ذكريات عطبرة ---- يرتمي النيل حباً في أحضانها (سلسلة حلقات متتابعة)

12:46 PM Dec, 08 2015 سودانيز اون لاين
الهادي الشغيل-السعودية - جدة
مكتبتى
رابط مختصركتبه : الهادي محمد عمر الشغيل ( أبو أروى) نشأت وترعرعت كغيري من أندادي وأقراني في أسرة متوسطة الحال في المدينة الحالمة عطبرة في حي الحصا شرق غرب مدرسة المزاد ، نشأت وسط أناس وجيران كرماء لا يعرف الحسد والبغضاء طريقاً إلى قلوبهم يحبون بعضهم بعضاً ويقف قويهم مع ضعيفهم يؤازره ويسانده .. يقفون مع بعضهم البعض في السراء والضراء . لم ولن أنسى وأنا حدث دون السادسة حينما تستقبل والدتي رحمها الله واسكنها فسيح جناته جاراتها بعد الساعة العاشرة صباحاً في دارها المتواضعة فهي كانت محبوبة من الجميع إذ لم أشاهدها مرة وحتى لاقت ربها أن صوتها قد علا سواء في دارنا أو مع جاراتها .

تستقبل الوالدة جاراتها لتجاذب أطراف الحديث واحتساء القهوة والشاي بالمررو والذي كانت تأتي به الحاجة زهراء رحمها الله وهي إمرأة كانت بائعة للتسالي والمررو في مدرسة المزاد وكانت إمرأة لم أشاهد أحد في طيبتها وكرمها وأذكر يوم وفاتها بكتها والدتي بالدمع السخين .. كان صديقة شخصية للوالدة وكانت تأتي في فترات اثناء الحصص في المدرسة وأحياناً بعد انتهاء اليوم الدراسي إذ لا يهدأ لها بال حتى تمر على دارنا وتجلس مع والدتي .. تضع قفتها المليئة بالمررو والتسالي والقونقليز واللالوب وحلاوة شعيرية بعد أن تخرج حصة كبيرة من المررو للحضور كي يتم تناوله مع الشاي .. وأذكر جيداً أنا وأخوتي نتسلل من تحت السرير ونجلس في خلسة نلتهم المررو الشهي وما أن تلمحنا الوالدة رحمها الله إلا وتنهرنا وتوبخنا فتعارضها الحاجة زهراء رحمها الل قائلة (أتركيهم ديل الخير يجي من وراهم) فتقوم بنفسها بمنحنا الكثير من المررو والتسالي وحلاوة الشعيرية

.. لا أكتمكم سراً فقد هملت عيناي الآن وأنا أكتب هذا المقطع . بعد أن يحضر والدي (رحمه الله ) وهو تاجر بسيط في سوق عطبرة الساعة الثالثة عصراً نتناول جميعنا الغداء ونسعد كثيراً حينما يكون الغداء ملوخية مفروكة أو بامية مفروكة بالكسرة الحارة وأذكر أنا وأخوتي نجلس أحياناً قبالة صاج الكسرة لنتناول الكسرة مع المفروك من الدوكه وللصحن مباشرة حيث تكون حارة ، ويوم الجمعة حيث لا مدارس نتناول القراصة الحارة مع ملاح الويكة الحمراء فقد كانت شيئاً ثابتاً في ذلك اليوم

أوواه ربي ما أجملها من أيام . أتي العصر وحينها كان يسمح لنا الوالد باللعب قليلاً وكنا نلعب كرة الشراب مع أقراننا لحين مغيب الشمس فكانت تدور المباريات الساخنة بكرة الشراب بين الأحياء وحين تطورنا قليلاً قمنا بعمل فريق وجمعنا القروش وتم الطلب من الجميع أن يحضر فانيلة بيضاء اللون وقمنا بشراء صبغة ملونه وأحضرنا حلة (قدر) كبيرة وصبغنا الفانيلات على الماء الحار ، كانت السعادة تغمرنا ونحن نكون فريق ونرتدي شعار بلون واحد ولم يكن مناسباً حينها أن هذا الفريق الكبير يقوم يواصل اللعب بكرة الشراب خصوصاً بعد عمل شعار موحد للفريق ، فجمعنا شوية قروش واشترينا كفر كورة مستعمل من أبو كدوك مصلح الأحذية (إسكافي) صاحب محل بالسوق واشترينا الأنبوبة (يعني كفر بوز) وقمنا بنفخ الكفر ونحن نطير من الفرحة وأخذنا نتنافس مع الأحياء المجاورة ، فكانت المباريات حامية الوطيس فتارة ننتصر وتارة ننهزم .

نواصل السرد إن شاء الله

هبط المساء ولم يكن آنذاك من يملك تلفاز في الحي سوى جارين فقط وعلى مبعدة منا وهم حاج عثمان والد الأخوين الفاضلين الصادق كفتيرة وعادل وكذلك العم (فلولا) هم الوحيدون الذين يملكون تلفزيونات (أبيض وأسود) ولم يكن أحد يملك تلفزيون ملون في حي الحصايا البسيط ، بعد جهد جهيد وإلحاح نقوم بإقناع الوالدين بالسماح لنا بأن نذهب لمنزل أحد هؤلاء لنشاهد مسلسل (فارس ونجود) ومسلسل (راس غليص) ، أووواه ربي ما أن ندلف إلى منزل العم فلولا أو منزل حاج عثمان إلا وترى الحشود وكأن عطبرة كلها داخل المنزل ..فهؤلاء الكرام فتحوا منازلهم لكل آت فلم يوصدوا باباً في وجه قادم (لاحظوا معي بساطة الناس زمان).... أوواه أين نجلس فبالرغم من كبر الحوش إلا أن المكان لا يسعهم فالبعض تسلق على جدار وسور المنزل والبعض تسلق على راس البيت (السطح في زماننا هذا) لمشاهدة المسلسل .

نواصل.

عزيزي الفاضل الهادي ابن عطبرة البار
ما دام قلت ذكريات عطبرة..ترانا الجينا واتحكرنا هنا
ولازم تعرف من هسع اذا انا سقطت في امتحانات السمستر
الاول حتكون انت السبب ومعاك ود المدير ..وانتو الحتفتشو لي
شغل اذا طردوني بدون شهادة..
ذكريات عطبرة ما بنملها ولا بنزهج من قرايتها..وبنشم فيها رائحة
عطبرة الذكية الممزوجة بانفاس طيبة اهلها ومروءة شبابها وحصافة
كهولها وعطف وحنان نسائها وشاباتها وذكلء طلابها وبسالة السياسيين
فيها ..فهي عطبرة الحصايا وعطبرة الداخلة وعطبرة السكة حديد وعطبرة
السودنة مسقط راسي...وعطبرة حسن خليفة العطبراوي..
واصل الذكريات ..ونحن مستمعين ...وناس كتار من عطبرة متابعين معانا
هنا في بلاد العم سام وفي داخل عطبرة...
ودمت بالف خير وصحة وعافية

أختنا بسمات

شكرا على إطرائك وعشقك الخرافي لعطبرة الجميلة وده ليس بمستغرب على أبناء وبنات عطبرة .. يبدون أنك مصابة مثلي ومثل كثير من أبناء عطبرة بداء النستولوجيا وهو الحنين للماضي والذكريات الجميلة وهو بلا شك هو السلوى الوحيدة في هذا الزمن الغابر وما اجترارنا لشريط الذكريات العطبراوية إلا دليل على عشقنا لعطبرة فنحن نحب هذا المدينة حباً يفوق حب قيس ابن الملوح لليلى العامرية فقط روى لنا التاريخ عن أعظم قصة حب لقيس بن الملوح وليلى العامرية وقد أنشد قيس في أبعض أبياته :
أمـرُّ علـى الديـار ديـار ليلـى // أُقبـل ذا الـجـدار وذا الـجـدارا
وما حـب الديـار شغفـن قلبـي // ولكن حـب مـن سكـن الديـارا
يلاحظ القارئ أن قيس أحب ليلى دون الديار فلم تلامس تلك الديار شغاف قلبه ، لكن نحن من ننتسب لمدينة عطبرة لا نكتفي بحب أهلنا وعشيرتنا ومن يعز علينا المقيمين فيها فقط ، بل نحب كل شيء فيها ، نحب شجرها وطيرها وحجرها وجدرها وكل شبر فيها فنحن نتمرغ في ترابها حباً وعشقاً .. ألا توافقونني الرأي أن حبنا قد فاق حب قيس بن الملوح العامري ؟!!!!!!

* ستتواصل الذكريات في بوستات منفصلة .. خليك قريبة أختي بسمات

بهرتني صورة عطبرة..
مما فيها شغيل وعطبرة..
معناها انت كوم مدثر الشغيل وعبدالعزيز الشغيل..
وحبابك والله تاني يا الهادي..

أخونا أيمن دياب :
يبدو أنك تنتمي لهذه المدينة وإلا فمن أين لك بهذه الأسماء !!! كذلك أحسست أن قلبك يضج حباً بهذه المدينة القامة وهي صفة تلازم أبناء وبنات عطبرة حيث لا يستطيعون أن يخفوا حبهم لها فينساب خارجا كالماء المنهمر ...
لك ودي واحتراماتي

سلام

Quote: أخونا أيمن دياب : يبدو أنك تنتمي لهذه المدينة وإلا فمن أين لك بهذه الأسماء !!! كذلك أحسست أن قلبك يضج حباً بهذه المدينة القامة وهي صفة تلازم أبناء وبنات عطبرة حيث لا يستطيعون أن يخفوا حبهم لها فينساب خارجا كالماء المنهمر ... لك ودي واحتراماتي

والله شمالاً ما شفت أبعد من الحلفايا..
ولكنهم أعزاء جمعتني بيهم ظروف الغربة..
وأضيف ليهم نسيبكم محمد عثمان الشغيل..
ونسيبكم التاني دكتور بشير..
يازول ارقد عافية..

ديبو دا فرد أصيل من العائلة ....

عزيزي الفاضل الهادي الشغيل
انا كنت طلبت من الباشمهندس بكري ان ينقل هذا البوست للعام الجديد
حتى نواصل قراءة ذكريات عطبرة .. ولكن ما قدرت اجيب الـ URL
العنوان الالكتروني للبوست عشان الباشمهندس بكري ما بينقل بوست
للعام الجديد الا بوجود هذا الايرل,,,,
وده كله من اهتمامانا الشديد ومعانا المتابعين من عطبرة بذكريات مدينتنا الحبيبة عطبر ة
ودمت بالف خير وصحة وعافية

الاستاذة الغالية بسمات الشيخ كيفك ياراقية
مثلاً لو عايزة تنقلي البوست ده تفتحيه اول مداخلة تعملي للعنوان نسخ
وتعملي في بوست بكري رد عادي تعملي لصق بكون بكري عرفه بعمل
اللازم



-------
الشغيل سلام ومنور المنبر

ود المسلمي الراقي
شكرا ود المسلمي اظنك انت من الناس السمحين
في المنبر العام وكتر خيرك للمساعدة ...وتاني حاكتب
الحاجات التكنلوجية دي في فايل مخصوص عشان ما انسى
..لازمن انت تكون يوم زرت مدينتنا وشربت من الاتبراوي
ودمت بالف خير وصحة وعافية

اخونا العطبراوي الجميل / الشغيل
كيف حالك واحوالك..؟؟
ياخي ..مسئول من الخير..
في واحد صاحبنا كان ساكن في حلتكم دي ، اسمو / محمد بابكر..
كان عندهم دكان بيطل علي الخور
درس في الكمبوني
الله يطراه بالخير..
ما عندك عنو معلومات؟؟
مع خالص الحب والتقدير

بت الشيخ ياغالية تسلمي
تشرفت بزيارة عطبرة والشراب من الاتبراوي
والمبيت في بيوت ناس السكة حديد وتشرفت
بهم ناس علي السجية وحب اكرام الضيف
حديثهم خاص أكلهم يشع بالبشاشة لهم
الف تحية عبركم وتشرفت بزيارة أهل لنا في
الداخلة وكانهم يعيشون في عالم غير السودان
طبعهم كلامهم جودهم إنسانيتهم لهم الف تحية
عبر هذا البوست الجميل

Quote: اخونا العطبراوي الجميل / الشغيل كيف حالك واحوالك..؟؟ ياخي ..مسئول من الخير.. في واحد صاحبنا كان ساكن في حلتكم دي ، اسمو / محمد بابكر.. كان عندهم دكان بيطل علي الخور درس في الكمبوني الله يطراه بالخير.. ما عندك عنو معلومات؟؟ مع خالص الحب والتقدير

أخونا جمال :
أشكرك على المرور وتعطير البوست ، بالنسبة لسؤالك عن محمد بابكر قمت بنحت الذاكرة ونفض ما علق بها من غبار لكن لم استحضر هذا الشخص لكن أعدك سأبحث وأسأل عنه وأفيدك بأسرع وقت ممكن أخي .

Quote: الاستاذة الغالية بسمات الشيخ كيفك ياراقية مثلاً لو عايزة تنقلي البوست ده تفتحيه اول مداخلة تعملي للعنوان نسخ وتعملي في بوست بكري رد عادي تعملي لصق بكون بكري عرفه بعمل اللازم

ود المسلمي

شكراً على مرورك على البوست والتوقيع عليه ومشكور كتير على الايضاحات ومنكم نستفيد يا غالي

Quote: انا كنت طلبت من الباشمهندس بكري ان ينقل هذا البوست للعام الجديد حتى نواصل قراءة ذكريات عطبرة .. ولكن ما قدرت اجيب الـ URL العنوان الالكتروني للبوست عشان الباشمهندس بكري ما بينقل بوست للعام الجديد الا بوجود هذا الايرل,,,,

الأخت العطبراوية بسمات
والله أنا أشكرك على حرصك والأمور الفنية التقنية دي لا أتقنها .. وعموماً يوم الأحد سأقوم بإنزال الجزء الثاني من الذكريات العطبراوية ,, أما اليوم فترقبي موضوع عن رمز من رموز عطبرة وهو العامل المكافح عامل السكة حديد الذي يرمز للنضال وعنوان المقال ( دي الروعة في الأبرول) .. أتمنى أن ينال استحسان جميع أعضاء المنبر .

أخونا عادل أمين

تسلم يا غالي على تزيين البوست بالصورة الجمالية لكبري عطبرة الجديد على نهر الأتبراوي الثائر ونطمح بالمزيد .

Quote: والله شمالاً ما شفت أبعد من الحلفايا.. ولكنهم أعزاء جمعتني بيهم ظروف الغربة.. وأضيف ليهم نسيبكم محمد عثمان الشغيل.. ونسيبكم التاني دكتور بشير.. يازول ارقد عافية..

والله يا أيمن إنت من آل بيتنا عديل كده ونحن نتشرف بيك ومعرفتك كنز وفخر لنا .. دم بخير يا صديقي

ود الشيخ :

يا سلام أشكرك على رفد البوست بصورة معبرة لموقف البصات السفرية القديم جوار نادي الشاطيء وأمام منزل الراحل عوض الله دبورة ويظهر من بعيد صهريج المياه جوار مدرسة العمال بنات يقف شامخاً شموخ عطبرة .
لك مني كل الود .

تحياتي الهادي

واصل ،،، سيرة أتبرا ترد الروح

Quote: واصل ،،، سيرة أتبرا ترد الروح

أستاذنا الفاضل وكاتبنا أبو جهينة :

حتماً سنمضي في سرد الذكريات فكل شبر في عطبرة له ذكرى جميلة في دواخلنا فما اجمل ذكريات عطبرة الأبية التي يراودنا الحنين اليها فالأيام تذهب تباعاً ويبقى عبق الذكريات الجميل .

سلام يا شباب نبارك للأستاذ الهادي عضوية المنبر فهو بحق إضافة نوعية ونرحب به بين النجوم .أحيي صديقي المنصوري واشكر عطبرة التي جمعتنا في بوست واحد agian.جمال:أتاريك عطبراوي ؟؟؟دب بي نكهة شايقية يا جمال .
نحن ناس أركان وكع كرع يا جمال ، الرويات والأدب دا مانا شداد فيهو بس بنعرض يرة المولد بتاعها !!!
بوركتم

Quote: سلام يا شباب نبارك للأستاذ الهادي عضوية المنبر فهو بحق إضافة نوعية ونرحب به بين النجوم .أحيي صديقي المنصوري واشكر عطبرة التي جمعتنا في بوست واحد agian.جمال:أتاريك عطبراوي ؟؟؟دب بي نكهة شايقية يا جمال . نحن ناس أركان وكع كرع يا جمال ، الرويات والأدب دا مانا شداد فيهو بس بنعرض يرة المولد بتاعها !!! بوركتم

ود الزبير حبابك ود الزمن الجميل يا أخي والله الشوق بحور ولن أنس تلك الأيام التي قضيناها بمعيتكم في الرياض ... أشكرك على الترحيب الظريف ده وياك محمد الزبير ذاتو بخفة دمو المعهودة ... لك ودي

الف مرحب بيك اخ عمر الشغيل

بحمد لله رهاني عليك طلع في محله

قلم لايعلو عليه

ننتظر المزيد منك في قادم الايام

كن بخير وعافية

تحياتي لكل عطبراوي اصيل
واصل ... متابعة بشغف

Quote: .أحيي صديقي المنصوري واشكر عطبرة التي جمعتنا في بوست واحد agian.جمال:أتاريك عطبراوي ؟؟؟دب بي نكهة شايقية يا جمال . نحن ناس أركان وكع كرع يا جمال ، الرويات والأدب دا مانا شداد فيهو بس بنعرض يرة المولد بتاعها !!! بوركتم

صديقنا واخونا اللطيف / (محمد) الزبير (محمود)
ياخي ليك وحشة..
كتر خيرك السلمت علينا مع انو ما جات من ولدنا العطبراوي...
يا محمد
عطبرة علي زمانا كانت تجسيد حي لعبارة شديدة الاهمية للسلوك الاجتماعي الرصين الا وهي (اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية) ..
عطبرة كان طبيعي جدا انك تلقي في الاسرة الواحدة (الشيوعي، والكوز وانصار السنة والجمهوري، والمسيحي) مكون اصيل من مكوناتها، وكذلك الأمر بالنسبة للمجتمع العطبراوي، يجلسوا مع بعض ياكلوا ويشروبوا ويتونسوا، ويتحاوروا بكل ود وراحبة صدر...ياخي .. نحن كانوا معانا خوة اعزاء سودانيين مسيحيين بيطلعوا صينية الاكل بتاع رمضان في البرش، ويقولوا ليك (صلي علي النبي) وحاجات زي دي... وبعدين تصدق انو (ديرو) الهندي الاكثر شهرة في عطبرة، ما في زول لحدي دلوكت ممكن يديك اكيدته هل هو مسلم، مسيحي ام هندوسي.. في الافراح والاتراح تلقاه اول زول يحضر، خصوصا في المأتم.. واعمال البر..قابلتو سنة الفين وستة، وهو في داخل جوه (بنك التنمية الاسلامي) يهظر ويضحك مع الكيزان...دي ياها عطبرة العرفناها زمان، والمتمنين ترجع لينا تاني زي ما كانت واحسن...
شكرا ليك كتير صديقي السلفي المستنير (محمد)

مرحب بيك الهادي
جميل أن تبدأ بذكريات عطبرة

متابعة بي مزاج ...

عزيزي الفاضل جمال ود المنصوري العطبراوي
كلامك القلته عن المجتمع العطبراوي وتماسك النسيج الاجتماعي العطبراوي
ومنها قصة الهندي ديرو المتاقلم مع الحياة العطبراوية حتى ما تقدر تعرفه
اذا هو مسلم ولا سيخي ولا مسيحي ..هذا الكلام بيعتبر من الاوصاف الرائعة
الانيقة بحق عطبرة والعطبراويين..
وياها الحاجات دي والمودة والعشرة السائدة بين العطبراويين هي الخلتنا نحب
عطبرة وتخلي دموعنا تنزل لمن نتذكر عطبرة والاتبراوي..
ودمت بالف خير وصحة وعافية

إبن العم الهادي حبابك الف في حوش بكري
فانت إضافيه أدبيه لهذا البورد
وفي انتظار روعة لابس الابرول

Quote: عزيزي الفاضل جمال ود المنصوري العطبراوي كلامك القلته عن المجتمع العطبراوي وتماسك النسيج الاجتماعي العطبراوي ومنها قصة الهندي ديرو المتاقلم مع الحياة العطبراوية حتى ما تقدر تعرفه اذا هو مسلم ولا سيخي ولا مسيحي ..هذا الكلام بيعتبر من الاوصاف الرائعة الانيقة بحق عطبرة والعطبراويين..

حباب بت الشيخ (بسمات)
انا ما جبت حاجة من عندي، حاولت قدر الامكان انقل جزء ولو بسيط عن الواقع العايشتو في عطبرة.. واتمني ان يعود مرة اخري..
اتبرا يا بت الشيخ ..
كانت نموذج لوطن ضاع لا زلنا نبحث عنه..
شكرا ليك كتير
وكتر خيرك

ود المنصوري :
صدقت وبررت يا رجل فعطبرة هي المدينة النموذجية التي لا زالت تجسد ذلك التعايش والتسامح بين المسلمين والمسيحيين بعيداً عن الاحتقانات الطائفية والصراعات الدينية ، فكثير ما نسمع عن هلاك أنفس وإزهاق أرواح في دول مجاورة بسبب خلاف دب بين قبطي ومسلم ، لكن أجزم تماماً فمنذ نشأتنا في عطبرة وحتى الآن لم نسمع بمثل هذه الخلافات أو الصراعات . كم أذكر وأنا صغير في السوق أعمل مع والدي رحمه الله في الدكان خلال إجازات المدارس فيرسلني لكثير من الأقباط التجار فهمي ميخائيل وحبيب باسطة وغيرهم فقد كانوا في غاية من السماحة والالتزام .

أحمد الصادق :
ابن عمي الحمد لله أخيراً حظينا بموطئ قدم في هذا الحوش الكبير وسحبنا كرسي في ركن وهادي قعدة .

عماد أحمد :
يا أخي راسي غلد لمن بقى يتهوزز ذاتو .... ما تكبرو أكثر من كده :

منتصر محمد زكي :
وينك يا جميل ... تابع معي فسلسلة الذكريات ستستمر لخمس حلقات .

أختنا بسمات :
كلامك عجبني شديد ومني ليك موضوع كتبته من الأعماق بعنوان ( عطبرة .. مظاهر التسامح بين المسلمين والأقباط) يؤكد ويجسد ما ذهبتي اليه من خلال ردك على ود المنصوري
إليكم جميعاً الجزء الثاني من الذكريات العطبراوية ستجدونه على صفحات المنبر وقد فشلت في وضع الرابط .. أرجو أحد الكرام يتكرم علي ويشرح لي الطريقة على الخاص ( يعني كيفية وضع الرابط كتابة يحمل نفس عنوان الموضوع ) .

ود عطبرة عزيزي الفاضل الهادي الشغيل
كنا مفتكرين انك حتواصل الحلقات في نفس هذا البوست
بدلا من فتح بوست جديد..وتسير بينا من حلقة لاخرى حتى
النهاية...واميرة بت السيد كانت عندها حلقات كثيرة عن قصة
الاسرة الحضرموتية التي نجحت في السعودية..وهي اسرة بن لادن
حتى جاء من هكر الموقع ودمر الحلقات...
والمهم نحن متابعين الحلقات في البوست الجديد ..والتعليقات حتكون
بهناك ..
ودمت بالف خير وصحة وعافية

الزملاء والزميلات أعضاء المنبر الكرام :

نزولاً عند رغبة بعض كرام هذا المنبر سيتم المواصلة في الذكريات في بوست واحد وهو هذا البوست كي لا يتم تشتيت القارئ وبعثرة الذكريات في بوستات منفصلة .. لذا سنواصل في السرد هنا لكون هذه الذكريات سلسلة متصلة ...

دمتم بخير

ذكريات عطبرة ---- يرتمي النيل حباً في أحضانها
(سلسلة حلقات متتابعة)
(2)

كتبه : الهادي محمد عمر الشغيل ( أبو أروى)

مرت السنون وقام والدي بإلحاقي بمدرسة المزاد الابتدائية وكنت سعيداً بذلك .. أذكر أستاذ (أدروب) وهذا هو إسمه فهو هدندوي من خيرة الأستاذة وانبلهم حيث كان يقوم بتدريسنا مادة العربي .. ففي حصة العربي يقوم أستاذ أدروب بإخراجنا لفناء المدرسة ونحن نردد جميعنا الحرف الذي تم تدريسه ومن ثم يامرنا بكتابة الحرف على الأرض ويقوم بمراجعة ذلك بالمرور على الجميع .. وبعدها ندخل الفصل مرة أخرى ونردد بصوت جماعي الحرف حتى نجيده كتابة ونطقاً .. أساتذة كثر مروا علينا طيلة الست سنوات في مدرسة المزاد لكن بعضهم محفور في الذاكرة منهم الأستاذ الجليل (سيد أحمد) الذي يتمتع بحب الجميع وبأخلاقه الرفيعة وكان يخط على السبورة بالطباشير وكانه طباعة ليزر بأحدث الخطوط ، فقد كان يتمتع بخط فريد ، حظينا بتدريسه والمشاركة في مجلة (الجيل الصاعد) التي كان يصدرها فصلنا تحت إشرافه

لم أكن بالطالب النابغة لكن بنفس القدر لم أكن سيئاً ، وأذكر ذات مرة أن أحد الطلاب المشاغبين والذي يفوقنا عمراً بسنين عدداً لكثرة اعادته في الصف .. هذا الطالب أحدث ضجة في الفصل فأمر الأستاذ / سمير أحد الطلاب العتاولة بقطع عصي نيم وبدأ في ضربه فما كان منه إلا أن قفز من الشباك وهرب من الفصل ولم يعد حتى تاريخه . كما أوردت لم أكن بالطالب المشاغب ولا السيء لكن راقت لي الفكرة لجهالتي آنذاك وآثرت تطبيقها فعمدت في حصة العلوم حينما سأل الأستاذ حسن مدرس مادة العلوم وطلب منا أن نذكر نباتاً من ذوي الفلقتين ، فجاوبت بصوت عالي وأنا جالس وقلت بتعمد (ملوخيه) فما كان منه إلا أن أحضر عصى من النيم وكانت غليظه وبدأ في ضربي فهربت من الشباك إلى المنزل ظاناً أن الأمر إنتهى عند هذا الحد .. ماذا فعل الأستاذ حسن بعد ذلك والذي كان يعرف والدي جيداً ؟ !!!!!
نتابع

ذهب لدكان والدي رحمه الله في السوق الكبير وأخبره ما حدث .. بعدها قدم والدي ولم يسألني عصر ذلك اليوم ، وفي الصباح طلب مرافقتي للمدرسة وكنت أسير بجواره في طريقنا للمدرسة وأنا ألمح في جيب جلابيته سوط من العنج الذي يحمله الصبيان عند اختتانهم (يعني سوط طهارة) لم تحملني قدماي .. دخلنا مكتب الناظر وتم استدعاء أستاذ حسن وروى الواقعة مرة أخرى أمام الجميع

ذهب لدكان والدي رحمه الله في السوق الكبير وأخبره ما حدث .. بعدها قدم والدي ولم يسألني عصر ذلك اليوم ، وفي الصباح طلب مرافقتي للمدرسة وكنت أسير بجواره في طريقنا للمدرسة وأنا ألمح في جيب جلابيته سوط من العنج الذي يحمله الصبيان عند اختتانهم (يعني سوط طهارة) لم تحملني قدماي .. دخلنا مكتب الناظر وتم استدعاء أستاذ حسن وروى الواقعة مرة أخرى أمام الجميع

ما كان من والدي الذي اشتهر بالحزم في الأمور والصرامة وأن الحال المايل ما بيعجبو .. إلا وأن طلب من الناظر وجميع الأساتذة الحضور بمغادرة مكتب الناظر .. خرجوا ثم قام بقفل الباب وانهال على ضرباً مبرحاً ولم يستجيب لخبطات الباب من الناظر والأساتذة حتى أمر الناظر فراش المدرسة أن يدخل يكسر الشباك الناظر من الخلف سعياً منهم لأنقاذي من بين يدي والدي رحمه الله .. آآآآه كم كانت هي علقة لن تنمحي من ذاكرتي أبداً .. بعدها طلب مني الوالد عليه رحمة الله أن أعتذر للأستاذ / حسن وأقبل رأسه وأن أعتذر للناظر كذلك .

مدرسة المزاد ما أحلاها من أيام كانت حقائبنا من الحديد المدهون بالبويه الملونه وأذكر الطالب الوسيم / طارق بدر الدين ذلك الفتى المدلل وقد التقيته في مدينة جده وتذكرنا ايام زمان (له مني التحية) .. كان والده وقتها في السعودية ، كان طارق بدر الدين من التلاميذ الذين لهم بريق ولمعان خاص حيث كان يلبس أفضل أنواع الأقمشة المفصلة كزي مدرسي ويرتدي أفضل الجزم الإيطالية الفاخرة مع الشرابات وكنا نحن الغبش لوننا زي (المررو) يرتدي معظمنا حذاء (تموت تخلي) وهو حذاء يصنعه الإسكافيه الهدندوة من الجلد الخالص ، وكان هذا الطارق يتمتع بتسريحة فريدة في نوعها حيث كان ذا شعر ناعم ومشقوق بالجنب ... لن أنسى النوابغ الذين رافقتهم آنذاك منهم الطالب النجيب اسامة حسين الذي كان ترتيبه الأول منذ أولى إبتدائي وحتى سنة سادسة وآخر عهدي به أنه تخرج في جامعة الخرطوم – كلية الهندسة ، لن أنسى المتميز محمد الرشيد صاحب العقلية الجبارة والذي درس أيضاً كلية الهندسة جامعة الخرطوم ، وأيضاً عصام حسن عبد الرسول وعبد المحمود بشرى ، كذلك بقية الطلاب أبوالقاسم ،منتصر أحمد شمس الدين ، كمال خضر ، السر عباس ، وليد جاره (رحمه الله) وأمين محمد صالح والذي كنا نطلق عليه لقب (المهم) حيث كان ذا فلسفة ويحب أن يخوض في مواضيع أكبر من سنه اليافع (له مني أحلى تحية) وكمال بابكر وفخري وصلاح خلف الله وشقيقه عصام خلف الله وعبد المنعم شقاوة ويسن عبد الله وغيرهم
إن أنسى لا أنسى الأستاذ قرين رحمه الله مدرس الرياضيات والذي كان حازماً صعب المراس والكل يهابه لسطوته وجبروته .. ذات مرة حدثت مناوشات بيني وبين الأخ / يسن عبد الله وهو الآن (عهدي به أنه ضابط في القوات المسلحة) كنا أنا ويسن عبد الله الشحمة والنار لا نتفق والعداء مستفحل بيننا منذ ثالثة إبتدائي .. فقد حدث عراك بالأيادي بيننا في الفصل وتم إبلاغ أستاذ بكري (أبو الفصل) وكان لين التعامل وطيب لأبعد الحدود ولم أره يوماً أن جلد طالباً فحولنا لأستاذ قرين الذي أمرنا أن نحضر بعد انتهاء اليوم الدراسي وانصراف الطلبة .. حضرنا مكتبه ودخلنا ونحن نتوجس خيفة مما سينتظرنا ونلاقيه ووجدنا أكثر من عشرة نيمات على مكتبه .. أذكر جيداً طلب منا أن نقف على ركبنا وأن نحمل في ايدينا عدد من الكراسات ونرفعها عالياً فوق رؤوسنا وحذرنا أنه سيبدأ في جلدنا وإذا وقع كراس أثناء الجلد فسيمدد العقوبة .. إنهال علينا بالضرب وتعالى صياحنا وهو لا يبالي ، بعدها يجلس قليلاً كي يرتاح ونحن لا نزال على حالنا رافعين الكراريس الثقيلة فوق رؤوسنا ثم ينهال علينا بالضرب حتى تكسرت العشرة نيمات ..
نواصل

ذكريات عطبرة ---- يرتمي النيل حباً في أحضانها
(سلسلة حلقات متتابعة)
(3)

كتبه : الهادي محمد عمر الشغيل ( أبو أروى)
عطبرة والسوق الكبير :
حرص والدي بحكم عمله كتاجر على إصطحابنا أنا وأخوتي منذ الصغر للعمل معه في السوق في الفترات المسائية وفي خلال إجازات المدارس فكنا نتناوب أنا وإخوتي على العمل في دكان الوالد ومساعدته .. يا له من زمن جميل .. فقد ذهبت قبل فترة خلال إجازتي السنوية فوجدت الحال قد تبدل .. سابقاً كان السوق رغم قدم بنائه واهتراؤه والذي كان من الطين إلا أنك تحس بجماله المتمثل في تعاون الجميع ومعرفة بعضهم بعضاً فأنت تعرف الجميع فرداً فرداً من بار تساكوتيليس أقصى غرب سوق عطبرة وحتى موقف حاج الريح شرقاً ومن سوق البصل شمالاً مروراً بدكان إبن الفلاح حتى فسحة المولد عند عيادة د. فلبس مرقس محروس مروراً بعيادة كمال أندراوس .. يقع دكان الوالد إبان السوق القديم في شارع مكتبة دبورة وجوار دكان الحلاق (تكتك) وقبالة قهوة سلمان .. وهو دكان كان سابقاً لبيع الخردوات وتم تحويله لمحل للأدوات الكهربائية

التحية لى عطبرة واهلها الكرام

دفر الغيم وخريفه مبدر
وادي الخير
الشتلو مخدر
بت غرقانة تعوم في الصندل
عطبرة سيل في الروح متحدر
عشم الفال .... السلب البال
عطبرة حب في الدم متجذر
أنا عاشقك ناسك ولطفك
وطيب أعراقك
مشدوه بيك وهائم فيك
بخافو فراقك وأنا بتخيل
أي مدينة نورا الشالع
من إشراقك
تصبحي عافية وتمسي جميلة
سحراً فيك أنا كم محني
يا ضامانا بحنو الأم
ورامية ثياب السترة علينا
نحن الشلنا الهم ومشينا
حسيناك في الغربة بكينا
أديتينا القدرة نقاوم
في الأحزان وظروفنا الشينة
أصلوا جمايلك مهما ندي
ما بنحل يا عطبرة دينا
- الشاعر مدنى النخلي -

ادى قعدة في حضرة حبيبنا ود الشغيل

الجميل خالد ود الأرباب

يا أخي أنت رائع كروعة عطبرة ونيلها .. قريباً سأنزل بوست كامل مدعوم بالصور التوثيقية عن عطبرة وأتمنى دعمكم فأنت خير معين وموثق ولديك حصيلة ذاخرة عن عطبرة وأزقتها وحواريها ..

كنت آنذاك أعرف كبار التجار لأنهم كانوا أصحاب الوالد وكثيراً ما يرسلني الوالد لهم في مهام .. أذكر منهم (عبد الله الفكي محمود ، حسن الفكي محمود محمد خير خوجلي ، أبو القاسم سعد ، محمد عمر حاج العوض ، خضر الكعيك ، علي عثمان الحسناوي ، المطبعجي ، التوم سمباي ، العم خيال ، خضر سويلم ، أحمد عبد الله ، حبيب بسطا ، فهمي ميخائيل ، الكنزي ، عوض الله دبوره ، حنتبلي ، العربي ، العم الشوش جوار الجامع الكبير وغيرهم ممن لم تسعفني الذاكرة على تذكرهم ) . السوق يضج بالناس ، وجوه لم ولن أنساها تشاهدها يومياً في السوق (حدباي ، محمد عواره ، السماني المره ، البنت طيوبه ، مكليه) ولن أنسى المريخابي الرهيب المتعصب (فيصل دبوره) جارنا في السوق والذي كان له سجالات مع شقيقي الأكبر مدثر وكان هلالابي أيام الزمن الجميل للهلال والمريخ (أيام الهادي سليم والطيب سند وأحمد سالم وبشارة أبضان وسليمان عبد القادر وكاوندا وبشرى وبشارة والجيلي وجاد الله وفيصل الكوري والفاضل سانتو وكمال عبد الوهاب من المريخ .. ومن الهلال زغبير وخضر الكوري وفوزي المرضي وشوقي عبد العزيز ومحجوب الضب وعبد الله موسى (المر) وشواطين وشيخ إدريس وعبده مصطفى والفاتح النقر وعز الدين الدحيش وعلي قاقارين) . وكنا نسمع المباريات عبر الراديو ولم تكن التلفزيونات آنذاك .. وذات مرة وفي مباراة شهيرة بين العملاقين كان يذيعها المعلق المرحوم (علي الحسن مالك) فبدأ يردد بشارة ماشي والدفاع راجع بشارة ماشي والدفاع راجع بشارة ماشي والدفاع راجع بشارة ماشي والدفاع راجع ثم صرخ قوووووووون وهنا ما كان مدثر شقيقي الهلالابي المتعصب إلا وأن ضرب الراديو ضربة كاراتيه حتى أسكته . المهم حضرنا الصبح للسوق وأخوي تبدو عليه علامات الغضب والتجهم نتيجة هزيمة الهلال وكأن مصيبة كبرى حدثت فظهر من بعيد فيصل دبورة وأخذ يردد وهو يتراقص فرحاً بشارة ماشي والدفاع راجع بشارة ماشي والدفاع راجع .. يا مدثر نحن عرفنا أنو بشارة ماشي على القون لكن الدفاع بتاع الهلال ده راجع وين .. ..

كم كنت فرحاً وأنا في السوق مع والدي أساعده وألبي طلباته خصوصاً عندما يقوم بإرسالي إلى أصحابه التجار الذين تربطه بهم وشائج قوية فقد كان يتمتع بحب الجميع ، فتارة يرسلني للعم الشوش جوار الجامع الكبير وتارة إلى العم محمد عبد الغني صاحب دكان (ألبان جديد) المشهور بالأقمشة ، وتارة أخرى إلى عبد الله الفكي محمود ، المطبعجي ، علي عثمان الحسناوي ، أبو القاسم سعد ، خضر الكعيك ، محمد عمر حاج العوض ، الكنزي ، التوم سمباي ، إسماعيل أبو شنب ، عاشور تاجر الجلود المشهور وغيرهم ، وكنت أثناء تجوالي في السوق وبالقرب من جنة الفواكه التي يملكها العم القوصي ألمح الفنان العطبراوي جالساً هناك في تواضع جم يمازح هذا ويداعب ذاك ولا تفارق الابتسامة محياه ، أضف إلى ذلك أن والدي رحمه الله كان يرسلني أيضاً إلى بعض المسيحيين والأقباط التجار أمثال صموئيل جرجس صاحب محلات الطير الأبيض ، وحبيب بسطا تاجر الأقمشة الشهير ، وفهمي ميخائيل صاحب أكبر محل للساعات والإلكترونيات ، وكنت أحس بسعادة غامرة وأنا أذهب لهؤلاء فهم علامة بارزة في سوق عطبرة ومن كبار التجار في تلك الحقبة ..

نأسف كثيراً للإنقطاع نتابع سلسلة الذكريات :

من الذكريات العالقة في ذهني هو أن أهل عطبرة الرفيعة تسببوا في دخول بعض هؤلاء الأقباط للإسلام فكلنا يذكر حادثة زواج نادية القبطية التي كانت تعمل بإحدى صيدليات عطبرة التي أشهرت إسلامها بعد زواجها من لاعب منتخب عطبرة وكابتن الأمل السابق والمحامي الشهير هاشم حسن الذي تربطه صداقة قوية بشقيق نادية (جرجس) الذي أسلم كذلك وتسمى بإسم (خالد) تيمناً بخالد بن الوليد وتزوج من فتاة من عطبرة تعمل في محل إتصالات ، ثم أعلن والد نادية إسلامه بمحكمة عطبرة وسط دهشة الجميع وتسمى بإسم (عبد الهادي) وتم عقد قرانه بعد ذلك علي إحدي نساء قرية كنور شمال عطبرة . كما أذكر فى رمضان عندما (تعوس) النسوة (الحلو مر) وكالعادة يوزعون منه على الجيران حتى الأقباط المسيحيين منهم ، وبالمقابل كانوا يهنئون المسلمين برمضان وعيد الفطر وعيد الأضحى بل ويستحون أن يأكلوا ويشربوا فى نهار رمضان أمام المسلم الصائم تقديراً منهم لمشاعرهم
كان الجميع في السوق يعرفون بعضهم البعض يعيشون في وئام وود منقطع النظير فقد خلت قلوبهم من الضغائن والحسد يكنون ويحملون لبعضهم البعض كل ود وتقدير

إن أشد ما يلفت الانتباه في تلك الفترة هو ما أن تأتي الساعة التاسعة صباحاً وتنطلق صفارة السكة حديد وكأنها كروان يشدو بأعذب الألحان إلا وترى الموج الهادر من العمال على دراجاتهم والبعض الآخر مشياً على الأقدام وهم يتدافعون في منظر مهيب يشرح الصدور ويبهجها ، فتراهم يغزون مطاعم الفول التي كان يمتلكها الأخوة اليمنيين لالتهام الفول المصلح الذي يقومون بتصليحه و (تزبيطه) بأنفسهم بعد أن يجلبوا فحول البصل والجرجير والجبن وزيت السمسم ، فو الله ثم والله أسرد لكم هذا المشهد الدرامي الجميل الذي كان يحدث قبل سنين عدداً لكن وكأني جلوس بينهم في أحد المطاعم ورائحة البصل وزيت السمسم الزكية تداعب أنفي .. فبعض هؤلاء العمال في ايام الرواتب (الماهية) تراهم يعرجون على مطعم عروجه أو مطعم العم عارفين أو العم السني الذين يمتلكون أشهر مطاعم للسمك آنذاك لتناول أشهى أنواع الأسماك ، وبعضهم ومن باب التغيير يذهبون لأبو خليل لالتهام الوجبات الأفرنجية الراقية أو مطعم الدبل والفردوس التي كانت تشتهر بأميز أطباق الكمونية الشهية والكباب لذيذ المذاق .

أذكر ذات مرة وأثناء تجوالي في مستشفى عطبرة عندما أرسلتني والدتي – رحمها الله – بطعام الغداء لبعض قرابتنا الذين كان لديهم مريض بالمستشفى .. أتدرون ماذا رأيت ؟ رأيت أحد هؤلاء التجار من أصحاب والدي يتسلل في خفية لكل عنابر المرضى يطايب المريض ويسأله عن حاله وصحته ويضع تحت وسادته مبلغاً من المال.. راقبته عن كثب وتبعته فوجدته مرّ على كل عنابر المستشفى .. لله دره يا له من رجل ذا مروءة ونخوة .. أين تجار اليوم من هذا النبيل الشهم الذي يتطلع لما عند الله من أجر ويرقب الدار الآخرة بعين بصيرة .

بعد أن نجحت للمتوسطة تم قبولي بمدرسة العمال المتوسطة التي ارتبط اسمها بالعامل العطبراوي الذي يرمز للنضال ، وقام الوالد بشراء عجلة لي كي أتوصل بها وكنت في قمة السعادة حيث أن شقيقي الأكبر / أنور محمد عمر يدرس بنفس المدرسة .
آآآه ما أحلاها من أيام فبالرغم من بعد المسافة من الحصايا حتى مدرسة العمال إلا أنها كانت بمثابة رحلة يومية بمعية الزملاء والأصدقاء وشعرنا وقتها بحكم مرحلة المراهقة أننا كبرنا وصرنا مسئولين وبنستلم حق الفطور وبنطلع مجموعة من الطلبة وبندفع (شيرنق) لتناول الفول المصلح في فسحة الفطور . آآآه كنا نحب أن نستقل دراجاتنا والذهاب إلى بوفيه الشرطة قرب كبري الدامر القديم ونلتهم الفولاية على نغمات موسيقى الشرطة التي لا تهدأ , وأحياناً نعرج على سوق القيقر من باب التغيير حيث يوجد مطاعم كثيرة منتشرة في تلك الفترة ، وأحياناً أخرى نأتي الى مطعم أبو خليل في السوق الكبير لتناول وجبة أفرنجية عندما يكون الجيب (عمران) .

في مدرسة العمال تعلمنا مبادئ اللغة الانجليزية وأذكر أنه أتانا أستاذ السر عبد السلام صاحب سيارة (الفلكسواجن الشهيرة ) أتانا منقولاً لمدرسة العمال ومدير لها ، وأذكر أنه تولى تدريسنا مادة اللغة الانجليزية في الصف الثالث وكان صعب المراس يحمل سوط العنج دوماً معه ، تعلمنا على يديه ألكثير واستفدنا منه في مادة اللغة الانجليزية ... تميز هذا المعلم الرقم والقامة الرفيعة أستاذ السر بقوته في اللغة الانجليزية فقد كان يشرح بأسلوب سلس سهل رصين ويوصل المعلومة بطريقة غاية في الروعة ، لن أنس كتاب الـ ( Junior) الذي يعتبر من مرتكزات وأساس قواعد اللغة الانجليزية فقد أتقنا الـ Grammar على يديه ولن أنس كذلك كتب الـ Readers (من (1- 6) حيث جعلنا هذا الاستاذ نحفظ العديد من الكلمات ونكتبها عن ظهر قلب Spelling ونتقن تراكيبها واستخدامها في جمل مفيدة فله يعود الفضل في أن جعلنا مولعون بهذه المادة وعاشقون لها ... دخل علينا ذات مرة وهو يحمل سوط العنج وراح يسأل بصورة عشوائية .. قوم يا ولد : خمسين بالإنجليزي شنو ؟ فيجيب الطالب Fifty .. إنت قوم ستين ؟ فيجيب الطالب : Sixty المهم طلب من طالب إسمه (لن أذكر اسمه بالطبع وقد كان ضعيقاً في الإنجليزي فسأله) .. قوم إنت : ثمانين بالإنجليزي شنو ؟ سكت هذا الطالب وراح أستاذ السر يضربه بطرف سوط العنج في ظهره ضربات خفيفة متلاحقة ولكنها مؤلمة ويقول له لازم تجاوب .. لو ما جاوبت سأستمر في الضرب ..فما كان منه إلا أن صرخ وهو يتأوه من الألم :تمنتي .

وأذكر أنه تولى تدريسنا مادة اللغة الانجليزية في الصف الثالث وكان صعب المراس يحمل سوط العنج دوماً معه ، تعلمنا على يديه ألكثير واستفدنا منه في مادة اللغة الانجليزية ... تميز هذا المعلم الرقم والقامة الرفيعة أستاذ السر بقوته في اللغة الانجليزية فقد كان يشرح بأسلوب سلس سهل رصين ويوصل المعلومة بطريقة غاية في الروعة (QUOTE)
<<<
<<<
>>>
حكي جميل يا الهادي عن ذكريات المدينة القامة عطبرة....
وهناك الكثيرين من الأساتذة السودانيين مؤهلين تاهيل عالي جدا ولهم أسلوب سلس وجذاب في التدريس ..
وسوف أحاول ان اتطرق للمدرسين الذين درسونا في الثانوي ..وكان لهم اثر كبير في تربيتنا وتعليمنا...

وبعدين يا الهادي هل تصدق لغاية الان في بعض المدرسين ، وحتى في مدراس البنات بيدقوا الطالبات بالسوط والعصاية..
وطبعا حكاية الضرب بالسوط او باي شيء ممنوع منعا باتا في المدراس في أمريكا ,, ولكن قرأت بحث لكاتب امريكي ويقول
ان تأديب الطلبة الذين لا يؤدون واجباتهم المدرسية مفيد لهم من الناحية النفسية ولكن على ان لا يكون الضرب ضرب مبرح
ولكن فقط ضرب خفيف يشعر الطالب بانه مخطئ وان عليه تحسين مستواه وبذا يجتهد الطالب ان لا يعرض نفسه للتهزئة
امام زملائه... ولكن آخرين من علماء النفس اكدوا ان ضرب الطلاب شيء سلبي ويؤثر عليهم مستقبلا... ولكل رأيه..
ولكن المهم واصل في ذكريات عطبرة ...
ودمت بالف خير وصحة وعافية

Quote: عطبرة، لاحولتن... خلق كتيرين، كانوا هناك... امكن السودان كلو، لو السودان كبير، المؤكد ان اهل عطبرة كلها كانوا حضورا انيقا... ياخ في المحطة ( كل الركاب، لهم احباب ) نحن احبابنا العمال، وهذه الصرامة؛ وحي الشعور؛ ديل ملح الارض ياخ، الارض اليباب.... ما بالسمنة وكدة! هذا نداء صاحب الباسطة يحث الزبائن بالقدوم، هذا النداء يظل يردده الطلاب ما تبقى لهم من مسيرة تلاتة ايام، ويظل معهم في مدنهم المختلفة، يردده عماد صباحي في طنطا، وطارق بشرى في كفر الشيخ، ومحمد عبدالله عبدالقادر عثمان ( كنا نحفظ اسمه صديقنا هذا محمد عبدالله عبدالقادر؛ في اخر عيد ارسل لي ايميل، وكتب اسمه حتى عثمان، قلت له:يا زول نحن ظللنا سنين حتى حفظنا لحدت عبدالله هسع شايفك لصقتا لينا عثمان) في اسكندرية كمان وكمان، وعادل السر في اسيوط، وجويدة في المنصورة............ منصورة يا غراء؛ لاحقا الحكومة منعت الشاب من ترديد ندائه اللطيف، لان الحكومة عاوزة فقط تسمع كلاما ويتردد صداه، ولان النداء يسعد الشعب لسبب او اخر، والحكومة حاجة بتسعد الشعب دي ما بتخليها ابدا، ياخ ديل مش صادروا اغنياتنا وافراحنا... افراح الشعب، ولاستاذنا السر قدور، كل الصحة، ليمتعنا كمان وكمان... فهو من اخر الناس القراب من نبض الشارع ومن ايقاعه، لا استبعد ان تكون الحكومة وراء اشاعة موته، لانه عاوز تحبط الشعب دا لاخر مدي؛ اي حاجة بتعكنن الشعب بتحبها الحكومة... تبا لها...... ، ( كتبت على سحابة فلتسقط الرقابة، فاحرقوا السحابة وصادروا السماء) ولامل دنقل في عليائه الراحة والسلام... واصبح الشاب يردد ما منعونا وكدة!! وصارت ايقونة لنا في مقبل السنوات، حكومة اوانطة بصحيح، لاحقا نهبط عطبرة في رحلة العودة يقابلونك ناسها، ناس حلولي ووليدخليفة، معاهم عواميد الطعام، مشيت مصر جيت السعودية؛ رجعت السودان في ظرف تسعة شهور، بعد يومين مشينا بحري انا وصديقي خلف( رفيق المشاوير الطويلة، والسنين) نحن اصدقاء من اكتر من تلاتين عاما ما زلنا... في احلى مطعم طلبنا المحمر والمشمر، دخلت ايدي يمين هنا وهنا، وشربت موية وتوقفت، خلف المتفاجيء: يزول مالك نعل ما عندك عوجة؟ شبعت، اضاف: يا زول انت كتا بتحب الطعام هسع بقيت ما بتحبو، بعد يومين تلاتة رجعت حيما لعادتها القديمة، رجع خلف فاطمان، انو الدنيا لسع بخشها ضوء، وان لحريف الطعام، اكيلة... اصبحنا في ابوحمد، اول صباح لنا خارج بيوتنا، لفت نظري ان كل القطر ينظف اسنانو، القطر ذاتو عندو فرشاة وبمعجونو، مسواك الحديد، اسم يطلقه اخي على ابن خالتنا الجلدة...

Quote: عبدالمنعم الطيب حسن

ياعبدالمنعم سلامات
إنت اخو خالد الطيب حسن؟

Quote: ولكن قرأت بحث لكاتب امريكي ويقول ان تأديب الطلبة الذين لا يؤدون واجباتهم المدرسية مفيد لهم من الناحية النفسية ولكن على ان لا يكون الضرب ضرب مبرح ولكن فقط ضرب خفيف يشعر الطالب بانه مخطئ وان عليه تحسين مستواه وبذا يجتهد الطالب ان لا يعرض نفسه للتهزئة امام زملائه..

طبعاً أختي بسمات كلامك مية مية وأتفق معك تماماً يجوز للمعلم ضرب التلاميذ الذي يتعلم عنده بقصد تأديبه وحمله على محاسن الأخلاق وزجره عن سيئها بشرط أن يكون ضرباً غير مبرج بلا يكسر عظماً بعيدا عن الوجه فرسول الله الكريم صلوات ربي وسلامه عليه أمرنا بضرب الأبناء عند بلوغ العاشرة في حال عدم التزامهم بالصلاة ... فكنا في سالف العصر أيام الدراسة نهاب المعلم ونحترمه أما الآن فالطالب يدخن أمام معلمه فقد زالت هيبة المعلم وبهتت صورته كثيراً في ظل العولمة وتقلبات العصر .

أذكر أنه من فرط حبنا لهذه اللغة التي غرسها فينا أستاذ السر عبد السلام كنا نذهب لمحطة عطبرة ( محطة الوطن الكبير) لنلاقي أكسبريس حلفا وكان وقتها يئن ويرن من كثرة الخواجات السياح الذي يأتون لمصر ومنها للسودان مستقلين القطار من مدينة حلفا وكنا مع صغرنا ألا أننا نقف معهم في المحطة وطبعاً القطار يقف أكثر من ساعة في مدينة عطبرة فنسألهم باللغة الانجليزية عن أسمائهم وجنسياتهم ومن أين أتوا وألى أين يذهبون وكانوا في غاية السماحة والتجاوب فلم يحرجوننا بل استفدنا من تلك المحاولات في تقوية اللغة الانجليزية . لن أنسى كذلك إبان دراستنا بمدرسة العمال عندما سرق أحد الطلبة المشاغبين ( لن أذكر الاسم بالطبع) سوط العنج والخروج به من المدرسة أثناء اليوم الدراسي وإلقائه من فوق سور مقبرة الأقباط التي تجاور المدرسة وتم استجواب الطلبة وحار أستاذ السر في الوصول للجاني ومعرفة مكان السوط ولكن بفطنته ودهائه أمر أحد الطلاب بالوثوب من فوق السور والتفتيش داخل المقبرة وبالفعل تم العثور على السوط وقام بعدها بإحضار بعض الطلبة الذين تحوم حولهم الشكوك وتبين أن أحدهم هو الجاني الذي قام بهذه الفعل .شيء لابد من ذكره مازال عالقاً في ذاكرتي وأنا أرى حال مدارسنا هذه الأيام .. كنا في حصة العلوم يتم تحويلنا إلى المعمل الذي كان يحتوي على كافة المحاليل والمركبات الكيميائية لغرض إجراء التجارب الكيميائية العملية للتلاميذ . فالمركب الكيميائي (.....) يقوم بتحويل ورقة عباد الشمس من اللون الأزرق إلى اللون الأحمر . وكذلك المركبات إذا كانت حمض أو قاعدة ، ولا أحكي لكم تفاعل الطلاب مع الأجهزة والأدوات والمواد الكيميائية أثناء اجراء التجارب العملية والله كنا نحس وقتها أننا علماء في الكيمياء . .بالله أين نحن الآن وأين طلبتنا من المعامل والمختبرات المدرسية التي ليس فيها حتى دورق واحد.
أذكر ذات مرة أنني في حصة العلوم في المعمل كنت في الصف الأول وغافلت أستاذ العلوم (سيف الدين) وشممت محلول كيميائي وغبت عن الوعب على الفور ولم أفق إلا بعد ساعات في مكتب المدرسين .
آآآه كانت لنا أيام في قلبي ذكراها ومازلت أطراها .

أخونا عبد العزيز
شكراً على رفد البوست بزكريات جميلة ..
ما بالسمنة وكده ...
كانت لنا أيام

بعد أن تعدينا المرحلة المتوسطة والتحقنا بمدرسة عطبرة الجديدة التي كانت تلقب (مدرسة الجلود سابقاً) لأنه تم بناءها بالعون الذاتي عن طريق التبرعات بجلود الأضاحي ، أحسسنا في تلك الفترة بأننا أكثر مسئولية .. ما أجمل تلك الأيام وما أحلاها دخلنا المدرسة حظينا منذ أن دخلنا الثانوي بمدرسين على أعلى مستوى ومن شتى الجنسيات حيث كان استاذ اللعة الانجليزية مستر (كيفان) خواجة بريطاني ، أستاذ الكيمياء مصري أسمه (كامل) وأستاذ الفيزياء مصري إسمه (جميل) وأستاذ الرياضيات إسمه (ميشيل) قبطي مصري وأستاذ الفرنساوي (إبراهيم البرلوسي) مصري كذلك وكان جلهم أيام التعاون المصري السوداني وإرسال البعثات التعليمية المصرية للسودان ، بالإضافة إلى أساتذة أجلاء سودانيين لم ولن أنساهم منهم الأستاذ النبيل العملاق القامة المبدع (ابو سارية) الدكتور / عثمان السيد محجوب رئيس قسم التاريخ بكلية التربية عطبرة - جامعة وادي النيل - حظيت وتشرفت أن أكون أحد طلاب هذا الإنسان النبيل إبان عمله في التدريس في مدرسة عطبرة الثانوية الجديدة في الثمانينات قبل أن يكمل رسالة الماجستير والدكتوراة ويلتحق بجامعة وادي النيل بكلية التربية ... رجل تفخر به عطبرة أم المدائن إذ أنه أحد ابنائها الذين خرجوا من رحمها الولود ومن الذين حملوا حبها في حنايا الفؤاد . ، ذكي ألمعي حصيف أديب عارف فطن خلوق ذا ثقافة واسعة المدارك وعلم غزير لا يضاهى .. إنه بحق بحر لا ساحل له في علم النفس والفلسفة والادب والثقافة والفنون ، فبالرغم من أنه يعتبر مرجعاً وموسوعة في علم التاريخ إلا أنه حظي بنصيب وافر في شتى ضروب العلوم ، فهو شاعر حاذق كيس فطن يجيد كتابة الشعر والقصة القصيرة وتمتاز كتاباته بالجودة والانسجام والرقة والجزالة ، علاوة على أنه بارع في اللغة العربية وعلومها وأصولها .

وانا بفتش في أرشيف سودانيز اون لاين .. لقيت هجو الأقرع ، وهو اظنه من مواطني عطبرة كاتب هذا البوست الأنيق....
وبعدما تقروا المقدمة دي حنكتب عبد العزيز الفاضلابي رد وقال شنو .. وندى صالح الطيب قالت شنو... بوست روعة عن عطبرة الثانوية بنين وبنات..

يقو ل هجو الأقرع:::

شهد الله اننى ترددت كثيرا قبل فتح هذا البوست ، و لعل ترددى منبعه كبر المسئولية فى الخوض فى امر يخص هامة وقامة عطبرة الحكومية الثانوية.

عطبرة الثانوية انشئت عام 1954 وكان شرف بدايتها للاستاذ عبدالرحمن عبدالله عبدالعال، وهى احدى منارات و معاقل العلم بالسودان ، وهى خامس مدرسة ثانوية على مستوى السودان.

نال شرف اول السودان ثلاثة من طلابها الشهيد مهندس محمود محمد شريف 1966 ثم الطيب الريح خلف الله باشرى 1974 وجمال عابدين حام78.

وقد اكرمنى الله بدخولها طالبا من الفترة 77 الى80 وشهدت يوبيلها الفضى وكان الشعار ، عطبرة الثانويه واحة وفاء وزمان مسرة

خرجت عطبرة الثانوية نجوم سطعوا فى سماء الحياة العامة فى مختلف المجالات ، وسوف نترك هذا الامر للاخوة للافاضة فيه.


ولعل اطلالة المدرسة على النيل من الناحية الشرقية مع ملتقى العطبراوى ، كانت من اهم ركائز ودوافع النجاح و النبوغ لطلابها

تميزت عطبرة الثانوية بجمال داخلياتها ، دقنه ، فريجون طابقين ، عنبر الوادى ، الزبير بجوار المسجد ، لوممبا بجوار الميز، سقى الله تلك الايام بكل خير ، كانت قبلة للمتفوقين من ابناء (الضهارى ) فى كل الولاية الشمالية ، للدخول اليها وداخلى كمان لابد من الحصول على 180 درجة فما فوق .

وعبد العزيز الفاضلابي رد بهذا التعليق,,,, وهو طلع انه من اسرة كلها أساتذة....

ومعليش ياود الشغيل قطعنا حبل افكارك .. بس قلنا هذه المداخلات يمكن تدخل في نفس سياق موضوع المدارس..
وبعدما نشوف كمان ندى ، من مدرسة عطبرة الثانية بنات قالت شنو.... واصل لينا الحكاية بالتفصيل .. وكلنا متابعة لصيقة..
بسمات..
........
ود عمى الاقرع كيف حالك
قطعا ابصرت نورا من اعمامى هؤلاء او احدهم.
الأستاذة:
عبدالقادر محمد على الفاضلابى
الطاهر محمد على الفاضلابى
عباس محمد عثمان الفاضلابى
عمر يوسف الفاضلابى
عباس القاسم الفاضلابى
عبدالله القاسم الفاضلابى
عبدالغفار الفاضلابى (مدرس تربية بدنية)
كل هولاء قامات ساهمت فى نشر النور فى ذلك الصرح الممرد.
بجيك راجع لحكاية العقيدة دى عندى ليك حكاوى عنها .

عطبرة الجميله بلد الحبيب

عبدالعزيز يا فاضلابي؛
تحية وسلام...
ليس لي اخ اسمه خالد؛
ولكن خالد دا اكيد ليهو اخو اسمه عبدالمنعم؛
وتسلم يا امير....
وانت يا الشغيل ركز معانا شوية!!!
والا اشتكيناك لمحمد عثمان او عبدالعزيز فكلاهما اصدقاء...

ولا يهمك يا بطل...

Quote: ومعليش ياود الشغيل قطعنا حبل افكارك .. بس قلنا هذه المداخلات يمكن تدخل في نفس سياق موضوع المدارس.. وبعدما نشوف كمان ندى ، من مدرسة عطبرة الثانية بنات قالت شنو.... واصل لينا الحكاية بالتفصيل .. وكلنا متابعة لصيقة.. بسمات..

بالعكس تماماً أختي بسمات فأنتي رفدتي البوست بروائع حتى صار ينساب عذباً فراتاً كالماء الزلال ... ليتك تمنحينا من وقتك وتزيني البوست بالمزيد

Quote: وانا بفتش في أرشيف سودانيز اون لاين .. لقيت هجو الأقرع ، وهو اظنه من مواطني عطبرة كاتب هذا البوست الأنيق....

والله فعلاً بسمات بوست من أجمل ما رأيت يدل على وفاء هجو الأقرع لهذا المدرسة التي تعلم فيها وقد أوفاها حقها بكلمات رائعات . فمدرسة عطبرة الثانوية كانت تجمع من بقاع السودان نوابغ الطلاب صاروا علماءا في شتى المجالات منهم الأطباء والمهندسين والبياطرة ولا أنسى العالم الفذ بروفيسير محمد عبدالوهاب عثمان الذي صار رمزا في وكالة ناسا للفضاء حتى أصبح مدير الحوسبة الفضائية لوكالة ناسا ولكن للأسف لا يتم
تكريم علمائنا الا بمحسوبية وجهوية ... من منا ينسى مدير المدرسة المرحوم علي صالح داود ابن أرقين غرب وادي حلفا ومن الأساتذه عوض فنون يرحمه الله واستاذ الرياضيات مدني واستاذ الأحياء محمد سيد واستاذ الكيمياء اوشي واستاذ اللغة العربية الفاضلابي وكذلك أستاذ الكيمياء / عبد الخالق وبدر الدين مركز استاذ الفيزياء والنابغة الاستاذ مصطفى الكشكول حيث كان يغطي تدريس جميع المواد بلا استثناء والفيلسوف عثمان السيد أستاذ مادة التاريخ والذي أصبح بعدها دكتوراً ورئيس شعبة التاريخ بجامعة وادي النيل . ..


http://sudaneseonline.com/board/330/msg/-1301588214.html

Quote: وانت يا الشغيل ركز معانا شوية!!! والا اشتكيناك لمحمد عثمان او عبدالعزيز فكلاهما اصدقاء...

حاضرين يا عبد المنعم الطيب حسن والله تاني ما بعمل كده

من ذكريا ت عطبرة التي مرت كالطيف وكالنسمة الباردة في جو قائظ هو الدكتور / سيد أحمد الخطيب إخصائي الباطنية فقد كتب عنه أخونا أحمد الشوش مقال بعنوان ( عن الخطيب أنا بحكي ليكم ) نصه كالآتي :

ما اعظمه من اسم ما اروعه من إنسان بل ما اطهره من ملاك من منا لا يعرف الدكتور الإنسان استشارى الباطنية / سيداحمد الخطيباكيد ان الكل يعرفه لكن قليلون منا من يعرفون انسانيته وتواضعه وطيبته وخلقه فحقيقى مهما كتبت ومهما قلت عن هذا الرجل سأجد نفسى مقصرا في حقه فباب عيادة الخطيب مفتوح لمن يملك المال ومن لا يملكه فكثيرا جدا ما يطلب من كاتب النمر عنده ان يعيد للمريض قيمة الكشف متى ما رأى ان حالة المريض المادية صعبه والادهى من ذلك قيامه بمنح بعض مرضاه الضعفاء ورقه للصيدلى حيث لديه حساب مفتوح ببعض الصيدليات للمرضى الذين يعجزون عن سداد قيمة الدواء او الذين يصعب عليهم شراؤه فهناك الكثير من الأسر العطبراوية التى يتكفل بنفقاتها البروف الخطيب وكان اجمل ما سمعته عنه خلال إجازتى تلك انه قد احيل للتقاعد للمعاش قبل حوالى سته اشهر ولكنه ورغم توقف راتبه الا انه ظل حريصا على الحضور للمستشفى يوميا وعلى مدار ساعات العمل الرسمية لمتابعة مرضاه وعندما يسأل لماذا يحضر للمستشفى ولديه عيادة خارجية يمكن ان يعمل بها طوال النهاركان رده انه يأتى لمرضى يحتاجون اليه وتلزم حالتهم الوجود بالمستشفى فكيف له ان يتخلى عنهم فى ظل عدم وجود بديل له وكان اروع ما اقيم له ورغم انه يقل كثيرا عن قامته الحفل الوداعى الذى اقامه له اطباء وحدته بالمستشفى وكيف تبارى الجميع ساعتها لالقاء كلمات الثناء له والتسابق فى تقديم الهدايا العينية التى تليق بمكانته وكم كان المشهد رائعا ساعتها والكل يتحدث عنه ولكن اروع ما فى ذلك الحفل هو عدد المرضى الذين تركوا فراش المرض واصروا على القاء كلمات التجلة له ولكن ولضيق الوقت وإزدحام البرامج المعد فى هذا اليوم تم الإكتفاء بتقديم ممثل عن المرضى ليلقى كلمة بالنيابة عنهم وكان المشهد مؤثرا وكل المرضى حزنى متباكين لعدم منحهم الفرصة للتحدث عن الطبيب الإنسان .
لله درك يا خطيب

نواصل في سرد الذكريات :

الأستاذ النبيل العملاق القامة المبدع (ابو سارية) الدكتور / عثمان السيد محجوب رئيس قسم التاريخ بكلية التربية عطبرة - جامعة وادي النيل - حظيت وتشرفت أن أكون أحد طلاب هذا الإنسان النبيل إبان عمله في التدريس في مدرسة عطبرة الثانوية الجديدة في الثمانينات قبل أن يكمل رسالة الماجستير والدكتوراة ويلتحق بجامعة وادي النيل بكلية التربية ... رجل تفخر به عطبرة أم المدائن إذ أنه أحد ابنائها الذين خرجوا من رحمها الولود ومن الذين حملوا حبها في حنايا الفؤاد . ، ذكي ألمعي حصيف أديب عارف فطن خلوق ذا ثقافة واسعة المدارك وعلم غزير لا يضاهى .. إنه بحق بحر لا ساحل له في علم النفس والفلسفة والادب والثقافة والفنون ، فبالرغم من أنه يعتبر مرجعاً وموسوعة في علم التاريخ إلا أنه حظي بنصيب وافر في شتى ضروب العلوم ، فهو شاعر حاذق كيس فطن يجيد كتابة الشعر والقصة القصيرة وتمتاز كتاباته بالجودة والانسجام والرقة والجزالة ، علاوة على أنه بارع في اللغة العربية وعلومها وأصولها .

اذكر لكم واقعة على سبيل المثال تبين معدن هذا الرجل وحسه المرهف ، فقد دخل علينا الفصل ذات مرة ولم نحس به لهدوئه ورزانته وكان الطلاب في هرج ومرج وأصوات عاليه تنطلق من داخل الفصل فتضايق وتمعّر وجهه وبدا على محياه حزن عميق وقد أحسسنا بذلك فهو مرهف سريع التاثر كما أسلفت ، فبادرنا قائلاً : (أبنائي أنتم بفعلتكم هذه قتلتم فيّ الروح فلن أستطيع تدريس هذه الحصة وأستأذنكم في أن أنسحب وأنشد قائلاً :
وقاتل النفس مأخوذ بفعلته **** وقاتل الروح لا تدري به البشر

خرج بعدها من الفصل إلى مكتبه والحزن يكتنف فؤاده فهرعنا مجموعة كبيرة من الطلبه فاعتذرنا له وطيبنا خاطره واستسمحناه أن يعفو عنا لأننا نحبه يريبنا ما رابه ويؤذينا ما آذاه .
لا شك أن جلنا تتلمذ على يد الكثير من المعلمين في شتى المراحل الدراسية منذ نعومة أظفارنا في المدارس الابتدائية مروراً بالمرحلة المتوسطة قبل التعديل ثم المرحلة الثانوية التي تسبق المرحلة الجامعية ، فبعض المعلمين لا يكاد يعلق بالذاكرة حيث يتم نسيانه بمجرد انتهاء المرحلة ومغادرتها للتي تليها ، لكن هناك من ينطبع حبه في الفؤاد وتتراءى صورته أمام أعيننا بين الفينة والأخرى ولا يبرح ذاكرتنا .. لذا كان لابد لي من وقفة مع الأستاذ النبيل العملاق القامة المبدع (ابو سارية) الدكتور / عثمان السيد محجوب رئيس قسم التاريخ بكلية التربية عطبرة - جامعة وادي النيل - الذي تفخر به عطبرة أم المدائن إذ أنه أحد ابنائها الذين خرجوا من رحمها الولود ومن الذين حملوا حبها في حنايا الفؤاد .

طبعاً كما هو معلوم أن فترة المراهقة يتفلت فيها الشاب بحكم مرحلة المراهقة فقد كنا في بعض الأحيان نغافل الوالدين رحمهما الله ونهاجر للحفلات وكان وقتها عطبرة تضج بكثير من الفنانين على سبيل المثال ( حسن خليفة العطبراوي ، حيدر بوتسودان ، كركور ، جعفر أحمد ، مصطفى مضوي ، محمد كرار ، محي الدين ، هاشم عثمان الشهير بهاشم خليوة ) وقبلهم ضجت عطبرة بجاز دانا وجاز السكة حديد . كنا نحب التجول في مدينة عطبرة فتارة نعدي الســكة حديد غربا متجهين نحو الداخــلة ونتجول في ســوق الداخــلة ثم نتجه صــوب حي الســودنة العريق مرورا بسـوق القيقــر فالقــيادة بشــارع المنتزهة تحت الاشجار الكثيفة الواقفة منذ سنين عددا والشامخة شموخ عطبرة مــرورا بالمدرســة الأميرية ثم مدرسة عطبرة الثانوية القديمة المعلم البارز والصرح التعليمي الكبير وتقابلك مساكن الشرطة مروراً بالسينما الجديدة خلف استاد عطبرة بجوار مدرســة الأقباط ثم العبور عبر بوابــة الســـكة حــديد لنخـــرج مع بداية شــارع الســلك متجهين نحو الجامع الكبير إلى فســحة المولد لندخــل الى الســوق من أمام عيادة دكتور فلبس مرقص محــروس أشهر طبيب أطفال قبطي في ذلك الزمن .. وكذلك الدكتورة فانيا محمود اخصائية الأنف والأذن والحنجرة والتي تجاور عيادتها عيادة د. حسن هيبة أكبر اخصائي نفسي في ذلك الزمن بحي السوق غرب البنك العقاري بالقرب من تقاطع شارع الشهداء مع الشارع الرئيسي .
أتذكر جيدا والدتنا رحمها الله حينما نعاني من التهابات الحلق واللوزتين تسارع وتأتي بنا لدكتورة فانيا محمود فقد كانت في منتهى الرقة في التعامل ومخلصة في عملها .. وقد عاصرت ابنها طارق في مدرسة العمال حيث كان الدفعة الي أتت بعدنا بسنتين وحسب علمي أنهم هاجروا لأستراليا واستقر بهم المقام هناك .

من المواقف والذكريات التي لن أنساها أنه ذات مرة في حفلة في الإمتداد الشرقي وكان معي صديق دراسة إسمو (الباقر الباقر ) سمي على أبيه تخليداً لذكرى والده الراحل لأنه توفى وكان الباقر وقتها في بطن أمه فصار الباقر الباقر حتى كنا نطلق عليه في لعض الأحيان (الباقر تربيع).. المهم قابلنا السر عكاز وكان مخموراً لا يعي ما يقول ، فقام سلم علينا وقال لي : ما عرفتنا بالأخ .. فقلت له : ده أخونا الباقر الباقر .. فضحك ووجه الكلام للباقر وقال ليهو ... ( عليك الله ده إسم شنو ؟ أبوك ده مجنون ولا شنو ؟ الأسامي كملت ولا شنو ؟ أنا ما أستبعد يكون سمى أخوك الثاني (عبد القادر عبد القادر) .
** كسرة السر عكاز ده من ظرفاء عطبرة وقد وثقت له سلسلة حلقات عن قفشاته منشورة في المنبر على الرابط التالي :

http://sudaneseonline.com/board/490/msg/1452671188.html

عزيزي القاري إذا أردنا أن نستطرد أكثر وأكثر في سرد الذكريات فستطول رحلتنا لكن يكفى من السوار ما أحاط بالمعصم .

أخيراً أقول : الذكريات عبق من الماضي يجمل الحاضر فنحن نجمل حاضرنا بتذكر واجترار ذكريات الماضي فمهما طالت الأعمار ... وامتدت الأزمان سنكون يوما ما ذكرى .

كل ما استمع إلى المبدعين حسين شندي والبلابل عندما يتغنون باغنية قطار الشوق اتوقف عند هذا المقطع :-
نسائم عطبرة الحلوة تهدينا وترسينا
التحية لك ابن عطبرة الاخ الهادي الشغيل وكل ساكنيها تشرفت بزيارتها للمرة الاولى في اوائل التسعينات وكم كانت ايام جميلة واتمنى ان تتاح لي الفرصة ثانية.
واصل ونتابع ..

أخونا عاطف :
لك مني التحيات الغوالي وعطبرة هي من سعدت بزيارتك أيها الغالي ...
أهديك موضوع منقول كتب عن عطبرة مؤخراً :

عطبرة ..مدينتي الساحرة كم احبها

من منا لايؤمن بمقولة بلادي وان جارت علي عزيزة واهلي وان ضنو علي كرام
حدق العيون ليك ياوطن
كلمات رائعات تبعث في النفس لوعةوفي الاحاسيس دفء وفي المشاعر رقه
السودان وطن يسع الجميع "كل الاطياف والسحنات
ولكن بلا شك كل منا ينتمي الي وطن اصغر هو مدينته التي شب وترعرع ونشاء فيها
نهل من معين حبها عاش مع اهلها اتراحها وافراحها
يفخر بها بين بني وطنه ..

وحق لي كغيرى ان افتخر بانتمائى لعطبرة الصمود
عطبرة عاصمة الحديد والنار
عطبرة التي انجبت لنا الافذاذ في كافة مناحي الحياة ثقافيأ وفنيأ وسياسيأ
وليسمح لي الجميع ان اتحدث عن مدينتي الرياضية

تعتبر مدينة عطبرة من اوائل المدن التي تم انشاء استاد بمواصفات جيده فيها
حيث تم بناء استاد مدينة عطبرة عام١٩٢١ واعيد بعد ذلك بناءه وتجديده ليكون حاليأ من اجمل استادات السودان
وتحاط مدرجاته الشمالية والجنوبية باشجار النيم التي تكسي الاستاد حلة زاهية ويستظل بظلها رواد تلك المساطب الشعبية
قدمت عطبرة لمنتخب الوطن العديد من اللاعبين منذ الستينات واذكر منهم علي سبيل المثال
اللاعب اللبودي لاعب الامل عطبرة الذي رفض عروض الهلال للتسجيل اليه في السبعينات
عوض الظريف لاعب المريخ العطبراوي . حسين احمد عبد الرحيم (صعوط) من الشاطي عطبرة
نور الدين من الشبيبة..محمد علي حسن (ود علي) من الشاطي والذي شارك مع الفريق الذي قاد السودان للفوز بامم افريقيا مطلع السبعينات
كما انضم الكثيرين لفرق العاصمة والولايات ومنهم علي سبيل المثال اللاعب محمدنور الدين من الشبيبة للهلال في السبعينات
الحارس الفذ زغبير من الشاطئ للهلال شوقي عبد العزيز من الشبيبة للهلال
بكري عبد الجليل لاعب ومساعد مدرب الهلال..احمد سالم من الشاطئ للمريخ العاصمي
عبوده من المريخ للمريخ العاصمي ...الاسطورة الطيب سند من الوادي للمريخ
عوض الحاج من الهدف للهلال ثم الاهلي ...مصطفي ابو الريش من النيل للمريخ
حسون من الشاطئ لاتحاد بورتسودان..هاثم سليم من الشاطئ للتحرير البحراوى
امين اللبودي من الشاطئ لبورتسودان عبد الوهاب عتري من الامل للاهلي العاصمي ..شاكر شمس الدين من الهدف لهلال بورتسودان ..محمد سراج من الكوكب للمريخ
اسامة حاج ماجد من النيل للشبيبة ..عوض عبوده من الشبيبة لمريخ الثغر ..اسماعيل اسحق من الهدف للاهلي عوض من الهدف للاهلي العاصمي ..رزق من الكوكب لبورتسودان...ايمن الكاس من الشاطئ للميرغني والمريخ العاصمي وهلال الساحل وشقيقه احمد الكاس
ويكفي ان منتدانا يضم اروع الاعضاءاللذين لعبوا لعطبرة الرائع دكتور اسامة والفنان محمد عطا ..وفتاشة الذي جاب كل مدن السودان حيث لعب في اغلب اندية عطبرة وكوستي وبورتسودان

الاندية بالمدينة
تضم مدينة عطبرة عددأ كبيرأ من الاندية الرياضية بمختلف درجاتها الثلاث وتتبع جميعها لاتحاد كرة القدم المحلي بالمدينة
وتعتبر من المدن القلائل التي لها نشاط مستمر لقطاعات الناشئين والروابط والتي تقام لها دورات رياضية علي مستوي المدينة وطوال الموسم مما شجع كثيرأ علي نهضة ودعم الفرق
ويمثل المدينة في منافسات الدوري الممتاز بطولة السودان الكبري ..فريق الامل العطبراوي سفير المدينة والولاية في تلك المسابقة والذي ومنافس
من ست او سبع مواسم وهو يحتفظ بموقعه ضمن تشكيلة اندية الممتاذ ويعد من الفرق القلائل التي ومنذ انضمامها لاندية الممتاز ولم تفارقه كما يعتبر الامل الفريق الثالث بعد الهلال والمريخ من حيث تحقيق اعلي نسبة دخل في المباريات

هناك الكثير عن الكرة العطبراوية ولاعبيها واداريها وجمهورها الذواق ولكن عجلت التاريخ قد يعتريها النسيان احيانأ ولكن ستظل هنالك زكريات واسماء خالدة قل ان يجود بها الزمان
فهنيئا لنا ان رضعنا من ثدي عطبرة الحلوب وشربنا من نهرها ونيلها وهنيئأ لها وهي قد انجبت افذاذأ في كل المجالات
وقطار الشوق متين ترحل ترحل تودينا
نزور بلدأ حنان اهلا ترسا هناك ترسينا

http://up.arabseyes.com/ http://games.arabseyes.comالعاب