*** (ألدمباري) فلكلور دارفوري ***

الدمباري..

الدمباري هو حقيقة و ليس أسطورة
كل من طاف به الزمان بديارنا الدارفورية لابد وان يكون قد رأى أو سمع بالدمباري...
ألدمباري هو رجل له مقدرات خارقة في تسيير و تسخير آفة الجراد..
يستعين به المزارعون في مكافحة الجراد..
يأتي الدمباري ممتطياً جواداً وحاملاً لعصا رقيقة وطويلة كما الخيزران..
عندما يوجه عصاه نحو الجراد الهابط على رؤوس الشجر بكثافة عالية ويقوم برفع العصا الى أعلى مقابلة عنان السماء يرتفع الجراد أسراب متراصة في ذات أتجاه العصا..
يقوم الدمباري بعمل مشاهد بهلوانية و سيركسية غاية في المتعة و الأبهار بتوظيفه لعملية خضوع الجراد لتوجيهاته..
يتجمع الاطفال و النساء و الرجال في (النقعة) الساحة التي تتوسط القرى و (الحلال) جمع حلة ..
يستخدم الدمباري مهاراته المحيرة و الجالبة لالباب الناس بتحريك اسراب الجراد التي هي بالالاف المؤلفة يمنة ويسرة ..
وارتفاعا وانخفاضاً و عيون الجميع تبرق من شدة الاندهاش وهي تشاهد هذه الامواج المسيطر عليها من قبل رجل نحيف وخفيف يجلس على صهوة جواد ..
هذه المشاهد تفوق متعتها متعة المشاهد المونديالية لكرة القدم ..
يقوم الدمباري بهذا العمل بمقابل مالي يدفعه له اصحاب المزارع حتى لا يفقدوا حصاد أثنى عشر شهراً في الانتظار و الكد و الكدح..
من الطرائف انه ذات يوم في غرب دارفور سمع أحد الخواجات بحكاية الدمباري و جاء لمشاهدة ما سمع عنه من حكاوي..
تفاجأ الخواجة بذلك الرجل المثير وقال لاهل المكان أذاً انتم لا تحتاجون لطائرات الرش لمكافحة الجراد ..
الدمباري فلكلور دارفوري مذهل وهو واحد من مكونات الموروثات التراثية المميزة لخصائص الاقليم الغربي مفجر ثورة التحرر الثانية في السودان..
هل ما زال الدمباري يأتي موسمياً ليقدم الفزع للمزارعين أم أن الحرب قد أخذته نازحاً ولاجئاً مهيض الجناح...
أم ان المزارع و المزارعون قد هجروا الارض برغم غزارة مياه اوديتها وخيرانها ..
حتماً سوف يعود الدمباري مبشراً أهل دارفور بمواسم حصاد خالية من الآفات واعدة بالوفير من المحاصيل الزراعية السادة لرمق كل المعوذين و المحتاجين من داخل وخارج الاقليم الطيب اهله ..