اعتداء الوردة على النظام العام - شعر

05:45 PM Apr, 18 2015
سودانيز اون لاين
فضيلي جماع-لندن/مسقط
مكتبتى فى سودانيزاونلاين



اعتداءُ الورْدةِ على النّظامِ العام ! (شعر)
***
1
تخرجُ الوردةُ من أكمامِها
حمراءَ أو بيضاءَ ،
أو صفراءَ.. أو.....
مهلاً ، تقول الوردةُ
فاللّونُ شيءٌ خادعٌ
لا شأنَ للحُسن بلونٍ
أو مكانٍ أو قبيلْ !
فكلما تلبسه الوردةُ في الفجرِ،
وفي ظلِّ الأماسيِّ جميلْ !
تخرج في نضرتِها
تنشرُ في الشارعِ ريّاها
لا فرْقَ في شرعتِها
بين العوامِ ، والسادةِ..
والأعْلِينَ والأدْنَى
لا تعرِفُ الخوفَ
ولا نصْبَ الأحابيلِ
ولا الحُروفَ الزيفْ!
لا تعرِفُ المُضْمَرَ
من معْنَى ومن مبْنَى!!
ففِي قاموسِها
تحتضنُ الكِلْمةُ معناها
ولا تحشرُهُ..
في مفرداتِ الرّمْزِ
والبيانِ والمجاز!
تخرجُ من أكمامِها جهراً
وقد تحملُها النسمةُ
من بيتٍ لبيتْ !
فيفتحُ الكونُ ذراعيْهِ لها
تنشطِرُ الأحلامُ:
نصفٌ يحتفي باللّونِ
والآخرُ يشتارُ لها ثوباً
من الغيمِ الشفيفْ!
لا تعرف الوردةُ ما الخوفُ
فيحتويها الشارع الطويلُ والفضاءْ!

2

* **
لكنّما الليلة لا كالأمسْ
وضحكةُ الأمسِ المعافاةِ انزوتْ
طيَّ الكلامِ الهمسْ !!
فاللّيلُ في بلد تِنا ..
ما عادَ ناعماً
وآمناً وحالما !
والمخبرونَ فزِعوا ..
من زرْقةِ السماءِ
واخضرارِ الشطِّ
فزعوا من احمرارِ الوردِ
واحتفاءِ القمرِ المجنونِ
بالعشّاقِ في المساءْ!
وآخِرُ الأخبارِ ما أكده "الجهازُ"
فالجهازُ لا يغفو ولا ينام:
أنّ اندياحاً عارماً للّونِ
ربما يهدمُ أركانَ النظامْ!
** **
اليومَ صدر القرارْ:
أن تُودعَ الوردةُ بالحْبسِ
ويُمنعَ التجوالُ
في الشارعِ
والحدائقِ الغنّاءْ !!

في الصميم
شكرا أستاذ فضيلي

شكرا على المرور والتحية أخي الأستاذ معاوية الزبير.

*

والمخبرونَ فزِعوا ..
من زرْقةِ السماءِ
واخضرارِ الشطِّ
فزعوا من احمرارِ الوردِ
واحتفاءِ القمرِ المجنونِ
بالعشّاقِ في المساءْ!

شكرا استاذنا الجليل / فضيلي جماع

حقيقي اصبح النظام مذعورا
و يحارب حتى الورد و طبيعه الاشياء

أخي الأستاذ طارق عبد اللطيف نقد
عد بذاكرتك لو سمحت إلى كل ما قرأت في التاريخ عن أنظمة القمع - تاريخ البشرية أجمع- وسترى أن ما من نظام ترتعد فرائصه من كلمات مثل: الحرية - الحب - الثقافة - السلام مثل أنظمة القمع. مشهود عن غوبلز وزير دعاية هتلر أنه قال: كلما سمعت كلمة (ثقافة) تحسست مسدسي !!!!
شكرا على المرور الجميل أستاذ طارق.

الوردات يا سيدي جماع تعالت أكمامهن علوا كبيرا, طرحنً العطر علينا, زحمنً الدروب بالعبير و.. أعلنً النضال

الوردات روح ذلك الوطن ..
لولاهن لزال ..

الوردات, في زمن الخوف.. والشوك.. والضلال
خففنً سراعاً للنزال ..

الوردات !!

حفظك الله استاذ فضيلي
ود العريفي

شكرا اخي العريفي على المرور والتحية.

الطبيب الأديب محمد حيدر المشرف.. كلما قرأت لك مداخلة أو مقالا أحسست أنك أديب سرقته مهنة الدواء. وعدت لأقول لنفسي إن كبار الفلاسفة والكتاب كانوا أطباء: الشيخ الرئيس ابن سينا والفيلسوف الرازي والشاعر الرقيق ابراهيم ناجي صاحب رائعة ( الأطلال ) وكاتب القصة القصيرة والمسرحي الروسي الشهير انطون تشيخوف.. وغيرهم. هنالك دون شك حبل سري بين الطب والأدب.
كدت أقول وأنت تؤكد في تعقيبك الشعري الجميل بقولك : (خففنً سراعاً للنزال ..) كدت أقول لك: ما زالت بعض ورداتنا بعيدات عن النضال..لكني خجلت حين تذكرت كيف تمسك المرأة بكتف الرجل ويسيران جنبا إلى جنب في المعسكرات وفي المزارع والقرى التي يحصبها نظام الاسلامويين الفاشي بالقنابل في دار فور وفي جبال النوبة على مدار اليوم .. وكيف أن النساء هناك ما زلن ينجبن اجيالا من الصبية والصبيات يغنون ويرقصون ويحملون البندقية في وجه القتلة. وخجلت لأني تذكرت عشرات الأسماء من المناضلات الحرائر : أمل هباني، نجلاء سيد احمد ، ساندرا فاروق كدودة وعشرات الأسماء. شكرا لهن فقد غذين باليقين ضمائرنا لكي يعلو صوتنا في وجه نظام القمع المتهاوي.

العزيز فضيلي

إلى متى وأزهارنا لا تنبت في الرمال
ودروبنا قدم ترى وأخرى يحجبها النعال
إلى متى؟

ود الناظر .. أخي الفاضل / القرشي منعم منصور.. الحل الوحيد يا ابن الأكارم هو منازلة هؤلاء الأراذل في كل منعطف!

Quote: لكنّما الليلة لا كالأمسْ وضحكةُ الأمسِ المعافاةِ انزوتْ طيَّ الكلامِ الهمسْ !! فاللّيلُ في بلد تِنا .. ما عادَ ناعماً وآمناً وحالما !

استاذي فضيلي جماع لقد تغيرت ملامح كل شيء في بلدتنا بفعل فاعل حتى الانسان.

سيصنفهن هذا النظام الهدام لا العام على مسمى (أزهار الشر)
ليخلد إلى راحةٍ تفشت في روحه المتآكلة
بمغلوط النظر للحقائق
أنه العمى يا صديقي تفشى في هذا النظام الهدام المتهدم
فالتبس عليه كل شيء
حتى النظر إلى ما تحت قدميه وهو يهوي


لقد عميت النفوس التي في الصدور
إن تفقدها أحد مقاييس الإنسانية وألفاها قائمة بعد


تحياتي، محبتي واحترامي

أختي الأستاذة/ فاطمة الحاج.. نعم ، أعادنا النظام الفاشي الحالي للعصور الوسطى ، لكن القصيدة لو تكرمت جيدا بقراءتها رفضت موقف المتفرج وحرضت على الفعل الثوري ، وذلك بانتشار الورد من كل لون وجنس حتى إن (الجهاز) خشي على النظام من انتشار الورد في الضفاف واحتفاء القمر المجنون بالعشاق !! بالمفتوح ودون ان أفسر النص - ولا ينبغي لي- فإن القبح الذي يمثله النظام بسجونه وبطشه تقابله الحياة بتفتح الورد وسيرة العشق التي لا تنتهي تحت أشعة القمر. الحياة ستظل مستمرة رغم أكاذيب سلطة البطش يا فاطمة.. وعلينا نزال هذا النظام في كل ركن. شعبنا سينتصر رغم السجون ووسائل القمع.

أخي الأستاذ/ بلة محمد الفاضل
صدقت وأنت تصف هذا النظام القبيح بأن الأمور قد التبست عليه لدرجة أنه لا يرى حتى ما تحت قدميه. هذا ما يحدثنا به تاريخ البشرية يا صديقي. فنظام الخرطوم ليس بمعزل عن قانون الحياة. تظل أنظمة البطش تقتل وتسرق ولا ترعوي حتى تهد فوق رأسها المعبد.

استاذي الفاضل ... جماع ..

لك تحياتي واعجابي ... وكل ما املك من تذوق مفردات ..

Quote: ليومَ صدر القرارْ: أن تُودعَ الوردةُ بالحْبسِ ويُمنعَ التجوالُ في الشارعِ والحدائقِ الغنّاءْ !!

اندهاش !!!!

بت نفيسة .

يكفي أنك يا اختي منى بت نفيسة جعلتني أبتسم وأنا أقرأ مداخلتك خفيفة الظل رشيقة العبارات.
شكرا على المرور البهي.