الدرس اليومى من بيرمنجهام بعد صلاة الفجر وحديث الدنيا حلوة خضرة

الدرس اليومى من بيرمنجهام بعد صلاة الفجر وحديث الدنيا حلوة خضرة


11-14-2014, 11:51 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=470&msg=1415962292&rn=0


Post: #1
Title: الدرس اليومى من بيرمنجهام بعد صلاة الفجر وحديث الدنيا حلوة خضرة
Author: بشرى مبارك ود السقاى
Date: 11-14-2014, 11:51 AM

الدرس اليومى بعد صلاة الفجر من مسجد الوم رووك بيرمنجهام الجمعة 21 صفر 1436 هجرية الموافق 14 نوفمبر 2014م والشيخ عبدالمجيد الباكستانى الحديث اليوم موضوعه الدنيا خضرة حلوة والله مستخلفكم فيها وناظر بما تعملون والآن الى الحديث:



بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين, اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم, اللهم علمنا ما ينفعنا, وانفعنا بما علمتنا, وزدنا علماً, وأرنا الحق حقاً, وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلاً, وارزقنا اجتنابه, واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه, وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين, أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.
إليكم التوسع في شرح معاني هذا الحديث:
أيها الأخوة المؤمنون، مع درس جديد من دروس الحديث النبوي الشريف، ونحن في باب التقوى ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
((إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ, وَإِنَّ اللَّهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا, فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلُونَ؟ فَاتَّقُوا الدُّنْيَا, وَاتَّقُوا النِّسَاءَ, فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ, كَانَتْ فِي النِّسَاءِ))
[أخرجه مسلم في الصحيح]
نقول: عن أبي سعيدٍ الخدري، أو عن أبي سعيدِ الخدري، كلاهما صحيح، والأحاديث التي ترد في صحيح مسلم, هي أحاديث من الدرجة الأولى، فالنبي عليه الصلاة والسلام واقعي، أي إن الدنيا حلوة خضرة، لو أن الإنسان في شباب, وصحة, وعافية, وذو مال وفير, وله أهل يروقون له، ولـه بيت واسع، وبإمكانه أن يمضي أوقاته كلها في المتع, والمباهج, والحفلات, والسهرات, والنزهات, والرحلات, والسياحات، ويأكل ما لذّ وطاب، ويلتقي مع أصدقائه مختلطين رجالا وإناثا، فينظر إلى تلك، وعينه على تلك، ولسانه مع تلك، ومزاحه مع تلك، فهذه الدنيا خضرة نظرة، فيها طعام نفيس، وفيها بيوت جميلة, وفيها سيارات فارهة، فيها مقاصف جميلة جدا، فيها أماكن سياحية، فيها وجاهة، فيها شأن، فيها مكانة، هكذا الدنيا، النبي عليه الصلاة والسلام واقعي.
قد يقول لك مؤمن: الدنيا كريهة، من قال لك: إنها كريهة؟ هذا كلام غير واقعي، لن تستطيع أن تمشي مع إنسان إلا إذا كان واقعيا، فالنبي عليه الصلاة و السلام واقعي،
((إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ))
, لكن المشكلة أن هذه الحلاوة مؤقتة، فاحضروا حلاوة رضاعها، ومرارة فطامها، فيها انقطاع.
حدّثني رجل يعمل في معمل, وصاحب المعمل ذكر لي عن بيته شيء مثل الخيال تماما، الفرش غرفة شرقي، غرفة غربي، مكتبة فخمة، الأقواس، غرفة لها ترتيب معين، التكييف, والتدفئة، الشرفات، كيف يمضون الأوقات؟ حتى وصف لي نوع الفُرش, ونوع البيوت، قال لي: توفي في يوم من أيام الشتاء، وكان القبر مفتوح على الفلاة، وأقسم لي بالله, أن ماء أسود, يمشي في القبر، فلما سئل ابنه، وابنه مهندس, أنضعه هنا؟ قال: ضعوه، نخلص.
فهذا الذي كان يشتري الغطاء ملاءة السرير, تأتيه من باريس، تأتيه بآلاف الليرات، غطاء للسرير، بيته بوصف فوق حد الخيال، أين هو؟ في قبر, وبعض الأسيقة قد فُتحت عليه ، البطولة في النهاية لا في البداية.
فلذلك النبي الكريم قال:
((إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ))
، أما أن يكون الإنسان مستقيما نظيفا فلا مانع، يكون مرتبا لا مانع، يكون أنيقا لا مانع، النبي عليه الصلاة و السلام قال:
((أصلحوا رحالكم، وحسنوا لباسكم, حتى تكونوا شامة بين الناس))
الإسلام نظيف، إذا كان الإنسان نظيفًا, أنيقًا, مرتبًا، وله مظهر حسن، بيته نظيف جدا, ومرتب، فيه نظام صارم للنظافة، وكذلك في دكانه، هذا شيء رائع جدا، هذا من الإسلام أساسا، وما كان في المسلمين رجل أشد نظافة من رسول الله، كان يعرف بريح المسك، كان إذا مر, عرف أصحابه من رائحة المسك التي تفوح منه, أن النبي الكريم قد مر من هنا، هذا شيء أصلي، لكن لما يكون الإنسان؛ أنيقا, نظيفا, مرتبا, غارقا في المعاصي, والمخالفات, والموبقات, والفجور, فهذا له مصير أسود، فلذلك النبي عليه الصلاة و السلام قال:
((إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ))
أحيانا يكون الإنسان نائما في فراشه, في أيام الشتاء، والفرش وثير، فوقه غطاء نظيف، وملاءة صوفية نظيفة، والغرفة دافئة، مرتاح، يؤذن الفجر، يقول الله عز وجل:
﴿تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً﴾
[سورة السجدة الآية: 16]
فالمؤمن يؤثر مرضاة الله عز وجل، أحيانا يكون الإنسان جالسا في سهرة مرتاح، لم يصلِّ المغرب مثلا، والموضوع طريف، وفيه مزاح، يجمع الصلوات، أما المؤمن فيحرص على صلاته، قال تعالى:
﴿وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ﴾
[سورة المؤمنون الآية: 9]
فأحيانا يمتحنك الله بسهرة، بنزهة، أنت ذاهب إلى نزهة، وهناك عزيمة، لم تصل الظهر، والكل لا يصلي، واستحييت أن تصلي وتتوضأ، الإسلام مكركب، لا بد أن يتوضأ، وانتقض وضوؤه، فيمكث جالسا،
((إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ))
تريد أن تقيم دعوة، الرجال وحدهم، والنساء وحدهن، لا بد لها من سفرتين، نحن نريد سفرة واحدة في رمضان، إن شاء الله لا يحدث شيء، اجمعهم سويا في سفرة واحدة،
((إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ))
سمعت قصة من يومين، قصة واقعية، ولأن الراوي صادق، واحد تزوج، وكتب الكتاب، وأدى الخطوبة بشكل رائع، وجاء يوم العرس، وهذه المدعوات كل واحدة بأبهى زينة ، وقعد على الأريكة، وبجانبه زوجته، تدخل واحدة، سأل: من هذه؟ قالت: هذه أختي، نزل، فأخبر عمه وأقرباءه، أريد هذه، وطلقت العروس يوم العرس، وأتوا بالذي يسمونه شيخا، وليس شيخا، كتب كتابا خارجيا، ودخل على الثانية، هذا ثمن الاختلاط، والأخت الكبيرة صار معها أمراض.
((إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ, وَإِنَّ اللَّهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا, فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلُونَ؟))