ماذا ستفعل اذا سمعت بأن بنتك او اختك اوقريبتك او بنت الجيران اغتصبت؟

سؤال صعب جدا

ان غضضت الطرف عنه فأنت في ورطة!

وان تحريت وبحثت واكتشفت الفاعل ولم تفعل شيئا فأنت في ام الورطات وفي داخل نفسك تشعر بأنك خـــــــواف........عديم نخوة.....ناقص كرامة و شرف. بل ديوث!

واذا ظللت علي هذه الحالة ولم تفق منها ولم تصحح دواخلك وموقفك اذن انت غير انسان!

هل هو أمر سهل علي انثي مشهود لها بحسن السيرة والخلق قد نشأت في مجتمع محافظ ومن اسرة محترمة ان تقف امام وسائل الاعلام الرسمية لتحكي عن واقعة اغتصابها وتحدد من اغتصبها؟

قطعا لها أهل... من اب و اخوان....ابناء اعمام ...ابناء عمات ....ابناء خالات...ابناء اخوات ...ابناء اخوان . ابناء قبيلة وايضا لها ابناء جيران و زملاء دراسة وعمل؟

كل هؤلاء اليسوا مطالبين برد الاعتبار لقريبتهم؟

واذا لم يفعل كل هؤلاء شيئا لرد الاعتبار لكرامة وشرف قريبتهم المغتصبة هل يمكن ان نصف موقفهم بالسوي الحكيم؟

زمان في زمن النخوة والشهامة زمن ( مقنع الكاشفات واخوك يا فاطنة) وده كان قريب لحدي التمانينيات الدنيا بخيرها وكان ولد الحلة لو شاف بس واحد من حلة تانية بعاكس في بت حلتهم وهي لا اختو ولا قريبتو ولا حتي جارتهم ممكن وشي مالوف جدا انو الشكلة تولع وتقوم لرب السما والدموم تسيل بحر واتدخلوا كمان آخرين من اولاد ذات الحلة مع ود حلتهم لرد الاعتبار لبت الحلة في مواجهة واحد بس بعاكس ....ب ( رفرفة) عين بس !

لكن ما حيرني والمني حد القرف والاحباط ان تلكم الصورة انفة الذكر حول ( حماشتنا وشفتنتنا وقطامتنا ونخوتنا) ما عادت متوافرة في الواقع بل صارت ضربا من خيال حول اساطير سودانية متوهمة حيث اننا ما بتنا ذلكم الشعب السوداني المنمط بتلكم الصورة الحسنة انفة الذكر اي الغيور صاحب النخوة والكرامة والذي ثار ضد الاحتلال الاجنبي وضد الطغيان المحلي بسبب مظالم اذا ما قورنت بمظالم اليوم تحت طغيان وفساد الكيزان لا تسوي الا ذرة في محيط اجرام وفساد وطغيان هؤلاء الاوغاد ولو كان ذات الشعب الافتراضي متواجدا لما بقي هؤلاء الاوغاد دقيقة في الحكم.....أيعقل ان تضطر بنتنا الشريفة صفية اسحق وابننا مهاد عثمان ان يواجها الميديا العالمية وهما يعبران عن مظلمة تهتز لها الاركان وينفطر لها الوجدان ويراق لاجلها الدم بحورا لانها مظلمة هتك الشرف والعرض الاغتصاب وهو احط واقذرانواع هتك ادمية الانسان وبالتالي امر صعب جدا جدا ان يحكيه الانسان علي الملأ عن نفسه وهو مستغيث يطلب النصرة والسند الاهلي ولذلك مضطر جدا جدا ان يحكي مظلمته كي يصدق الاخرون وهو امر يستحيل ان يكذب الانسان فيه لانه متعلق بالشرف والكرامة وسمعة اسرة الضحية ولكن الضحية مضطرة لذلك وهي شجاعة ما بعدها شجاعة اضطروا لذلك بالضغط علي المشاعر ليشهدوا شعبهم علي نتانة المغتصب المجرم وهو امر صعب جدا علي النفس ان تحكي امرا جللا مثل هذا ومؤلم جدا ان تواجه الميديا بشحمك ولحمك واسمك كاملا وهو امر في غاية الاستفزاز لمشاعر الناس وخاصىة اهل الضحية عندما يرون قريبهم او قريبتهم في هذا الوضع الاليم في العلن مستغيثا امام العالمين يستجدي النصرة والسند ( الاهلي) كحد ادني اذا غض بقية الشعب البصر عن هذا ولكن المؤسف لا الشعب ولا ذوو القربي استفزه هذا الحدث الاليم بل قوبل الامر بصمت مخز و بمشاعر متبلدة ونخوة وضمير ميتين وهو امر يوضح الي اي درك اوصلنا هؤلاء الاوغاد وهو عطب مهول مخيف فاق كل انواع العطوبات التي ضربت بنيات ومؤسسات الدولة التي خربت بظلمهم وفسادهم واجرامهم والتي يمكن استعادة العافية لها في التغيير القادم ببرامج اصلاحية وانعاشية ولكن العطب عندما يتوغل ويضرب في قلب ضمائر واخلاق وقيم الشعب فهو امر جلل من الصعب معالجته لانه ناخع كما السرطان في ام منظومة القيم والاخلاق وهو بالتالي امر يحتاج لثورة وطنية كبري شاملة عبر برنامج ثوري علمي صارم لاستعاة انسانية واخلاق الانسان السوداني المأزوم بداء الانهزام والانكسار والخنوع والخضوع والصغار الضارب في اعماق الذات السودانية بسبب فيروس اسمه ( الكيزان) وبسببه مر( فيديو صفية ومهاد عادي كما الزبادي) كاي فيلم علي اليوتيوب للتسلية لم يستفز احدا فلا الشعب ثار وغضب وهاج وماج ولا الاهل مارسوا شيئا ولو قولا يحفظ ماء الوجه وشيئا من كبرياء كحد ادني من معاني التعبير الانساني عن النصرة والمؤازرة لقريبهم او قريبتهم في مواجهة هذه المظلمة التي والله لا ولن يقبلها حتي (الحيوان)!

فلولا شهادة ( صفية ومهاد) وما قبلهما شهادة المناضلين البطلين العميد ود الريح ودكتور فاروق محمد ابراهيم لما صدقنا وحشية وانحطاط هؤلاء الاوغاد ولكذبنا اغتصاب نسائنا الجماعي في ( تابت) وكانها مجرد اشاعة كيدية من المعارضة في تشويه صورة الخصم ولكن تظل شهادة المجرم وعراب هذا الوضع الاجرامي حسن الترابي عن ربيبه السفاح البشير القائد العام للجيش والذي ذكر فيها انه لا يستنكر ابدا اغتصاب ( الغرباويات) علي يد جنوده ( الجعليون) لانه شرف لهن ان يغتصبن من جنوده وليس اغتصابا وهي الشهادة قاصمة الظهر لمصداقيتهم الدامغة لهم بالوحشية والانحطاط الاخلاقي وانهم بالفعل ارتكبوا جريمة الاغتصاب في ( تابت) علي هدي افكار قائدهم الاعلي الذي لا يري في الامر جرما بل شرفا للمغتصبات!

الامنجي الواطي محمد عوض
لسه خايف من صورتك واسمك الحقيقي....ما ترجل يوم واحد في حياتك!!