العلمانية .. أساس السلام والوحدة ونجاح الدول

العلمانية .. أساس السلام والوحدة ونجاح الدول


07-28-2014, 04:17 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=470&msg=1406560651&rn=0


Post: #1
Title: العلمانية .. أساس السلام والوحدة ونجاح الدول
Author: Elbagir Osman
Date: 07-28-2014, 04:17 PM

فهي تعني أن نعيش مع بعض، رغم اختلافاتنا، لا ضد بعض

الباقر موسى

Post: #2
Title: Re: العلمانية .. أساس السلام والوحدة ونجاح الدول
Author: Elbagir Osman
Date: 07-28-2014, 04:18 PM
Parent: #1

العلمانية تعني أن تعتنق الدين الذي ترتضيه .. لا الذي تفرضه عليك الدولة

Post: #3
Title: Re: العلمانية .. أساس السلام والوحدة ونجاح الدول
Author: Elbagir Osman
Date: 07-28-2014, 04:19 PM
Parent: #2

العلمانية تعني .. أن الحاكم ليس مقدسا

لا هو

ولا قوانينه

ولا قراراته

Post: #4
Title: Re: العلمانية .. أساس السلام والوحدة ونجاح الدول
Author: Elbagir Osman
Date: 07-28-2014, 04:21 PM
Parent: #3

العلمانية تعني .. أن الحاكم بشر

وأن لا مصدر لسلطته إلا البشر الذين يحكمهم

فهم يختارونه .. ليخدمهم

وهم يعزلونه إذا لم يرضوا عن خدماته

ويستبدلونه بإنسان آخر .. ليخدمهم أفضل


فالشعب مصدر كل السلطات ..

Post: #5
Title: Re: العلمانية .. أساس السلام والوحدة ونجاح الدول
Author: Elbagir Osman
Date: 07-28-2014, 04:25 PM
Parent: #4

العلمانية تعني أن الشعب هو الذي يشرع ..

عبر النواب الذين يختارهم

فيشروعون نيابة عنه .. كل قوانين البلد

التي تنظيم كل شئونها .. بما في ذلك كل ما يستجد في الحياة .. وما أكثره

وليعدلوا القوانين القديمة لتتماشي مع مستجدات الحياة


والشعب يضع قانونه الأكبر

دستور البلد

الذي يجتمع ممثلو كل الشعب

وليس الأغلبية فقط

ليتفقوا على الدستور

الذي ينظم أسس التنافس بينهم

وأسس إدارة الدولة

Post: #6
Title: Re: العلمانية .. أساس السلام والوحدة ونجاح الدول
Author: Elbagir Osman
Date: 07-28-2014, 04:26 PM
Parent: #5

العلمانية ترفض أن يجلس عدة أشخاص فيكتبون دستورا أو قانونا

ثم يدعون أنه مقدس

مثلما قامت شريعة نميري على قوانين كتبتها بدرية وعوض الجيد وآخر


وشريعة البشير

التي فرضها الدستور الذي صاغه المتفاوضون في نيفاشا

Post: #7
Title: Re: العلمانية .. أساس السلام والوحدة ونجاح الدول
Author: Elbagir Osman
Date: 07-28-2014, 04:28 PM
Parent: #6

العلمانية تحترم كل الأديان

وتجرم التمييز ضد أي دين

Post: #8
Title: Re: العلمانية .. أساس السلام والوحدة ونجاح الدول
Author: Elbagir Osman
Date: 07-28-2014, 04:30 PM
Parent: #7

في السودان عشنا العلمانية

منذ الإستقلال إلى 1983


وعشنا الدولة الدينية

تحت الإمام نميري

وتحت البش


فهي بالنسبة لنا ليست أمرا نظريا

Post: #9
Title: Re: العلمانية .. أساس السلام والوحدة ونجاح الدول
Author: Elbagir Osman
Date: 07-28-2014, 04:32 PM
Parent: #8

تحت النظام العلماني في السودان

الذي أسسه قادة الإستقلال

كان العم سيرسيو إيرو المسيحي يتولي رئاسة الدولة خمس الوقت

فيحكم شهرا من كل خمسة أشهر حسب نظام رئاسة مجلس السيادة الدورية


ولم تسقط علينا شواظ من السماء

ولم يقفل مسجد أو تعطل صلاة


الباقر

Post: #10
Title: Re: العلمانية .. أساس السلام والوحدة ونجاح الدول
Author: Elbagir Osman
Date: 07-28-2014, 04:35 PM
Parent: #9

كان هنري رياض يتولى القضاء

ويصعد لقمته عضوا بالمحكمة العليا

ويثري القوانين السودنية بمؤلفاته

لا يجوز لأحد أن يتساءل عن معتقداته

ولا يجرؤ أحد أن يميز ضده

يكفي أنه مواطن سوداني

خبير بالقوانين مهنيا .. يقظ الضمير أخلاقيا


الباقر

Post: #11
Title: Re: العلمانية .. أساس السلام والوحدة ونجاح الدول
Author: Elbagir Osman
Date: 07-28-2014, 04:38 PM
Parent: #10

أرسى مؤسسوا الإستقلال أساسا علمانيا لتسيير الدولة

أمثال أزهري والمحجوب وأبراهيم أحمد وعبد الله خليل والشريف الهندي ومبارك زروق

لم يخلط أيا منه أدارته للدولة وبرامجه التي يقترحها بمعتقداته الشخصية

بل كانت تنصب على مصلحة البلد وأهلها بغض النظر علن معتقداتهم أو خلفياتهم


الباقر

Post: #12
Title: Re: العلمانية .. أساس السلام والوحدة ونجاح الدول
Author: Elbagir Osman
Date: 07-28-2014, 04:45 PM
Parent: #11

عندما نسمع الأخبار اليوم

أو ننظر لخرطة العالم

أو ننظر لحياة من يعيشون منا في الخارج

نجد الدول العلمانية تساوي بين مواطنيها بكل معتقداتهم

فنمارس نحن المسلمون كافة شعائرنا في أمن واحترام

وحماية القانون

لو شعرنا بشبهة تمييز ضدنا .. لجأنا للقضاء

فينصفنا من أعلى سلطة مهما كانت

مستندا على أسس علمانية الدولة

التي لا تسمح بأي تمييز ضد أي دين

الحقيقة أن قادة التيارات الإسلامية التي تنادي بالدولة الدينية

لم يجدوا ملجأ آمنا إلا في الدول العلمانية

حيث استفادوا من حرية العقيدة والتعبير التي تتيحها

بما في ذلك دعوتهم السياسية ونقد الدول المضيفة نفسها


ومن ناحية أخرى نجد هدم المساجد والأضرحة

وقتل المصلين .. بل القتل لمجرد الإسم

في الدول الدينية

من مسجد الجريف في السودان

وفي داعش وبوكو حرام ومالي ومناطق من العراق


الباقر

Post: #13
Title: Re: العلمانية .. أساس السلام والوحدة ونجاح الدول
Author: Elbagir Osman
Date: 07-28-2014, 04:48 PM
Parent: #12

العلمانية حفظت للسودان وحدته

وكانت تسير نحو المزيد من الوحدة في حلها لمشكلة الجنوب

أما الدولة الدينية

فجاءت لتقطع الطريق على جهود السلام

فحولت الحرب إلى جهاد

مات فيها مليوني سوداني من الطرفين

وعندما عجزت عن إجبار الجنوبيين على فرض نموذجها بالقوة

اختارت أن تفصل الجنوب

كما صرح بذلك قادتها أمثال نافع .. في منطق معوج

أنهم يختارون الشريعة على وحدة البلد


الباقر

Post: #14
Title: Re: العلمانية .. أساس السلام والوحدة ونجاح الدول
Author: محمد البشرى الخضر
Date: 07-28-2014, 04:54 PM
Parent: #11

كل عام وانتم بخير استاذ الباقر, تقول
Quote: في السودان عشنا العلمانية

منذ الإستقلال إلى 1983
لكن من ثمانية وخمسين حتى أربعة وستين ومن تسعة وستين حتى ثلاثة وثمانين رغم العلمانية لم نعرف السلام أو الوحدة او النجاح
وكان الحاكم مقدّسا رغم العلمانية وكان الدستور تكتبه جماعة الحاكم وتجيزه رغم العلمانية !!
وفي غير ا لسودان وحتى الآن كثير من الدكتاتوريات علمانية ولا سلام , وحدة أو نجاح هناك !
العلمانية لوحدها ليست حلا سحريا

Post: #15
Title: Re: العلمانية .. أساس السلام والوحدة ونجاح الدول
Author: Elbagir Osman
Date: 07-28-2014, 05:17 PM
Parent: #14

الديكتاتور العلماني لا يدعي تفويضا ألهيا

فإزاحته أسهل

ثم

لا ديمقراطية بدون علمانية

فهما الإثنتان متفرعتان عن أصل واحد

هو مساواة جميع البشر

غض النظر عن أن أي اعتبارات


----

في الفترات التي ذكرت

التي كانت علمانية ديمقراطية

أنعقد مؤتمر المائدة المستديرة (لاحظ انها مستديرة .. لا مكانة لرئيس فيها والجميع فيها متساوون)

وانبثقت منه لجنة الإثني عشر

التي صاغت حلا شاملا لمشاكل التهميش والحرب في السودان

ورفعته لرئيس الوزراء آنذاك .. الصادق المهدي



أما في الفترة الثانية

فانعقدت مؤتمرات كوكادام

واتفاقية الميرغني قرنق التي لم تطالب بالإنفصال ولا حتى بحق تقرير المصير

والتي ضغط الأخوان على رئيس الوزراء الصادق لعدم تنفيذها

وعندما اقتنع أخيرا .. قاموا بإنقلابهم لقطع الطريق على تنفيذ تلك الإتفاقية


الباقر

Post: #16
Title: Re: العلمانية .. أساس السلام والوحدة ونجاح الدول
Author: Elbagir Osman
Date: 07-28-2014, 05:25 PM
Parent: #15

في الدولة العلمانية يجلس الجميع لحل مشاكلهم منطلقين من أنهم مواطنون متساوون

حقوقهم متساوية

فيصبح الأمر مسألة توزيع السلطة السياسية والإدارية والتنمية والخدمات إلخ


لكن في الدولة الدينية

يعتبر المعارض خارجا معارضا لله كما قال نميري أول مبايعته إماما بواسطة الترابي والأخوان

وتعتبر الحرب جهادا

ويحق لمعتنقي دين واحد تولي رئاسة الدولة والقضاء وقيادة الجيش بينما يحرم منها معتنقو الأديان الأخرى

فأيهم أقرب لحل مشاكل الوطن؟


الباقر

Post: #17
Title: Re: العلمانية .. أساس السلام والوحدة ونجاح الدول
Author: Elbagir Osman
Date: 07-28-2014, 05:59 PM
Parent: #16

أسطع مثال للدولة الدينية هو دولة الخلافة التي أعلنها أبوبكر البغدادي
في الأراضي التي سيطر عليها من العراق وسوريا

فأساس السلطة هو انتزاعها بالقوة

والعلاقة مع المحكومين هي قهرهم بالسلاح

والحاكم سلطته مطلقة

ولا حقوق للمحكومين بل عليهم السمع والطاعة

أو يلقون أبشع العقاب

ولا قبول للأديان الأخرى

ولا حتى للمذاهب الإسلامية الأخرى


حتى فيما يراه أمورا دينية

يجتهد الحاكم وحده

فلا مجلس للشورى ولا للتشريع


هذه أسس الدولة الدينية

التي يخفيها البعض تقية .. فيمارسون ما يستطيعون منها
بقدر ما يستطيعون أن يفرضوه على المواطنين الذين تربوا على العلمانية والديمقراطية
كما في السودان

وحيث لا توجد تلك التقاليد العلمانية الديمقراطية
تكون الدولة الدينية أشد افتضاحا كما في بوكو حرام أو طالبان أو الشباب في الصومال
أو في مالي .. نفس المبادئ من وصاية الحاكم المطلقة والغياب التام لحقوق المحكوم


الباقر

Post: #18
Title: Re: العلمانية .. أساس السلام والوحدة ونجاح الدول
Author: Elbagir Osman
Date: 07-28-2014, 06:33 PM
Parent: #17

Quote: supporting neither religion nor irreligion


بالمناسبة

العلمانية أيضا تمنع اللاديني أو الملحد أن يفرض قناعته على الآخرين

بهذا تعتبر الدول التي حاربت الأديان مخالفة لأسس العلمانية

التي تمنع الدولة من التدخل في مذاهب الناس

لا سلبا ولا إيجابا

بل تكفل لهم جميعا حرية العقيدة

والمساواة أمام القانون


http://en.wikipedia.org/wiki/Secular_state

Post: #19
Title: Re: العلمانية .. أساس السلام والوحدة ونجاح الدول
Author: Elbagir Osman
Date: 07-28-2014, 06:38 PM
Parent: #18

الحكم بأن هذه عقيدة باطلة

وتلك الفرقة الناجية

أمر متروك لرب العباد وحده

وليس لأي فرد أو سلطة على وجه البسيطة أن تحكم في عقائد الناس

لأنه لا أحد يستطيع أن يقنع متدين بأن عقيدته باطلة

بل يقود ذلك لحروب

من أشد أنواع الحروب لأنها تكون دفاعا عن العقيدة من الطرفين

حيث كل طرف .. مستعد أن يموت ويقتل من أجل معتقده


تلافي هذه الحروب..

كان أحد أهم دوافع البشر للوصول للعلمانية

التي تؤدي إلى احترام كافة الأديان

وتعايش معتنقيها في سلام

فينصرفوا إلى التعاون فيما يجمعهم

من تنمية بلدهم أو إقليمهم وتبادل المنافع بينهم


الباقر

Post: #20
Title: Re: العلمانية .. أساس السلام والوحدة ونجاح الدول
Author: Elbagir Osman
Date: 07-28-2014, 11:05 PM
Parent: #19

أن نتمتع بثمار العلمانية في دولها

ولا نعامل الناس بمثلها في دولنا

ليست من الأخلاق


الباقر

Post: #21
Title: Re: العلمانية .. أساس السلام والوحدة ونجاح الدول
Author: ahmedona
Date: 07-29-2014, 09:16 AM
Parent: #20

Quote: لكن من ثمانية وخمسين حتى أربعة وستين ومن تسعة وستين حتى ثلاثة وثمانين رغم العلمانية لم نعرف السلام أو الوحدة او النجاح
وكان الحاكم مقدّسا رغم العلمانية وكان الدستور تكتبه جماعة الحاكم وتجيزه رغم العلمانية !!
وفي غير ا لسودان وحتى الآن كثير من الدكتاتوريات علمانية ولا سلام , وحدة أو نجاح هناك !
العلمانية لوحدها ليست حلا سحريا


أخ / الباقر --- كل عام وأنت بخير ..

كل الكلام الوردي الذي كتبته عن العلمانية وهي أس المشاكل وعدم الإستقرار في العالم والشواهد كثيرة ....

أوكرانيا --- أليست دولة علمانية ديمقراطية ؟؟؟؟ لماذا تعيش حالة عدم إستقرار سياسي - وحرب أهلية حديثه جداً ؟؟؟؟

فنزويلا أليس دولة ديمقراطية --- لماذا تعيش حالة عدم إستقرار سياسي ؟؟؟

دون ذكر لمآسي العلمانية في عالمنا العربي والإسلامي ؟؟؟

Post: #22
Title: Re: العلمانية .. أساس السلام والوحدة ونجاح الدول
Author: Elbagir Osman
Date: 07-29-2014, 01:15 PM
Parent: #21

في الدول العلمانية قد تقوم نزاعات لأسباب أخرى

لكن مطلقا .. لن تجد حربا دينية ..

ولن تجد هدم دور عبادة

ولا إساءة معاملة على أساس الدين


الباقر

Post: #23
Title: Re: العلمانية .. أساس السلام والوحدة ونجاح الدول
Author: جمال ود القوز
Date: 07-29-2014, 02:16 PM
Parent: #22

العلمانية ليست هي مجرد أطر ولوائح جامدة بل هناك جانب التنفيذ ..
الذي إن انصلح واستقام فقد ينفع معه أي تطبيق ديني كان أو علماني ..
ياسيدي ..
معضلتنا ليست كما تصورها لنا ومن أنا نحتاج لدستور علماني يحكمنا ..
بل مصيبتنا في انزال تلكـ القوانين والدساتير على ارض الواقع ..
دون حيف أو تحيز أو تغول على حقوق الاخرين وانصافهم ..
وعدم مصادرة حقهم في الوجود وإبداء رأيهم والسماع لهم ..
كلامك كلو جميل ..
لكن أين نحن من التجارب العلمانية حين حكمت ..
هل كانت حياتنا حينها جنة كما تصورها لنا ..
لا اعتقد والشواهد تضحض وتفند كل ماترمي اليه من مغزى ..

Post: #24
Title: Re: العلمانية .. أساس السلام والوحدة ونجاح الدول
Author: Elbagir Osman
Date: 07-29-2014, 02:28 PM
Parent: #23

Quote:
بالضبط لا ديمقراطية أو تقدم دون علمانية
أن كنا لا نريد العلمانية ففيم حربنا ضد الإنقاذ

Awad Mohamed Ahmed
من الفيسبوك

Post: #25
Title: Re: العلمانية .. أساس السلام والوحدة ونجاح الدول
Author: Elbagir Osman
Date: 07-29-2014, 02:29 PM
Parent: #24

هشام على
من الفيسبوك

العلمانية هي العدل بين معتنقي مختلف الأديان
وعدم تمييز معتنقي دين واحد

الباقر

Post: #26
Title: Re: العلمانية .. أساس السلام والوحدة ونجاح الدول
Author: Elbagir Osman
Date: 07-29-2014, 02:32 PM
Parent: #25

Quote:

كما يجب التنويه أن هناك قوى سياسية من مختلف الاتجاهات واقعة تحت ابتزاز الإسلاميين تدعو لما تسميه دولة مدنية. هذه خرافة و لا وجود لها في العلوم السياسية أو الفقه الدستوري. لا يوجد الا دولة دينية أو علمانية. مصطلح دولة مدنية تستخدمه قوى معينة كمراقة من الدعوة لدولة علمانية و ادا استلمت الحكم فسوف تراوح بنا بين المصطلحات مما يؤدي لاستمرار واقع الدولة الدينية كما حصل من الصادق المهدي وشركائه بعد انتفاضة مارس أبريل

Awad Mohamed Ahmed
فيسبوك

Post: #27
Title: Re: العلمانية .. أساس السلام والوحدة ونجاح الدول
Author: Elbagir Osman
Date: 07-29-2014, 02:34 PM
Parent: #26

Quote:

وبدون علمانية لاتوجدأي ديمقراطية
Adil Abdalmonam
من الفيسبوك

Post: #28
Title: Re: العلمانية .. أساس السلام والوحدة ونجاح الدول
Author: Elbagir Osman
Date: 08-01-2014, 02:52 AM
Parent: #27

Quote:

الجذور التاريخية لبذور العلمانية في السودان

تاج السر عثمان الباحث والقيادي الشيوعي

أولا: العلمانية: المفهوم والمصطلح:

عند الحديث عن العلمانية يقفز الي الذهن ذلك التعبير عن الوضع الحضاري الذي ظهر في اوربا منذ عصر النهضة، ومازال هو الذي يميز موقف الغرب من شئون الدين والدنيا حتي يومنا هذا. وكما هو معلوم العلمانية هي اجتهاد في ميدان التنظيم السياسي للمجتمع والابقاء علي هذا الميدان بشريا تتصارع فيه برامج البشر ومصالحهم الاجتماعية والاقتصادية، وهذا الاجتهاد ضروري ومطلوب في الفكر الديني والانساني لمواجهة المعضلات والمشاكل الجديدة التي تطرحها الحياة المتغيرة والمتبدلة دوما.
من هذه الزاوية، العلمانية مكسب حققته البشرية في صراعها الطويل من اجل حرية البحث والابداع، واستخلاص التشريع من المصادر الدينية والعرفية والفكر الانساني، دون الانطلاق من حالة ذهنية تتسم بالجمود والتحجر، بدلا عن الواقع المتجدد والمتغير. من هذه الزاوية لاترتبط العلمانية بالغرب، بل اصبحت ملكا للبشرية مثل المنجزات الأخري في ميادين العلوم والاكتشافات التقنية الاخري.
ومعلوم أن اصل لفظ العلمانية في اللغة الانجليزية(Secular)، مشتق من كلمة لاتينية تعني القرن(Saeculum)، بمعني الزمانية. العلمانية، اذن ترتبط في اللغات الاجنبية بالامور الزمنية، اي بما يحدث في هذا العالم، وعلي هذه الارض(د. فؤاد زكريا: العلمانية ضرورة حضارية، قضايا فكرية العدد 8 ).
كما أن العلمانية لاتعني استبعاد الدين عن ميدان قيم الناس الروحية والاخلاقية، ولكنها تعني التمييز بين الدين والممارسات السياسية المتقلبة، باعتبار أن الممارسات السياسية والاجتماعية والاقتصادية اجتهادات وممارسات بشر قابلة للتعديل والتطور.
ثانيا: ماذا عن التطور التاريخي للسودان؟
عندما قامت السلطنة الزرقاء أو دولة الفونج في سودان وادي النيل في الفترة(1504 – 1821م)، كانت اوربا قد قطعت شوطا منذ بداية عصر النهضة، واستطاعت أن تنفتح علي حضارات العالم وبعثت مكتسبات الحضارة اليونانية والرومانية وتمثل منجزات الحضارات الاسلامية والآسيوية، واستطاعت أن تكتشف وتطور وسائل تقنية جديدة مثل صناعة الطباعة(جوتنبرج)، وصناعة الورق، واكتشاف السلاح الناري، اختراع البوصلة، هذا اضافة لاتجاهها للخارج لنهب شعوب المستعمرات في الاراضي الجديدة والقديمة. هكذا بدأت الثورة التجارية والتراكم البدائي لرأس المال، الذي ادي الي تحسين الزراعة وتحقيق فائض من الانتاج الزراعي في انجلترا وفرنسا، مهد للثورة الصناعية وانتصار نمط الانتاج الرأسمالي، وقامت الثورة الفرنسية التي دكت حصون الاقطاع والجمود، وحل النظام العلماني محل الدولة الدينية والحكم بالحق الآلهي، وتم اعلان ميثاق حقوق الانسان.
عندما تم ذلك، كان التطور التاريخي فيما يختص بعلاقة الدين بالدولة يشق طريقه في سودان وادي النيل علي النحو التالي:

1- عرفت مملكة نبتة ومروي حكم الملوك الآلهة أو حكم الكهنة الذين ثار عليهم في مروي الملك اركماني عندما طالبه الكهنة بالقتل الطقسي حسب مشيئة الرب، ورفض ذلك وقتل الكهنة جميعهم في الهيكل المقدس، وغير في قوانين مملكة مروي. كان الكهنة يعينون ويعزلون الملوك ، أى ان الحكم كان دينيا مطلقا.

2- في ممالك النوبة المسيحية(550 – 1500م): نوباتيا، المقرة، علوة، حدث تطور في علاقة الدين بالدولة، حيث جمع ملوك النوبة بين وظيفة رجال الدين والسلطة الزمنية، فقد كان ملوك النوبة قساوسة وحكام في الوقت نفسه، أى جمعوا بين السلطة الدينية والزمنية.

3- في دولة الفونج أو السلطنة الزرقاء، حدث تطور جديد في علاقة الدين بالدولة بحكم طبيعة دولة الفونج، فلم يكن الملوك في سنار أو ماينوب عنهم في قري والحلفايا، رجال دين أو شيوخ. فقد كان الشيوخ مستقلين عن الملوك، أي حدث فصل بين السلطة الدينية والزمنية، فوظيفة التأثير الديني اصبح يمارسها الشيوخ، وتحررت الجماهير من عبادة الملوك الآلهة، بل كان لها الحق في عزلهم والانتفاضات والثورات ضدهم في بعض الاحيان، اضافة الي أن سلاطين الفونج ابتدعوا نظاما تشريعيا اعتمد علي الشريعة الاسلامية والاعراف المحلية. ولم تتبلور طبقة من رجال الدين مرتبطة نهائيا بجهاز الدولة، وتمارس تأثيرها الروحي الذي يخدم مصالح الحكام والدولة، هذا الدور كان يمارسه الحكام بشكل محدود عبر الفقهاء والاولياء، وكسب ودهم عن طريق اقطاع الاراضي لهم وغير ذلك، وعن طريقهم يمارسون تأثيرهم علي الجماهير ، ومن الجانب الآخر كانت الجماهير تؤثر علي السلاطين والملوك بواسطة العلماء والمتصوفة، باشكال مختلفة ومتفاوتة لدرء أو رفع الظلم عنها(الشفاعة) ، وكان هذا منطلقا من أن السلاطين كانوا يعتقدون في الاولياء، كما يعتقد الناس العاديون. علي أن الامور لم تسر في خط مستقيم في الفصل بين الدين والدولة في سلطنة الفونج ، فنجد بعض الحالات التي كان يجمع فيها شيوخ الطرق الدينية بين السلطتين الدينية والزمنية في مناطقهم في حالات ضعف قبضة السلطة المركزية مثل: حالة المجاذيب في الدامر، وحالة حسن ودحسونة، وهذه حالات خاصة من الحالة العامة التي كانت سائدة في السلطنة الزرقاء، وهي أن الدولة لم تكن دينية مطلقة يحكم فيها الملوك بالحق الآلهي.

وهذا هو التطور التاريخي لعلاقة الدين بالدولة، كما حدث في سودان وادي النيل ، والذي يمثل البذور الجنينية للحكم للحكم العلماني أو المدني والتي تم غرسها في فترة الفونج.

حدث هذا في اللحظة نفسها التي تحررت فيها أوربا من ظلام العصور الوسطي، ودخلت عصر النهضة والثورة الفرنسية والثورة الصناعية، التي ادت الي قيام حكم علماني، تم فيه فصل الدين عن الدولة، ولكن في كل بلد اخذت العلمانية شكلها الخاص المستمد من تعاليم المسيحية والتقاليد الوطنية لكل بلد ، كما أن العلمانية في اوربا لم تكن تعني استبعاد الدين، بل كانت تعني أن كل شئون الحكم بشرية يستنبطها الناس من واقعهم وظروفهم، ومن معتقداتهم الدينية والفكرية والاخلاقية، وهذا يتعارض مع الدولة الدينية (الثيوقراطية) التي تدعي أنها تحكم نيابة عن الله في الارض.

واذا جاز استخدام المصطلح المعاصرالعلمانية بهذا المعني، يمكن القول: ان فترة الفونج شهدت غرس بذور العلمانية أو الحكم المدني ، او شهدت المرحلة الانتقالية أو المخاض العسير الي الحكم المدني المستند الي اعراف ومعتقدات الناس.

ثم اتسعت دائرة المدنية أو العلمانية بعد ذلك في فترة الحكم التركي وفترة الحكم الانجليزي، والفترات اللاحقة رغم الانتكاسات المؤقتة، كما حدث في دولة المهدية والتي كانت دولة دينية، وتجربة تطبيق قوانين سبتمبر 1983م، وتجربة انقلاب الجبهة الاسلامية بعد انقلاب يونيو 1989م، رغم تلك الانتكاسات المؤقته الا أن تيار العلمانية أو الدولة المدنية الديمقراطية الكاسح سوف يشق طريقه، باعتبار هو الضمان لوحدة السودان من خلال تنوعه.
للمزيد في الرابط :-
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=145145[/QUOTE]