الغوصُ في الأغوارِ - Patch Adams -إلى محسن خالد

الغوصُ في الأغوارِ - Patch Adams -إلى محسن خالد


08-12-2014, 05:03 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=470&msg=1407859385&rn=0


Post: #1
Title: الغوصُ في الأغوارِ - Patch Adams -إلى محسن خالد
Author: بله محمد الفاضل
Date: 08-12-2014, 05:03 PM

الغوصُ في الأغوارِ - Patch Adams -إلى محسن خالد

1/

النفسُ البشريةِ لا يحد تناقضاتها حد،
لا يدرك كنهها أو يغص لأقصى أغوارها الموجبة أو السالبة أحد،
وتستجيب تلك النفس للمؤثرات الخارجية بدرجات متفاوتة،
إلا أنها جميعها رغم اختلاف سرعة استجابتها أجمعت على التأثر بكلمة طيبة وابتسامة حانية.
................


باتش آدمز فيلم أمريكي مدهش وعظيم يستفز أعماقك بحبكته الإنسانية فائقة البراعة والجاً إلى دهاليز أهم وأنبل المهن الإنسانية قاطبة،
فأنت تلتقط نظريات طبية صميمة غاية في الصرامة والتجهم تلقاها في واقعك إن اشتكى منك عضو وتداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى،
وأن لوهلة استدعى الأمر زيارة طبيب فإنك نادراً ما تلقى أحدهم يتعامل معك على أنك ليس سوى قطعة أثاث مُهملة في ركن قصي،
أو حشرة فتاكة تقضم الأخضر واليابس،
أو وبال جاء ليعكر صفو حياته،
هذا إن لم يكن في الأصل ينظر إليك من طرف خفي ككنزٍ هبط إليه من كوكب الأرزاء وينبغي له أن يغتنم تلك الفرصة ويعتصرك حتى أخر مليم تملك أو استدنت أو سيجيء إليك كهبة من أحد ما..

ولا تستغرب إن استخدم لذلك وسائل غاية في براعة الالتواء والشيطنة،
كأن يوحي إليك بأن كل أرزاء الكون قد هبطت من كوكبها بجسدك وتعيث فيه الآن إفسادا،
فقم بتحليل كذا وكذا وقم بعمل صور الأشعة كذا وكذا ولا تنسى في غدوك ورواحك المرور الدائم بالحسابات،
ومن ثم خذ من صيدلية كذا دون سواها (لوجود خصم خاص لحامله) القائمة كذا وكذا من الدواء النافع الناجع،
ودون استخدامك لقطرة سائل أو حبة من الدواء الذي قد تعجز عن حمله فإنك حالما تخلد لغفوة مقدارها نصف ساعة من الزمان بعد استهلاك طاقتك المضافة صعوداً وهبوطاً في المستشفى حتى تنهض كما كنت عليه في السابق وأكثر لتعي تماماً أن ليس بك داء وإنما قليل إرهاق وقد أوقعك حظك العاثر بطريق تاجر جشع نال بكيفية لن تعرفها شهادة أعظم مهنة إنسانية دون أن تعمر دواخله ذرة إنسانية..

2/
لقد أدهشني هذا الفيلم وأبكاني،
أدهشني بآدم والنفر الذي تبع وجهة نظره،
أدهشني بشغفه في الاتجاه الصحيح والأوحد والأكمل والأنجع للعلاج،
أدهشني بالكم الهائل من الإنسانية والإصرار القاطع عليها والتي تتفشى فيما حوله ومن حوله...الخ.
ربما لم أنتبه لمنطق الأشياء في البداية،
أو ربما فوّتُ ذلك،
ففي البدء يدلف آدم إلى مستشفى للأمراض العقلية برجليه ليتخلص من ضغط الحياة عليه واتجاهاتها غير الصائبة قائلاً بأنه قد جرب عدداً من الأعمال دون أن يلقى نفسه فيها،
وقائلاً بأن والده ووالدته قد توفيا وأن أحد أقربائه قد اهتم به بشكل جيد،
ومن ثم تبدأ رحلة علاجه بداخل هذا المستشفى،
ليلقى نفسه بشكل قاطع في مساعدة الناس على تخطي آلامهم،
فمن خلال قضائه على السناجب التي كانت ترعب زميله في الغرفة بطريقة كوميدية ومأساوية في آن يعرف كم أن بمقدوره مساعدة الناس على تخطي تلك الأوهام والآلام،
فيكتب لنفسه نقطة الانطلاق والخروج من هذا المكان الذي دخله بمحض اختياره...

3/
بعد مرور سنتين عقب الحدث السابق،
حدث اكتشاف آدم لما يقدر على فعله وما هو مقدر له،
يدلف آدم إلى الجامعة كأحد طلاب كلية الطب في سنته الأولى {ولا أعرف كيف تمكن من دخول كلية الطب وهو الأمر الذي نوهت سابقاً إلى أنه ربما فاتني الانتباه إليه أو ربما مشاهدته}،
وهي السنة التي لا يسمح له فيها سوى بالتحصيل فقط دون أن يكون بمقدوره الدخول والوقوف على ما نذر نفسه له،
وهو التخفيف على المرضى (الذين يعتبرهم أطباء أيضاً وفق فلسفته المختلفة) واعانتهم روحياً قبل صرف الدواء لهم على اجتياز ما يعانونه من أرزاء مختلفة..
إلا أنه وفي مقدماتٍ تفضي بآدم إلى قرار كسر هذا النمط (أي أن ليس بمقدوره مباشرة المرضى إلا بسنته الثالثة في كلية الطب) يجري اختبارات مع زميله وصديقه الذي تعرف عليه حينما كان يحاول التقرب من محبوبته لأول مرة فصدته بقوة فضحك هذا الزميل وأخبره بأنه كان يعتبر نفسه أكثر الناس مقدرة على إبعاد الإناث عنه فطلب منه آدم بضحكٍ أن يذهبا في موعدٍ مع بعضهما حيث أنهما يتقاسما ذات المقدرة،
ليشرح له بسلاسة فذة رغبته في مساعدة المرضى على تخطي ما بهم بالاقتراب منهم،
وشرع في تجريب عملية الاقتراب ممن لا يعرف من الناس بشكل عشوائي في الشارع وصديقه يدّون الوقت والنتائج التي أفضت إليها التجربة،
فنجح آدم في رسم الابتسامة على وجه من جرب معهم ذلك،
وأن كان رد الفعل متفاوتاً فيما بينهم،
وفي طريقهم وجدا اجتماعاً لجمعية تقطيع وتغليف اللحوم فبرز آدم كخطيب مفوه ضجت لكلماته القاعة بالضحك والتصفيق وأُلبس الزي الرسمي لتلك الجماعة والذي كان مشابهاً تماماً لزي الأطباء عدا في تلك العلامة التي تعيده إلى أعضاء هذه الجماعة،
فاتجه تفكيره بعدها للولوج إلى ما هو محرم عليه في سنته الأولى بكلية الطب بهذا الزي الذي يرتديه الآن...

نقطة الانطلاق الحقيقية والتي وضحت وجهة نظره بشكل قاطع هي عندما كان أحد أساتذته وبمعيته مجموعة من طلاب السنة الثالثة بكلية الطب يعاينون مريضة في ردهة من ردهات المستشفى شارحاً لهم ما بها فانبرى آدم من خلفهم بعد عدة أسئلة متجهمة من قبل طلاب السنة الثالثة عن الداء والعلاج تلك الأسئلة التي دعت العبوس كله جرائها ليقطن وجه المريضة،
انبرى آدم يسأل عن اسم المريضة فاضطر الأستاذ إلى النظر في أوراقها لمعرفة ذلك،
ثم بانصرافهم قام بتحيتها ومداعبتها فاستجابت بشكل يؤكد له كما ستؤكد له العديد من التجارب صحة ما يرى...
من هنا يبدأ الفيلم في الصعود إلى ذرى إنسانية عالية،
تبدأ المواجهة والتصادم بين ما يرى آدم وبين إدارة الكلية ممثلة في عميدها بشكل خاص،
يبدأ الفيلم في الاتجاه إلى الانحياز التام لآدم من كل عناصره مرضى وممرضات وطلاب وإدارة طبية عليا ومشاهد شده الفيلم بحبكته الإنسانية الضارية فيما عدا بالطبع عميد الكلية والذي يؤول الحال إلى إسداء نصيحة من الإدارة بعد شطبه لآدم وشكواه لتلك الإدارة،
نصيحة مفادها أنه ينبغي له أن يبحث عن مزيد من السعادة...

4/
اختصرت الكثير من الأحداث التي يمكن فهمها ضمناً،
وأجدر بالجميع وعلى وجه الخصوص الأطباء مشاهدة هذا الفيلم،
الاحتذاء به والتصفيق الحار له...


27/12/008م



http://sudanyat.org/vb/showthread.php?t=22125

Post: #2
Title: Re: الغوصُ في الأغوارِ - Patch Adams -إلى محسن خالد
Author: بله محمد الفاضل
Date: 08-12-2014, 05:04 PM
Parent: #1

وفاة روبن ويليامز "منتحرا" عن عمر يناهز الـ63
أعلنت وسائل الإعلام الأميركية وفاة الممثل الاميركي الشهير روبن ويليامز عن عمر ناهز الـ 63، وأشارت تقارير صحفية أولية الى أن سبب الوفاة هو إقدام ويليامز على الإنتحار.
وتم العثور على الممثل فاقدا للوعي ولا يتنفس في منزله بكاليفورنيا، وفقا لمكتب مقاطعة مارين شريف.
ويشتبه في أن وفاته قد تمت نتيجة للانتحار بسبب الاختناق. وقال المتحدث باسمه انه كان يعاني من اكتئاب حاد مؤخرا.
يذكر أن "ويليامز" توقف عام 2006 عن التصوير، بعدما أعلن أنه يعاني من مشكلات إدمان ويخضع للعلاج منها. وفاز بجائزة الأوسكار كأفضل ممثل مساعد عن دوره في فيلم "جود ويل هانتينج" عام 1998.

المصدر:

http://arabic.rt.com/news/754794-%D9%88%D9%81%D8%A7%D8%A9-%D...A%D8%AD%D8%AF%D8%A9/

Post: #3
Title: Re: الغوصُ في الأغوارِ - Patch Adams -إلى محسن خالد
Author: بله محمد الفاضل
Date: 08-12-2014, 05:04 PM
Parent: #2

من مقالي أعلاه:

"ففي البدء يدلف آدم "روبن ويليامز" إلى مستشفى للأمراض العقلية برجليه ليتخلص من ضغط الحياة عليه واتجاهاتها غير الصائبة"....