إذا استمرت الحرب(من كتابات هيسى (Hesse) (1)

إذا استمرت الحرب(من كتابات هيسى (Hesse) (1)


11-23-2014, 02:18 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=470&msg=1416748680&rn=0


Post: #1
Title: إذا استمرت الحرب(من كتابات هيسى (Hesse) (1)
Author: Mohamed Yousif
Date: 11-23-2014, 02:18 PM

إذا استمرت الحرب(من كتابات هيسى ( Hesse) (1)

اعتراضاته ومواقفه ضد الحرب انعكست فى كتابه "اذا استمرت الحرب" وكتب عن نفسه: "إيماني السياسي هو ديموقراطي ونظرتى للعالم نظرة فردانية". يعنى نظرتة الإجتماعية بتفضيل حرية الفرد على سيطرة الدولة أو السيطرة الجماعية. وفى كتابه هذا خاطب اصدقائه بعد اتهامهم له بالخيانة للوطن وقال لهم " أيها الأصدقاء ليس بهذة اللهجة" وعدد لهم مساوى الحرب والدمار الذى سوف تسببه للوطن وماحوله. وكتب مخاطبا وزيرا فى الحكومة الألمانية : فى هذه الامسية وبعد عمل شاق طلبت من زوجتى ان تسمعنى سوناتة من بيتهوفن و مع سماع صوت الموسيقى عدت من عالم الهَرْج والمَرْج والقلق إلى العالم الحقيقي يعطينا متعة وعذاب, والواقع الذى نعيشه ونعيش من أجله. وقرأت موعظة في السلوك بعبارة أساسية تقول لا تقتل. سعادة الوزير بالرغم من هذا لم أستطيع النوم واصابنى قلق واضطراب وفجأة تذكرت خطبة لك قلت فيها ان حكومتك تدعو للسلم ولستم دعاة حرب وقلت ولكن لم يحن بعد الوقت للمفاوضات وليس لنا خيار سوى ان نذهب الى شن حرب بشجاعة. السيد الوزير موسيقة بيتهوفن وكلمات الكتاب المقدس كليهما ماء من نفس النبع اما خطابك و خطاب زملائك الحكام لا ينبعان من ذلك النبع لفقدانهما الحب والإنسانية.
الكتاب يحتوى على مجموعة من المقالات مرطبتة بحرب 1918-1919 والتى نشرها كاتبنا في صحيفة ’نيو زيورخ الخبرية’ ومنذ ذلك الوقت لم يغفر له في ألمانيا لموقفه الإنتقادي للوطنية والنزعة العسكرية. أهدى الكتاب لصديقه رومان رولاند الكاتب والأديب الفرنسى. جمع هذا الكتاب لم تكن مهمة سعيدة للمؤلف ولم تكن ذكريات ممتعة. على العكس من ذلك، كل مادة ذكرته اضعاف المرات بالمعاناة والنضال، والشعور بالوحدة، و للتخفيف من حدة هذه الظلال القبيحة، التي تصاعدت حدتها في السنوات الأخيرة قد تذكر الكاتب شيء جميل ودائم واحد جاء له خلال تلك الصراعات والعذاب، مذكرة من الجمال والنور بتكريس هذا الكتاب لصديق نبيل وحبيب. نسي الكثير من ما حدث في تلك الأيام الكيئبة يوما في عام 1919 عندما نشر المقالة الأولى من هذه المواد، ولكن ليس في اليوم الذي أرسل رومان رولان مذكرة له يشاطره الرأي و هي الوحيدة التي وصلته في خضم المعاناة خلال تلك الظروف الغاسية عندما إنفض من حوله الاصدقاء والمعارف. في تلك المحنة وجد رفيق يشاطره، وكان أحد الذين يقفون ضد العبث الدموي للحرب وهوس الحرب وهذا رفيق دربه ولم يكن ذا معرفة به كثيرا غير أنه ألف الجزء الأول من جان كريستوف ولكن لم يكن يعرف عنه أكثر من ذلك و كما قال كاتبنا "كان رولاند رجل أعلى بكثير بالنسبة لي في التعليم والوعي. أنه شيء عظيم ومفرح أن تعلم أن في فرنسا، في مخيم العدو، كان هناك رجل ضميره لم يسمح له بالصمت أو المشاركة في الطقوس العربيدة السائدة للكراهية والتعصب القومي المهووسين. ولا خلال سنوات الحرب ولا بعد ذلك ناقشت السياسة مع رولان؛ ولكن أشك أن عشت خلال تلك السنوات دون دفء صداقته. فكيف يمكن أن أفشل في التفكير فيه الآن؟ بقينا أصدقاء حتى الموت. المسافة الجغرافية بيننا وكذلك الثقافات المتباينة وعادات التفكير التى نمينا فيها الي عهد الرجولة جعل من المستحيل بالنسبة لي أن أصبح تلميذه أو أن افهم الكثير مثله في المسائل السياسية. قد أتيت السياسة في وقت متأخر جداً، عندما قاربت الأربعين سنة عندما استيقظت بواقع الحرب الشنيعة، والرعب تأثيراً عميقا في نفسي والسهولة التي التحق بها زملائي بالخدمة العسكرية وأنا قد تكبدت الهجمات والتهديدات والشتائم."
يتبع