نسمات في رئة الوطن ... خواطر من زمن العافية

نسمات في رئة الوطن ... خواطر من زمن العافية


11-03-2015, 05:11 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=480&msg=1446523919&rn=0


Post: #1
Title: نسمات في رئة الوطن ... خواطر من زمن العافية
Author: mohamed karib
Date: 11-03-2015, 05:11 AM

04:11 AM Nov, 03 2015
سودانيز اون لاين
mohamed karib-
مكتبتى فى سودانيزاونلاين



خواطر خريفية
خريف ابو السعن ..صِرفة و جراد ..انه الخريف الذي يشبع فيه ابو السعن ذات نفسه راتعا صِرفة و جراد ..الصرفة بالصاد مكسورة تشبه بصات ديلوكس الخالق الناطق والاخيرة كانت تجمل موقف السوق الصغير في مدنى و الشعبي في الخرطوم ذات زمان كنا طلابا في اميرية مدني جاءت في احدي امسياته صلحة علي متن البص الديلوكس وفي يدها ريكوردكر بهيج الصفرة استدارت احدي زواياه محولة ً الفراغ الناشئ بيضاويا لمقبض انيق في الاطار.. ايه الحاجات الأخ دي ؟؟ تساءل معجبا و مبهورا احمد الزين ..كان ايامها شخصا ملوّناََ بالمستقبل مستشرفا قسماته في كل اولاد و بنات الخالات و الاخوال و ذلك كان زمان التفتح ,دعاش التحولات , بريق الاغاني العذبة و الاماني السندسية ...
الصرفة في خريف ابو السعن تشبه تماما بصات ديلوكس اكسبرس غير انها تسبح علي سندس الخريف محمرة او مخضرة التقاسيم ملتهمة من العشب الاخضر ما يوازي اضعاف وزنها قبل ان تفرد مراوح مجنحة و تطير بين الورود فالصرفة و يا للدهشة ما هي الا يرقة الفراشات هذا طبعا ان لم يلتهمها اذ هي صرفة في مسماها ابو السعن الموصوف كل خريف مدرار بطعامه من صرفة و جراد ....
و اجتمع تحت الشدرة تتساقط من بين الاغصان علي وجوههم المحروقة بشمس الصيف الذي حمل اخيرا عصا الرحيل قطرات المطر ..اجتمع ناس فريق قدام ...الطربوش ,مصطفي ود المكي ,عبد الفضيل ,حسن ود يوسف ود الرحمة ,ود بت سموية و لفيف من عرب الاحامدة يتداولون بشريات خريفهم المتوقفة عليه في ود البر كما في كل عام معيشتهم سنتئذٍ ..
-والله قالوا السيلة عن حاج موسي
-ها زول ها إت ماك نصيح ...سيلة شنو العن حاج موسي و ام كٍتيرة يابسة ؟!
-ها ناس ها شن جاب حاج موسي لي ام كٍتيرة ...الغزالللة
-ترس جابر خبرو شنو؟
-ترس جابر؟ إت بي صحّّك ؟؟ ترس جابر ان ما سال جبل الابايتور بنفدر ...
اقققييييفففوا آ ننااسسس هههوووييي ...ارتفع فوق المجلس صوت الطيب ود دِقيل المعسّم النبرات .....اااللخببببر االللكككيييددد ججبببتوا للييييكككممم انننا دددااا
توقف الجدل و التفت اليه الجميع ..
.اااللخببببر االللكككيييددد ججبببتوا انننا دددااا مننن خخخوورر الكككننددووو لي االعععمممارةة ددداا مملللي مملللي( سيل عارم } وومنن العممماااررةة لللييي حاااججج مموووسسسي دداا عننفف رببووبب( عَنِفْ .. وتعني مطر يجلد الارض جلدا) و ممنن حاااججج مموووسسسي للييعن ( الي حد ) ببلللااددد امممحمممحددد وددد سسسلليممممااان دا حححبببلل تتترررسسس ( حبل ترس يعني الموية و صلت حلق الترس لكن الترس لم ينكسر ) وممننن ببلللااددد امممحمممحددد وددد سسسلليممممااان للليييععن نجججاضضااتتننا ددديييللل دا دُتْ سسسساااي ( الدت يعني المطر الخفيف الي المتوسط ....
كان ذلك خريفا شبع فيه و لا شك ابو السعن

Post: #2
Title: Re: نسمات في رئة الوطن ... خواطر من زمن العافية
Author: mohamed karib
Date: 11-06-2015, 06:00 AM
Parent: #1

ساعتان علي ضفاف..... فريدة

ساعتان علي ضفاف..... فريدة


اِحداهما ...وحدة الزمن المعروفة منذ لا أدرى متى.....ساعة...ستون دقيقة...ثلاثة الاف وستون ثانية....و هذه كانت بين السادسة و السابعة مساء تلك الليلة المقمرة......السادسة كانت جزءا أخيرا من أصيل والسابعة ليل يتسلل لكن يعاكس بدايته القمر البازغ أربعتاشراويا يلجلج فى سماء صافية....
الأخير شهد كل ما جرى... ما بعد ذلك أيضا و جزءا من قبل ذلك ......كان صاحيا بل وحتى مبتسما فى استدارته الجميلة.....هل أسرّ له شقيقه سيد سماء الليلة السابقة حكاية ما؟ ربما.. فذلك الاخير كان شاهدا بدوره على ليلته الفريدة تلك ...و ليس بعيدا ان الأول قد طالع فى ذلك وَسَْمَاً من ــــــــــ نبوؤةـــ لولا ان كل شىء حدث باسرع مما تتصور الأقمار.....لاحقا سياتى دور الدهشة على الشموس لكن.. تلك حكاية اخرى..................اما الأخرى....الساعة الأخرى اقصد.. فلم تكن فقط معنىً مجردا....على الأقل حتى تلك اللحظة ونحن نرتقى الضفاف طالعين....ظهورنا وقتها للنهر و ربما أزيد و أقول حتى اللحظة او اللحظات التاليات ونحن نبلغ فى صعودنا أعلا القيف حيث الأرض تحاول مجددا الاستواء ثم بعدها مباشرة حين استدرنا و نظرنا كلنا معا الى الاسفل ....الي ذلك المكان حيث كنا و حيث نطل الان من شاهق علي المياه الموسمية تلمع تحت (القمرة) التى ارتفعت كأنها تصحب خطاوينا الى سماء صافية مملوؤة بالنجوم....لحظتها فقط لمعت الساعة الأخرى هناك..عند حد الماء والشاطئ...ماركتها كانت (رولكس) و معدنها الثمين كان حقيقا به اللمعان بين قمرين واحدهما فى السماء و الاخر يتراقص على صفحة ماء رقراق................كل شئ وقتها كان صافيا...جميلا و ظازجا ايضا ...كأنما الكون كله قد خلق الان فقط ...كأننا اذ كنا هناك فى الأسفل لم نكن...وحين صعدنا للأعلا كانت كل خطوة تصنعنا وحدها ثم تعيد خلقنا تلك التالية من جديد.....
أذكر ان أحدا لم يتكلم بل وقف سبعتنا هناك أعلا القيف كأننا نؤدى صلاة لم تكن على موعد (ام لعلها كانت...).....أنظارنا اِتجهت معاً اِلى الاسفل حيث البريق لكن أحدا لم يتحرك ...كم لبثنا؟.. ...ربما كانت الساعة الاخرى ذات الدقائق و الثوانى قد أوقفت دورانها لكن فى الأسفل كان بريق الأخرى يشتد بين القمر الطالع و خياله على الماء الرقراق......ثم ـــــــــــــ عبرت النسمة....كنت احسها ستعبر.....ليست ككل النسمات ما عدا واحدة كانت ستأتى فيما بعد عندما يستأنف الزمان دورته ويأخذنى أنا من بين الجميع الى سواحل بيضاء فى مرّتِه تلك لكن ذلك كان على بعد سنتين.... هل اخبرتكم منذ سطرين ان الزمن كان سيدور من جديد؟ لم يبدو عليه ساعتها الاخرى انه سيفعل .......كان خالد فى منتصفنا تماما متقدما نصف خطوة او أكثر قليلا عن بقية الرفاق.....خالد كان من شأنه دوما ان يكون متقدما أكثر نحو الهدف .....كنت متأكدا انه لن ينزل هذه المرة الى هناك....الى البريق ....الاخرون أظنهم بشكل ما كانوا ايضا يعرفون ... غير انى كنت متاكدا اكثر.....القمر الان أعلا رؤوسنا تماما لكننا السبعة كنا نطالع خياله الراقص على الماء هناك...ثم البريق الأكثر خطفا للأبصار فى الأسفل........هل تحرك خالد قبل الأغنية أم بعدها ام يا ترى طلعت مع خطوته الاغنية؟ لست أقدر الان على التحديد وربما خالد نفسه لن يستطيع... ..ما ظل باقيا فى ذاكرتى حتى الان ان خطوته لم تكن كعهدها الى الأمام ..جهة البريق بل على العكس من ذلك نحو الأعلا......اصبح الان فى محاذاتنا تماما و......فى ذات التى لا يمكن وصفها بأى وحدة للزمان صدحت الأغنية ...أم تراها فقط طرقت اذاننا لحظتها(!) لأنه ما من أحد كان وقتها الاخر فى( العربية) ليدير تشغيلا او ايقافا مسجل الاخيرة ....هل كانت هتاك طول ال.....الوقت ونحن لم نسمع؟ هل ذلك لان الوقت..ذلك المحسوب لم يكن وقتا؟ أم لعله كان لكنه بلا حساب ؟ أم انه لم يوجد باى صورة من الأساس ؟ وهل كان هناك من أساس ؟؟ لكن هل شغلتنا ساعتها الأخرى هذه الأشياء ؟....فى تذكرى انها لم تخطر لنا حتى على بال لكن فيما أعقب ذلك كانت الساعة الاولى ذات الدقائق و الثوانى قد عادت للدوران ولم نعد ابدا الى ما كان....شئ كما ينفرط كله العقد كان قد حدث و لم يعد ممكنا البقاء........جلال كان أسرعنا وصولا ( للعربية) حيث مصطفى سيد أحمد يصدح بكلمات عبد الرحيم ابو ذكرى راحلا وحيدا فى الليل ...جلال كان اقرب الجميع وقتها ل مصطفى سيد أحمد ولعله لا يزال.....الى ذلك كان شخصا ناصع السريرة ذو ميل للصخب الجميل...من المؤكد ان لقبه اللصيق (جلال ابو الدك ) له علاقة بكل ذلك....لكن هل حقا أخرجنا مصطفى مما كنا فيه أو حتى جلال ؟ أم انه كان معنا فى أعماق الساعة الاخرى مغنيا او بالاحرى مصليا (هل هنالك من فرق؟ ) طوال الوقت (الاخر) ؟ هل رفع (كعهده) ما دامه كذلك مستوى اداءه للطقس ف صدح بالاغنية مخرجا ايانا و نفسه منه؟ لكن هل كان ذلك طقسا؟ أم كان العطبراوى وقتها (الاخر) نهرا ؟ موسميا صغيرا يرتفع فوقه فى الموعد الرتيب قمرُُ أربعتاشراوى كل شهر بينما فى الماء منه يتراقص الخيال؟؟.......و ذلك البريق.....هناك عند حد الماء و اليابسة.....هل اِستعاده أحد؟ أم فكر اخر اليه ب.. النزول؟
......مصطفى انتزعنا واحدا واحدا لنشاركه صلاته الجهيرة بينما وقف خالد وحده فى ذلك المكان ...عيناه مائلتان للاسفل نحو البريق....كنت متاكدا انه لن سينزل وكنت قبله اخر المستجيبين لمصطفى يزداد صوته ارتفاعا (بفعل جلال بلا ريب ) من مسجل (العربية) الواقفة غير بعيد و ....ورائى ت.. ح.. ر..ك خالد ....قبله بقليل جدا كنت ا..ت. .ح..ر..ك و ...و..ص..ل..ن..ا على هذا النسق الى العربية.....صعدت اولا الى مكانى خلف الدركسون وبعدى صعد هو الى جوارى.....لم نتحدث ...وراءنا اصطف الاخرون وكان فى الداخل لهم متسع رحيب ...جلال كان يتحدث بحماس عن الحان مصطفى سيد احمد طالبا أغنية بذاتها....وافقه على الفور الاخرون ...خالد بقى صامتا و... كنت انا بين الموافقين واحدا قبل الاخير و ......عندها فقط التفت اِلىَّ خالد وكنت قبلها ب ما لا يقاس ملتفتا اليه و ...التقينا فى منتصف الطريق ب نصف التفاتة مني لليمين و نصفها منه لليسار و.....فى لحظة خاطفة عدنا أِلى عهد الساعة الاخرى لكن قبل ان ندرك اننا فعلنا كان ذلك قد مضى.......ابتسم خالد اولا هذه المرة فابتسمت.....كان معصمه الأيسر الى جانبى خاليا من الساعة الرولكس............
و.....قدت العربية عائدا الى المعسكر بعد أن غيرت الكاسيت باخر يحمل الأغنية التى طلبها المستمعون.......
فى الطريق اِلتفتُّ الى خالد ف وجدته ينظر من نافذته للعطبراوى يجرى رائقا فى الأسفل البعيــــــــــــــــــــــــــــــــــد......

د.محمد خليل الكارب


يومان بعد ان كتبتنى الساعتان على الضفاف الفريدة :

اعتذارى لتلك الضفاف فى الوطن الحبيب السليب و....
اعتذارى وخجلى للعطبراوى نهرنا اللا موسمى العظيم ذلك الجارى وحيدا منذ آلاف السنين دون ان نتذكره الا عندما يفيض فى مواسم الغضب المستحق من تجاهلنا له .....عندها نتصدى له كأنه عدو بالشوالات والسدود و الأغنيات الهايفة ...و لا ينسى مذيعو النشرات الصفراء ان يطلقوا عليه صفة الموسمى المزيفة ألا انكم الموسميون وبئس ما اوسمتم و لكن لا تشعرون...
و.......
تحية لاصدقائى فى تلك البدء- ليلة على الضفاف الفريدة ولينوب عنهم ذلك الفريد خالد عايس صاحب الساعة الرولكس المهداة ليلتها لضفاف العطبراوى العظيم......

القمرة ــــــــــــــــالقمر بالدارجة السودانية و
العربية ـــــــــــــــالسيارة بالدارجة ذاتها

Post: #3
Title: Re: نسمات في رئة الوطن ... خواطر من زمن العافية
Author: مني عمسيب
Date: 11-06-2015, 04:16 PM
Parent: #2

الحبيب اخو الحبيبات ... شوقي وشوقي وشوقي .

يشهد الله كنت دايرة افتح بوست بطلب القبض عليك هههه .. واهو لقيناك
والحمد لله جيت بكرعيك .. وجابتنا الاشواق والتحية المعطرة الخاصة جدآ ..

التحية لجميع الحبيبات .. وابناء بت الخليل .

ولي عودة ... لاستنشاق نسمات الوطن .

Post: #4
Title: Re: نسمات في رئة الوطن ... خواطر من زمن العافية
Author: mohamed karib
Date: 11-06-2015, 10:25 PM
Parent: #3

مرحب باختي التاسعة مني ...حضورك له وميض تلك الايام و دفء ذكرياتها....انتظر تعليقاتك الثرية