العائلة المالكة البريطانية تشرفنا بمنزلنا العامر بمدينة لــندن

كان ذلك في العــــــــــــام 1987
عندما نجحت بتفوق في إمتحان الشهادة الإبتدائية
الذي كان (ستة) أعوام ولــــــــيس (ثمانية) كما هو الحال الآن
فقد كنت دائما في العشرة الأوائل منذ الأول الإبتدائي
إن لـــــــــــم أكن الأول او الثاني في الفصل
وكان ذلك حافزآ لي من والدي
بالسفـــــــــــــــــر إلي لندن
وقد كـان

كان عمي هو "الملحق العسكـــــــــري"
بسفارة السودان في لندن آنذاكـــــــــــ
وكان المنزل فعلآ عامـــــــرآ
مليئ بالأهل وبعض المعارف
كان منزلآ كبيرآ
مكون من ثلاثة طوابق
وبه حديقة خلفية ضخمة
وكان يقبع في حي جميل
إسمه : Wilesden Green
الذيـــــــــــــ مازالت السفارة السودانية
تستأجر فيه لأعمدة السفارة
حتي الآنـــــــــــــ

قضيت فترة جميــــــــــــــــــــلة لا توصف
إستمتعت بتلك الرحلة كما لم استمتع من قبل
كانت رحلة ولا كل الرحــــــــــــــــــلات
فقد كان الطقس باردآ تقشعر منه الأبدانـــــ
وكان المطر يهطل رزازآ طوال اليوم
ويلقي بنشوة رائعة تعيد الحياة والحيوية إلي الجسد
لم نضطر إلي إستخدام شمسية للوقاية من المطر
فالمطر لــــــــــــــــــــــم يكن غزيرآ
وإنما كان كـــــــــــــــذلك المطر
الذي يبعث السعــادة داخل وخارج الروحـــــــ
يصفي القلوب , يجمع الأحبة وينقي النفوســــــ

لـــي مالي من الذكريات الجميلــــــة
في تلك الفترة الرائعة التي قضيتها في لندن
فقد كان بمعيتي العديد من أبناء عمومتي
وكنا نتجول ونشاغل ونضحك ونهبش يمنة ويسرة
حتي سقطنا في أيدي الشرطة البريطانية

ولـــــــــــــــــــــــــــي عودة!

...

نواصـــــــــــــــــل

سقطنــــــــا في أيدي الشرطة مرتــــــــــان

كانت المرة الأولـــــــــــــي عندما طاردنا بنات المدارس
وذلك لزي المدارســـــــــ القصير (الذي كانوا يرتدونه)
ولــــــــــــــم يعجبنا
فإضطررنا أن نطاردهم إلي منازلهم يوميآ
كانوا يجرونــــــــــــ ويصرخون ونحن نجري من ورائهم
في إحدي الأيامــــــــــــــــ أحضروا لنا الشرطة
فتم تحذيرنـــــــــــــــــــــا وإنتهي الأمر!

أما المرة الثانيــــــــــــــــــــــــــة
فقد كنـــــا في زيارة لمطار هيثـــــــــرو
أنا وأبنــــــــــــــــــــــــاء عمومتي
فوجئنا برجل يقبل صديقته في الEsclater
فقمت أنا بضغط الزر (وسط السلم المتحرك)
فتوقفـــــــــــــــــــــت ال Esclater فجأة
وتوقفـــــــــــــــــــــــ الجميع في ذهول!

تم تشغيل السلم المتحرك بعد فترة وجيزة
وتم القبض علي وأبنــــــــــــاء عمومتي
وتم إدخالنا إلــــــــــي غرفة الكاميرات
وتم أستدعاء الشرطــــــــــة علي وجه السرعة

ظلت الشرطة تحقق معنا لساعات عديدة
كانت لغتنا الإنجليزية ضعيف وخجولـــــــــة
إلا أحد أبناء عمومتي كان يتمتع ببصيص من اللغة
أعطي الشرطة معلومات خطأ وأسماء خطأ
وبعد فترة طويلة شعر رجال الشرطة فيها بالإرهاق
تم إعطائنــــــــــــــــــــــا ثلاثة خيارات
لحل هذه المشكلة بأقل الأضرار

الخيار الأول: أن ندفع مبلغ خمسون جنيهآ إسترليني
الخيار الثاني: أن نحضر أهالينا ليستلمونا من المطار
الخيار الثالث: أن ننظف مطار هيثـــــــــــــــرو

تشاورنا في الأمــــــــر وإستبعدنا الخيار الأول
لان المبلغ ببساطة لم يكن معنــــــــــــــــا

إستبعدنا الخيار الثاني كذلــــــــــــــك
لأن أهالينا ديبلوماسيين ولا نريد أن نورطهم معنا

إضطررنا في الأخير أن نقبل الخيار الثالثــــــــ

أحضروا لنا ثلاثة مقشاشات طويلة
وبدأنا في تنظيف المطــــــــار
لم تكن هنالك أتربة أو أوسخة
غير مجموعة من الأكياس والأوراق المرمية هناوهناك
نظفنا ذلك الطابق الذيـــــــــــــ كنا به
وتم إطلاق سراحنا وتحذيرنـــــــــــــــــــا

تعرفنا في ذلك الوقت علي طالبة سودانيـــــــــــة
كانت فتاة فعلآ جميلــــــــــــــــــــــــــــــة
وكانت مقيمة في لندن منذ زمـــــــــــــــــــــــــن
تدرس الماجستير بإحد الجامعاتــــــــــــــــــــــــ
وعندما حضرنا ألي لندن في ذلك الوقــــــــــــــــــت
كانت قادمة للتو من خارج لنـــــــــــــــــــــــــــدن
حضرت بعدها إلي لندن ومكثت مدة من الوقتــــــــــــــــ

كانت تحكي لنا تجاربها في لندن بإستمرار
من بين تلك الحكاويـــــــــــــــــــ
كانت تلك الروايـــــــــــــــــــــة
ويالها من روايــــــــــــــــــــــة

ساقتنا تلك الفتاة إلي مكان غريبــــــ
وصفته بأنه "مكمن الذكريات" بالنسبة لهــا
كانت تأتيه تباعى مع صديقاتهــــــــأ
وكانت لها ذكريات رومانسية هناكـــــــــ

كانت تنام في العراء في ذلك المكان
لثلاثة أيام وليالي علي التباعــ
وكل ما لديها هو sleeping bag
وفي بعض المراتـــــــــــــــ
تكون دون متاعـــــــــــــــ
علي الإطلاقـــــــــــــــــــ

كانت هي ورفيقاتها يفترشون الأرضـــــــــــ
كل هذه الأيام واللياليــــــــــــــــــــ
ومعهم صف طويل من الفتياتـــــــــــــــــ
يتضورون جوعآ في ذلك الكان النائيـــــــــ
يكاد البرد والمطر أن يقتلهمــــــــــــــ
وكان كل ذلك من أجل شيئ واحــــــــــــــد

قبلة

كانت كل الفتيات ينتظرن ملك الطرب العالمي
(او كان كذلك في حينها)
George Michael
هل تصدقـــــــــــــــــــــــــــــوا؟؟؟
كانوا يبكون ويتألمون لوعآ وهيامآ بلقائه
ينامون في العراء من أجل ان يروهــــــــ
ومن أجل أن يعطي كلآ منهم أو بعضهمـــــــ

قبلـــــــــــــــــــــــــــــــــــة!!

كان ذلك جزء يسير من ذكريات تلك الرحلة ألي لندنــــــــــ
وبرغم أنني حضرت إلي بريطانيا منذ العام 1992
ومكثت فيها حتي الآنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إلا أن تلك الزكريات لن تمحي من ذاكرتي أبـــــــــــــــدآ

ذكرت ان المنزل كان عامرآ وهذا صحيحـــــــــــــــــــــــ
فقد كان عامرآ ببعض الأهل الذين توفوا الآنــــــــــــــــــ
منهم حبوبتي وعمتيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كان هنالك أيضآ قريب لنا توفي في ذلك الوقت في إحدي المستشفيات بلندن
سأحكي هذه القصة القصيرة عل أحدآ منكم يتعرف عليه او يعرف مكانهم
ويدلنيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ إليهم
كانوا ثلاثة إخوة: أسامة ونادر ..(لكن لا أذكر إسم اخاهم الثالث)
أمهم "حاجة آمنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة"
أجري نادر عملية زرع الكلي بعد ان أعطاه أخاه إحدي كليتيه
تمت العملية بنجاح وسط فرحة الأهلـــــــــــ والمعارف والأحباب
لكن شاء الله أن يتوفي نادر بعد ثلاثة أيام من إجراء العملية
وبعدها سمعت ان أخاه الذي أعطاه الكلي بدأت كليته الوحيدة تتأثر

أبحث عن هؤلاء الآن لان أخبارهم إنقطعت عني ولا ادري اين هم الآن
كما أبحث عن الصديق والقريبـــــــــــــــــــــــــــــــ
أسامة تاج السر المقبول أبن اللواء: تاج السر المقبول
الذين كانوا معنا في المنزل بلندن في تلك الأيام (السكن في ود نوباوي)

بالنسبة للعائلة المالكة فقد تم توجيه دعوة إليهم من قبل عمي
ومعهم ثلة من كبار المسؤلين في السفارة السودانية
ليتناولوا شاي المساء في منزلهـــــــــــــــــــــ
حضرت الأسرة المالكة جميعها (او معظمها) إلي منزلهـــــــــــــــ
وكانت ليلة جميلة إستمتعنا برؤيتهم من علي قربـــــــــــــــــــــ

اب

ذكريات جميلة يا أشرف...
أحسها صادقة .. بلا تكلف..
واحس فيها روح طفولتك وانت في تلك الفترة..
ولكانك كبرت بنقاء قلبك الطفل آنذاك..
هنيئا لك أشرف..
بهذه الذكريات والنفس الجميلة.

Quote: ذكريات جميلة يا أشرف... أحسها صادقة .. بلا تكلف.. واحس فيها روح طفولتك وانت في تلك الفترة.. ولكانك كبرت بنقاء قلبك الطفل آنذاك.. هنيئا لك أشرف.. بهذه الذكريات والنفس الجميلة.

شكرا يوسف الخضر

يارجل يا فاهم

وسعيد فعلا بمرورك الكريم