الصلاة كانت مختلفة عند أهلنا في أرض النوبة .. خاصة في الجزر

12:51 PM Apr, 23 2015
سودانيز اون لاين
علي عبدالوهاب عثمان-جدة
مكتبتى فى سودانيزاونلاين



أذكر زمان لم يكن الناس يهتمون بأداء الشعائر الدينية .. لاسباب كثيرة منها ان العلم كان يحتكره فئة معينة من الناس وكذلك مشغوليات النشاط الزراعي .. والحكاية كانت بالوراثة ..
يعني ان تكون ابن مزارع عادي وتتحدث عن الدين او تؤم الناس للصلاة لم يكن يرضى به الناس .. لا بد من التوارث اباً عن جد ..
ربما هذه النظرية كانت نفعية لبعض الناس ومصالحهم الخاصة لذا لم ينشروا العلم بين الناس مشاعاً للكل .. ناهيك أن بعض الفئات كان حضورهم للمسجد
فقط للخدمة وليس لاداء الصلاة او قراءة الحضرة ... حيث كانت المعرفة الدينية والافتاء والامامة كانت محصورة في بعض شرائح المجتمع
وكان هؤلاء في الغالب من سلالة الدعاة العرب ..
لم يكن هناك اذان في الاوقات الخمسة إلا يوم الجمعة في المسجد الجامع .. وفي الصلوات الفردية لم لم يكن معروفاً لدى الفرد ماذا يقرأ ..
ولم أسمع صلاة جهرية لجدتي او جدي او والدتي أو الاعمام والاخوال ( رحمهم الله ) .. وخاصة في الجزر النيلية المغلقة والقليلة الاحتكاك بالآخر ..
وبدل عن آيات القران الكريم كانت هناك منظومة يرددها الناس بمثابة فاتحة القران الكريم (اللهم اغفر لهم ) حيث كان الشخص فيهم اذا رغب في الصلاة توجه صوب القبلة :
ويبدأ بقراءة شي غريب ( باللغة النوبية ) وبعض كلماتها عربية مستنوبة كما في معظم التعبيرات المستخدمة في العبادات والدعوات :

فكانت سورة الفاتحة يتم قراءاتها تحت مسمى ( الهمدو) بالصيغة التالية :

همدو ... ( Hamdoo ) ( الحمد )
شرين قمبو .. ( Shirain Gamboo )
دار مكادا .. ( Dar Macada )
هلان قوكا .. ( Halan Gokka )

ووو .. آرتي ... ( Wooo Arti )
أيين .. اورتي ,, ( I ain Oorti )
أيين .. برتي .. ( I ain Berti )

ثم بعد ذلك الركوع والسجود .. وباقي الحركات الجسدية للصلاة .

ولا بد لي من شرح العبارات التي وردت أعلاه والمدلولات الرمزية لها :

الهمدو المقصود ( الحمدو ) - سورة الفاتحة - وهي السورة التي كانت بمثابة كامل القرآن لدى أهلنا ..
شري قمبو Shirian Gamboo .. ( قمبو هو الفأس بالنوبية .. والنوع المذكور هنا هو نوع خاص يستخدم في قطع أشجار السنط الطرفة أو بالاحرى فروعها ) لأنه حاد وقاطع وبضربة واحدة .. معناه انت يا خالق حاسم وقاطع كالفاس ولك الطاعة بدون جدال ومشاورة فيما أمرت .. وهذا النوع من الفأس معروف لدى اهلنا كما السيف عند العرب ( صارم وقاطع ) تجده على شكل مثلث مقلوب صغير الرأس .. خاص لقطع الجريد وفروع السنط والطرفة ويستخدم معظم الاحيان للتهذيب والتجميل وازالة الزوائد والنتوءات .. الخ ) فإن (الهمدو ) يقوم بنفس الدور بالتهذيب والتجميل حتى يكون الانسان مثالياً .. وهذه الأفكار نابعة من موروث أيماني وتجارب ديانات كثيرة مرت على أرض النوبة .. حتى هذا النوع من الفأس (قمبو) كان يستخدمه فئة معينة من الناس من ذوي الانامل والرقة والفن في الساقية ..

نواصل ..

Quote: الصلاة كانت مختلفة عند أهلنا في أرض النوب

تحياتى العزيز / على عبدالوهاب وان شاء الله امورك كلها تمام

والله يا على ذكرتنى ايام وفترة زمنية لاتنسى ابدا يا على يا خوى عندكم فى الجزر يمكن كانوا عارفين اسم الفاتحة كمان
لكين عندنا فى الصلاة كانوا يقولون كلمات .. بالرطانة ( بعد الترجمة : نحن خرفانك نحن نعاجك الله اكبر )

وفى نهار رمضان عــــــــادى كانوا يتعاطون التمباك ( تولى دسى ) و (السعوط ) وكانوا يقولون بأن التمباك لا يؤثر فى الصيام


متابعة لصيقة ..

Quote: عندنا فى الصلاة كانوا يقولون كلمات .. بالرطانة ( بعد الترجمة : نحن خرفانك نحن نعاجك الله اكبر )

علاء أننقا .. ياسلام يا أصيل .. حليل زمان .. كرمه ومباشرة النيل ثم ارتقاشا ..
نعم يا علاء نفس الكلمات ( نحن خرفانك ..)
ولأنني أجيد المحسية والدنقلاوية كمان بطلاقة خالص ( اقول أن المضمون واحد )
وهو ( أنني أحد نعامك ) و ( أوورتي ) بالدنقلاوية والمحسية نفس المعنى ( البهائم أو الانعام )

علاء اننقا .. سوف أحاول أكمل باقي الشرح ..
ما أقدر أقول أننا لسع في الاية الاولى ( إستغفر الله ) ولكن في السطر الاول

محبتي ..

دي متابعة ,,,

المهم القلب كان سليما

ثم عبارة ( Dar Macada ) دار مكاده ..
دار هي القيس او القيساب بالعربي .. مكاده ( الذرة الشامية ) بالفصحي بالعامية السودانية ( عيش الريف ) إذا صح المعنى



دار مكاده ( المكاده في القيساب ) ولماذا إختيار ( المكاد) وما هي رمزيتها لماذا لم يختارو القمح أو الذرة :
لأن المكادة تكون رائعة وجميلة المنظر .. واجمل لون بنفسج في العالم تجده بين بعض حبات المكاده ( عيش الريف ) وكذلك بعض الحمرة والغالب هو اللون الاصفر الفاتح واللون الابيض ..
وتدل على الخير والنماء وجمال المنظر .. والمكادة عرف فوائدها اهلنا قبل ان يكتشف العلم الحديث مئات الفوائد لها ( مثل صناعة الزيوت .. والادوية .. وتسمين ... الخ )
والمكادة عند أهلنا رمز للخير ودرء للمسعبة .. لأن في ايام المجاعات في السابق كان المحصول المنقذ الوحيد لأنها تستوي في مدة لا تزيد عن الشهرين
بالاضافة الى انها يمكن ان تؤكل بدون ( ملاح ) وطعمها وسط ما بين الذرة والقمح .. ومحصولها مضمون لأنه مغلق ومحفوظ ونظيف ومعقم لا يأكله الطير و لا تقترب منه الحشرات ..
على عكس القمح والذرة ... وحتى ليلاً كان الناس لا يخافون من التجول والدخول في مزارع المكادة لأنهم كانوا يعتقدون أن المكادة نبته مكرمة لا تقترب منها او تسكنها أرواح شريرة ..
على عكس اعتقادهم ان مزارع الذرة تسكنها ( مرن توو بروو ) او بنت الذرة .. في أسطورة بنت جميلة لكنها شريرة .. تمتص سوائل الانف وتترك حمرة على الانف ..
وهذه الاساطير ربما من الموروث نوبي ..
أجمل قيساب في الدنيا .. مكان تجميع حبوب المكادة ( تجد كل الألوان .. أحمر .. بنفسجي .. أصفر .. ابيض .. بني غامق ) قبل البذور التركية المهجنة ..
ولا يقترب الرجال من قيساب المكادة لأنها تخص النساء لأن عملية فصل الحبوب تتم بالايدي وتسمى العملية ( ققو Gagoo ) نفير نسائي ..

نواصل

Quote: دي متابعة ,,, المهم القلب كان سليما

وو شيخنا عمار .. كلام بليغ
بدأنا نسترجع ذلك ماضي البعيد ونستحضر هؤلاء الذي لم يكون لهم أي نصيب فيما يخص الدين
بس السلوك الانساني كان أقوم والامانة والامن والصدق .. الخ ، ونقارنه بواقع اليوم ..


محبتي ..

نواصل شرح باقي الرموز تلك القراءة ..

هلان قوقكا ( دباس الخلاء) وهو طائر جميل بحلقة سوداء في الرقبة ولامعة الريش ينعكس لمعانها مع اشعة الشمس ربما يسميه اخواننا العرب ( دباس العشر )
وهو مختلف عن نفس نوع الطائر الموجود على الضفاف النيل .. ومن الصعب اصطياده عن طريق الشراك لأنه طائر ذكي يلتف حول الشراك ..
و لديه حاسة يعرف بها العدو من البعد .. فهو صعب المنال يحلق في الجو بسرعة كبيرة بمجرد ظهور اي كائن .. وكان وجوده محصوراً في المناطق المعزولة ..
ومن طبيعة هذا الطائر ايضاً بأنه لا يأتى إلى الاماكن المؤهولة ولا حتى إلا المزارع فقط خارج القرية .. في مناطق العشر والبناتات البرية .. والاسم الثابت في النوبية ( كار مريه Karmraih )

يا سلام ياعلى عبد الوهاب
قضيت طفولة جميلة بين ربوع كرمة النزل والمشروع
جدى لامي إبراهيم عثمان كمبال و خالى المرحوم الجزار حسن إبراهيم كان معروفا فى كرمة وبدين.
فعلا ملاحظات ذكية وكما قال لك عزيزنا عمار القلوب كانت سليمة و النفوس طيبة ولم يكن هناك تشدد.
لى قريب ال22 سنة من الشمالية ولكنى أسمع ان الهوس الدينى إستوطن تلك الجهات في زمن نظام الكيزان الإرهابى,يا ريت تحدثنا عن الظاهرة دي.
تسلم يا على.

Quote: ووو .. آرتي ... ( Wooo Arti ) أيين .. اورتي ,, ( I ain Oorti ) أيين .. برتي .. ( I ain Berti )

علي أمبيس ..
سرن بيكومنو ..

هو ذاكـ يا علي ..
سمعت هذه الترجمات النوبية ..
واستخدامها في الصلوات ..
وحين كانت جداتي لأمي وأبي يأتين الى الخرطوم ..
كنا نحرص ونحن صغارا وبتوجيه من الوالدين ..
على تلقينهن وتحفيظهن الفاتحة وقل هو الله أحد (فقط ) ..
حتى يصلين بها .. لأنها سهلة وكافية للصلاة ..
ولا زلت أذكر كم عانينا معهن في هذا الأمر ..
وكنا نمازحهن ضاحكين (وهن سليطات في ردودهن كالعادة ) ..
وقد لاتأمن ردهن بما يجعلكـ تفر هارباً من أمامهن ..
( يا يوووووو .. غنم شنو وبهايم شنو كمان ) ..

وكن متمسكات والى أقصى حد بما يعرفنه وألفنه ..
طبعاً من الصعب أن تلقن أحد شيء بلسان غير لسانه ..
وهذا هو مادفعهم الى ترجمة المعاني والمضامين للغة النوبية والصلاة بها ..
لأن اللغة العربية والى وقت قريب كانت قليلة الاستخدام ..
وفي بعض القرى النوبية كانت منعدمة تماماً .. واستخدامها صفرا ..
وحتى في (البندر ) حين بدأت الهجرات النوبية الحديثة صوب الخرطوم والوسط ..
كان استخدام الأجيال التي نشأت بالمنطقة النوبية للغة العربية ضئيلا ومحدوداً
وهذا هو سبب استخدام اللغة النوبية لأداء الصلوات ..

سبر أغوار منظومة الدين والصلاة ببلاد النوبة قديماً ..
بحث جميل وتنقيب ثري وجدير بالمعرفة والاطلاع ..
ففيه ارتداد الى ذاكـ الزمان الخصيب البهي ..
بكل ألقه وتلقائيته وبساطته وعمقه في آن واحد ..
حقاً ما كان يحكم الناس قيم مجتمعية متجذرة وعميقة ..
تم توارثها وانتقالها من جيل الى الجيل الذي يليه ..
ولا يخفى على أحد الأدوار التي لعبها الدين المسيحي في تلكـ الأصقاع ..
فكل القيم الجميلة كانت سائدة في المجتمع النوبي وبثراء جم ..
كان المجتمع النوبي ( ولازال ) مجتمعاً معافى ومترع بالقيم حد التخمة ..
مجتمع متكاتف ومتعاضد الى أقصى حد ..
فكان مضرب مثل في القيم المجتمعية ومدى تكاتف مكوناته وأفراده ..
والى يومنا هذا نحن لازلنا ننهل من ذاكـ المعين الثر .. وتلكـ القيم ..
فما غرسه فينا آباءنا وأجدادنا باقٍ فينا وننقله لصغارنا ..

وكما قال رسولنا الأمين أتيت (لأتمم ) مكارم الأخلاق ..

لي ملاحطة فيها تاكيد لحديثكـ عن مدى ارتباط الدين والصلاة بعائلات بعينها ..
كلها وفدت من خارج المنطقة النوبية ..
للدعوة للدين الاسلامي وتفقيه المجتمع به ..
وارتبطت هذه العائلات في المنطقة بالدين ..
وكل ما يتعلق به وكذا أداء الصلوات في المساجد فيما بعد ..
وتوارث أبناء هذه العائلات دور آباءهم وأجدادهم والى تاريخه ..
رغم أن هذه العائلات أصبحت جزء من النسيج النوبي فيما بعد ..
بحكم اختلاطها وبقاءها ببلاد النوبة ..


واصل ..
في سبر أغوار هذا السِفر المترع بالقيم الانسانية والمجتمعية الجميلة ...

Quote: الصلاة كانت مختلفة عند أهلنا في أرض النوبة

الموضوع بحثي ممتاز...
واصل ومتابعين..



الشايقي

http://www.youtube.com/watch?v=WjNosdjuv7shttp://www.youtube.com/watch?v=WjNosdjuv7s

فاوضني بلا زعل



.

Quote: واصل .. في سبر أغوار هذا السِفر المترع بالقيم الانسانية والمجتمعية الجميلة ...

علي عبد الوهاب ،
تلك الأيام !!
أيام حفر الباطن أكاد أذكر كل لقاءاتنا على قلتها
قياساً إلى فترة إقامتي في الكي كي إم سي
فقد كانت لقاءات ممتعة كنت فيها ، بحق
أستاذاً لي في التعرف على الكثير من
أوجه ثقافتنا النوبية ، ولا أنسى
خالد كنة ، ذلك الشاب الذي كان من الممكن
بقليل من الاجتهاد ، ان يكون مرجعاً في اللغات النوبية
وهذا ما كنت أقوله له دوماً.
أنا بانتظار اكتمال هذا الحديث الشيق ،
ولك والجميع ....



تحياتي

حديث شيق وممتع ... واصل
انا حاجز لوج ...

علي امبس...سرن بييكومي
عزيزي كعادة بوستاتك عن النوبة ثرية بالمعلومات والكتابة الشيقة
وتعيدني علي الدوام لطفولتي وصباي الباكرين وتنشط الذاكرة من خلال ما تكتب عن اللغة الجميلة ولكثير من تفاصيل...يا سلام ياخي...واصل ومتابع معاك بتركيز ...دمت بخير

صباح الخير انقتووووو وهبي
زمان سمعتا واحد قريبي كان بقول (اقنميل فقنميل تولي اسككان باكي ) ودي ترجمتا ياها ظاتا

Quote: لكين عندنا فى الصلاة كانوا يقولون كلمات .. بالرطانة ( بعد الترجمة : نحن خرفانك نحن نعاجك الله اكبر )

غايتو صلاة ساهلة وسمحه

حبيبنا مرتضى عبدالجليل .. جزى الله هذه الاسفاير خيراً ..
يا سلام على كرمة النزل هي زمرية التسامح للكثير من الإنثيات التي جاءت إلى هناك مع سكة حديد
كتشينر الذي تم إلغاؤها وعبرت الى الصحراء الى أبوحمد .. وفيها كبري كيتشينرإلى اليوم
ومقابلها من الغرب بدين أكبر جزيرة في السودان تقريباً وكثافتها السكانية ومدارسها ومعلميها
كانت المنطلق إلى حلفا زمان ( لواري الأحد .. وسوق الأحد ) أولاد عكاشة أشهر السواقين ،
ومكتبة كرشاب ، وحسن سيداحمد ، والجزارين ومنهم جدهم ، بالمناسبة الجنوبي عمنا كوال مازال موجود
في الجزارة
لك التحية .. نعم كانت هناك إندفاع نحو المؤتمرالوطني .. ولكن في آخر إنتخابات فاز زميلنا / نورالدين محمد حامد
من كرمة البلد وهو ( مستقل ) ولم يحسب على الاسلاميين والمؤتمر يوماً ما .. خلاص الناس كسرت الحاجز
مع التيحة

Quote: علي أمبيس .. سرن بيكومنو .. هو ذاكـ يا علي .. سمعت هذه الترجمات النوبية .. واستخدامها في الصلوات .. وحين كانت جداتي لأمي وأبي يأتين الى الخرطوم .. كنا نحرص ونحن صغارا وبتوجيه من الوالدين .. على تلقينهن وتحفيظهن الفاتحة وقل هو الله أحد (فقط ) .. حتى يصلين بها .. لأنها سهلة وكافية للصلاة .. ولا زلت أذكر كم عانينا معهن في هذا الأمر .. وكنا نمازحهن ضاحكين (وهن سليطات في ردودهن كالعادة ) .. وقد لاتأمن ردهن بما يجعلكـ تفر هارباً من أمامهن .. ( يا يوووووو .. غنم شنو وبهايم شنو كمان ) .. وكن متمسكات والى أقصى حد بما يعرفنه وألفنه .. طبعاً من الصعب أن تلقن أحد شيء بلسان غير لسانه .. وهذا هو مادفعهم الى ترجمة المعاني والمضامين للغة النوبية والصلاة بها .. لأن اللغة العربية والى وقت قريب كانت قليلة الاستخدام .. وفي بعض القرى النوبية كانت منعدمة تماماً .. واستخدامها صفرا .. وحتى في (البندر ) حين بدأت الهجرات النوبية الحديثة صوب الخرطوم والوسط .. كان استخدام الأجيال التي نشأت بالمنطقة النوبية للغة العربية ضئيلا ومحدوداً وهذا هو سبب استخدام اللغة النوبية لأداء الصلوات .. سبر أغوار منظومة الدين والصلاة ببلاد النوبة قديماً .. بحث جميل وتنقيب ثري وجدير بالمعرفة والاطلاع .. ففيه ارتداد الى ذاكـ الزمان الخصيب البهي .. بكل ألقه وتلقائيته وبساطته وعمقه في آن واحد .. حقاً ما كان يحكم الناس قيم مجتمعية متجذرة وعميقة .. تم توارثها وانتقالها من جيل الى الجيل الذي يليه .. ولا يخفى على أحد الأدوار التي لعبها الدين المسيحي في تلكـ الأصقاع .. فكل القيم الجميلة كانت سائدة في المجتمع النوبي وبثراء جم .. كان المجتمع النوبي ( ولازال ) مجتمعاً معافى ومترع بالقيم حد التخمة .. مجتمع متكاتف ومتعاضد الى أقصى حد .. فكان مضرب مثل في القيم المجتمعية ومدى تكاتف مكوناته وأفراده .. والى يومنا هذا نحن لازلنا ننهل من ذاكـ المعين الثر .. وتلكـ القيم .. فما غرسه فينا آباءنا وأجدادنا باقٍ فينا وننقله لصغارنا .. وكما قال رسولنا الأمين أتيت (لأتمم ) مكارم الأخلاق .. لي ملاحطة فيها تاكيد لحديثكـ عن مدى ارتباط الدين والصلاة بعائلات بعينها .. كلها وفدت من خارج المنطقة النوبية .. للدعوة للدين الاسلامي وتفقيه المجتمع به .. وارتبطت هذه العائلات في المنطقة بالدين .. وكل ما يتعلق به وكذا أداء الصلوات في المساجد فيما بعد .. وتوارث أبناء هذه العائلات دور آباءهم وأجدادهم والى تاريخه .. رغم أن هذه العائلات أصبحت جزء من النسيج النوبي فيما بعد .. بحكم اختلاطها وبقاءها ببلاد النوبة ..

يا سلام يا جمال .. عندما قرأ مثل هذه المداخلات .. أطمئن لتراثنا
وأننا مازلنا بخير .. بل إزداد البحث والباحثين .. في أعما ق تراثنا
مترع بالانسانية والأمن ..
الله يطمنك بالخير يا جمال وبارك في والديك .. وعندما أقرأ لأمثالكم من الشباب
أقول حقاً إننا بلغنا الرسالة ..
شكراً كثيراً على هذا العمق .. والتأصيل المتين

محبتي لا حدود ..

Quote: لموضوع بحثي ممتاز... واصل ومتابعين..

أخونا الشايقي .. تحياتي ياجميل ..
أهلنا الشوايقة .. الامتداد الجنوبي لنا .. الكثيرمن المشتركات والقواسم بيننا

لك التحية بعبق النخيل والنيل ..

Quote: لك الأيام !! أيام حفر الباطن أكاد أذكر كل لقاءاتنا على قلتها قياساً إلى فترة إقامتي في الكي كي إم سي فقد كانت لقاءات ممتعة كنت فيها ، بحق أستاذاً لي في التعرف على الكثير من أوجه ثقافتنا النوبية ، ولا أنسى خالد كنة ، ذلك الشاب الذي كان من الممكن بقليل من الاجتهاد ، ان يكون مرجعاً في اللغات النوبية وهذا ما كنت أقوله له دوماً.

دريري أمبس ..
أيام كانت جميلة في القاعدة العسكرية في تلك الصحراء ( وادي غير زرع )
حفظ الله أخونا خالد لقد تفرقت بنا السبل .. إلى نجد الوطن الكبير ..
تحية ومحبة ..

Quote: حديث شيق وممتع ... واصل انا حاجز لوج ...

حبيبنا عماد ساتي ..
يا عمدة ,, تعرف أي واحد إسمه (ساتي) طوالي أهله شمال منطقة الشايقية
إمتداد الدناقلة .. وينسبوا إلى الزياداب وجدهم الكبير خالص (سوارالدهب ) وسيف
خلافتهم كانت في الغابة .. وللاسم مدلول في النوبية ( من الرتب الكنسية )

عمدة .. صدقني .. كل المحبة والامتنان ..

بحث شيق
تشكر عليه
نتابعك بشغف
آمل أن تواصل

Quote: صباح الخير انقتووووو وهبي زمان سمعتا واحد قريبي كان بقول (اقنميل فقنميل تولي اسككان باكي ) ودي ترجمتا ياها ظاتا Quote: لكين عندنا فى الصلاة كانوا يقولون كلمات .. بالرطانة ( بعد الترجمة : نحن خرفانك نحن نعاجك الله اكبر ) غايتو صلاة ساهلة وسمحه

حامد أننقا ..
( نحن خرفناك ) .. تعرف يا حامد أننقا .. أن النوبة .. كانوا يرمزون إلى القوة والعناد وعدم الاستسلام برمزية(الخروف)
وتجد تمثال الخروف أمام المعابد في ممالك مروي ونبته .. حتى أن هناك الخراف النوبية في مدخل المتحف القومي ..
والخروف بالنوبية ( كركر kor kor ) وبعض أهلنا في دنقلا يطلقون عليه ( إقيد ننودي ) .. ولأن الخروف لايخضع
نغير الترجمة إلى ( نحن نعاجك .. وأغنامك )

تحياتي حامد أننقا .. الشكروالامتنان .. شكراً لقد فتحت لنا باب للاثراء ..

Quote: حث شيق تشكر عليه نتابعك بشغف آمل أن تواصل

حبيبنا ودقاسم .. كامل محبتي .. سنواصل يا جميل ..
وينك .. كان لك بوست مهم وعميق .. وجدث فيه الدفعه حمزاوي وعملت مداخلة
ولك البوست إختفى من الصفحات الأولى .. موضوعك كان قابل اللنقاش ..

تحياتي .. ونواصل ما انقطع ..

Quote: لي امبس...سرن بييكومي عزيزي كعادة بوستاتك عن النوبة ثرية بالمعلومات والكتابة الشيقة وتعيدني علي الدوام لطفولتي وصباي الباكرين وتنشط الذاكرة من خلال ما تكتب عن اللغة الجميلة ولكثير من تفاصيل...يا سلام ياخي...واصل ومتابع معاك بتركيز ...دمت بخير

أباس .. أمبس ..
تنشيط الذاكرة وعدم إندثار التراث .. وعكس تلك القيم التي كانت مؤصلة في أهلنا
من الموروث الروحي ..

محبتي ووو أباس .. أمبس

وللاسم مدلول في النوبية ( من الرتب الكنسية )

ود عثمان والمتداخلين.. سلام

والدى رحمة الله عليه قال لى ان والده (جدى) كان يسافر بالبيليك الى دنقلا أو حتى جنوب دنقلا لحدود منطقة الشايقية

وأظن في منطقة هناك أهلها أصولهم من المحس(غير دار العوض) واعجبه اسم (ساتى) ( نحن محس من سمت) فسمى به

اول أبناءه .. والدى وكل أعمامى يحيدون الأوشكرية بطلاقة .. فبالله نورنا عن هذا الإسم.. وتحياتى للكل..

Quote: ود عثمان والمتداخلين.. سلام والدى رحمة الله عليه قال لى ان والده (جدى) كان يسافر بالبيليك الى دنقلا أو حتى جنوب دنقلا لحدود منطقة الشايقية وأظن في منطقة هناك أهلها أصولهم من المحس(غير دار العوض) واعجبه اسم (ساتى) ( نحن محس من سمت) فسمى به اول أبناءه .. والدى وكل أعمامى يحيدون الأوشكرية بطلاقة .. فبالله نورنا عن هذا الإسم.. وتحياتى للكل..

حبيبنا شمس الدين ساتي ..
شايف البوست هنا ( انت والاخ درديري ساتي .. والاخ عماد ساتي ) نعم شمس
ساتي وأرصد وشمت وتللي ودلي وأوور ( أسماء خرجت من التراتب الكنسي النوبي )
معظم الشيوخ في المنطقة ( يا ساتي يا مزراوي )
دار العوضة هي امتداد لأرقو وهي منطقة إندمانج سكاني ( دناقلة ومحس وعرب ) وتمتد من أبوحجار ، السرارية وابتى ..الخ
وهي منطقة ناس الفنان ادريس ابراهيم والشاعر الجميل محي الدين فارس .. مع التحية

وساتي معناها .. سيد .. بالنوبية ..
محبتي ..

لنواصل ما انقطع من الحديث عن صلاة أهلنا :

والله سبحانه كرم الانسان .. ولكن المقصود من الجملة الخضوع التام وذل للخالق عز وجل ..
والمعروف ان الماعز من البهائم التي تسلم امرها بكل خضوع للراعي دون مقاومة ..
ولكنها أكثر نظافة من ( النعجة) لأن النعجة تأكل البقايا البشرية والأوساخ على عكس(الماعز)
والنعجة رغم طيبة قلبها ولكنها تقدم مصلحتها ففيها نوع الغموض والانانية.. فكان سبب عقابنا وتوبيخنا زمان
فعندما نرعى البهائم في أطراف السواقي وفي غفلتنا كانت تنطلق نحو الزراعة أحواض الويكة والملوخية في أطراف السواقي ..
ومن الملاحظ أنها تتجه إلى الخضار لأن البهائم كما الانسان تحب الخضار أكثر من باقي أنواع الزراعة ..
وبالنسبة للتربال - وكأن هذه الخاصية موروثة – فهو يعتبر منظر الغنماية أكثر جمالاً من نعجة .. ولبنها ذو نكهة ومفضل على كل الالبان ..
فإختيار اهلنا لهذه الرموز من الحيوانات لم يأت هكذا من فراغ .. لأنهم يريدون أن يقدموا للخالق أجل وأجمل شيء يكون مكتمل من كل الجوانب الخلقية والسلوكيه ..
كما كانوا يقدمون أجمل النساء هبة للنيل .. لأن أي عمق وتفكير في التراث النوبي لا بد أن يكون للرموز دور كبير فيه وخاصة فيما يتعلق بالزراعية وتربية الحيوان..

نواصل ..

حكي وسرد جميل أعاد لي زمان جميل لأجداد وجدّات أجمل وأروع وبلاد أكثر جمالاً

شكرا أننقا علي عبدالوهاب - ومتابعين



كثيراً ما فكرت في كلمة بيليك الكانت مستخدمة عندنا بمعنى (المركب)

هما كلمتين تركيتين

كلمة باليك BALIK معناها السمك حد علمي بالتركية

وال Kantin مقصف مطعم الخ

تحية ود ومحبة لأهلي النوبة

نتابع هذا البحث الجميل باهتمام

عندي ملاحظة صغيرة ..

أغلب الشيوخ وعلماء القرآن الذين وفدوا إلينا في الوسط ... هم من أهلنا النوبة ...

وخاصة ما بين النيلين وعلى ضفتيهما ...

والأمثلة والنماذج أكثر من أن تحصى ...

من خوجلي أبو الجاز وحمد ود أم مريوم ... في الخرطوم ..

وغيرهم كثير

وفى نهار رمضان عــــــــادى كانوا يتعاطون التمباك ( تولى دسى ) و (السعوط ) وكانوا يقولون بأن التمباك لا يؤثر فى الصيام

تحياتي صاحب البوست وضيوفك الكرام
والله ما تابعت باقي البوست من المداخلة دي وقفت
انا من زمان بقول كدا وما لا قي فقيه واحد يفند لي الموضوع دا
التمباك بفطر كيف بس
ادونا رد شافي بالله

تحياتي يا استاذ
هههههههه انا البوست دا متابعو من زمن كنت ضيف وبتاوق من بره
واهو هسع ربنا كتب لي جنبه معاكم عشان اعلق
والله الحمدو دي كده ما ظنيتا تمش ههههه
دايما بشوف الهنود بدعو بي كلمات ولغات هنديه لكن احس الصدق في عيونهم ودموعهم
الله يقبل
تحياتي يا امبسي
كدا تمام صح

الأخ الحبيب القريب الاستاذ علي عبدالوهاب
سمعنا بطريقة صلاة أجدادنا ولكن بالصراحة أول مرة أعرف معنا ومقاصد ما كانوا يقولوا أو يقرأوا
ونعم كمان قال عمار النية كانت سليمة وان شاء الله صلاتهم مقبولة
البوست جميل واصل

يا سلام عليك على انقا
انت كنز والله
انت الخلاك تمشى تقرأ الترجمة شنو ؟
انت مجالك المفروض تكون باحث في علم التاريخ والانساب والتراث
واصل بدون فواصل

Quote: خالى المرحوم الجزار حسن إبراهيم كان معروفا فى كرمة وبدين

دكتور مرتضى سلامات
نعم خالك المرحوم حسن إبراهيم وابنه المرحوم ازهرى شخصيات معروفة لناس كرمة وبدين وممكن تقول لغالبية سكان ريفى ارقو والحفير

Quote: خالى المرحوم الجزار حسن إبراهيم كان معروفا فى كرمة وبدين

دكتور مرتضى سلامات
نعم خالك المرحوم حسن إبراهيم وابنه المرحوم ازهرى شخصيات معروفة لناس كرمة وبدين وممكن تقول لغالبية سكان ريفى ارقو والحفير

يا سلااااام عليك يا أستاذنا جميعاً.

لقد طرقت ذكريات محفورة في الذاكرة عن أداء شعائر الصلاة في البلد في تلك الفترة السعيدة النقية. أتذكر أمي رحمها الله وهي بنت الشيخ عبد الله خليل صاحب وادي خليل؛ وهي لا تعرف من العربية سوى (النبي نوح) كانت تقولها لنا
لتحمينا من لدغات العقارب. وأقسم لك بالله بأن جيل أمي لم تعرف في الصلاة سوى (أي فقينا ميل) كما اورد ابن عمي علاء سيداحمد عثمان. وكنا نجاور مسيد جدنا عثمان قورتي ويؤذن فيها عمي حيين رحمه الله بصوت عجيب لصلاة المغرب
ونحن عائدون مع اغنامنا ونعاجنا وحميرنا من المراعي بعد ان ذبح كل واحد فينا (فوودي) لاعتقادنا الجازم بسرعة مغيب الشمس حتى نعود للعب على رمال القرية. في تلك الفترة لم أشاهد إطلاقا من يطلق لحاه أو يلبس جلبابا قصيرا كما يفعل الآن بعض الناس
كي يكتمل ايمانهم. لم أشاهد في تلك الفترة جريمة سرقة او قتل او حتى شجار. أقصى ما كان يخشاه الطفل منا أن يذهب للكارة (مكان حبس البهائم التي تاكل من زروع المزارعين) وتدفع قرشا واحدا لتعود بغنمك الضالة الى البيت وانت تلعن سنسفيلها!
كان يأتينا الشيوخ في كل عامين مرة ليحدثوننا عن الجنة والنار.

وبهذه المناسبة أحكي لك قصة ما زالت عالقة بالذهن وهي حدثت بعد هزيمة حزيران حيث اشيع بان القيامة سيكون موعدها الجمعة العصر. واتذكر جيدا بان امي رحمها الله كانت تقول لنا عليكم بتوبي امسكوني من التوب يوم القيامة واكلنا ليلة الخميس
كما لم ناكل لنستطيع الجري. وفي صبيحة الجمعة استيقظ كل اهل القرية وصلوا في بيوتهم صلاة القيامة منتظرين ساعة النفخ في الصور. وكنت اكثر الأطفال خوفا لأنني مرة وجدت منجلا ولم ابلغ الناس في القرية واخفيته في الزريبة عن طريق دفنه.
وفي الساعة المحدودة قامت أعاصير لم اشاهد مثلها في حياتي وهي تسمى (الكيرجاد) وامسكت بتوب امي وانا اقول لا اله الا الله بعربية مكسرة وامي تقول نبي نوح حتى اتى المغرب ولم تأتي القيامة!

كان الناس كالصحابة يخشون الله ولا يكذبون ولا يحسدون ولا يغتابون ولا يسرقون ولا يزنون ومؤمنون بالبعث والنشور ويتعبدون الله بفطرة الله التي فطر الناس بها.

Quote: "كان الناس كالصحابة يخشون الله ولا يكذبون ولا يحسدون ولا يغتابون ولا يسرقون ولا يزنون ومؤمنون بالبعث والنشور ويتعبدون الله بفطرة الله التي فطر الناس بها"

نعم كانوا كذلك وأكثر

وأنا أقرأ هذه الجملة الملخّصة لأهلنا مرّ بي شريط حبوبتي وأهلي الراحلين من هذه الفانية.

شكراً أننقا عبدالإله...

Quote: لأخ الحبيب القريب الاستاذ علي عبدالوهاب سمعنا بطريقة صلاة أجدادنا ولكن بالصراحة أول مرة أعرف معنا ومقاصد ما كانوا يقولوا أو يقرأوا ونعم كمان قال عمار النية كانت سليمة وان شاء الله صلاتهم مقبولة البوست جميل واصل

محمد أمبس .. جزيل والتحية على المداخلة ..
حبيبنا محمد وانت من تلك البيئة .. تعرف أن اللغة وعمقها والتعبير عنها بالرموز
يعني مثلا ( الماعز لها رمزية ، والبقرة لها رمزية ، والنخلة بأنواعها .. ) لأن القرب من هذه المخلوقات
والملازمة الومية ليس فقط الرعي والتسمين والحلب ولكن تسخيرها إقتصادياً وأخراجها من المجال الحيواني الضيق
إلى مجال الابداع العملي والاقتصادي في الزراعة وغيرها .. جعلت الانسان هناك ( التربال ) يكون له معرفة بعمق
ومدلولات تصرفات هذه الحيوانات ..

لك التحية محمد .. ومحبتي بلا حدود ..

Quote: يا سلام عليك على انقا انت كنز والله انت الخلاك تمشى تقرأ الترجمة شنو ؟ انت مجالك المفروض تكون باحث في علم التاريخ والانساب والتراث واصل بدون فواصل

خالد أننقا .. الاصيل السمح ..
ناس كانوا على نقاء وطاهري السيرة .. أمن مجتمعي مأصل وموروث
خالد أننقا سنواصل وننقلكم الى الفقرة الاخيرة ..
ثم كيف كانت القراءة في جلسة التشهد

حفيد الشيخ زمراوي الولي .. مولانا ..
يا سلام .. يا جميل .. يا اصيل .. مداخلتك إضافة حقيقية لقد جئت بالنتيجة التي كنت أصبو إليها ..
كيف كان الامن المجتمعي .. نعم كما ذكرت لا سرقة ولا زنا ولا ضرب ولا قتل .. الخ
تحياتي ليك مولانا .. ورغم كل ذلك كان هناك إجلال للعلماء ..
جدكم الشيخ زمراوي ، شيخ منور ، شيخ عبدالعزيز ..

استنتاج رائع ..

نواصل ..

بوست موغل في الروعة يا علي وله اهمية خاصة كون منطقة النوبة هي منطقة تصاهر عرقي وثقافي واجتماعي نشأ عنه هذا السودان الحديث الذي نعيش فيه الان
واصل عليك الله

Quote: بوست موغل في الروعة يا علي وله اهمية خاصة كون منطقة النوبة هي منطقة تصاهر عرقي وثقافي واجتماعي نشأ عنه هذا السودان الحديث الذي نعيش فيه الان واصل عليك الله

حبيبنا ود الفكي .. في هذا السودان معظم الناس متشابهين .. نفس البيوت والعادات .. الولادة .. السماية .. الماتم .. الفطور .. والغداء والعشاء والزواج ..
الزي النسائي والرجالي .. نفس العمق الفكري .. قاتل الله السياسة ..

محتبي لا بحدود .. يا رائع ..

هذه آخر فقرة .. او عبارة في تلك القراءة ..

اي .. ين .. نورتي I ain Noorti ( انا ضمن مخلوقاتك في الارض ) وكلمة - اورتي – المقصود منها هي مجموعة الحيوانات عموماً بكل انواعها ( المخلوقات )
وهو المعنى العام والواسع ولكن البعض يحددها فقط في انواع معينة من الحيوانات الاليفة أو مجموعة الحيوانات التي يعرفها ..
فهذا الشخص الذي يصلي بتلك اللغة يريد ان يخرج من عالم البشر ويدخل الى ذلك العالم الاخر ( اورتي – عالم حيوانياً ) ،
ليس نقصاً او تنازلاً عن انسانيته ولكن يريد ان يتجرد من كل ما للبشر من الكبر وسوء الظن والشك والعقل وبطر وظلم .. الخ ،
ورغم أن الانسانية نعمة ولكن احياناً تقودك الى التمرد حتى على المقدسات .. وهو يريد ان يدخل في عالم ( الاورتي – الحيوانات )
ليكون منقاداً لراعيه وخالقه كما تنقاد ( الماعز ) للراعي .. هكذا من الوهلة الاولى يبدو لك ان الكلام بسيط وساذج ..
ولكن مضمونه به كل القيم والثوابت الانسانية والخضوع لله عز وجل في تواضع يتواضع عنده التواضع ..

تمام أخى على عبدالوهاب ،، وبالفعل كان هذا هو السائد فى تلك الأيام الخوالى ،، وأعتقد بأن بالله سوف لن يحاسبهم فى صلواتهم تلك فقد كانوا أقرب إلى الله من هذا الزمن الأغبر الذى أحتكر فىه الإسلام من بعض الفئات ،،
كان اسلاما نظيفا سهلا فى متناول الجميع الكبير والصغير بعيدا عن التطرف والهذيان فيئة واحدة من المسلمين ليس كعشرات الفئات الحالية .

ولكن أستوقفنى فى مقدمة كلامك أخى على بأن الأسلام كان محتكرا من قبل عائلات أو أغنياء ،، فلم يكن ذلك واردا فى منطقتنا ،، فقد كان الأمام معروفا حافظا لبعض الأيات ،، وكان الأمام يجلب بعض الكتب الصفراء
من مصر أو الخرطوم ليقرأ منها الخطب فى يوم الجمعة قراءة .،، لذا شرح هذه الجزئية من فضلك ببعض التفصيل لأنه ربما لم أفهم كلامك بصورة صحيحة .

مع التحية والمتابعة

ماهر

Quote: ˆ لكن أستوقفنى فى مقدمة كلامك أخى على بأن الأسلام كان محتكرا من قبل عائلات أو أغنياء ،، فلم يكن ذلك واردا فى منطقتنا ،، فقد كان الأمام معروفا حافظا لبعض الأيات ،، وكان الأمام يجلب بعض الكتب الصفراء من مصر أو الخرطوم ليقرأ منها الخطب فى يوم الجمعة قراءة .،، لذا شرح هذه الجزئية من فضلك ببعض التفصيل لأنه ربما لم أفهم كلامك بصورة صحيحة .

الحبيب ماهر .. اذا لاحظت العنوان (( أنا خصصت الجزر )) لأنها مناطق مغلقة فيها المخزون التراثي وهي حاضنات حتى إلى فترة قريبة جداً للعادات المندثرة
ففي هذه الجزر كان الاحتكاك مع الاخر صعب جداً .. لأن الجزر عبارة عن أملاك سواقي ليس بها ارض حكومية للسكن ، فكانت الخصوصية مبالغ فيها ، هذه مقدمة ..
فمثلاً في ارتقاشا كان المشائخ محددين ( الادارسة ، أحفاد عووضة القارح ) .. أما غيرهم فلم يكن يقبل منهم ( أنا أحكي عن زمن بعيد جداً ) قبل أي حداثة .. حتى عندما تتحدث
عن الدين وكان هذا نادراً أو حاولت قراءة قران ( يقول لك الناس .. إنت مالك هل ابوك كان فقير أو فكي ؟ أبوك ما قرا أي خلوة ... الخ ) فكانت العلوم مخصصة بفئة معينة
من ناس يتوارثون العلم ( وكانوا ميسوري الحال ) .. ربما أنت تتحدث عن زمن قريب شوية .. او منطقة بالشرق او الغرب .. فهذه المناطق كان فيها نوع الانفتاح نحو الآخر
ولكني قصدت أن أنقل من أعماق الجزر أشياء إنقرضت .. ولكنها كانت ممارسة قبل عشرات السنين .. وأنا بحكم العمر حضرت الكثير منها في ارتقاشا ..

وسوف أورد لك قصة غريبة جداً ..

نواصل ..

حبيبنا ماهر ( هذا ) نمووذج :
جاء عمنا بشير من مصر .. واصبح يؤذن كل الصلوات .. فكان الناس يصلون جماعة أو حتى الاذان إلا يوم الجمعة ..
فذهب أعمامنا يشكون إلى السيد الحسن الادريسي في ارتقاشا .. فقالوا له : (( بشير اصابه جنون .. فهو عندما .. يجد أي منطقة مرتفعة يطلع ويؤذن زي ديك ))
فتابع السيد خطوات بشير ووجده يؤذن الظهر والعصر والمغرب ويقف على جدول الساقية او خشبتها .. يؤذن ويصلي بمفرده ..
هذا نموذج ..

صدقني يا ماهر خليك من أعمامنا ديل .. أنا حضرت الى المملكة قبل ثلاثون عاماً وأكثر تقريبا .. عندما وجدت عسكري يصلي بالجزمة .. إستغربت وأتيت الى الجمعية
من المطار ولم أرى شيئاً من معالم جدة .. وخرجت من الاندهاش عندما رأيت لأول مرة طبق البيض في البقالة .. ( أكثر ما أدهشني عسكري يصلي بالجزمة .. وطبق البيض )

عشان كده وردي قال من ضواحي الدنيا جيت وعلي رحالي

شكراً ماهر حببينا على اثارة الذكريات .. وسوف أرجع الي صيغة التشهد

Quote: Khalid Shams · جامعة القاهرة متعة بلا حدود بتذكر ( ووو نور كمونى نيمونى كبكه ارجتى)

من الفيسبوك ... خالد حبيبنا .. سلام عليك ..
يا سلام صيغة توحيدية .. بالله شوف يا خالد الدعاء بالنوبية كيف جميلة ومؤثرة ..


سوف اواصل .. شكراً خالد

يا على ربما لو بحثنا ودققنا حتطلع قريبى هههههههههه ،، لأننا لدينا جد ( خال الوالدة ) أرتحل إلى أرتى قاشا منذ زمن بعيد وتزوج وأنجب هنالك ،، إسم العائلة هو : الهندى
شقيقه محمد هندى ولديه شقيق أخر أسمه عباس هندى تاه فى أزقة مصر ولم نجد له أثر منذ ذلك الوقت ،، أما أسم جدتى لوالدتى فهى جميلة هندى شقيقتهم التى تزوجت فى
جزيرة نلوتى بالسكوت من شريف خليل وأنجبت : ميرغنى شريف ،، حسين شريف ،، زينب شريف ،، فاطمة شريف ( والدتى ) ،، خديجة شريف و على شريف .

لا أدرى هل هذه الإسماء لديها دلالة لديك ؟؟؟

Quote: ا على ربما لو بحثنا ودققنا حتطلع قريبى هههههههههه ،، لأننا لدينا جد ( خال الوالدة ) أرتحل إلى أرتى قاشا منذ زمن بعيد وتزوج وأنجب هنالك ،، إسم العائلة هو : الهندى شقيقه محمد هندى ولديه شقيق أخر أسمه عباس هندى تاه فى أزقة مصر ولم نجد له أثر منذ ذلك الوقت ،، أما أسم جدتى لوالدتى فهى جميلة هندى شقيقتهم التى تزوجت فى جزيرة نلوتى بالسكوت من شريف خليل وأنجبت : ميرغنى شريف ،، حسين شريف ،، زينب شريف ،، فاطمة شريف ( والدتى ) ،، خديجة شريف و على شريف .

التحية لك حبيبنا ماهر ..
( هم آل بدري ) من عائلة خليل فرح أيضاً .. وفي سيرة خليل فرح وزيارته إلى مصر ..
ورد في كتاب أحد باحثي أمدرمان .. أنه نزل لدى قريبه ( فرح هندي ) .. ولكن في ارتقاشا كان يطلق عليه فرح ( إندي )
وإندي ( بالنوبية الدنقلاوية هي الأم ) ويطلق على الشخص العزيز الكريم بمعنى ( أبن أمي ) أو ( ود أمي ) بالعامية السودانية ..
وفرح إندي أو عائلتهم مشهورين في ارتقاشة .. وينتهي نسبهم ببدري .. ومنهم العازف الشهير .. حمزة سعيد بدري قائد اوركسترا التلفزيون لفترات طويلة
وتوفي قبل فترات قصيرة .. ولأن أخوال البدرياب ناس خليل فرح من جدتهم زهرة من مقاصر ومشو ..

حبيبنا ماهر معظم الأصول المكونة لأهل دنقلا من السير وحتى بداية كرمة هم من هجرات من منطقة سكوت والمحس عندما كانت تضيق الاراضي الزراعية
كانت الهجرة أنا اهل ابوي من مسيده وعمق المحس .. وآل بدري موجودين الى اليوم في ارتقاشة وهم أخوال ابوي .. والجزيرة عشان محاطة بالماء من كل
الجهات الناس كانت تتزواج فيما بينهم لذا تجد كلهم ذات علاقة مع بعض ..

التيحة لك ..

معليش لشركاء البوست ..
نرجع إلى موضوعنا الاساسي ..

التشهد :

وفي جلسة التشهد .. وهذه الممارسة حصرية على النساء .. لم يكن الرجال يمارسونها ..
كانت هذه الوالدة أو الحبوبة تجلس بكل أدب وإحترام .. وهي متجهة نحو القبلة .. وترفع يديها الى السماء ..
وتبدأ في الدعوات .. وإذا تأملنا هذه الدعوات .. نجد أن بها مواثيق وعهود وقيم ومعاني ..
أرفع من أي مواثيق دينية او وضعية .. مع ملاحظة ان هذه الممارسات مكتسبة وليست مفروضة ..
ولكنها أصبحت من الفروض بفعل الممارسة والتجارب الانسانية الطويلة الامد .
ترفع يديها إلى السماء وتدعو :

نواصل ..

Quote: تحية ود ومحبة لأهلي النوبة نتابع هذا البحث الجميل باهتمام عندي ملاحظة صغيرة .. أغلب الشيوخ وعلماء القرآن الذين وفدوا إلينا في الوسط ... هم من أهلنا النوبة ... وخاصة ما بين النيلين وعلى ضفتيهما ... والأمثلة والنماذج أكثر من أن تحصى ... من خوجلي أبو الجاز وحمد ود أم مريوم ... في الخرطوم .. وغيرهم كثير

كل الشيوخ الذين أتو من الجزيرة العربية عبر مصر ..
كان نزلهم في دنقلا العجوز عند الشيخ ودعيسى ثم الى انحاء اخرى السودان
فكانت زيجاتهم من المنطقة وبعد ذلك كانوا يحملون الرسالة الى انحاء السودان
هؤلاء المحس هم من أسسوا توتي أنطلقوا كل انحاء الوطن ( ادريس ودالارباب ، وحمد وخوجلي ... الخ )
هذا بحث طويل فيه كتب ومجلدات ..

التحية شيخنا الجيلي .. لك الود

Quote: ( فرح هندي )

بالظبط هذا هو خال الوالدة الذى فى أرتى قاشة ،، بعد حكاويك الممتعة هذه ،، من فضلك دلنى على أقربهم لفرح هندى حتى أستطيع التواصل معهم
وإذا فى واحد منهم فى الأردن عمان أو الدمام فى السعودية يكون خير وبركة حيث أننى أتنقل بين هاتين المدينتين بحكم عملى .

مع التحية

كانت تبدو لنا أن صلاة المغرب ذات اهمية خاصة جداً ولم نكن نسمع تلك الدعوات بنفس الاصوات والانغام
إلا في صلاة المغرب .. لأن دخول الليل كان لدى أهلنا قداسة خاصة .. حيث الهدوء .. والراحة وحتى الانثى كانت لا تخرج للخلاء لقضاء حاجتها
إلا بعد دخول الظلام ( المغرب ) ، التربال الكادح أيضاً كان يغادر المزرعة على جناح السرعة .. بعد المغرب أو عند المغرب ..
( أرتين أوقو Arteen Ogoo ) ومعناها الليل حصرياً من أختصاص الخالق ..
كان يعتقدون أن اي ضجيج حول الزراعة في الساقية ربما يوقف النمو
لأن الليل بالنسبة النماء .. لأن المزارع في الصباح الباكر
وقبل الشمس يتجه الى ساقيته ليرى كم البراعم والاغصان نبتت وكم نبتة زادت
طولاً وفروعاً .. لأنها الحياة والنماء والخير ووالوفرة ..
لذا ترى عقلية هؤلاء كانت عالية فكراً وموضوعاً وعمقاً في الطبيعة ولما وراء الطبيعة

فكانت دعوات صلاة المغرب او التشهد لوحة من الانسانية والجمال

وفي جلسة التشهد .. وهذه الممارسة حصرية على النساء .. لم يكن الرجال يمارسونها ..
كانت هذه الوالدة أو الحبوبة تجلس بكل أدب وإحترام .. وهي متجهة نحو القبلة .. وترفع يديها الى السماء ..
وتبدأ في الدعوات .. وإذا تأملنا هذه الدعوات .. نجد أن بها مواثيق وعهود وقيم ومعاني ..
أرفع من أي مواثيق دينية او وضعية .. مع ملاحظة ان هذه الممارسات مكتسبة وليست مفروضة ..
ولكنها أصبحت من الفروض بفعل الممارسة والتجارب الانسانية الطويلة الامد .
ترفع يديها إلى السماء وتدعو :

تاريه ووو .. مقارب ( Traih woo magarib ) أيها الغروب تقدم

ألي إبن تالوب ( علي بن أبي طالب ) تأثير الفاطميين ( دائماً ما كان أهلنا يذكرون الزهراء وسيدنا علي )

آقيل ملي ( Ageel Maliah ) جميع الحضور والموجوديين او المقمين

ديقبول ملي ( Degbool Maliah ) جميع المسافرين والغائبين عن الديار

وري سلاما ( Warri Salama ) تدعو السلام للبعيد ( غير القريب ) او الغريب

إيقيتي سلاما ( Egaiti Salama ) تدعو السلم للأهل

أندي سلاما ( Andi Salama ) المقصود هنا الأهل القريب أبناء وبنات العائلة

أيرندي سلاما ( Erindi Salama ) المقصود أنباء وبنات الغرباء والآخر

مازالت هناك بقية ..

السيد علي

بوستك هذا كنز لمن أراد أن يتبحر في الملاحظات الفرقة التي أتيت بها عن أهلك النوبيين
ننتظر منك المزيد و بالتأكيد سنحاول ان نقرأ السطور و ما بين السطور علنا ننتهي من حالتنا الفجيعة قريبا

Quote: السيد علي بوستك هذا كنز لمن أراد أن يتبحر في الملاحظات الفرقة التي أتيت بها عن أهلك النوبيين ننتظر منك المزيد و بالتأكيد سنحاول ان نقرأ السطور و ما بين السطور علنا ننتهي من حالتنا الفجيعة قريبا

السيد / مالك .. شكراً على المرور وأبداء الرأي والاستعداد للمزيد ..
أخي مالك .. هؤلاء الناس داخل مناطقهم في الجزر وغرب النيل وشرقه ..
كانوا في قمة المثالية رغم أننا لم نكن نلاحظ المواظبة على أداء العبادات بالصورة المنتظمة ..
وقد أوردت في بوست سابق بعض الحكايات التي كانت تحدث يومياً عندما قدم البعض من متعلمي الازهر
وغيرهم .. ولكن في الاخير أن أنخرط هؤلاء ايضاً في نفس النسق السائد والبيئة المثالية التي كانت نتيجة
لتعاقب الديانات على أهل المنطقة اليهودية والمسيحية والاسلام والقيم الانسانية .. فكان الطاغي هو قانون العيب
وأعمال العقل وبالنسبة للمزارع والتربال الريع الاقتصادي هو المهم ..

لك التحية .. وهذا بوست للجميع .. وسآتي لاحقاً لما تبقى من الصلاة ..

محبتي .. وشكري ..

لنواصل تلك العبارات والدعوات عند الجلسة الاخيرة في الصلاة قبل السلام ..
وخاصة في صلاة المغرب :

ويل أوبورتر سلاما ( wel ooportir ) السلام للكلب على القمامة

هنو قوريل سلاما ( Hano Gorail ) السلام للحمار في مربطه

أندي سلاما ( Andi ) أهلي وأبنائي وبناتي ..الخ

أيرندي سلاما ( Erindi ) أبناء الاخرين واهليهم

أدون تود سلاما ( عدو نتود ) وهي عربية ممزوجة بالنوبية (أبناء الاعداء)

هكذا ترغب السلام للجميع في هذا الكون ( للكلب القابع فوق أكوام القمامة) وذلك الحمار في مرعاه ،
وتطلب السلامه والامن (لأهلها وابنائها) والسلام والامن ( للاخرين ) وليس الآخرين فقط
ولكنها تتمنى السلام والأمان لأبناء العدو ( لأن لا ذنب لهم فلا يأخذونهم بجريرة أهلهم)

قراءة وتأمل في البعد الانساني لهذه العبارات التي تنبع من العمق ..
يبدو أنها مرحلة متقدمه تتفوق على من يدعون العلم والمعرفة بالديانات ..
وفي كل هذه الدعوات لم نسمع ( اهلك هذا وأقتل هذا وعذب هذا ... إلخ )
هي القيم التي أت من عمق التجربة الانسانية ..

نواصل ..

Quote: ويل أوبورتر سلاما ( wel ooportir ) السلام للكلب على القمامة هنو قوريل سلاما ( Hano Gorail ) السلام للحمار في مربطه أندي سلاما ( Andi ) أهلي وأبنائي وبناتي ..الخ أيرندي سلاما ( Erindi ) أبناء الاخرين واهليهم أدون تود سلاما ( عدو نتود ) وهي عربية ممزوجة بالنوبية (أبناء الاعداء)

بعد الانتهاء من الصلاة كانت هناك جلسة طويلة ..
ثم تبدأ الدعوات .. فكانت فيها نوع من العمق في المعنى والمغزى ..
فالأمر يحتاج الى تفكير عميق وتأمل حتى يمكننا سبر غور تلك العبارات ..
والغريب ان بعض المفردات كانت بالعربية المستنوبة لأن المصطلحات الاسلامية هي بالعربية
ولا يمكن التعديل والتغيير فيها .. وهذه في صالح اللغة النوبية بأنها لغة مرنة تتقبل المفردات اخرى تستنوبها
وتنغمها حسب ايقاع اللغوي والامالة في الحديث .. وبعد الصلاة مباشرة وهي متجهة للقبلة فكانت الدعوات
تنحو الرخاء المادي وسترة الأعراض .. وكمثال هذه الدعوة :

ووو .. أرتي .. دونقي ون إيري تود نر جومنل ( Woo Arti Dongi on Iri Tod nar Joomenel )

والمقصود من الدعوة ( أن لا يذهب المال إلى الغريب ) والحكمة في ذلك أن المال أو الرخاء إذا
لدى أبن عائلة أو إبن البلد يمكن أن تنال منه مباشرة وغير مباشرة فكان يقال حتى عند الحوجة لوسرقت منه يمكن يعفيك
وهي تدخل تحت قيم المصلحة إقتصادية وأوليات التوزيع ( الأقربون اولى بالمعروف ) والخير للأهل أولاً وهي حكمة
تصب في مصلحة الرخاء المجتمعي .. ولأن المجتمع الزراعي ثقافته هو الامن والانتاج والاكتفاء ولا قيمة أبداً
للانسان غير المنتج أو العاطل مهما كان ..
ملاحظة بسيطة : العملة في فيتنام ( دونغ - بالدنقلاوية - دونقي ) ... بالمحسية ( شونقر )
ولكن اصل ( شونقر - دونقي ) هي الفضة .. كانت الفلوس زمان معدنية .. لذا .. سميت بالفضة

تحياتي ...

نواصل ..

سلام يا علي او مشتاقين،

ياعزيزي لو تعلم انتا بتقول في كلام مرعب جدا جدا!

للوهلة الاولي، يديني نملو او شعري كلب!

لانو كتير من المشاهد الصورتها دي موجودة في بطون الكتب البتتحدث عن عصر الاهرامات اي منذ قرابة ال5,000 سنة من تاريخ اليوم، او بالذات موضوع الحيوانات، وساعة الغروب وما شابه.

زي كلامك ده مافي مخلوق الي اليوم من المختصين في المجال ده، هبشو!

حقيقة ياهو ده مجال البحث القادم وعلي مدي القرون القادمة باذنه.

اقصد التنقيب في طيات ممارسات الحياة اليومية لي كبارنا، لو في دنقلا ولا عبري ولا تقلي ولا غيرو، اللي بتعكس بجلاء الكثير من اوجه حياة اجدادنا منذ الاف السنين.

ده المجال الما هبشو زول الي اليوم، لانو الفي يدهم القلم ما كانو اصلا حاسبننا اطلاقا مع قدماء الكمتيين اي "المصريين" الكانو حاسبنهم خواجات او اسيويين!!

لو لقيت فرصة عايز اجي اعلق في موضوع ادوات التحليل عندك، اللي ماخذوة من المرجعية السائدة او متداولة اليوم، وهذه المرجعية العربية الاوربية لاعلاقة لها البتة بهذا الارث العريق، الروحي، الخالص في روحانيتو!

فكونو مثلا صلاتنا مختلفة، فالمرجع هنا ما اسلام المرتد ابن ابي السرح، اللي هو مجرد مقاربة فقط كغيرو من الاديان الاخري لي اصل كوشي "نوبي" كما جسدوهو كبارنا ديل الانت بتنقل عنهم!

الاصل في مطلق دين، اسلام، او اعتقاد هنا، مش هناك!

اكرر الصيغة او النسخة او الطبعة الحالية العربية المتداولة الان كمرجع، اكرر من حيث حقائق التاريخ، ماهي الا مقاربة فقط، بما يتناسب ومرجعية الثقافة العربية المادية بطبعها!

نعم اجدادنا في فهمهم للتوحيد او توصيلو للمتلقي الكوشي، ما لجأو لي تصورات ملاك اسمو جبريل، شغال مراسلة ما بين السما والارض، لينقل نصوص بعينها مكتوبة باللغة العربية افتراضا، ولكن العقل العربي المخاطب هنا بيفهم الاشياء بالصيغة المادية التجسيمية دي، بتاعة يد الله، وجه الله، الكرسي، وحتي طريقة جلوس هذا الاله المجسم ككائن، علي كرسي بعينه، في منطقة جغرافية بعينها!

ده فهم غريب جدا في مرجعية الوعي والعقل الكوشي الصوفي، اللي لذات السبب ما كان عندو مآذن ملعلعة في بعض بالمكرفونات لمن ما بتفهم زاتو بقولو في شنو لدفع الناس دفع، بواسطة بوليس عديل كده يا سبحانك، عشان الخلق دي تجي دافرة زرافات او بي صورة جماهيرية في شكل امواج بشرية زي الكورة واحد، للتعبد!

هذا مدهش بحق لما تفكر فيهو من منطلق مرجعية ثقافة كوشية، اللي حرمت مجرد الكتابة، دع عنك الخطب الجماهيرية كاسلوب للتربية الروحية، الكان خاص جدا، جدا، او فردي، one on one كقاعدة اساسا الممارسة، وليس النصوص البتلوها في الرادي والمكرفونات!

داير اقول ما تحاول تفسر الشفتو بي عينك، من منطلق مرجعية الاسلام الوافد!

كده حتطش تماما او حتطلع برا الموضوع!

لاحظ كبارنا ديل بمارسو في البمارسو فيهو ده، من دون ادني ادراك او وعي علي مستوي الشعور، لانهم انقطعو عن المنبع بحكم قرون القهر، العبودية، سلطة الدولة او سيفا! كنتيجة حدث استلاب غيب الوعي تماما، فاصبحنا كما للظمار علي قول جيرانا البواصل تحريك الاصابع بغرض العزف وهو ميت!

ورغم انف كل هذا، الي اليوم هم بقاومو الوافد والاجنبي ده لهم المجد بي صورة تثبت مدي عراقة الجواهم القدر يصمد مثل هذا الصمود العذب، المدهش، المحير منذ القرن الخامس ميلادي لما بدات الحرب الرسمية بواسطة الكنيسة تحديدا علي ديانة امون "التصوف" في اوربا ذات نفسها، الزاحمت المسيحية شديد، بالذات ظاهرة ما يعرف بالBlack Madonna تحديدا، الانتا الان واللحظة بتصف فيها، دون ادني ادراك من قبلك او قبلم هم زاتم، الي ان اجتاحت المسيحية الغربية ديارنا ذات نفسها ليبدا مشوار الطمس الحالي الشايفو قدام عينك ده!!

فيا عزيزي ده موضوع ضخم، ضخم، ولكن للاسف كبارنا انقرضو، او بي رحيلم كما قال اليكس هيلي احترقت وارتحلت اعداد هائلة من المكتبات المتحركة للاسف الشديد من دون توثيق!

كطفل صغير زيك كده عايشت الاشياء دي، واذكر مرة سالت حبوبتي، ليه بتقول "دار الهوا" لما تتساءب لما تقوم لي صلاة الصبح، ولكنها ما كانت بترد علي.

نعم اذكر كما وصفت بالضبط كانت بتردد في الصلاة كلام ماعندو صلة بالعربي او القران خالص!

ذكرتا الكلام ده هنا، قبل كده!

ولكن للاسف لما وصلت سن المدرسة فضلت في الداخليات، او في الاجازة كنت بسافر للوالد والوالدة بعيد عن البلد.

لازلت اذكر مثلك الكثير جدا، من الممارسات والمعتقدات البتمر علي الان في كتب التاريخ!

شئ عجيب بحق!

شكراً أستاذنا بشاشا .. على هذه القراءة العلمية ..
هذه إضافة إستفدت منها كثيراً .. وهذه الاشياء التي ذكرتها جديدة بالنسبة لأني غير متخصص
فقط مجتهد أنقل ما رأيته في البيئة التي أعيش فيها ..
أستاذنا بشاشا .. لك التحية ..

إعجابي بهذا التفرد ..
محبتي اخي بشاشا

Quote: ويل أوبورتر سلاما ( wel ooportir ) السلام للكلب على القمامة

كما تطرقت من قبل إلى هذه الدرجة من الرقي الذي يدعو بالسلامة للكلب حتى لو كان غير ذلك الحارس الامين للمراح او المنزل
ولكن للكلب الضال الذي يقتات من القمامة .. وأحسب أن هذه القيم تم توارثها عبر الاجيال .. وإستقرت في اللاشعور لإنسان المنطقة والذي
يمكن له أن يستحضرها او هي تنداح من ذاتها في مجالات كثيرة من بينها المجال الابداعي ..
ومثال ذلك : يوم أمس كنت أسمع في التلفزيون للرائع عثمان الشفيع رحمه الله وهو يردد اغنية الخليل في الضواحي وطرف المداين
ثم جاء الى الجزء الذي يقول فيه الخليل (( كلبي يا جمجوم اصلو خاين .. شوفوا كيفين يبرا الملاين )) وأنا في نشوة الطرب توقفت أتامل
في هذه الكلمات ... كيف لهذا الرائع يجمل لفظ ( كلب ) ويدخله ضمن الروائع والدرر ويجعل الناس يطربون لإسم حيوان قلما تم انصافه في المجتمع الشرقي عموماً
بل يستخدم كوصمة وشتيمة في بعض الاحيان .

بالتأكيد هو تأثير الموروث لأن هذه القيم باقية في اللاشعور ربما سمع خليل عن هذا الكلب في بيئته وحاضنته الأولى ( صاي) أو سمع عن تلك التراتيل
التي كانت ترددها الحبوبات .. فخليل هنا يتعامل مع الكلب كالصديق الصدوق .. لأنه يداعب ويمازج الكلب .. فالشخص لا يمازح ولا يداعب
ولا يعكنن إلا أحب الناس إلى قلبه ومن يتحمله كما يتقبل منه الرد المعاكس حتى لو كان غليظاً .. لقد وضع خليل هذا الحيوان في موضع الخل والصديق
الوفي او الرفيق المخلص ..

رحم الله الخليل ..

ياخ انا لي اسبوع خايف من البوست دا وازوق منو يمين شمال
اتاريهو ممتع بالدرجة دي
خفت يكون مليان بالوعاظ ناس صلاتكم باطلة واهلكم مشركين
لكن يا للروعة

حبوبتي بت المدريس كنت بنوم معاها وهي جدة امي
وكانت تصلي الفجر وبطريقتها هي:

اصلي الرغيبة من كل نصيبة
اصلي رغيبة الفجر من الفقر وعذاب القبر

الله اكبر
ثم همهمة غير مفهومة حيث يعلو الصوت ويهبط وبعدها حركات الصلاة العادية
ومع عمرها المديد لم اراها تصلي جالسة!


تحياتي لكم

Quote: حبوبتي بت المدريس كنت بنوم معاها وهي جدة امي وكانت تصلي الفجر وبطريقتها هي: اصلي الرغيبة من كل نصيبة اصلي رغيبة الفجر من الفقر وعذاب القبر الله اكبر ثم همهمة غير مفهومة حيث يعلو الصوت ويهبط وبعدها حركات الصلاة العادية ومع عمرها المديد لم اراها تصلي جالسة!

يا سلام استاذنا محمد الشيخ .. يا اخي دي أجمل إضافة للبوست
حبيبنا محمد رحم الله تلك الحبوبة ( بالله شوف يا محمد الناس كانوا كيف ) تقوى وخوف وعبادة
بدون أي تخويف أو تهويل .. يشعرون بوجود الخالق في دواخل دواخلهم .. ما نفس حبوباتنا
ولكن مع أختلاف اللغة ..

أخي محمد مجتمعاتنا عمق إنساني لا مثيل له ..

محبتي .. مداخلتك كانت إضافة ثرة ..

زمان لمن كنا في ارقين فبل التهجير.حبوبة فاتمه اوكة حبوبتي زوجة جدي الثانية كانت لا تعرف اي كلمة عربي وحقيقة كانت امراءة. نشيطة جدا وخدوم ، وكنت اسمعها تصلي العشاء في كلمات جدا عادية لا فاتحة ولا قرأن فيها كانت تقول ما معناها بالعربي يا رب انت الذي خلقتنا فاحفظ لنا اولادنا وبهائمنا وان تحفظ لنا المياه في النيل ،واحمي نخيلنا من الجراد .

Quote: زمان لمن كنا في ارقين فبل التهجير.حبوبة فاتمه اوكة حبوبتي زوجة جدي الثانية كانت لا تعرف اي كلمة عربي وحقيقة كانت امراءة. نشيطة جدا وخدوم ، وكنت اسمعها تصلي العشاء في كلمات جدا عادية لا فاتحة ولا قرأن فيها كانت تقول ما معناها بالعربي يا رب انت الذي خلقتنا فاحفظ لنا اولادنا وبهائمنا وان تحفظ لنا المياه في النيل ،واحمي نخيلنا من الجراد .

ميمد أننقا .. تحية من القلب ..
الله الله على حلفا هي في الوجدان والاعماق قيمة ورمز ..
حقا أخي نريد .. مثل هذه الاضافات ونحن نسجل للاجيال القادمة بعض ما نعرف عن التراث
ومحرك القوقل يمكن أن يدلهم على ذلك ..

محبتي بلا حدود .. ونتمنى ان تعود حلفا المدينة ولكن حلفا القيمة والرمز والاسم مازالت مسطرة في اعماقنا ..

طريقة الصلاة القديمة متأثرة مباشرة بالمسيحية
حيث السيد المسيح هو الراعي الصالح.
والناس هي الخراف الضالة التي تحتاج الرعاية والهداية

Quote: طريقة الصلاة القديمة متأثرة مباشرة بالمسيحية حيث السيد المسيح هو الراعي الصالح. والناس هي الخراف الضالة التي تحتاج الرعاية والهداية

أستاذنا هاني

تأصيل في غاية الاهمية .. لأن العادات والعبارات الكنسية المسيحية كانت سائدة لفترات قريبة جداً
نعم مكارم الاخلاق الديانات لاتختلف فيها .. فهذه المنطقة التي تعاقبت عليها عدة ديانات
منذ ديانة سيدنا إدريس عليه سلام واليهودية والمسيحية والاسلام جعلت من الانسان العادي
الذي لم ينال التعليم يلجأ تقائياً إلى سلوك وقيم ومعرفة يحتار معها الشخص ..

شكراً استاذي هاني على هذه الاضافة والاتكاءة التي تجعلنا ننطلق منها مرة أخرى ..

محبتي الاكيدة .. وفي انتظار المزيد ..

Quote: Motaz Ahmed Haj AlimM· ‏مدير تنفيذي‏ في ‏شركة آفاق للمقاولات المعمارية‏ يا سلااااااااااام .... تسلم الانامل استاذ علي من أجمل ما قرأت في حياتي ... ( ارقون تود

حبيبنا معتز .. ( أرقون تود ) .. ارقو عاصمة التراث والحضارة والملوك ..
صدقني يا معتز .. كنت في أرقو المدينة قريب قبل سنة يعني .. لقيت البرقيق سحب البساط من ارقو
ربما رحيل راس المال .. الى العاصمة وكذلك المحلية بالبرقيق ..

طبعاً على طول ذهبت إلى ( الدب DIB ) قصر حمزة الملك طمبل .. و ما أجمل جريزتنا أرتقاشا عندما تطل عليها
من قصر حمزة الملك .. ومن أجل ذلك كانت قصيدته الجميلة ( الغروب في ارقو ) ..

أخي معتز .. لك الشكر والتحية .. وكامل المحبة .. على مداخلتك .. كان لابد أن نسجل مثل هذه الممارسات
كتراث وتأصيل لاشياء إندثرت منذ فترة وهي ليست بعيدة .. ولنترك للاجيال ذاكرة يمكن الرجوع إليها..
تحياتي معتز ومحبتي ..

خليك قريب .. وووو .. أرقون تود ..

لك التحية استاذنا علي عبدالوهاب انا من المتابعين الصامتين لكتاباتك في سودانيز اون لاين من زماااااان وأردت أن أشكرك على هذا السرد الجميل واصل متابعنك

Quote: ك التحية استاذنا علي عبدالوهاب انا من المتابعين الصامتين لكتاباتك في سودانيز اون لاين من زماااااان وأردت أن أشكرك على هذا السرد الجميل واصل متابعنك

تحياتي أستاذنا آدم .. أكيد أنت مكسب كبير لسودانيز ..
مع شكري وتقديري لهذا الاطراء الذي يزيد المسئولية على كاهلي ..
دعنا نوضح لإخواننا في الوطن عن بعض الأمور التي ذابت في غياهب التاريخ

سعيد جداً بمرورك .. ومحبتي ..

نواصل

كيف كان الوضع العام بالنسبة لاداء الشعائر :

التدين عند النوبة فطري .. وقد جبل انسان على التمسك بمكارم الاخلاق وهي لب الديانات ..
وكل العبادات التي يقوم بها الانسان هي للوصول الى مرتبة الخلاق العالية والسلوك القويم . .
وكان اظهار التدين بإطلاق اللحية او حمل السبحة خارج المسجد نوع من السلوك المستهجن ..
والاكثر استهجاناً كان اطلاق اللحية حيث كانوا يعتبرونه نوع من عدم الاعتناء بالمظهر العام بدليل انهم كانوا لا يذهبون الى صلاة الجمعة إلا بعد تنظيف الوجه من اللحية ..
وكنا نشاهد ونحن في مقتبل العمر أن المساجد المنتشرة داخل القرى ( في كل ساقية مسجد صغير.. او المسيد ) ..
لم يكن الناس يصلون الاوقات في المسجد ولم يكن هناك اذان للاوقات الخمسة ..
فقط كنا نسمع الاذان مرة في الاسبوع لصلاة الجمعة في المسجد الكبير بالقرب من دائرة الادريسي في منتصف جزيرة ارتقاشا وفي الرمضان لاعلان الفطور وصلاة الفجر ..
للحديث بقية .. سنواصل ..

بقية للحديث أعلاه :

حتى اننا عندما نريد ان نتخبيء لأي سبب كنا نتجه الى المسجد ونعتبره منطقة معزولة .. أما باقي ايام السنة فكان المسجد يستخدم لاغراض الاستراحه والنوم اثناء النهار لأن بيوت الجزر احياناً تكون ضيقة لعامل الورثة والتكدس في ارض ساقية واحدة ولا امتدادات طبيعية مثل الشرق والغرب .. فكان الرجال غالباً ما يتركون المنزل للحريم ويتمددون داخل المساجد خاصة وان التصميم الهندسي للمسجد يساعد على التهوية والراحة .. كنت اذكر ان خالي احمدون واخوه النور كانوا يقضون معظم وقتهم ( القيلولة) في سقيفة المسجد وهي عبارة عن مظلة ) كري) طويلة معروشة بجريد النخل ( كورسيه ) وبداخلها بعض ازيار المياه ..كان خالي رحمه الله يأتي ( بالعشميق ) وطشت الماء لابقاء العشميق داخله .. ويقوم بفتل الحبال للبهائم ثم يغفو قليلاً ويذهب بعد ذلك الى ) عصر تتي tati ( وهي فترة العمل المسائي)

نواصل .. للحديث بقية ..

نواصل .. هذه الصورة عن ذلك الزمان ..

أما خالي النور فكان دوماً يقض مضجع اخيه الخال احمدون بإيقاعات مضربه الخشبي لتليين ( الحلفا او همبرتيه كما في الدنقلاوية ) لأن النور كان عقله تجاري بحت يمليء وقت فراغه بالانتاج وها هو يقوم بصناعة الحبال من ( من الحلفا أو الهمبرتيه ) لغرض زيادة الدخل .. كان حال المسجد في ذلك الزمان بهذه الصورة النمطية ورغم طيبة وشهامة واصالة هؤلاء إلا ان الوعي الديني لم يكن بالصورة التي نشاهدها اليوم .. ولم نكن نشاهد احداً يصلي في المسجد خلال الايام العادية إلا بعض اخواننا من الباعة المتجولين وهؤلاء القوم كانوا بائعي خردوات متجولين في القرى وكانوا غرباء عن المنطقة يتحدثون العربية التي لم يكن يفهمها الكثير من أهلنا خاصة اذا كانت لغة سريعة الايقاع وبها مفردات عميقة .

نواصل ..

سلام على عبدالوهاب أهلك كل شى دخل عن طريقهم كان علم كان فن كان تاريخ باختصار أهلك اختاروا الجهل على العلم ربنا يكون فى عونهم لأن الشاعر يقول
العلم يرفع بيت لا عماد له
والجهل يهدم بيت العز والشرف
اما باشا شا ما زال فى ضلال ه القديم رجل يعشق عيشة الغابة
بس السؤال لماذا تعلم ب شا شا ولم يعلم أهله فى الشمالية

صديق مهدى على

Quote: سلام على عبدالوهاب أهلك كل شى دخل عن طريقهم كان علم كان فن كان تاريخ باختصار أهلك اختاروا الجهل على العلم بس السؤال لماذا تعلم ب شا شا ولم يعلم أهله فى الشمالية صديق مهدى على

صديق مهدى على
سلامات
ياتو جهل البتتكلم عنه واهلو اختارهو؟
وبعدين بشاشا اتعلم شنو وما علم اهلو ؟
معليش عايزين نفهم

Quote: سلام على عبدالوهاب أهلك كل شى دخل عن طريقهم كان علم كان فن كان تاريخ باختصار أهلك اختاروا الجهل على العلم ربنا يكون فى عونهم لأن الشاعر يقول العلم يرفع بيت لا عماد له والجهل يهدم بيت العز والشرف اما باشا شا ما زال فى ضلال ه القديم رجل يعشق عيشة الغابة بس السؤال لماذا تعلم ب شا شا ولم يعلم أهله فى الشمالية صديق مهدى على

شكراً على المرور .. وهذا رأيك نحترمه .. ولكن ارجو القراءة بعمق .. لأن هذه صور تراثية ..
شكرا على ابداء رأيك .. ونحترم قراءتك ..

محبتي ولك التحية ..

Quote: صديق مهدى على سلامات ياتو جهل البتتكلم عنه واهلو اختارهو؟ وبعدين بشاشا اتعلم شنو وما علم اهلو ؟ معليش عايزين نفهم

خالد اننقا .. موفو ..
البوست للسرد والتوثيق ..
بكرة الجمعة المساء ونسة في جمعية سقدان بجدة ..
كنت إتمنى تكون معانا ..
شكراً خالد أمبس

تحياتي ..

معليش نواصل السرد .. حتى لا يختلط علينا تسلسل الاحداث ..
بقية السرد أعلاه :

والمسجد كان يمثل لهم بمثابة استراحة أونزل للقيلولة او المبيت وكنا نلاحظ عليهم الحرص الدائم على اقامة الصلوات والتعبد بصورة مثالية ووعي وإدراك وحتى هؤلاء كانوا من الندرة في تلك المناطق المعزولة مثل جزيرة (أرتقاشا) التي كان لا يدخلها الغريب إلا بعد أن يتأكد ريس المركب منه ( تماماً مثل التأشيرات بمصطلح اليوم ) .. وبالنسبة لوضع المسجد كان أي تحرك غير هذا الروتين المتبع يومياً يبعث على الشك وخاصة لدى امهاتنا .. فإذا وجد ان احداً ينظف المسجد ويعتني به بدون مناسبة فمعناه ان هناك تلغراف او خبر ( وفاة ) من مصر او الخرطوم ويدور الهمس وسط النساء في القرية وتستعد كل واحدة بإطعام اولادها وتجهيز ( التوب على حبل الغسيل ) والاستعداد للانطلاق مع اول نداء من الــ ( كوبدر ) .. ليس هذا السرد ترفاً ولكنه يمثل عمق تجذر الفضائل في المجتمع دون وجود دعاة حيث كانت الفضيلة سمة وغريزة لدى انسان المنطقة ولا تحتاج الى دعوة او تذكير .. فقط كان هناك بعض القصور والتفريط في اقامة العبادات الجسدية كالصلاة في اوقاتها .. والاذان كان فقط حصرياً لصلاة الجمعة .. وكان احد اعمامنا قد قدم مصر وصار يؤذن للصلاة في اوقاتها بالقرب من ساقيته واتهمه الناس بالجنون وذهبوا السيد الحسن الادريسي يخبرونه بمرض الرجل ( او جنونه ) كما وصفوه .. ( بأنه مثل الديك كلما صعد ارضاً مرتفعاً .. اطلق عنان صوته بالاذان ) وراقبه الشيخ ووجد ان الرجل في كامل عقله ومواقيته صحيحة ولا خلاف عليه ..

التحية اخوتي الكرام .. الموضوع لرسم واقع ذلك الزمان ..

سلام ومحبة وتحية للأستاذ علي وضيوفه الكرام

أنا من المتابعين لكل بوساتك خطوة خطوة بس وقفت في دي

Quote: ويل أوبورتر سلاما ( wel ooportir ) السلام للكلب على القمامة)

إعتقد أوبورتر ليس المقصود به القمامة, أوبورتي هو الرماد المتبقي من النار
والمعني العميق لطلب السلامة للكلب من حر الهجير والشمس الحارة والكلب
مطلع لسانه ... إنا لله وإنا إليه راجعون ... ده كلام عجيب زي ما قال بشاشا
وبعض أشيائنا صعب جداً توصلها للأخر بسهولة ما لم تكن جزء من مكوناته
______________________________________________

نحنا برضو زيك يا أساتذ علي خليط جميل وممتدين ما بين كرمة (شريف إيركي)
وسقدان (شمدية) والحفير .... وديل أهلي

أي إندو تني بتاري .. هيرو
قاضنتود

Quote: تحية للأستاذ علي وضيوفه الكرام أنا من المتابعين لكل بوساتك خطوة خطوة بس وقفت في دي Quote: ويل أوبورتر سلاما ( wel ooportir ) السلام للكلب على القمامة) إعتقد أوبورتر ليس المقصود به القمامة, أوبورتي هو الرماد المتبقي من النار والمعني العميق لطلب السلامة للكلب من حر الهجير والشمس الحارة والكلب مطلع لسانه ... إنا لله وإنا إليه راجعون ... ده كلام عجيب زي ما قال بشاشا وبعض أشيائنا صعب جداً توصلها للأخر بسهولة ما لم تكن جزء من مكوناته ______________________________________________ نحنا برضو زيك يا أساتذ علي خليط جميل وممتدين ما بين كرمة (شريف إيركي) وسقدان (شمدية) والحفير .... وديل أهلي أي إندو تني بتاري .. هيرو قاضنتود

مهمد أمبس .. وكمان .. ميميد أننقا .. سيرناقمي .. مسكاقمي ..
( أوبورتي ) نعم ( الرماد ) لم أستطيع أن أقول ( الكلب فوق الرماد ) لأن المعنى سوف يكون محدود
أحببت أن أوسع الشرح وحسبت أن الترجمة الحرفية لا تعطي المردود .. والمعنى العميق طبعاً المقصود
أن هذا الكلب الموجود في المكان غير النظيف أيضاً له الأمن والسلامة .. وإذا تعمقنا قليلاً في (اوبورتي ) نجد
أن الرماد أكثر نظافة وأفضل رائحة من القمامة والرماد كان يستفاد منه كثير جداً في صناعة بعض الخزف ..
وبناء الفرن مخبز الرغيف والقرقوش وكان يستخدم كسماد للخضار .. ولكن القمامة طبعاً معروفة مقززة ولا فائدة منها
والقمامة بالنوبية الدنقلاوية ( إيرتي Erti ) ووسخ البيت هو ( كان نيرتي ) ووسخ الجسم ( جتاد نيرتي Gittad Nerti )

يا سلام ناس شريف إيكي .. اجمل ناس .. يا أخي ديل ناس سمحين وحلوين كل عائلة عبدالمتعال وآل شريف
شخصيات طول وقامة ووسامة .. ده كان مشرع الحفير ومشو زمان .. وفي المشرع كان مشهور بشجر لبخ ومانجو
بعدين الصباحة أو زيارة النيل في المناسبات كانت تتم عبر شريف إيكي .. الله الله على الذكريات الجميلة ..

وناس سقدان ديل الاصالة وأجمل الناس .. قبل شوية في المداخلة أعلاه كنت بقول لي خالد حاكم .. بكرة الجمعة ونسة في جمعية سقدان بجدة
كمان الحفير .. التاريخ والعمق .. الحفير عندي زي أرتقاشا بلدنا لأن هناك إمتداد وصلة قرابة بين العائلات .. تعرف يا قادينتود ( بدون ضاد )
سوق الحفير كان مركز زمان قبل سوق البرقيق ..

محبتي بلا حدود .. قادنتود أمبس .. كن بخير ..

نواصل ..

معليش أرد على صديق مهدى

إنتا يا صديق محل ما تقبل داير مشاكل ولا القصة (خالف تعرف)

الأستاذ بيتكلم عن تراث الأجداد ..تجى تدحل فيها بالعرض وتشبكنا جهل

وبشاشا.... ياخى نحنا عاجبنا جهلنا فبالله أبعد عننا.... وشوف مكان التنوير وأمسك فيهو

Quote: عليش أرد على صديق مهدى إنتا يا صديق محل ما تقبل داير مشاكل ولا القصة (خالف تعرف) الأستاذ بيتكلم عن تراث الأجداد ..تجى تدحل فيها بالعرض وتشبكنا جهل

حبيبنا شمس الدين .. وباللغة أهلنا ( ساتنتود ) .. صدقني شمس ( إن شاء الله تعمل محلات تجارية وتكون الماركة التجارية - ساتنتود )
كما هناك مجموعة ( سابنتود ) .. بالمناسبة .. ساتي إسم له وقع خاص في نفوس أهلنا كما شرحت سابقاً ..

كل هذا البوست للتوثيق .. وإظهار الأمن المجتمعي الذي مازال في تلك الحاضنات والسبب هو هذا الموروث التسامحي ..
لأن الدعوة للحيوان والدواب وخشاش الارض .. نوع من السمو الانساني الذي يعترف بحق الاخر في الحياة .. كما يعترف
بدور هذه المخلوقات غب بقاء هذا الكون وإستمرار الحياة كمجموعة متناسقة .. فغياب عنصر مهما كان يسبب إختلال في المجتمع الزراعي
والنظريات الحديثة ( الحفظ على بيئة والحياة الفطرية ) ... تخيل ساتنتود ..

شمس الدين محبتي بلا حدود ..

ونواصل حتى لا تنقطع حبال الافكار ..

نواصل سيرة هؤلاء الانقياء وما كان يحدث في المسيد ( المسجد ) :


قدم جدنا سعيد ( رحمه الله ) مصر مع زاد من العلم والمعرفة اكتسبه من خلال وجوده هناك وأذكر ان جدنا هذا كان فيه الصلاح وطيلة حياته لم اراه متهتكاً او متجاوزاً اي من الخطوط الاخلاقية في زمن كانت الفوضى متاحة للجميع ولكن بقدر وايضاً بممارسة اخلاقية وسلوكي رجالي حتى في حالة اللاوعي بفعل ما كان هو متاح في ذلك الزمان .. وبمجرد قدومه حاول كثيراً مع الخال النور واحمدون وكان يستهجن ان يحول هؤلاء المسجد الى متنفس اقتصادي ( لفتل الحبال ) وترويحي للنوم في راكوبة المسجد ذات الهواء الطلق .. وجدنا سعيد بجلابيته المخططه او ماكان يسمى ( الغزلي ) وكانت جلابية مصرية معروفة في مناطقنا .. يطل عليهم في منتصف النهار وقت القيلولة .. وهؤلاء القوم يريدون فترة استراحة قصيرة استعداداً للوقت المسائي من العمل وجدنا سعيد ليس له عمل او زراعة ولكن له من الورثة ما يكفيه

نواصل .. وأكرر للاخوة المتداخلين .. أن هذا تأصيل ونقل للتراث .. خوفاً الإنقراض .. وليس إلا ..

بوست فخم




تحياتي علي

Quote: Š بوست فخم تحياتي علي

أستاذي جمال الباقر .. شكراً على هذا المرور الفخم أنت الفخم والفخيم اخي جمال ..
كنت حريصاً أن انقل هذه الخواطر .. إلى سودانيز ونشرته في منتديات قرى دنقلا فوجد قبول كبير من الشباب كتراث
جزى الله الأسافير خيراً وعم قوقل كمان .. ماعلينا إلا أن نوثق ما رايناه في بيئتنا من ممارسات أنقرضت ولكن قيمها
مازالت في الذاكرة والقلب والدواخل والاشعور ..

محبتي جمال .. وشكراً على مرورك الفخم ..

ونواصل حكاية المسجد ..

ومن خلال سيرة جدنا سعيد .. شوفوا تبرير أعمامنا كيف عن عدم إنتظامهم في صلاة الجماعة ..


والغريب ان اهلنا كانوا يعتبرون من يسافر الى مصر ويجلس لفترات طويلة كأنه لا يفهم ما يجري في القرية وكأن اي خروج عن النظام المتبع في القرية يجعل صاحبه غير منسجم معهم فكانت عبارة ( مسري درويش ) ..
أذكر كما اليوم كيف دار النقاش بين احمد والنور وجدنا سعيد .. يرفع سعيد صوته .. وبسؤال مباشر يقول لهم .. لماذا لا تصلون .. الصلاة فرض .. ولا يجوز النوم داخل المسجد بدون اداء الصلاة ..
انتظرت اجابة اخوالي فإنبرى خالي النور يبرر لهذه الحالة بطريقة غريبة جداً فاجاب (( شوف يا عمي سعيد .. نحن اناس جبلنا على الشقاء والعمل المستمر طوال اليوم .. وربنا يعلم اننا متعبون ..
والصلاة لهؤلاء الجماعة المرتاحين من امثالكم وامثال عمنا علي محمد خير .. )) ضحك سعيد واصبح يشرح لهم ماهية الصلاة .. فقط بقي لي أن افكر في اجابة ( اخوالي ) فعمنا علي محمد خير رجل مقتدر
وسمد ساقية وابنائه يرسلون له المصاريف من مصر كما ان له ورث مقدر ونخيل والابقار ..
فكانت فلسفة ( خالي ) أنه لا ينكر الصلاة بل يعتبرها ممارسة لمثل هؤلاء الارستقراطيين والبعيدين عن الشقاء .. فقط للمرتاحين ..

نواصل .. نقل هذه الصورة .. وتصور الناس في ذلك الزمان ..

نواصل ..المناظرة .. النور واخاه .. وجدنا سعيد الذي قدم من مصر ..

فبالطبع اذا نظرت لتبرير الرجل من ناحية تجد انه استنتج هذا الموقف من محض فكره واسنتاجه الخاص وكان وجود جدنا سعيد احدث تغيير في مجتمع القرية ونهض بالجانب الروحي .. بدأ يضيق الخناق على الخال احمدون والنور .. وجمعهم يوماً لصلاة العصر ووقف اماماً لهم .. وكان هؤلاء القوم مرتبطون بوقت معين لاطعام البهائم وسقايتها وهم يعلمون ذلك تماماً من خلال امتداد الظل وهو المصدر الوحيد للتوقيت ومعرفة الزمن .. وعندما اطال جدنا السجود رفع النور رأسه وقال لاخيه احمد ( قول لي عمنا سعيد .. نحن عندنا بهائم لازم نغير مكانهم من الظل للشمس .. وكمان قول ليه نحن ناس طعامنا بليلة لا نستطيع ان نفضل في هذا الوضع طويلاً وإلا سوف نحدث شيئاً ينقض الوضوء ) والمعروف ان آكلي البقوليات معدتهم نشطة ولا يستطيعون الاحتفاظ بالوضوء طويلاً .. رفع احمدون رأسه من السجود وجدي ما يزال ساجداً واجابه بالموافقة وانه قادم عندما ينتهي من الصلاة .. وبعد ان دار هذا الحوار وفارق النور المسجد واصل احمدون الصلاة حتى اتمها مع جدنا سعيد .. وكالعادة فقد نقل الخبر الى السيد الادريسي الذي اخذ على جدنا سعيد ووصاه بتخفيف الصلاة على هؤلاء ..

تحياتي .. محاولة لنقل لصورة من ذلك زمان النقي الجميل الخالي من التعقيد ..

Quote: كان الناس كالصحابة يخشون الله ولا يكذبون ولا يحسدون ولا يغتابون ولا يسرقون ولا يزنون ومؤمنون بالبعث والنشور ويتعبدون الله بفطرة الله التي فطر الناس بها.

بس يا شيخ عبد الله زمراوى برغم هذا الوصف الايمانى
السكر والمريسة كانت اشياء مباحة
ما رايك فى فى الحتة دى؟
....................
حاشية
اكيد الجهل بالدين وعدم المعرفة به شيئ منكور
تحياتى

Quote: بس يا شيخ عبد الله زمراوى برغم هذا الوصف الايمانى السكر والمريسة كانت اشياء مباحة ما رايك فى فى الحتة دى؟

اخي الكريم محمد النيل .. ليس في هذا البوست حكم .. ولكن هناك صورة يتم نقلها عن عصر أنقرض
وحتى لا تضيع هذه الصورة وذلك التراث .. نحن هنا نقرأ فقط قراءة تراثية بدون أي حكم على شيء مضى
كان له زمانه وبيئته وأدواته .. وشيخنا زمراوي وصاحب البوست نريد أن نبرر بأن القيم والاخلاق كانت من السلوك البشري
حتى وهم في حالات خارج السياق .. لأن هناك مكارم أخلاق في كل الديانات حتى الوثنية .. لحكمة من الخالق لتستمر الحياة ..

أخي محمد النيل التحية لك أيها الحبيب .. تأكد أنه سرد لماضي .. وتوثيق كتراث كما الاثار والتماثيل وغيرها ..

تحياتي أخي محبتي وشكراً على الاطلالة ..
وسوف أنقل لك صورة من قبل اكثر نصف قرن من الزمان ..
كنت تطرقت إليها سابقاً ..

مقدمة : لم يكن أهلنا يستخدمون المريسة رغم أن اسمها نوبي ( ماء الذرة ) ولكن مشروب التمر كان الطاغي على المجالس :


أما ليالي القرية او الساقية ( أسكليه / كولييه ) فكانت تضج بمجموعات (البوقانا ) والمشروب المتداول في البوقانا هو ( الدكاي ) ولا يتم تناول الخمر ( عرقي التمر ) أطلاقاً في البوقانا لأن الاصل في البوقانا هو التواصل الاجتماعي والاسري وقضاء وقت للتواصل ، ولأن (عرقي التمر) له مضاعفات زائدة عن الحاجة فلا يجوز في قانون البوقانا تداوله ولأن مرتادي البوقانا من كل المستويات حتى كبار القوم والبعض كان لا يتناول ( العرقي ) لأنه يخرجهم عن السياق ولكن الدكاي أخفف ضرراً بحكم التجربة والممارسة والتجريب وإعمال العقل والتجربة كان من المرتكزات المهمة في المجتمع النوبي .. لأن الدكاي كان مفعوله خفيف وسكره نبيل وتأثيره على العقل لا يخرج من نطاق الفرحة والبهجة .. ربما لأن عرقي التمر فيه نوع من التخمير الزائد ثم التقطير .. والدكاي نسبة التخمير فيه وسط مع جمال طعمه ورائحته مقبوله وغير منفره ولا تفوح كما رائحة العرقي .. والدكاي كان سهل الصناعة .. ويتوقف طعم الدكاي وجودته على نوع التمر المستخدم وكلما كان طعم تمر ألذ كان المنتج أفضل ولا يستخدم البركاوي اوابتاموده او القنديلة .. كان هناك نوع خاص من التمر هو المفضل لهذه الصناعة وهو نوع غير مرغوب فيه للتسويق او الأكل وحباته سوداء اللون ( اوسميدان ) وتكون نخلة واحدة في الساقية لا يهتم بها أحد وما تعصف منه الريح لا يأكله البشر فقط البهائم ودائماً ما يتم عمل زريبة البهائم تحت ظل هذه النخلة .. ومحصولها وفير جداً وعلى درجة عالية حلاوة الطعم .. وبعد الغلي في الماء الساخن حتى تكون حبات التمر بدون أي طعم يخزن في ( كوبيه ) وهو زير فخاري تم الاستغناء عنه من ضمن منظومة تبريد الماء لأن الازيار ( فوكيه بالمحسية / قالو/ فووكا بدنقلاوية ) عندما تتقادم عمرها تحدث انسدادت لكل المسامات ولا تبرد الماء بفعل تراكم الاملاح وبعدها ينقل الزير الى مهمات أخرى كتخزين (البقوليات ، لوبيا وترمس ..الخ ) وتستخدم بعضها في مهمة الدكاي والنبيذ . ويتم يتفريغ الدكاي في ( كوبيه ) ويكفي تخزينه في الصيف لمدة ( خمسة ايام ) ليتخمر تماماً ..
وفي مكان البوقانا .. يتم جلب ( كوبيه ) ووضعه في منصف المجلس ثم يتم تصفية الدكاي من باقي التمر ( موشوق ) وفي بمصفى يسمى (أسكور) في مواعين كبيرة ثم يتم توزيعه على الحضور بمواعين اصغر تسمى ( دناد ) او القرعة بالعربية ، ويقوم الأصغر سناً من الموجودين بهذه المهمة .. ومكان البوقانا يكون في أطراف القرية او الساقية بعيداً المنطقة المأهوله .. لأن هذه المجالس كانت فيها نوع من حرية رفع الصوت والغناء أو بالأحرى ما يسمى ( كلكيه Kalakiah ) ومقابلها الدوبيت بالعربية ..

نواصل ..
وكما ذكرت سابقاً .. هذه صور تراثية تقرأ في سياقها دون إسقاط الحاضر عليها .. لأنه زمن مضى .. وهذه الخواطر بمثابة تأصيل وحفظ للتراث ..

Quote: ما ليالي القرية او الساقية ( أسكليه / كولييه ) فكانت تضج بمجموعات (البوقانا ) والمشروب المتداول في البوقانا هو ( الدكاي ) ولا يتم تناول الخمر ( عرقي التمر ) أطلاقاً في البوقانا لأن الاصل في البوقانا هو التواصل الاجتماعي والاسري وقضاء وقت للتواصل ، ولأن (عرقي التمر) له مضاعفات زائدة عن الحاجة فلا يجوز في قانون البوقانا تداوله ولأن مرتادي البوقانا من كل المستويات حتى كبار القوم والبعض كان لا يتناول ( العرقي ) لأنه يخرجهم عن السياق ولكن الدكاي أخفف ضرراً بحكم التجربة والممارسة والتجريب وإعمال العقل والتجربة كان من المرتكزات المهمة في المجتمع النوبي .. لأن الدكاي كان مفعوله خفيف وسكره نبيل وتأثيره على العقل لا يخرج من نطاق الفرحة والبهجة .. ربما لأن عرقي التمر فيه نوع من التخمير الزائد ثم التقطير .. والدكاي نسبة التخمير فيه وسط مع جمال طعمه ورائحته مقبوله وغير منفره ولا تفوح كما رائحة العرقي .. والدكاي كان سهل الصناعة .. ويتوقف طعم الدكاي وجودته على نوع التمر المستخدم وكلما كان طعم تمر ألذ كان المنتج أفضل ولا يستخدم البركاوي اوابتاموده او القنديلة .. كان هناك نوع خاص من التمر هو المفضل لهذه الصناعة وهو نوع غير مرغوب فيه للتسويق او الأكل وحباته سوداء اللون ( اوسميدان ) وتكون نخلة واحدة في الساقية لا يهتم بها أحد وما تعصف منه الريح لا يأكله البشر فقط البهائم ودائماً ما يتم عمل زريبة البهائم تحت ظل هذه النخلة .. ومحصولها وفير جداً وعلى درجة عالية حلاوة الطعم .. وبعد الغلي في الماء الساخن حتى تكون حبات التمر بدون أي طعم يخزن في ( كوبيه ) وهو زير فخاري تم الاستغناء عنه من ضمن منظومة تبريد الماء لأن الازيار ( فوكيه بالمحسية / قالو/ فووكا بدنقلاوية ) عندما تتقادم عمرها تحدث انسدادت لكل المسامات ولا تبرد الماء بفعل تراكم الاملاح وبعدها ينقل الزير الى مهمات أخرى كتخزين (البقوليات ، لوبيا وترمس ..الخ ) وتستخدم بعضها في مهمة الدكاي والنبيذ . ويتم يتفريغ الدكاي في ( كوبيه ) ويكفي تخزينه في الصيف لمدة ( خمسة ايام ) ليتخمر تماماً .. وفي مكان البوقانا .. يتم جلب ( كوبيه ) ووضعه في منصف المجلس ثم يتم تصفية الدكاي من باقي التمر ( موشوق ) وفي بمصفى يسمى (أسكور) في مواعين كبيرة ثم يتم توزيعه على الحضور بمواعين اصغر تسمى ( دناد ) او القرعة بالعربية ، ويقوم الأصغر سناً من الموجودين بهذه المهمة .. ومكان البوقانا يكون في أطراف القرية او الساقية بعيداً المنطقة المأهوله .. لأن هذه المجالس كانت فيها نوع من حرية رفع الصوت والغناء أو بالأحرى ما يسمى ( كلكيه Kalakiah ) ومقابلها الدوبيت بالعربية ..

وصف دقيق

اراه مشابها تماما للشربوت والذي يكون مرتبط بعيد الاضحى غالبا

تحياتي علي

Quote: يا سلام ناس شريف إيكي .. اجمل ناس .. يا أخي ديل ناس سمحين وحلوين كل عائلة عبدالمتعال وآل شريف شخصيات طول وقامة ووسامة

ديل اهلى .. شكرا اخوى على عبدالوهاب وانت اكثر سماحة منهم .. وان شاء الله مايجى يوم شكرك ..

وفي ناس كتار مفتكرين أنو الافكار وثقافة التشدد السائدة هسع دي هي الحاصل مما خلقت الدنيا .. ولكن الصور النقلتها للحياة والصلاة عبر هذا
الخيط هي - باختلاف بسيط - الشكل الذي كان سائداً حتى قبل عقود قليلة في مناطق ريف وسط (أقصد الريف حول العاصمة المثلثة ) واللسان الغالب هو
(لسانها العربي السوداني وليس النوبي) رغم حضور الكلمات النوبية بكثافة في حياة هؤلاء الناس وزراعتهم وسواقيهم الخ. كانت المعرفة القليلة بأمور
الدين والتقيد بالصلاة والصيام وبقية الفرائض أمراً محصوراً في فئات أو اسر قليلة ووسط الرجال دون النساء .. والدين المنتشر وسط العامة هو ما تم
نشره شيوخ الطرق الصوفية من الذكر والمدائح عبر (النوبة والطار) . اتسم ذلك بالمجتمع بالتكافل والترابط والتراحم والتسامح. والسؤال هو: كيف استمر
هذا الواقع الاجتماع لآلاف السنين وفجأة يبدا بالانحسار الكبير في بضعة عقود؟ نتوقع إفادات تزيل استفهام الحيرة .. ولكم جميعاً التقدير ..
ولا بد من عودة وإن طقا الزمن.

Quote: ديل اهلى .. شكرا اخوى على عبدالوهاب وانت اكثر سماحة منهم .. وان شاء الله مايجى يوم شكرك ..

سلام علاء اننقا .. إسريه وو أمبس ..
ديل كانوا رموز يا علاء .. رحمهم الله .. حامد وسلمان .. وعمنا بدري عبدالرحمن صاحب الاناقة والوجاهة
ونحن طبعاً ناس جزر ( أرتقاشا ) كن نشوف كرمة ومشو والحفير وكأنهم صدمه حضارية بالنسبة لنا ..
أذكر مرة أن أخي مصطفى أبن خالتي وكنا في سن صغيرة قدم إلى سوق البرقيق من أرتقاشا .. في بداية الستينات
كانت بداية شركة كرمة في سوق البرقيق .. وشاهد مصطفى عمنا عمر عمراب يتحدث في التلفون ( شوف الزمن داك كان في تلفون)
فسألني ( ده منو ؟) .. قلت له ( ده الرئيس ابراهيم عبود ) فصدق .. لأن الرجل كان أنيق وبهي الطلعه ..

شكراً علاء أثرت الذكريات .. الجميلة ..

Quote: وفي ناس كتار مفتكرين أنو الافكار وثقافة التشدد السائدة هسع دي هي الحاصل مما خلقت الدنيا .. ولكن الصور النقلتها للحياة والصلاة عبر هذا الخيط هي - باختلاف بسيط - الشكل الذي كان سائداً حتى قبل عقود قليلة في مناطق وسط السودان (أقصد الريف حول العاصمة المثلثة ) واللسان الغالب هو (لسانها العربي السوداني وليس النوبي) رغم حضور الكلمات النوبية بكثافة في حياة هؤلاء الناس وزراعتهم وسواقيهم الخ. كانت المعرفة ببعض أمور الدين والتقيد بالصلاة والصيام وبقية الفرائض أمراً محصوراً في فئات أو اسر قليلة ووسط الرجال دون النساء .. والدين المنتشر وسط العامة هو ما تم نشره شيوخ الطرق الصوفيه من الذكر والمدائح عبر (النوبة والطار) .. أهم سمات ذلك المجتمع هو التكافل والترابط والتراحم والتسامح كيف استمر لالاف السنين وبدأ يتراجع في بضع عقود؟ نتوقع إفادات تزيل استفهام الحيرة .. ولكم جميعاً التقدير .. ولا بد من عودة وإن طقا الزمن.

صاحب الحرف الرائع والاديب .. محمد عبدالحليل .. أعتز بهذه المداخلة والمتابعة ..
نعم استاذنا محمد .. وفي نفس السياق فقد أورد أحد الاخوان من أبناء الجزيرة كيف كانت قراءة ( جبوبته ) أثناء الصلاة
كان المجتمع يحكمه قانون العيب .. والقيم الانسانية .. والتسامح إلا مع من سرق أو هتك العرض ... الخ
أما الآن اصبحت العبادات حركات جسدية فقط .. دون أنعكاس ذلك على سلوك الناس .. وأصبح التدين طريق إلى السلطة والكسب

رحم الله هؤلاء القوم الانقياء .. الذي جسدوا القيم الانسانية رغم محدودية معرفتهم ..

محبتي الاكيده .. أديبنا محمد

Quote: صف دقيق اراه مشابها تماما للشربوت والذي يكون مرتبط بعيد الاضحى غالبا تحياتي علي

الاستاذ / جمال شكرا كثيراً المتابعة .. صدقني يا جمال عندما أستحضر ذلك الزمان
وأقارنه باليوم أتعجب كيف تصل القيم والسلوك إلى الدرك رغم العلم والمعرفو ..
الناس كان لديهم قيم مأصلة وبالسليقة ..

محبتي .. ولك هذه واقعة من قريتنا زمان ..

الزمان : كان في منتصف السبعينات من القرن الماضي .. كنت أعمل معلم لغة انجليزية .. في الثانوية العامة .. بمدرسة كرمة النزل .. كانت بدايات الدعوة السلفية ( أنصار السنة ) .. .. جاء أحد الشباب يدعو الجميع إلى إحضار العشاء في المسجد لوجود ضيوف .. فتجمع الناس .. لإكرام الضيف كعادتهم .. وبعد العشاء قام هذا الضيف .. وبدأ بتقديم الوعظ .. فبدأ بشارب الخمر .. فدار حوار بينه وبين عمنا محمد النور يسأله :
يا شيخنا الواحد لو بيشرب لكن يساعد الناس .. يمشى الفزع .. يحفر القبر .. يشيل الحمل الثقيل عن أخيه .. يحلق للعجائز يوم الجمعة .. يلقى حيطة مكسور يبنيها .. يجر المراكب والمجداف لمن هوا يكون نو .. (ومجداف المراكب من اصعب المهام ) .. وكمان أنا بشرب وما بعمل مشاكل .. ولا أعاكس حريم .. ولا اسرق ..
فقال له الشيخ : الخمر حرام حتى وعلمت كل هذه الاشياء
فقال عمي محمد النور : انت ما بتعرف حاجة .. بعدين زي كلامك حتى السيد / الحسن الادريسي ما قالوا لينا ..
ومن سياق حديث عمنا محمد النور .. بدأت أستنتج أن أهلنا كانوا يحرمون الخمر على المتهتك فقط ، ولكن من شرب ولم يتغير سلوكه ولم يأت بشئ خارج السياق فكان لا يلام ولا يتم سؤاله .. وأحسب أن هذا السلوك من عمق في إعمال العقل .. وأن الرجولة والانسانية هي صفة لا تتغيب بفعل أي شيء لو كانت متمكنة في دواخل الانسان .. فهذه الانسانية هي التي كانت القاعدة في الحكم على البشر لدى هؤلاء الناس في ذلك الزمان ..

محبتي للجميع .. نواصل ..

أخي محمد .. حفير ومشو ..
رجعت لأبحث عن مشاركتك في الفيسبوك .. ولكن الرسالة أختفت
بعدين أنا زول تربال ما بعرف التكنولوجيا كويس ..
هل يمكن أعادة الرسالة مرة أخرى ..

هيروو .. ووو .. مهيمد أمبس

Quote: مجموع المشاركات: 2516

يا اخ علي عبد الوهاب ... ياخ حرام عليك مجموع مشاركاتك 2516 مشاركة ...

منها 2500 مشاركة في مساسكة مع الخبير صلاح غريبة وتبديد للطاقة والجهد والوقت ...

ومخلي وراك كنز قدُر دا ...

واصل يا راجل يا مبدع ... ومتابعين معاك بكل حواسنا ...

____

تاني لو شفتك في بوستات الخبير ... بفَلِقك

Quote: ا اخ علي عبد الوهاب ... ياخ حرام عليك مجموع مشاركاتك 2516 مشاركة ... منها 2500 مشاركة في مساسكة مع الخبير صلاح غريبة وتبديد للطاقة والجهد والوقت ... ومخلي وراك كنز قدُر دا ... واصل يا راجل يا مبدع ... ومتابعين معاك بكل حواسنا ... ____ تاني لو شفتك في بوستات الخبير ... بفَلِقك

أخي الكريم قسم الفضيل .. يا اخي شكراً كثير .. على هذه المداخلة ..
صلاح غريبة ده زول لذيذ كان معانا في جدة لفترة قصيرة .. عنده تضخيم ذات بس محبب للنفس

أما بخصوص هذا البوست صدقني أخي قسم الفضيل البعض حاول أن يقرأه بطريقة ثانية .. ولكن الكثيرين فهموا
أن الموضوع توثيق تاريخي وتذكير للناس بقيم كانت أساس التعامل المجتمعي في ذلك الزمان .. وبالفطرة
شكراً كثير قسم الفضيل .. وبعدين صحبنا غريبة مسجل غياب .. جعل الله المانع خير ..

محبتي يا رائع .. شكراً كثير على الملاطفة .. والكلام النابع من القلب ..

ونواصل ..

مهد الحضارات
لكم الشكر جميعآ وفعلآ ده بحث قيم , سياحة في المعرفة الانسانية تبين ذكاء ونقاء صانعي الحضارة

وووو علي أمبس، سريناقمي

سلام تعظيم ليك ولتوثيقك القيم وسردك الرائع.. وياريت كتاباتك الشيقة دي
يكون عندك نسخ منها وحرام تروح في أزقة الاسافير بين أعاصير الهاكرز
والفيروسات .. :)

البوست ذكرني بقصة لذيذة مروية، وهي إنوا في أحد قرانا النوبية أمام
المسجد لسبب ما تغيب عن الجمعة، فقاموا الجماعة كلفوا احسن زول
بيعرف يقرا عشان يقرأ الخطبة .. المهم الراجل عمل الخطبة كويس بعداك
بدأ يقرأ في الادعية قبل الصلاة، وكملت الادعية في الورقة لكنه كان إنفعل
مع تأمين المصلين فقام نجر ليه دعاء وقال (اللهم نجنا ونجي جميع المزارعين
من الموت) هههههههههههههههه

أحمد أمبس ..
شكراً على رفع هذا البوست ..
كان يوم الجمعة من أول نهار .. فزع أو نفير ..
كل واحد .. يشيل موس الحلاقة ويتوجه إلى حيث الكبار كان في موس حلاقة ( أبو تمساح )
وفي نوع كان من مصر بس السوداني كان أجود لأنه أنجليزي ..
تبدأ حلاقة الذقون لكبار السن .. وترك الذقن بدون حلاقة كان أهلنا يعتبرونه نوع من الاهمال وعدم الاهتمام
وكأن الذقن من أوساخ الجسم .. لم ارى زمان شخصاً متحياً أبداً حتى الادارسة الشيخ محمد الحسن الادريسي
كان حليق الذقن ابيض اللون وسيم الهيئة ..
والشخص الملتحي في الغالب كان بالإهمال أو المشغولية ( ما في وقت للحلاقة ) ..
وكلما يقابله شخص كان يخاطبه ( سماييه كوشي كول ) .. سمايه ( دقن بالنوبية ) .. كوشيه ( كوشيك وهي المنطقة العزيزة الشتول والحشائش او المنطقة من المزرعة غير النظيفة )
في الدنقلاوية يقال ( بنتي كوشيه يعني النخلة الغير منظفة من الجريد ) وبالمحسية ( فنتني كوشيه ) نفس المعنى ( حيث فئران والثعابين والنمل ..الخ)
كانت الحلاقة وتنظيف الذقن تبدأ من بعد الفطور يوم الجمعة ..

مودتي أحمد وشكراً على رفع البوست ..

تحياتي أخي علي

موضوع بحثي شيق وممتع..

في سبعينيات القرن المنصرم ، بإحدى قرانا العتيقة التليدة ، سمعت إمرأة بلغت من العمر عتيا تصلي بهذه الكلمات النوبية :

أَيْ إِقِدِنَّ مِلْ ، فَقْرِنَّ مِلْ ، تُلَّ قُجْكَن باا ءءءءءء

AY EGEDINNA MEL, FAGRINNA MELm TLLA GOJKAN : BAAAAAAA

المعنى :

أنا ذبيحتك : خروفك و غنمايتك ، لا تملك إلا أن تقول بااااااع عند جرّها للذبح

***

وعند سؤالي لأحد كبارات القرية عن السبب في عدم تعليمها على الأقل سورة الفاتحة ؟ قال :
حاولنا كثيرا معها ومع من على شاكلتها ولكن دون جدوى.
سألت شيخا ، فقال : لها أجر محاولة التعلم ، وإنما الأعمال بالنيات

واصل

Quote: وعند سؤالي لأحد كبارات القرية عن السبب في عدم تعليمها على الأقل سورة الفاتحة ؟ قال : حاولنا كثيرا معها ومع من على شاكلتها ولكن دون جدوى. سألت شيخا ، فقال : لها أجر محاولة التعلم ، وإنما الأعمال بالنيات

حبيبنا أبوجهينة هو كذلك ..
لم تكن هناك طرق صوفية في قرانا ولم تكن معروفة بذلك القدر بين أهلنا ..
لم يكن هناك تفرغ للدين أو جلوس في المسجد للعبادة والأذكار .. ربما المجتمع الزراعي ( السواقي )
كانت الجدوى لديهم الانتاج وإطعام الاسر الممتدة لأن الزراعة بالسواقي كانت صعبة وتأخذ وقت طويل
على عكس الزراعة المطرية التي تعتبر سهلة المنال ..
في ساعات العمل في السواقي القرية تكون خالية من الرجال القادرين إلا من لا يستطيعون الحركة ..
فكان الرجل يقاس بمدى إنتاجه الزراعي فقط ولم تكن هناك قداسات للفرد بالتدين أو غيره إلا بالانتاج ..
سيد القوم هو من ينتج أكبر كمية من الفول والقمح ..
من لايعمل في السواقي ويكد في رزقه لم يكن يعتد بشهادته أبداً وكان يعتبر من الدرجة الدنيا ..
هذا المجتمع الزراعي كان ذو معايير قاسية جداً ..
حتى عندما نرجع من المدرسة كانت لدينا جدول من الواجبات ( رعي ، حش القش ، سقي البهائم )
جدنا بشير قدم من مصر .. وأثناء عمله في الساقية بدأ يؤذن للصلوات ( الظهر والعصر ) ذهب ناس إلى سيد الحسن الادريس
,ابلغوه أن البشير اصابته الدروشة ( بقى زي الديك كلما يرى منطقة مرتفع يؤذن ) ..
لأن الاذان كان في صلاة جمعة فقط ..
رغم ذلك كانوا أنقى وأفضل الناس .. رحمهم الله وسامحهم على قدر علمهم ..

مودتي أبوجهينة ..

تسجيل متابعة

فالموضوع شيق

أحمد الشايقي

Quote: تسجيل متابعة فالموضوع شيق أحمد الشايقي

حبيبنا أحمد الشايقي ( التحية لأهلي الشايقية )
كنت قبل يومين أبحث عن كلمة ( كهف أو غار ) في النوبية رجعت لكل المفردات ذات اليمين والشمال
ووجدت أن المفردة هي ( قار) لأن النوبية بدون حرف ( الغين ) وفجأة خطرت بارقة أمل أن أرجع
إلى مخزون التراث النوبي أهلي الشايقية .. ومن غير إسماعيل .. أتى بالمفردة وهو يعتز بآبائه
ولدينا النوبة لم تكون الطرق الصوفية بتلك الصورة في المناطق الاخرى
فكانت عزلة المشائخ الصوفيين إلى حيث الجبال والكهوف وتجد روعة الوصف
لهذه العزلة عند أهلنا الشايقية وهم بطبعهم مبدعون بل نجد مفرادتنا النوبية المنقرضة
ما زالت مفعلة لديهم ومستخدمه في شعرهم وغنائهم لأنها رموز لا ينبغي لها أن تنقرض ،
تعالوا نوثق مع اشعر القوم إسماعيل حسن وهو يعتز ويفتخر بإجداده في قرية البرصة :
كلنكاكول أبو الصُلاح ويابا
ويا جبل فوق السحابة
تواريخك بدت فجر الصحابة
وسجل الخالدين منك بدابا

وكلمة ( كولنكا ) الترجمة الحرفية لها بالنوبية هو منزل مبنى من الحجز وعبارة (كول)
تفيد الملكية ، ليس المعنى هكذا ولكن هو ( الكهف او الغار) فهو يفتخر بجده وعزلته الصوفية
.. رحم الله إسماعيل وشعراء الشايقية الذين وثقوا لنا بعض المفردات النوبية بنغم موسيقى فيها شاعرية وجمال ..

تحياتي حبيبنا الشايقي ..
مودتي بلا حدود

الاستاذة إخلاص ..

شكراً على هذه القراءة عميقة لمضمون البوست ..

تحياتي ..

المحترم علي عبدالوهاب عثمان شكراً على هذا المجهود القيم
والبوست يعتبر كنز ومرجع في التراث النوبي لطالما قرأته واوصيت اهلي ومعارفي بمتابعته شكراً مرة اخرى ..

يُقْرَأ في سياق البوست... حكمة المعنى في اقوال خاليوت بن بعانخي..
إنني لا أكذب ولا اعتدي على ملكية غيري ولا ارتكب الخطيئة
وقلبي ينفطر لمعاناة الفقراء إنني لا اقتل شخصا دون جرم يستحق القتل
ولا أقبل رشوة لأداء عمل غير شرعي ولا أدفع بخادم استجارني إلى صاحبه
ولا أعاشر امرأة متزوجة ولا انطق بحكم دون سند ولا انصب الشراك للطيور المقدسة أو اقتل حيوانا" مقدسا"
إنني لا اعتدي على ممتلكات المعبد -الدولة- أقدم العطايا للمعبد إنني أقدم الخبز للجياع والماء للعطشى والملبس للعري
افعل هذا في الحياة الدنيا وأسير في طريق الخالق مبتعدا عن كل ما يغضب المعبود
لكي ارسم الطريق للأحفاد الذين يأتون بعدي في هذه الدنيا والى الذين يخلفونهم والى الأبد
.....
..

اخى الاستاذ على عبد الوهاب تحينى ومحبتى لك ولاهلنا النوبيين
تمتعت ببوستك هذا بدرجة لا يمكن ان تتصورها!!!
هذه البساطة كانت موجودة حتى عندنا فى اهلنا فى قبائل الوسط حين كانوا يقولون
فى صلاتهم (الصلا صلاتك واقع واقوم على انجلاتك) وهى صدقنى صلاة وصلاة اهلنا النوبيين
مقبولة عند الله اكثر من صلاة المتقعرين بالقران
ويحكى فى الأثر ان الشيخ حسن ود بليل والذى عاش فى منطقة دنقلا ضمن اهلكم الركابية
يحكى انه كان فى مركب فى النيل ومعه رجل درس فى الازهر وحدث خرق فى المركب هددهاهما بالغرق فصار الشيخ حسن
يردد (هى كيوم) والمركب تطفو فقال له الشيخ الازهرى ليس هكذا ولكن قل (حى قبوم) بالفصيح. فقال له الشيخ
قولها انت وحينما بدأ الشيخ الازهرى قولها بدأت المركب فى الغرق فقال له الشيخ حسن (الله بسمع دعائى انا وليس دعاك
انت اشارة الى الصدق فى الدين).رحم اللله اولئك القوم البسطاء الأتقياء من اهلنا النوبيين وغيرهم فى كل بقاع السودان
وبالمناسبة الشيخ حسن ود بليل هو الجد المباشر للاستاذ محمود محمد طه

Quote: والبوست يعتبر كنز ومرجع في التراث النوبي لطالما قرأته واوصيت اهلي ومعارفي بمتابعته شكراً مرة اخرى .. يُقْرَأ في سياق البوست... حكمة المعنى في اقوال خاليوت بن بعانخي.. إنني لا أكذب ولا اعتدي على ملكية غيري ولا ارتكب الخطيئة وقلبي ينفطر لمعاناة الفقراء إنني لا اقتل شخصا دون جرم يستحق القتل ولا أقبل رشوة لأداء عمل غير شرعي ولا أدفع بخادم استجارني إلى صاحبه ولا أعاشر امرأة متزوجة ولا انطق بحكم دون سند ولا انصب الشراك للطيور المقدسة أو اقتل حيوانا" مقدسا" إنني لا اعتدي على ممتلكات المعبد -الدولة- أقدم العطايا للمعبد إنني أقدم الخبز للجياع والماء للعطشى والملبس للعري افعل هذا في الحياة الدنيا وأسير في طريق الخالق مبتعدا عن كل ما يغضب المعبود لكي ارسم الطريق للأحفاد الذين يأتون بعدي في هذه الدنيا والى الذين يخلفونهم والى الأبد

حبيبنا مصطفى ساتي ..
إسم ساتي له وقع خاص لدى أهلنا في دنقلا .. لأن الاسم مقترن بالتقوى والصلاح
يقال أن هذا الاسم كان ضمن تراتب الكنسية النوبية مثل ( سميل وشمت .. الخ )
ومعظم من يسمون بساتي ينتمون إلى الزياداب أهل الصلاح ..
شكراً على هذا الاثراء ..
والمعروف في التاريخ النوبي أنهم لم يعبدوا صمناً فقط بل كانوا يتأملون ماوراء الطبيعة ..
ويتقربون إلى القوى الخفية بسوائل عديدة ..
وأقوال خاليوت هي مكارم الاخلاق وقد غرسها الله في البشر لبقاء الكون فالبعض أنكرها
والبعض الآخر جعلها سلوك مجتمعي .. فكان لدى النوبة الامن المجتمعي الخالي من الجرائم ..
فالدين لدى أهلنا سلوك وممارسات ليست مظهرية أو جسدية ..
كما ذكرت سابقاً كانوا يعتبرون إطالة اللحية نوع من الاهمال

مودتي .. ساتنتود ..
شكراً كثيراً مصطفى على الاضافة القيمة ..
تحياتي ..

Quote: تمتعت ببوستك هذا بدرجة لا يمكن ان تتصورها!!! هذه البساطة كانت موجودة حتى عندنا فى اهلنا فى قبائل الوسط حين كانوا يقولون فى صلاتهم (الصلا صلاتك واقع واقوم على انجلاتك) وهى صدقنى صلاة وصلاة اهلنا النوبيين مقبولة عند الله اكثر من صلاة المتقعرين بالقران ويحكى فى الأثر ان الشيخ حسن ود بليل والذى عاش فى منطقة دنقلا ضمن اهلكم الركابية يحكى انه كان فى مركب فى النيل ومعه رجل درس فى الازهر وحدث خرق فى المركب هددهاهما بالغرق فصار الشيخ حسن يردد (هى كيوم) والمركب تطفو فقال له الشيخ الازهرى ليس هكذا ولكن قل (حى قبوم) بالفصيح. فقال له الشيخ قولها انت وحينما بدأ الشيخ الازهرى قولها بدأت المركب فى الغرق فقال له الشيخ حسن (الله بسمع دعائى انا وليس دعاك انت اشارة الى الصدق فى الدين).رحم اللله اولئك القوم البسطاء الأتقياء من اهلنا النوبيين وغيرهم فى كل بقاع السودان وبالمناسبة الشيخ حسن ود بليل هو الجد المباشر للاستاذ محمود محمد طه

حبيبنا ... د . احمد الحسين ..
يشرفني كثيراً مرورك على البوست .. وإضافتك القيمة ..
نعم دكتورنا العزيز .. هذا الوطن متشابه في معظم تفاصيل الحياة والسلوك الاجتماعي وغيره من الممارسات ..
حتى في الإحساس والشعور والشبه وطريقة الحياة ( سكن وفرح وحزن وطعام ... الخ )
لك التحية على هذه الاضافة والعمق ..
ورحم الله الشيخ العلامة محمود محمد طه .. هذا الثائر الذي خط طريق النضال
وسلك مسلك العلم والمعرفة ..

مودتي ..

الأخ الاستاذ على عبد الوهاب
لك التحية والتجلة ولك الشكر الجزيل لهذه السياحة للوراء في سلوكيات اهلنا واسلافنا ...
مثلك عشت طفولتي الباكرة في قرية ولكن في ولاية نهر النيل ودوما احدثهم اننى لم ارى يوما مشاجرة بين اثنين ولم اسمع بحرامي قفز ليلاً لفناء المنازل ولم اسمع بانسان ظلم آخر ولم اسمع بأي مشاكل بين الناس وكنت اتساءل هل اولئك بشر مثلنا ولماذا نحن هكذا ولم نأخذ منهم أي شىء رغم وجود الخمور وشربها بلا حرج ولكن لم يكن هناك من يخرج عن الطريق القويم ابدا ..

هذا السرد الجميل مهم جدا لابناءنا لكي يروا كيف كان اسلافهم وكيف انهم نبذوا هذه الدنيا وجعلوها دنئية ولذا لم يتزاحموا من اجلها ولم يتخاصموا ولم يخسروا بعضهم حتى لتحس كأن كل القرية اسرة واحدة ..

بكل صدق اقول لك مثل سرد الرائع هذا يصلح لتحويره الى فيلم سينمائي ولو وثائقي لان ما تقوله قد انقرض الان ولم يعد له وجود حتى نقاء الناس لم يعد له وجود وحقو تفكر في مسألة الفيلم هذه ..

على ذكر الصلاة اسمح لي بأن اروى لك حكاية قديمة سمعتها :
كان هنالك رجل ذاهب للحج بالباخرة وكان بجانبه آخر يصلي ويقول في صلاته : الصلاة صلاتك والواطه واطاتك نقوم ونقع على انجلاتك ..
فبعد ان قضى صلاته صححه جاره وقال له اعلمك كلمات تقولها في الصلاة وحفظه سورة الفاتحة فقال له صلى بهذه في كل ركعاتك وبعد ان تتقنها لنا لقاء لاعلمك المزيد فالرحلة بيننا طويلة ..
في اليوم التالي وصاحبنا المعلم جالس في الباخرة يتأمل البحر وعظمة الخالق شاهد صاحبه يصلى على الماء وحينما شاهد المصلى معلمه جاءه جاريا وقال له لقد نسيت ما علمتني اياه بالامس فعلمنى ثانية ..
رد المعلم عليه : يا زول صلي بي الصلاة صلاتك التى تعرفها فهي واصلة ..
(يمتنع كارهي الصوفية حتى لا ندخل في جدل عقيم فهذه حكاية ليس الا ..)

لك مودتي استاذ على وواصل سرد الرائع الجميل الممتع

حبيبنا قرشو .. تحياتي الزاكيات ..
شكراً كلماتك الناضرة .. والتي تدفعني إلى تقديم الكثير من البحث والاستحضار ..
نعم كانت مجتمعات آمنه بيوت مفتوحه ونوم في الحوش .. عندنا في الجزر في سواقي
الشمال حتى البيوت ما فيها حوش بيوت ورثة والأراضي مخصصه للزراعة كان الناس ينامون
هكذا في افضاء .. كنا نلعب في الليالي المقمرة وسط العناقريب والناس النائمين ..
هو الموروث الانساني القيمي ..
هذا الوطن .. نسخة مكررة في كل العادات والتقاليد حتى إذا إختلفت اللغات ..

مودتي .. وشكري للمشاركة

بوست أصيل
يديك العافية

Quote: بوست أصيل يديك العافية

حبيبنا طاهر .. شكراً على الحضور
ولك مليون عافية إن شاء الله
مودتي ..

زمان كان دور رجل الدين في قريتنا محدود .. لأن الصلوات الخمسة
لم تكن تقام في المساجد الصغيرة .. وفي جزيرتنا في كل ساقية مسجد
وهناك المسجد الجامع في وسط الجزيرة .. كان الأذان يرفع فقط يوم الجمعة
أما المسجد او ( المسيد) فكان مكان إستراحة أهلنا الترابلة عند وعودتهم من الساقية منتصف النهار
لأن بيوت السواقي ضيقة حسب الورثة وتترك للنساء لأنهن يلبسن ملابس خفيفة لشدة الحر وخاصة
في شهور القيظ بالنوبية ( بقون أو فقون ) .. وليس من المروءة تواجد الرجال بينهن والشباب طبعاً
تحت ظلال النخيل لعب وركض .. فكان المسجد هو المكان المثالي لهؤلاء المرهقين من العمل لقضاء فترة الاستراحة
إستعداد للدوام المسائي ( عصر تتي ) فكانت سقيفة المسجد ( راكوبة مظللة بالجريد ) وبها زير موية ..
ويكتفون بهذه المساحة دون الدخول إلى غرف المسجد .. وبعد النوم والاستراحة يتجهون إلى سواقيهم
وإذا صادف أهالي الساقية أي نشاط غير عادي في المسجد من رفع مستوى النظافة أو ملء الازيار على غير العادة كانوا
يتوجسون وخاصة النساء بأن هناك ( تلغراف ) أو خبر وفاة .. فكانت تستعد لتلقي الخبر ..
والتلغراف كان في ظرف أحمر وكان بمثابة شؤم لأهلنا

فنشاط المسجد كان حصرياً في شهر رمضان ( الفطور ) والتراويج .. أو في المآتم ..

يا جماعة هذا السرد فقط لنقل الصورة التراثية ..

مودتي .. طاهر ..

يا سلام يا أبوحسين .. شكر من الاعماق يا رائع ..

الاستاذ غلى تحيتى ومحبتى
كنت قد زرت دنقلا جاج شريف فى مطلع السبعينات مع صديق ترجع اصوله لتلك المنظقة
فى مناسبة عرس.وقد لاحظت فيما لاحظت اثر المسحية فى سحنة الناس وعمارتهم وسلوكهم المتسم بالتسامح
والكرم الذى اترعونا فيه اتراعا. كما لاحظت وكان الجو حارا جدا فكنا نجلس ليلا شباب
وشبات نتسامر ببراءة مذهلة ونظافة قلب قل ان تجد لها مثيلا. كما لاحظت ان تدين الناس
بسيط دون تعقر وعميق دون نكلف فاحببت اولئك الناس ايما حب. فهل ممكن ان تخبرنا
عن اثر المسحية فى حياة ذلك الجزء الحبيب من الوطن ؟ مع شكرى....

حبيبنا الدكتور .. نورت البوست ..
نعم هي منطقة شيخ شريف وجزيرة لبب حيث مولد الامام المهدي
وهم أهل خير وكرم .. بعدين هم ناس فقرا وأهل دين ..
أما بخصوص تأثير المنطقة بتعاقب الديانات
ولأن المجتمع زراعي وبعامل الاستقرار منذ فترات سحيقة في بيئة النيل والارض
تعاقبت عليها الاديان من ديانة سيدنا إدريس حتى الاسلام ..
فكان اليهودية وقصة سيدنا موسى معروفة للجميع ثم المسيحية ثم الاسلام ..
ولأن الديانات لا تختلف في مكارم الاخلاق والسلوك فيمكن للتقاليد المكتسبة
من كل الديانات الاخرى تتماشى مع الاسلام فقط الاختلاف في العبادات الجسدية الظاهرية ..
دكتورنا الحبيب سوف آتي إليك بمقالات إجتهدت في كتابتها من خلال ملاحظاتي من البيئة
واللغة النوبية دون الرجوع إلى أي إستنتاجات علمية معقدة ..
فقد قلت في نفسي .. (( أنا إبن تلك البيئة وأمامي معطيات وسلوك وممارسات ولغة وتاريخ ومعايشة
كيف أعتمد على من هم خارج المنطقة والنظريات العلمية ..))

شكر كثير دكتورنا .. وقادم إليك .. بعد البحث عن هذه الكتابات في المنتديات النوبية قبل فترة ..
مشكلتي أنني أتمتع بفوضوية غريبة لم أحتفظ بما كتبت سابقاً ..

مودتي بلا حدود ..

فى انتظارك. هذا من البوستات الراقية فعلا والتى تستحق المتابعة

شكراً كثير دكتورنا ..
شرفت كثير ونورت البوست ..

من الملاحظ ان أهلنا لم يكن يتقبلوا الوعظ والارشاد من أي شخص من أبناء القرية أو المجال القريب منهم
فإذا كان كذلك فهم يتقبلونه من الاخرين من خارج المنطقة .. كان لدينا عدد ممن نالوا قسط من التعليم في الازهر
في قوت مبكر لتواصل أهلنا مع مصر وقرب المسافة الجغرافيا .. ولكن لا أحد كان يستمع إليهم من أهل وأذكر
أن بعضهم كان يتزين بالفقطان والعمة الأزهرية وخاصة في إمامة الناس يوم الجمعة .. وفي الأخير كانوا يطلقون
عليه عبارة ( مصري درويش ) بالنوبية ( مسري درويش) وتم حصرهم في نطاق معين من النشاط الديني الذي يتوافق
مع العادات والتقاليد .. ربما كان إعتقادهم أن التدين موروث عائلي و لايمكن لإبن مزارع عادي أن يكون عالم دين
ووضح ذلك جلياً في تقبلهم للادارسة ( السيد الحسن الادريسي ) الذي جاء إلى جزيرتنا في وقت ماضي وعكف فيها
وتزوج من إحدى بنات ملوك أرقو آنذاك ..

نواصل ..
والتحية مرة أخرى لك دكتورنا ..

Quote: فكانت سورة الفاتحة يتم قراءاتها تحت مسمى ( الهمدو) بالصيغة التالية : همدو ... ( Hamdoo ) ( الحمد ) شرين قمبو .. ( Shirain Gamboo ) دار مكادا .. ( Dar Macada ) هلان قوكا .. ( Halan Gokka ) ووو .. آرتي ... ( Wooo Arti ) أيين .. اورتي ,, ( I ain Oorti ) أيين .. برتي .. ( I ain Berti )

الأستاذ على عبد الوهاب عثمان .. سلام

لم تتوفر فى السودان مراكز للعلم وحفظ القرآن وأكتفى الناس (بالدعاء) بالرطانة وبالعربى أثناء أداء الصلاة وما ذكرته قد يكون دعاء بأفضل الأسماء حسب الثقافة السائدة آنذاك.

اليوم، هنالك من يكتفى بالدعاء فى الصلاة لجهله القرآن وأهل جزيرة كاريبية (وهم يقولون أنهم سودانيون وأثيوبيون) يؤدون الصلاة بدون قرآن ويكتفون بالدعاء بلهجتهم، كذلك بعض المسلمين فى القوقاز وتترستان مع حركات يديوية وبدون موعد للصلاة.

ما كان يررده النوبيون أثناء الصلاة فى السابق ربما يردد مثله بعض السودانيون اليوم فى مساجد الخرطوم إعتقادا أنه سبب فى إستجابة الدعوة مع إختلاق اللغة والأسماء نظرا لإختلاف الثقافات وتطور الحياة.

يارب بهم وبآلهم ... عجل بالنصر وبالفرج
إشتدى أزمة تنفرجى ... قد أذن ليلك بالبلج
وظلام الليل له سرج ... حتى يغشاه أبو السرج
وفوائد مولانا جمل ... لسروح الأنفس والمهج

قديما لم يكن أسماء الأشخاص والعشائر مستخدمة، وكانو يذكرون أشياء من واقع الحياة والثقافة المحلية السائدة التى شهدت تغيرات كثيرة لاحقا.

الدعوة الإسلامية وصلت السودان بالعافية، ولم يحظى السودان بعلماء الدين فى صدر الإسلام مثل ما حظيت به مصر وتونس والعراق والشام واليمن. ولم يكن فى مكة أحد من السودانيين وقد عاد وإستقر لينقل علوم الشريعة لأهل السودان.

وقد تمثلت الدعوة الإسلامية فى السودان فى (المديح)، وكل قبيلة تمدح بطريقتها ولهجتها، لكن مداحى الجزيرة فى وسط السودان (وأصولهم نوبية) طافو أرجاء البلاد شرقا وغربا بمديحهم دون تنظيم حلقات دينية، وكان قبول الناس لهم وللمديح وإعتقادهم أنه نشاط دعوى دينى واضحا من خلال النقود التى كانو يحصلون عليها أثناء المديح.

..

استاذ / علي عبدالوهاب

يااخي سلامات

منذ زمن وانا بعيد عن الموقع وربما اصبحت متصفح أكثر من كاتب , طبعا هذا الموضوع تريان ومليان كلام في داخل سطوره , وهل تعلم اني لي جدة من كوري كانت ترطن مع جيراننا عادي كلام نوبي صميم , وتخزن ذاكرتي الكثير منه , واعجبني في تناولك الفكرة والمضمون وأن الشمال المسلم ده لم يكن هاجسه ديني
سبق وكتبت ان جدي عليه الرحمة اتوا له بمعلم ديني ليحفظه القرآن الكريم وقال له اقرا وريني وهو الطالب وذلك المعلم فقرأ عليه الفاتحة او الحمدو كما يقول عامة اهلنا قبل الهوس الديني , فقال له دية اعرفها قول واحدة تانية المهم قرأ الناس والفلق وغيرها كلهم طلع بيعرفهم , فبدأ الحافظ يقرأ له سورة الكافرون فاخرج جدي
السوط وضربه وهو في قمة النرفزة والزهج قاىلا له هذه ليست سورة انت داير تلعب علي واللا آيه ياابن ال.......... وسفره وقال اتوا بأخر بدله ,,,, مما مضى يفهم ان الدين في حيواتنا كان ابسط من بسيط وكان الحياة بلا قلق اليوم
امض في هذه القراءة دونما وجل او عجله , هذا من اجمل البوستات التي اطلعت عليها مؤخراً ... موفق يا ملك وابقى عشرة .






...............................................................................................حجر.

Quote: لم تتوفر فى السودان مراكز للعلم وحفظ القرآن وأكتفى الناس (بالدعاء) بالرطانة وبالعربى أثناء أداء الصلاة وما ذكرته قد يكون دعاء بأفضل الأسماء حسب الثقافة السائدة آنذاك. اليوم، هنالك من يكتفى بالدعاء فى الصلاة لجهله القرآن وأهل جزيرة كاريبية (وهم يقولون أنهم سودانيون وأثيوبيون) يؤدون الصلاة بدون قرآن ويكتفون بالدعاء بلهجتهم، كذلك بعض المسلمين فى القوقاز وتترستان مع حركات يديوية وبدون موعد للصلاة. ما كان يررده النوبيون أثناء الصلاة فى السابق ربما يردد مثله بعض السودانيون اليوم فى مساجد الخرطوم إعتقادا أنه سبب فى إستجابة الدعوة مع إختلاق اللغة والأسماء نظرا لإختلاف الثقافات وتطور الحياة. يارب بهم وبآلهم ... عجل بالنصر وبالفرج إشتدى أزمة تنفرجى ... قد أذن ليلك بالبلج وظلام الليل له سرج ... حتى يغشاه أبو السرج وفوائد مولانا جمل ... لسروح الأنفس والمهج قديما لم يكن أسماء الأشخاص والعشائر مستخدمة، وكانو يذكرون أشياء من واقع الحياة والثقافة المحلية السائدة التى شهدت تغيرات كثيرة لاحقا. الدعوة الإسلامية وصلت السودان بالعافية، ولم يحظى السودان بعلماء الدين فى صدر الإسلام مثل ما حظيت به مصر وتونس والعراق والشام واليمن. ولم يكن فى مكة أحد من السودانيين وقد عاد وإستقر لينقل علوم الشريعة لأهل السودان. وقد تمثلت الدعوة الإسلامية فى السودان فى (المديح)، وكل قبيلة تمدح بطريقتها ولهجتها، لكن مداحى الجزيرة فى وسط السودان (وأصولهم نوبية) طافو أرجاء البلاد شرقا وغربا بمديحهم دون تنظيم حلقات دينية، وكان قبول الناس لهم وللمديح وإعتقادهم أنه نشاط دعوى دينى واضحا من خلال النقود التى كانو يحصلون عليها أثناء المديح.

حبيبنا فؤاد .. مودتي ..
إثراء وإضافة رائعة للبوست ..
شكراً كثير على هذه الاضافة .. وقد أثبت ما ذهبت إليه بأمثلة من اثيوبيا والقوقاز .. رائع

تحياتي ومودتي ..

Quote: يااخي سلامات منذ زمن وانا بعيد عن الموقع وربما اصبحت متصفح أكثر من كاتب , طبعا هذا الموضوع تريان ومليان كلام في داخل سطوره , وهل تعلم اني لي جدة من كوري كانت ترطن مع جيراننا عادي كلام نوبي صميم , وتخزن ذاكرتي الكثير منه , واعجبني في تناولك الفكرة والمضمون وأن الشمال المسلم ده لم يكن هاجسه ديني سبق وكتبت ان جدي عليه الرحمة اتوا له بمعلم ديني ليحفظه القرآن الكريم وقال له اقرا وريني وهو الطالب وذلك المعلم فقرأ عليه الفاتحة او الحمدو كما يقول عامة اهلنا قبل الهوس الديني , فقال له دية اعرفها قول واحدة تانية المهم قرأ الناس والفلق وغيرها كلهم طلع بيعرفهم , فبدأ الحافظ يقرأ له سورة الكافرون فاخرج جدي السوط وضربه وهو في قمة النرفزة والزهج قاىلا له هذه ليست سورة انت داير تلعب علي واللا آيه ياابن ال.......... وسفره وقال اتوا بأخر بدله ,,,, مما مضى يفهم ان الدين في حيواتنا كان ابسط من بسيط وكان الحياة بلا قلق اليوم امض في هذه القراءة دونما وجل او عجله , هذا من اجمل البوستات التي اطلعت عليها مؤخراً ... موفق يا ملك وابقى عشرة .

جبيبنا الرفاعي ..
هؤلاء كانوا أهل فطرة .. الدين كان سلوك ورجالة ومرؤة
ليس مظهراً أو حركات جسدية بدون مضمون ..
شكراً على الاثراء ..
وخاصة أن حروفك باتعة ولديك الكلم والمضمون ..

مودتي .. اخي رفاعي ..

عذراً أيها الاحباب في الفيسبوك .. لقد أطلت عليكم .. معليش ..

Quote: الكوبي عند الحلفاويين هي الصفيحه وهي عادة تستخدم لنقل الماء من الجداول(امن كوبي) اما الزير فيسمي فوكي اما الشبيه بالزير وكبير في الحجم ويتم فيه خزن المحاصيل مثل البلح والقمح فيسمي قوسي شكرا ليك أعجبني · رد · 7 مايو، 2015 12:07 ص Amal Hassan سلام اننقا مسكاقنا لاول مرة افتح المنبر منذ فترة طويلة البوست جميل للغاية لسه ما تميته بس قلت اسجل اخطار بالحضور عندنا حبوباتنا كانوا بنفس الطريقه بيصلو ويقولوا اي كجنا من اي فقنا من (انا حمارك انا غنمايتك) اعتقد انها كانت مقبولة وموصولة للخالق اكثر من الذين يتلون القران صباحا ومساء هذه الايام بنواياهم السيئة والفاسدة أعجبني · رد · 6 مايو، 2015 07:19 مساءً

الاستاذة أمال : نعم كوبيه هي جرة التي تملأ بها الماء قبل ظهور الصفحية .. حتى ولكن ذهبت التسمية حتى بعد الصفيحة وفي
أغنية عديلة الشهيرة ( أمن كوبيه مولا جنقا فينا ) .. الزير المنتهي الصلاحية بعد أن يتسدد مسامه بالرواسب ينقل من المزيرة إلى المخزن
ويخزن فيه البقوليات ( اللوبيا مثلا) .. ويسمى بالدنقلاوية ( قالو) .. والحجم الصغير منه كان يستخدم في صناعة الدكاي والنبيت ( ربما بالعربي جرة .)

شكراً أمال .. حلفا في القلب وهي مهوى أفئدة النوبة عموماً وعنوانها ...

سوف آتي لباقي الاحباء في الفيس