ما اكثرَ الذكورَ !! وما أقلََّ الرجالَ !!!

ما اكثرَ الذكورَ !! وما أقلََّ الرجالَ !!!


05-29-2007, 05:22 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=483&msg=1255660493&rn=1


Post: #1
Title: ما اكثرَ الذكورَ !! وما أقلََّ الرجالَ !!!
Author: عبدالرحمن الحلاوي
Date: 05-29-2007, 05:22 AM
Parent: #0

نقلتو ساي

Quote: شاهدت خبراً كالصاعقة نزل عليّ وودت لو أبكي بحرقة على تغير الفعلي في سايكولوجية الرجل السوادني عندما عرضت قناة الجزيرة خبراً مفاده (عرض أزياء رجالي في السودان) افتتحه السيد وزير الصناعة جلال الدقير (لا حول ولا قوة الا بالله)!!.



فجأة تذكرت الحكمة التي قالتها لي صديقتي: "ما اكثر الذكور وما أقل الرجال". الآن فقط عرفت صحة الحكمة التي قالتها لي صديقتي، وجدتني احسبن الله كثيراً وأقول ما هذا الهراء؟ هل هذا ما جئتنا به من لندن يا سيادة الوزير؟ الشعب يحترق بنيران الغلاء والأمراض ويموت الأطفال في دارفور وتغتصب النساء، وأنت يا سعادة السيد الوزير تقدم عرضاً للأزياء الرجالية؟!.



منذ متى والرجل السوادني الأصيل الذي عرف بجلبابه الأبيض الناصع، مثل قلبه تماماً، يختال كالمرأة جيئة وذهابا ليعرض ثيابه؟ هذه الجلابية التي عرفه بها كل العالم تمثل قيم وشجاعة وأمانة الرجل السوداني.. ما تلك البدعة يا سيادة الوزير؟ والذي يحزن اكثر ان تلك الفكرة لو كانت من اي انسان آخر لتم قبولها، ولكن من جهة رسمية ومن وزير، هذا ما لا نطيقه. اين الرجل السوادني بجبته المرقعة وجلابيته البيضاء؟ اين احفاد بعانخي وعلي دينار والمك نمر، هل اصبحوا يختالون في ثياب يعرضون اجسادهم عليها؟ وأين الإسلام تحت ظل الدولة والمشروع الحضاري الإسلامي؟ هل تذكرون الأحاديث التي قرآنها منذ الصغر.. وكيف ان عمر بن الخطاب كان يلبس؟ هل عاد لنا الوزير حامل الجنسية الإنجليزية بعد أن دحر اجداده الاستعمار الإنجليزي وذهب لهم واحتمى بهم وعاد منتصراً حاملاً الجواز الإنجليزي ليشبه رجالنا الذين كانوا يصرعون الأسود والتماسيح ليستلب افكارهم بتلك الأفكار الغربية من عاداتنا ويجعلهم كما النساء يعرضون ما يلبسون؟!!.



لا يا سيادة الوزير، هم احفاد الملك بادي ابو دقن الذي مدحه الشيخ عمر المغربي مفتي الأزهر وقال:



الى حضرة السلطان والملك الذي



حمى بيضة الإسلام بالبيض والسمر



فهنالك عرض آخر للرجل السوداني الشجاع وهي (العرضة) او الرقصة المميزة له، و(البطان) الذي يدل على شجاعته وقوته، اذ لا يهاب السياط ويقف كالجبال والدماء تنزل منه ولا يأبه. لا سيادة الوزير، لن نسمح لك ان تغير من طبيعة رجالنا وتجعلهم أشباه رجال، لا تأخذهم الى العروض التي خصصت لتعرض فيها النساء الغربيات اجسادهن.. لقد ثأر المهدي عندما رأى موكب زفاف لرجل من رجل، وأبت رجولته وأنفت قيمه التي داخل نفسه الرجولية الأبية ان ترى ذلك المنظر البشع. سيدي اقرأ ما كتبه نعوم شقير عن السودانيين، ولك مقتطفات منها علها تذكرك بأهلك وليس جوازك الذي قدمت به تلك المهزلة.. فقد قال نعوم شقير عن السودانيين:



"اخلاقهم حب الضيافة والكرم والمروءة والشهامة وحب الغزو والنجدة والأخذ بالثأر ومراعاة الجار واحترام العرض وتميزوا بالعناد واحتقار الموت والصبر.. وكان الرجل يموت منهم جوعاً ولا يستذل بالسؤال، والرجل المريض منهم مهما اشتد المه لا ينطق بكلمة تدل على تألمه، وكذلك المضروب في البطان لا يبدي أقل توجعاً مهما اشتد عليه الضرب. ومن أكبر العيوب عندهم الفرار من القتل، فإذا قتل احدهم شخصاً وقف في مكانه ينتظر مصيره بالتسليم وكامل الصبر. ومن المعايب عندهم الفرار من ساحة القتال فإذا قتل فرسه وانكسر قومه يفترش فروته ويجلس عليها الى ان يأتي العدو فيقتله او يأسره. والبطان للمباهاة بالقوة والجلد، ويقول الرجل مفتخراً بنفسه فيهز سوطه وسط النساء ويقول "ابشرن بالخير انا اخو البنات عشرة".



وإذا احب شاب فتاة فإنه يتباهى برجولته ويقف امامها ويهز السكين فوق رأسها تعبيرا عن قوته في الدفاع عنها، ويشرع في جرح ساعده وصدره الى ان يلطخ رأسها بدمه وتأخذ النساء من دمه وهن فرحات ويطلقن الزغاريد ويطلخن به جبين محبوبته ويغنين له:



غني وشكريه يا جدي بومات



بلال ود علي اسد الخلا الفتات"



فليأت بعد كل هذا ويرى نعوم شقير الرجال بدلاً من ساحات القتال والشجاعة اصبحوا في (الديسك) يتمايلون ويتخايلون عرضاً لأزيائهم واحسراتاه.. ثم ذكر نعوم شقير ملابس هؤلاء الأبطال الرجال وقال:



"يلبسون السراويل وفوقها ثوب من الدمور او الدبلان، ويلبس كبارهم القفاطين والجبب، وهم يحلقون رؤوسهم ويتعممون بعمامة بيضاء فوق طاقية من الدبلان". وفي كتاب آخر وهو (الطبقات) ذكر عن ثقافة السودانيين انهم (عرفوا الكتب المتداولة بين ايدي علماء زمانهم، وكانوا يجمعون نوادر الكتب (اي الكتب النادرة)، ولم تقف همتهم عند قراءة الكتب فقط، بل شاركوا في التأليف من كتب الشرح والاختصار او نظم المتون".. ويسروا سيرة النبي (ص) وغلب عليهم التصوف وانتشرت الطرق الصوفية وألف السيد محمد عثمان الختم كتاب (تاج التفاسير)، وكان حال المشايخ قائماً على العبادة والمجاهدة والانقلاع عن الدنيا وما بها ودخلوا الغيران يمكثون بها الشهور الطوال منقطعين الى عبادة الرحمن.. وبعد كل هذا يأتي احفادهم ويتشبهون بالنساء.



وقالت لي صديقتي: لا تستغربي من ذلك، وذكرت انها ذهبت لإحدى الشركات التي تبيع ادوات التجميل النسائية، ففوجئت بأن اكثر الزبائن من الذكور. فقلت في نفسي اذن لذلك سمي ذلك العرض او كان عنوانه (عرض ازياء للرجال والنساء خلف الكواليس).



حرم الرشيد شداد - صحيفة السوداني