الرّحيلُ إلى قلبِ آمِنة..

الرّحيلُ إلى قلبِ آمِنة..


10-14-2015, 06:58 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=480&msg=1444845494&rn=0


Post: #1
Title: الرّحيلُ إلى قلبِ آمِنة..
Author: بله محمد الفاضل
Date: 10-14-2015, 06:58 PM

05:58 PM Oct, 14 2015
سودانيز اون لاين
بله محمد الفاضل-جدة
مكتبتى فى سودانيزاونلاين



الرّحيلُ إلى قلبِ آمِنة..
مِن قلبٍ خرجتْ آمِنة فانسلَ الشّجنُ أماميّ




إرساليةُ النّبضِ

1/
النّصابونَ زينوا خيال الرّائيّ بالخريفِ
فانهمرَ ينهرُ الأرصِفةَ بالفاجِعةِ تلو الفاجِعة.
دارّ دورتينِ حول أُغنيةٍ يابِسةٍ،
حول كأسٍ مُراقٍ بالجوفِ، يشعلهُ، ولا ينضب
حتى طارَ في الفضاء.
أحرقَ ذرتينِ من بخورِ جدتِهِ المُعتق
ثم أرسلَ عبر أنفهِ المسدودِ بالعَرقِ
حلقتين من دُخانِهِ
فارتعشَّ خلف عطسةٍ بلا معالِم وقال:
لن تتحطمَ الأجسادُ إذ تعدوا فوق جسرِ الرِّيح
يدفعُها الأنينُ لتقتحمَ النوى
تشفُّ عن الفزع.
أما السّواعِدُ المستخِفةَ بالمسافاتِ
فإنها تململُ تحت وطأةِ قيودِها مُنهزِمةً
لا ترفعُ بصرَها المهدودَ
كيما تستفيقَ عصافيرُ الجِراح.

2/

زلزِل نعيقَ اللونِ
أخرِج يديكَ إلى يديك
أمسِك بإصبعِك النديِّ مفازةَ الحُسنِ
أتبع ذبذباتَ روحِك المارِقة.
أفزع إذ هجسَ الشجرُ بالعادياتِ
أو لامستكَ دويباتُهُ الخبيئة
انتصرتْ ذؤاباتُ الشجنِ والأمنيات.

3/

ضحِكُ الغريبِ توتراً وتقهقرا، مُداراةً، نحيبا
ضحِكُ الغريبِ نجاته، غناءه المشبوب عاطفة
ضحِكُ الغريبِ مناجاة لأوقاتٍ رشقنَ نداوةً في ريقِهِ، وبسطنَ على جناحيهِ الهوى، لكنه اختار أن يغزوا مغاليقَ الضبابِ، يبيحُ للأيامِ أن تلقاه، تحملُ بين يديها جسارة موءودة
ضحِكُ الغريبِ قصيد شكمتْ أوارهُ قافية.


ولوج

إذ المشاويرُ تتعبُ، ينبحُ الحصى.. ما اشتهاكِ الوعِرُ.
على فُوهةٍ تُصففينَ الأظافِرَ، تقصقصينَ السّوادَ..
ينسلُّ جوعٌ من الينابيعِ، لا يرتجي تحورَ الفصولِ
يصعدُ، خريرُ هامةٍ، فالسماءُ ترتجي..
ها آمِنة: تربينَ الخُطى، الجورُ يستفحلُ، تسنين الأريجَ، يدُ اللهِ ترتب.
ها آمِنة: استبدّتِ الثقوبُ بالعظمِ، زحزحتِ النبلَ، مدّت أجراسَ النواحِ
سلسلتِ الفقدَ مركبا.
ها آمِنة: عزوفٌ طهى الرِّيحَ، برقٌ أجج المدائن، هاتف السكونَ بأظافِرٍ حادِبة الارتعاش، سدّد للأوجاعِ الناشِبةِ بخُطى الأعمى: نوافِذَ.


تمدُّد

غريقٌ بين طيّاتِ الجسدِ، تلملمهُ المسافاتُ المهتوكةُ بالجنوحِ، يتسنمهُ الخيالُ، يعلّقُ متهافِتاً/ متهالِكا/ مُرتعِشاً بأفئدةٍ هوت بجنانِهِ أشجانُها..
أزميلهُ الرُّوحُ، مدخلُهُ صريرُ الرؤى
عانقَ منبتَ الهطولِ بكفِ خيالٍ يطوقهُ الحنانُ، وانبرى يغسلُ البحرَ بخريرِهِ الشفقي، برعابِ نارِ الأنهر
ما استنامَ على ضيمٍ يناوشها
ها آمِنة: لنقطِفَ على خُطاكِ: الرحيل.


مُغادرة

جئناكِ والبنفسج يُغطي وجوهنا، تلفحُ تضاريسُ الأمسِ أحشائنا.. الشاسِعون حديقةٌ
جئناكِ نحلبُ الغيومَ لحشدِ الندى، تساقطُ المناديلُ من أطرافِ التوجس، والأيامُ التي أكلتْ ثمرَ الجسدِ ترصصُ ما تبقى للأرصِفة.. الشاسعون حديقةٌ
جئناكِ نمنحُ الشَّارِعَ دفقَ النوى، نسرحُ الأيامَ، تشدو القماري بألحانٍ سطعتْ دوننا، دونتنا في الأقبيةِ.. الشاسعون حديقةٌ
جئناكِ فينا حريق الروحِ شعرا يقطرُ في المساماتِ سحره، ينفحُ الخطى بريقا، يؤسس الأزمنة.. الشاسِعون حديقةٌ
على خُطاكِ، نقتحمُ المدى، نكيدُ للطريقِ بدمِنا الراشِح ليرتِبَ لغدٍ تتشحينَ فيه بالنبيذِ والأريجِ والأخيلة.
2005م


Post: #2
Title: Re: الرّحيلُ إلى قلبِ أمِنة..
Author: بله محمد الفاضل
Date: 10-22-2015, 07:00 AM
Parent: #1

(الرحيل) في (البعيد):


http://www.albaeed.com/http://www.albaeed.com/



..........

Post: #3
Title: Re: الرّحيلُ إلى قلبِ أمِنة..
Author: ابو جهينة
Date: 10-22-2015, 09:23 AM
Parent: #2

ها أمِنة: تربينَ الخُطى، الجورُ يستفحلُ، تسنين الأريجَ، يدُ اللهِ ترتب.
ها أمِنة: استبدّتِ الثقوبُ بالعظمِ، زحزحتِ النبلَ، مدّت أجراسَ النواحِ
سلسلتِ الفقدَ مركبا.
ها أمِنة: عزوفٌ طهى الرِّيحَ، برقٌ أجج المدائن، هاتف السكونَ بأظافِرٍ حادِبة الارتعاش، سدّد للأوجاعِ الناشِبةِ بخُطى الأعمى: نوافِذَ.

***

يا صاحب

آمنةٌ هي ( آمنة ) في هذا النشيج ، وخاصة هنا بعد كل ( ها )

دمتم

Post: #4
Title: Re: الرّحيلُ إلى قلبِ أمِنة..
Author: بله محمد الفاضل
Date: 10-24-2015, 08:20 AM
Parent: #3

أنت صح يا صديقي


الكتابة قديمة، وبي من محل القارئ لها الكثير من التحفظات
الكثير من النظر


محباتي واحترامي وامتناني
...