انعتاق

انعتاق


07-23-2014, 12:40 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=470&msg=1406115648&rn=0


Post: #1
Title: انعتاق
Author: Ibrahim Shouk
Date: 07-23-2014, 12:40 PM

انعتاق


ابراهيم خالد احمد شوك





عادَ لى بعد طولِ انتظارْ


المدى كان داكنا


والقلبُ خفقُهُ أضحى ساكنا


طالَ ليلى واستبدَّ النهارْ


لكنْ .....


حين عانقتُ أحرفاً قادماتْ


ملؤها الشوقُ والأمنياتْ


سَقطتْ لوحةُ الصَّمتِ


فى حبائلِ الانشطارْ


ورأيتُ بحرَ الأسى


رويداً .... رويدا


يراودُ الانحسارْ



******



زهرةٌ بريةْ


نُزِعتْ من أرضها


غُرستْ فى أصيصْ


اعترتها نظرةٌ شجيةْ


وأملٌ بصيصْ


تبسَّمتْ حينَ شاهدتْ


مسلسلَ النَّحلِ فى التلفازْ


صارَ التَّسليةََ والملازْ


انبجستْ من ثغرها


ابتسامةٌ تفوحْ


لكنْ .....


بانتهاءِ الحلقةِ الأخيرةْ


أرسلتْ نظرةً حسيرةْ


وأسلمتِ الرُّوحْ



******



حبسَ الطَّفلُ العصفورْ


فى قفصٍ مبهرجٍ


ليُغردَ لهْ وَحْدَهْ


صمتَ العصفورُ طويلا


تساءلَ ....


هل يرجِعُ سابِقُ عَهْدِهْ


ويصيرْ ....


حُرَّاً وقتَ يشاءُ يطيرْ ؟


سَمِعَ الطِّفلُ كلامَ الأهلْ


حرَّرهْ من أسرِهْ


عاد العصفورُ يغرِّدُ عند النَّافذةِ


ويُوصِلَهْ حتَّى بابَ الفَّصلْ



******



يَغْلِى الفلّاحُ الماءْ


ليَشربَ كوبا


من قهوةِ أو شاىْ


يَعزفُ على إيقاعِ الغليانِ


وصفيرِ الفورانِ


الناىْ


يسمو البُخْارُ بعيدا


يتراقصُ فى الأجواءِ سعيدا


يُشَكِّلُ سُحُبا


ترنو للفلّاحِ


بعينٍ حانيةٍ وجِلَهْ


اليافعةُ تظلِّلهْ


واليانعةُ تَسْقِىَ حقلَهْ

Post: #2
Title: Re: انعتاق
Author: Nasr
Date: 07-25-2014, 00:23 AM
Parent: #1

هذا شعر جميل
وإن كان لابد من نصيحة
حاول أن تجد صوتك الخاص جدا بك
وأن تخلق لغتك الخاصة جدا بك
وكذلك في الصور والأخيلة

مشروع لشاعر باذخ العلو والمجد

Post: #3
Title: Re: انعتاق
Author: Ibrahim Shouk
Date: 07-25-2014, 05:21 PM
Parent: #2

ناصر
شكراً للمرور والكلام الفخم والنصيحة الغالية
لكن آمل أن توضح أكثر حول اللغة الخاصة
كأنى فهمت أنك تقصد بأننى أتقمّص أصواتاً أخرى

لك الود

Post: #4
Title: Re: انعتاق
Author: Ibrahim Shouk
Date: 07-26-2014, 07:33 PM
Parent: #1

العنوان هو المدخل الاول لقراءة النص ، فالعنوان يعطى صورة متكاملة للنص ، لذا فاختيار العنوان من اصعب المهام التى تواجه الكاتب ، إذن يمكن القول أن العنوان هو عصارة النص والشعاع الذى يضئ للقارئ دربه ويهديه فى سبل النص المتداخلة

يحمل النص هذا عنواناً نكرة ومجهولا، والنَّكِرَةُ خلاف المعرفة ونقيضها ، والنكرة لابد من تعريفها ، ومن هذا المنحى فالعنوان يصدم وعى القارئ ، يحرك غريزة حب الاستطلاع لديه ويستفز تفكيره لفك شفرة هذا المبهم ، من مفتتح النص ندرك أن موضوعه هو الحرية ، فالعِتْقُ خلاف الرِّق وهو الحرية ، لكن أى حرية وتحرر من ماذا؟ هل هى تحرر من شئ مادى أم معنوى أم انفكاك من شراك الاثنين معاً؟

يتكون النص من اربع مقاطع/لوحات مختلفة لكنها منظومة بخيط واحد هو الحرية ممايجعلها عقداً مترابطاً، بالدلوف الى بداية النص تجدنا أمام عائد بعد طول انتظار ، لكن متى يُبلُ ريقنا ونعرف كنه العائد هذا؟ تركنا الكاتب فى هذا المفترق لنكوِّن صوراً واحتمالات شتى لسبر غور هذه اللوحة ، تغير المشهد تماماً ورفعت الستارة لنجد انفسنا فى مسرح وفضاء الحدث المادى والمعنوى، مشهدٌ تكتنفه ظلامية ، خوف وسكون ، لكن .... فجأة يتحول كل شئ الى نقيضه ، حدث هذا عند معانقة الراوى لأحرف مملؤة بالشوق والامنيات ، هنا تتضح الرؤيا قليلاً ، انشرخ الصمت ، بحر الأسى المالح-العميق-الممتد شرع فى التراجع ، ومن ثمَّ فُتح الباب على مصراعيه لولوج انعتاقٍ معنوى ، وتعبير رويداً ... رويدا يدلنا على مدى كبر مساحة الأسى وعمقه لذا استحال الانحسار دفعةً واحدة ، التحرر هنا كان نتيجة لعامل القراءة/الكتابة ، إذن هل العائد هنا مُلهِمٌ للكاتب/الراوى ، رسالة/نص ، أم نهمٌ للقراءة؟

اللوحة الثانية لزهرة تعيش حرة فوق أرضها ، لم تدم بهجتها طويلاً حتى نزعت قسراً وحشرت فى وعاءٍ للزهور ، شاب الشجن نظراتها لكنها لم تيأس بل تشبثت ببصيصِ أملٍ لم يبارحها ، حاولت أن تجرب نموذجاً من رموز التدجين بمشاهدتها للتلفاز ، فرحت حين شاهدت مسلسل النحل وفاح عطرها ، أدمنت مشاهدة المسلسل ، استُلبت ارادتها ، تم خداعها وصُوِّر لها النحل ككائن حى ، لكن ... بانتهاء مصدر الفرح وملجئه/المسلسل شحبت نظراتها وروحها فتصاعدت الأخيرة ، وبهذا الفعل انعتقت من الأغلال التى كانت تكبلها مادياً ومعنوياً .

اللوحة الثالثة لعصفور حُبس فى قفصٍ/موطنٍ بديلٍ فى غاية الجمال ، الفاعل طفلٌ والغرض ليستمتع بالتغريد منفرداً ، لم يعد العصفور يغرد وبذا تمرد على السجن والسجان ، لكن هاجس الوطن والحرية لم يبارحه بل ظل سؤالاً يلح عليه، رضخ الطفل لطلب أهله ففك أسر العصفور ليطير حراً طليقاً ، انعتق من سجنه بشقيقه المادى/القفص والمعنوى/الصمت والحقد ، لم يعادى العصفور الطفل بل على النقيض تماماً ، عاد العصفور متوازناً معنوياً فهو المغرد والرفيق للطفل .

اللوحة الرابعة والأخيرة لفلاحٍ يحبس الماء ويغليه فى إناءٍ ضيقٍ ليشرب قهوة أوشاى ، يغلى الماء غضباً من شدة الحرارة المرتفعة المسلطة عليه ، ينفجرُ بخاراً يصّاعد راقصاً فرِحاً بتحرره من السجن والعذاب ، يتجمع ويتوحد ليُشكِّل سحاباً ، ينظر الى الفلاح بشفقة ورثاء لحاله البائس الفقير من جهة ، ومن ناحية أخرى فالسحاب مايزال وجلاً متخوفاً من السجن والعذاب الذان قد يلاقيهما بهبوطه للأرض ، لكن الاحساس الموجب يتغلب هنا ، تظلل السحب شحيحة المياه الفلاح والتى تكثَّف ماؤها وثقل تجود عليه بمائها الماطر الذى يروى حقله ، الانعتاق هنا ماثل بشقيه المادى والمعنوى ، الأول يمثله انفلات بخار الماء من الابريق والأخير يظهر فى تفضُّلِ السحاب على الفلاح بالظل والمطر.

بالنظر الى فضاء المقاطع الاربعة نلاحظ أنه يحتل حيزاً ضيقاً يتسع شيئاً فشيئا ، فضاء اللوحة الأولى هو احساس الراوى الذاتى ، اللوحة الثانية زهرة لاتستطيع الحركة مما يجعل مساحة حريتها ضيقة لكنه فضاء أرحب إذا ما قورن بفضاء اللوحة الاولى ، العصفور فى اللوحة الثالثة اتسعت مساحة حريته فهو قادر على الطيران والتحليق بعيداً ، لكنه بطوعه واختياره رضى أن يدور فى فلك الطفل والا يقبع فى قفصه المبهرج ، اللوحة الأخيرة لماء له حرية التشكُّل فى مساحة بين السماء والأرض.

Post: #5
Title: Re: انعتاق
Author: Bushra Elfadil
Date: 07-27-2014, 02:19 AM
Parent: #4

عزيزي إبراهيم
شكراً على هذه النصوص الممتعة . وددت لو أنك لم تتداخل شارحاً فالنصوص تحكي عن نفسها .كان يمكن أن تجيء مثل هذه القراءة من قاريء أو ناقد غيرك حتى لا تسجن القراء الآخرين في رؤيتك باعتبارك الكاتب .أنت قدمت له رؤية وحيدة .
في النص هناك حرية وفي ملحق النص الشارح هناك سجن.على أنك كاتبٌ في الحالتين ذو قلم رصين وجذاب.

Post: #6
Title: Re: انعتاق
Author: Nasr
Date: 07-27-2014, 02:46 AM
Parent: #5

زي ما قال بشري
ما كان في داعي للشرح
ما بالضرورة شايف أصوات ناس تانيين في شعرك
ولكني كمتلقي
داير أشوف وأسمع في شعرك
الما شفته ولا سمعته من قبل
كثير من الجدة والتفرد

دايرينك تبدع أكثر

Post: #8
Title: Re: انعتاق
Author: Ibrahim Shouk
Date: 08-01-2014, 04:21 PM
Parent: #6

ناصر

لك الشكر على حثّك المتواصل لرؤية نص متفرد
مرورك الدائم وبسمتك جعلانى أشعر وكأننى اعرفك منذ عهود خلت.

خليك مواصل النصائح الغالية "وربنا يقدرنا على رضاك"

مودة لاينضب معينها

Post: #7
Title: Re: انعتاق
Author: Ibrahim Shouk
Date: 07-29-2014, 05:26 PM
Parent: #5

أخى د. بشرى

أكاد اطير فرحاً لمرورك وثنائك على احرفى المتواضعة، كيف لاأغتبط وأنت صاحب الأقداح المعلاة فى الأدب، أنت الأديب الأريب والمؤدَّب ، حلو اللسان المهذّب
أخى شرحى للنص رؤية احادية لكى تستدعى من يمتلكون مفاتيح النقد مثلك، يفتحون أبواباً مؤصدة واضاءة دروب النص ليتحرر رويداً رويدا، يلج فضاءات معرفية واسعة
دمت حافظاً لحقوق الأدب ومن ثم أدعوك لاخراج هذا النص من سجنه

وامد لك كفىّ عريانين الا من مودتى

Post: #9
Title: Re: انعتاق
Author: Ibrahim Shouk
Date: 08-06-2014, 12:20 PM
Parent: #7

مداخلات من حسابى على الفيسبوك:

أم وائل: أحيانا قد يكون الصمت قمة الإعجاب بسمو المفرده المقروءة فكان اللايك

محمد كوبه: هايل!!! هايل!!!ومعاها ههههاي(حقت السر قدور) يا ابراهيم..وقد ذكرتني بنص صغير ولكنه مترع بالتوق الي الانعتاق ويعبر عن حال كل المقفوصين امثالنا والاقفاص متشابه ان كانت معتقل او غربة اوساحة ضيقة لرزق اضيق منها داخل الوطن (عصفور مقفوص اطلق اغنية ليراها كيف تطير ) القصيدة للشاعر التونسي المنصف المزقني..هو قال انها قصيدة وانا آمنت بذلك

Post: #10
Title: Re: انعتاق
Author: Ibrahim Shouk
Date: 08-10-2014, 01:40 PM
Parent: #9

مداخلات من ملتقى الأدباء والمبدعين العرب:

1- المشاركة كتبت بواسطة منيره الفهري رئيس ملتقى الترجمة:
نص جميل فعلا تملؤه صور شاعرية شفيفة
و أحيانا غامضة... رائع بمعانيه العميقة الراقية
سعدتُ بمروري من هنا
بوركت و بورك نبضك أستاذنا ابراهيم احمد خالد شوك

2- المشاركة كتبت بواسطة ظميان غدير، اديب،كاتب وناقد

نص جميل وبهي
رقيق الالفاظ .جوه الشاعري جميل
برأيي يعيب النص تمرده عن الموسيقى الشعرية ،

لك تحيتي وتقديري