التنميط والحقيقة " عثمان دقنة يبكي وحق الناس ياكل"

العنوان بالطبع لا علاقة له بعثمان دقنة شخصيا حتى لا يتم تفسيره بطريقة سلبية ..
عثمان دقنة هو ترهاقا الثاني كما اراه انا واخص بالتحديد الجانب العسكري في شخصيته ، فهو بشهادة الجميع ابرع ######## المهدية بغض النظر عن السلبيات العديدة التي اكتنفتها

الكلمة المشطوبة قـــــــــــواد بضم الميم و تشديد الواو بالضم ++++

ما اود الحديث عنه هو ظاهرة تنميط المجموعات والقبائل في العقل الجمعي - الحكاية الشعبية - النكتة مستلهما ما رواه الشيخ بابكر بدري في مذكراته (الجزء الثالث ، ص54)..
ذكر الشيخ ان احد الهدندوة جاء الى خليفة المهدي متظلما من عثمان دقنة ، وعندما شرع في الحديث عن ظلامته أخذ الخليفة عبدالله يبكي ، فقال الهدندوي:
" لا يا خليفة المهدي البكا لا تسو ، العدل سو ، عثمان دقنة يبكي وحق الناس ياكل" انتهى ..

الشيخ بابكر بدري من مؤرخي المهدية الذين شاركوا في احداثها ويمكن ان نطلق عليه صفة "مخضرم" تجاوزا لكونه عاش زمنا ليس بالقصير قبل الاستقلال وبعده وقد ذكر هذه القصة كنكتة ذات مغزى عميق لمفتش انجليزي.. لكني اجزم ان من يسمعها للمرة الاولى دون الاشارة الى مصدرها او سياقها التاريخي يظن ان مؤلفها هو الكوميدي محمد موسى ..

المهم بتاعة تبارك ..
ارتبطت شخصية الهدندوي "ادروب" في النكتة الشعبية المعاصرة بأنه شخص بسيط ، ذكي ، خفيف الظل يستطيع ايصال مايريد بعبارات موجزة جدا مع خفة دم بائنة والامثلة كثيرة ..
اود ان اتساءل ، هل من الممكن ان تكون الشخصية النمطية لأدروب متغلغلة في الذاكرة الجمعية منذ عهد المهدية حيث لا سودان بالفهم الحالي؟ وهل كانت درجة التعايش والحراك الاجتماعي بين مكونات السودان الحالية "آنئذ" تسمح بتكوين تصورات تنمط الآخر وتضعه في قالب لا فكاك منه ؟ ارجح ان يكون بابكر بدري قد سمع هذه القصة في وقتها وليس لاحقا وهو قد رواها في ثلاثينيات القرن الماضي. واغلب الظن انها قد حدثت بالفعل فليس من السهل او الممكن نسج قصص حول الأمراء الكبار في عصر كان متعاطي التمباك فيه يلاقي ما يلاقي.

المهم بتاعة تبارك ..
ارتبطت شخصية الهدندوي "ادروب" في النكتة الشعبية المعاصرة بأنه شخص بسيط ، ذكي ، خفيف الظل يستطيع ايصال مايريد بعبارات موجزة جدا مع خفة دم بائنة والامثلة كثيرة ..
اود ان اتساءل ، هل من الممكن ان تكون الشخصية النمطية لأدروب متغلغلة في الذاكرة الجمعية منذ عهد المهدية حيث لا سودان بالفهم الحالي؟ وهل كانت درجة التعايش والحراك الاجتماعي بين مكونات السودان الحالية "آنئذ" تسمح بتكوين تصورات تنمط الآخر وتضعه في قالب لا فكاك منه ؟ ارجح ان يكون بابكر بدري قد سمع هذه القصة في وقتها وليس لاحقا وهو قد رواها في ثلاثينيات القرن الماضي. واغلب الظن انها قد حدثت بالفعل فليس من السهل او الممكن نسج قصص حول الأمراء الكبار في عصر كان متعاطي التمباك فيه يلاقي ما يلاقي.

أستاذ عبدالله إدريس سلامات،

شكراً لإيراد المعنى وقصتها، مرت علي كذا مرة ، برغم إنوا المعنى واضح لكنه غريب بالنسبة لي خاصة لان سياق إيرادها بطعن في سيرة القائد العظيم عثمان دقنة.. ياخ ينوبك الثواب لو دليتني على طريقة أحصل بيها على مذكرات الشيخ بابكر بدري، قرأت مقتطفات كتيرة منها في كتير من المقالات التي أوردها الأستاذ شوقي بدري وأخرى متفرقة بالنت ولكني ما قدرت احصل عليها كاملة! تحياتي وتقديري..

.

Quote: . ستاذ عبدالله إدريس سلامات، شكراً لإيراد المعنى وقصتها، مرت علي كذا مرة ، برغم إنوا المعنى واضح لكنه غريب بالنسبة لي خاصة لان سياق إيرادها بطعن في سيرة القائد العظيم عثمان دقنة.. ياخ ينوبك الثواب لو دليتني على طريقة أحصل بيها على مذكرات الشيخ بابكر بدري، قرأت مقتطفات كتيرة منها في كتير من المقالات التي أوردها الأستاذ شوقي بدري وأخرى متفرقة بالنت ولكني ما قدرت احصل عليها كاملة! تحياتي وتقديري.. [Profile] [Edit]

حبيبنا احمد
نعم عثمان دقنة قائد عبقري ورمز عظيم لكنه بالطبع لا يخلو من نقائص بشرية مثلنا جميعا ، احد عيوبنا اننا نحاكم الماضي بقيم الحاضر ، عثمان دقنة لم يدرس بالسوربون ولا اكسفورد ، لم يسمع بالليبرالية ولا بقيم الديمقراطية عاش بقيم زمانه ، اخطا واصاب ، تاجر بالرقيق و كسر المربع الانجليزي دفاعا عن شعبه ، اتجاره بالرقيق لا يمكننا محاكمته عليه في وقت كان العالم لا يرى فيه مشكلة ، لكن دفاعه عن شعبه يظل قيمة ثابتة لا يمكن ان تتغير مهما تغير الزمن.
بخصوص مذكرات الشيخ بابكر بدري ، شخصيا اعتقد انها تستحق عناء البحث ، لكن لا تتعب نفسك فلن تجدها في اي مكان عدا جامعة الاحفاد .. تمشي طوالي راس على المكتبة بوجهوك لمكتب بيع الكتب.. حفيت قدماي مثلك وفي النهاية اشتريتها ب 100 جنيه قبل 5 شهور من الاحفاد 3 اجزاء..
تحياتي