بين التعارض والمعارضة يضيع الوطن

لاشك في ان ابالسة الانقاذ انجحو ايما نجاح في تشتيت كل القوى السياسية بل وامعنو في ان يضعوابين الجماهير الكادحة وقوى التغيير حواجزا بات من الصعب جدا ازالتها
وقد انعكس هذا الوضع على كل قوى التغيير فاصبحت جزرا متباعده وتاركين المجال للاعب واحد في الساحة السياسية ليقرر لها كيفية التحرك
واستشرى هذا الداء مصحوباب باعراض اللامبالاة وجرثومة ( من البديل؟) وفتت في عضد الجسد الوطني
حتى اصبح هذا الجسد الوطني في حاجة الى تغذية وريدية
ما المطلوب ؟
هو الوعي التام بان ما يجري الان بين القوى السياسية خارج عباءة الاسلاميين ان تستوعب ان ما يجري بينها هو تعارض
يصب في مصلحة معسكر خونة الوطن

فلنعترف ان الاقلام التي قلبها على الوطن في صحف الخرطوم على اصابع اليد وان مساحة الحرية الممنوحةلهم في اضيق الحدود
ولان الاعلام الرسمي كله المسموع والمرئي في قبضة هؤلاء الابالسة
فقد تم تغبيش الوعي بصورة كبيرة في جماهير الشعب المغلوبة على امرها
واصبحت قسرا تفكر بما هو مبثوث لها من اجهزة الاعلام كافة
اما جماهير الخارج فلا متنفس لها سوى المواقع الاسفيرية
وهذه سلاح ذو حدين
اما ان تنجح وتستقطب معظم القوى الصامتة
او تزيد في حالة الشتات الجسدي والفكري لهذه القوى

يتحدث الكثيرون عن توحيد قوى المعارضة
ولكن من هي القوة التي تعارضها المعارضة؟
هل المعارضة في مواجهة الحكومة ؟
ام في مواجهة منظومية دولية
لابد في الاساس من تعريف الخصم حتى يسهل التعامل معاه
الحكومة ما هي الا الجسم الظاهري للقوة التي تتحكم بمصائر العباد والبلاد

وقد لعبت الانقاذ على مدى ربع قرن على تناقضات القوى الوطنية وجهلها بطبيعة الصراع فقد عمدت على اغراء الحركة الشعبية
واخرجتها فعليا من التجمع رغم الشكل الظاهري لوجود الحركة في التجمع الى ان انتهى الامر بصفقة الانقسام
ولك تربح الحركة الشعبية وطنا
وخسر السودان جزءا عزيزا عليه
وظلت المناورات تقوم بها المنظومة الحاكمة مستغلة في ذلك الة اعلامية ضخمة
وتعاملت مع كل الاحزاب باسلوب الجزرة والعصا

وتنعكس تاثير هذه الالة الاعلامية على من هم خارج دائرة العصبة الحاكمة فانقلبو الى ثلاث فئات
سواد كبير مكتوي ولا يبالي
مجموعة منظمة سياسيا في خانة المعارضة
افراد غير منظمين سياسيا واعدادهم كبيرة ولكن من غير رؤية معارضية فاعلة
وكانت نعمة الفضاء الاسفيري التي تحولت لنقمة نسبة للتناول الخاطيء للتعامل مع المجموعة الحاكمة وآلتها الاعلامية
التي اصابت جميع الفئات العليا بربكة حتى اليوم