.. وربح الشعب الكيني الرهان !

.. وربح الشعب الكيني الرهان !


10-09-2014, 11:44 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=470&msg=1412851470&rn=0


Post: #1
Title: .. وربح الشعب الكيني الرهان !
Author: فضيلي جماع
Date: 10-09-2014, 11:44 AM

.. وربح الشعب الكيني الرهان !
================

سألتني موظفة مكتب تغيير العملة في المطار عند الوصول: هل تتحدث (الكيو كيو) ؟ أجبتها بالنفي! وأضفت بأني سوداني. ابتسمت، ونظرت إلى زميلها الذي قال لي: مرحباً بك ، لكن لا أحد يشك في أنك من الكيو كيو ! وحين حكيت القصة لأوليفر – مبعوث الفندق الذي أقلني من المطار ضحك وقال : لا أكذبك بأني كنت حسبتك أيضاً من الكيوكيو ! وأضاف مداعباً: عليك أن تقدم طلباً للرئيس أهورو كينياتا للحصول على الجنسية الكينية فأنت منا يا رجل.. لابد أن أحد أجدادك ذهب منذ زمن قديم إلى السودان وها أنت الحفيد تعود إلى ترابك!
هل أصابتني عدوى الحب للشقيقة كينيا بحيث أنني صرت أتابع أحداثها هذه الأيام وأكتب عنها هذا الكم من التداعيات والخواطر؟ وقبل أن أدلف إلى لب الموضوع فإنّ قبيلة الكيوكيو ليست أكبر الإثنيات في كينيا لكنها أكثرها تعليماً. ثم إن جومو كنياتا – الرمح الملتهب في صدر الاستعمار – كما كان يحلو لمحبيه أن ينادوه- والأب المؤسس لكينيا الحديثة هو الآخر من قبيلة الكيوكيو. ولعل دارسي ومحبي الأدب الأفريقي وقفوا مراراً عند الروائي الكيني العالمي نقوقي واثيونقو والذي عدل عن الكتابة بالإنجليزية منذ فترة وصار يؤلف بلغته الأصل – الكيو كيو- ومنها تترجم رواياته إلى الإنجليزية واللغات الأخرى!
ربما أصابتني جرثومة حب معافاة لكينيا هذه الأيام لكي أكتب عنها هذا الكم- وأنا رجل مريض بحب القارة السمراء- وتلك تهمة لا أنكرها وشرف لا أدعيه كما قال الزعيم المصري سعد زغلول! لكن الواضح أنّ ذاك البلد الشقيق ما فتئ يعطينا الدرس تلو الآخر في معاني الحرية وكرامة الشعوب والأمم.
وصل صباح اليوم الخميس عائداً من لاهاي الرئيس الكيني أهورو كنياتا ، حيث حضر وقائع المحكمة الجنائية الدولية في قضية تتهمه بالتغاضي أو التحريض على مذبحة راح ضحيتها أكثر من ألف شخص قبل ست سنوات تقريباً. عاد كنياتا إلى وطنه وسط استقبالات شعبية ورسمية امتدت من مطار جومو كنياتا الدولي لتشق المدينة إلى قصر الرئاسة. عاد سالماً معافى، وعادت البسمة لشعبه وبلده بعد أن اتخذ خطوة سيكون لها ما بعدها في مسار المحكمة من حيث اكتسابها هيبة إضافية وهي تضم في قاعة عدالتها رئيس دولة جاء بالانتخاب الحر ! وأهمية هذه الخطوة للجارة كينيا أنها عززت نظامها الديموقراطي الدستوري وأكسبتها احترام العالم. ثم إنها إشارة لكل طغاة العالم بأن الهروب من العدالة في عالمنا المعاصر لا يجدي فتيلاً ، وأن مشواره قصير جدا .. فنحن نعيش في عالم صار قرية كونية Global village وعلينا جميعاً أن نراعي حقوق الآخرين فيه وإلا...... فإن نهاية الطغاة عبر التاريخ القديم والحديث معروفة!
حاولت بسرعة مطالعة بعض الصحف الكينية الصادرة صباح اليوم الخميس (في نسختها
الإليكترونية) . كتب مارتن كنيانجوي مراسل صحيفة (دايلي نيشن) يقول: الرئيس أهورو كنياتا يصل صباح اليوم وسط استقبال حاشد في المطار. وصل الرئيس على متن إحدى سفريات الخطوط الجوية الكينية وكان في استقباله وفد بقيادة نائبه ويليام روتو الذي فوضه منصب الرئاسة مؤقتاً. وأسهب المراسل في وصف جو الاستقبال الحاشد وفرق الرقص الشعبي مع مجموعة من الصور الفوتوغرافية المعبرة.
كما كتبت صحيفة (ذا ستار) المستقلة عن ذات الحدث مضيفة أنّ نائب الرئيس توقف دستورياً عن ممارسة السلطة المفوضة إليه (رئاسة البلاد) بمجرد أن هبط الرئيس كنياتا أرض المطار. وبهذه الطريقة السلسة في استلام وتسليم مهام القيادة تكون الحلقة الدستورية في دورة الحكم غير منفرطة وتكون سيادة البلاد في مأمن. تذكرت يوم تدهورت صحة الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون إثر متاعب في شرايين القلب وهرع به إلى المستشفى وكيف أن السلطات انتقلت إلى نائبه لبضع ساعات لحين أجريت للرئيس عملية جراحية سريعة وإما أفاق من التخدير عادت السلطات الدستورية إليه وعاد نائبه الذي صار رئيساً لبضع ساعات إلى منصبه كنائب رئيس. هكذا تدار مصائر الشعوب وهكذا تراعى سيادة الأمم في الأنظمة ذات العلاقة بقرننا الواحد والعشرين.
أما نفخ الأوداج وتطاير الزبد وشتم المحكمة الجنائية الدولية بأنها تحت حذاء فلان فذاك من سقط القول ومما يجر عجلة تقدم البلاد حقباً إلى الوراء ويضع الشعوب رهينة تحت رحمة المجتمع الدولي الذي يعرف أنّ عالمنا صار بيتاً واحداً مهما اختلفت الألسن والمعتقدات!
خارج النص: في مقال سابق عن نيروبي نسيت أن أشير إلى أنني حدقت في الوجوه الحسنة من صالة الوصول في مطار جومو كنياتا الدولي حتى باحة الفندق.. وكلما جذبني وجه كالبدر في تمامه قلت لابد أن تكون هذه ابنة أو حفيدة (ماريا وانبوي) التي ألهمت شاعرنا الكبير عالم عباس مطولته الشعرية الرائعة "ماريا وانبوي". ثم إنني تذكرت – ويا للحسرة - ما قاله لي عالم : حتى إنت وقعت في الفخ.. ومنو القال ليك هو أصلاً كان في واحدة قابلتني وشالت المظلة عشان تحميني من رذاذ المطر) !!!!
يا ويلي من الشعر ومن خياله الجامح !

فضيلي جمّاع

Post: #2
Title: Re: .. وربح الشعب الكيني الرهان !
Author: علي محمد الفكي
Date: 10-09-2014, 01:06 PM
Parent: #1

استاذ فضيلي
عيد مبارك
التحية لكنياتا الشجاع
فهذه اخلاق الزعماء
ان تتحمل مسؤوليتك الاخلاقية تجاه وطنك وشعبك غير مبالي بمصيرك الشخصي
فالزعيم الحقيقي هو من يفدي الشعب وقد فعلها هيرو كنياتا في ثبات الجبل الاشم
ووقف امام العدالة ليدافع عن نفسه ويبرئ ساحته وليرفع الحصار والعقوبات عن بلده
ثم عاد الى كينيا مرفوع الرأس مرتاح الضمير فقد ادى واجبه تجاه وطنه
فحق للشعب ان يستقبل البطل القادم
وليتهم عندنا يتعلمون ان الزعامة ليست قهر الاخرين وانما موقف واخلاق
وارسل عبرك وعبر سودانيز التحايا والامنيات بالصحة للاستاذ عالم عباس محمد نور

Post: #3
Title: Re: .. وربح الشعب الكيني الرهان !
Author: mustafa mudathir
Date: 10-09-2014, 03:00 PM
Parent: #2


سلام أستاذ فضيلي
قرأت مقالك وأعجبني وأنا هنا في هذه الكندا اللعينة لو أُعطيت جنسية الكيويو (أم كيف تُكتب هي) لما ترددت في الانطلاق
كالسهم من قوس أخرق نحو غابات كينيا حيث أنعم بشعب وسيم وفرائحي وبرئيس بوسامة شعبه وبصرامة مسئول محترم.
هذا الشاب (كلمة كهل حتى بعد أن عرفنا معناها الصحيح، شينة) هذا الشاب تصرف بشجاعة ومسئولية ونكران ذات. هذه
أشياء لن نجدها في رئيس بلادنا للأسف، أبو اللسان الطويل والكرش المعبأ بالأطعمة وغير قابل للتحزيم وأبوالعجز الرئاسي
الذي يرقص بنفس الحذاء الذي يدخره لسحق العارفين بالحقوق والدول الموّقعة على المواثيق! أو هو في الحقيقة لا يدخره
وتلك قمة البلاهة!
ولكن يا أستاذ في المرتين اللتين قرأت لك عن مَثل كنياتا الباذخ وفي قراءتي لآخرين لم يصبر أيكم، من الفرح، كي يشرح لنا
ما دار معه في المحكمة وهل سيرجع مرة أخرى أم أسقطوا عنه التهمة لأنني تابعت الخسائر التي جرت في كينيا حينها سنة
ستة ولم أفهم إن كان هذا الرئيس شخصاً محترماً حتى تسنم فوق تصوراتنا السودانية عن كيف يكون الرئيس محترماً بعد تسع
سنوات! تسع سنوات ونحن لا ندري على وجه اليقين كيف يكون الرئيس محترماً!
ولي سؤال للأخ علي محمد الفكي عن صورة بروفايله ولمَن تكون، لو سمح لي به، وأخشى أن يؤكد مخاوفي أنها ل........!
يا ويح قلبي عليه، يا قيح بغضي لقاتليه.


Post: #8
Title: Re: .. وربح الشعب الكيني الرهان !
Author: فضيلي جماع
Date: 10-09-2014, 09:35 PM
Parent: #3

الأديب القاص / الأستاذ مصطفى مدثر
سعدت بمداخلتك .. وما اريد ان أقوله ردا على سؤالك هو أن حيثيات المحكمة ما زالت مستمرة .. وفي الغالب أن الرئيس أوهورو كنياتا سيعود مرة اخرى للاهاي ما لم تعلق القضية لأي موجب قانوني.

Post: #6
Title: Re: .. وربح الشعب الكيني الرهان !
Author: فضيلي جماع
Date: 10-09-2014, 08:56 PM
Parent: #2

أخي الأستاذ/ علي محمد الفكي .. شكرا على مداخلتك القيمة.
قيادة الشعوب مسئولية وتضحية. وفي الدول الديموقراطية هناك حكم مؤ سسات .. وذهاب كنياتا إلى محكمة الجنايات الدولية سبقته نقاشات مطولة داخل تلك المؤسسات الدستورية بما فيها البرلمان.. حتى إذا خلصوا إلى ان قرار تسليم الرئيس نفسه للمحكمة الجنائية يعود في الختام إلى قرار شخصي وضع الرئيس الشاب مصلحة شعبه وبلاده فوق مصلحته وسلم سلطاته لنائبه وذهب لمقابلة المحكمة كمواطن كيني عادي. بذا يكون الرئيس الكيني أهورو كنياتا قد قام بسابقة في القانون الدولي لها ما بعدها.

Post: #4
Title: Re: .. وربح الشعب الكيني الرهان !
Author: بارودى مصطفى فاشر
Date: 10-09-2014, 03:12 PM
Parent: #1

الاخ فضيلى جماع الكاتب الرائع والمثقف المستنير
انا شرعت فى كتابة بوست فى نفس الموضوع ولكن كما قيل اذا حضر الماء بطل التيمم وكفى الله المؤمنين شر القتال
اخى حتى فى السودان لدينا امثلة جيدة الاخ بحر ابوقرة وزير الصحة الحالى ذهب طوعا الى المحكمة الجنائية عندما طلبت منه الحضور ورجع بريئا مرفوع الراس وقال لعمر البشير اذب وبرئ نفسك المحكمة ما فيها ظلم
وايضا اخوانا عبدالله بندة والمرحوم جربو ذهبا طوعا لتبرئة انفسهم
هم اناس غير معروفين لدى العالم عاشين فى الاحراش لا لديهم قصور ولا ارصدة ولا طائرات خاصة فى امكانهم يقضوا باقى حياتهم وسط الاحراش لا احد يستطيع ان يصل اليهم
انا اعرفهم معرفة شخصية قالوا لنا هم ذاهبون الى المحكمة بغض النظر عن النتيجة لان الهروب من العدالة فضيحة لهم ولاسرهم
الرئيس عمر البشير لن يذهب الى المحكمة طوعا وسوف يظل يتشبث بالسلطلة حتى النهاية وعلي استعداد ان يضحى بالشعب السودانى والوطن باكمله اذا لزم الامر

Post: #5
Title: Re: .. وربح الشعب الكيني الرهان !
Author: فتحي الصديق
Date: 10-09-2014, 06:10 PM
Parent: #4

Quote: أما نفخ الأوداج وتطاير الزبد وشتم المحكمة الجنائية الدولية بأنها تحت حذاء فلان فذاك من سقط القول ومما يجر عجلة تقدم البلاد حقباً إلى الوراء ويضع الشعوب رهينة تحت رحمة المجتمع الدولي الذي يعرف أنّ عالمنا صار بيتاً واحداً مهما اختلفت الألسن والمعتقدات!

ليته علم هذه الحقيقة يا أستاذ ,,
ليته تحدث بلغة لائقة بالرؤساء .

Post: #7
Title: Re: .. وربح الشعب الكيني الرهان !
Author: سيف النصر محي الدين
Date: 10-09-2014, 09:12 PM
Parent: #5

استاذنا فضيلي سلام كبير
رغم استمتاعي بالكتابة في مقالك الباذخ إلا اني لا اجد مفرا من الاشارة إلى أن الرجل
و هو اغنى اغنياء كينيا قد تلاعب بالادلة و بالشهود شراء لذممهم و اسكاتا لاصواتهم
تهديدا و قتلا.

Post: #10
Title: Re: .. وربح الشعب الكيني الرهان !
Author: فضيلي جماع
Date: 10-09-2014, 09:51 PM
Parent: #7

شكرا أستاذ سيف النصر محي الدين على المداخلة ولفت النظر لرأي مخالف. ما يقوله انصار كنياتا هو أن البعض ممن شهدوا ضده في المحكمة الجنائية تنصلوا عن شهاداتهم ! بل إن ما أعرفه أن المدعية العامة للمحكمة الجنائية بنسودا ترى منذ البداية أن الأدلة ضد كنياتا ضعيفة. والمهم في كل ما جرى ليس ما إذا كان الرجل مدان أم بريء .. المهم هو أنه وضع سابقة في المحكمة الجنائية الدولية سيكون لها ما بعدها وذلك بتسليم نفسه كمواطن عادي لعدالة المحكمة.

Post: #9
Title: Re: .. وربح الشعب الكيني الرهان !
Author: فضيلي جماع
Date: 10-09-2014, 09:43 PM
Parent: #4

الصديق بارودي مصطفى فاشر.. سلمت يا اخي وفائق تقديري على ما منحتني من فضائل أنا دونها بكثير .. ثم دعني أعتب عليك لأنك أسقطت البوست الذي كنت تود كتابته في هذا الخصوص. الحقيقة لا يملكها شخص .. والبحث عنها متاح لكل شخص. كنت ترفع البوست فإن هذا المنبر هو لتبادل الآراء وانتظار المنفعة من وراء ذلك.
اما ان يذهب عمر البشير ووزير دفاعه وبقية القتلة للاهاي من تلقاء أنفسهم فهذا ما لن يحدث .. هذه عصابة تتباهي بالقتل والسحل - فعل كل ######## يحسب كل صيحة عليه.

Post: #11
Title: Re: .. وربح الشعب الكيني الرهان !
Author: قصي محمد عبدالله
Date: 10-09-2014, 10:03 PM
Parent: #9

السلام عليكم أخي فضيلي وجميع المتداخلين.
وكل عام وأنتم بألف خير،
تعود الأيام والشعب السوداني في أمان سياسي واقتصادي.
-----
في وجهة نظري أن الشعب الكيني في الحالتين رابح الرهان طالما أن هنالك فئة منهم تبحث عن عدالة من خلال محاكمة رئيسها بأقصى العقوبات،
وفئة أخرى كانت تنتظر البراءة بأقصى سرعة ، وها هي قد تمت قبل أن يتحرك الأسبوع من مكانه، وعاد رئيسها - من رحلة مجهولة الأهداف المستقبلية - وهو يحمل
بين يديه شهادة براءة دولية - من كل جريمة - موثقة من لاهاي الجنائية ، وخرج - ظاهريا - من غضب الغرب كما لم يكن حاكما من قبل ، وربما أن هذا الخروج مرهون
بصفقات مستقبلية موازية في سرعتها وقوتها لسرعة البراءة وقوة الشهادة الدولية...
تحياتي وتقديري