مني مناوي: كنت دوما احلم بنقل الحرب للخرطوم عندما كنت خارجها!!!

اذاعة NPR اذاعة بديعة يمكن سماعها في السعودية على
موجات ال FM رغم أنها تبث من واشنطن دي سي..معظم برامج
هذه الاذاعة معدة بمهنية و احترافية عالية و تكاد تغطي
كافة جوانب الحياة..اخبار....تحقيقات..سينما..أدب..شعر
قضايا الدين و المعتقدات..قضايا البيئة و السياسة بالطبع
هي الحاضر الدائم..دائما يخطر على بالي و أنا استمع لهذه
الاذاعة هذا التساؤل عن الوقت الذي ستكف فيه الأجهزة الاعلامية
في دول المنطقة التي نعيش فيها عن تقديم التسطيح و الخواء
لجمهورها و تحمل مسؤوليتها كادوات ضرورية للتصدي للقضايا
المهمة للناس ..
المهم أمس الأحد و في برنامج اسمه All Things Considered
قدمت مراسلة تقريرا من السودان و تحديدا من المعرض المقام
في ميدان الخليفة بأمدرمان لعرض مخلفات الهجوم على العاصمة
جاء في ثناياه لقاء ا عابرا مع السيد مني مناوي قال فيه أنه
لطالما حلم بدخول الخرطوم غازيا عندما كان يقود تمردا خارجها!!

Quote: Rout of Darfur Rebels Not a Clear Victory for Sudan by Gwen Thompkins

http://www.npr.org/templates/story/story.php?storyId=90805093

Quote: الوقت الذي ستكف فيه الأجهزة الاعلامية في دول المنطقة التي نعيش فيها عن تقديم التسطيح و الخواء لجمهورها

سيف النصر

سلام

ياخى معقول عايز تحرمنا من شقشقة الطير فى الباقير؟

يا اخوانا النسخة المطبوعة من البرنامج و المواد الفيهو بقروش
عشان كده ما قدرنا نوفرها ليكم.

غايتو الرابط الفوق ده فيهو تسجيل للمادة يمكن سماعه على نفس الموقع..
و ببلاش

Quote: ياخى معقول عايز تحرمنا من شقشقة الطير فى الباقير؟

سلام يا بله موسى

لكن لمتين نحن حنكون في شقشقة الباقير دي ..مملة..مملة ياخي.

عبارة السيد مني اركو مناوي كانت تحمل اعجابا مبطنا بمغامرة
العدل و المساواة بقيادة خليل ابراهيم.

Quote: عبارة السيد مني اركو مناوي كانت تحمل اعجابا مبطنا بمغامرة العدل و المساواة بقيادة خليل ابراهيم.

وربما ايضا ندما علي اتفاق اخرجة من دائرة الدارفورين المهموميين بهموم
شعبهم ..ولكن ما الذي يمنعه من التنكر والزوغان والطرف الاخر من زمان
يسجد من ثقل الاوزان ؟

وربما .............وربما .......وربما




نسأل الله ان يهدي الـــــــــــجميع


مع تحياتى للجميع

سيف النصر كيفنك يا اخوي؟؟؟
يا اخوي هو الهتاف بتاع كل القوة الخرطوم جوة ده
اصلا بتاع حركة مناوي

Quote: عبارة السيد مني اركو مناوي كانت تحمل اعجابا مبطنا بمغامرة العدل و المساواة بقيادة خليل ابراهيم.

وناس خليل استلفوه لاحقا وطبقوه.
عشان كده زولنا بتكون الحسرة كاتلاه
انه كل الامجاد دي فاتتوا.

سلام يا عنكبة

Quote: وربما ايضا ندما علي اتفاق اخرجة من دائرة الدارفورين المهموميين بهموم شعبهم

تعليقك هذا قريب من تعليق المراسلة التي اعدت التقرير.

يا دكترة

عايز افهم حاجة الزول ده ندمان إنا ما عمل العمله دي

ولا زعلان لنقل الحرب للخرطوم وهو بداخلها

ليس مني أركو مناوي هو النادم الوحيد بل أتصور

أن الحركة الشعبية لو كانت تعلم أن دخول العاصمة

بهذه السهولة لما ضيعت مجهوداتها الحربية في

الكرمك .... والخلا الفسل.

وأحسب حاليا كل حركات التمرد، المتمردة والمتصالحة

تقوم بجرد المكاسب والخسائر لإعادة التفكير بما يتوافق مع

كشف الحال الراهن.

الله يستر

الله يستر

الله يستر

الله يستر

يا زناتي سلامات
طبعا ندمان انه دخل دخول النعاج بينما قد يدخل الآخرين دخول الفرسان:

Quote: يا دكترة عايز افهم حاجة الزول ده ندمان إنا ما عمل العمله دي ولا زعلان لنقل الحرب للخرطوم وهو بداخلها

الأخ هشام مدني
شكر على المرور و معك نردد أن يستر الله على السودانيين كافة.

Quote: يا اخوي هو الهتاف بتاع كل القوة الخرطوم جوة ده اصلا بتاع حركة مناوي

تراجي سلام

إذا كان الشعار نتاج تحليل و دراسة موضوعية للواقع فلابد أن يقوم
بتنفيذه شخص ما..فتخلي مني عنه يعني أن غيره سيقوم بتنزيل الشعار
لارض الواقع..و أعقد أن هذا ما حصل..فقط لست على ثقة كاملة من أن مثل
هذه العمليات قد تمت دراستها و النقاش حولها بشكل عميق بحيث يكون
الهدف منها واضحا و الفائدة منها ملموسة..

Quote: لطالما حلم بدخول الخرطوم غازيا عندما كان يقود تمردا خارجها!!

عندما تنقلب الأحلام كوابييييييييس!!!!!

Quote: عايز افهم حاجة الزول ده ندمان إنا ما عمل العمله دي ولا زعلان لنقل الحرب للخرطوم وهو بداخلها

و الله يا ابو الزهور أظن أنو النقطة الأولى هي الأقرب للصحة.عموما في التقرير
ما وردت الا الفقرة دي..احتمال تكون منتزعة من حوار طويل تنوي هذه الاذاعة
تقديمه لاحقا..نستنى و نشوف.

الاخ / سيف النصر محي الدين..
الاخوة المتداخلين...تراجي مصطفي ..زهير الزناتي ...هشام مدني...
ليكم مني خالص التحايا...

اولاً:: لاادري ماذا يفيد ندم مني ..المنسوب اليه زوراً ..او حقيقة..
وماقادر اتصور فهمكم شنو في دخول الخرطوم ...لودخلتها العدل والمساواة او الحركة الشعبية او حركة تحرير السودان...او دخلتها تشاد وورائها اسرائيل وفرنسا وامريكا..
ثانياً ::اليست الخرطوم هي حاضرة وطناالسودان...اليست الخرطوم هي جامعة كل الاعراق م والاحزاب والقبائل ...
يعني مثلاً انتوا مبسوطين للموت الحصل و الدمار الحل بامدرمان ...لو لا لطف الله كان ممكن الدمار يكون اكبر من ذلك...
وهل ام درمان او الخرطوم هي ملك او حكر للسلطة الحاكمة ؟؟؟
وهل الاختلاف مع السلطة الحاكمة يعني ان ادخل الخرطوم بالكيفة الرعناء التي دخل بها خليل ابراهيم ...
ولمن كان له عقل او فهم ..ماذا حقق خليل ابراهيم لنفسة او حركته او للسودان ؟؟؟
ماذا حقق...
دمار قتل خسائر.... ارواح وانفس بريئة اهدرت ...رعب..فزع ..جرحي ...
بعض الاصوات ارتفعت هنا وهناك وتقول هذا نقل الحرب الي الخرطوم...
طيب ثم ماذا!!!!
افرض الحرب انتقلت الي الخرطوم ...من سيموت فيها؟؟؟
اهلي واهلك وإخواني واخوانك...مثلهم مثل الذين يموتون في دارفور ...
ابدا لانقبل هذا...
يا اخوان هذه الحرب لم ولن تحل المشلكة ..ويجب انو الصفوة المتعلمة لاتدعو الي الحرب ولا الي اشعال الحرب ولاتفرح بدخول الخرطوم او الفاشر اونيالا....ويجب انو الصفوة المتعلمة يتركوا العصبية والعنصرية...مازالت ابواب الحوار مفتوحة...
لابناء دار فور ولغير ابناء دارفور..والسلام ختام..

عثمان الجيلي

Quote: وماقادر اتصور فهمكم شنو في دخول الخرطوم ...لودخلتها العدل والمساواة او الحركة الشعبية او حركة تحرير السودان...او دخلتها تشاد وورائها اسرائيل وفرنسا وامريكا..

أخونا عثمان الجيلي.... سلامات

لا أدري أين هي الدعوة لغزو الخرطوم في هذا البوست ..
و بعدين خليك من فهمنا لدخول الخرطوم بواسطة حركة العدل و المساواة..انت فهمك شنو؟
هل تعتقد أنو ما في أي مشكلة في السودان و في دارفور و الناس ديل هواة حروب و قتل
ساكت و ما عندهم أي موضوع و لا أي قضية؟
بعدين ما نسب لمني اركو مناوي ليس زورا و عندك الرابط في أعلى البوست خش و أسمع.

(*)

سلامات يادكتور (سيف)

تعرف السودانيين كلهم بقوا يستمرأؤا حكاية يكونوا (حكومة ومعارضة) في نفس الوقت ..


يعني (مني) في مجلس الوزراء عندو كلام ..

وفي حتات تانية عندو كلام ..

لأن الإحتمالات كلها مفتوحة ..

كلو عاوز يخلي أبواب المعارضة والحكومة مواربة ..

Quote: لأن الإحتمالات كلها مفتوحة .. كلو عاوز يخلي أبواب المعارضة والحكومة مواربة

..

سلام يا كمال

كلامك مضبوط..سياسة رزق اليوم باليوم ماشة في البلد منذ استقلاله
أو في رواية استغلاله و متحكمة في مصير البلاد و العباد..
البيصالح ما عارف نفسو صالح لشنو و البيغزو ما عارف نفسو غازي
لشنو!

الا يدخلا شايل جردل ترمس لولا المايسمي بالسلام....ولكن الي حين

كادر الآمن النكرة ايز اوف ليبرتي...

Quote: الا يدخلا شايل جردل ترمس لولا المايسمي بالسلام....ولكن الي حين

الترمس فضلت خير اهلك باعوالاسوء من الترمس
قال ترمس قال!!

حين شنو وحياتك يقعد كده ويخيل عليكم كمان؟؟
يخيل دي امش اسأل منها اسيادك العرب.

Quote: الا يدخلا شايل جردل ترمس لولا المايسمي بالسلام....ولكن الي حين

الصراع تم نقله الى داخل المركز
وسوف لن تدفع قرى دارفور وحدها فاتورة الحرب
فهذا الاستعلاء الأجوف زمانه قد انتهي

الفاضل سيف النصر لك التحايا

نحن ذاتو المناصير الحسرة كاتلانا

يا عز الدين جعفر (المنصوري)

تبرأ من الحسرة يابا
وما فات شيئ الحق النضال لسه يادوبه مسخن.

Quote: نحن ذاتو المناصير الحسرة كاتلانا

شكرا يا سيف النصر..

لقد سمعت السيد مني أركو مناوي بأذني وهو يتحدث في افتتاح مؤتمر الحركة الشعبية بجوبا بعد أيام قليلة من دخول قوات د. خليل إلى أمدرمان.. قال أن اتفاق سلام ابوجا يُهان كل يوم ويُهان ويُهان [كررها ثلاث مرات].. وقد انعكس ذلك على تعابير وجهه..

لا تزال هناك فرصة كي يرجع حزب المؤتمر الوطني إلى صوت العقل ويوقف المذابح في دارفور.. وهاهو القائد الميداني في حركة مناوي "جبريل" يعلن أنه قد انفصل بقواته عن حركة مناوي.. حزب المؤتمر يكرر نفس ما كان قد فعله مع د. رياك مشار ود. لام أكول في اتفاقية السلام من الداخل إلى أن سنحت الفرصة وخرجا من الخرطوم والتحقا بالحركة الشعبية بقيادة الدكتور جون قرنق.. الآن يحاول حزب المؤتمر الوطني أن يكرر نفس السيناريو مع الحركة الشعبية، وقد انكشف لكل العالم ضعف الجيش الذي حاول أن يعوضه في أحداث أبيي المؤسفة، ولكن هذا لا يغير من الحقيقة التي ظهرت للحركة الشعبية ــ الجيش أضعف مما يحاول أن يظهر به ..

الطريق الكعب دا لا يوصل إلا إلى الخراب والمسئول الأول هو حزب المؤتمر الوطني..

وشكرا

ياسر

Quote: الا يدخلا شايل جردل ترمس لولا المايسمي بالسلام....ولكن الي حين

الأخ/الأخت eyes of librety
ما معنى كلامك اعلاه و مني اركو مناوي قد دخل الخرطوم و اتحكر في القصر الجمهوري
كمان..بعدين زي ما في ناس بتبيع الترمس برضه في ناس بتصلح العناقريب و ناس بيبدلوا
الهدوم القديمة بالعدة و ناس بيحفروا الابيار..مهمشي المدن من كل سحنة و لون..
و كمان فيها الي حين!! حتعمل شنو يعني ؟ أهل الاطراف قادمون لانتزاع حقوقهم
فجهز حالك و استعد لتقبل فكرة أن هذا البلد للجميع بالتساوي ..ليس لأحد حق
أكثر من الأخرين فيه.

Quote: ليس مني أركو مناوي هو النادم الوحيد بل أتصور أن الحركة الشعبية لو كانت تعلم أن دخول العاصمة بهذه السهولة لما ضيعت مجهوداتها الحربية في الكرمك .... والخلا الفسل.

-----------------------------------
الأخ حماد الطاهر شكرا على المرور و المداخلة المعبرة.

همسة للمدعو eyes of liberty

لماذا تتواري خلف إسم مزيف ؟؟!!
الي أن تواتيك الشجاعة لتكتب بإسم حقيقي .... هذه هدية لتقرأ كابوسك في قاع فنجانك :

ء
07 يونيو, 2008

التسونامي القادم بالخرطوم

الفاضل عباس محمد علي


[email protected]

ماحك صحفيّ نزق الدكتورة كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية الاسبوع الفائت حول الفشل المتكررّ لادارتها الموشكة على المغادرة، في العراق و أفغانستان و قضية الشرق الأوسط المركزية...الخ، فردت قائلة: (مهما يكن فقد نجحنا في أمرين: اتفاقية نيفاشا بين شمال و جنوب السودان المبرمة في يناير 2005، و مشكلة دارفور التى نتعهد بحلها قبل أن نغادر البيت الأبيض في ديسمبر.)

و في خطاب النصر الذي ألقاه باراك حسين أوباما يوم الأحد بمنيسوتا جاء ذكر السودان في موضعين: أولا، من أهم القضايا التي سترّكز عليها ادارته بعد الانسحاب من العراق هي مسألة دارفور؛ و ثانيا، التعامل بحسم مع الطغاة الضئيلين التوافه petty dictators.

و في الصحف و المجلات و الدوريات الأمريكية (التي تجدها كلها بموقع خطير اسمه Arts & Daily) استعراض للسيناريوهات القادمة بالسودان، التي يضرب النظام عنها صفحا و يتجاهلها، و تجد أهله يمرحون و يرقصون كأن شيئا لم يكن مثل طيب الذكر ديك المسلميّة؛ و من أهم معالم ذلك الاستعراض ما يلي:-

يتعرّض غزو أمدرمان في العاشر من مايو الماضي لدراسة و تحليل دقيق كونه بروفة غير مدفوعة الأجر لثمة عملية مشابهة أكثر اتقانا و حبكة (أم لعلها مدفوعة الأجر، فقد تحدث الاعلام السوداني عن دولة أجنبية وفّرت اللوجستيات و الغطاء الاستخباري الأقماري لحملة الدكتور خليل)؛ و يتساءل المحللون ماذا لو هبطت اللاندكروزرات من السماء فجأة، و لم تضطر لقطع ثلاثة آلاف كيلو من العمق التشادي؟ أي ماذا لو حملتها عشر طائرات سي 130 التي تهبط على الرمل و الأودية و لا تحتاج الى ممرات مسفلتة؟؟

و يتدارس المحلّلون تجربة حلف وارسو في براغ بتشيكوسلوفاكيا في أغسطس 1968 عندما أخذ حلف الناتو على حين غرة، و في غضون ساعتين كانت تلك الدولة في قبضة القوات الروسية و حليفاتها الاشتراكيات، فوضعت نهاية لحكومة دوبشيك الذي أراد أن يقوم ببعض الاصلاحات في مجال الاقتصاد و حقوق الانسان، أقل بكثير مما فعله ليك فالنسيا بعد ذلك بعقدين في بولندا، و ما فعله قورباتشوف في الاتحاد السوفيتي العظيم. و ما يلفت نظر المحلّلين أن الانزال بدأ بطائرة واحدة احضرت طاقما مدنيا من زبانية الكي جي بي... يحملون مسدسات خطيرة داخل معاطفهم، و توجّه كل واحد منهم لجهة معينة بمطار براغ و قام بتأمينها، و في ظرف دقائق معدودة كان المطار في حوزة قوات حلف وارسو، و في خلال ساعة هبطت الطائرات المشابهة لسي 130 و أفرغت مافي بطونها من مدرّعات و دبابات و ناقلات جنود و قوات البيادة على جيباتها، و في خلال ساعتين انتهى الأمر، و صحى جون فوستر دالاس وزير الخارجية الأمريكي من نومه مذعورا، و لعله أضمر شيئا لم تستطع الادارة الأمريكية تحقيقه حتى نهاية الحرب الباردة في بداية التسعينات، و هو الرد على حلف وارسو بعملية مماثلة من حيث المباغتة و الفعالية و الضرب في المقتل الاستراتيجي؛ و لعل السودان الآن يمنح الولايات المتحدة فرصة للرد posthumously رغم فوات الأوان، و لكن للتاريخ.

و يريد العقل الجمعي للأمة الأمريكية، خاصة جناحها الذي يمثّله الحزب الديمقراطي، حزب جيمي كارتر و باراك أوباما، أن يصحّح خطا آخر، و يزيل وصمة الركاكة و عدم الكفاءة و العشوائية من جبين الجيش الأمريكي؛ فقد أمر كارتر عام 1980 بانزال مفرزة من قوات المارينز على مسافة مائة ميل جنوب طهران بايران علّها تتوجّه من هناك بالطائرات العمودية و الجيبات لتخلّص الدبلوماسيين الأمريكان من أيدي الحرس الثوري و الطلاب، فاذا بطائرة تصطدم بأخري، و حريق يشب و يقتل بعضا من جنود البحرية، ثم يأمر كارتر بالغاء المهمة و العودة لحاملة الطائرات الراسية بالمحيط الهندي؛ ربما جاء الوقت الآن لتصحيح ذلك الخطأ.

و يشير المحللّون الى أن الرئيس بوش الأب، الجمهوري، ربما بفضل خبرته الطويلة في السي آي اي، كان قد نجح في تطوير عملية الانزال المباغت لانجاز مهمة محددة، و ذلك عندما دخلت مجموعة صغيرة من قوات المارينز في بنما و اختطفت رئيسها نورييقا و عادت به للولايات المتحدة عام 1989، ولا زال بأحد سجونها، و الغريب أن العالم نسيه تماما و لم يرتفع صوت واحد عن ثمة غزو أو تدخل.

كما يورد المحللون سابقة أفريقية أصبحت جزءا من القانون الدولي و صارت تعطي غطاء أخلاقيا و شرعيا لشبيهاتها، و هي غزو تنزانيا برئاسة المعلمو جوليوس نايريري ليوغندا عام 1978/1979 لطرد عيدي أمين دادا و اعادة تنصيب ملتون أبوتّي.

و يتأمل المحللّون المبادرات العديدة للرئيس كلنتون طوال فترتي رئاسته في التسعينات، و كيف أنه كان لا يعبأ بمجلس الأمن، و لا بروسيا أو الصين صاحبتي الفيتو، ويتصرف بمعزل عن حلف شمال الاطلنطي؛ و رغم أنه بالسابق كان رجل سلام و ضد حرب فيتنام و لم يتطوّع فيها، فقد أمر الجيش بالتدخل في البوسنة و كسوفو و هاييتي، كما ضرب العراق جوا عام 1998 ضرب غرائب الابل، و ضرب مصنع الشفا بالخرطوم بحري عام 1999، و في كل ذلك دروس و سوابق قانونية.

عموما، فان معالجة المشكل السوداني همّ ليس فقط لقوى المعارضة و لكن للادارات الأمريكية طارفها و تليدها، لأن في ذلك خدمة لاستراتيجياتها:

فهي تنوي الانسحاب من العراق بنفطه الذي يقارب الأربعة ملايين برميل في اليوم، اذا سلم من هجمات المقاومة و الأكراد و هلمجرا، فالتجربة برمتها فاشلة تماما؛ و السودان أرض بكر و تربة خصبة لتجربة جديدة منقحة و متقنة و ربما يكتب لها النجاح، فالسودانيون ولجوا أبواب التعليم الحديث منذ عهد الخديوي عباش باشا الذي أنشأ المدارس العلمانية (أي المختلفة عن الكتاتيب المعروفة باسم الخلاوي) عام 1845 و أرسل لها الأساتيذ الذين كانوا مبعوثين بفرنسا مثل رفاعة رافع الطهطاوي؛ و السودانيون عرفوا منظمات النفع العام و الأحزاب السياسية منذ عشرينات القرن العشرين، و لهم ثلاث تجارب في الحكم الديمقراطي لا بأس بها- 54/1958، و 64/1969، و 85/1989، و هنالك طبقة وسطى من تجار و مهنيين و فنيين ذات جذور راسخة، و رغم أنها متناثرة في الشتات... يمكن تجميعها و تنظيمها و العودة بها للخرطوم بصورة أفضل من فلول المنشقّين العراقيين الذين عادت بهم السي آي اي لبغداد، و لكنهم ولغوا في الفساد و انخرطوا في الحروب الاثنية و الطائفية، كمن أراد أن يكحلها فعماها.

و هي تبحث عن بدائل لنفط العراق، بل نفط الشرق الأوسط كله، و لو وضعت الحرب أوزارها و استقر الأمر بدارفور و بالسودان كله، فان المخزون الذي تنعم به دارفور و تشاد أكبر من المخزون العراقي، و اذا امتدت خطوط النفط حتى المحيط الأطلسي على شواطىء السنغال فانها ستقطع مسافة قصيرة، مارة بصحاري غير مأهولة في تشاد و مالي، و هي بالقطع أكثر أمانا من الفيافي العراقية و السورية؛ و من السهولة بمكان ربطها بشبكة الأنابيب القادمة من جنوب كردفان و شمال جنوب السودان.

و هي تريد أن تضمن لاتفاقية نيفاشا كامل التحقيق على الأرض باعتبارها انجازا تباهي به الادارة الأمريكية الأمم.

و هي ترغب فى اضافة نجاح آخر لنيفاشا يتمثّل في حل مشكلة دارفور و اعادة مليوني لاجىء لديارهم من المعسكرات باهظة التكلفة المقامة حاليا بتشاد و افريقيا الوسطى.

و هي تحلم بتحقيق الاستقرار الاقتصادي و السياسي بأكبر دولة افريقية، و في ذلك فأل حسن و بشارة مطمئنة لباقي المنطقة، بدءا بقرنها الملتهب و وسطها المضطرب و غربها الذي انهكته الحروب الأهلية؛ و ربما ينشأ في السودان ذلك النموذج الذي كان الرئيس بوش الابن يرشح العراق له، أي النموذج الديمقراطي ذو الحوكمة الرشيدة الذي تتأسى به كل دول الجوار؛ و ربما يعني ذلك سحب البساط من تحت أرجل الصين التي سبقت الغرب في الشراكة السودانية فاخرجت النفط و ساهمت بنصيب الأسد في بناه التحتية من أنابيب و مصافي... الخ، و سيتم سحب البساط اذا نجحت الولايات المتحدة و حليفاتها فرنسا و بريطانيا في حل النزاع الدارفوري أو في تغيير النظام برمته في الخرطوم و تمكين أحزاب المعارضة، بما فيها الفعاليات الحاملة للسلاح؛ و اذا نجحت في اعادة اللاجئين و تعمير ديارهم و ايجاد سبل جديدة لكسب العيش و طريقة مثلى للتنمية المستدامة في ذلك الجزء من العالم، عند ذلك سيرد السودانيون الجميل للغرب باعادة الانفتاح صوبه كما كان الحال منذ دخول كتشز عام 1898 حتى قيام ثورة مايو الاشتراكية عام 1969، و مرة أخرى بعد أن غيرت مايو جلدتها في يوليو 1971 و انفتحت باتجاه الغرب بعد ضرب الشيوعيين.و باختصار، فللسودان تاريخ أكثر عراقة من ناحية الارتباط بالغرب في مجال التعليم و التدريب و الثقافة و الذوق و طريقة الحياة،بدليل أنهم عندما عصفت بهم ليالي النظام الاسلاموي الشمولي الراهن، طلبوا اللجوء و وجدوه في الولايات المتحدة و كندا و المملكة المتحدة و هولندا و استراليا، و لاذوا بتلك المنافي بملح بيوتهم، و لا تستطيع الصين أن تنافس في هذه المجالات الانسانية/السياسية، فهي لم تقدم شيئا يذّكر للمهجرين و اللاجئين بتشاد،كما قدمت أكثر مما في وسعها لنظام الاسلامويين من سلاح و عضد و فيتو بمجلس الأمن.

و هنالك قاسم مشترك أعظم للسناريوهات آنفة الذكر الخاصة بآلية التخلص من النظام القابض في الخرطوم، و هو ضرورة القاء القبض على من تم تصنيفهم كمجرمي حرب ساهموا في تنفيذ أو توجيه أو التخطيط لعمليات حرق منازل سكان قرى دارفور من قبائل الزرقة- الزغاوة و الفور و البرتا و الداجو- و قتل أطفالهم و اغتصاب نسائهم و دفعهم للفرار باتجاه معسكرات النازحين بأطراف المدن الكبرى و اللاجئين بتشاد، و قد يشمل هؤلاء بعضا من رموز النظام، على الأقل وزيري الدفاع والداخليه، و ربما لو تم اختطافهم بنفس الطريقة التي تم بها اختطاف كارلوس الثعلب الماكر من الخرطوم، يكون ذلك في حد ذاته بمثابة نهاية للنظام.

مهما يكن من أمر فان الأوضاع السودانية لن تستمر على منوالها الحالي، و أمام المؤتمر الوطني خياران: اما أن يتأسّى بالحزب الشيوعي البولندي الذي رضخ أمام نقابة عمال السفن برئاسة ليك فالنسيا، أو بالحزب الشيوعي السوفيتي نفسه الذي أناخه قورباتشوف و امتطاه يلتسين، و ذلك هو صوت العقل و الحكمة والاستيعاب الامثل لدروس التاريخ؛ و اما أن يستمر في المكابرة و تملظ السلطة و التظاهر بالبرود في وجه الرفض لبقائهم حتى تقتلعهم قوى المعارضة بمساعدة الأسرة الدولية من جذورهم كما تفعل التسونامي؛ و بين هذا و ذاك نسأل الله العلي القدير أن يجنب السودان شر الفتن، ما ظهر منها و ما بطن، و أن يحقق السلام في هذا الجزء العزيز من القارة السمراء، حتى يتفرغ للتقدم الاقتصادي و التحول الاجتماعي؛ و السلام.









ء

تعليق بخصوص مقال الأخ الفاضل عباس محمد على:

أتمنى ألا نكون متفائلين أكثر مما يفرضه الواقع الدولى والمصالح الأمريكية..
أتفق معك فى أن أمريكا سيحكم تحركها فى المرحلة القادمة:

النفط والبحث عن حلفاء جدد.

وستسعى لذلك بالإتجاه الى أفريقيا وذلك لارتباط نفط الخليج بمشكلة قائمة وهى الصراع العربى الإسرائيلى وحتمية وقوف أمريكا مع إسرائيل. ومشكلة أخرى متوقعة قريبا وهى إيران وملفها النووى الذى لابد من حسمه بضربة خاطفة رأس رمحها إسرائيل مما يؤدى لردة فعل إيرانية سيكون أول أثارها إعاقة نقل بترول الخليج. أضف لذلك عجز العرب واتكالهم على أمريكا فى حل مشكلاتهم الداخلية.

ولتحقق أمريكا أهدافها ستسعى لخلق قيادة قوية وفى نفس الوقت سهلة القياد ومتعاونة لأبعد حد. حتى الآن حكومة الإنقاذ تنطبق عليها هذه المواصفات. مشكلتها الوحيدة هى عدم إستيعاب المشاكل الداخلية وحلها. لذلك ستسعى أمريكا لفرض حلول للمشكل القائم مع إبقاء نظام الإنقاذ فى السلطة حتى يستنفذ كل أغراضه.

لذا ستكون الحلول المفروضة لهدف وقف الحرب وإحلال السلام وإعادة التوطين والتعمير مع إيجاد صيغة مشاركة فى السلطة على هدى نيفاشا..

أما مانحلم به من زوال كامل للنظام واقتلاعه من جذوره فلن يتحقق إلا بعد أن تدفع الإنقاذ كل فواتيرها من الولاء ويصبح معينها ناضبا من كل رجاء لمزيد. ومن هذه الفواتير نقل إتفاقيات النفط من شركات صينية وغيرها لشركات أمريكية هذا إن لم تكن الشركات الصينية نفسها شركات أمريكية الأصل.

وقد قلت أتمنى ألا نكون متفائلين أكثر من اللازم لأنى تذكرت فرحتنا بقرب زوال النظام بعد أحداث الحادى عشر من سبتمبر وحرب أمريكا على الإرهاب. وكيف خاب أملنا عندما أصبحت عنصرا مقويا للإنقاذ بما بذلته من تعاون أمنى مع المخابرات الأمريكية بكل سخاء واقتدار .

فخلع النظام بواسطة قوة عسكرية يحتاج أن يكون النظام نفسه متمسك بمبادئ ومستعد أن يقاتل ويموت من أجلها كما فى حالة صدام حسين وحزب البعث فى العراق وكما هو واضح فى حالة إيران وسوريا الآن. أما نظام مثل نظام الإنقاذ مستعد لأى تنازل فى سبيل البقاء فى السلطة فيصعب التكهن بالإعتماد لقوى خارجية فى إزالته عسكريا.
لذا لابد من وجود قوة داخلية تثبت قوتها ومقدرتها على فرض إقامة إنتخابات حرة تتوحد كل المعارضة والحركة الشعبية وحركات التحرر فى دارفور وكردفان والشمال والشرق فى جبهة واحدة ضد الإنقاذ. وعندها تستعين هذه الكتلة بالدعم الخارجى فى بناء نظام علمانى يستبعد الدين عن السياسة ويبنى مؤسسات قوية.

.

الأخوة
عماد خليفة
عز جعفر
ياسر الشريف
و محمد سليمان

شكرا لاثرائكم هذا البوست..لكم التحية جميعا.

Quote: لذا لابد من وجود قوة داخلية تثبت قوتها ومقدرتها على فرض إقامة إنتخابات حرة تتوحد كل المعارضة والحركة الشعبية وحركات التحرر فى دارفور وكردفان والشمال والشرق فى جبهة واحدة ضد الإنقاذ

المشكلة يا دكتور بله أن مطلبك هذا رغم اهميته و موضوعيته إلا أنه يثير
التساؤل عن مدى جدية هذه القوى المذكورة و مدى التزامها بقضايا الديمقراطية
و الدولة المدنية و فصل الدين عن الدولة..هذه القوى كانت قد قطعت شوطا لا بأس
به في الالتفاف حول هذه القضايا و تقعيدها نظريا .
توج هذا الجهد بما عرف بمقررات مؤتمر القضايا المصيرية بأسمرا..ثم انظر أين
اصبحنا اليوم..ضاع كل ذلك الجهد هباء منثورا.. اصبحت المناورات السياسية
الآن تسعى خلف مكاسب آنية يتم من اجلها التنازل عن القضايا المصيرية قضية
تلو الأخرى.
لا أدري إن كانت تجربة التجمع الوطني تصلح ارثا ينبني عليه العمل المشترك
القادم أم لا.

يا سيف النصر انت كنت مفتكر ان مناوى كان بيناضل من اجل شعب دارفور
يا اخوى الزول كان زول مناصب ساكت واول ما استلم عنان السلطة مشى صرف ملايين متلتلة
فى زواجه فى دارفور..كثيرين من امثال مناوى الان فى دارفور عاملين نفسهم مناضلين
من اجل الشعب المقهور فى اقليم دارفور..وهم ما عارفين ان دارفور وحتى عام 1916 كانت دولة مستقلة
وليها رجال كانوا بياكلوا النار
ولك تحياتى