عفوا محسن خالد ...و لكن ما هي الحياة السرية للأشياء؟

كنت أزور معرض الكتاب المصاحب لإحدى الأمسيات الثقافية التي يقيمها المنتدى الثقافي الاجتماعي بجده, عندما وقعت على رواية الأديب محسن خالد الموسومة "الحياة السرية للأشياء".
تدور أحداث الرواية في ستينيات القرن الماضي في مدينة سان دييغو و التي قال عنها المؤلف في الجملة الافتتاحية للرواية"هذه سان دييغو البلد المستعجلة و التي يقف القطار في خلفيتها دائما.و يصبح بوسعك أن تسمعه حين تخفت ضجة النهار أو يحل غبش المساء.
الرواية تحكي –كما فهمت أنا على الأقل-عن فرقة موسيقية تسمى أطلنتس أعضاؤها من البوهيميين المتمردين على السائد و المألوف و الرافضين لقيم الحياة البرجوازية في أمريكا..شخوص الرواية هم أعضاء الفرقة:هكتور, روبرت, ماكلين, كارولين, رونالد و شادي و هم مجموعة مختارة فيهم امرأة و أسود و لاتيني.هنالك أيضا فوكنر وهو جندي يقاتل في فيتنام و يموت فيها و صديقته جولي التي كانت صديقة لبرودواي الذي ينتمي للطبقة البرجوازية و لكنه لا يخفي انحيازه لفرقة أطلنتس.من شخوص الرواية أيضا الشريف و مساعده آرثر و جورج الذي يمتلك محلا للبقالة و الكاره للفرقة وما تمثله و لورا التي تحب هكتور قائد الفرقة و الأدميرال الذي حل محل روبرت في الفرقة بعد مقتله, و وليم وهو الراوي لهذه الأحداث إلى جانب أنه كان كاتب أغنيات الفرقة قبل أن يهجرها جريا وراءْ المال. إلى جانب بعض الشخصيات الثانوية

عزيزي محسن خالد أنا مجرد قارئ..لست ناقدا و لا أدعي ذلك.عندما قرأت روايتك كنت أبحث عن محسن خالد بين سطورها لكني اصطدمت بشخصياتها التي تحمل أسماء الخواجات و أمكنتها التي يغطيها الثلج و لغتها التي ذكرتني بلغة الروايات المترجمة..قلت لنفسي حين فرغت من قراءتها ما الفرق بين أن يكون أسم المؤلف على الغلاف "محسن خالد" أو "جون قريشام".ليست لي المعرفة الكافية بالطلاسم النقدية من قبيل الذات الكاتبة و الذات الساردة و غيرها من الذوات ....ولكني كقارئ لي سلطة إعادة أنتاج النص و تأويله بشكل ما يهمني وجود الكاتب في عمله..ليس وجودا موضوعيا بل من خلال الخلفية الاجتماعية و الثقافية والجغرافية له.

السادة النقاد و قرآ محسن خالد أنتم مدعوون للإسهام هنا.

Quote: السادة النقاد و قراء محسن خالد أنتم مدعوون للإسهام هنا.

لك التحية دكتور سيف ، أسعدنى احتفاظك بوهجك القديم ونهمك المعرفى ، التحايا للمدام والعيال.

أبوبكر(السمح)
لك التحايا و للآسرة الكريمة.

الأخ سبف

سؤال أول

لماذا تفترض أن يكتب محسن خالد بمحلية ..
أو أن يكون المكان والشخوص هما سودانية أو عربية فقط؟

الأخ معتصم الطاهر

ما أطرحه هنا لا أقصد به الأنحياز لطرف من أطراف الثنائيات الشهيرة في ثقافتنا ..الأصالة و المعاصرة,المحلية و العالمية,إلخ.
كما لم يخطر ببالي أبدا مقولة الأستلاب لأني لست من المؤمنين بها أصلا.
سؤالي هو:كيف يمكن لكاتب أن يكتب خارج ذاكرته؟

وين السؤال التاني يا معتصم؟

Quote: سؤالي هو:كيف يمكن لكاتب أن يكتب خارج ذاكرته؟

بالعيش هناك , ولكن ليس معنويا..بعض الكتاب يكتبون ويختزلون من الزاكره , وبعضهم يكتبون بعد تجارب لهم مع عوالم آخري حتي ان لم يروها والشكر هنا موصول لادوات الاتصال ,او حتي الاتصال برمز حي من تلك البلاد ,وحسب علمي يعيش الكاتب في المغرب والثقافه الاسبانيه ملموسه لو نقبت عليها ..تساؤل جميل وانا ايضا ليس ناقد ومعك انتظر رائ متخصص ..وسلامي

الأخ Muhib
شكرا لمداخلتك
من أجواء الرواية أنقل لك المشهد التالي:
المكان حانة سرجيو الإيطالي بوسط المدينة. و لا تكاد تمضي عدة دقائق حتى يصعد أحد السكارى على شيء مرتفع بداخل الحانة و يصيح:يعيش العنب.تحسس كأسك لتعرف قصتك.في القديم كانت خيالات الخمر.و ينادي آخر كتكملة:أليس ثمة فتاة فينيسية نقبلها كنوع من الأمتنان؟المرأة و الخمر محسوسات الأماني.ثم تهلل الحانة."إنتهى"

تدور مشاجرة و تصل لنقطة معينة فيتدخل "فوكنر"...يكتب محسن خالد:
كادت يدا جيمي أن تجذبان سترة برودواي لو لا إنحشار ذلك الشخص الغريب كي يحول بينهما.رجل وسيم تحاول أن تتذكرفي أي صفحات كتاب قابلته.كان صدره يبرق كلما سقطت الأضواء على تلك السلسلة التي تزين عنقه.سلسلة لامعه تتمدد على سترته السوداء كنهر فضي يشق أرضا طينية شديدة السواد."إنتهى"

تثير هذه الصور في مخيلتي ذكريات أجواء هوليوودية هي لحمة و سداة الكم الأكبر من أفلامها.

Quote: سيف العزيز: بصدق شديد, أتابع بوستك المعنون "عفوا محسن خالد ...و لكن ما هي الحياة السرية للأشياء؟" بدقة وشوق أوتطلع إلى رؤية محسن خالد كطرف مفترض (على الأقل) من أطراف حوار أرى أن التساؤلات الأساسية فيه تم طرحها من جانبك بقدر عال من الموضوعية أوالعمق. وهي تساؤلات ولا شك سيزيدها وجود محسن توهجا. لدي بالطبع تصورات نظرية متواضعة حول المسألة على مستواها العام. وربما لعدم قراءتي لعمل محسن المشار إليه لظروف منها موقعي في كندا قد رضيت حتى الآن بقراءة سلبية أوغير مكتوبة. دمت.

هذا ما كتبه عبد الحميد البرنس عندما طلبت منه أن يسهم في النقاش هنا



لكن يبدو أن محسن خالد قد قرر الغياب أختياريا عن البورد لأسباب لا أعلمها ربما لغيابي عن البورد الأيام الماضية.


هل يعود محسن خالد ؟.....نتمني.

دكتور سيف تحياتي,

Quote: سؤالي هو: كيف يمكن لكاتب أن يكتب خارج ذاكرته؟

الرسامون والفنانون والأدباء معظمهم يرسمون أو يكتبون من وحي الخيال أو خارج ذاكرتهم، وبعضهم ذهب إلى أبعد من ذلك بكثير، ليس فى الماضي القريب وعلى كرتنا الأرضية وحسب ، وإنما إلى ما هو أبعد. فقد كتبوا عن الخيال العلمي، والمستقبل ، والحياة على ظهر كواكب أخرى.

وللشعراء نصيب الأسد فى ذلك، كقول بشار بن برد (وهو أعمي):
يا منظراً حسناً رأيته --- من وجه جارية فديته
بعث إليَّ تسومني ---- ثوب الشباب وقد طويته

فعندما يكتب الأديب شيئاً خارج ذاكرته هو بلا شك ميزة فريدة ومؤشر إيجابي ، وإن دل فإنما يدل على خصوبة خياله وسعة إلمامه.

ولك الود

النذير حجازي

شكرا على مساهمتك الدالة و المميزة ..

عندما نقرأ رواية ما فنحن أمام شيئ أكبر من مجرد الحكاية و قدرة المبدع على التشويق و الأثارة ..أعتقد أن هنالك جانب معرفي و من هنا كان تساؤلي ..هل يمكن لكاتب أن يكتب عن مجتمع مختلف ..لم يراكم خبرته الحياتية و المعرفية بل و الوجدانية بالعيش بين ظهرانيه؟