هوية مصر الأفريقية

هوية مصر الأفريقية


12-18-2014, 07:15 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=480&msg=1418883351&rn=0


Post: #1
Title: هوية مصر الأفريقية
Author: ghariba
Date: 12-18-2014, 07:15 AM

بقلم السفير/ صلاح الدين عبد الصادق
رئيس الهيئة العامة للاستعلامات
افتتاحية العدد رقم (40) من دورية آفاق أفريقية

يتجاوز انتماء مصر لمحيطها الأفريقي، الأبعاد الجغرافية والتاريخية التقليدية، حيث يعد هذا الانتماء مكوناً رئيسياً من مكونات "الهوية" المصرية على مر العصور، وعنصراً محورياً في تشكيل المعالم الثقافية للشخصية المصرية، تلك الهوية التي تشكلت من خليط عربيّْ اللغة، وإسلاميّْ وقبطيّْ الديانة، وبحر متوسطي الثقافة، ونيلي أفريقي.
إن إعلاء هوية مصر "الأفريقية"، وتعزيز الإنتماء لدول القارة، أكدته بجلاء نصوص ومواد الدستور المصري الجديد، الذي أقره الشعب مطلع العام الحالي (98.1% من المصوتين، 19 مليون و985 ألف و389 ناخباً) حيث ذكرت جملته الأولى من الديباجة: "مصر هبة النيل للمصريين، وهبة المصريين للإنسانية .. مصر العربية – بعبقرية موقعها وتاريخها - قلب العالم كله، فهي ملتقى حضاراته وثقافاته ومفترق طرق مواصلاته البحرية واتصالاته، وهي رأس أفريقيا المطل على المتوسط، ومصب أعظم أنهارها: النيل".
ثم جاءت المادة الأولى من الدستور لتؤكد هذه القيم والمبادئ التاريخية بإعلانها أن "الشعب المصري جزء من الأمة العربية يعمل على تكاملها ووحدتها، ومصر جزء من العالم الإسلامي، تنتمي إلى القارة الأفريقية، وتعتز بامتدادها الآسيوي، وتسهم في بناء الحضارة الإنسانية".
إنَّ المتأمل لهذه النصوص الدستورية، يجد أنها تأتي في إطار سياق أعم وأشمل لعلاقات وروابط مصر بمحيطها الأفريقي، وتندرج فيما يمكن أن نطلق عليه منظومة "الوحدة الحضارية".
وفق هذا السياق، فقد حرصت السياسة المصرية تجاه محيطها الأفريقي على التأكيد على جملة من الثوابت التاريخية والإستراتيجية:
• إعلاء مبادئ التعاون الإقليمي، وتبنى دور مصري في مجال التنمية البشرية والإقتصادية.
• تَواصُل المساهمات المصرية في برامج الاتحاد الأفريقي، في مجالات: الإغاثة، وحفظ الأمن والسلم ومكافحة الإرهاب.
• تبني مبدأ العمل على تنمية دول القارة عموماً، ودول حوض النيل خصوصاً، مع عدم الوقوف حائلاً ضد مصالح هذه الدول، استناداً إلى أن التعاون بين دول الحوض هو السبيل الأمثل لتنمية واستغلال نهر النيل من جانب كل الدول الواقعة عليه.
• تعدد المبادرات والمساهمات المصرية في التجمعات الفنية والتنموية لدول القارة خاصة دول حوض النيل: الأندوجو، التيكونيل، مبادرة حوض النيل.
• تنوع سياسات وآليات التحرك المصري تجاه دول القارة ما بين سياسية واقتصادية وإعلامية وثقافية ومائية.
• الدعم المصري لجهود التنمية البشرية في دول القارة المختلفة من خلال إيفاد آلاف الخبراء المصريين، واستقبال الآلاف من المواطنين الأفارقة للتدريب في مصر.
• تنوع مجالات واهتمامات "الصندوق الفني للتعاون مع أفريقيا" التابع
لوزارة الخارجية المصرية: تعاون قضائي، تعاون شرطي، برامج تعليمية، مساعدات طبية، مساعدات غذائية، دورات للدبلوماسيين الأفارقة.
وانطلاقا من هذه الثوابت، وفي إطار اعتزاز مصر بهويتها "الأفريقية" تواصل "الهيئة العامة للاستعلامات" دورها الإعلامي على الصعيد الأفريقي من خلال تواصل العطاء الفكري والعلمي لدورية "آفاق إفريقية" حيث يطالعنا العدد الجديد بالعديد من الموضوعات والملفات المهمة، أبرزها :
and#8722; مشاركة مصر في أنشطة الاتحاد الأفريقي.
and#8722; مانديلا.. وأسس إرساء المصالحة الوطنية في جنوب أفريقيا.
and#8722; مستقبل العلاقات الأفريقية ـ اليابانية .
and#8722; ملف خاص عن المفكر المصري د. عبد الملك عودة، رائد الدراسات الأفريقية في مصر والعالم العربي.