تساؤلات حول تكتم السعودية على كارثة الحج والصمت الرسمي على الغارات الروسية في سوريا

تساؤلات حول تكتم السعودية على كارثة الحج والصمت الرسمي على الغارات الروسية في سوريا


10-11-2015, 09:47 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=480&msg=1444596428&rn=0


Post: #1
Title: تساؤلات حول تكتم السعودية على كارثة الحج والصمت الرسمي على الغارات الروسية في سوريا
Author: زهير عثمان حمد
Date: 10-11-2015, 09:47 PM

08:47 PM Oct, 11 2015
سودانيز اون لاين
زهير عثمان حمد-ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ -ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½
مكتبتى فى سودانيزاونلاين




تلتزم السعودية الصمت رسميا ازاء العديد من تطورات الأحداث التي شهدتها المنطقة في الأيام القلية الماضية والتي لها علاقة مباشرة بها.
وهذا الصمت يدفع العديد من المراقبين السياسيين إلى حديث التكهنات، ويدفع وسائل الإعلام إلى بث التحليلات السياسية والانطلاق وراء الشائعات وما يكتبه المدعو «مجتهد» عبر توتير.
وإذا كان الصمت هو اسلوب سياسي سعودي معروف على طريقة «واستعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان» فان المملكة – ووزارة الداخلية بالذات – عودتنا ان تكون هناك «شفافية» في الحديث عن أي أحداث أمنية تشهدها السعودية منعا للشائعات والتكهنات المغرضة.
ولكن لاحظنا ان وزارة الداخلية السعودية، وهي المسؤولة الأولى عن الحج وترتيباته، التزمت الصمت تجاه حادث تدافع الحجاج في «منى» يوم 24 ايلول/سبتمبر الماضي والذي ذهب ضحيته مئات الحجاج.
ففي الوقت الذي بلغ فيه عدد الحجاج القتلى، وفق بيانات الدول التي فقدت حجاجها، نحو 1200 قتيل وعشرات المفقودين، نجد ان آخر احصائية رسمية سعودية والتي أعلنتها وزارة الصحة قبل عشرة أيام، توقفت عند عدد 769 حاجا قتيلا و934 مصابا. وليست هناك أي معلومات عن العشرات الذين قالت دولهم أنهم فقدوا.
الملك سلمان بن عبد العزيز أمر بتشكيل لجنة للتحقيق في الحادث، ولكن لم نعرف شيئا عن هذه اللجنة التي من المفروض ان توضح ما حدث وما هي أسباب التدافع، وهذا الأمر أدى إلى ترديد الكثير من الروايات والاشاعات عن ما حصل.
ولكن ما لاحظناه ان العاهل السعودي وجه برقية شكر لولي عهده الأمير محمد بن نايف بصفته وزيرا للداخلية ورئيس اللجنة العليا للحج، يشكره فيها على نجاح موسم حج هذا العام، الأمر الذي يثير التساؤل حول ما إذا تم طي صفحة حادثة «منى»؟
والغريب ان الإيرانيين الذين علا ضجيجهم بعد الحادث، حيث فقدوا 464 قتيلا فيه، هدأوا كثيرا بعد ان التقى وزيرا صحة السعودية وإيران في جدة، وبعد استلامهم لجثث حجاجهم قبل عشرة أيام. سكتوا وهدأت ضجتهم رغم انه ما زال لهم عشرات المفقودين من بينهم مسؤولون أمنيون في الحرس الثوري منهم سفير طهران السابق في بيروت غضنفر اسد آبادي.
لماذا هدأ الإيرانيون بعد ان كانوا هددوا بالوعيد وبالصواريخ؟
لا أحد يعلم، والسر وراء ذلك لا شك انهم يعرفونه، مثلما يعرفه السعوديون، الذين أيضا ما زالوا يلتزمون الصمت والكتمان الشديدين، بعد ان تحدث بعض إعلامهم عن ان الحجاج الإيرانيين هم سبب التدافع الذي حصل وأدى إلى الحادث المأسوي في «منى».
ويلاحظ ان السعوديين يلتزمون الصمت رسميا ازاء تطورات الغارات الروسية في سوريا والتي شملت تنظيمات المعارضة السورية التي تؤيدها الرياض مثل الجيش السوري الحر وغيره.
الرياض في بداية الغارات وعلى لسان سفيرها في الأمم المتحدة عبد الله المعلمي، دعت إلى وقف الغارات الروسية، ووزير خارجيتها عادل الجبير أكد على ضرورة اسقاط الرئيس الأسد حتى ولو بـ»الخيار العسكري»، في حين ان ما يجري على الأرض هو ان التدخل العسكري الروسي والغارات الجوية تساعد الجيش السوري على كسب المعارك ضد قوات المعارضة «المعتدلة»، وما يحدث سياسيا ان هذا التدخل الروسي جاء لينقذ النظام السوري من السقوط، وهذا بالطبع يغضب السعودية ويقلقها.
ولكن لم نلاحظ تصريحات رسمية سعودية شديدة تهاجم التدخل العسكري الروسي وتندد بشدة بالغارات الروسية على المعارضة السورية، وبقي الأمر عند تعليقات الصحف، وعند بيانات لرجال الدين تدعوا السوريين إلى الحرب ومواجهة التدخل الروسي.
وهذا الصمت السعودي الرسمي يجعل البعض يتكهن ان الرياض تغض الطرف عن ما يجري على أرض المعركة في سوريا منتظرة النتائج السياسية التي قد يكون من بينها ان تعمل روسيا على إيجاد بديل للرئيس الأسد من داخل المؤسسة العسكرية السورية التي لروسيا نفوذ قوي داخلها، التوقعات كثيرة.
ولكن لاشك ان روسيا تعمل على إعادة «هيبة « الجيش السوري ليستعيد الدولة التي انهارت وعلى وشك السقوط.
الجيش السوري لاشك انه منهك، فهو مشتت بخوض معارك على جبهات متعددة، والأهم ان هذا الجيش أصبح يرى ان القرار العسكري ليس قراره، بل هو قرار المستشارين والقادة العسكريين الإيرانيين الذين أرسلت طهران معهم آلاف المقاتلين «الشيعة».
والجيش السوري بحاجة إلى استعادة معنوياته المنهارة من خلال تحقيق بعض الانتصارات العسكرية على أرض المعركة بعد الهزائم التي مني بها في السنوات الماضية.
وحين يستعيد الجيش «هيبته» بتحقيق بعض الانتصارات العسكرية الكبيرة على قوات المعارضة، بعيدا عن دور المستشارين الإيرانيين، تستعاد الدولة القوية بقيادة الجيش وليس بقيادة الرئيس الأسد.
ومن هنا يجري الحديث عن ان موسكو تبحث عن بديل للرئيس الأسد يكون من قيادة الجيش الذي يريد ثمن الدماء التي ضحى بها للحفاظ على البلد.
وبمعنى أوضح، لن يكون للرئيس الأسد أي دور في مستقبل سوريا وكذلك لن يكون هناك دور للمعارضة السورية المسلحة لاسيما تنظيماتها الإسلامية، ولن يكون هناك دور لإيران.
وإذا تحققت هذه الأهداف فان السعودية ستكون راضية حتى ولو ان الحل سيكون عسكريا «روسيا».
وتنجح موسكو بما فشلت فيه واشنطن والمملكة وتركيا وقطر. هذه سيناريوهات متوقعة ويبررها ما يلاحظ من عدم وجود غضب سعودي رسمي شديد على سير الغارات الروسية في سوريا.
الرياض لاشك ستكون راضية ان يكون الحل للأزمة السورية «روسيا» يبعد النفوذ الإيراني عن سوريا.
والرياض تلتقي مع موسكو بموضوع ضرب تنظيم الدولة والتنظيمات الإسلامية الإرهابية الأخرى، وتلتقي مع موسكو في ضرورة الحفاظ على الجيش السوري ولكن بعيدا عن الرئيس الأسد.
وللأسف الرياض لا تعلن ذلك وتلتزم الصمت حتى الآن ولكن هل تقبل واشنطن ذلك؟
هل تقبل ان ينجح الرئيس فلاديمير بوتين في ما عجز عن تحقيقه الرئيس اوباما بايجاد حل في سوريا؟
ربما كلا، وبالتالي ستعمل واشنطن على افشال التدخل الروسي وتوريط موسكو بحرب استنزاف طويلة على الأراضي السورية مثلما حصل لها في افغانستان.

سليمان نمر