نداء للاخوة في السويد .. نريد أن نعرف عن السيدة مارقريت التي وهبت حياتها لقريتنا

08:02 AM Nov, 12 2015
سودانيز اون لاين
علي عبدالوهاب عثمان-جدة
مكتبتى
رابط مختصر

هذه السيدة / جاءت إلى قريتنا في مستشفى البرقيق ..
كان ذلك تقريباً في عام 1977م كان هناك وباء إسهال مائي ..
ويقال إنه كان كوليرا ..
بحكم أنني مقيم في القرية معلم مرحلة ثانوية عامة كنت أتواصل معها
كانت نموذج للانسانية .. قل أن تجد مثلها .. كنت أراها .. تحمل الاطفال في حضنها
في عنبر الاطفال .. رغم مستويات النظافة الجسدية وأمراض الاسهال .. تفرغت فقط
للعناية بالاطفال .. وظلت في القرية حتى التسعينات .. وفي أحدى إجازاتي سألت عنها
فقالوا أنها سافرت إلى بلدها ..
ذهبت إلى إدارة المستشفى وسالت عن مستند عنها صورة من الجواز السفر أو الرقم ... الخ
لم أجد اي شيء مادي يستند عليه فقط ( مارقريت السويدية )
سبحان الله الذي يسخر من يشاء من خلقه ..

هل يمكن السؤال عنها في الوزارت المختصة بالسويد ؟ الصحة مثلاً كممرضة ؟

وقد كتبت عنها بعض الخواطر أنقل لكم بإختصار ..

UP

***

تحياتي علي

واصل أخ/على بالبحث عنها إنت أصيل وهى شخصية نادرة...أحكى لينا عنها أكثر....تسلم

أبوجهينة أمبس ..
تحياتي استاذنا الكريم .. صاحب الجروف الرائعة واليراع المترع بكل جميل ..
كنت أتمنى من التجمعات النوبية تكريم هذه المرأة مارقريت ..

لقد كتب عنها خواطر كثير وهذه أحداها :

مارقريت السويدية .. وساتي الولي ..
لا أدري كيف جاءت هذه السويدية الى مستشفى البرقيق لماذا تترك واحدة من اجمل بلاد العالم وأرقى المجتمعات تقدماً ورفاهية لتعيش في ضواحي الدنيا حيث الحر القائظ والاتربة وحشرة النتما والعقارب .. ليس تقليلاً من شأن قريتي البرقيق ولكن مقارنة بالسويد فإن أرقى احياء العاصمة لدينا بالنسبة لمدينة مثل (استوكهولم) تبدو كالسكن العشوائي .. بكل خفة ورشاقة انطلقت مارقريت في خدمة اطفالنا داخل عنابر المستشفى ليلاً ونهاراً بدون مواعيد أو ساعات عمل محددة تجلب الدواء والمساعدات من المنظمات الاوربية . لم تقتصر نشاطها داخل اسوار المستشفى بل إمتدت بعلاقاتها الاجتماعية ووطدت عرى الصداقة والمعرفة مع كل سكان القرية ، شاهدتها يوماً في منزلنا تجلس بالقرب من الوالدة داخل الحوش على حافة العنقريب وهي تشاهد اسراب الدجاج بصحبة ذلك الديك المميز ذو الشعر الذهبي وقد نال هذا الديك الكثير من اعجاب هذه الشقراء السويدية مما دعاني في لحظة تجلي ان اهديها هذا الطائر الجميل ولكنها اعتذرت بكل رقة لأنها لا تريد ان يفارق هذا ديك عائلته .. عندها عرفت القيمة الانسانية عند هذه السويدية التي تركت نعيم اهلها وجاءت تعيش وسط هذه البيئة القاسية .. اصطحبتها الى باب الحوش بعد أن أنهالت عليها الوالدة بالدعوات بالبيت السعيد والحياة الرغدة والصحة والعافية وهي تتوسل بالفقرا والمشايخ (الشيخ منور.. وسيدي الحسن ) وتدعو لها بالزوج الصالح .. وفي إعتقادها ان كل الناس مسلمون في هذه الدنيا فالمقياس عندها هي القيم والمثل وحسن السلوك .. عند عتبة ذلك الباب العتيق وجدت ( ساتي الولي ) وهو من سليل الزياداب من بيت اشتهر بالزهد والتصوف طويل القامة غائر العنين نحيف الجسد ويعتقد اهلنا انه من أولياء الله ويتفاءلون بمقدمه ويتبارون في ارضائه وإطعامه .. وكان دائماً ما يتقمص شخصية الطبيب وتجده يتجول داخل المستشفى وقد اكتشفت انه في حب وهيام بهذه السويدية ولكنه حب عذري لا يبوح به لأحد .. وساتي الولي مشهور بالتشبب بالنساء في القرية وما حولها ولكن العولمة ارتقت بذوقه من حب (بنات الحلة ) والوله بهن الى الهيام والشوق بمارقريت.. وأثناء مداعبتها بعض الاطفال في الشارع ألقت بالتحية على ( ساتي الولي ) الذي كاد يذوب من شدة الوجد والصبابة واختفي صوته الهادر وصار حشرجة مكبوته وجحظت عيناه الغائرتان وأتكأ على جزع شجرة هو يتابع بنظراته خطوات هذه الشقراء الساحرة .. وما إن ابتعدنا قليلا من ( ساتي الولي ) حتى رفع عقيرته بالغناء وصار يشدو بالدوبيت المعروف من ثراث الشاعر الشعبي عبدالسيد شرشورة (يا بنوت أللقية .. اللابس الشف مع الوقية ) وظل يرددها حتى اختفت مارقريت بين أزقة الحي وصدى صوت الولي ساتي فقير يتبعنا .. لقد رجعت مارقريت من حيث اتت ورحل ساتى فقير من هذه الدنيا الى رحمة مولاه .

Quote: فالمقياس عندها هي القيم والمثل وحسن السلوك

سلام يا اخي على،
كان لقيت اي معلومات زيادة انا بمشى افتشها و كانت لقيتها موجودة بصلها في محل ارد ليها بعض من جميلها علينا.

Quote: وتدعو لها بالزوج الصالح .. وفي إعتقادها ان كل الناس مسلمون في هذه الدنيا فالمقياس عندها هي القيم والمثل وحسن السلوك ..

ليس ضروريا ان يكون في جيبك مصحف بل ان تكون اخلاقك اية ...

شكرا اخ علي ومزيدا من الخواطر عن مارقريت السويدية ....
وتقبل تحياتي ...

الاخ علي عبد الوهاب

مساء الخير....
وصفك لمارقريت هو وبالفعل وصف تعامل السويديون، امرأة أو رجل، خارج بلدهم.
بحكم أننى قضيت ربع قرن في هذا البلد وخالطت شعبه استطيع ان اقول ان السويدون عموما من أطيب شعوب الأرض في تعاملهم خارج السويد.
يكاد يكون لكل مواطن أو مواطنة مشروع خيري في دولة من دول أفريقيا.
هناك الملايين من السويديين الذي يدعمون وبصورة شخصية بدون من ولا رياء
أسر وأطفال في إفريقيا. ولدي العديد من الأمثلة التى لا تحصي ولا تعد.

أذكر منهم قونار كونتسون والذي يبلغ من العمر ال 95 عاما أفنى منها قرابة الخمسين عاما لمساعدة فقراء تنزانيا. كان يضرب عن الطعام لأرغام أبنائه لتمويل برامجه في ذلك البلد بعد دخوله سن المعاش. إبنه مسؤل في الخارجية وزار السودان اكثر من مرة. كتبت مقال عن قونار لكن لم أتمكن من نشره بسبب المشغوليات.

هناك سويدية عاشت جزء كبيرا من حياتها في ابو حراز وتتحدث السودانية بطلاقة ربما تكون خيطا للبحث عن مارقريت...

أعدك أيضا بالبحث عنها....

تحياتى

هذه أخلاق الكبار
هي جعلت الإنسانية مقياسها الأوحد والأمثل
وأنت كذلك أخي علي عبد الوهاب ... لم تنظر إلا إلى إنسانيتها الزائدة وخلقها الرائع


الأخوة زوار البوست الأخ علي عبد الوهاب يعتذر عن تأخر الرد لأن كوتة المشاركات الخاصة به انتهت

اعتقد الاتصال بوزارة الخارجية السويدية
للسؤال عن اسماء من سافروا الى السودان فى ذلك التاريخ يفيد

ايضا الاتصال بالسفارة السودانية مع تحديد تاريخ السفر للسودان

حبيبنا إسماعيل ..
شكراً على مداخلاتك .. عفواً لان الكوته إنتهت بدري يوم امس ..
نعم الزول الراقي إسماعيل .. هذا كان مقياس أهلنا زمان الحكم على الشخص
بالقيم الانسانية .. مارقريت تستاهل كل خير ..
إستحضرت شخصيتها عندما ما ذهب إليه سلوك البشر ..
رغم الشكلانية التي التوحي بالقداسة والنزاهة ..

مودتي أخي إسماعيل ..
والشكر بلا حدود

Quote: سلام يا اخي على، كان لقيت اي معلومات زيادة انا بمشى افتشها و كانت لقيتها موجودة بصلها في محل ارد ليها بعض من جميلها علينا.

حبيبنا أبوبكر ..
أصيل زول مروة ونفير ..
مارقريت تكون فوق الثمانين اليوم ( يطول في عمرها إن شاء الله )
إذا وجدتها ذكرها ( بمستشفى البرقيق .) ووفاء أهلنا لها .. وإذا عندكم رابطة
أو تجمع أعملوها تكريم رمزي ..
صدقني يا أبوبكر ديل بشر بالصح والصحيح ..
ما جعلني إستحضرها هو هذا الزمن الرديء ..
إذا إنت في السويد ما تطلع منها إبداً ..
على اقل تكون بعيد من الضغط والسكر ومرض القلب ..

تحياتي ومودتي ..

Quote: أعدك أيضا بالبحث عنها....

حبيبنا سيف اليزل .. متأكد من أنك لن تقصر ..
دي إنسانة قمة ..
المعلومة الوحيدة أنها كانت تعمل في مستشفى ( البرقيق )
عارفك ما بتقصر ..

مودتي ..

قريبي محمد سيداحمد تحياتي ليك
يمكن ان تكون الخطوة الأولى هي التنسيق مع وزارة الخارجية السويدية
لكن أي سعي للبحث عنها في السودان باء بالفشل
وربما حتى في سفارتنا في السويد ما في فايدة

Quote: Š اعتقد الاتصال بوزارة الخارجية السويدية للسؤال عن اسماء من سافروا الى السودان فى ذلك التاريخ يفيد ايضا الاتصال بالسفارة السودانية مع تحديد تاريخ السفر للسودان

أتمنى أن تكون على قيد الحياة .. لكن الناس ديل عشان طيبين ومثاليين وآدميين
أعمارهم بتكون طويلة وجيناتهم سمحة ..
لأنه ديل زينة البشرية والارض ..
(( خلق مولاي زينة للخلق )) صدق عمنا شاعر الحقيبة

مودتي ميمد أننقا ..

حبيبنا جعفر محي الدين ..
شكراً على الخدمة ..
صدقني أخو إخوان وزول فزع
ذكرتي أهلنا قبيل فزع الفيضان وعرش البيوت وحش القمح
تحياتي يا أصيل

مودتي

استاذنا العظيم والباحث النوبى الرائع على عبالوهاب
اتابع كتاباتك بكل الحرص والاعجاب واتمنى ان اجد الوقت للتعليق لانك تثير لواعج كثيرة ومواضيع فى غاية الاهمية خاصة المسكوت عنها والآن تتحدث عن جانب انسانى فى قمة الرقى والوسامة. ربنا يخليك لرصد هذا الجانب الهام من الحياة فى المجتمع النوبى احد اكثر مناطق العالم سلما حسب تقارير اليونيسكو والمنظمات الدولية .. لماذا بجيئ شارل بونيه من جنيف وشواطئ لوزان ليعيش مع النوبيين اكثر من اربعين عاما ومثله بروف وليام آدامز وزوجته وهيرمان بيل والزوجين لوبانز (مهيرة وعبدالفضيل) وملكة الدنمارك التى عملت فى انقاذ آثار النوبة قبل ان تكون ملكة وكثيرون آخرون... هذه الارض المقدسة التى سار فوقها الانبياء من آل عمران ويعقوب وكليم الله موسى والخضر ولقمان الحكيم.. لن تغرق بإذن الله وسيقيض الله للنوبيين مخرجا... شكرا يا حبيب... دمت للنوبة وللسودان..