لوسي كجيك وأعوانها

01:56 AM Nov, 17 2015

سودانيز اون لاين
mustafa mudathir-Canada
مكتبتى
رابط مختصر

كلب في الصباح
------------------

يصحو في الثالثة بعد منتصف الليل.
ينظر للمنبّه. يتأكد أنه موقوت لزمن قادم.
يسأل ربه لماذا أيقظتني في هذه الساعة ومَن هم رُسلك لهذا الإيقاظ الباكر؟
يفتح مصباحاً صغيراً بجانب سريره.
يلتقط جيتاره. يكتشف أن كل شيئ بدا معداً وإلهياً.
يضرب وتراً معيناً. يتسمّع، لا شيئ.
يضرب وتراً آخر. يندلع نباح من غرفة مجاورة. نفس ذلك النباح الذي أيقظه.
يلوذ بالصمت. يحك أسفل ركبته اليمنى. يعاود ضرب الوتر الأخير. يندلع نباح الكلب. يتأكد أن كل شيئ كما هو معد لشيئ وإلهي.
يتسلل من سريره عبر صالة صغيرة تلي مخدعه. يتلصص من ثقب الباب. يُخرج رأسه ليرى ما في الممر. تحرز عيناه منظوراً ممتداً تطل عليه غرف الهوتيل.
لا أحد في الممر، كما توقع. يتراجع لغرفته، لسريره. يتناول جيتاره مرة أخرى ويضرب ذلك الوتر. يندلع عواء الكلب.
لم يكن كالكلاب التي خبر عواءها. إنه فيما يبدو كلب صغير، ذلك النوع المصمم للعواء. بالقطع ليس عواؤه مثل عواء كلاب وكلبات يعرفها.
كلبُ تلك السيدة التي قتلت زوجها، في آخر مطاف تذكره لها، كان ذا صوت مبحوح. وكان قليل العواء لأن العواء كان يرهقه. تذكر الناس أن كلبها لم يعوِ حين قتلت زوجها واختلفوا في سبب إحجامه عن العواء.
يضرب الوتر مرة أخرى ويركض نحو ثقب الباب. لا أحد في الممر. يخرج ليتحسس طريقه من مصباح غرفة لآخر. لا يحس بوجوده أحد، لا يحس بوجود أحد. يقف عند سلم ومصعد.
يتذكر أن هناك طابق علوي للهوتيل. يختار السلم. يصعده بحذر وينظر من نهاية السلم عبر الممر في الطابق العلوي. لا أحد هناك. يتراجع بحذر نحو غرفته. يحس به الكلب. الكلب وحده. يعوي عواءاً ناعساً.
يعود لطاولة قرب سريره. يتجه نحو حاسوبه. يصحو الحاسوب بلمسة. تطالعه رسائل لا يحفل بها. يبحث عن صديق معين. يكتب له:
- كيف كانت حفلتك بالأمس؟ يرد الصديق بعد فترة
- حفلتي غداً!
يكتب له:
- وأنت تحضّر لها قل لي كيف كانت تنام كلبتك؟ أقصد أنك حكيت لي أنها كانت تنام على صوت عزفك. ماذا كنت تعزف لتنام كلبتك؟ أجابه الصديق بعد لأي:
- سؤالك غريب. لماذا لا تجرب كورد ري؟
- جربته! لا ينفع، هنالك مشكلة في كورد صول، مع الكلاب أقصد!
ينام في انتظار رد من صديقه، ينام الكلب في غرفة مجاورة.
يصحو قبل المنبّه. تمتد يده ليغلقه قبل أن ينطلق. يستحم وهو شبه نائم ثم يراجع صفحة الطقس على حاسوبه.
برد شديد ورياح.
يرتدي كل ملابسه. يضع قناعاً واقياً من البرد. يقرر أن يضع يديه داخل قفازين.
يخرج من غرفته كشخص مكلّف بعملية.
يتخيّر طعامه عند صالة الإفطار ويجلس على طاولة في طرف بعيد من الصالة.
تدخل عجوز بصحبة زوجها. تقول العجوز:
- بالتأكيد إن فظاعة عزفه هي سبب هياج الكلب.
يتطلع زوجها للحديث مع راعي الهوتيل، المنشغل بمكالمة هاتفية. يتفرغ لهما راعي الهوتيل ويسأل العجوز
- نعم سيدي، هل قضيتما ليلة مريحة بالأمس؟
يغطي ما فاض من هيئته بصحيفة الصباح العريضة. يختبئ خلف إعلان ضخم لشركة تويوتا. ويسمع العجوز:
- ليس بالضبط يا إبني. لديكم موسيقي لا يعرف ما يعزفه. لقد حاول كلب جرئ في غرفة قريبة أن يوقفه عند حده لأنه فظيع.
ثم تضيف المرأة:
- يا إلهي! لقد كان فظيعاً! لكن الكلب أبلى بلاءاً حسناً في اسكاته!
يتذكر خلف صحيفته، تحت عادم السيارة التويوتا المعلن عنها، أنه لم ينم أكثر من ساعتين.
لكن صوتاً آخر فيما وارء طاولته يقول:
- أعتقد ان أي شخص لا يعرف كيف يصدر أصوات جميلة في هدأة الليل عليه أن يسأل أحداً. يمكنك أن تجوجل أي شيئ في زمننا هذا، اليس كذلك يا صديق.
فيجبيه مسؤول الهوتيل بحماس:
- نعم، نعم. معك حق! في الواقع لدينا موسيقى داخلية نبثها في الغرف.لمن يشاء.
يحكم غطاء نفسه بتلك الصحيفة العريضة فيسمع صوت سيدة أخرى تنادي كلبها:
- تعال يا كوتي. لقد نمت نوماً هنياً وها نحن الآن حاضرون للإفطار.
يضطرب راعي الهوتيل وهو يقول للسيدة:
- صباح الخير سيدتي، يبدو أن كلبك كان مبسوطاً بالأمس.
تقول له ضاحكة:
- لا يا عزيزي، لم يكن مبسوطاً فهو لم يشرب معي شيئاً ولكنه يتحسس من سوء العزف على الجيتار. سنكون غداً في لاس فيجاس، وسيستمع لموسيقى لا حد لها!
يقول لها راعي الهوتيل بألمٍ بادٍ في صوته:
- لاس فيجاس؟ لا شك سيدتي!
تهتف السيدة بكلبها: هيا كوتي! كم أنا غاضبة منك!
يرخي صحيفته بمهابة لم يتوقعها في نفسه ليرى هذا الشيئ يتلوى من الدلع. كائن أبيض يتفوّق قليلاً على فأر جسور أهملته الحكايات المسرفة.
يتفحص ببصره ذلك الكلب الصغير، يحاول أن يتخيّل زوره، حنجرته تلك التي تمضي في أغشية النوم، تمزقها بلا حسابٍ أو مراعاة لأهداب متعبة. ولا يرى شيئاً ذا بال.
يتلبد داخل الصحيفة، بإعلانها عن سيارة جديدة، ويمضي في برد الصباح.

سلامات يا مصطفى
بديع الشغل ده.
دائما اتعاطف بشدة مع الناس البكونوا مفتكرين انهم بغنوا او بعزفوا كويس و هم في الحقيقة ليسو جيدين
و استاء بصورة اشد عندما يجعلوا منهم اضحوكة في برامج المواهب و المسابقات.
بس انت و تاج السر الملك الليلة طاريين الكلاب مالكم.

يا مصطفى، صباح الخير،
هل القصة دي مترجمة من لغة تانية؟
شنو راعي الفندق دي؟
دا كلام خلايجة
وبعدين الكلب بنبح ما بعوي إلا في بعض الحالات ليس من ضمنها الانزهاج من العزف الأشتر على الجيتار.

القصة حقيقية وما مترجمة

Quote: وبعدين الكلب بنبح ما بعوي إلا في بعض الحالات

الكلب بنبح والجمل ماشي. يعني ما لقيت غير الحتة دي؟ رأيك شنو في القصة.

فكرتها ضحكتني ضحك شديد، وذكرتني روحي مع الآلات الموسيقية، الفرق الوحيد انو انا من زمان شديد كلموني بانو زمني فارق جدا لدرجة الضرسة

يا جماعة، وين لوسي كجيك دا؟

Quote: Ÿيا جماعة، وين لوسي كجيك دا؟

ما تتعب كتير يا أبوبكر. لوسي كجيك وأعوانها دا إسم البوست.
إنت هسع في زول سألك من إسمك؟
بعدين للأسف، القصة ليست عن موسيقي فاشل، أو زول بيزعج
الناس بي عزفو. نو!
د. سيف برضو وقع معك في الخطأ الإسكانوي، او خطأ قراءة المساح
وانا المساح دمع البكا....

صاح كلامك ليست عن موسيقي ردي، يبدو اننا انجرينا خلف الرواية الصباحية الملفقة لنزلاء "الهوتيل" زايد انو مداخلتي التانية حاولت اصلح بيها الأولى.
الاسكانر

قصة جميلة ذات انتقالات سريعة ومساحة لتوليد الأسئلة في ذهن القارئ ..
طالعتها في المدونة ..
فكانت هذه الخاطرة الاستفهامية..
غايتو الكلب القزم دا تكون ترددات صوتو من النوع الذي لا يرهق الأذن ولكن يكدر الأعصاب ..
أي الصوتين كدر الأخر الجيتار أم الكلب؟
بل دعنى أسأل بوضوح أيهما كان المشاتر؟
أوتار الجيتار أم حبال الحنجرة ؟
أبدا..
أعتقد كلاهما بحاجة لدوزنة أعصابه..
لا هذا ولا ذاك ..
يبدو أن الكلب بحسه المخاباراتي كان يكفر عن صمته ..
عن ذلك الخوف الذي ألجم حنجرته يوم قتل صاحبه عازف الجيتار من قبل زوجته.
شكرا مصطفى.

يا سلام يا ملك يا أستاذ
أقدّر جداً تفاعلك مع النص وصدورك عن روح ناقدة تعي ما تقول.
طبعاً افصاحك عن قراءة للنص هو تأويل له ولذلك لا اجابات عندي
لأسئاة، فلكلينا مفاتيحه للنص. ولكن ذلك الحس بشيئ حميد من جانبك هو ما
أحسست به. وبعدين ياخي لفتة بارعة إنك تقول إنك قريت النص في
مدوّنة يامصطفى!
لكن لازم نرجع للبستفة والمشاغلات،
ياخي زي الاسكانر دا!
يعني ما طلع من النص دا كلو إلاّ بكونو الكلب ينبح ولا يعوي وبعدين
يغالط روحو ويقول ليك بيعوي مرات! الله! هو في إيه؟ ما يا إما بيعوي
ولا ما بيعوي! والاسكانر بيكون النوع ال بيعوي داك لما ي ط شم، كلنا
عوينا يا بكور!
أما فكرة الموسيقي الفاشل في العزف فهو قد لطشها من دكتور سيف!
شفت كيف؟ وبعدين الاسكانر ما بيسأل زي حضرتك يا ملك، يعني
سؤالك دا :

Quote: أي الصوتين كدر الأخر الجيتار أم الكلب؟

دا سؤال المتفاعل مع النص بحق لأن النص، أي نص، هو إقتحام لفضائك
لابد أن تتداركه بالأسئلة لكن البحث عن قشور زي الكلب بيسوي شنو
ولوسي كجيك وينها! لوسي كجيك هسع أستاذة في جامعة أمريكية، أقعد
اتمحرك لي!
قالت العرب:
- عَوَى الذِّئْبُ أَوِالْكَلْبُ أَوِالثَّعْلَبُ أَوِابْنُ آوَى :- : صَاحَ صَوْتاً مَمْدُوداً

Quote: والاسكانر بيكون النوع ال بيعوي داك لما ي ط شم، كلنا عوينا يا بكور!

وحياتك يا درش لا بطشم لا حاجتين
لكن بعوي وكت نطشم نحن.
-------
بعدين انت اقعد بستف فيهو كدا ولمّا يهبشك تقوم تخلي المنبر وكمان تسوق معاك أسامة

Quote: لكن بعوي وكت نطشم نحن.

ههههههههه! كتلتني بالضحك!
يا معاوية الساعة عندي 10:31 مساء وقايم بدري، قدّامي جليد
أديني رضاك. باكر قريب.

صدق يا مصطفى، استعمالك ل "يعوي" دي صاح!
الكلــــب بعوي لمان يشوف ليهو شيطان أو جن أو يكون مكلوب*
والشيطان هو ذاتو التوّر زولك دا من النوم
مواعيد حوامة الشياطين يا ها الساعة تلاتة ص

ـــــــــــــــــ
* لغير البياطرة مكلوب تعني مصاب بداء:
الكَلَبُ : مرض مُعْدٍ يعرف برهبة الماء ، ينتقل فيروسه في اللُّعاب بالعضِّ من الفصيلة الكَلبيَّة إِلى الإِنسان

سلام مصطفى والجميغ
هل علاقة الموسيقى بالكلب علاقة قديمة /تناسخية او وجدت فى حيوات اخر ؟
وهل هى علاقة ضمنيا فيها شىء من الحميمية والالفة و التقارب ؟
اعتقد ان بعض العبارات داخل النص المتماسك تقود بلا شك الى ذلك .
- (يسأل ربه لماذا أيقظتني في هذه الساعة ومَن هم رُسلك لهذا الإيقاظ الباكر؟
من هم هؤلاء الرسل/ الرسول ؟ اظن انها روح قديمة للكلب تعودت ان تنام بهدوء فى ما مضى تحت الانغام (وان كانت شتراء)
ويمكن الاستشهاد بقول صاحبته (- تعال يا كوتي. لقد نمت نوماً هنياً).....وابضا قول راعى الفندق (صباح الخير سيدتي، يبدو أن كلبك كان مبسوطاً بالأمس)
و ايضا ( ويضرب ذلك الوتر. يندلع عواء الكلب ) عواء الكلب هنا دليل سرور ما /بهجة او فرح داخلى ولم يكن نباح لان النباح اهتياج /خوف /غضب
وهو عكس الحالة النفسية للكلب وقد افلح الكاتب /صديقنا - ان صح لى- مصطفى فى توظيف مفردة العواء هنا.
اذلية العلاقة بين الموسيقى والكلب قد نجدها ايضا فى استخدام لفظ الفار الابيض الصغير والذى اعتقد انه اشارة الى عمر الكلب (الصغير) وقت هذه العلاقة
التى تناسها الموسيقى او دُفنت فى قعر الذاكرة بينما بقيت عند الكلب بما عُرف عنه من الوفاء.

شكراً ومرحياً بأمير الأمين

Quote: هل علاقة الموسيقى بالكلب علاقة قديمة /تناسخية او وجدت فى حيوات اخر ؟

Quote: اذلية العلاقة بين الموسيقى والكلب قد نجدها ايضا فى استخدام لفظ الفار الابيض الصغير والذى اعتقد انه اشارة الى عمر الكلب (الصغير) وقت هذه العلاقة التى تناسها الموسيقى او دُفنت فى قعر الذاكرة بينما بقيت عند الكلب بما عُرف عنه من الوفاء.

سعيد أنا والله بأن النص ولّد عندك هذه التساؤلات.

وبحق فإن علاقة الكلب في حياتي أنا شخصياً بالموسيقى هي أمر مؤكد. فلقد (سعيت) الإثنين في كل مراحل عمري.

الموسيقي في هذا النص هو إنسان معزول ومعاقب على عزلته.

شكراً لك مرة أخرى على مداخلتك.

البوست لمن يريد أن يعرف عن لوسي كجيك سيتواصل في المدوّنة.

وبالمناسبة فإن الكجيك هو وجبة سودانية من السمك المجفف. ولكن

كجيك والد لوسي... فهذا أمر آخر ستتضح معالمه فيما بعد.

السلام و التحية للاستاذ مصطفى مدثر و الضيوف،

Quote: لغير البياطرة مكلوب تعني مصاب بداء:الكَلَبُ : مرض مُعْدٍ يعرف برهبة الماء ، ينتقل فيروسه في اللُّعاب بالعضِّ من الفصيلة الكَلبيَّة إِلى الإِنسان

لا و انت الصادق يا البيطرى الهمام، داء الكلب ينتقل أيضاً عن طريق الخفاش (أبو الرقيع) فى بعض المناطق بس فى بعض أنواعه المصابين ما بيخافو من المويه، لو كلامى غلط ما عندى مشكلة لأنى من غير البياطرة فقط بكون أفتيت من غير علم.