تجربتي كموظف في لجنة الإنتخابات البلدية في أونتاريو كندا

مساء الخير،
جرت في أقليم أونتاريو يوم الإثنين 27 أكتوبر 2014 الإنتخابات المحلية،
في كل مدينة أو (محلية) تم انتخاب عمدة و أعضاء مجلس المدينة.
كنت مشاركاً فيها كموظف (كنترول) عملية الإقتراع في مدينة هاملتون.
سوف أحاول أن أستثمر هذه السانحة لأسلط بعض الضوء
علي الممارسة الديموقراطية الكندية بشكل عام،
و تجربتنا المتواضعة في مدينة هاملتون الكندية بشكل خاص.

الدعوة موصولة لجميع بورداب كندا للمشاركة.

ياهو دي،،،

سوف احاول ان اكتب عن تجربة و تفاصيل وجدتها مهمة،
اما من أراد معلومات عامة فقد يجدها عبر الانترنت.

مستويات الحكم عندنا تلاتة:
- حكومة فيدرالية في أوتاوا.
- حكومة إقليمية في تورونتو (أو عاصمة الإقليم المعني)
- حكومة محلية (مجلس مدينة هاملتون).

هاملتون مقسمة الى أربعة دوائر جغرافية Ridings فيدرالياً و إقليميا.
أما محلياً فهي مقسمة إلى 15 دائرة جغرافية.
أهل هاملتون إنتخبوا أعضاء مجلس المدينة City Councillor
بالإضافة إلى العمدة Mayor.

الإنتخابات المحلية ليست حزبية،
كل مرشح يمثل نفسه.
في حين ان فيدراليا و إقليميا
شبه مستحيل فوز مرشح غير حزبي.

مدينة هاملتون ومشهورة تاريخياً بصناعة الحديد و الفولاذ

يوجد بها مصنع دوفاسكو الفولاذ و مصنع يو إس إستييل (إستييلكو سابقا).
بالإضافة إلى مصنع ناشيونال إستييل كار لصناعة عربات القطارات.
إشتهرت بإسم مدينة الفولاذ Steel City
يعني عطبرة الكندية.
أكثر دوائرها الجغرافية يسيطر عليها اليسار الكندي NDP

عدد سكان هاملتون حوالي نصف مليون،
ربعهم تقريبا مولودين خارج كندا.
توجد مجموعة ملاحظة من الأفارقة
و مثلهم من الشرق الأوسط
و كذلك مجموعة كبيرة من جنوب اسيا.
بالاضافة الى جنوب شرق اسيا.

يمر المقترع بأربعة محطات داخل مركز الاقتراع:
1- الكشف عن الاسم في القائمة
2- التدقيق على الاسم و أخذ قائمة المرشحين و تلقي التعليمات
3- الاختباء خلف الحاجز الكرتوني و اختيار من يراه مناسبا من القائمة
4- حمل القائمة بعد الاختيار الى الموظف المسؤول عن صندوق التصويت

تجدر الإشارة الى أن الانتخابات تشمل أيضاً اختيار
أعضاء مجلس إدارة التعليم في المدينة School Trustee

كنا تسعة موظفين داخل المركز.
أربعة في محطة التسجيل
و ثلاثة في محطة البطاقات و التعليمات
و شخصي الضعيف على صندوق وضع البطاقات.
و المشرفة العامة على المركز.
على راس الصندوق يوجد جهاز كمبيوتر
يقوم بقراءة البطاقة اليكترونياً scan

وقف أمامي شخص شكله إيطالي و ناولني بطاقته،
مررتها عبر الكمبيوتر
و كان هو يتمعن في اسمي الملصق على قميصي!!!
ثم بادرني قائلا: اسمك احمد؟؟ أجبته باسما، نعم اسمي احمد!
قال: حتى وقت ليست ببعيد، هذه المنطقة لم يكن بها تنوع!!
ثم أضاف،،، و لكنها الان أصبحت اكثر تنوعا!!!
أجبته بسرعة، نعم نعم ،،، فقد صرت اسمع كثيرين يتحدثون الإيطالية!!!
صاحبك اتخارج طوالي،،، عرف الكلام ما ياهو،،،

كل دائرة بها حوالي عشرة مراكز اقتراع.
بدا التصويت في العاشرة صباحا
و انتهى عند الثامنة مساءا.
النتيجة طلعت في اقل من ساعة!!!
الجهاز فوري في العد و دقيق جدا.

لاول مرة فاز عضو مجلس من أصل أفريقي في هاملتون،
هو صديقي ماثيو غرين، و هو شاب في الثلاثينيات من العمر.
فاز في الدائرة الثالثة في وسط المدينة Ward 3

الإنتخابات المحلية تقام كل أربعة سنوات
و كذلك الانتخابات الأقليمية،
في حين أن الفيدرالية تقام كل خمسة سنوات.
الا في حالات سحب الثقة من الحكومة،
و هي حالة تحصل في بعض الأحيان
خاصة في حالة توازن القوى في البرلمان.

عملي كان في مركز اقتراع في الدائرة الثانية عشر Ward 12
عدد من يحق لهم التصويت في حدود مركز الاقتراع يتعدى قليلا ثلاثة آلاف.
عدد من أدلوا بأصواتهم كان ألف شخص أو أكثر قليلا.
أي حوالي الثلث، و هي نفس النسبة على مستوى هاملتون كلها.

أكثر المصوتين من الصبح و حتى الظهيرة
كانوا من كبار السن و قليل من الأمهات
اللائي حضرن مع أطفالهن.
بعد الخامسة أكثرهم كانوا من الموظفين،
الذين دلفوا للتصويت قبل الذهاب الي البيت.

المصوتون من الشباب (18-30) لم يتعدوا نصف المائة!!
المتنوعون كما قال الإيطالي! لم يتعدى عددنا كذلك نصف المائة.

هذه واحدة من أكبر نقاط ضعفنا،
أننا المهاجرين لا نشارك كثيراً
في العملية السياسية في كندا.
على الرغم من بعض النجاحات الواضحة.

الأخ أحمد الطيب
شكرا علي عرض هذه التجربة للفائدة العامة..
شاركت في تنفيذ الإقتراع في أربعة إنتخابات في السويد...
وهي تجربة مشابهة لتجربتكم في كندا...
الملاحظ هو إنه مع مرور الزمن والتطور التكنولوجي وإزدياد الوعي تصبح العملية الإنتخابية عملية سهلة الإجراء والمتابعة..

الإدلاء بصوتك في الإنتخابات هي عملية بسيطة وغير ممتعة. لكن في إعتقادي أن المتعة هي لمن يعمل في إعداد ومراقبة العملية الإنتخابية..
نشارك بعضا من تلك التجارب:
1- تدريب القائمين بتلك العملية شيئ مهم جدا..
2- إيصال النتيجة الأولية يتم بصورة سريعة عبر التيلفون حسب كود لكل رئيس لجنة..
3- هناك دوما مرجعية لمراجعة أي خطأ او قرار إتخذته لجنة الإنتخابات علي مستوي الدائرة
4- السجل الإنتخابي هو مسؤلية مكتب الضرائب بإستخدام الرقم الشخصي...
5- ليس للبطاقة الإنتخابية أهمية طالما كنت مسجلا في السجل الإنتخابي ولديك ما يثبت هويتك..

مرحب اخ سعد عمر،
شكرًا على الإضافة، فعلا الإدلاء بالصوت (الاقتراع)
هو اكثر جزء غير شيق في العملية الانتخابية.
الحملات الانتخابية تجد فيها كذلك كثيرا من الإفتعالات،
و أن كان حالنا أقل صخبا من جيراننا جنوب الحدود.
من أكثر اللوائح الانتخابية عدلا عندنا
هي مسألة تحديد سقف التبرعات،
حيث يحدد القانون مبلغ أقصاه $750 دولار
هو ما يمكن أن يتبرع به الشخص للمرشح.
و كذلك المرشح نفسه
لا يمكنه ان يساهم من حر ماله
لحملته الانتخابية بأكثر من 5 آلاف دولار.
المناظرات بين المرشحين تنظم دائماً
و تجد تغطية مناسبة من الاعلام.