعه
بلا يا مصطفى الحقونا بالغدا سريع الجوع قتلنا.
يا مصطفى عليك الله غير غناء الحبش دا ياخ هريتنا .
ايوا صحيح شوف لينا وردي ولا أبو الأمين ياخ بوظت اعصابنا .
صخب واريحية وعفوية جعلتني أحس بأني فرد من عايلة عملاقة .
احساس جميل . الشي الوحيد الذي يكبر حجمه عندك كلما تقاسمه معك الآخرون هو السعادة ..شعرت بأن نفسي اليوم أصغر من السعادة التي غمرتها فلم تسعها .

دخلنا ناحية المطبخ انا واثنين من الأصدقاء من الجيران والذين يعدون كأفراد من الأسرة تماما فهم من يقوم بواجبات البيت عند سفري وهما عاطف وطارق ..
عدنا نحمل سفر الغداء ( الصواني)
تجمعنا على ثلاثة حلقات .. والدي وعم السا ومعهم علي وشابين من أبناء الحي وسفر ثانية أيضا جلس حولها الشباب والثالثة جلسنا عليها انا وصاحبي الجامعة .وشابين آخرين من أبناء الحي وطفلين ايضا .
كانت مفاجأة المائدة هو وجبة الزغني الأثيوبية الأشهر ..وجبة الزغني هذه أعتقد أنها طبخة عالمية منتشرة فقط تختلف في الاسم والطعم ..عندنا تسمى الدمعة وعند الشوام والمصريين أعتقد هي اليخن وعند الهنود الكاري ..فقط الهنود والاحباش يستخدمون الشطة الحارقة بكثافة مع باقي البهارات .
ولذلك الكاري والزغني هما الالذ والأكثر إقبالا من الشعوب الأخرى.
وفعلا وجبة الزغني والتي اعتقد أما احضرتها عمة السا أو طبختها بعد وصولها ..انكب عليها الجميع تاركين باقي الأكل .
بصراحة أنا خفت من غضبة أمي وغيرتها فهي بقدر حبها لإطعام الطعام فهي تكره بواره ..فلذلك بت أشجع الجميع على اكل طبخها .فأنا في غنا عن معارك جانبية مع غيرة أمي
يا جماعة أكلوا من الويكة دي يا جماعة اللحمة دي بتبرد ..جربوا سلطة الأسود .
الشخص الوحيد الذي فهم رسالتي هو ابي انظر له من بعيد يكاد ينفجر بالضحك و يكتمه .
عصام مقاطعا .. ياخ انت مفروض تشجعنا على الزغني.
قلت له لا يا حبيب انتو عايزين تبوروا أكل أمي ..هو انا ناقص يا اخويا .
اهأأاأااا قالها عصام قبل ان ينفحر بالضحك هو وخالد .
غايتو الحمد لله انتهت لحظات الغداء بعد أن تم مسح طبق الزغني مسحا وقليل من الحفرات هنا وهناك في اطباق امي ..وهذا بعد تشجيعي وترويجي .
حملنا الصواني للداخل بعد الغداء طبعا اول خطوة تعملها الام عادة في هذه الحالة هو جرد الرجيع من صواني الطعام . والعبارات المعهودة إيضا في الأطباق المسموحة .. دا مالكم ما جيتو شلتوا منه زيادة ..أما عن الاطباق البايرة انتو الصحن دا ليه خليتوه بعيد عن الضيوف .. لا اعتراف بالهزيمة أيضا .
لكن هذه المرة الوضع اختلف لأن المنافس والفائز أجنبي . كل نساء الحي القين نظرة على هذه السفر ومطين الشفاه تحسرا دون تعليق .. حفظا للمشاعر والعلاقات الصديقة والشقيقة.
ليتهم يحفظون هذه العلاقات في الامور الأخرى ايضا .
ليتهم يفعلون ..
وضعت الصينية وانتبهت أن هنالك عينان تراقباني وتبتسم .
في زول هناك قولة سلام تبقالو روح .
ويد محاذية الخصر تلوح في الخفاء .
يلا يا مصطفى شيلو التحلية .
انا غايتو خلاص حليت
اجي حليت وين كمان يا ولدي .
لا لا ما في حاجة يلا ياشباب نشيل التحلية.
والتحلية طبق موز وطبق كسر وطبق أرز ابيض .
نحن الأرز عندنا من عناصر التحلية أيتها الشعوب الآسيوية.
يتبع

Post: #75
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 11-09-2015, 10:37 AM
Parent: #74

إلسا قارورة عطر
37
خلصت وجبة الغداء وبدأت الشمس تبرد . تجمعنا في الحوش الذي جرى تحسينه . لشرب الشاي.
أحد الشباب مسك الخرطوم وبدأ يرش في البلاط الجديد . وآخرين انشغلوا بكساء حوض النافورة بالرخام الأبيض ..
والدي وزوج عمة إلسا خرجوا كراسيهم في ظل الصالون وهما لازالا في حوار ونسة .
انا وصاحبي الجامعة جلسنا على ركن آخر .
بدأ بعض الأصحاب المغادرة وبدأ التراشق بعبارات الوداع من .نوع
اها يا مصطفى عامرين انشاء الله ..
متشكرين يا شباب انشاء الله في افراحكم .
اها يا عم صالح .
الله يبارك فيكم يا والادي انجزتوا وابدعتوا والله .
الله يبارك فيك يا عم صالح انشاء الله في عرس مصطفى .
إنشاء الله في عرسكم كلكم.
ياعصام وخالد زي ما وعدتونا تجونا في الدافوري (لعب كرة القدم )
لا بنجيكم والله واحتمال نعمل مباراة معاكم تشاور أولاد حلتنا.
طوالي نحن جاهزين يا كابتن.
يلا يا مصطفى يا عريس .
من بين كل تلك العبارات كنت التقط العبارات المتعلقة بعرسي واجمعها ..في عقد وهمي البسه داخل وجداني ..وحبذا لبسة الزوريا التي تنقصها طرحة شفافة لتصبح فستان زفاف لاحلى عروس.
بعد قليل خلى الحوش إلا من صاحبي ..مع أبي وصديقه تسفاي عم السا .
بعد قليل جاءت أمي برفقة اببا والسا وسوسن يبدو أنها زيارة لتفقد المشروع .
وانطلقت عبارات الدهشة .
أمي قالت ما شاء الله يا اولادي الله يخضر ضراعاتكم .
وأضافت الله يكملك بعقلك يا بنتي لالسا طبعا .
والله يا مصطفى إجازتك دي باجازاتك كلها .
قلت انشاء الله كمان تكتمل فيها الافراح ..قلت انتهز الفرصة واغازل المستحيل قليلا عسى ولعل .
كذلك عبرت اببا عن دهشتها بكلمات غير بينة المعنى لكنها واضحة المقصود ( وووااااع سبوق).
ومن يهمني امرها لم تستحي أن تكسر نظرها عني امام الجميع وهي تبتسم .. انا انا بصراحة الم أستطع أن أفعل مثلها وعيون اهلي تحاصرني وبالذات سوسن التي لم يبقى لها إلا أن تحصي ضربات قلبي .
يتبع

Post: #76
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 11-10-2015, 04:38 PM
Parent: #75

السا قارورة عطر
38
لا أعتقد أن شكل بيتنا يحتاج لوصف بعد إنجاز اليوم .كان أبي وأمي أكثر سعادة به.
لكن ما يحيرني صاحبي هذا الإنجاز الرئيسيين هما انا والسا.
لم يخطر في بالهما أن يجمعوا هذين الراسين في الحلال حتى نسعدهما أكثر وأكثر .
هذه الخاطرة أعجبتني جدا لكني كتمتها ..هذه هي عينات الصمت التي يقال عليها السكوت من ذهب .
آخر المغادرين من الأصدقاء وأصحاب النجاح في هذا اليوم كانا صديقي عصام وخالد .
أمي ودعتهما وطالبة إلقاء التحايا على والدتيهما .
بكلام الأمهات من نوع ( يا خالد قول لخديجة ما ظهرتي علينا تاني ) وانت يا عصام امك ما شفناها في عرس ناس نفيسة انشاء الله ما عندها عوجة .. سلم عليها ) ..
وهكذا قدمت الصديقين وعدت.
وجدت اببا وزوجها يستعدون للرحيل غير أن أمي وأبي مصرين أن يشربا شاي المغرب .فاستجابا بعد إلحاح .
أختي سوسن كعادتها انشغلت بالطفلين صارت تجري خلفها بين الشجيرات في سعادة وضحك ..
أمي أصبحت تجول مع اببا التي اتضح أنها عندها خبرة في البساتين أيضا إذ أصبحت تشرح لها في نوع الشجيرات ومصدرها .
والدي وعم السا واصلا حوارهما
أذ من بقي ؟
أنا وهي في خلوة شرعية كما يقال . طالما الجميع في حوار واهتمام مشترك .. أقتربت مني بخطوات مترددة ونظرات بين عمتها وأهلي .
انا تحركت نحو النافورة بعد أن تأكدت من جفاف الاسمنت ادرت المحبس (البلف) ..هي فهمتني أردت أن اصنع موضوعا مختلفا لا يثير شك الوجود أقتربت وابدت كأنها تشرح لي عمل النافورة .
قربت راسي من رأسها وقلت لها اليوم كان يوم عرس .
قالت عرس من ؟
قلت لها عرس السا ومصطفى انت بهذا الفستان الأبيض كنت عروسة ولا زلت.
قالت لكن العريس ما لابس بدلة وملان طين واسمتت وتراب .
قلت .. يعني لازم اروح استحم والبس بدلة ؟
قالت لا انت عندي احلى عريس حتى لو دفنوك بالتراب .
قلت انت بقيتي شاعرة عديل .
قالت من حبك لازم يكون شاعر.
قلت انا مفروض اقول لك هذا الكلام انت من يحبك لازم يكون شاعر وفنان ورسام.
قالت انت هسع شاعر ورسام وفنان .انا منك سمعت كلام حتى ما سمعته من شعر أو غنا .وصوت أحلى من صوت أي فنان .
في هذه اللحظة امتلأ حوض النافورة .. في الوقت المناسب لأن أصوات الحوار بين الآخرين خمدت يبدو انه مواضيعهم خلصت وبدأ تركيزهم علينا . فورا ذهبت ناحية المضخة وشغلتها فاشتغلت النافورة خلقت منظرا بهيجا شغل الآخرين وانطلقت عبارات الاعجاب . عجيب صديقنا الذي ربط دش الحمام مقلوب في محل الرشاش في النافورة .. فكان منظر الماء مدهشا يخرج في رشات ترتفع قليلا ثم تسقط في الحوض من جديد محدثة صوت خرير المياه مع رزاز جميل رطب الجو وانعشه .
التف الجميع حول النافورة و وفروا لنا فرصة ثانية للخلوة انسحبت انا وهي ناحية زاوية أخرى نكمل حوارنا الحالم .
يتبع

Post: #77
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 11-11-2015, 03:40 PM
Parent: #76

Quote:
كتاب كتابتن ماشاالله عليك يافنان
إلغاء الإعجاب · رد · 1 · 1 نوفمبر، 2015 10:53 مساءً

Imam Alamin · الخرطوم بحري
حكي طاعم ... يسلم يراعك
أعجبني · رد · 4 نوفمبر، 2015 12:43 مساءً


الأخوين محمد حسن وأمام شاكر جدا ونتمنى أن نحظى بحسن ظنكم دوما

كونا بخير آسف على التأخير

Post: #78
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 11-11-2015, 05:21 PM
Parent: #77

إلسا قارورة عطر
39
لا زالنا أنا والسا منزوين في الركن يبدو أننا سرحنا ونسينا من حولنا لآنه أتتني نهرة من أمي أطارت صوابي .
- يا ولد مصطفى ما تمشي تستحم وتغير عشان توصل الجماعة ديل ..
التفت لاكتشف أن الجماعة أحضروا الشاي وشربوه بالبسكويت وموضوع النافورة خلص ونحن لم نشعر بهم أو بالزمن .
لكن نهرة أمي على ندرتها تنبئ عن شئ جديد أعتقد أنه غيرة الأمهات .. أخطر أنواع الغيرة لأنه ليس لها حل ..فالأم تغير من زوجة أبنها حتى لو كانت بنت أختها . فما بالك عندما يكون هذا الابن وحيدا مثل حالتي .
المهم إلسا جرت نحو أواني الشاي تجمعها منكسرة بخجل ودخلت ناحية المطبخ . وأنا ذهبت ناحية الحمام .. استحممت وغيرت ملابسي .. وتجهزت للمشوار .. كنت عشمان أن يذهب معي سوسن وإلسا .. لكن .. سوسن أعتذرت .قالت أنه مواعدة صديقاتها سيزورونها بعد المغرب. وبالتالي لم أقترح على السا أن تذهب معي . لعدة اعتبارات . .اولا سنعود وحدنا .. وهذا الأمر بعد نهرة أمي هذه يمكن غدا تأمرها تجمع ملابسها وتغادرنا للأبد .. أو ترفض عمتها رجوعها معي وحدها أذا ستبيت عندها وترجع غد.
في ظروف العشق يعمل عقل الانسان بسرعة جنونية مثل لاعب الشطرنج البارع الذي يستطيع أن يحسب فوق العشرة نقلات مستقبلية مع ردودها المتوقعة .
جهز الضيوف للخروج .. ركبوا معي في قمرة السيارة مع طفليهما . وفي طريق فتحت معي أببا حوارا جعلني أضع عشرات الخطوط تحت حديثها .. لم أكن أتخيل أنها بهذا الفهم و الفكر ..
قالت : مصطفى باقي لك كم سنة في الجامعة .
قلت لها :أنا شبه خريج باقي سنة واحدة .
قالت : ايش مفكر تعمل بعد تتخرج .؟
قلت : طبعا حا أرجع واشتغل مع الوالد لغاية ما أكون رأس مال وأنفصل بعمل لوحدي .
قالت : يعني بعد الدراسة والتعليم والشهادة ترجع تشتغل في السوق ؟.
قلت : لها طيب تفتكري أعمل شنو . أنا أبوي يحتاج لي وأنا محتاج أكسب الزمن .. لو اشتغلت موظف في بنك أو شركة محتاج لعشرة سنوات حتى أكون نفسي .
قالت : ليه ما فكرت تواصل في التعليم .تعمل ماستر ودكتوراه وتكون أستاذ جامعة تجارة هذه ما تحتاج شهادة جامعية من ألثانوي كان ممكن تشتغل مع أبوك والحين كان كونت رأسمال وتزوجت وعندك عايلة .
فكرت وسرحت وقلت حديث أببا هذا وراه مشروع كبير كما تقول إلسا .. أفضل أجاريها حتى أعرف هدفها .. لأنه واضح أن السا حدثتها عن علاقتنا .. فهي الآن تحاول أن تعيد ترتيب الوضع ليصبح المستحيل ممكنا .
سألتها : لكن أنا مليت من الجامعة والسفر والحياة الطلابية والداخليات .. ما صدقت راح أتخرج وأشتغل والحق الدنيا .
قالت : ما ضروري أنت تكمل دراستك في السودان .. مكن تسافر دولة اروبية تغير الجو وتشوف الدنيا .كلها أربعة سنوات تعود من هناك دكتور كبير عندك مكانتك في المجتمع وممكن تصل حتى وزير .. مش تاجر في السوق تختلط مع العمال والجهلاء كأنك ما درست .
حقيقة كلامها جعلني أسرح ووجدته منطقيا ومغريا .. وخاصة بعد ذكر الدول الأروبية التي لم تكن في حساباتي على الاطلاق ولا حتى على سبيل السياحة .نحن أهلنا رأسمالية تقليدية أهلنا عندهم فلوس لكن لم تأخذهم أبعد من القاهرة وجدة أما للعلاج في مصر أو العمرة والحج ولم يسعوا لغير ذلك .
قلت : لكن أنا ما عندي أدنى فكرة عن التقديم للجامعات الاروبية والا أعرف كيف يمكن أوصل لها .
قالت : ما عندك مشكلة أنا أولاد أخي ,أخوان السا , يدرسوا في السويد .وعندي أخوي قرماي أستاذ في الجامعة هناك ..أول ما تتخرج جيب شهادتك مترجمة وموثقة وأترك الباقي علي .. بس أنت ما تفتح الموضوع مع أي حد لغاية ما أجيب لك القبول لأنهم لو قلت لهم الفكرة أكيد اهلك راح يرفضوا بالذات أمك هي متعلقة بيك شديد .. لكن بعد ما يشوفوا القبول راح يفرحوا بقبولك مع الفرحة راح تلاقي الأمور مشت .
بصراحة خالتي أببا رتبت الموضوع بصورة مذهلة جعلت مشاعري مضطربة .. هو فعلا لو أنا التقيت إلسا في الجامعة من جديد في دولة أروبية كل الأمور راح تنعدل .. ونظريات سوسن في محلها .. لكن هذه المرأة البسيطة أببا بائعة الكسرة الحبشية يخرج منها كل هذا الفكر.. واضح أنها شخصية غير سهلة .. وينطبق عليها قول المغتي فات زمان كان ليك مكانة .. الدنيا قاسية فعلا ..
وصلنا بيتهم نزلتهم وعدت رأسي يغلي .. هذه المرأة زرعت ألقام في رأسي بدأت تتفجر بمشاعر متباينة .. بين الفرح وألأمل وألأحباط ..أكتشفت شئ آخر أنه أنا مرتبط بأهلي مثل ما هم مرتبطين بي ..وقلبي المتهور رماني رمية ثمنها قالي ..أصبحت في مرمى هذا أو الطوفان .أو بمعنى أصح هذا أو تنسى الموضوع .
لم أستطع العودة الى البيت فكرت أغشى أصحابي عصام وخالد في حيهما ..أفضفض معهما بالنيران التي أشعلتها عمة إلسا في قلبي ..
هل أنا كنت مآخد موضوع إلسا كالولد المدلل يصر على الشئ ويرضخ له أهله .. لكن حتى لو رضخ الأهل واستجابوا كما يفعلون عادة معي . سيدفع ثمن هذا الرضوخ أبرياء لا ذنب الهم أولهم إلسا نفسها ستظل في نظرة هذا المجتمع القاتل الخدامة التي تحولت لست بيت .وكذلك الأطفال ما ذنبهم.
أذا هذا هو الحل المنطقي تهاجر لمجتمع لا يفرق الناس بطبقاتهم وأجناسهم ومهنهم .. تغير واقعك هناك ثم تعود به تفرضه فرضا على مجتمعك .. والذي حتما سيحترمك غصبا عنه بواقعمك ومنصبك وشهاداتك وشهادات زوجتك وأطفالك الذين لا يجيدون اللغة العربية بل الاروبية فقط .. هذه لوحدها تعد مفخرة في هذا المجتمع العجيب الذي يضحك على من يتعثر في العربية ويفخر بمن يجهلها . .
وصلت لبيت ناس عصام لحسن الحظ وجدتهم منجمعبين أمام بيتهم على كراسي كالمعتاد .
يتبع

Post: #141
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 01-23-2016, 06:47 AM
Parent: #4

إعادة

Post: #79
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: مامون عبدالله نور
Date: 11-11-2015, 07:23 PM
Parent: #1

الكباشي أيها الجميل .....
ياخي سرد ممتع والله وجمال مفردات غاية الروعة..
خشيت من التعليق لي كم يوم خوفا ً من تدنيس البوست هههههههه
مشدود ومتابع هذا الجمال ..وناسخ ههههه

ياخي الله يديك العافية لمن يرضيك

Post: #80
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 11-12-2015, 06:28 AM
Parent: #79

Quote: الكباشي أيها الجميل .....
ياخي سرد ممتع والله وجمال مفردات غاية الروعة..
خشيت من التعليق لي كم يوم خوفا ً من تدنيس البوست هههههههه
مشدود ومتابع هذا الجمال ..وناسخ ههههه

ياخي الله يديك العافية لمن يرضيك


شاكر جدا يا مامون ياخ

كيف تدنسه وطلتك عطرته

تسلم يا حبيب

Post: #81
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: ALWALEED ALSHEIKH
Date: 11-12-2015, 10:02 AM
Parent: #80

Quote: هذه لوحدها تعد مفخرة في هذا المجتمع العجيب الذي يضحك على من يتعثر في العربية ويفخر بمن يجهلها . .

تحياتي أستاذي درديري كباشي
قصة السا على جمالها و بساطتها و تداعي أحداثها التي تسير بطريقة غير تقليدية الا أن الجملة أعلاه و غيرها كثر في ثنايا الرواية تشرح حال كثير من المفاهيم المتناقضة داخل مجتمعنا السوداني والتي نتمنى من شخصكم الكريم طرح تصور للمعالجة و هو أمر نثق في قدرتكم الإبداعية على فعله لا سيما و أن جوهر روايتكم الانساني حتى الآن يسير في اطار تشريح و طرح الحلول لهكذا أمور. و نرجو ألا تكثر الغياب بعد أن تركتنا في تلك الواحة المخملية التي صنعتها أفكار السا و عزيمة الشباب.
تحياتي و احترامي لك و لكل ضيوف البوست الكرام

Post: #82
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 11-12-2015, 02:22 PM
Parent: #81

Quote: تحياتي أستاذي درديري كباشي
قصة السا على جمالها و بساطتها و تداعي أحداثها التي تسير بطريقة غير تقليدية الا أن الجملة أعلاه و غيرها كثر في ثنايا الرواية تشرح حال كثير من المفاهيم المتناقضة داخل مجتمعنا السوداني والتي نتمنى من شخصكم الكريم طرح تصور للمعالجة و هو أمر نثق في قدرتكم الإبداعية على فعله لا سيما و أن جوهر روايتكم الانساني حتى الآن يسير في اطار تشريح و طرح الحلول لهكذا أمور. و نرجو ألا تكثر الغياب بعد أن تركتنا في تلك الواحة المخملية التي صنعتها أفكار السا و عزيمة الشباب.
تحياتي و احترامي لك و لكل ضيوف البوست الكرام


أشكرك أخوي وليد على الطلة والتعبير

وتحبير عبارات عابرة ربما لم أكن أعنيها بفهمك العميق في وسط انفعالي بها

وأنشاء الله خليك قريب

Post: #83
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 11-12-2015, 04:04 PM
Parent: #82

إلسا قارورة عطر
40
الهواجس التي أطلقتها عمة إلسا في رأسي لم أستطع أن اتحملها وحدي .. رغم يقيني التام أنه هو المخرج الوحيد الذي سيجعل حبي لها ممكنا ويمشي في طريق معافى .. لكن هاجس أني أبعد من أهلي أربعة سنوات وبالذات أمي هو الكابوس الذي سيفجر رأسي .. أذا هي كما قيل في المثل الشعبي ( ما فيش حلاوة من غير نار ) أمي التي كانت تبرد لي اللقمة في صغري قبل أن تلقمني إياها .. هاهي النار التي لن تستطع أن تبردها .. بل أخاف أن تحرقها هي أكثر مني ..
صحيح عمة إلسا لم تشترط علي شئ بل هي لم تفتح الموضوع من أساسه .. كل الذي عملته هو تعديل خطة المستقبل لحياتي .. بطريقة واعية ورائعة بحيث تجعلني كفؤا لإلسا .أو بالأصح تجعل زواجنا متكافئا . ويبدو هو هذا هو الحل الوحيد الذي تطرقت له أختي الصغيرة الشقية . حقيقة كنت مستهين بعقلها ومستخف بتفكيرها .. لكن أتضح أنه عقلها أكبر من عمرها بكثير ..
السلام عليكم يا شباب . .القيت السلام على الصديقين .
أهلا يا عريس .. قالها عصام المشاغب .
عريس بتاع شنو بالله فكونا من الأوهام دي ؟
خالد : ليه الحاصل شنو ما خليناكم سمن على عسل .
عصام : شنو النسابة غلطوا معاك ..؟
قلت : أنت كمان عملتهم نسابة ؟ ..على كل حال أنا وصلت عمة إلسا وزوجها وجايي منهم قبل شوية وفتحت معاي موضوع جديد .
خالد أها قالت شنو ..
حكيت لهم حكاية الدراسات العليا في الدول الأوربية ..وأستعدداها للمساعدة حتى يصبح الأمر ممكنا .
عصام : يا سلام ياخ دي مرأة واعية جدا طيب ما دي فرصة ذهبية . .لكن أنا ما فهمت شنو علاقة تعمل دكتوراه بزواجك من ألسا . . هي ألسا ما تتزوج الآ دكتور؟ .
خالد : لا يا عصام أفهم اللعبة .. هي قصدها مصطفى يروح يدرس في أروبا .. وألسا أصلا بعد تمتحن الشهادة راح تلتحق بالجامعة هناك . ويتلاقوا من جديد .. يعني أعادة العلاقة لتصبح بين زملاء دراسة بدلا ما تكون بين سيد وخدامته كما هي الآن .
عصام : بالله ؟... ياسلام . شوف أنا طلعت بليد كيف .. طيب يا مصطفى لو الفهم كدا الكلام من صالحك في كل النواحي . تطور مستواك وتتزوج من تحب وتعيش في أروبا زمنا طويل . في حد لاقي كدا.
قلت : طيب ما هو دا الشئ المجنني .. هل أمي راح تقبل أنه أنا أسافر منها أربعة سنوات وهي لو كان في جامعة في مدينتنا ما كان وافقت أنه أنا أمشي أدرس في مدينة تانية والآجازة بين الفصول الجراسية والأعياد شايفاها طويلة جدا .تقول لي أسافر دولة أروبية وأعيش أربعة سنوات بعيدا عنها .
عصام : أولا يا مصطفى هي الأربعة سنوات ما تكون متواصلة الجامعات الأروبية فيها أجازات وأهلك قادرين يرسلوا لك تزورهم في السنة مرتين .وبعدين أنت ما تفكر أنابة عن أمك .. أي أم متعلقة بولدها هذا شعور طبيعي . ما تفتكر الناس الهاجروا للدول الأروبية ديل أمهاتهم مستغنيين عنهم .. لكن في حوافذ تخلي الأم تتنازل .. أولها هو تفوق أبنها ونيله لشهادات كبيرة .. هذا شئ يسر أي والدين .
خالد : كلام عصام مظبوط أنت الموضوع عامل لك قلق لأنك بتفكر أنابة عن أمك أطرح عليها الفكرة وشوف رأيها ..
عصام : لا لا لا أوعك تطرح الفكرة على أي واحد من ناس بيتكم أنا يتخيل لي ولا حتى ألسا نفسها . خليها تسمعها من عمتها .
قلت : تخيل عمة إلسا كانت فكرتها تشبه فكرتك . هو أن أكتم الموضوع حاليا لغاية ما يجيني القبول .. بعداك الفرحة بالقبول ممكن تغطي على الحزن من الفراق .
عصام : عين العقل والله فعلا هي مرأة غير سهلة . طيب أنت هسع قلقان مالك وجاي تشتكي لينا الموضوع لسع بعيد والحلول جاهزة.
قلت : ياخ أنا جاييكم لأنه الحمل أصبح ثقيل على رأسي .. وبعدين أمي زي المخبر السري .. أذا في رأسي شئ . تحس به على طول تحاصرني بالاسئلة لغاية ما أعترف لها بالموضوع .
عصام : لا لا لا أوعك يمين تعترف بالموضوع من هسع ألسا دي تاني ما تشوفها في بيتكم ولا في أي مكان تاني .. حاول أكتم نفسك وما تجلس منفرد وتسرح في الموضوع واصل حياتك عادي هازر معهن وشاغلهن هي وسوسن مثل ما تفعل عادي.
قلت : طيب الهاجس الثاني أذا وافقوا أن أخرج وأدرس برة هل راح يوافقوا بعدها أتزوج إلسا ؟
عصام : طبعا أكيد ما حا توافق .
قلت : طيب الفايدة شنو ؟
عصام : لا أفهمني أنا بتكلم بصورة عامة . أي أم ليس بالسهولة أن توافق على خطوبة أبنها حتى لو كانت العروس بنت أختها .. لأنه أي أم في عقلها الباطن تحس أنه أبنها هو ملك خاص لها لن تسمح لأخرى أن تشاركها فيه.. يبدأ الموضوع بهذه الحدة وبالتدريج تلاقيها أكثر الناس فرحا بزواجه .. لو عاوز تتأكد ممكن فقط على سبيل الاختبار تكون جالسا معها هي وسوسن قول لهم أنك راح تتخرج بعد سنة وعايزكم تختاروا لي عروس .. طبعا سوسن ستتولى مهمة الأختيار وأمك ستتولى دور النقد .. أي بنت تختارها سوسن أمك راح تتطلع فيها كما يقول المصريون ( القطط الفطسى ) ..
أضحكتني فكرة عصام وقلت له والله الا أجربها ..
خالد قال أنا عندي فكرة ثانية مستقبلية . .بعد تسافر للخارج ..أولا تنوه الى أنك عاوز تخطب زميلة خواجية .. أكيد هم راح يتجننوا ويرفضوا الفكرة . بعد داك ترجع وتقول لهم أنك التقيت بالسا هناك وفضلتها هي .. هم هنا راح يوافقوا بمبدأ النعرفه أحسن من الما نعرفوش على قول المصريين برضه . لأنه زواج الخواجية يعني لهم أنك راح تعيش في الغرب الى الأبد .
فكرة خالد رغم أنها عبقرية لكن أستبعدتها خالص لأني لم اعتاد أو أعود أهلي على الكذب عليهم لكن ... ربما أضطررت يوما لكذبة بيضاء تجعل المستحيل ممكنا ومقبولا ..أتمنى ألا أضطر يوما لذلك .
خلاص يا جماعة تصبحوا على خير ريحتوني شوية نشوفكم بكرة في السوق .. لازم تمروا علي الموضوع لسع عايز تقليب ومناقشة .
يلا يا درش تصبح على خير .
ركبت السيارة وعدت الى البيت والساعة قاربت العاشرة مساءا . وجدت الجميع غاضبا مني للتأخير وكل واحد بسبب مختلف .
أمي قالت ليه اتأخرت وخوفتنا قلنا يمكن عملت حادث ..
والسا أيضا غضبانة أو قل شفقانة وبعد ما عرفت أني قضيت الليل مع أصحابي تحول لغضب كأني أستبدلت مؤانستها بمؤانستهم .. وهي لا تعلم أنها هي فقط من تحتل العناوين الرئيسية في رأسي منذ أن شاهدتها وعشقتها .
الجديد أنه سوسن وصويحباتها أيضا غاضبات . .قالت سوسن نحن منتظرنك تجي تشرح لينا أهو ناس عفراء هسع زعلانات .
قلت لها : زعلانات كيف أنت ما قلتي لي هن جايات لشرح أنت قلتي زيارة فقط .. وفعلا عفراء صافحتها لكن ردت بمساخة واشاحت بوجهها .. عني .. شعرت أن أمر عفراء هذه ليس له علاقة بشرح أو درس .. أمرها واضح عاطفي وانا ما فاضي .. عندي مقعد واحد في صدري وحجز لرحلة طويلة محفوفة بالمخاطر . .وياداب بدأ ترتيب هذه الرحلة .
أبي قال تاني لمن تطلع مشوار وعاوز تغشى مكان تكلمنا قبل ما تتطلع عشان نحن ما فينا أعصاب تتحمل .
قلت لأبوي والله موضوع غشية عصام خطر في بالي وانا راجع والونسة جرت وما شعرنا بالوقت . وأعترف أنا غلطان ما في شك .
بدا الارتياح على وجه أبي أمي .. لا يوجد أعتذار أبلغ من الأعتراف بالخطأ .. فهو له مفعول ساحر في إزالة الغم وغسل الغضب .
سوسن قالت خلاص تعال نوصل ناس عفراء لبيتهم ..
عفراء قالت : لا ما في داعي أنا بابا قال حيرسل لنا السواق الساعة عشرة ..ربع ساعة وبيجي .
هي تريد أن ترسل رسالة مبطنة قوامها .أنه ما هم الذين يشكلون عبئا على أحد يوصلهم أو يرجعهم .. هو نوع من التفاخر الخفي . .لكن أنا لا يعنيني .أصلا حسمت أمري ولا توجد عندي أي رغبة في توصيلها .. أو معرفة العز الذي تعيش فيه .
فعلا بعد ربع ساعة جاء سواقها وأخذها دون أن تلقي كلمة وداع .
يلا مع السلامة ..
يتبع

Post: #84
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 11-13-2015, 05:48 AM
Parent: #83

إلسا قارورة عطر
41
بعد أن ذهب صديقات سوسن تجمعنا مع بعض كاسرة واحدة من جديد لتناول وجبة العشاء ..ثم بعدها تفرقوا من جديد للنوم .. تمنى الجميع لي نوما سعيدا كل بتعبيره ..
إلسا عادت بعد ما ذهب الجميع لتقولها على طريقتها وبالطريقة التي لاتستطيعها أمام الآخرين قالت تصبح على خير ياحبيبي .
وقلت لها انت أم الخير يا احلى ما في الوجود ابتسمت وجرت ببراءتها المعهودة .
عدت محاولا النوم أفكر من جديد غرقا في الهواجس .. هاهو القدر يضع في طريقي هذه الصبية الغزالة الصغيرة لقلب دماغي وحياتي رأسا على عقب .
مرت على إجازتي ستة أيام فقط ..كل ما ذكر من هواجس وأحداث وغراميات وحتى تغيرات مادية مثل حوش الصالون الذي انام عليه الان عمره ستة أيام فقط ..
الزمن وعمر الانسان سرهم عجيب ممكن تمر سنة كاملة من عمرك لا تشعر بها ولا تذكر كيف قضيتها ..وهاهي ستة أيام احداثها تملأ كتاب وعواقبها ممكن تغير مسار حياتي .أو على الأقل لن تتركه كما هو .
انا حتى لو شلت موضوع إلسا من دماغي لن اترك حياتي كما كنت مخطط وكما كان يتوقع اهلي .أتخرج وامسك دكان ابوك .. وعلى رأي اببا ..ليه اللفة الطويلة دي ما كان من الأول بدل تاعب نفسي قاري جامعة مذاكرة وامتحانات وسفر .. من ألثانوي كان ممكن أمسك الدكان والآن كان يكون عندي رأس مال وعيال .
لا وكلا حتى بدون السا وحتى بدون دول أروبية لابد من تغيير المخطط .. لابد من مواصلة الدراسة .. درست الجامعة في أربعة سنوات أصبر ويصبروا تاتي أربعة سنوات مافي شي راح يضيع ...
شعرت بكتمة وسخانة الجو جاتني فكرة أشغل النافورة .. وفعلا قمت وشغلتها .. رقدت على سرير اتأمل فيها .. رزاز المياه والقطرات تطير ثم تسقط منظر بهيج ومنعش ..في ذمتكم هذه انسانة يتخلوا عنها صانعة هذا الإبداع البسيط والمشرح للصدر .. الجمال عندنا في بيتنا وفي مدينتنا لكن كان ينتظرها هي لتدلنا عليه .
أصبح الجو رطبا ومنعشا .
فجأة قمت فذعا على صوت امي .
سجمي دا شنو يا ولدي مشغل المصيبة دي مالك .عاوز يجيك التهاب كمان وقفها هسع .
قمت اجرجل رجلي لاطفي النافورة .
معقولة تتوقعوا هذه الأم ممكن توافق لي اهاجر لاروبا حيث الحرارة تحت الصفر ..هي خايفة علي من رزاز النافورة.فما بالكم مع الجليد ..
غايتو الله يعين
يتبع

Post: #85
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 11-14-2015, 06:26 AM
Parent: #84

.

Post: #86
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 11-14-2015, 04:34 PM
Parent: #85

إلسا قارورة عطر
42
ليلة أخرى قضيتها بجميع أنواع الأرهاق النفسي والجسدي ..معروف الجسدي بسبب عمل النفير وتنفيذ مشروع الحلم البسيط .. الذي أعلن وضع أول بصمة في حياتنا لإلسا .. وكذلك أرهاق نفسي في التفكير في أقتراح عمتها . دراسات عليا في الخارج .. ستجعل كل شئ ممكنا .. وستمكن هذا الحب المستحيل ليصبح ممكنا ومرضيا لجميع الأطراف .. لكن المعادلة لازال فيها طرف مختل .. يمكن بسببي أنا كما قال عصام وخالد ..أنا من تبنيت وجة نظر أمي دون أن أسألها فأصبحت أنظر للموضوع بعقلها هي وعينيها .. هم يقولون ذلك لآنهم لا يعرفون أمي مثلي .. ولا يحسون بالمشاعر التي نتبادلها أنا وهي .. أنا معظم أجازتي أقضيها معها قربها في المطبخ .أحس بها سعيدة فرحة .. بل كلما عدت من أجازة تستقبلني بفرح كأنها ولدتني من جديد .وقبلها بأيام تبدأ التحضير والتجهيز لقدومي كما أسلفت ..
تغلب الأرهاق على التفكير أخيرا فنمت بعمق لم أستيقظ ال على يدها تهزني كالعادة .. يا مصطفى قوم الشمس جاتك ..لو تعبان أدخل كمل نومك جوة أنت أمس تعبت تعب شديد في البنا والمعافرة .
قلت لها : لا يا أمي أنا لازم أروح السوق مواعد أصحابي عصام وخالد جايني هناك ..
قالت : خلاص ارقد جوة أفطر معنا بعدين روح .
قلت لها :أنا معزوم فطور معهم ( لا أذكر أنهم عزموني ) لكن هو المخرج الوحيد الذي يفكني من إصرارها لآنها مقتنعة أني لا زالت تعبان ومرهق .أنا فعلا كنت كذلك بل أشعر أن عضلاتي ممزقة كأني كنت ألعب كرة مدة عشرة ساعات .
أخيرا قمت تجهزت وغيرت ملابسي .. مريتها بالمطبخ لشرب الشاي كالعادة ووجدت إلسا وسوسن حضورا .. ولبسة رياضية جديدة هذه المرة ماركة بوما وليست أديداس .. أختفت الدهشة بعد ما عرف السبب وبقي الأعجاب .. تبادلنا الابتسامات وتحايا الصباح ..
ودعتهم وخرجت ناحية السوق ..
هذه المرة كنت حريصا الا أسرح في المواصلات حتى يفرغ البص إلا مني .. توجهت ناحية دكان الوالد مباشرة .
ابوي : كويس أنك قدرت تجي ما متخيل تجي بعد تعب أمس كنت عاوز أشاورك في موضوع .
قلت : خير يا أبوي .
قال : علي دا جا وطلب مني أني أتقدم وأخطب له إلسا من أهلها .
بدون ما أشعر وبصرخة أستنكارية واضحة قلت : شنو ؟
قال : لي زي ما سمعت .
قلت : وليه تخطبها له أنت هو ما عنده أقارب هنا ؟ معروف أنه الخطبة هذه يقوم بها الأهل والأقارب .
يبدو أن علي شعر بميول إلسا نحوي فقرر أن يسبقني نحوها .. ألتفت ناحيته وجدته من بعيد يرمقني بنظرة نارية شعر أن ابي يناقشني في موضوعه وأكيد سمع سؤالي الإستنكاري .
قال أبي : هو يعتبرني أنا أهله وفي مقام أبوه .
قلت : يا أبوي الأعتبار والتنظير شئ والواقع شئ آخر .أنا معاك أنك تنفق على زواجه وتساعده وتعمل له أحسن فرح مثل ما كنت تعمل لباقي العمال .. لكن الخطبة هذه يقوم بها أهله وأقاربه .. هذا العرف والدين وكل شئ يقول ذلك .
كان همي الأول هو أن بعد أبي عن هذه المهمة .. لأنه أبي له كلمة وخفت من تأثيره على أهل ألسا فأول خطوة فكرت فيها هي تحييده . أكيد لن يكون ردي في هذه اللحظة بتهور هو أن إلسا هذه ( حبيبتي أنا ) أنا من أريد أن أخطبها وهي تحبني أنا .. والا هذا سيكون تهور ربما يخرب الموضوع للآبد .
قلت : أنت رديت له شنو ؟
قال : قلت له خلي الموضوع هسع يحتاج ترتيب . كنت قاصد أشاورك أنت وعارف عندك رأي مختلف .
كيف عرف أبي عندي رأي مختلف ؟.أكيد هو شعر بحبنا بل شاهده .. ولكن يحمد له أنه هو عمل حساب لمشاعري ولم يشرع في الموضوع .. لكن هل كان سيقبل لو طلبت منه أن يخطبها لي .
يتبع

Post: #87
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 11-15-2015, 10:44 AM
Parent: #86

إلسا قارورة عطر
43
أنا في حواري مع أبوي والمفاجأة التي هزت كياني وهي محاولة علي تحقيق سبق غرامي على وزن سبق صحفي بالفوز بإلسا .. رغم أنه أنا واثق من أن المعطيات كلها في صالحي .. لكني غير واثق من تبدل النتائج .. لأن غريمي علي عنده نقاط تحسب لصالحه أولها ليست هنالك تعقيدات إجتماعية ممكن تجابهه لأن هو وهي كلاهما لاجئين . وكلاهما يعملان مع أسرتنا .. ظاهريا لا توجد فوارق طبقية .. وفقا للظاهر وبما يعرفه هو .. أكيد ما أعرفه أنا لم يتطلع عليه ربما لو عرفه لتردد قليلا .. هو لا يعرف أن هذه أسرة كانت لها مكانة تسعى لإستردادها .. بالتعليم والشهادات والهجرة الى الغرب .. ظهور علي في حياتهم يعني شدهم الى أسفل وربطهم بهذا الواقع المرير الذي جبرتهم عليه ظروف الحياة وضنك العيش .. على حتى وأن كان يحمل ذات جنسيتهم واضح أنه أنسان ريفي بسيط لم ينل قسطا من التعليم ولا يرغب في ذلك .. يبتقي بنت الحلال التي تعيش معه في الستر ويأكل معها خبز وملح في الحلال .. هذا المفهوم البسيط للحياة الزوجية هو الذي يدخره لإلسا .هذا التحليل أراحني قليلا وقوى موقفي .. وأكد لي أنه لو أبتعد أبي عن التدخل في الموضوع حتما لا يوجد شك في أن علي مشروعه لن يتم .. فقط يبعد أبي . أبوي أنتبه لسرحتي الطويلة وقال لي بطريقته المهزارة المحببة : سرحت وين يا أبو الشباب . .ياخ ما تشيل الهم الموضوع دا أكيد ما حا يمشي . إلسا أهلها عايزنها تتعلم عشان تنشلهم من حالهم .. وعلي عايز ست بت تعوس الكسرة وتطبخ الملاح وتولد العيال .. وصل صاحبي الجامعة في هذه اللحظة والقوا علينا السلام ..
قبل ما أذهب معهم وأضيفهم ناداني أبي وقال لي : تعال يا مصطفى أول ما أقتربت منه مد لي مبلغ كبير من المال وقال لي : سوق أصحابك ديل وأمشوا مطعم لحوم ومشويات ما تاكلوا معنا الفول .. الفول دا خلوه لينا يعرفنا ونعرفه .أنتو شباب عرسان وأمس بذلتوا مجهود كبير في البيت .. شكرته وابتسمت وقلت في نفسي والله أبوي هذا رجل رائع . أنا واثق أنه الغرض لم يكن الأفطار فقط .. بل هو يريد أن يبعدني من جو الدكان الذي عكر مزاجي بسبب علي هذا .
قلت لأصحابي نحن معزومين مشاوي ..
عصام قال من العازمنا كمان ؟
قلت : له أبوي عازمنا .
قال : يعزمنا وما يجي معانا .
قلت : هو ما يقدر يسيب الشغل بعدين خلونا براحتنا وحريتنا .
خالد قال : بالله أشكره لينا تعرف أن لي زمان نفسي في سلات وقرار ( مشاوي على الحجر أشتهر بها شرق السودان )
عصام : قال سلات وقرار وكبدة أبل ..
وأضفت : وكمان المشروب حليب الأبل رأيكم شنو ؟
عصام قال يلا يا عم الظاهر دي أكلة راح تسندنا لغاية الأجازة الجاية .
وفعلا ذهبنا راجلين الى مطعم مشهور في طرف السوق ..مزدحم بالزبائن لجودة أكله وكذلك يعج بدخان المشاوي ورائحتها الشهية .. قدمنا طلباتنا . وأحضر لنا النادل المقدمات السلطة والشطة الخضراء والخبز الحار .. شعرت بأني لم أأكل منذ سنة .
عصام يلا يا عريس أخبارك مشروعك وصل وين ؟
قلت : ما حكيت ليكم الفلم الجديد .
خالد : أها الحصل شنو ؟
قلت : علي من الصباح طلب من أبوي يروح تخطب له إلسا .
عصام : شنو ؟
قلت : تصور هو دا نفس الرد السمعه مني أبوي .
خالد : وأبوك قال شنو ؟
قلت : ابوي أنتظرني بالموضوع فتحه معاي قبل ما يتقدم أي خطوة وقال لازم يشاورني .
عصام : تعرف معناها أبوك دا حس بمشاعرك وقرر يقف معك بطريقة غير مباشرة .
خالد : أنت ساكت معقد الموضوع ومكبره أنا يتخيل لي أبوك ما عنده مانع أنك تتزوجها وتعيش في ثبات ونبات معهم .
عصام : ماهي المشكلة مش موافقة أهله أو رفضهم .. المشكلة كيف راح يكون الوضع مقبول وسط باقي العائلة والأقارب والمجتمع هو دا مربط الفرس وأس العقدة .وهل راح يسلم مصطفى وألسا من مطاعنتهم وتجرحيهم وهل راح يقدروا يتحملوه وهل راح تسلم ذريتهم من هذه العقدة ؟.
قلت : هو بالظبط عصام لخص الحكاية كلها المشكلة أصبحت ليست في الوالدين وموافقتهم .. ومش كدا وبس مقترح عمة إلسا بالدراسة في الخارج يدل على أنها عارفة هذه العقد .. ولكي تتخلص منها لازم نخرج من هذا المجتمع ونلتقي من جديد في مجتمع آخر لا يعاني من هذه العقد .. بمعنى آخر لو وافق أهلي واستسلموا على خطبتها أهلها والممثلين في عمتها لن يرضوا لها هذا الوضع .
خالد : طيب أنت طلبت من والدك أنه يترك علي يأخذ أقاربه ويخطبوها له دون تدخل منه هذه ستكون مغامرة .
عصام : كيف يعني تقصد انه أهلها يمكن يوافقوا عليه .
خالد : وليه لا ؟ أولا لا توجد عقد مثل العند مصطفى .
قلت : مالك أنت كمان عاوز تهيج الناموس في رأسي .
عصام : لا يستحيل يوافقوا ..
خالد : شنو الخلاك واثق كدا ؟
عصام : بدليل أنه هي شغالة ومواصلة تعليمها بمعنى الشغل عندها هو مرحلة من مراحل الحياة .وسيلة فقط لأنه عندها طموح ومشروع مستقبلي كبير .وأكيد هذا الطموح والمشروع يتعارض مع علي وغرضه من الزواج . علي دا زول معايش وقنوع .
كنا نتحاور ونحن نتناول في المشاوي اللذيذة مع حليب الأبل .. خلصنا وجبة الأفطار وغشينا مقهى قريب لشرب الشاي ومواصلة الحوار ..
أراحني جدا حواري مع عصام وخالد .. ولذلك طكعت في المزيد منه حتى أغسل الغم الذي غبش علي يومي به .
يتبع

Post: #88
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 11-15-2015, 06:45 PM
Parent: #87

إلسا قارورة عطر
44
بعد وجبة الأفطار الدسمة جلست والصديقين على مقهى قريب لتناول الشاي و القهوة ومواصلة الحوار ..
قال عصام : تعرف يا مصطفى لو ما ظهر ليك علي دا في الصورة أنت قربت ترخي .
قلت له : كيف يعني أرخي تقصد شنو ؟
قال : أمس بعد طلتك لينا في البيت مساءا وحكيت لنا عن مشروع الدراسات العليا .. بقيت تتحجج بأسم أمك أنها لن تسمح لك بالسفر ..أنا بعدك قلت لخالد خلي بالك مصطفى دا راح ينسى الموضوع لأنه ظهرت له في داخله مقاومة قوية ترفض هذا الحب .. مثل ما يرفض جسم الانسان عضو منقول من جسم آخر ..
فكرت في نفسي وقلت الشقي عصام هذا كاد يلمس الجرح ..لأني فعلا من أمس بدأ أندفاعي يفتر .. حتى الصباح خرجت من البيت مسرعا ليس مثل الأيام الأولى حيث كانت تدفعني أمي دفعا للخروج من البيت كنت أريد أن أمكث قربها أطول وقت ممكن .. صباح اليوم شعرت بأن هذه الرغبة الدافعة فترت قليلا .. ولكن ما هو جديد عصام الذي جعله يعتقد أنه ممكن أن أرخي من حب إلسا .
قلت له : شنو الجديد الخلاك تغير رأيك .؟
قال : مباغتة علي صحت حبك من جديد بعد أن كاد يخمد بهاجس بعدك عن أمك .
حقيقة علي لم يصحي الحب أنما حي الجزء المضاد له وهو الغيرة .تعرف الغيرة في القلب مع الحب زي الملح في الشعيرية لا أحد يطيقه لكن بدونه الشعرية لا تؤكل .
خالد أنفجر بالضحك من المثل الذي ضربه عصام وأنا كدت أغلي بالغيظ ..
قلت له : شنو هو ملح وشعيرية هو أنت ما عندك أمثلة غير الأكل وبطنك . وبعدين من قال الشعيرية فيها ملح .
خالد : كلامه صاح الشعيرية المحمرة كان ما عملوا ليها شوية ملح ما يتتأكل . وكمان الحب لو ما ظهر سبب أو شخص تغير منه على حبك راح يضعف ولا يقاوم الشدائد .. يعني غريمك علي وجوده في الصورة مهم زي الملح في الشعيرية زي ما قال عصام .
قلت بغيظ : شنو هو ملح وشعيرية لو ما كنتوا مالين كروشكم دي قبل شوية .. بعدين أنا أول مرة أعرف حكاية الملح في الشعيرية دي .
عصام : خلاص خليني نضرب لك أمثلة راقية ... الحب والغيرة مثل الظل والضوء لولا وجود الظل لا يمكن أن ترى الأشياء وأشكالها وأحجامها وتدرج ألوانها ..
قلت : طيب خلونا من فلسفتكم الفارغة دي هسع أنا كيف عرفتوا أنه حبي لها رخى .
عصام : من أمس واضح من تعلقك برفض أمك الأفتراضي المسبق .. وفكرة الهجرة للغرب لم تكن متحمس لها .. نحن كنا متحمسين لك أكثر منك .
أضطريت أستسلم وأعترف . وقلت والله ما أكذب عليكم . هو أنا لا زالت متعلق بها ومستعد أن ادافع عن هذا الحب بكل ما أملك . . لكن شرط الأ يكون على حساب حد آخر عزيز علي .
عصام : اللهي ماما طبعا ..
قلت : له أيوة ماما ماما خلاص أرتحت .
خالد : طيب ما فكرت في مصير البنت بعد ما سبتها تتعلق بك وتهيم .. هسع يمكن كان عندها ميول لعلي دا قبل ما تظهر أنت وتلخبط لها حساباتها تجي تقول لينا ماما ؟.
قلت بغيظ : أنا متين قعد أقول ماما .. هي كلمة قالها عصام وأنا جاريته فيها .
خالد : بغد النظر عن طريقة نطقها .. طيب تجي تقول أمي .. كدا كويسة معاك .
حسيت أني في محاكمة أو جلسة تحقيق أكثر من صديقين أفضفض معهما .. كنت متخيل حوارهم سيريح ضميري وهو لم يفعل سوى فتح جروح جديدة أو قديمة خاملة وقررت أن أنهي هذا الحوار وأتحجج .. قلت : يا جماعة خلاص أنا أتاخرت على أبوي خلونا نواصل الحوار مرة ثانية ..
وعدت الى الدكان بعد أن توادعنا وتواعدنا أن نلتقي العصر في ميدان الكرة عندنا أذ أنهما مدعويين لتمرين في كرة القدم مع أبناء الحي .
وصلت الكان وسلمت على الوالد . وقال لي خلاص موضوع علي حسمته .. قلت له كيف ؟ قال : قلت له لو أنا تقدمت لك لأهل ألسا لن يرضوا هم ولن يوافقوا بل يمكن يظنوا ان أنت ما عندك أقارب أو أهل هنا .. أفضل أن تجمع كبار أهلك وأقاربك وتروحوا تتقدموا لها ..أذا تم الأمر أنا سأقف معك حتى النهاية وأزفكم لبعض .
حقيقة سرحت مع كلام أبي وحسيت به مثل حريق النار ... لكن قلت لأنه منتظر ردي .
جميل جدا وهو كذلك .
لكن هو حيريني بجملة ختم بها لم أفهم مقصدها ولم أستطع أن أسأله عنها .
أذ قال : لكن أنت مالي يدك من الموضوع دا ؟
يتبع

Post: #89
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 11-17-2015, 07:00 AM
Parent: #88

Quote: شكرا فقد دلقت شي من عطرها في دواخلي .... حقيقة سرد رائع وعطر فخيم


شاكر يا وسيلة

Post: #90
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 11-17-2015, 04:09 PM
Parent: #89

إلسا قارورة عطر
45
إنت مالي يدك من الموضوع دا ؟
العبارة التي قالها أبي بعد أن نصح غريمي علي أن يأخذ أقاربه لخطبة إلسا وبالتأكيد بناءا على رغبتي.. بما أني لم أستطع أن اسأله عن قصده لأن موضوع إلسا لم تتم فيه أي مفاتحة بيننا حتى الآن وأنا لم أشأ أن أغامر .. يعني مثلا أطلب من والدي خطبتها لأن الموضوع سيتلف للأبد ..أمي ممكن تتهيج وإلسا ممكن تطرد ذليلة ..وأن كان ثقتي في أهلي كبيرة .أعرف أنهم لأن يصلوا لمرحلة الذل والأهانة لمن أحببت ..لكن علي الأقل لن ليسمحوا لها بالوجود في حياتي .. طبعا هذا الفهم بعد رأي عصام وأختي سوسن أقرب شخصان لي يدركان الموضوع .
لكن عبارة أبي الأخيرة عندها دلالة قوية . وهو أنه حاسي بالأمر بل راضي به .. وهو يعني مثل ما ذهب خالد كونه علي وأقاربه يتقدموا لخطبتها مغامرة غير مأمونة العواقب .. أي بالواضح إلسا ممكن تطير مني لغريمي علي بكل سهولة .
وصلت لهذه النقطة من التفكير وأنطلقت النار في جسدي .. زاد وتبلور كرهي لعلي .. وأعتقد هو كذلك أصبح لا يطيقني .. كلما التقت عينانا تحس بالشرر يتقد منهما ..حقيقة أنا أعتقدت أن غيظي منه مفروض يكون أكثر من غيظه .لأنه غير مقبول أن شخص يعمل عندي وفي ملكي ويقطب جبينه في وجهي طيلة النهار ..ممكن ببساطة أطلب من أبي طرده من المحل ...وأكيد أبي لن يرضى بهذه السهولة لكن ممكن أعود وأمارس أساليب الضغط (والدلع السابق) كأن أتحجج بأن أسافر وأكمل باقي الأجازة في الداخلية مع الزملاء الذين لديهم ملاحق أو مناطقهم بعيدة . وأكيد أمي ستعاونني في الضغط وستقول يغور علي .. لكن الحمد لله أكتشفت أني لست بهذا السوء . صحيح أنا غيران منه ولو وجدت فرصة أو أقل شكلة ممكن أفرتك الكرسي على دماغه .. لكن ليس لدرجة أن أقطع رزقه . ثم أنه أنا نفسي غريم له مثل ما هو غريم لي . أنا جئت وخطفت منه من كان يحلم بها ويخطط لها .. وهي من جنسيته تعيش نفس ظروفه .. ربما علي يرى الآن أنه أنا من وسع طموحها وجعلها تنظر اليه ( من علي) .. أكيد هو يعتقد أن الأمور بينهما كانت تسير كالمياه في مجاريها ..
ملخص الحكاية أنا عدت للإجازة وجدت عاملين جدد في حياتنا .. بنت تشتغل في البيت أطارت عقلي وقلبي .. وعامل يشتغل في الدكان أطار عقلي ويريد أن يحرق قلبي .. شخصان في أسبوع غيرا كيمياء جسدي . تعلمت الحب والغيرة والاستماتة والكره والسهر والأرق وخفقان القلب والشوق مقرون بالأشتهاء .. كلها مشاعر جديدة .. قد تكون مريت علي سابقا لكن كجرعات صغيرة لم تتجاوز الأعجاب أو لم تأخذ بعدا أكثر من ذلك .
أنا جالس علي مكتبي في المحل وفاتح الدفاتر لأبين للآخرين أني مشغول بالحسابات حتى لا يسألني أحد فيم أفكر .. ولكن كلما رفعت رأسي حسيت بنظرات علي تكاد تخرقه .و يغض طرفه سريعا كلما رفعت رأسي ويدعي بأنه مشغول بشئ ما .أي حجم من الكره أصبح يحمله لي هذا العلي .
دب فيني نوع جديد من الخوف .خوف أن ينجح علي في خطفها .. هو فعلا ظروفه مواتية دون أي عقد .. يمكن إلسا تستسلم وتقبل بهذا الواقع ويمكن كذلك يستسلم أهلها بدلا أن يدخلوا أنفسهم في متاهات مجتمع معقد .. ما هذا الكابوس .. شعرت بضعفي .. كان من المفترض أكون أكثر شجاعة وأقول لأبي علي لن يخطب إلسا لأنها تحبني وأحبها .. وبعد ذلك أستميت في الدفاع عن هذا الحب .. حتى لو هجرني أهلي وطردوني من البيت .. لكن أي آآخ . أمي هي نقطة ضعفي .. ممكن تموت بالسكتة القلبية أو تصاب بالشلل لو شعرت أن المستقبل الزاهر الذي كانت ترسمه لي وتحلم بأيام سعدي واحدا تلو الآخر ستنهار .. أي كابوس هذا ..
التفكير والقلق بدءا يؤثران في وأنعكس ذلك على تصرفاتي وأصبحت لا أراديا أضرب الدفتر تارة بيدي وتارة أزفرة زفرة طويلة .وأتفف ..
أنتبه أبي لتصرفاتي ولم يستطع أن يصمت .
قال : مصطفى في حاجة في شئ عامل لك قلق أو ألم ؟.
قلت : لا ما في شئ يا أبوي .. ما خلاص نقفل المحل ونمشي البيت .
قال : لا لسع باقي ساعة كاملة لكن أنت لو تعبان ممكن خلي علي يوصلك ويرجع لي العربية ..
قلت : علي برضو ؟
ضحك أبي واضح هو لم يكن يقصدها وقال : طيب خلي عبد الرحمن يوصلك .
قلت : لا ما مشكلة ساعة واحدة هينة ممكن أصبر ..
لكن لماذا أريد أن أصل البيت مسرعا ما الذي أريد أن أفعله ..
أنا غيرت توجيه مسار علي بمعنى أصبح تحركه بيده هو .. لكن لا أدري ما الخطوة التالية التي سيفعلها .. كل الذي أريد فعلي هو أن أذهب لإلسا وأؤكد حبي لها ..وأتعاهد معها بأن نحمي هذا الحب بكل ما نملك من قوة . لكن هل أفاتحها بالخطوة التي يريد أن يسبقنا بها علي ؟ شعرت أن هذا الشئ ليس من المروة .. لكن هي حرب والحرب تجوز فيها كل الأسلحة .
الحمد لله أخيرا عدت الساعة وبدأ العمال في قفل الأبواب .. وتحركنا نحو البيت وقال أبي نغشى سوق الخضار لنشتري فواكه .
قلت غير محتاجين الثلاجة مليانة فواكه ..
حقيقة لم أكن متأكدا من هذه المعلومة لكن لا أريد شئ يعطلنا .
يتبع .

Post: #91
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: تبارك شيخ الدين جبريل
Date: 11-17-2015, 04:42 PM
Parent: #90

بس حافظ لينا على الحدود الشرعية ... حتى تستطيع إلسا إنجاب مجاهدين أتقياء في نهاية الحياة ...

(بالمناسبة هل إلسا من نسل الصحابة الذين هاجروا للحبشة عليهم رضوان الله؟ أم من أهل الكتاب عليهم رضوان الله)










... المهم ....

Post: #92
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 11-17-2015, 06:57 PM
Parent: #91

خليك ماشي كدا اصلا ما تقيف
يا المبروك
تعرف يا تبارك انت وبروفيلك تذكرني المبروك في عرس الزين
لأحد عارفه جايي من وين ولا حد عارفه رايح وين ؟

Post: #93
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 11-18-2015, 05:48 PM
Parent: #92

إلسا قارورة عطر
46
أخيرا وصلنا البيت ودخلت متشوقا .. وكانت أول من قابلنا .. تحس أنها تشعر بشئ غير طبيعي ..أو حست بأن داخلي مرجل يغلي .. كانت متعودة أن تستقبل أبي بعد العودة تستلم منه الأغراض .. سوى كانت فواكه أو خضار أو لحمه . كجزء من واجبها اليومي .. لذلك أنتظارها لنا في الباب لم يثر أستغرابه أو تعجبه .. رغم أن هذا اليوم لم نكن نحمل شيئا في أيادينا .. لكن في قلبي كنت أحمل جبال من الشوق والوجد .. بعض الأشياء تعظم قيمتها في نفسك بعد ما تحس بخطر فقدها للأبد ..
لذلك الأمهات دائما ينصحن البنات في عدم (الأندلاق) للخطيب ( يا بت أتقلي شوية) أي لا تجعليه يحس بسهولة وجودك قربه ..ربما هذا الأستسهال لم يزول الا بعد ظهور علي في الصورة وأتخاذه خطوة أيجابية خطرة ..
قابلتها بفرح طفولي وابتسامة مشرقة نسيت فيها وجود أبي بقربي .. صافحناها . ودخل أبي للداخل وتركنا بالقرب من بعض .
قالت : ليش فرحان كدا في خبر جديد .
قلت : فرحان بوجودك .
قالت : ما أنا أصلا موجودة كنت تتوقع تجي ما تلاقيني .؟
قلت : لا أتمنى يوم أجي وما الاقيك .من رجعت من الاجازة كنت متوقع أسوأ يوم هو يوم الجمعة وأنت كنت عند عمتك .. لكني أبي الحمد لله عمل مفاجأة وجابكم قيلتوا معنا .
قالت : ياه ما تشوف أنا كمان كنت فرحانة كيف ؟
قلت : لها عشان تشوفي مشروعك ؟
قالت : أيوه بس ما مشروعي بتاع حوش الصالون مشروعي هو أنت .
قلت : لها وأنت أكبر وأعظم مشروع في حياتي لو ما نفذته للنهاية راح أعتبر نفسي أنسان فاشل .
وقالت : كيف راح تنفذوا ؟
قلت : يعني ما عارفة كيف ؟
ضحكت قبل أن تناديها سوسن لمساعدة أمي في عمل الغدا .
دخلت غيرت ملابسي أستعدادا لوجبة الغداء ..
تجمعنا من جديد على صينية الغداء ..
هذه المرة كانت الوجبة يلفها صمت غريب .. أبي ليس كعادته لم يسأل السا أو يشاغبها .. ولا حتى مشاغبة باقي الحضور .. ولم يعلق على طبيخ أمي نقدا أو مدحا .. حقيقة صمته أقلقني أكثر .. خفته يضمر خبرا سيئا لم يذكره لي .
أمي لاحظت للصمت : وقالت هوي اليوم مالكم ساكتين كدا .. يا صالح أوعى يكون في خبر داسيه مني ؟.
كذلك عادة النساء ما أن يغير الرجل من طبعه الا يثاروهن الشك .
قال أبي : لا يا حاجة خبر شنو بس الليلة مصدع شوية ما قادر أتكلم .
قالت : أوعى يكون الضغط أنت قعد تبلع الحبوب؟ ومتين آخر مرة قست الضغط .
أنشغلت بصحته كالعادة وخرج أبي من ورطة صمته لورطة أهمال العلاج ..
قال : لا أنا كويس الحمد لله ومواظب على العلاج .. بس تكون ضربة شمس .
على كل حال عدت وجبة الغداء لكن بالتأكيد كل فرد منا كان يدير حوارا داخل رأسه .. أكلنا دون وعي .. لدرجة أني لاأذكر نوع الطبيخ الذي كان وفي وجبة الغداء .
بعد العصر لبست اللبسة الرياضية استعدادا للتمرين .. تفاجأت بإلسا تقدم لي هدية فنلة رياضية بشعار البرازيل .. قالت البس هذه راح تكون حلوة عليك .. مسكتها محتارا ومترددا .. قالت أنت ما تحب البرازيل ؟.
قلت : في حد ما يحب البرازيل .. لكن السؤال هو من أين لها بها . وواضح حجمها كبير بمعنى لم تكن تخصها هي .قرأت الأسئلة في رأسي .وجاوبت وقالت :
لامن رحت عند عمتي لقيت أخواني مرسلين شنطة ملابس ..أول ما عمتي فتحت الشنطة على طول خطفت الفنلة تذكرتك أنت قبل ما ما أتذكر نفسي .. وقلت لعمتي أنا عايزة هذه الفنلة .. عمتي ما أعترضت يمكن عرفت قصدي ..
عبارة تذكرتك أنت قبل ما أتذكر نفسي الهبتني كدت أحضنها وأدور بها .. لكن بالكاد مسكت نفسي .. قلت لها خلاص أنا راح ألبسها في تمرين اليوم وباقي التمارين كلها وقالت خلاص كل ما توسخ أنا أغسلها لك .
قلت لها :أنت اليوم ما رايحة المدرسة نطلع مع سوى .
قالت :أنتظرني البس لبس المدرسة خمسة دقائق .
وفعلا بعد عشرة دقائق كنا .. في طريقنا انا نحو التمرين وهي نحو مدرستها .. البس هديتها . شعرت بأن حبها بدلا أن كان يغلي في داخلي أصبح يغطيني من الخارج أيضا .. زاد حبي للبرازيل ولنجومها ولكرة القدم .. وهي لم تتركني على حالي .
قالت : شعار البرازيل حلو عليك كأنك لاعب برازيلي .
نظرت وابتسمت فقت غلبني التعبير . يا لهذه العصفورة الصغيرة كلما خبأت ثورة قلبي لها قدرة على إشعالها من جديد . ها هي الآن تسبقني بالهدايا قبل ما ابدأ انا .
لا زالنا نخطو مع بعض كمشوارنا الأول نقترب عفويا ثم نفترق .. حاولت أن أفتح موضوع علي وأحذرها من خطوته المرتقبة لكن لم أدري كيف أبدأ الحوار .
قلت لها عمتك قبل الحرب كانت تشتغل شنو في بلدكم ؟
قالت ليه السؤال دا .
قلت : حسيت أنها أنسانة متعلمة وفاهمة يعني شخصية أكبر من كونها تبيع الكسرة وتكسب عيشها من هذا العمل البسيط . ممكن تكون في وضع أفضل من كدا .
قالت عمتي جامعية درست أدارة أعمال وكانت موظفة كبيرة في البنك قبل الحرب واللجوء .
قلت : ما ممكن هنا تشتغل أي وظيفة ؟
قالت : في البنوك ما ممكن أولا لأنها لا تعرف عربي أما انقليزي أو تقرنجة . حتى لو قبل البنك يشغلها هي لاجئة واللاجئين ممنوعين من الوظائف الرسمية .
قلت : طيب بيع الكسرة هذا ما تشعر أنه يقلل من مكانتها وهي كانت شخصية عظيمة وسيدة مجتمع .
قالت : المعايش جبارة وهي لازم تعمل عشان تعيش زوجها المعاق وأطفالها . عشان كدا أنا أشتغلت عشان أخفف حملي عنها . بس هي ما تبيع الكسرة في السوق هي تبيع لأصحاب المطاعم .. يجوا يأخذوا منها الكسرة من البيت .. وعندها بنات شغالات معها يساعدوها .
وصلنا مدرستها لم نستطع أن نكمل الحوار . تركتها وذهبت ناحية الميدان وجدت صديقي وصلا للتمرين بواسطة الموتر الذي يمتلكه صديقنا خالد .
يتبع

Post: #94
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 11-18-2015, 07:09 PM
Parent: #93

إلسا قارورة عطر
47
تمرين كرة القدم حكاية لوحده صحيح هو ليس له علاقة مباشرة بحكاية جميلتنا إلسا لكن خلونا نحكيها من باب كسر الملل والروتين .
تمرين اليوم كما ذكرت يشرفه ضيفان .هما صديقي خالد وعصام .
أولا عصام كان مثلي تماما رياضي ويحب الرياضة لكن ليس صاحب مهارة كبيرة ..على كل حال كان لاعب كرة مدافع وانا كنت لاعب وسط مدافع ..متخصص في قطع الهجمات وافسادها .. ويمكن صنع الأهداف للمهاجمين في بعض الأحيان .
اما زميلنا وصديقنا خالد فهو حكاية لوحده ..هو نجم منتخب الجامعة الأول ..يجيد لعب الكرة بالقدمين لدرجة لاتعرف اذا كان هو اعسر أو أيمن .. وأسهل شى عنده في المراوغة هو تمرير الكرة بين قدمي الخصم .. لكن هو لا يستخدمها إلا نادرا من فرط أدبه وأخلاقه لانها تعد حركة فيها إهانة وذلة للخصم لكن اذا حاول مدافع او لاعب خصم أن يتعامل معه بعنف غير قانوني هي تعتبر سلاحه الوحيد.. في ذاك التمرين مهارات خالد مع صيحات المشاهدين من الخارج جذبت مزيدا من العابرين .. الأصحاب والأعمام المتفرجين من الخارج بداوا يصيحون بطريقة استفذتني ( يا مصطفى فنلة البرازيل دي اديها لصاحبك تشبهه هو ) انا استفذيت لدرجة أني أحرزت هدفين في ذاك اليوم ..من المرات النادرة التي أحرز فيها الأهداف طبعا ليس غيرة على فنلة البرازيل بقدر ما هي غيرة على من اهدتني اياها
لكن الطريف في التمرين واحد من أبناء الحي نلقبه بالاطرش ..لأن لعبه عنيف وجادي لا يعرف ضيف ولا غيره .. تعامل مع خالد بعنف حتى سقط على الأرض. .جرينا انا وعصام نحو خالد رفعناه من الأرض واطمأنينا عليه كل الذي فعله خالد رفع رأسه يبحث عن الشخص الذي أصابه ..انا همست لعصام قلت (الظاهر حا نشاهد فلم كوميدي بعد شوية )
وفعلا أصبح أي بص نلعبه لخالد يستلم الكرة ويجري بها نحو الأطرش. وذلك كل ما يحاول يأخذها يجدها مرت بين قدميه يلتفت ليحلقها ليجدها عادت مرة أخرى بين قدميه ..والجمهور يضحكون فيه بصورة هستيرية .. أنفعل الأطرش وغضب وحاول يضرب خالد بعنف ..لكن خالد كان يقابل عنفه ببراعة وبراعة زايدة .. كلما حاول ضربه اوالقفذ على ساقيه يجد الكرة مرت بين قدميه وخالد قفذ منه وتركه يمسح الأرض بظهره ..والجمهور كان أكثر متعه وضحكا.. أخيرا تعب الأطرش واستاذن من المدرب .. وخرج تشيعه الضحكات وسخرية المشاهدين ..
خلص التمرين والتم اللاعبون والمشاهدون يحيون خالد على براعته والتابلوهات الرائعة التي قدمها طالبين منه أن يداوم على التمرين في حينا كلما حضرنا في الإجازة ..
بعد التمرين تجمعنا أمام الدكان في الحي لشرب الماء والراحة قليلا ..عاد الأطرش واعتذر لخالد ليتم هذا اليوم الجميل بختم أجمل قبل أن يستاذن الصديقان ويعودا وانا عدت إلى البيت لأجد السا سبقتني وعادت من مدرستها .
يتبعخ

Post: #95
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 11-19-2015, 06:41 AM
Parent: #94

.

Post: #96
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 11-19-2015, 04:12 PM
Parent: #95

إلسا قارورة عطر
48
عدت أيام الأجازة مسرعة كالبرق ..لم تكن أياما متطابقة لكنها متشابهة الى حد كبير. .. أعددت أغراضي للسفر كالعادة .. كما أعدت لي امي المؤونة المعهودة منها ..
خلال هذين الشهرين كبر الشجر وأورق وتفتحت الأزهار وعبقت الجو .. فأصبحت حديقة عطرة حالمة خلدت تلك الأيام .
خلال ايام كنا نجلس أنا وهي على طاولة المذاكرة بحجة تعليم اللغات المقترح .. صراحة لم أتعلم منها شئ وكذلك هي لم تتعلم مني جديدا .. بسبب ربما النطق أذ أن لغتهم تكثر بها القاف المقلقلة .. كثيرا ما حاولت أن تعملني نطق مفردة ما .. بتكرارها ومجارتي البائسة ننفجر الأثنان ضحكا . .كما هي أستعصت عليها العربية بضادها وصادها .. بصراحة أكتشفنا أنه الجلسة كانت هدفا في حد ذاتها أنما تعلم للغات فقط لذر الرماد على العيون . هي كانت تريد أن تجلس قربي أطول وقت ممكن وكذاك أنا . كثيرا ما قضينا الوقت في الغناء ..وهي أيضا كانت تغني بعض أغنايهم وتترجمها لي كما كنت أفعل أنا .
موضوع علي لم يتطور يبدو أنه صرف النظر أذ لم يأتي لسيرة الخطوة التي أقترحها عليه أبي .. بإعاذ مني .. قد يكون فشل في إقناع أهله أو تقدم وقوبل بالصد ..حتى ألسا في زياراتها لعمتها وعودتها لم تذكر شيئا عن الموضوع .. لكنه لا زال يمقتني .. لا نتحدث في ساعات العمل الا في الأمور التي تتعلق بالعمل .. يرد مقتضبا ثم ينصرف .. غرق في الشغل .. شغل نفسه بترتيب البضائع ونظافتها ..
أنا لم أسأل عنه أبي .. حقيقة كنت راضيا ومرتاحا من تجميد الموضوع .. الى أن أزف يوم الرحيل ..
وفي صباح يوم السفر تجمع أهل بيتي لوداعي .. طبعا مع وجود شخص جديد هذه المرة ودعت أمي وأختي .. وبقيت هي حتى حان دورها .. لم تتردد أو تستحي بل فبلتني في خدي .. صحيح أنه سلام معهود عندهم .. خفت من رد فعل الباقين .. لكن عد الأمر بسلام دون تجهم .. سالت قطرات من دمعها المسكوب على خدي .. ركبت مع الوالد لتوصيلي الى موقف البصات .. ظل الثلاثي يلوحون لي في الباب .. نظرت اليها تمسح الدموع من خديها ..وكذلك أمي وأختي .
لا أدري ماذا سيكون رد فعل أمي وأختي بعد هذه اللحظات وعدم قدرتها على كبت المشاعر كما كانت تفعل ..لكن ربما قدروا حزنها ..
في زمن لم تكن فيه وسائل الأتصال متطورة .. لا توجد هواتف نقالة ..حتى أتصل عليها لأعرف ماذا جري بعدي ..
في موقف البصات التقيت بصاحبي الجامعة .
ركبنا البص ..
ولازلت أحس بتنميل وخدر لذيذ على خدي .
كنت أدلكه وسارحا في إعادة ذكريات تلك اللحظة .
وبدأ البص يتحرك يطوي بنا الأرض إبعادا ..
حسيت كأني مختطف من قبل عصابة تبعدني عمن أحببت .
عصام : شنو يا أبو الشباب ساكت كدا وتدلك في خدك في حد ضربك كف .؟
خالد : يكون دا أحلى كف في الدنيا .
فلت : تصوروا قبلتني في خدي قدام أهلي ؟
خالد : يا راجل .؟
عصام : عادي أصلا هم سلامهم ووداعهم كدا ؟
خالد : لكن قدام أهله ؟
عصام : قدام أي حد في الدنيا يعني أنت ما شفتهم قبل كدا ؟
خالد : على كل حال صاحبنا مصطفى الظاهر شهر تاني ما راح يغسل وجهه .؟
قلت : تصدق كمان أكثر من كدا دموعها نزلت على خدي .
عصام : كان كدا كلام خالد صاح . وبدأ يضحك .
خالد : لكن يا مصطفى الظاهر عليك راح تمشي في مشروع الدراسات العليا .
قلت : أنا مستعد أمشي معها لكوكب المريخ
عصام : وين كلام أمي المتعلقة وأخواتي .
خالد : يا عصام أنت كمان ما تصعب الموضوع وتقلب عليه المواجع صاحبنا بقى متيم وغرقان للنهاية .
بين مناقرة الأخوين وسرحاتي كسرنا ملل السفر ووصلنا لمدينة جامعتنا . نزلنا وركبنا التاكسي حتى الداخليات .
أفرغنا حقائبنا في الدواليب كالعادة . ورتبنا أغراضنا .. و بعدها ذهبنا لتناول الغداء بالسفرة و تمددنا لأخذ قيلولة .. قبل أن نخرج العصر لتمرين كرة القدم .
أكثر فترة مملة في الجامعة هي الأيام الأولى من العام الدراسي قبل أن تبدأ الدراسة .. لأنها مليئة بالكآبة . في السابق كانت كئيبة فقط لأنك فارقت أهلك وأقاربك .أما الآن فأصبح عندي عبئ جديد .. هو قلب تعلم الخفقان والهيام ..
في المساء أقترح الأصدفاء الذهاب الى السينما .. وافقت دون تردد . .وبدأ باقي الزملاء التجمع حتى تكونت شلة كبيرة وتوجهنا الى السينما .
عدنا في منتصف الليل .
رغم الأرهاق أيضا هجرني النوم .
لم تفارق صورتها محياي
ابتساماتها ودموعها وضحتكها كانت تتردد كالصدى وسط الجبال
في جنبات رأسي .
أضع المخدة على رأسي .
لا أريد طردها ولكني مرهق
جد مرهق
ثلاثة أشهر كثيرة
لكن عليها أن تمضي وعلي الأنتظار
يتبع

Post: #97
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 11-19-2015, 10:14 PM
Parent: #96

إلسا قارورة عطر
49
مرت الأيام الأولى من العام الدراسي كئيبة. . بين الفراغ وآلام جرح الفراق .
حتى انتظمت الدراسة ..
كثر ااسرحان وكثرت الأسئلة عن سببه من الزملاء والزميلات.
كثير ما افاجا بسؤال من نوع ( ولا رأيك شنو يا مصطفى في الكلام دا؟ )
أجد نفسي محرجا لم أعرف حتى ما هو الموضوع الذي طرح.
ارد ردودا مبهمة من نوع ( والله ما بطال كلامك مظبوط)
ثم أستأذن ذاهبا إلى غرفتي قبل أن اكشف بسؤال اخر .متعللا بصداع أو أي سبب اخر .
حتى إخارج نفسي من هكذا مواقف دفنت رأسي في الكتب معظم اوقات الفراغ صرت اقضيها في المكتبة .
أراقب التاريخ ..كل ما مزقت ورقة من التقويم أشعر بالفرح بانقضاء يوم.
ظن الزملاء بأني أنشد التفوق
( مصطفى السنة دي الظاهر ناوي يطلع الاول )
قل ذهابي للتمارين وكرة القدم التي كنت اعشقها بت اهرب منها .
تملكني الشوق والوجد .
انقطعت الاخبار .
ندمت اني لم أكن جادي في تعليمها اللغة العربية ..ربما كان اتحفتني برسالة بردت ناري قليلا .
تصل الرسائل البريدية للزملاء من حولي والذين يعيشون نفس حالتي ويشرعون في الردود منتشين . لا يعرف أحد أن حالتي استثنائية لايشفيها مثل دواءهم.
عد الشهر الاول ثم الثاني ..لم يخف الشوق لكن ربما تعودت عليه وعلى قول المغني
انا والاشواق في بعدك بقينا أكثر من قرايب .
هذا أصدق وصف لحالتي .
جاء الشهر الثالث شهر الامتحانات .
أول مرة تجدني الامتحانات مستعدا لها .
كان في السابق معظم أيام الامتحانات اقضيها في تصوير المحاضرات من الزملاء أو بالأصح الزميلات .
أما هذه المرة كنت جاهزا تماما.
صدق من قال ان الحب يصنع المعجزات.
لو عرفت إلسا من أول سنة ربما كنت اول الدفعة الآن .
غير مهم
ما يهمني الآن هو التخرج سريعا بدون ملاحق أو إعادة.

خلصت الامتحانات بحمد الله
وكذلك شي جديد اكتشفت أن نصف مصاريفي متوفرة لم احتاجها .
لاني بطلت اللف والسهر خارج الداخلية كالمعتاد.
فكرت أن اشتري هدايا
ذهبنا انا وعصام إلى السوق
واشتريت هدايا لامي وأختي طبعا ( لذر الرماد)
لكن الغرض كانت هي .
اشتريت لها بلوزة صفراء واسكيرت اسود وتخيلتها عليها وتبسمت
عصام قال ..دي للحنان طبعا
أجبت بضحكة فقط لم أجاريها مختصرا الحوار
ثم عدنا
استعدادا للعودة الميمونة غدا
يا يوم بكرة ما تسرع
تخفف لي نار وجدي
يتبع

Post: #98
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: على محمد على بشير
Date: 11-20-2015, 04:39 AM
Parent: #97

Quote: استعدادا للعودة الميمونة غدا
يا يوم بكرة ما تسرع
تخفف لي نار وجدي


قلبى مقبوض من الجزء الجايى دا
حاسى بى مصيبه ... !!

Post: #99
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 11-20-2015, 07:01 AM
Parent: #98

إلسا قارورة عطر
50
ثاني يوم كنا في البص متجهين إلى مدينتنا ..فرح طفولي يشع من وجهي وقلبي .لم انتظر نتيجة الامتحانات.لحسن الحظ تأخر صديقنا خالد لأمر يخصه يتعلق ببحث التخرج .كلفناه بها .
ركبنا البص انا وعصام .
وتحرك بنا
شعرت أن البص بطيء كأننا نركب على ظهر سلحفاة.
عصام .. ياخ انت مالك مقلق البص راح يصل .
قلت له شاعر بأنه سلحفاة.
قال ياعم راح تصل .أصبر .
بأفلام الفيديو التي شغلت ..كسرت الوقت خففت القلق.
كنت متشوقا أتخيل في فرحتها وابتسامتها التي ستقابلني بها .. واختار ..في طرق الرد .. هل ساحضنها ..كل أهل البيت سيقابلوني بالإحضان وهي واحدة منهم اذا عادي ممكن من ضمن السلام ..تخيلت المنظر وعشته .
أخيرا بدأت بوادر مدينتنا تظهر .
اكيد في الطريق نزلنا في مكان الإفطار .. لكن دعكم من التفاصيل والمواقف ...كل تفاصيل المشوار لم تعد تهم .
دخل البص الموقف العام ..في الموقف استاجرت تاكسي بعد ما استلمت حقائبي. . ودعت عصام على أمل اللقاء.
وصلت البيت ..ووجدت اهلي مضيوفين باختي المغتربتين وأطفالها أتوا ليقضوا إجازتهم السنوية.
دخلت في موجة السلام والإحضان والأسئلة المعهودة مصطفى مالك نحفت كدا .
وسلام أمي الخاص .
إلا هي لم تظهر حتى الآن.
معقولة ما في حد قال لها مصطفى وصل.
جلست مع أخواتي في الصالة الخارجية أحمل طفلة صغيرة وأخرى جلست على فخذي ..
هؤلاء الأطفال كانت سعادتهم بي لا توصف.كذلك انا لولا قلبي المشغول.
فقد كنت شارد الذهن تماما أتلفت ببله لم أستطع إخفاءه.

أتلفت ولا أحد تطوع ليبرد ناري
اكيد امي لن تتطوع ولا حتى تفترض انه ممكن أكون مشتاق وأسأل عن الشغالة.
وسوسن كعادتها مشغولة بالأطفال.
أصبت بإحباط بعد ما شاهدت شخصية أخرى أو بالأحرى شغالة أخرى امرأة كبيرة في السن جاءت تسلم علي.
وأمي عرفتها دي خالتك سعيدة شغالتنا الجديدة .
ياهو دا ولدي في الجامعة حكيت ليك عنه يا سعيدة .
هي سعيدة والجميع سعداء

يبدو أنه انا تعيس لوحدي.

انزعجت واستاذنت بحجة الحمام والغيار وتعب البص وخلافه.
أريد فرصة انفراد بسوسن واسألها.
يبدو انه الآن سادفع ثمن سلبيتي .
حقيقة لم أقم بأي خطوة إيجابية توثق ارتباطي بها ..رغم أنه ابي قدم المبادرة وانتظر مني إشارة .لكن انا خوفي على فقدها هو الذي سيجعلني افقدها للأبد .يبدو انه هذه هي الحقيقة المؤلمة .. وجدتها تشتغل عندنا في البيت وتركتها في نفس الواقع ومتوقع تنتظرني عليه ..يا للغباء ..ناسي أنها شغالة ممكن تطرد بسبب ثوب حرقته بالمكواة ..أو نست خرطوم الماء على الزير وغرقت الدنيا ..لحظة غضب ورد فعل يجعلها تحزم ملابسها وتأخذ باقي حسابها لبيت اخر .ارتباط هش تركتها فيه وتوقعتها ستنتظرني فيه ..وأنا أعد الأيام بل الثواني ومتوقعها ستنتظرني على أحر من الجمر ..اتضح الامر الان لا جمر ولا ثلج إنما مر لا يبلع .
بنهره ناديت سوسن .جاءت تجري يتبعها الأطفال كالعادة.
نعم يا مصطفى .
انت وين إلسا.
إلسا؟ إلسا من ؟ اهأأاأاااأاااأااااا البنت الكانت شغالة معانا ديك في إجازتك الفاتت؟ .
ايوة في غيرها كمان
كيف ما في من انت سافرت سعدية دي يمكن تكون الرابعة .
طيب سيبك من الباقيات انا بسال عن إلسا اوعى تكونوا طردتوها .
طردناها كيف كمان ومتين نحن بنطرد الشغالات ..هن براهن يقولن ما عايز ات شغل ونحن نشوف غيرهم .
طيب انا سؤالي محدد عن إلسا وبس.
قالت السا دي بعدك مرضت وبقت تجيها حمة ..وابوي وداها الدكتور طلع عندها ملاريا ..طلبت نوصلها لعمتها ..بعد أسبوع رجعنا نجيبها عمتها قالت إلسا ماراح تشتغل في البيوت تاني خلاص كفاها .
تركت سوسن ودخلت الحمام لاخلو بنفسي كاد رأسي ينفجر .. كنت متعجل لحضور ابي ربما يكون عنده معلومات أخرى .. والا أخذت السيارة ورحت عند عمتها أسأل.
قليل وفتح الباب ابي جرى نحوه الأطفال يبشروه بحضوري
( يا جدو خالو مصطفى وصل )
وأنا لا زلت
اقول يمكن انا الما جيت
يتبع

Post: #100
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 11-20-2015, 08:46 AM
Parent: #98

معليش ياعلي دايما تأتي الرياح بما لتشتكي السفن
وبالذات في الهوى

Post: #101
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 11-20-2015, 08:49 AM
Parent: #100

عشان نقلب صفحة جديدة لاني تعبت من المشوار

Post: #102
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 11-20-2015, 11:40 AM
Parent: #101

إلسا قارورة عطر
51
التمينا كالعادة في حوش الصالون .
الاطفال لم يعطوني فرصة لأسال ابي عن السا ..
هو أيضا لم يتطرق للموضوع أو كان يتحين فرصة مثلي .
أشعلت نار الوجد إحدى أختي الكبري قائلة.
لكن ما شاء الله حوش الصالون بقى جنة عديل أمي قالت دا مصطفى وأصحابه الله يخضر ضراعاتكم.
سرحت من جديد معقولة أمي تكون جاحدة وتنسى صاحبة الفكرة والمشروع والاقتراحات كانت في جلسة مشابهة.
لكن عذرت امي .دائما ما أجد لها العذر .. عذرتها لانها تربت في مجتمع لايقيم الفكرة ماديا ولا معنويا.. إنما يقيم الإنجاز فقط .كل مجتمعات العالم البسيطة تسلك نفس السلوك ..يعني مثلا لو جاء في أحد الأحياء اقترح أحد البسطاء أن يحيلوا ميدان فاضي وسط الحي إلى مركز صحي وروضة اطفال ونادي اجتماعي والتقط هذه الفكرة أحد الأثرياء ونفذها ماديا ..كل المركز سينسب له وحده ..ربما سمي باسمه مركز الشيخ فلان الصحي الاجتماعي ..وصاحبنا صاحب الفكرة ربما لن يذكره أحد ولا حتى يوضع على قائمة الشرف الرمزية .
لذلك طبيعي أن تنسى أسرتي أن السا هي صاحبة الفكرة طالما أنها لم تحفر وتبني بيدها أو تدفع من جيبها . في العالم المتقدم الأفكار أصبحت لها دور استشارية ودراسات تباع بالملايين ونحن حتى الآن نهضم حقها المعنوي .
قطع سرحتي والدي .
بس الفكرة كانت من بنت شغالة معانا اسمها السا تتذكرها يا مصطفى .؟
تتذكرها يا مصطفى ؟ابوي دا بيستهبل ولا شنو؟. هو انا اصلا قادر أنساها لحظة واحدة حتى ارتاح قليلا
طبعا هذا حوار داخلي ..غير أني أجبت بهزة راس فقط ..قابلها ابي بضحكة تنم على أنه ملم بالموضوع ربما عنده جديد عنها .
نحكي لكم عن جنة السا قليلا .
حوش الصالون كبر الشجر والمتسلق منه ملأ الجدار ومظلة الباب الكبير ..
الورود تفتحت ..أصبح بيتنا تزوره العصافير والفراشات الجميلة بعد أن غادرتها الفراشة الأجمل التي زرعت فيه الحب والياسمين .
رزاز النافورة مع اريج الأزهار جعلني أحس كأننا نعيش داخل قارورة عطر عملاقة .... اسميتها إلسا.
كل طفل سعيد يجري خلف الفراشات وكل أم أو أخت استنشقت هذا العبق وتعيش هذا الجمال أتمنى من نفسي أن امسكها من كتفها وأهزها وأقول لها هذا من صنع حبيبتي إلسا.
حتى أمي بدات تستعرض في المعلومات عن الشجيرات واصلها كما حفظته تماما ونسيت المصدر .
كنت متشوقا للعصر حتى أخذ السيارة واروح استقصي الحقيقة وحدي لن انتظرها من أحد .
يتبع

Post: #103
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: تبارك شيخ الدين جبريل
Date: 11-21-2015, 02:35 PM
Parent: #102

مداخلتي بتاعة صابون التيتل وينا؟

Post: #104
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 11-21-2015, 03:08 PM
Parent: #103

Quote: Dear Dirdiry ....from the first moment of reading this novella I was unable to stop till page 50.....It attracted all my emotions ,thinking,etc,,,,,,,From a simple incident you have created a wonderful attractive novella,,thanks alot for the lovely time I spent with السا قارورة عطر وفقك الله


شاكر جدا يا أخ أمير

Post: #105
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 11-21-2015, 04:28 PM
Parent: #104

إلسا قارورة عطر
52
في العصر أستاذنت من الوالد أخذت منه مفتاح السيارة وخرجت ولم أنسى أن أضع الهدية في كيس ..لم يتوقف أبي أو يسألني عن وجهتي .. وهو يعلم بأني سأرد بأني ذاهب لعصام أو أي زميل آخر . وهو يعلم أيضا بأني لن أكون صادقا .. فكفى نفسه هم السؤال وكفاني ذنب الكذب .
توجهت الى دار أببا .. وصلت وطرقت الباب .. لم يرد أحد .. شعرت بالقلق .. وخفت ألا يرد أحد بل أكبر هاجس كان يراودني ..أن يكون حل محلهم سكان جدد فيطير صوابي ..
لم ينشرح صدري الا بعد أن سمعت ايجاب من الداخل .
من ؟
فرحت بعد أن عرفت صوتها .. أذا لبشرى الأولى كانت خير .
قلت أنا مصطفى ..
أهلا مصطفى حمد لله على سلامتك ..
فتحت الباب .. وكعادتهم قلبتني العمة أببا على خدي ..
دخلت أحمل كيسي وأتلفت ..
كنت منتظرها تخرج جريا بنفس اللهفة التي كنت متوقعها .
ولكن جاء الطفلين رفعتمهما وقبلتها .. ودخلت الى الصالة وجدت العم سلمت عليه .
ولا زالت أنتظر وعيني تشعان سؤالا
قرأته أببا وقالت :
إلسا سافرت .
قلت بكل صوت مصدوم: سافرت وين ؟
هنا بعدك تعبت ومرضت كثيرا أنا كلمت أخوانها أرسلوا لها زيارة وقالوا أحسن تكمل الثانوي هناك .
لم أستطع الرد وكذلك لم أستطع أن أخفي خيبة أملي فظليت أدلك فكي بكفي وأهز رأسي يسرة ويمنى.
لاحظت قلقلي وقالت : ما في مشكلة أنت مش باقي لك شهور وتتخرج ؟
قلت نعم : باقي لي فصل دراسي واحد .
قالت : خلاص مثل ما أتفقنا أنت جيب شهادتك وانشاء الله كلها ثمانية أشهر وتكون معاها هناك .
أمنت على كلامها وأنا كلي إصرار على تطبيق هذا البرنامج .
قلت أستأذن منها بعد أن رأيت أن بقائي أصبح بلا مبرر وانا أظهر لهم هذا التوتر .
قالت : لا أصبر أشرب عصير وخلينا نصلح لك القهوة .
قلت كفاية العصير لكن القهوة راح تأخرني وناس البيت منتظرين العربية عندهم مشوار . عذرا أبتكرته من رأسي لكنه مقبول ومنطقي .. شعرت بأن هذا المكان يشعل النار في قلبي .. المكان الذي شهد مرضها ومعاناتها في غيابي ..
قالت : خلاص في أمانة سابتها لك إلسا معي ..
دخلت الى الغرفة وأحضرت صندوق مربع ملفوف بورق الهدايا الملون ومربوط بشريط من حرير .. قدمته لي مع كأس العصير ,
شربت العصير مسرعا ومتلهفا لفتح الصندوق .. ولم أنسى أن أعطيها كيس هدية ألسا عساها تجد طريقة لأرسالها لها .
أستأذنت بعدها وودعوني حتى الباب
شكرتهم وركبت السيارة .
قبل ما أشغلها فتحت المغلف سريعا .
وجدته زجاجة عطر باريسي فاخر .. ومعه شريط كاسيت .. البوم للفنان زيدان أبراهيم . ظنيته كما هو .. أدخلته في مسجل السيارة .. قبل ما يشتغل الشريط .. بخيت من العطر في يدي .. وشممته ..
ياااه نفس نوع العطر الذي كانت تستخدمه ..
دخل العطر في رأسي وتحول الى فلم أعاد لي شريط الذكريات منذ أول يوم التقينا فيه ..
ضحكاتها ولكنتها وهيئتاها ولبساتها ..
لكن المفاجأة كانت في شريط الكاسيت .
الجزء الأول منه يبدأ بحديث من صوتها .
بعد ما عرفته كذلك
أطفيت الكاسيت
شغلت السيارة وتحركت .. لأن هذا المكان غير مناسب للأستماع .
توجهت بالسيارة نحو ميدان كرة قريب به شباب يلعبون وقفت مقابله وشغلت الشريط .
بدأ صوتها .
حبيبي مصطفى
يا غرام الروح
تعرف أنا بعدك صار فناني المفضل هو زيدان ابراهيم . كل أغانية أحس أنها مكتوبة لي أنا ولك أنت فقط .
أشتريت الشريط وكنت أسمعه طول اليوم .
بعدك أنا تعبت وضاقت بي الدنيا . ما كنت متخيلة أني ممكن أتعلق بك لهذه الدرجة .. مرضت وصارت كل يوم تجيني حمة شكل . .عمتي قالت أنا كنت بهزي بأسمك.. حكيت لها حكايتنا . قالت هي عارفة وحست من أول يوم شاهدتنا فيه مع بعض أنه نحن وقعنا في الغرام .
هي أقترحت علي أنا اسافر وأكمل تعليمي هناك في أروبا .
ما كنت ناوية أفارق التراب الأنت تعيش فيه الا بعد الموت .
لكن هي أقنعتني ..بأنها أتفقت معك وقالت أنك راح تلحقني بعد شهور من تخرجك .
ما تعرف أنا فرحت كيف بهذا الخبر.
كمان أقنعتني وقالت أنه هذا هو الوضع الوحيد يخلينا مناسبين لبعض .
ما فهمت قصدها .. لكن الكلام عجبني . وأنا أحب أي شئ يخلينا مناسبين لبعض حتى لو ما فهمت كيف .
أنا منتظراك
أنا أعرف الأنتظار حار
لكن أنتظارك أنت حلو
أي شئ يتعلق بك حلو .
عشان أنت حلو
أخليك تستمع بباقي شريط زيدان الحلو
يا حلو
أنتهي كلامها وبدأ زيدان يكمل في روائعه .
حركت السيارة متجها ناحية بيتنا
يتبع

Post: #106
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 11-21-2015, 06:19 PM
Parent: #103

آسف جدا يا تبارك على حذف الفيديو .حقيقة اول مرة استخدم هذا الحق وما كنت أظن اني ساحتاجه يوما
قول رأيك بالكلام مثل ما تريد ..لكن من غير فيديوهات لو سمحت

Post: #107
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 11-22-2015, 10:20 AM
Parent: #106

إلسا قارورة عطر


53


وصلت بيتنا أول خطوة خرجت شريط الكاسيت من السيارة ووضعته في جيبي


ودخلت . كنت حريص ألا أنساه في السيارة .. الوالد وأخواتي ربما عندهم مشوار وأكيد سيشغلوا مسجل السيارة .


وجدت أفراد الأسرة متجمعين في حديقتنا بحوش الصالون مشغلين النافورة وجهاز الكاسيت الكبير .. جلسة عائلية جميلة على حديقتنا الغناء .. تلك الحديقة التي أصبحت حجر الزاوية في قصر سعادتي .. يحفها فرح الأطفال والضحكات البريئة وسعادة والدي بأحفادهما .


تعال يا مصطفى فاقدنك من قبيل . هو أنت ما مشتاق لينا .. نحن ما صدقنا جيت تقوم تطلع طوالي .


قلت متمتما .آسف والله كان عندي مشوار مهم ..


أمي : مشوار شنو كمان يا ولدي أهم من أخواتك .. يهاتن بيك من جن من السفر .هن واولادهن .


قلت : يا أمي أنت ناسية أنه أنا خريج السنة دي .. ما عندي مشروع بحث التخرج لازم أخلصه في الأجازة عشان ما يأخرني .


رد شيطاني مفحم لا أدري من أين طرأ لي ليخرجني من هذا الحرج .


قالت : الله يخرجك ويفرحنا بيك يا حبيب قلبي .


قال أختي الأكبر :متين تتخرج يا مصطفى عشان تجينا هناك في السعودية .. الفاتح قال وظيفتك مضمونة بس أنت تصله هناك .


قلت في نفسي ..أها دي مصيبة جديدة كمان .. عاوزة تفتح لينا باب غربة ثانية .لكن أمي حسمتها .


قالت : يا بتي سعودية شنو .. نحن عايزنه يتخرج ويجي يمسك شغل أبوه ويساعدنا ويريحنا نحن في عمرنا دا .


قالت أختي ومعروف أنها عنيدة تدافع عن أفكارها بصورة متسميتة و( عبيطة )


يا أمي الحمد لله أنت وابوي لسع شباب وما محتاجين زول يساعدكم .. خلوه يطلع يشوف الدنيا يكتسب خبرة ويرجع ليكم نجيض ومركز كمان .


رغم غيظي من فكرتها لكن عجبتني حكاية يطلع يشوف الدنيا ويرجع ليكم مركز .. حسيت أنها تصب في صالح مشروعي .


أطلع أشوف الدنيا وأرجع نجيض ومركز لكن ليس في السعودية .. خليها أروبا يا بنت الحلال . خليها هناك حيث ( طار قلبي مني).. هناك في السويد .


قالت أمي : مصطفى أنت ما ترد مالك ساكت لا قلت كلام أختك دا عجبك ولا ما عجبك .


قلت : يا أمي أنا همي الأول أني أتخرج وأحرز نتيجة جيدة عشان أنا لسع مشواري طويل .


- أجي يا ولدي مشوار شنو كمان الراجيك بعد تتخرج ؟ . أوعى تقول لي عاوز تعرس طوالي .


- لا يا أمي عرس بتاع شنو أنا مفكر اواصل في الدراسة الحمد لله على رأي أم مازن أنه أنتو لسع شباب ما محتاجين لي حاليا ..أنا مفكر أعمل ماجستير ودكتوراه .(قلت في نفسي أهو جاتني الفرصة طائرة لوحدها حتى أطرح مشروعي وأهيئهم من بدري )


أبوي تدخل لأول مرة وقال : ممتاز فكرة رائعة وأنا بأيدك بشدة .


أمي : هوي تؤيده شنو كمان أنت . أنا ما صدقت بدل كل سنة شايلة همه نام كيف وأكل شنو وحا يجي متين ما صدقت قرب يتخرج تاني تجو تسووها لي قراية وسفر .


قلت لو تعرف أمي وهو أي سفر الذي ينتظرها ..


أختي الله يعطيها العافية ساندتني بشدة وقالت فكرة جميلة أحسن شئ طالما ما أهلك ما محتاجين ليك وقادرين يصرفوا عليك أنك تواصل دراستك وأنشاء الله تتعلى ما تدلى يا أخوي يا حبيبي .


قلت : الله خليك يا أم مازن ويخلي لك أولادك وأبوهم .. أنشاء الله يمكن بعد ما أعمل الدكتوراه يمكن أجيكم هناك في السعودية ..


وقلت ساعتها لن تعد فارقة لأن إلسا وصغاري منها سيكونوا معي .


أمي لم يعجبها هذا الحوار من أساسه لمت أغراض الشاي وغادرت لم تستطع أن تخفي غضبها ..


لكن أحسن شئ فتح الموضوع من الآن ربما بعد أربعة خمسة أشهر تكون قد تهيأت لمفارقتي من جديد .. ربما فرح القبول والنجاح سيخفف عليها الصدمة قليلا .


أتمنى ذلك .


يتبع




Post: #108
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 11-22-2015, 06:24 PM
Parent: #107

إلسا قارورة عطر


54


أنفضت أمي من الجلسة غاضبة بعد أن جمعت أواني الشاي .. وبقيت مع والدي وأختي الكبريات نناقش في مشروع المستقبل .. حمدت الله أن الشقية سوسن مشغولة باللعب مع الأطفال .. و ربما تدخلت والتقطت الفكرة بذكائها عن التغيير المفاجئ في خطة مستقبلي .. هي كانت تعلم أني كنت مخطط بعد أن أتخرج أعمل مع الوالد وأطور العمل ليصبح شركة ويمكن يتطور لاستيراد وتصدير بأسس علمية وعملية .. تعامل مع البنوك وفتح أعتمادات وغيره .. وطرق رجال الأعمال الحديثة المعروفة .. لو كانت حاضرة للحوار لأعادتنا للمربع الأول والسؤال عن سبب تغيير خطتي المستقبلية .. وربما خمنت أن رغبتي في الدراسات العليا أن تكون في الدول الأروبية . هي الوحيدة التي عاشت معي قصة السا وساهمت في تأجيجها سلبا وإيجابا ..صحيح أنه نسيت أو تناست عمدا قصة إلسا لكن بها ذكاء كافي ليستنتج .


- أها يا ولدي وناوي تعمل الدراسات العليا في جامعتك ذاتها ولا جامعة تانية .


أها بدأت أسئلة الورطة من الآن .. لكني الحمد لله فجأة أصبحت حاضر البديهة بدون تردد كنت أرد وبثقة . وقلت :


حقيقة يا أبوي أنا بقدم سوى في جامعتنا أو جامعة ثانية .حتى الجامعات خارج السودان ممكن أقدم لها ( بداية للتمهيد )


أم مازن قالت : ما شاء الله يا أخوي أريت لو قبلوك في جامعة أروبية ..أولا شهاداتهم مقيمة أكثر في الخليج وممكن تشتغل في شركات كبيرة وبراتب ما شاء الله يغنيك لجنى الجنى ..


قلت : برضو بحاول .. ماله .. فكرة ما بطالة .


أبوي قال . تحاول ؟ وضحك بعدها ..


قلت في نفسي أبوي عاد لحركات زمان .. الظاهر عليه عارف حاجة ما قالها تكون أببا كلمته ؟


أختي أم مازن قالت في شنو في حاجة انا ما عارفاها ؟ ليه ضحكت يا أبوي ؟


قال مكملا : لا بس قال بحاول .. مفروض هو يبدأ اولا يقدم للجامعات الأروبية لو ما لقى طريقة بعدها يحاول في الجامعات الداخلية ..لأن الجامعات الأروبية هي أساس العلم الحديث .


قلت بدون ما أشعر : ينصر دينك يا أبوي .. فعلا هناك راح نأخذ العلم من مصادره . حقيقة رده ريحني رغم أن ظني مشى بعيدا ولم يعد ..


قالت أم مازن . هي أنشغلت ونسيت أديك الحاجات الجبتها ليك من السعودية .. مضت الى الداخل ..


أبوي أستأذن ودخل الى غرفته .. ظليت أنا في الحوش .. تذكرت الشريط والعطر دخلت الى الغرفة ,احضرت جهاز الكاسيت الصغير ( هيد فون ) وشبكت السماعات في أذني ..وأعدت سماع الشريط من جديد .. ولم أنسى أن أبخ من عطرها على كفي . وأستلقيت على السرير أستمع وأشم في العطر ..


عاد شيطان الشقية سوسن .. بدأت تتلفت وتشم وقالت : في ريحة سمحة جاية من وين ..؟ دا أنت يا مصطفى متريح بالريحة دي .


من وين ظهرت لينا العفريتة دي ؟


قلت لها أيوا في حاجة ؟


قالت : بس الريحة دي بتذكرني واحدة صاحبتي ولا من ما متذكره ؟


بعد ثوان أكملت- ايوا أتذكرت اتذكرت .تتذكر إلسا البنت الحبشية الكانت شغالة معانا في أجازتك الفاتت؟ كان عندها ريحة زي دي قالت أخوها مرسلها لها من أروبا ..أت جبتها من وين يا مصطفى .؟


قلت في نفسي البنت دي الله يكافينا شرها .


لا زالت تصر تنتظر الرد وأنا عقلي أشتغل مثل الحاسب الآلي لأجد لها ردا مقنعا.


قلت لها : دي واحدة زميلتنا أهلها مغتربين هدتها لي .


قالت : ايو كدا يا عم الظاهر عليك بقيت بتاع علاقات ومستويات راقية .


قلت لها :أسكتي ساي هو نحن بنلعب ؟


قالت : طيب قعد تسمع في شنو أدينا نسمع معاك .


قلت في نفسي الشافعة المسلطة دي الظاهر ما راح ترسيها على بر .


قلت : قعد أسمع في زيدان ابراهيم يعني حا أسمع شنو تاني ؟


قالت : طيب ما تشغله في المسجل الكبير خلينا نسمع معاك زيدان في حد بيأباه ..


عملت نفسي تذكرت شئ أو أني أنشغلت قمت مسرعا في دولابي كان هناك شريط لزيدان أحضرته وقفل( الهيدفون )وسلمت لها الشريط الآخر طبعا .


أنقذني منها أن طرق الباب وفتحته وجدته صديقي عصام .


قلت له الحمد لله جيت في الوقت المناسب .


قال ليه في شنو يا شيخ .؟


يا أخوي في أفلام كثيرة حصلت تعال نشيل كراسي ونجلس في الشارع قدام البيت .


وقلت لولد اختي . يا مازن قول لجدتك تعمل لينا شاي معاي عصام .


يتبع .


Post: #109
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 11-23-2015, 10:32 AM
Parent: #108

إلسا قارورة عطر
55
جلسنا وصديقي عصام أمام باب البيت .. جلسة معتادة .. يشاركنا فيها أحيانا بعض الأصدقاء من الحي .
أول ملاحظات عصام كانت العطر .. بدأ يتشمم فيه .. أيه الحاجات دي؟ .. حاجات السعودية ظهرت (إشارة الى عودة أخواتي المغتربات )
قلت لا وأنت الصادق دي الحاجات السويدية ؟
- الحاجات السويدية دي شنو كمان ظهرت ليكم أخت هناك ولا شنو ؟
- لا يا حبيب أنها السا وهذا العطر هدية من إلسا .
- لا يا شيخ .. سافرت ؟
- نعم سافرت وسبقتني حوريتي الى هناك .
- لا دي حكاية لازم تحكيها لي .
وبديت أحكي له في الحكاية من مرضها وسبب سفرها . .والبوم زيدان والعطر الذي عم المكان .
قال : والله موضوعك أصبح جادي يلا أجتهد بعد كدا .
وكذلك حكيت له فتح موضوع الدراسات العليا مع أهلي وتشجيع أخواتي ..
قال : يعني طريقك أصبح سالك تقريبا وموضوعك أصبح مسألة وقت .
قلت : لكن لا زلت منزعج من موقف أمي .
قال : ياخ سيبها بوقتها .. ما في أم في الدنيا ترفض تفوق أبنها ونجاحه حتى لو كان في القمر .
قلت له : غايتو ريحتني شوية .
قال : رأيك شنو تمشي تتعشى معاي .. عندنا مطعم في حلتنا عنده كوارع تجنن .
قلت : ياخ صعب من أول يوم . وقبيل طلعت لأهل السا . زعلوا وقالوا نحن مشتاقين ليك وأنت تطلع من أول يوم تسيبنا .. تعرف الا تحججت بمشروع البحث بأني مشغول .. رأيك شنو أحسن انت تتعشى معانا ..أو أديك فكرة أحسن نروح بالعربية نجيب العشا والكوارع هنا .
قال : فكرة حلوة يلا جيب المفتاح .
لحسن الحظ أن والدي وأهلي لم يخرجوا بالسيارة .أحضرت المفتاح وخرجنا أنا وعصام بعد ما أخبرت أهلي بأننا سنحضر العشاء من مطعم .
في السيارة كما هو متوقع أعدت تشغيل الكاسيت .. عصام سمع المقدمة . .وقال والله يا مصطفى فعلا البنت غرقانة شديد . تعرف دي لو اتخليت عنها راح تكون صدمتها كبيرة . ويمكن تجن . .بمجرد سفرك مرضت .
قلت : تفتكر في قوة في الدنيا ممكن تدفعني للتخلي عنها .
قال : لا تسبق الأحداث أنشاء الله لا يحدث شئ يفرقكما .
أحضرنا العشاء وبالكوارع الشهيرة التي أمتدحها عصام .. وكانت شهية كما وصفها .. بعد العشاء تونسنا قليلا في حوش الصالون .. أنبهر عصام في شكل جنتنا الجديد بعد أن كبر الشجر وعطرت الورود الجو ورطبت النافورة الهواء وجعلته منعشا .
وأنا أقدمه في الخروج جر شهيقا طويلا .. وقال لك حق يا مصطفى تغرق في حبها .. شخص يعمل بصمة زي كدا في حياتك صعب جدا تنساه .
شكرته وأنا وأقدمه بالسيارة نحو بيتهم وعدت . للنوم .
ثاني يوم في الصباح ذهبت الى الدكان كما هو متوقع ..
أول ملاحظة لم أجد غريمي السابق علي ..
بديهي سألت عنه الوالد ..
قال : علي خلانا ( تركنا ) وأشتغل في كافتريا وسمعت أنه سافر للعاصمة وتاني ما شفناه .
قلت : موضوع خطبته ما نجح ؟.
قال : والله هو ما جاب سيرة وأنا ما سألته .. لكن الأيام الأخيرة كان مقهور وعصبي وكثير ما عمل مشاكل مع باقي العمال حتى ملوه وكرهوه .. لكن في النهاية جاء من نفسه وقال ما عايز شغل عندنا .
أما أنا بالنسبة لي الصورة أصبحت واضحة . وهي تدل عل أنه تقدم لخطبتها و لاقى الصد ..أذا هي حتى بعد مغادرتي كانت وفية .
عدت هذه الأيام بطيئة .أول مرة أحس بأن الأجازة ثقيلة .. كنت أريد ان تمر الأيام مسرعة سوى كانت دراسة أو أجازة .. لكن في الدراسة يكون وقتك مليان فلا تحس ببطأ الزمن ..
رغم الكرة والسينما والسهرات والعمل في الدكان .. الا أني كنت أحس بفراغ في داخلي .. فراغ لم تملأه كل هذه الأشياء ..
تحس كأن بداخلي دائرة كهربائبة مقطوعة في مكان ما ..
على كل حال بحمد الله خلصت الأجازة واستعديت للسفر ..
لم أنسى أن أغشى أببا وأسرتها لأودعها وأبين أنني لا زالت على وعدي ..وأسأل عن أخبار السا .. وقالت أن الهدية وصلتها ..أعجبتها ... لبستها وتصورت بها وأرسلت لك الصورة .
يا لها من صورة ..
يا للفرح ويا لختام الأجازة ..
يتبع

Post: #110
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 11-23-2015, 04:14 PM
Parent: #109

إلسا قارورة عطر
56
عدت الى الجامعة من جديد لأختم حياتي بها في آخر فصل دراسي .
نتيجة الفصل الأول جعلتني أضحك بسخرية .. تفوق في جميع المواد
يا لسخرية القدر ... شطارة الكبر كما يسميها أهلنا .. ولكن خلونا نسميها معجزات الحب .. دفنت رأسي في الكتب لأهرب من قلبي .. هروب الى الأمام كما يقول الفلاسفة .هي نتيجة لن تغير كثيرا في معدلي التراكمي عبر السنين .. سنوات الأهمال والجري واللعب .لكني ظليت في منطقة الوسط .. خير الأمور أوسطها .. تعزية لنفسي ..
وأكيد هذا الفصل سيكون كرفيقه السابق ..هروب الى الأمام نحو المكتبة .. لأن الوقت أقترب من موعد اللقاء.. على حبي أن يكون أو لا يكون ..
عدت هذه المرة وأحمل في حقيبتي عناصر منها تغذي ثلاث من حواسي الخمس .. قارورة عطر وشريط كاسيت وصورة يعني شم وشوف وسمع.. باقي حاستين فقط حتى تكتمل اللوحة الرائعة .. لكن أين لي بهما .. ونحن أصبح تفصل بيننا قارات وبحار .. وخطوط مدارية ومناخات ..
وفعلا بحجة أني خريج . .أعتذرت عن التمارين وفريق الكلية .. والزملاء حاولوا يجروني بحجة أصلا أني متخرج متخرج .. ولن أستطع أن غير وضعي التراكمي حتى لو أحرزت الدرجة الكاملة في كل المواد .. هي حقيقة لكنها لم تثنيني عن هذا الهروب للأمام الذي أصبح منهجي وعادتي .من بعد العصر ..أخذ مذكراتي أما نحو المكتبة أو قاعات المحاضرات للاستذكار .
أخرج للعشاء ثم أعود للقاعات . وفي المساء أشبك سماعات الهيدفون في أذني أسمعها قليلا بصحبة زيدان .. وأبخ من عطرها في يدي ..أستنشقه بعمق كمدمن الهيرويين .. وألقي نظرة أخيرة على الصورة ..
مرات بعد ما أكون لوحدي دون وجود عصام أجدني أحادثها في الصورة وأتخيلها ترد علي .. ونضحك مع بعضنا .. على الأقل ضحكها في خيالي فقط ..
مرة كنت أحادثها وقلت لها تخيليني زعلت منك وقلت لك رجعي لي هديتي الآن ..
تخيلتها تقول كيف أرجعها ليك خليني أروح أغير وأجيبها في كيسها ..
وأقول لها لا لازم الآن .
قالت لي : أمشي أنت واحد صعلوك ..
وضحكنا بشدة .
رفعت رأسي ووجدت عصام واقف في رأسي و ينظر لي بأندهاش .
عصام يا زول أنت جنيت ولا شنو قعد تتكلم مع منو ؟
شعرت بخجل كأنه ضطبطني متلبسا وأدخلت الصورة تحت المخدة .. حاولت أغير الموضوع ..قلت يا زول أنت اتأخرت وين ..؟
قال : دخلنا السينما فلم هندي قاطع فاتك .أنت قاطعت السينما رسمي .
وقلت له وأنت قاطعت المذاكره رسمي .
قال :ياخ انا خريج يعني لو نمت في الغرفة طوال الفصل الدراسي حا أتخرج و لو أنسجنت في المكتبة برضو حا اتخرج لكن ما حا أطلع الأول طيب ليه التعب خلينا نتمتع بآخر حياتنا الطلابية .
شعرت أنه يعنيني بالكلام .. قلت له من قال لك أنا عندي رغبة أطلع الأول .؟
أستدرك وقال العفو ما قاصدك والله .. أنا عارف غرضك بالمناسبة .أنت ما عايز تخالط الناس وتسرح وتتعرض للأسئلة لأنك تفكر فيها طيلة النهار والليل .. لكن قربت ما تقلق .. وحاول عش حياتك العادية ما تضغط على نفسك أكثر من اللازم .
قلت له أحاول والله . بس البنت دي كل ما أحاول أنساها أحس بها تكبر وتتحجر في حواسي .. ما عايزة تطلع .
قال : ياخ أنت كمان زايد نفسك عذاب وما معطيها فرصة تنسى أو تريحك شوية .
قلت له كيف يعني ؟.
قال لي : ما كان في داعي تحتفظ بشريطها وقارورة عطرها وصورتها .. كيف راح تنساها وأنت كل يوم جالس معها .
قلت : لكن أنا أصلا ما عندي رغبة أنساها .
قال : لا تنساها لكن أرحم نفسك أرحم حواسك أرحم قلبك .
سرحت وفكرت في كلام عصام وحسيت فعلا أن كلامه منطقي .
ونفذت فورا ..
خبيت قارورة العطر والصورة والشريط في آخر الدولاب تحت الملابس وقررت الا أعود لهما ألا على الأقل مرة في الأسبوع .لا قلت أسبوع كثير خليها مرتين في الاسبوع .
يتبع

Post: #111
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 11-23-2015, 07:22 PM
Parent: #110

إلسا قارورة عطر
57
على ذات المنوال استمر الفصل الدراسي .
دفن الرأس في الكتب
مناجاة الصورة
إدمان العطر
وزيدان إبراهيم
إلى أن حانت الإمتحانات
وجدتها أسهل ما يكون لدرجة بت أشعر بأن الأسئلة سازجة في بعض الأحيان.
ارفع رأسي واندهش من مظهر الزملاء متوترين وبعضهم يتلفت بحثا عمن يغثه .
كنت مثلهم في السابق
الآن أي صفحة في أي مقرر تكاد تكون رأت وجهي أكثر من سبعة مرات .
حسيت بأني اضعت زمني في السنوات السابقة . أين كنتي يا إلسا من زمن .
عدت الامتحانات .وقضينا أسبوعا ننتظر النتيجة
قضيناه في لعب الورق والكرة والسينما .
لم جد مبررا للاعتذار والهروب اذ لا توجد مذاكرة.
بعد أسبوع طلعت النتيجة رحت لمكتب مدير القسم لاستلام شهادتي.
الدكتور مدير القسم ادهشني بدهشته مني .
وجدته ماسكا شهادتي ويبتسم بهبل.
قال .. والله يا مصطفى انت حيرتنا.
قلت خير يا دكتور ..لعله مافي سقوط.
قال سقوط .. باستنكار وهو يضحك .
انت احرزت أعلى درجات في الدفعة في كل المواد وفي الفصلين الاخيرين .
لو تلاحظ لشهادة التفاصيل تبعك كأنه الشخص الامتحن الفصلين الأخيرين هو شخص آخر غيرك انت .
قلت كيف الكلام دا يا دكتور .
لا أنا بقول كدا عشان أقرب لك الصورة مش شاكي في قدراتك ابدا .انت شخص نبيه زكي بس كنت نشيط أكثر من اللازم ( يقصد فوضوي طبعا)
أصبح الدكتور يعلق وانا ارد بيني وبين نفسي .
وقال انت كنت نشيط ثقافيا واجتماعيا ورياضيا ..اكيد أي مكرفون يقول بغم في أي ساحة من ساحات الجامعة يجدني اول الحضور لا يهم تكون ندوة أو حفلة أو شعر .. وأي مباراة تقام أما لاعب فيها أو مشاهد .. وأي رحلة أو قافلة لو لم أكن من منظميها على الأقل من ضيوفها .. عشت حياتي الجامعية بالطول والعرض ولم أندم على أي لحظة فيها سوى ضعف النتائج الذي ذقت عكسه الآن وحيرت الأساتذة وهم لا يعلمون السر ولن يفهمون حتى لو شرحته .. السر هناك .. في زول هناك قولة سلام تبقالو روح ... اسمه إلسا )
انت معاي يا مصطفى؟
ايوا معاك يا دكتور .
نحن في مجلس الكلية اجتمعنا أكثر من ساعة نناقش وندرس في حالتك.
حالتي ؟هو انا أصبحت حالة؟.
طبعا حالة غير عادية انت شخص .
قضيت أربعة سنوات من طلاب
الوسط .. تجي في السنة الأخيرة تتفوق على جميع طلاب الدفعة وبفارق كبير معناها انت شخص غير عادي بمعنى ممكن تتفوق عندما تكون عندك رغبة.
قلت في نفسي هاتو لي السا وانا اطلع لكم اول الدنيا كلها .
قلت طيب يا دكتور وصلتوا لشنو؟ ..قلتها بضحك حتى لا يحس بأني مليت من حديث لا طايل منه .أي شطارة الكبر هذه تشبه الصلاة يوم القيامة .
قال اتفقنا في مجلس الكلية في حل وسط .
قلت حل؟ ..أي باستنكار .
لآ المقصود نحن في مجلس الأساتذة اصلا معجبين بك كطالب حي نشيط وأثبت انه متفوق ..اتفقنا الحل في انه نعطيك فرصة في برنامج الماجستير بنصف التكلفة .إذا ثبت تفوقك ممكن نضمك لطاقم التدريس وتكمل الدكتوراه ...اكيد ما ممكن نضمك مجانا وعندك زملاء متفوقين عليك في التراكمي .. وقالها وهو يضحك .
توقع الدكتور أن ردة فعلي راح اقفذ من الفرح ..لكن وجدني عاديا ..جدا وفعلا انا لو كنت في ظروف مختلفة لا توجد بشرى ممكن تفرح طالب خريج أكثر من هذه ..ليس التقدير المادي فقط ..إنما كونه يقيمك اساتذتك ويضعوا فيك هذه الثقة الغالية .
لكن انا عقلي وقلبي تجاه واحد وتمت برمجته ..شكرت الأستاذ على الفرصة والعرض و وعدته بالتفكير والعودة وخرجت .. في اتجاه واحد .
في اليوم التالي كنا في مدينتنا .. فرحت أهل بيتي بالتخرج وفي المساء كنت في بيت اببا سلمتها الشهادة وبعد السؤال عنها ..
بشرتني بأن السا كذلك خلصت الثانوي ودخلت الجامعة كلية الزراعة عشقها الاول وهوايتها .
وقلت لها هانت وحتما سنلتقي.
يتبع

Post: #112
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 11-23-2015, 09:30 PM
Parent: #111

إلسا قارورة عطر
58
عدت إلى دوامة الحياة في مدينتنا من جديد.
التغيير هذه المرة عدت كخريج ليس طالبا في إجازة.
بمعنى العمل أصبح واجبا ليس قضاء وقت.
أصبحت أخرج صباحا مع الوالد خطوة بخطوة.
ليس كالسابق انام واصحى على وكزات أمي خائفة علي من حرارة الشمس .
الحق بالعمل.
أصبحت أسوق السيارة في مهام عملية وليس من أجل الفسحة كما كان في السابق.
سألني الوالد عن مشروع الدراسات العليا.
اخبرته بأني قدمت ومنتظر النتائج لم أتطرق إطلاقا على عرض جامعتي حتى لا يصرون عليه ويجعلونه واقعا يقطع علي حلمي ومشروعي .
زجاجة العطر لم يبقى منها سوى الربع فقللت من استخدامها ..أصبحت بخة واحدة على ظهر كفي قبل النوم تكفي.
لا ز لت اترقب البشرى من الخالة اببا بالقبول حتى اتجهز للسفر الأكبر والحق بحلمي.
بعد شهر تقريبا كنا مضيوفين .. حضرت خالتي نفيسة أخت امي الأكبر.
لكنها انسانة لطيفة ومرحة تحب الفرح والحياة والنكت والسخرية عكس أمي التي تتميز بجديتها ورسميتها ..منذ أن كنا صغارا اعتدنا أن نتبادل الإجازات تارة يقضونها معنا وأخرى نذهب نحن اليهم .وفي الحالتين تكمن المتعة.قد يتوقف هذا البرنامج عام أو عامين لظروف لكنه يعود بنفس القه .
وخالتي عكس أمي حتى في نوع الإنجاب فهي لها بنت واحدة وثلاثة أولاد ذكور .
اثنين من ولديها متزوجين باختي الكبرتين.
أصبح الأمر أشبه بالتكامل الذي أقيم في السابق بين مصر والسودان .
وفقا لهذا التكامل أصبح شي شبه مفروغ منه أن بنتها الوحيدة ستكون من نصيبي
الأغرب والاطرف أن بنتها المدللة والدلوعة أمل تعتبر هذا امر مفروغ .
منه . فهي تتعامل معي بشي أصبح بوضع اليد ..أي الطريقة التي يستولى بها الأثرياء والمتنفذين على أراضي الدول المغلوب على أمرها . فهي تغير علي وتخاصم وتتصالح مع الأخريات وفقا لتعاملهم معي .. دون حتى أن تكلف نفسها عناء إعلان الحب لي ..يعني انا حقها حقها غصبا عني وعن من خلفوني ..هذا الوضع كان يغيظني ويضحكني في ذات الوقت.
مصطفى قاشر كدا وماشي وين؟
ماشي السينما في مشكلة.
القشرة دي كلها للسينما طيب ما تسوقنا معاك .
نموذج من أحد الحوارات المغتضبة منها. أصبحت اموله هذه وسلوكها هذا واستسلام الاهل وبالذات أمي لهذا الوضع واحد من الدوافع الكبري التي تجرني جرا للهروب إلى السا .. حمدت الله أنه إجازة أمل وأهلها لم تصادف وجود إلسا .والا كان ارتها اسود يوم في حياتها. إذا كان صديقات سوسن تخلين عن زيارتها بمجرد ما عرفن أنها اتتنا للاجازة.
قلت في نفسي أمي لو حاولت أن تفرض علي هذه الخطبة لوجدت مبررا بادعاء الغضب والخروج من البيت والسفر .. لكن امي لا تفعلها ابدا .
هي أمولة لم تكن قبيحة بل من ناحية الشكل جميلة جدا ربما أجمل من السا بمراحل .. لكن هذا الجمال مشوه بالدلال والأنانية والغيرة ..والاقبح من هذا كله أنها لا تريد حتى أن تختبر مشاعري .. يا بنت الناس قدمي لي هدية غني لي حسيسني بانك تقتربين لي .. انا لست قطعة أرض في ملك ابوك ..تسوريها ثم تبنيها لاحقا عندما تكون ظروفك مواءمة .
كنت أقضي معظم الوقت مع خالتي نكت وسخرية وضحكنا .. ليتها ورثت بنتها قليلا من روحها يمكن تصبح مهضومة ..انا من السا تعلمت أن الجمال ليس شكلا فقط .
يوم ما بالنهار وانا مشغول في العمل بالدكان جاء أحد العاملين وقال يا مصطفى في مراة واقفة بعيد منتظراك .
رحت ناحيتها
يا للمفاجاة وجدتها اببا
قالت مصطفى مبروك
وأرتني خطاب القبول
دون وعي حضنتها في السوق لم ابالي بنظرات الفضوليين وجريت ناحية ابي بشرته بالقبول للدراسات العليا من جامعة أروبية .
فرح الوالد وحتى لم يسألني كيف ومن أي بلد .
ارسل احد العمال أحضر الحلوى وزع منها جزء علينا .وأخذت الباقي للبيت
أول ما وصلنا البيت بشر أمي وخالتي.
خالتي وجدت جوها وفرصتها فاطلقت الزغاريد .
التم الجيران يستسفروا ويباركوا .
وبعضهم يسأل بفضول .. مصطفى دا مش قلتوا أتخرج وجينا قبل شهر باركنا له.
خالتي ترد لأن أمي تبكمت تماما لا أدري هل صدمها الاحباط ام الفرحة .
وقالت خالتي مصطفى ولدنا حا يبقى دكتور كبير .في الدول الاروبية.... كان اروبا هذه منتظرة عبقري زمانه مصطفى ليبقى فيها دكتور .
جاءت سوسن تتخبر ... قبلوك وين يا مصطفى ؟
قلت الشيطانية هذه لو قلت لها اسم الدولة راح تكشف اللعبة كلها فذكرت لها اسم الجامعة فقط . وبعد ذلك تهربت منها .
جاءتني أمولة الدلوعة وقالت مبروك يا مصطفى احسن حاجة حا نتمتع في اروبا؟
قلت حا نتمتع؟
أهو دا الأنا ما كنت عامل حسابه
يتبع

Post: #113
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 11-24-2015, 10:05 AM
Parent: #112

.

Post: #114
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: خالد النور
Date: 11-24-2015, 10:18 AM
Parent: #113

بالجد سرد فى قمة الروعة وأمتعتنا يا عزيزي كباشى لدرجة أننى عشت القصة بكامل تفاصيلها وصار عندى شغف كل يوم أول ما أفتح المنتدى أبحث عن السا

Post: #115
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 11-24-2015, 04:27 PM
Parent: #114

Quote: بالجد سرد فى قمة الروعة وأمتعتنا يا عزيزي كباشى لدرجة أننى عشت القصة بكامل تفاصيلها وصار عندى شغف كل يوم أول ما أفتح المنتدى أبحث عن السا


تسلم يا خالد

وعشمنا يكون باقيها أحلى

وكن قريب

بل أقرب

Post: #116
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 11-24-2015, 04:28 PM
Parent: #115

إلسا قارورة عطر
59
كان يوم من أيام الفرح التي ندرت في حياتي منذ التخرج .. أكتظ البيت بالجيران والمهنئين .. وتكثفت الزغاريد ..أحساس مختلف عندما تستمع لصوت زغاريد النساء وتكون أنت سبب فيها .. لله در أول أمرأة زغردت في حياتها .. أورثتنا هذا التراث الجميل .. الذي يجعل الفرح يسري في القلوب كما تسري النار في الهشيم .
أكتظ حوش النساء بالمهنئات كما أكتظ حوش الرجال بالمهنئين .. بعضهم دخل مبشرا بعبارة (أبشر يا عريس )..
ظنهم أنه لا شئ يستحق ( التبشير) بعد التخرج الا العرس .. وبعضهم يصاب بخيبة أمل بعد التقاط المعلومة ( يا زول تاني داير تدخلك في دوامة قراية .. ما صدقنا أتخرجت .. تعقبها ضحكة ) كلام عفوي أعني أنه غير مقصود ..لأن في مجتمعنا كل أهل الحي يشيلون همك حتى لو لم تكن مصاريفك عبئا على كاهلهم . لكنه هم بلا لوم ..أو لوم بلاعتاب .أو عتاب بلا عقاب .. حقيقة لا أعلم كيف أوصفه لكنه شعور جميل عندما تحس أنك أبن كل الناس .. كل الأمهات أمك . وكل الآباء أبوك وكل الشباب أخوانك وكذلك الشابات .وصدق اسماعيل حسن حين قال ( ديل أهلي البقيف في الدايرة وسط الدايرة وأقول للدنيا ديل أهلي ) ..
أكتظ الحوش وتفرغ . مهنئون يعقبون مهنئين ..وأبوي يتمسك بهم لتناول الغداء .. بعضهم يعتذر وبعض آخر يبقى .. والجيران الأقربون يهرعون الى دورهم ويعودون بصواني الغداء . مناسبة صنعت من لا شئ .. ورقة صغيرة باللغة الانجليزية مكتوب فيها .. لا مانع لدينا من الالتحاق بكليتنا لنيل درجة الماجستير في العلوم الأدارية . أكيد لن أنسى أن سببها إلسا. أحدثت كل هذا الفرح العفوي التلقائي الجميل .لازال كل فرح جميل في قلبي سببه إلسا. والزغاريد لازالت تترى وتتوالى جاذبة مزيد من المهنئين .. وأنا جالس أبتسم وأصافح المهنئين وأكرر في عبارات الرد بصورة أسطوانية ( الله يبارك فيك يا عم علي عقبال أولادك أنشاء الله ).. وأختبر نفسي كل ما أنطلقت زغرودة .. هذه زغرودة خالتي نفسية . وهذه الخالة جارتنا خديجة .. وهذه زغرودة خالتي مريم ..جارتنا بالجنب ..
يعني يا أبو الشباب قلت لي ناوي ترجع الجامعة تاني ؟
يا زول جامعة شنو أنت ما سمعت الزول قالو لك قبلوه في جامعة أروبية .. هناك في بلد الصقيع والتلج .
شباب الحي فرشوا السجادات وجلسنا حلقات على موائد الغداء التي أحضرها الجيران .. دون تكلف .. لقمة طاعمة ممزوجة بنفس الحب الفطري .. والحياة التكافلية .. التي جعلت طوفانات الكوارث تعدي على بلادنا وتمر دون أن تخلف أثرا من المآسي .المصيبة عندما يتقاسمها الناس تصغر والفرح عندما يتقاسمه الناس يكبر .. معادلة عرف سرها أهلي ووظفوها بإرادة عجيبة .
لا نعرف الشماتة على مصائب بعضنا .. ولا نعرف الحسد على تفوق البعض .
بعد الغداء جلسنا قليلا نحكي ثم أحضر الشاي وبدأ الجمع ينصرفون .
أها يا مصطفى السفر متين ؟
والله لسع طبعا في أجراءات طويلة .
صحي يا زول لازم يطلع الجواز ويمشي السفارة يطلع التأشيرة . يا زول شغلانتك طويلة عايزة صبر بس أنت ما ترخي .
يرخي كيفن كمان دي حاجة هينة ؟.. زول قالو لك مقبول في جامعة أروبية . هو الخواجات ديل لامن يعترفوا بشهاداتنا دي أنت قايل دي حاجة ساهلة ؟.
الله يعدل الخطوة يا مصطفى يا ولدي بس أقرب إجازة ليك ما داير لي حاجة غير فنلة برد .. باقي نحن كبرنا وفنايل البلد دي بقن ما بيقدرن يدفننا .
- أنشاء الله يا عم خضر .
يلا أها ربنا يكتب السلامة ..
الله يسلمك يا عم خضر .
أها يا درش ربنا يوفقك ..
الله يبارك فيك يا طارق.
يلا يا موستا أدينا خاطرك ياخ أها ما تسافر قبل ما نشوفك .
أكيد لازم تمرين تمرينين معاكم قبل السفر يا طاهر .
العجب كمان يا موستا لو ظهرت في فريق الجامعة وسجلت ليك في فريق أروبي . يا زول ها تاني قراية شنو علي باليمين الدولارات ديل تشيلن بالشوال تجارة أبوك دي ذاتها ماك سائل فيها .
ضحكت بشدة وقلت والله فكرة يا بشير ليه لا ؟.
وهكذا بدأ بيتنا يفرغ من جديد . حتى قريب المغرب خلى من الزوار وبقينا أسرتنا وضيوفنا أي خالتي وبنتها ..
تجمعنا في حوش الصالون لشرب شاي المغرب . وأبوي كعادته دخل في نوبة الهزار مع خالتي وبنتها الدلوعة .
أحسن ما في الموضوع أن أبي لم يقحمني في هزاره مع خالتي وبنتها بأي صورة . مثل ما كان يفعل مع إلسا .. فكان ينتقدني أنا فتزعل هي . رغم أنه سؤال طرأ في بالي هل لو فعل نفس الشئ أمال ستزعل ؟.. حمدت الله أنه لم يفعلها وهي تجربة لا تستحق المغامرة ..وأختبار لا أريد أن اعرف نتائجه ..
وأجمل ما في الموضوع شعرت أن أبي لم يضعها من ضمن الخيارات فيما لو فشلت تجربة السفر أو حتى نجحت .. هذا الشعور أراحني قليلا .. لكن ما لم يريحني هو منظر أمي .. وجهها متغير لا يبدو عليها أي أثر فرح .رغم الزغاريد التي أشعلت الحي .
وكما نقول في عاميتنا ( الله يكضب الشينة )
طرق اباب . فتحته ووجدت الصديقين خالد وعصام .. من بعض أبناء الحي سمعوا بالخبر وجاؤوا مهنئين .. وكالعادة أستخرجنا كراسي خارج البيت وجلسنا لأحكي لهم عن الذي جرى و الخطوات المنتظرة وهم أكثرا الماما بالموضوع من الجميع.
يتبع

Post: #117
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: Salah Habib
Date: 11-24-2015, 04:51 PM
Parent: #112

Quote: هي أمولة لم تكن قبيحة بل من ناحية الشكل جميلة جدا ربما أجمل من السا بمراحل .. لكن هذا الجمال مشوه بالدلال والأنانية والغيرة ..والاقبح من هذا كله أنها لا تريد حتى أن تختبر مشاعري .. يا بنت الناس قدمي لي هدية غني لي حسيسني بانك تقتربين لي .. انا لست قطعة أرض في ملك ابوك ..تسوريها ثم تبنيها لاحقا عندما تكون ظروفك مواءمة .
كنت أقضي معظم الوقت مع خالتي نكت وسخرية وضحكنا .. ليتها ورثت بنتها قليلا من روحها يمكن تصبح مهضومة ..انا من السا تعلمت أن الجمال ليس شكلا فقط .



درديرى
قمة الايداع ياخى .حاجزين مقعدنا من اول يوم
الفقرة دى عن (امولة) بصراحة درس بليغ جدا.. ياريت البنات ينتبهوا للحتة دى
ولو انه الظرف وخفة الدم. هى طبيعة وموهبة
تحياتى

Post: #118
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 11-24-2015, 10:28 PM
Parent: #117

تشكر يا صلاح حبيب وهذا من ذوقك الراقي

Post: #119
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 11-24-2015, 10:29 PM
Parent: #118

إلسا قارورة عطر
60
جلست مع صديقي أمام البيت كما اعتدنا.
خالد قال والله فرحنا ليك جد يا مصطفى اها الأمور كيف مشت.؟
قلت والله الحمد لله لو شفت بيتنا قبل ساعتين تفتكر عندنا عرس لمة الناس والزغاريد والفرح.
عصام .. والله دا كلام مبشر اها الحاجة كيف فرحانة برضو .؟
والله ياخ الحاجة طبعا ما تقدر تعرف اذا كانت هي فرحانة ولا زعلانة وضعها ما مريح صراحة . لكن عشمان في خالتي نفيسة طبعا معانا وتقدر تقنعها وتفرحها .
خالد ... نفيسة دي أم القدح ..؟ واعقبها الاثنان بضحكة .
كما هو معروف هو يعني العادة السائدة في عرفنا الاجتماعي في معظم قبائل السودان أن الأولوية في زواج الرجل هن قريباته من الدرجة دعونا نسميها الثانية باعتبار أن الدرجة الأولى تشمل الوالدين والاشقاء فقط . ويسمونها القدح ..أي الماعون فتظل الأنثى ماعون كاشف حتى يغطى بالزواج بالتالي خالتي هي أم قدحي الذي علي أن اغطيه بالزواج .
لكن انا أعتقد أن بنتها أمولة تعتبرني انا هو قدحها الذي عليها أن تغطيه بدليل أنها تركت الخطاب الذين يتخابطون على باب بيتهم وتجري خلفي انا.وليتها تجري .
كل هذا الحوار دار في ذهني ونحن الثلاثة نضحك على تعبير خالد وهو يصف خالتي بأم القدح .
عصام انت بالاصح عامل كيف مع القدح اكيد محاصرك .؟
قلت لعصام انا اديك فكرة ما نخطبها ليك يا عصام ما عندك رغبة تناسبنا؟
عصام .. ياسلام ؟ عايزني انا اغطي لك قدحك وانت تمزمز بالأجنبي ؟
خالد أنفجر بالضحك وقال هو عصام محاصر بالقداحة من جميع الجهات الله يخارجه .
بينما نحن في انسنا وضحكنا سمعت خلف الباب نداء اختي سوسن .
يا مصطفى يا مصطفى
أقتربت من الباب .. في شنو يا بنت ؟.
قالت ..أمي دي تعبانة نفسها قايم شديد خالتي قالت لك تعال نوديها الدكتور .
استاذنت من اصحابي .. طلبت منهم البقاء في كراسيهم حتى أرجع لكنهم اعتذر وا .وذهبوا .
شعرت بالقلق والتوتر.
دخلت البيت .. وجدتها مستلقية على السرير ..خالتي معها و بعض الجارات يحركون الهواء بقطع قماش وطرح .
وهي شكلها غير مطمئن عيونها جاحظة وتكاد لا ترمش .
خفت بالجد رغم محاولة النسوة ومن ضمنهم خالتي طمانتي .. وبسرعة أخذت المفتاح من الوالد .. ركبناها في السيارة وذهبنا انا و والدي وخالتي معها .
إلى أن وصلنا المستشفى كانت قد دخلت في غيبوبة تامة .
الطبيب بعد الفحص قال إن ضغطها مرتفع جدا ربما تعرضت لصدمة وكظمتها .
كل الدنيا صغرت امامي ..
ولا يوجد شي يمكن يصدمها غير فكرة سفري للخارج .
هو الشي الذي كنت اخافه .
كنت فرحان فاكر وكما قالت الخالة اببا يمكن فرحة قبولك تطغى على الحزن من سفرك.
نظرية كانت منطقية على كل الناس من حولي عداها هي وكما توقعت تماما .
الطبيب قال سنحاول نخفض الضغط بحقنها بالمغذيات ( الدربات) قبل أن يؤثر في المخ ويسبب لها أذى.
قلت لو سبب لها أذى سالوم نفسي طول عمري.
يتبع

Post: #120
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 11-25-2015, 06:55 PM
Parent: #119


إلسا قارورة عطر
61
في المستشفى لازلنا ملتفين حول سريرها وقلقين على حالة أمي. الطبيب طماننا وقال إن الحالة لم تصل مرحلة الخطر وستظل نائمة حتى الصباح . وانشاء الله ستعود لوعيها بعد أن ينزل الضغط.
انا وخالتي الحينا على أبي ان يرجع البيت وانا ساظل مع خالتي للطوارئ وخاصة أن البنتين وحدهما في البيت .
ظليت جالسا على كرسي أمام الغرفة وخالتي قربها في الداخل.
يدور شريط الذكريات في رأسي . هي تقريبا سبعة أو ثمانية أشهر مضت وكادت تشكل منعطفا كبيرا في حياتي .. أو هي لحظات حاسمة باقية .. تمنيت الايكون مرض أمي بسبب سفري .. والا ستعود حياتي إلى المربع الأول المرسوم لها قبل ظهور إلسا. .واقعها البسيط .تاجر بشهادة جامعية .. كنت سعيد به قبل أن تتضخم طموحاتي وتكبر أحلامي.
يغلبني النعاس أحيانا .لكن سرعان ما افيق فذعا كلما حسيت بأن أمي لازالت في مرحلة الخطر .
يا له من ليل طويل.
أشرقت الشمس أخيرا دخلت الغرفة ووجدت أمي لازالت نائمة وخالتي غافية على الكنبة قربها.
صحيت بصوت حركتي وقالت لي ما تخاف عليها يا ولدي الدكتور قال الصباح راح تصحى وتكون طبيعية.
بعد قليل حضر الوالد والبنتين يحملون شاي الصباح .
سوسن وأمل جرين نحو الغرفة ..سوسن ألقت برأسها على صدر أمي النائمة وهي تبكي وتولول.
خالتي حاولت جرها وتهدءتها وكذلك ابي.
فتحت أمي عينيها وبدأت تتلفت باندهاش كأنها تستغرب المكان .
انتبهنا لها وحمدنا الله على سلامتها .
مسحت بنظره على الحضور حتى وقعت عينيها علي واشرت بيدها تناديني.
توجهت نحوها .. مسكت كفي ووضعته على صدرها ..وبصوت ضعيف قالت يا حبيبي اوعدني انك ما حا تسافر..إذا مخاوفي كانت في محلها .. ألقيت بنظرة رجاء على خالتي عساها تنقذ الموقف وفعلا انبرت لها .. دا كلام شنو دا يا فاطمة اختي مصطفى خلاص بقى راجل أتخرج من الجامعة لسع تخافي عليه خليه يمشي يشوف مستقبله.
كذلك تدخل ابي وقال نفيسة كلامها صاح ما تحرمي الولد من مستقبله .
أما هي فلم تلتفت إلى أحد لازالت تمسك كفي وتوجه نظرها إلى عيني مباشرة .
وأنا نظرت إلى أبي وخالتي مترجيا لهما مرة ثانية.
خالتي قالت انت خايفه عليه من شنو؟ .. نحن ممكن نعرس له ويمشي مع مرته عديل ..عروسه جاهزة ولا محتاجة تعب كثير.
يبدو أن خالتي حرفت القضية إذ بدت أمل تتبسم وسوسن تنظر للاثنتين باندهاش على الجرأة واستغلال الموقف وأبي انسحب من المسرح وانا اختلطت أوراقي كلها .. لأن موافقة أمي ستصبح مشروطة بشرط خالتي الذي سيهدم القضية من أساسها .. أسافر إلى اروبا ولكن زوجا لأمل وبصحبتها يا للمصيبة .
نظرت ال أمي وجدتها كأنها لم تسمع كل هذا الحوار الدائر لا زالت عينيها في عيني انا وتنتظر ردا واحدا وهو الوعد بعدم السفر.
أخيرا استسلمت وامنت لها براسي موافقا بأني لن أسافر.
جرتني من كتفي وحضنتني. وسألت دموعها ساخنة على خدي.
أبي هز رأسه مستاءا وهو يخرج من الغرفة وكذلك خالتي صفقت كفيها .
وأمل أصيبت بخيبة امل
لكن لازال هناك أمل
لازالت أرضها مسورة
وحتما ستبنيها
أما أنا فخلطت أوراقي جميعها
علي بإعادة ترتيبها من جديد
يتبع

Post: #121
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 11-26-2015, 04:05 PM
Parent: #120

إلسا قارورة عطر
62
خالتي لم يعجبها عناد أمي واستسلامي لطلبها . حاولت تلح عليها حتى تغير رأيها أو تجد منها مبررا لرفضها سفري ..
لكني أشرت لها أن تكف .. وخاصة أن أمي لازالت حالتها صعبة .. لا تتحمل أي ضغط .. خرجت من الغرفة ولحقت بوالدي في الخارج .. بدأ عليه الأستياء .. يبدو أنه رسم مستقبل حالم جديد غير به برنامجه الذي كان ينتظرني به .
وقال لي ليطمئنني أو بالاصح ليريح أعصابه .
يا ولدي ما تزعل من أمك أنشاء الله برنامجك يمشي زي ما رسمت له . وتمشي وتجينا بشهادات كبيرة .
قلت : والله يا أبوي أنا لو شعرت أنه أمي متمسكة بقرارها ما راغب أعرف حتى تبريرها ..لآنها لو تضررت بسببي أو بسبب أصراري لن أرحم نفسي باقي عمري .
قال : معك حق أنشاء الله الأمور ما تصل للمرحلة دي أنشاء الله بعد تبلغ الصحة ممكن نناقشها ونقنعها .
أستمر الحال في المستشفى يومين حتى طمأننا الطبيب بأن صحتها الآن جيدة وممكن تخرج للبيت .
وفي البيت ويمكن لمدة ثلاثة أيام أخرى ظل الموضوع محظورا لم يتجرأ احد لفتحه ..
حتى تجمعنا في لمة ما في مائدة الغداء ..
وبطريقة التفاف يمكن تكون زكية قررت خالتي تفتح الموضوع
قالت تخاطبني: أها يا دكتور السفر متين ؟
رمقتها أمي بنظرة نارية ونظرت لي تنتظر رد فعلي ..
رديت لخالتي أكيد مراعيا أنتظار أمي : سفر شنو يا خالة ما خلاص الموضوع دا نسيناه ورجعنا لشغلنا عادي .
قالت : كيف الكلام دا يا ولدي هي الفرص زي دي بتجي لكل الناس ولا هي حاجة ساهلة ؟.
بدأت أمي تتململ وكادت أن تترك الأكل .
عضيت شفتي السفلى لخالتي عساها تكف عن تحريك الموضوع .
لكن خالتي من النوع الذي يؤمن بأن آخر العلاج الكي .
ظلت تضغط وتمضغ في الموضوع مضيفة له لو خايفين عليه من الضياع نعرس ليه ويسافر مع عروسته . والعروسة يا ها دي قدامكم ما شاء الله ما عايزة اجتهاد كثير .. لو غسلت وشها بالموية كفاية ولا محتاجة مكياج .
البنت تتبسم وتتخجل والأم تمدح فيها ..
عم الصمت لولا قطعته سوسن الشقية .
يا خالتي هو الموضوع موضوع قراية الدخل العرس شنو هسع .. وهسع مصطفى دا أنتو شاورتوه ولا خيرتوه ؟
خالتي نظرت لها بغيظ وقالت خيار شنو كمان ما معروفين أنه مصطفى لآمل ديل من هم صغار .. أمل دي لسع في اللفة صغيرة مصطفى كان يقول لها يا عروستي .
سوسن : هسع دا كلام يتبني عليه عرس .. كلام طفل صغير عمره اربعة ولا خمسة سنوات ؟
خالتي :أنت يا سوسن عايزة تقولي شنو وليه تدخلي في كلام الناس الكبار والكلام الماقدرك ؟
أرادت سوسن أن ترد وكانت متحفذة لولا نهرة من أمي وقالت لها خلاص كفي يا سوسن .
وواصلت مخاطبة خالتي بصورة حاسمة : شوفي هنا يا نفيسة أنا مصطفى ولدي القدامي دا ما عايزاه يسافر .. ولا مستعجلة علي عرسو .. خليه يعيش حياته ولو عاوز يرجع يكمل في جامعته يرجع لكن سفر برة ما عايزة .
خالتي :أها سببك شنو ليه تحرمي الولد من رغبته ومستقبله ؟
قالت أمي : سببي أنا عارفاه وما ملزمه أقوله لحد .
خالتي : كدا بقيتي تحسمينا وتقطعيه معانا ناشف ( تحرجينا ) نحن بكرة بنرجع بلدنا وأنا تاني ما متدخله في أي شئ يخصك .
تدخلت أنا محاولا تلطيف الجو : لا يا خالتي .أنت عارفة أمي لسع ما بلغت الصحة وأصلا الموضوع ما كان مفروض نناقشه اليوم كان نصبر أسبوع .. وأنت ما تاخدي في خاطرك .
قالت : يا ولدي المشكلة مش أمك شوف أختك الأتفقعت من البيضة أمس تسكتني وتقاطعني أنا .
حقيقة أول مرة أشاهد خالتي تخرج عن طورها وتبرز كل هذا الشر والعدوانية .. حاولنا أنا ووالدي تهدئتها . وكل ما أجتهدنا زاد انفعالها وغضبها ..أمي تركت الجلسة وتحولت للداخل .. تبعتها سوسن .. أما أمل ظلت مع أمها يبدو عليها الاندهاش ,الظاهر هي كذلك أول مرة تشاهد أمها في هذا الطور,.. وأنا وأبي نهدئ فيها ..الا أن بدأت تستغفر وتتعوذ من الشيطان ..
لم يهدأ الحال الأ بعد طرق عنيف على الباب
يتبع


Post: #122
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 11-26-2015, 08:41 PM
Parent: #121

إلسا قارورة عطر
63
غضبة خالتي وهيجانها لم يوقفه إلا الطرق العنيف على الباب .
ذهبتا هي وبنتها نحو قسم النساء.
رحت انا لفتح الباب .
اتضح ان الطارق هو جارنا عم عبد الباقي ..رجل كبير في السن ثقيل السمع يظن أن كل الناس مثله لذلك يطرق الابواب بعنف ويتحدث بصوت عالي .
أهلا أهلا يا حاج عبد الباقي كيفك . رد ابي.

كيفك يا صالح يا أخوي سلامة الحاجة
..الله يسلمك يا حاج . وانت كيف صحتك
فهو عادة لم يسمع السؤال فيرد على أسئلة افتراضية يتخيلها .
انا كلمتني الحاجة خديجة قالت لي حاجة فاطمة دي كانت رقدت لها يومين في المستشفى. لعلها طابت هسع.
الحمد لله يا حاج .
اها فتكم بعافية.
الشاي يا حاج انتظر الشاي .
تراه سفرو قرب قعد يجهز اليومين ديل جالو عقد من السعودية.
هو منو ؟
عماد ولدي .
اها مع السلامة ..
وذهب عم عبد الباقي بعد أن جاوب على اسءلته الافتراضية .. وترك اسءلتنا تسبح في الفراغ بلا ردود .لكن أعظم أنجاز خلفته طلته الميمونة هذه انه نجح في إخماد ثورة خالتي وغضبها .
عدنا من جديد إلى همنا دخلنا انا وابي إلى ناحية قسم النساء للاطمئنان على صحة أمي وامتصاص غضب خالتي واثناءها عن قرار السفر غد.
وجدنا أمي راقدة هادئة وأختي سوسن تدلك لها في أقدامها .
أما خالتي وبنتها تشرع في تجميع ملابسهن وتحضير الشنط .
أبي .. انت مصرة يا نفيسة تسافر وا الكلام دا ما يصح منكم.
صالح يا أخوي خلينا نمشي احسن بدل نغلط فيكم أو تغلطوا فينا .
أبي. . الله لايجيب غلط الإجازة لسع في أولها كيف ترجعوا بعد أسبوع واحد .
..صالح خلينا نمشي وانا خلتص قررت تاني ما بتراجع خلي مصطفى يمشي يحجز لينا والصباح نتوجه لبلدنا .
أصرت وأثبتت أنها أعند من الجميع ..بما أن البصات تتحرك بعد الفجر بقليل تحركنا انا وابي لتوصيل خالتي وبنتها لموقف البصات.
كان من الممكن أن أوصلهما وحدي لكن ابي لم يهم عليه ان تسافر في هذا الظرف وهي غاضبة.
جلسنا انا وأمل لوحدها في ظهر البوكس وخالتي مع الوالد في قمرة القيادة.
أول مرة تتاح لنا فرصة نجلس مع بعض في شبه خلوة منذ أن وقفت محطة مشروع التكامل بين الاسرتين عندنا نحن الاثنين .
ظلت لغة الصمت سائدة بيننا .
بعد كل لحظة ترفع رأسها تريد أن تقول شيئا وانا اتهيا لسماعها لكنها تغير رأيها وتحني رأسها من جديد .. يبدو أن هناك حوار ساخن تديره داخلها .
صراحة شعرت بتعاطف نحوها .. حسيت بأنها هي الأخرى ضحية ..هي أيضا لم تترك لها الفرصة لتعيش حياتها الطبيعية مثل البنات في سنها .. وهي انسانة جميلة واكيد هنالك عشرات الشباب في حيها أو زملاء دراستها يحلمون بكلمة منها .. لكنها أصبحت سجينة القدح .. سجينة وهم ابن خالتها الذي ربيت على أنها عروسه دون أن تترك لقلبها فرصة ليختار .. و اعتبرته أمر مسلم به وحق من حقوقها. . ها هي الآن تواجه اول صدمة من القدح نفسه .. لذلك تعاطفت معها ..
عندما قاربت السيارة من موقف البصات خافت أن تفلت منها هذه الفرصة فتشجعت وألقت بسؤالها وقالت.
مصطفى صحي انت ما عايز تتزوجني ؟
حتى سؤالها ينم عن براءتها .. هي لم تربى على انه الزواج هو تتويج لعلاقة.او ان الزواج هو نقاط على حروف الرواح.
هي تريد ان تبدأ حياتها بالزواج ثم باقي المشاعر تأتي لاحقا .
قلت لها يا أمل.
انا بحبك مثل سوسن اختي ومثل كل أخواتي أغار عليكن واخاف عليكم واتمنى يوم ازفكن للشخص يستحقكن كاخ ..
مش أفضل لك تخسري زوج لا تحبيه وتكسبي اخ يخاف عليك من الهواء .
لم ترد لكن انهمرت دموعها كالمطر .سال الكحل على خديها رأسما لوحة جميلة حزينة .. حسيت بأن هذه الدموع غسلتني من دماغها إلى الأبد .
لكن فعلا بديت أشفق عليها كاخ يشفق على شقيقته .
وصلنا الموقف وركبتا البص و ودعناهما على أمل اللقاء .
وإلى اللقاء يا أمل
يتبع

Post: #123
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: محمد على طه الملك
Date: 11-27-2015, 01:27 AM
Parent: #122

يا مصطفي ياولدي أنا شايف تاني ما باقيليك غير الريحة ..
أمك دعوتا اتقبلت والسويد قفلت بالضبة والمفتاح ..
وصيتي ليك يا درش جرادا في الكف ..
أها أنا قت ليك..
:
يا درديري ياخي أعفى ليّ..
متابعك وما كنت عايز أقطع تسلسل روايتك والحكي الطاعم ..
لكين ايدي أكلتني والكلمتين الفوق وقفن ليّ في زوري ..
قت اللحقن الولد دا في الموقف قبال الدباسة تطير.

Post: #124
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 11-27-2015, 04:38 AM
Parent: #123

نحن كمان كنا مغتاظين منه يا ملك وانت لو شفت أمولة كان تقول شنو ؟ ههههههه

Post: #125
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 11-27-2015, 05:34 AM
Parent: #124

إلسا قارورة عطر
64
عدنا من موقف البصات بعد أن تحرك بص خالتي وبنتها .. رغم أن المشوار طويل من الموقف حتى البيت إلا أنا ووالدي كان بيننا صمت .. كل واحد يدور حواره داخل نفسه .
حقيقة لم أدري ما الذي يدور في رأس ابي .
لكن بصراحة كنت أشعر بقصة في حلقي شعرت بأن خالتي كانت صدمتها مزدوجة ..لأنها شعرت بالحرج وأمي تحذرها من التدخل في حياتي وكذلك شعرت بأنها رخست بنتها الغالية والوحيدة والتي كانت تعتقد بل توقن بأن فرحي بها سيكون أكبر من فرحي بالسفر نفسه .
بيني وبينكم معها حق .. وهي ستبذل جهدا كبيرا لتصحيح هذا الخطأ واسترداد كرامة بنتها وما بعيد أنها ستقول لها ( انا حا اعرس ليك سيدو وسيد أبوه الكريه الما بشبه الناس ) صراحة انا كريه وما بشبه الناس .. بحبي لإلسا أصبحت كالاعمى الذي مسكوه العكاز .. اتجاه واحد لا يقبل التنازل أو المساومة ... هي أو الطوفان .. أعني به العزوبية المزمنة .
اها وحا تعمل شنو يا ولدي ؟
سؤال مباغت من والدي قبيل وصولنا بقليل .
قلت في شنو ؟
قال في حياتك بصورة عامة .
قلت ما انا شغال معاك زي ما كنا متفقين .. وانشاء الله نوسع الشغل ناجر مستودعات كبيرة ونفتح فرع ثاني كبير نخلي شغلنا على واسع.
اكيد مافي كلام . انا قصدي في حياتك الخاصة ما ناوي تتزوج ؟..انا من المشوار دا عرفت انك ما عندك رغبة في بنت خالتك وخاصة بعد نزلت منك البكاء كان ظاهرا على وجهها .. انا ما عارف قلت لها شنو ولا ناوي أسألك بس بعرف انه خالتك كانت شارياك ويمكن تعزك أكثر من اولادها .
حقيقة كلام أبي زاد حسرتي وحاولت ان أجد ردا مناسبا يريحه .
فقلت . والله يا ابوي انا كمان بعزها جدا وما تعرف كيف بفرح بزيارتها ولامن كنا نزورهم . . بس كمان نظرتي لامل كنت بشوفها زي سوسن أخت شقيقة ما أكثر .
قال ابي تعرف أكبر صدمة ممكن تلاقيها البنت هي أنها تحب واحد وتكتشف انه شايفها كالأخت وخاصة في حالة الاقارب ..المسافة بعيدة جدا في قلب الرجل بين الأخت والحبيبة أو الزوجة .. ارحم لها تكتشف انك لاتحبها بدلا ما تكتشف انك شايفها زي اختك .. على الأقل في الأولى يكون في أمل .
أخخخ درس جديد من الوالد .. وأنا كنت فاكر نفسي عالجت الموقف . لها حق أمل سكبت الدموع سخينة .. وهي ترى نفسها نقلت من خانة الحبيبة إلى خانة الاخت .. لكن هل هي كانت تحبني فعلا لكن لم تعرف تعبر أو اعتقدت أنها لاتحتاج للتعبير طالما الموضوع بين يديها ومضمون بأمر الخالتين .
أيا كان الأمر فهي قد طارت بقلبها و وجسدها .. وما أظن ستعود حتى لو غيرت رأيي .. وما بعيد بعد شهور قليلة سنتلقى الدعوة لحضور زواجها . هذا التصميم قرأته في عيني خالتي .
وصلنا البيت لشرب القهوة قبل التوجه إلى العمل من جديد.
أمي وسوسن جالسات قرب بعض وأمي تسيل دموع صامتة على وجهها لم تعلق ولم نسالها لكن واضح أنها وخزات الضمير بعد أن شعرت أنها كانت قاسية مع أختها .
وكله بسببي يبدو اني سأكون سببا في نكد هذه العائلة السعيدة .
تمردت على الحياة التقليدية وبدأ النكد حتى قبل أن أعلن حربي عليها .
لكن حتى الآن الشعار السائد هو .
قلنا ما ممكن تسافر
يتبع

Post: #126
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 11-28-2015, 10:43 AM
Parent: #125

إلسا قارورة عطر
65
لازال حظر السفر قائما . قارب الموضوع من الشهر ..وأبي لم يستطع أن يفي بوعده ويقنعها ربما خاف على صحتها وصدمتها من جديد .وأمي لم يتغير موقفها من نفسها . وانا لم أجرؤ أن اسألها حتى لا أحسسها بذنب تجاهي .. كذا مرة أتتني رغبة بالذهاب الى أببا والإعتذار لها عن مشروع السفر . لكن يأتيني الأمل وأظل أترك الباب مفتوحا .
بعد شهر عندما طال الأمر وخفت للفرصة نفسها أن تضيع مني للأبد وتوكلت وسألتها وأنا أتناول قربها شاي الصباح .
قلت : يا أمي ما عندك رغبة تفكي أسري؟(حاولت أتظارف أو أغلف الطلب )
قالت :أسرك كيف كمان يا ولدي هو أنا ساجناك ؟.. قالتها بأنفعال وبداية غضب .
قلت : لا العفو أنا قصدي ما تخليني أسافر أشوف الدنيا وأجيكم بشهاداة كبيرة .
قالت : شوف هنا يا ولدي مصطفى ..أنت لو مصر وعندك رغبة شديدة تسافر وشايف مستقبلك ما بيتحقق الا بالسفر دا .. سافر .. وأنا عافية ليك .. لكن أنا ما راح أكون مرتاحة .. ولا بعرف شنو ممكن يحصل لي بسفرك ..
قطع شك هو رفض مبطن إذ كان هو خبر السفر فقط أنامها بالمستشفى ليومين فما بالكم بالسفر نفسه .
قلت : خلاص يا أمي أنشاء الله ما تحصل عوجة تؤثر في صحتك .
أكملت كلامها لتثبت أن العلة في سفر الخارج نفسه وليس في الدراسة .
أنت يا ولدي جامعات البلد دي ما فيها شهادات كبيرة . هسع خالد ولد محاسن ما عمل الماجستير في جامعة الخرطوم ومواصل في الدكتوراه ..أنت ليه بس عاوز تسافر بلاد الخواجات و تعذبنا معاك .
رغم أنها مبادرة مبشرة منها .أي هي ليس لديها مانع في أن أعود لقاعات الدراسة لكن داخليا فقط ..أنا أصلا لم تكن لدي الرغبة في هذه العودة .وأنما الطموح الجديد والطريق الذي سلكته معروف سببه .
قلت لها بصراحة انا مليت من الدراسة داخل السودان .. ما عندي أعصاب تاني أخوض أمتحانات ومذاكرة وسهر وسفر .
قالت : الخواجات ما عندهم أمتحانات ؟
قلت :أكيد عندهم .. لكن السفر والبلد الجديدة الراقية والتطور والتكنلوجيا تشجع الواحد أنه يخوض تجربة جديدة بكل شئ . ويتحمل السهر والامتحانات .
قالت : العايز الشهادات والنجاح بيتحمل التعب في أي مكان ما شرط يكون فيه سفر وفسحة .
واضح أنه جدال لا طائل منه . فهي لازالت تصر على رأيها .وأنا بصراحة ماتت عندي العزيمة والرغبة .. لكنها كانت محاولة أخيرة لألحق بالأمل الأخير أو أقفل الباب للأبد .
قلت لها : خلاص خير أنشاء الله ..وواصلت مكملا حتى لا يتعب ضميرها .أنا أصلا من زمان كنت متحمس للتخرج لأن عندي رغبة أشتغل وأوسع شغل أبوي ..أنشاء الله يمكن بعد سنة سنتين أرجع و أواصل الدراسة بعد ما أكون نظمت الشغل وعملت له فروع وموظفين واداريين .
بدأ على وجهها الأرتياح .. وقالت داعية : الله يوفقك يا ولدي ويخليك لينا .
وفعلا بعد آخر محاولة هذه غرقت في العمل و بعد مرور شهرين أو ثلاثة أشهر بت لا أشعر بمرور الوقت .. زودت سعات العمل ... وبدأت أفتح المحل مساءا .. وقسمت العمال لورديتين بعد أن زودت عددهم مجموعة تعمل بالمساء وأخرى بالصباح .. هجرت لعب الكرة ..
أصبح الأصدقاء وزملاء الدراسة يلتقون معي في المساء ونجلس في كراسي أمام المحل .. أصبح هذا نادينا أو منتدانا .. ويمكن بعد صلاة العشاءنغلق المحل .. نذهب الى النادي لنكمل ونستنا وسهرتنا في لعب الورق والشطرنج و تنس الطاولة .. وأعود للبيت قرابة العاشرة مساءا ..منهكا تعبا لا وقت ولا صحة للسهر والتفكير ..
صرت في البيت أتناول وجبة واحدة فقط مع العائلة هي الغداء .أما الافطار والعشاء خارج البيت وغالبها دعوات أو أشتراك مع الأصدقاء في مطاعم اللحوم والمشاوي .. في السابق أيامي الأخيرة في الدراسة دفنت رأسي في المكتبة سميتها الهروب للأمام .أما الآن دفنت رأسي في الأطباق دعونا نسميه الهروب للخلف . بدأ وزني يزداد بسرعة هائلة وصورة واضحة . تخليت عن لبس البناطلين وصرت البس الثوب ( الجلابية ) السودانية .. مع طاقية ..
تركت الرياضة ولعب الكرة لم يعد لدي وقت لها مما ساهم في زيادة الوزن .. وبعد ستة أشهر أصبحت بدينا بكرش تهتز بضحكات تنم عن شبع وفراغ .. وحواري مشبع بمصطلحات السوق من نوع سعر البصل والموسم وارتفاع الزيت والمعاصر .. والسمسم والعيش والصابون و الدقيق . بالتدريج أصبح الأصدقاء يتغيرون كما ونوعا .. زملاء الدراسة كل مرة يختفي أحدهم أما بالاغتراب أو بالوظيفة في مدينة أخرى .. ويحل محلهم أحد المعارف الجدد . التجار الذين صادقتهم في النادي وجمعنا ميدان العمل ..
صدقت الخالة أببا حينما قالت ( طيب ليه ضيعت زمنك في دراسة الجامعة ما كان ممكن من الثانوي تشتغل تاجر توفر زمنك وتكون راسمالك وتتزوج ) كأني الآن أحاول أن اتدارك الموقف وأعوض سنوات الدراسة التي أضاعت هذا الزمن .. صرت نهما للعمل بمثل نهمي للأكل .. ممكن أسافر للمدن القريبة بالسيارة لتوقيع صفقات ليلا أو حتى يوم الجمعة .. أبي كل مرة ينبهني ويقول يا ولدي ما تستعجل كل شئ ملحوق .وأنا أشعر به في قرارة نفسه سعيدا بهذا الحماس وهذا التوسع المطرد ورأسماله يكبر بهذه السرعة ..أستأجرت مستودعات أكبر .. وصرت أسافر لمناطق أنتاج المحاصيل .أخذت قروض من البنوك وصرت أخزن السلع بكميات كبيرة .. أدخل في مناقصات توريد مواد غذائية للجيش والشرطة وداخليات المدارس ..
دخلت أدارة أحد الناديين الكبيرين في المدينة .. وهذا بعد أن أكملت عاما واحدا فقط بعد التخرج .. لحقتني الألقاب من نوع القطب الكبير والوجيه ..ورجل الأعمال .. مع سفرات قصيرة للخارج في الدول المجاورة في أطار العمل لمصر وسوريا والأردن مصحوبة بأعلانات الصحف الشهيرة من نوع عاد الى الوطن الوجية أو القطب أو رجل الأعمال مصطفى . عودا حميدا .. ويكون بعد غياب لم يدم أكثر من أسبوع .. حتى قد يكون كثير من الناس لم يفتقدني فيه .. ورجل الأعمال مصطفى يعد النادي بلاعب فلتة في القريب العاجل .. وقد تكون هذه الصفقة أنتزعت مني أنتزاعا في ونسة عابرة بالنادي ..إتصريحات لحقت الصحف لتصبح دينا لازما علي .. هذه الالقاب .. لم تغرني أو تؤثر في شخصيتي لأني كنت أؤمن بأنها مسببة وسطحية ..مهما كثرت ونشرت فهي لن تدرك مكانة لقب دكتور مثلا أو بروفيسور .. تلك القاب تعكس تغييرا داخليا وخارجيا سعى له صاحبه أجتهد فيه واستحقه أما هذا الألقاب رغم أني لم أرفضها أو اعترض عليها لكنها في نظري تشبه أوراق لف الهدايا المزركشة والجميلة والتي مهما كانت درجة جمالها فهي لا تعكس قيمة ما بداخلها .
في مرة من المرات جاءت بي الصدفة بالقرب من بيت أببا . تذكرت ألسا ومشروعي وقفت السيارة وطرقت الباب .فتحت لي بنت شابة لم أعرفها .. وسألتها عن أببا قالت سافرت هي وأسرتها للسويد .. وسألتني أن كنت أرغب في شراء الكسرة .. وضح أنها أحد عاملاتها السابقات ورثن البيت والمهنة وواصلن العمل ..
ذهبت في حال سبيلي بعد أن تيقنت تماما أن هذا الباب قد قفل ربما للأبد .
في جلسة غداء مع الأسرة سألني الوالد ويبدو انه موضوع فتح نقاشه مع أمي وأختي سابقا ..وقال : يا ولدي أنت غرقت في الشغل تماما وماشاء الله الشغل في سنة واحدة اتضاعف الله يديك العافية ..أها ما ناوي تعرس وتفرحنا ..
أمي كانت تنظر مبتسمة ومتأهبة لردي ..
قلت : لا يا أبوي العرس راح يعطلني خليني عندي لسع مشروع في رأسي نقطة لم أصل لها بعد ..
لكنه كان ردا ينم عن الهروب الذي غرقت فيه .
يتبع

Post: #127
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 11-28-2015, 06:08 PM
Parent: #126

إلسا قارورة عطر
66
عدت سنة وإلسا لم يبقى لي منها سوى عطرها وصورتها وصوتها .. كنت في الاول استخدمها كمسكنات لكن يبدو أن دورها حصر في الذكريات فقط .
حتى جنتنا التي صنعناها أو زرعنها بفكرها وضراعي مع أصحابي هبت اليها رياح التغيير .
في مناسبة ما في بيتنا وهي دعوة غداء أقامها الوالد لأحد أصدقاءه الزائرين . كان من ضمن الضيوف أحد أصحاب المشاريع البستانية ..بعد الغداء والجمع يجلسون على أطلال حديقتي حيث الزهور صاحية قال صاحب المشاريع ... انت يا حاج صالح الشجر المهتمين بيه واخضر ومنور دا جنسه شنو ؟.. أبوي بكل فخر انبرى له يشرح له عن الزهور البرازيلية .. لكن صاحبنا كان له رأي آخر. ياخ هسع الشقاوة والتعب دا كله في شجر ما فيه فايده ما فيه حاجة ياكلوها ؟
يا زول ها اصلا وقت عندك رغبة في الزراعة خلينا نجيب لك شتلات زي الناس تتعب فيهن وتذوق طعمهن.
جملة وحيدة قالها ابوي .. شتلات زي شنو .. يا زول عندنا منقة فونسو هندية تشيل في السنة مرتين .. وليمون صيني يلد طول السنة وجوافة برازيلية يا زول دي حبتها قدر القريبفروت .
أبي رفع رأسه مبتسما كأنه يسألني رأيي أموات براسي موافقا لأنه لم يعد يعنيني شئ جنة طارت حوريتها ماذا أريد بشجرها في زمن أصبح فيه الليمون يلد والمنقة تبيض .الرجل اتضح أنه جادي جدا في اليوم التالي ارسل الترابلة يكبرون الزهور ويستبدلونها بالفواكه ولم ينسى أن بضيف للمجموعة نخلة عراقية بلحها في حجم الخيار . لكن لم يحدد اي الخيارات هل الخيار الصعب أم الخيار السهل. .وضيف آخر حاول ان يتقول على النافورة .. وقال يا صالح انتو الدش شنو المركبنه في بطن الحوش .. إلا هذه المرة كان الرد حاسما ومنها دا جهاز ترطيب الجو عشان الحاجة عندها ربو وما بتتحمل الهواء الجاف .كلام عقل جعل النافورة مستقرة في مكانها ..
ستة أشهر أخرى وكبرت الشتلات الجديدة .. اصلا عمنا صاحب المزارع اختار لنا شتلات كبيرة الحجم على وشك الولادة كما يقول .

بدأت الجوافة تثمر .. بل تستوي سمارها ..
لكن من الطرائف يوم ما متجمعين في الحوش لتناول الغداء سقط حجر من الشارع على الصينية انزعجنا جريت فتحت الباب لاستقصى خبره .. أكتشفت أن اطفال الحي كانوا يتصيدون الجوافة بالحجارة من الشارع ..بعد ما فتحت الباب جروا متفرقين في الأزقة.
عدت اتبسم يغلبني الضحك ... ابي سأل. .في شنو يا ولد؟ . قلت ديل أولاد الحلة يرموا الجوافة بالحجارة من الشارع .أبي انفجر ضاحكا وبدأ يصفق يديه حسرة وسخرية أمي قالت اتاريه كل صباح انضف حوش الصالون اجي الاقيه مليان حجار ؟ ابي بعد ما كمل ضحكه قالي بكرة تجيب عمال يكبروا الشجر دا كله لا عايزين فواكه ولا ورد ولا غيره .ويردموا الحفر دي ويبلطوها .
هكذا اختفت الجنة في غضون شهور .
ولم يبقى لي سوى الصورة و قارورة العطر .
بالمناسبة شريط زيدان شبك في مسجل السيارة من كثرة الاستهلاك واسفت لاني لم انسخ منه .بت اشعر
كأنه هنالك قوة خفية تسعى الى مسح آثار إلسا من حياتي بمنهجية تحير .
يتبع

Post: #128
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 11-29-2015, 12:04 PM
Parent: #127

إلسا قارورة عطر
67
في ذات العام قبلت اختي سوسن في الجامعة واختارت تدرس آداب فلسفة ( كأنها ناقصة ) .. سافرت معها لتوصيلها وترتيب وضعها السكني وغيرها من الأمور.
تذكرت ان قارورة عطر إلسا كادت تنفذ لم يبقى منها سوى قطرات .فكرت ابحث عنه في محلات العطور الراقية في السوق الافرنجي عسى ولعل أجد نوعه ..طالما انني في العاصمة .لم يخب ظني وجدته واشتريت منه ثلاثة قوارير .. بدلا ما كنت استخدمه بشح لمدة قاربت العامين أن الأوان للاسراف عسى يعبي الفراغ ويبرد الجوف.
أيضا في هذا العام تخرجت أمل وأتتنا دعوة مزدوجة تعلن خطبتها وزواجها في أسبوع واحد .
قيل أنها خطبت لابن جيرانهم يعمل مهندس بالسعودية . قالت سوسن أنها تعرف هذا الشاب جرى وراها جريا وحتى هي كانت من ضمن الوسطاء. وهي لم تعبر كان بالها على واحد شقي لايعبر .
انا قررت أن العب دور الأخ على أصوله اشتريت لها طقم ذهب كامل. . واكتشفت أن أمي وأبي اشتروا لها ثمانية أسوار. . لا أدري هو تعبير عن فرح حقيقي أم تأنيب ضمير . أمي أخذت الهدايا وسبقتنا ما قبل العرس بأسبوع.
وأنا تحركت قبل ثلاثة أيام بطلب من والدي لان أخوتها الكبار لم يستطيعوا الحضور وابوها شيخ كبير .. الصغير صغير أيضا على هذه المسؤولية.
وفعلا غشيت العاصمة وتعاقدت مع أحد الفنانين الكبار . كنت راغب ان أفعل أي شي يزيد فرحها ويريح ضميري .. ولم أنسى أن أدعو صديقي عصام إذ كان يعمل في أحد بنوك العاصمة .
سوسن أيضا دعت بعض صديقاتها الجدد من الجامعة .
والتقينا جميعا هناك في عرس أمل .
في حفل زواجها كانت جميلة جدا بهرت الجميع .
لدرجة ان عصام همس في أذني بلغة الكتشينة قائلا ( هسع دا كرت تفوتو كان نزلت وقافل للفتوح )
قلت له ( ما قلنا نباصيه ليك انت زغت)
قال لكن أنت ما قلت لي قنبلة قدر دا انا قلت الزايغ منها ولد خالتها دي تكون غوريلا وعندها قرون كمان.
أنفجرت بالضحك حتى التفت الحضور .
بدأت الحفل وكنا وجميع أفراد أسرتي حول العرسان رقصا وطربا وفرحان صادقا.
وأمي على غير عادتها كانت تزغرد في رأس كل خمسة أو عشرة دقائق .
لكن العروس كانت حازمة ووجهها بلا تعابير كأنها حزينة .
احطنا بها انا وعائلتي نرقص ونشاغل فيها حتى أنفجرت ضاحكة .. كشفت عن أسنان كالبرق وخدود كالشعاع زادت الفرح فرحا وتوالت الزغاريد أمي وخالتي في ثنائية كانهما فرقة متدربة اول مرة أعرف أن أمي تتقن هذا الضرب من الفن .
آخر الموبخين كان عصام جاء وهمس شامتا هذه المرة والله انت شقي شقاوة صدق القال مرمي الله عمره ما يرتفع ..
قلت له هو نصيب نسوي شنو
يتبع

Post: #129
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 11-29-2015, 04:23 PM
Parent: #128

إلسا قارورة عطر
68
جلسنا في بيت العرس حتى صباح اليوم التالي سافر العرسان وبعد الأفطار تحركنا لمدننا .. كانت لحظة الوداع مؤثرة بالنسبة لخالتي .. وقفتنا العفوية والصادقة في زواج بنتها الوحيدة وتعبيرنا عن الفرح بتلقائية وعفوية جعلها توقن تماما أن صلة الأخوة أعمق وأكبر وأقوى من النسب الذي صدمت فيه .. كما أن الوضع لم يختلف اذا تزوجت بنتها أنا أو تزوجها غيري فهي في النهاية بنتنا مثل ما هي بنتها .. وأنا بالذات كان وداعها لي مختلف حضنتني بقوة وأعتصرتني وسكبت دمعاتها على كتفي.. بصراحة كبرت جرعة الندم في نفسي وشعرت أنه مكانتي عندها أكثر من أبن وكانت تريد أن تتوجها بنسب .. لكن قلت في نفسي أن الأمور لا تسير هكذا يا خالتي .. بعض الأمور لا ينفع فيها الألزام أوالتخطيط المسبق دون أرادة أصحاب القرار وأعتقد أن أولها هو الزواج نفسه .. ما علينا هي فلسفة لا تجدي ولا تفيد .. ذهبت أمل العروس الجميلة الى صاحب النصيب .وأنا لم أتخلى عن عنادي وحلمي بعد حتى الآن رغم أستحالته حاليا .. قلت ربما سفرة من سفراتي أعرج ناحية أروبا وأبحث عنها هناك .. لكن كيف تبحث عن شخص في دولة كاملة بها عشرات المدن .. فقط لو أجد طرف خيط أو عنوان لكنت سافرت .. هل أرجع لبائعات الكسرة وأسألهن عن عنوان أببا .. ممكن وفكرة جيدة كيف تاهت عني طيلة هذه المدة .
كل هذه السرحة ونحن لازالنا نتبادل عبارات الوداع ..
أمر الوالد أنه أنا وعصام نأخذ سوسن وصديقتيها معنا في سيارتي ..حيث أني سأغشى العاصمة وأعيدهن للسكن . .وأبي وأمي سيسافرون مباشرة نحو مدينتنا بسيارته.
وتحركنا فعلا .. في الطريق بدأ التعارف مع صديقات سوسن .. أحدى الصديقتين سلمى هي سنير أمام سوسن بسنتين .وهي من تبنت سوسن وأصبحت لها كمرشدة أو أخت أكبر أعانتها على الغربة ووقع بينهن ود وصداقة جميلة ... ولأن مدينتها قريبة من العاصمة كثيرا ما كانت تخرج معها سوسن يوم الخميس لتكسر ملل سكنة الداخليات وتغير نوع الأكل .. والثانية شادية من نفس مدينتنا وهي دفعة سوسن . لكنها أنسانة هادئة وصامته ..
أنما سلمى كانت روحها خفيفة وطيلة الرحلة كانت تهازر وتتناكف معنا أنا وعصام ..
حقيقة لأني سايق لم تتح لي الفرصة لأتمعن في ملامحها .. حتى قررنا الوقوف في كافتريا بالطريق لتناول وجبة الغداء ..
جلسنا على المائدة ووقعت عيني على سلمى .. فجأة فقرت فمي وبديت أنظر لها بأندهاش .. وأهز رأسي وأغمض عيني كأني أشاهد سحر ..
حتى هي تحسست . وقالت بسم الله مالك تعاين لي كدا ؟
شعرت بالحرج وقلت لا عفوا أنا سارح لكن شكلك ما غريب علي تشبهي واحدة كانت دفعتنا في الجامعة لو كانت من نفس بلدكم كان قلت أختك ؟
قالت ياه للدرجة دي ؟ وأنت حافظ شكلها للدرجة دي ؟ الظاهر كانت عندها مكانة خاصة .. قالتها وهي تضحك .. هي مشاغبة لكن نوع الشغب الذي لا يزعج بل محببا .
بعد تناولنا الغداء تحرك عصام يريد أن يشعل سيجارة ورحت ناحيته وسألته قائلا لاحظت شئ يا عصام ؟.
قاطعني عصام وقال لي أنا مشيت مخصوص عشان اسألك .
قلت له عايز تقول شنو ؟.
قال : سلمى دي كأنها النسخة السودانية من إلسا ..
قلت له :أنا كنت فاكر نفسي موهوم وقلت في شيطان تسلط علي أسمه إلسا وقلت يمكن أخطر مرحلة فيه أنه أشاهد أي بنت تشبهها .. الحمد لله أنت كنت معاي وشهدت قبل ما أسألك .
وبعدها رجعنا ..
قالت سلمى : قطعتوا فينا قلتوا شنو أنت وصاحبك ؟
قلت لها العفو لكن عاوز أسألكم سؤال أنت كنتوا واقفين وين في الحفلة أنا ما شفتكم .
قالت هو أنت كنت فاضي لينا الحفلة كلها تبحلق في العروس أنا خفت العريس يركب فيك سكينة .. أنفجروا جميعا بالضحك حتى عصام لم يرحمني .
قلت :أبحلق كيف كمان دي ياخ زي أختي ؟
قالت :أختي يا كبير ؟ ونحن معاينة الأخوان ما بنعرفها كمان ؟ الظاهر عليه كرت وحرق منك .
عصام يضحك بشدة وقال الليلة يا مصطفى لقيت السم القدر عشاك .
قلت له كويس يا خاين الحالة أنت صاحبي وقلت يدافع عني .
استمرينا في هذا الحوار والمناكفة حتى بعد أن تحركت السيارة. زاد بهجة تلك اللحظة والمشوار . وفي السيارة كان توجد قارورة من عطر ألسا .. تناولها عصام وبدأ يبخ منها على ملابسه .
سلمى قالت يا سلام الريحة الحلوة دي أسمها شنو .؟
بدون تفكير قلت أسمها إلسا
سوسن تدخلت لأول مرة قلت أسمها شنو ؟.
قلت محاولا تدارك الموقف أسمها مكتوب في الفتيل والله ما متذكره .
تمنيت ألا تعود سوسن لشقاوتها وتقف في هذه الفلتة كثيرا ..
وواصلت القيادة صامتا وسارحا .
توجد أمور غريبة بدأت تترتب بصورة غريبة ..إسم سلمى هو تقريبا نفس حروف أسم السا فقط الأختلاف في الترتيب .. نفس الروح والشبه والشكل بحركة لا أرادية التفت لأتأكد ... جاءني هاجس أنها هي ؟
يا يزول ما تعاين قدامك عاوز تعمل بينا حادث تضيعنا كمان ؟.. نهره من عصام مع ضحكة .
سلمى معقبة : في حاجة وقعت منك يا كابتن ؟.
قلت لها : أيوا .
قالت شنو هي .؟.
قلت لها : أنت
رد مبهم جعل الجميع بصمت لا تدري هل هو صمتا لعدم الفهم أو صمتا لعمق الفهم .
حتى أنا أحترت فيه وواصلت في القيادة صامتاحتى وصلنا العاصمة .
يتبع

Post: #130
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 11-30-2015, 04:10 PM
Parent: #129

.

Post: #131
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: Salah Habib
Date: 12-01-2015, 06:58 PM
Parent: #130

up

Post: #132
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 12-02-2015, 10:03 AM
Parent: #131

إلسا قارورة عطر
69
بعد ما نزلنا سوسن وصديقاتها في الداخلية توجهت لتوصيل عصام في سكنه بميز البنك .. وكنت مقررا بعدها أذهب للفندق الذي أعتدت أن أنزل فيه قرب سوق الجملة حيث أشتري وأشحن بضاعتي .. الا أن عصام الح أن ابيت معه في الميز لنستعيد ذكريات الداخلية والجامعة .. وأنه سئم من الحياة المملة من داخلية لميز ومن طالب لموظف . كأن حياته لم تتغير .. وهو محتاج لفرص كهذه ليكسر الروتين ويقتل الملل .. حقيقة أنا أقتنعت بل تعاطفت معه .أنا حياتي لم تكن مملة .. معظمها سفر ولف داخل وخارج السودان . بالاضافة للنشاط الاداري والرياضي في مدينتنا . أي لم يكن يوجد بها فراغ سوى الفراغ العاطفي والذي يراودني من حين الى آخر .. حتى عطر ألسا فقد تأثيره أذ أصبح أمرا معتاد عليه .. بل قل أصبح عطري أنا .أي أصبحت مشهورا به أكثر منها .. كل ما أقتربت من النادي أو مكان أعتدت أرتياده .. تسمع الترحيب سبق ظهوري ..أهو مصطفى وصل .
بعد أن عدم شريط الكاسيت بفترة قصير لحقته الصورة أذ نسيتها يوما في جيب الجلابية وراحت ضحية في طشت الغسيل ..أختلطت ألوانها وملامحها .. جاءت أمي تحملها آسفة وقالت البنت الشغالة دخلت الجلابية في الغسيل بدون ما تفتشها ..
أمي بعد ما شاهدت الحسرة في وجهي تأثرت .. وقالت لي دي شنو الزعلتك كدا .. هي صورة مهمة .. قلت للا دي بطاقة عضوية النادي ( نادي القلوب ) ؟؟ قالت ما تقدر تطلع غيرها ؟ قلت مستحيل .
قالت معليش يا ولدي حاول يمكن تقدر ..هذه آخر ذكريات الصورة .
دخلت وعصام نحو الميز أول سؤال سألني .أها بكرة برنامجك شنو .؟
قلت : راح أغشى السوق عندي بضاعة أشحنها وبعداك أغشى أختي سوسن أشوف لو عندها طلبات ممكن أرجع الأسبوع الجايي أجيبها معاي .
قال مقاطعا ومتخابثا :: سوسن دي ما فارقناها قبل شوية؟ .. قول أنت عاوز تقابل شخص ثاني .. سلمى مثلا .
حقيقة فضح دواخلي كعادته .. هذه الحقيقة التي لم أستطع أن أناقشها حتى مع نفسي .. فعلا دافعي لم يكن سوسن .. عندي رغبة أشوف سلمى ثاني وثالث ورابع .. كأني أريد أن ابحث فيها عن قلبي الضايع .
قال عصام مواصلا خباثته : شكلك بعد ما كنت عازف عن الزواج راح تكون عازف على الجيتار .. وفقعها ضحكة كبيرة .
فهمت قصده الخبيث وقلت له وأنت ما عايز تكون عازف على الكمان ولا السيكسفون .
قال : لا نحن ناس أبني عشك يا قماري قشة قشة .
قلت : ما تشوف القماري في الأول بعدين تبني عشك براحتك .
قال : أعلق لي بنت ناس معاي لشنو . نحن الا نغترب ..لكن من البلد دي الله أعلم الواحد يقدر يعرس .. نعمل زي ما عمل خالد .
قلت والله صحي خلد هو قمة المأساة رجل موهوب في كرة القدم وكان ممكن يكون رقم من أرقامها في السودان .
قال : لكن أبوه ركب دماغه ومنعه يحترفها وقال الكورة حرام وقروشها حرام .
قلت : خسارة كثير من المواهب السودانية راحت بسبب التذمت .
تعشيت مع عصام وزملائه في الميز بفول مصلح ( مظبط كما نقول ) .. حقيقة أنا قاطعت الفول منذ أن أحترفت التجارة وإدارة الأعمال .. حسيت بأنه خصمي وخصم مني كثير أيام الداخلية و الحياة الطلابية .. لكن اليوم مع عصام وزملائه .. شعرت بأني كنت متهور وأفتريت على هذه النعمة الخالدة ظلمتها أو بالأصح ظلمت نفسي معها.. يمكن هذا ألذ صحن فول نذوقته منذ فترة طويلة .. يا سلام هذا أحلى فول ..
عصام لا يفوت شئ . وقال ظاهر من شكلك أنك كنت مقاطع الفول ..رديت فقط بنظرة طويلة . .هزيت رأسي وضحكت . كنت ناوي أرد برد من أيام حياتنا الطلابية .. لكن كتمته تقديرا للغرباء الذين أول مرة أتعرف عليهم .
وفي الصباح بعد أن قضيت أشغالي . توجهت ناحية داخلية سوسن طلبتها في الأستقبال وحضرت . ومعها أربعة من زميلاتها أتين ليتعرفن بي لم تكن سلمى من بينهن ..
حاولت أن أغلف سؤالي بالتظاهر بعدم الأهتمام وكأنها لا تعنيني رغما عن يقيني التام بأني لم أتي الا لأراها .
قلت ( مستهبلا ) أنت وين زميلتك الحضرت معانا العرس أمس أسمها سارة ولا منو ؟
سوسن : سارة ولا منو ؟ بلا لبط معاك ( قالتها وهي تضحك وتتلفت نحو زميلاتها كأنها تريد أن تقول لهن هو أصلا جايي عشانها ).. على كل حال عندها محاضرة الصباح مفروض الساعة عشرة تصل .. تكون في الطريق .
بعد ما كنت مستعجلا وجدت نفسي أتسكع وأطول في الموضوع والأسئلة .. عساها تأتي ..
ما هذا الشئ .. هل القلب له خاصية المناعة في جسم الانسان .. هل بدأ يجهز البديل .. هل هيأني له .. حقيقة غياب أو تأخير سلمى ..أو السا السودانية ) بدأ يشعل في نارا جديدة ..
آمنت بأن الآعجاب المتبادل بين الأطراف عادة يكون مبني على صفات يشترك فيها جميع الناس .. يمكن الشكل او اللون أو الظرافة وخفة الدم وغيرها .. لكن حتما هناك أسباب خاصة تخص أي فرد لا يفصح عنها حتى للطرف الآخر ..
يعني مثلا هل أنا معجب بسلمى لأنها تشبه إلسا .. هي نفسها لو أكتشفت هذا السبب ستكرهني الى الأبد .
أنا في ثرثرتي مع سوسن وصديقاتها سمعت تحيتها .بدون ما أشعر قلت :
وين أتأخرتي ..
سوسن : هسع ما قلت أسمها سارة ولا منو ؟
أنفجر الصديقات بالضحك . بعد ما فضحت دواخلي ( وفكيت آخري كما يقول أهل الكتشينة )
يتبع


Post: #133
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 12-02-2015, 05:51 PM
Parent: #132

إلسا قارورة عطر
70
بعد عودة سلمى وشغبها الذي أذهب عقلي ( نوعا ما عشان ما تزعلوا) قررت أودعهم وأتحرك نحو بلدتنا .
قالت : ماشي وين ؟
قلت مسافر بلدنا .
قالت : براك ( لوحدك )؟
قلت :أصلا براي ومال أشحن ركاب ؟
قالت : ما بتخاف ؟ نجي معاك نوصلك ونرجع بكرة بالبص ؟
قاطعتها سوسن قالت ليها : بلا أستهبال معاك هو لافي السودان كله بعربيته دي .
أنا ادري هي تريد أن ترسل رسالة بمعنى أنها أصبحت يهمها أمري ,,, على كل حال ودعتهن وتحركت سالكا الطريق السفري ..
بما أني لوحدي ظليت أفكر طيلة المشوار .. هل أنا نسيت إلسا .. هذه العبارة لوحدها أصبحت كالكابوس .. مزعجة ومؤلمة . لذلك قررت بعد أن أصل أول مشوار بعد العصر أروح عند بيت أببا أسأل بائعات الكسرة عن أي عنوان .أو تلفون أحاول أن أتصل .. شعرت أن داخلي شئ ما يرفض البديل مثل ما يرفض الجسد العضو المزروع .. ولكن تلك حالة لها علاج يستخدمه المريض طيلة عمره .. حتى يتعايش ذاك العضو مع باقي الجسد .. لكن كيف سيكون الحال في الموقف الحسي ..
كثيرا ما أجد نفسي أضرب مقود السيارة ( الدريكسون ) بيدي ..أصبحت مرهق نفسيا ..
وصلت البيت قرابة مواعيد الغداء .. سلمت على والدي .. وبعد العصر أستحميت وخرجت متوجها نحو حي أببا .
وصلت ذات البيت .. وجدت البيت طرأت عليه عدة تغييرات .. وتم تغيير الباب الخارجي بباب حديد مزخرف وملون .. لولا دكان مجاور عادة تجد رجال كبار السن يجلسون امامه لما عرفت البيت . ترددت قليلا قبل أن أطرق الباب .. وأخيرا طرقت الباب ..عدة طرقات .. لفتت أنظار كبار السن الذين بدأ عليهم الفضول ألتفتوا ينظرون الي .. بعد قليل فتح الباب .. طفل تقريبا في الثالثة عشر أو الثانية عشر من عمره .. من سحنته و لسانه عرفت أنه سوداني .. ورغم عن ذلك سألت ..
قلت : دا بيت ناس ببيعوا الكسرة الحبشية ؟
الطفل قال : لا رحلوا زمان ؟
رحلوا وين ؟
قبل ما يرد جاء سؤال من الداخل صوت أمرأة كبيرة يبدو أنها جدته أم أمه .
- دا منو يا ولد ياعاطف ؟
- دا واحد قال داير كسرة حبشية ؟
- أجي كسرة شنو كمان ناس الكسرة ديل ما رحلوا زمان .
غاظني الولد وقلت : ياخ أنا قلت ليك عايز كسرة ؟.
الولد : ومال أنت عايز شنو ؟
حقيقة سؤاله أصبح محرجا خاصة بعد أن كبار السن أستلموا الموضوع . وأصبح نقاشهم يرتفع ويصلني منه جزء .
وجملة طائشة ( كسرة شنو هسع عليكم الله دا شكل زول ولا عربية زول داير كسرة ..أنا من زمان كنت حاسي الحكاية دي ما كسرة . . ) كلام كثير وجمل مستفذة لم أملك غير أشغل سيارتي وأهرب من هذا المكان سريعا .. كنت ناوي اسأل صاحب الدكان أو أي من الحضور عن المكان الذي رحل له بائعات الكسرة .. لكن حوارهم الذي وصلني جزء منه لم يشجعني بل سؤالهم أصبح مغامرة في حد ذاتها لا أدري الى أين يمكن أن يقود . حقيقة فترة سنتين طويلة جدا ,, ومن هذا المشوار تعلمت درسا جديدا أو حكمة جديدة وهو لا تسأل نفس السؤال عن مكان غادرته قبل سنتين . لا أدري أن كانت الصياغة هكذا صحيحة .كان ممكن أن أؤلف سؤال طالما تفاجأت بشكل الولد ولهجته .. ممكن أخترع أسما مثلا أقول .. دا بيت المرحوم سيد عبد الغفار ؟ .أكيد كان هؤلاء العجائز أستلموا الموضوع وجروني عندهم . وطلعت منهم بمعلومات بدلا عن هذا التشنج الذي تركتهم فيه ولا أعرف له مبررا أو سببا..
عدت وأعلنت لنفسي أن آخر أبواب الأمل أغلق تماما .
واصلت نشاطي وحياتي من جديد وغرقت أكثر في العمل .
كثيرا من العمل قادني للعاصمة وكثير من الزيارات تحققت لسكن الطالبات .. وكثيرا من القاءات تمت مع سلمى ..وبعدها دعوات ..رغم أني حسيت بأنها تعلقت بي .. وأنا كذلك لكن حسيت بأنه تعلق مشروط .. من نوع شرط أنه لا تظهر إلسا في حياتي مرة أخرى .
بعد أن أكملت السنة الرابعة ..وأمي وأبي يحاولون فتح موضوع الزواج من جديد وأنا أتهرب .ز بعد عدة ضغوط وفي أجازة من إجازات سوسن وفي أحد الجلسات ..
أستسلمت .
قلت خلاص أختروا لي العروس .
فرح أبي وأمي بهذه الفاتحة .
وقالوا لي أنت أشر بس قول عايز مين هوا نخطبها لك .
أخخ خسارة قلت هم الآن مهيأين أن يخلطوا لي ألسا فهي عندهم أرحم بكثير عن العزوف ..لكن أيت لي بها الآن .
قلت لهم أنتو أختاروا .
أبوي : قال أنا غايتو عاجباني صاحبة سوسن الحضرت معانا عرس أمل ديك .
أمي أكملت : أيوا والله بنت زي العسل والله خدمت الناس خدمة في عرس أمل دا تقول هي أخت العروس ما سوسن .
أبوي قال :أها رأيك فيها شنو.
قلت : خلاص التشوفوه .
سوسن قالت : النشوفو بلا استهبال معاك .. هو يا أمي كل ما يجي الداخلية يسأل منها . لو ما لقاها يتجنن .
صدقت سوسن لكن أنا المحتر في نفسي وشعوري وسلوكي ..
في نفس هذا العام تخرجت سلمى .. وكنت أنا عريس .. سافرنا الى القاهرة شهر العسل . وفي الاسكندرية ونحن نتجول في السوق .. عثرت على نسخة أصلية من عطر إلسا . وأشتريته بلهفة .
سلمى قالت : أموت وأعرف سر تعلقك بنوع الريحة دي صدقني بقيت أكرهها وأغير منها .
قلت لها : في حد يغير من ريحة .؟
قالت : مش قبل ما أعرف سرها .
عدنا من شهر العسل .. كأنت أيام حلوة تتخللها مرارة الذكريات وقل الشعور بالذنب مرات .. لكنها مرارة خفيفة مثل التي توجد في عسل السدر .. تزيدة لذة ولا تقلل قيمته .
سنة أخرى عدت وبشرنا ببكرنا صالح .. كالعادة البكر يحمل أسم جده .. ملأ صالح البيت فرحا أعتقد أبي وأمي لم يفرحوا هذا الفرح حتى في مولدي أنا .
سلمى أصبحت المسؤلة الأولى في البيت بيدها كل شئ أكتسبت مكانتها لنشاطها وحيويتها .. وخاصة بعد ما تعبت أمي وكثرت أمراضها ..كما أنا أصبحت حمل العمل كله علي .زأبي أصبح بالنسبة له أشبه بملآ الفاغ .. لا يذهب الى السوق لكن لا يتدخل في العمل الا في الاستشارات .
أمي طيلة التهار تحمل صالح الصغير تغني له وتدلل فيه حتى أصبح متعلقا بها أكثر من أمه .
بعض الزملاء والأصدقاء ألتحقوا بالمنظمات الأجنبية الشغالة في شئون اللاجئين .. فتحوا لي خط عمل معهم في توريد المواد الغذائية للمعسكرات ..
حققت مكاسبا كبيرة معهم وأصبحت معروفا لدى قادة هذه المنظمات .. وأرتبطت علاقتي بالخواجات الأداريين ..
عينت معنا في العمل شباب خريجين وأجرنا مكتبا لآدارة العمل .. بمعنى خرجنا بالتجارة من ثوبها التقليدي .ز من نوع دكان وحمالين وشاحنات .. أصبحت شحنات ومستودعات ومكاتب . . .مع أنه ظل الدكان كما هو .. يرتاده الوالد للقاء أصحابه وللاشراف على البيع التقليدي للعامة .
صالح أصبح عمره سنتين وأصبح شقيا يجري ويلعب وفي مطاردة دائمة مع جدته . وأمه في حملها الثاني تركته لجدته فهي لم تستطع أن تجمع بين شغل البيت وتعب الحمل ومتابعة الصغير الشقي .
لكن ظهرت له حساسية أعيت الأطباء عن علاجها .
نلتقي في النهاية

Post: #134
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 12-03-2015, 10:55 AM
Parent: #133

إلسا قارورة عطر
النهاية
صراخ صالح الصغير بالليل أصبح مزعجا وأمي أصرت أنه نسفره العاصمة للعلاج طالما علاج البلد هذه لم يجدي .. حاولنا نتعذر بأن أمه تعاني من الحمل ولا تستطيع السفر .قالت نتركها هنا مع سوسن وأنا وهي نسافر بالصغير للعاصمة .
أمن الوالد على ذلك وقال أفضل تسافروا قبل ما يتطور المرض ويستعصى علاجه .. وفعلا عزمنا على ذلك وخرجت الصباح لتجهيز السيارة وتقضية بعض الأعمال المتعلقة . ومن ضمن مشاويري رحت لإدارة منظمة اللاجئين لتسوية بعض المتعلقات .. بعدما عرف المدير سبب أستعجالي للسفر .. وقال لا تستعجل . حاول هنا عندنا عيادة في المعسكر فيها (أسطاف) طاقم ممتاز من الأطباء الأجانب ومجهزين بأحدث المعدات يمكن لا تلاقي مثلها حتى في العاصمة .
أراحتني جدا الفكرة وفورا عدت الى البيت بعد ما أخذت مذكرة منه ولم يكن معسكر اللاجئين غريبا علي أذ أرتبط كثيرا بعملي .. أخبرت الوالدين وأم الصغير وكلهم أقتنعوا بالفكرة . وقريب الظهر كنا متحركين خارج المدينة قرب الحدود الشرقية حيث يقبع معسكر اللاجئين .. وهنالك فعلا وجدنا مستشفى مبني بصورة جميلة .. وفيه كثير من العاملين الأروبيين وبعضهم بسحنات سودانية وأثيوبية .. لا تميزهم الا تسمع لغتهم .
مدير المستشفى أستقبلني بترحاب بعد ما تلقى توصية واتصال من مدير المنظمة . وجلست معه بمكتبه بينما الممرضات أخذن الصغير بصحبة أمي نحو العيادات .. تناقشت مع مدير المستشفى في أمور تتعلق بالعمل .. وطلب تأمين بعض الحوائج .. المهم بصورة ما تحول المشوار ليصب في أطار العمل . سرقنا الوقت .. أنتبهت و أستأذنت منه وذهبت نحو العيادات لأعرف ما جرى للصغير وأمي .. قرب العيادة قالت لي الممرضة أنه أمي بالداخل مع الأطباء . وأستأذنتها بالدخول .. . قبل ما أقترب من الباب توقفت . إذ سمعت صوت أنثى بدى مألوفا لدي . رغم أنها تتحدث مع آخرين بلغة مختلفة .. فتحت الباب وقفت مندهشا للحظة ..
يوجد ثلاثة أطباء إمرأة ورجلين يضعون الطفل على منضدة الفحص ويتحاورن بلغة غريبة تتخلها مفردات إنجليزية ..
المرأة من تكون ؟ ... هي إلسا نفسها ... رغم أن شكلها تغير قليلا حيث أصبحت بدينة نوعا ما وشعرها مقصوص ومجعد (آفروا) مع بعض الألوان .. وترتدي الرداء الأبيض ( البالطو ) ونظارة شفافة وكذلك معلقة سماعة الأطباء على عنقها ..
أما الرجلين فكان الذي يعطيني وجهه منهما . خواجة أشقر لم اهتم به أما الثاني فكان يعطيني ظهره لم أتبين ملامح وجهه بعد . لكن رأسه كث الشعر كعادة الأثيوبيين أو الموضة في ذاك الزمان أسمر اللون نحيل طويل .
دون أن أشعر بصوت شبه صارخ ناديت بإندهاش (إلسا؟)
رفعت رأسها عن الصغير بعد تركيز قليل قالت ( موستفا ؟)
ندءانا لفت نظر الطبيبين الآخيرين ..
تخيلوا من يكون الطبيب الثاني ؟
هو علي غريمي السابق بنفسه بلحمه وشحمه .. عفوا لازال بلا شحم . ..
بعد سلام حار لها و لعلي نفسه ولازالت الأسئلة تتفجر في دماغي .. عن كل شئ . كنت أعلم أن الدنيا ضيقة كما نقول في عاميتنا لكن لم أظنها بهذه الدرجة .
بعد السلام وبعد أن طمأنونا على الصغير ,. وقالت حالته منتشرة هنا ومعتادة .أعطوه حقنة نام بعدها .. وبعض المراهم ..
خلال تلك السنوات الست أو السبع التي فصلتنا حصلت تغييرات كثيرة جدا ..
حكتها لي بالتفاصيل .
علي بعد السلام ,عفوا دكتور علي , بعد السلام خرج مع الخواجة وتركونا أنا وأمي مع إلسا ..
أمي تنظر لنا بدهشة لم تعرف إلسا ولم تفهم ماذا يدور هنا .. وزاد أستغرابها وجهلها لأن الحوار تحول الى الغة الانجليزية أذ أن السا فقدت القليل من العربي الذي تعلمته في السودان .
لهفتي وشوقي وكذلك فضولي لم تعطيني فرصة لأحكي لآمي أو أذكرها بألسا .
قلت لها أنت مش كان رغبتك تدرسي زراعة ؟.
قالت نعم لكن عمتي بعد ما جاءت هناك أقنعتني أن أهلي في المعسكرات يحتاجون للطب أكثر من الزراعة وخاصة بعد ما أحرزت درجة ممتازة في سنة العلوم الأولى .
قلت وعلي ما حكايته .؟
قالت علي في أيامنا تلك تقدم لخطبتي في السودان وعمتي قالت له أن إلسا تريد ان تكمل تعليمها . وبعد ما تتخرج لا يمكن أن تتزوج الا شخص يناسب لها .. وهو أصلا كان يدرس في المساء مثلنا ويشتغل بالنهار . قال أنا كمان أرغب أكمل تعليمي . وفعلا أحرز شهادة كبيرة .. وهو أصلا كان يسبقني بسنة .. وسافر لهناك وجدته قدامي في الكلية ..
أنا لسنتين كنت منتظراك ومتوقعاك ترجع لكن عمتي أقنتعتني أنك يستحيل تسافر وتترك أهلك . وهي كانت تتوقع ذلك لذلك هي قررت أن تفرقنا هذا التفريق الناعم حتى لا يحس أي واحد منا بالذنب وكذلك لا يمكن توافق أن نتزوج في الظروف التي كنا فيها . هنا واضح أنك عشت حياتك طبيعي وجاريت أهلك وأعتقد هذا الطفل ولدك . بخلاف الأسم هو يشبهك شديد . أنا أعالج فيه وأقول وين شفت هذا الشبه .. وأعقبتها بضحكة .
قلت لها وعلي ماذا جرى بينكما ؟
كنت متشوقا لأعرف تفاصيل حكاية علي .
قالت علي تخرج قدامي وأشتغل في الأمتياز وكان لازال يلاحقني .. حقيقة أنا أعجبت بأجتهادة لا يمكن شخص يغير حياته كلها لأجل إرضائك وأنت تقابله بالصد والعناد .. تزوجنا أنا وعلي بعد ما تخرجت مباشرة .
قلت لها وأنا صادق في إحساسي يستاهلك والله ..
قالت على فكرة أنا وعلي عندنا ولد . تتوقع من يكون اسمه .
هزيت رأسي بحيرة نافيا قدرتي على التخمين..
قالت ولدنا أسمه مصطفى وأختار الأسم علي نفسه .
قلت لماذا ؟
قالت :قال أنت هو صاحب الفضل الأكبر في تغيير حياتنا لولا ظهورك كان هو ظل عامل في السوق وأنا ظليت أشتغل في البيوت وأنجبنا عيالا سيعانون نفس معاناتنا .. وقالت علي يعني نفسه فقط . وضحكت .لكن أنا مشروعي ما كنت أتخلى عنه أبدا وضحكت بصوت هذه المرة .
أخذت تنهيدة طويلة وقلت لنفسي ( شوف يا مصطفى كل الناس تتغير بسببك وأنت تظل كما هو نفس مصطفى الذي تخرج قبل سبعة سنوان مع شوية قروش ( وكروش ) )
وكأنه كعادتها تقرأ أفكاري وقالت : مصطفى أنت أصبحت سمين جدا بطلت تمارس رياضة ؟
قلت لها /انا أصبحت رجل أعمال وشغلي تقريبا أصبح أربعة وعشرين ساعة ..أنا الممول الوحيد لهذا المعسكر .( حاولت أن أجد شيئا أتباهى به وأداري تلك الصدمات المتلاحقة )
قالت : ولدك حلو ( الكلمة الوحيدة التي تذكرتها بالعربي وكانت تعذبني بها زمان ) أنت تزوجت من ؟
قلت أتزوجت صديقة سوسن .
قالت بخلعة : عفراء .؟
قلت لا ابدا صديقتها من الجامعة من مدينة ثانية قرب العاصمة .. تعرفي ما هو أكثر شئ جذيني لها ؟ .
قالت : ايش هو ؟
قلت : لأنها تشبهك صوت وصورة .
قالت بحسرة أراحتني قليلا ( ياه يا مصطفى مافي نصيب لكن ) .. أيضا قالتها بالعربي بهلجة تحاكي لغة أمي ويبدو أنها حفظتها منها ..
عدنا لأمي التي نسيناها في زحمة الذكريات العطرة
قلت : با أمي عرفتي الدكتورة دي منو ؟
أمي نظرت وحاولت تركز وهزت راسها بالنفي .
قلت : يا أمي دي إلسا الكانت معانا زمان .. صاحبة سوسن .. حاولت أن أتحاشى عبارة شغالة أو خدامة ..حاولت أقرب الصورة لأمي دون دون ذكر أي من العبارتين .
لكن هي قاطعتني ومسكت أمي من كتفيها وقالت : نسيتيني يا خالتي فاطنة أنا إلسا كنت شغالة عندكم نحن عملنا حديقة في بيتكم ..
أمي مما ذكرت الحديقة حضنتها و بدأت تقبلها في خدودها بنهم وشوق وتبكي تزرف في الدمعات .. وقالت والله يا بتي كنت مستكثرة عليك خدمة البيوت وعارفاك ما زولة مرمطة وما خزلتيني أبدا . تستاهلي تبقي دكتورة ..
وقلت لأمي .. عرفتي الدكتور التاني الكان مع الخواجة .
هزت أمي رأسها نافية .
قلت لها هو : علي نفسه الكان شغال مع أبوي في الدكان .
بالله ما شاء الله والله أنا من قبيل أعاين له وأقول شكله ما غريب علي ..
قلت لها وعلي اتزوج ألسا وعندهم ولد أسمه مصطفى .
عادت أمي تحضن إلسا من جديد وتقبلها . وتقول لهم لازم تزورونا . .نحن لازم نحتفل بنجاحكم وزواجكم من جديد أنتو أولادي والله أنا فخورة بيكم .
كلام أمي برد بطني قليلا ..
أستأذنا من إلسا على أمل الزيارة لاحقا والتواصل . حملنا صغيرنا مع أدويته .
وعدنا للبيت .. أمي يبدو أنه الدهشة أخرصتها فلم تحكي شئ لأحد ..
كل ما قالته أنه في مستشفى اللاجئين يوجد دكاترة شاطرين عالجوا صلوحي .. يبدو أن أمي لاتريد سلمى أن تسمع أو لها سببا جعلها لا تحكي التفاصيل .
في المساء قررت أن أعود الى حياتي الطبيعية .. أستحميت غيرت ملابسي . حملت زجاجة عطر إلسا لأبخ منها على ملابسي كالمعتاد.. قاطعتني سلمى قبل ما ابدأ قالت : مصطفى لو سمحت ممكن ما تستخدم الريحة دي تاني ؟.
قلت لها : ليه ( لماذا)..؟
قالت أنا بتوحم وهي بتعمل لي صداع وطمام ( غثيان).
وقلت حاضر : أخذت قارورة العطر وخرجت من الغرفة وهي تشاهدني رميتها بقوة في رأس البيت أحد أحدثت دوي بأنفجارها.
وعدت لها قلت : كدا أرتحتي .؟
قالت :أيوا أرتحت .. لكن أنت أرتحت أكثر مني .لأني أنا عارفة حكايتها ..
وقفت أنظر لها بإستغراب لبرهة من الوقت .
لكن لم اسألها عما تعرفه . لأني صراحة تعبت . تعبت من الأسئلة والتحليل والتفكير .. تعبت وما عايز أفتح الموضوع دا تاني مع أي شخص .. خلاص أتفقنا ؟؟؟؟؟
انتهـــــــــــــت

Post: #135
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 12-03-2015, 02:27 PM
Parent: #134

وخلصت الحكاية

Post: #136
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 12-05-2015, 05:54 AM
Parent: #135

Quote: وين ياحبيب طولت القياب فى انتظارك كملنا الصبر كلو هههههههه


كدا أنشاء الله أرتحت يا فضل الله هههههههههههه

Post: #137
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 12-06-2015, 02:18 PM
Parent: #136

.

Post: #138
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 12-08-2015, 07:11 AM
Parent: #137

Quote: راحة لى الطيش بارك الله فيك ياحبيب


الله يديم الراحة يا فضل

Post: #139
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 12-11-2015, 06:38 PM
Parent: #138

.

Post: #140
Title: Re: إلسا قارورة عطر
Author: درديري كباشي
Date: 12-14-2015, 06:52 AM
Parent: #139

Quote:
فضل الله بابكر حماد · يعمل لدى الخرطوم
وين هشام ادم ماقال بزورنا مالو ماجا هههههههههههه