قصيدة جديدة نثارُ الكوكب الفضي

قصيدة جديدة نثارُ الكوكب الفضي


06-06-2014, 03:20 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=470&msg=1402064447&rn=0


Post: #1
Title: قصيدة جديدة نثارُ الكوكب الفضي
Author: راشد سيد أحمد الشيخ
Date: 06-06-2014, 03:20 PM


نثارُ الكوكب الفضيّ،
غبار من مضوا

1

وهناً يغادرك الوميضُ الواهنُ
وهوناً تُغارفه الشجن …..
بدأب تفتش عن يديها في الظلام
وكفها الموشوم خارطة على كتف الوطن
حتماً تُراقصك الحبيبةُ عند صحوتِها
وقد تأتيك طيفاً في المساء
وفي الظهيرة الماطرة
أو بعد أن تغفو مصابيح الحياة …
فأبذل نذورك للضياء … تقرباً
حيث القرابين الوفيرة … حاضرة

2

بعين تُرامقُ ومضَّ أنجمك البعيدة
فتلوب مثل البرق في بهو المرايا …
عجلاً تعابثُ (خصّلةً عربّيدةً)
سالت على خدِّ القمر
وتنشد للغيوم نشيدها المكنون في قوس قزح
فافرش بساط القلب مأوى للغريب
فهنا … يطيبُ لي المُقام ….
وهنا الأحبة حاضرونَ
تفيأوا ظلاً تزاوره الطيور العابرات
تهاطلوا مطراً خفيفاً ..
ليس يُمحّقه العطاء ولا يبدده النوال
ومنه … ظامؤنا …. يمجُ ….
بقدر ما يحويه من عطشٍ لماء في الخيال

3

هل تصلح الصحراء بيتاً للنوارسَ؟
والريحُ …؟ أشباحُ التلال الجُدب؟
تهفاف البيارق في الأفق؟
؟………….
………….؟
الدمع لا يغدو ضماداً
للجراح الفاخرة

4

نترّسم الخطو المُضيئ على الرمال؟
نحفى لكي نهب العراء كِساءهُ؟
نشد الوثاق على الوريد تجملاً؟
…………………
هنا يسيلُ دمُ القصيدة
وهنا نداءُ البحر
يغريها النوارس بالرحيل!

5

كم حجرة بالقلب يسكنها الحنين؟
وكم تلبِث النبضاتُ بعدكَ
في سرير الإنتظار ؟
وهذا المساء بلا أنيس!

صديقك …. يمضغ الذكري
ويشرب قهوته كي لا ينام!
………….
رأيته في الحلم … يفتح للحفيف نوافذه …
ويهُش أسرابَ النواحِ المرِّ عن أحلامة ….
فيكتفي بلفافتين …..
وما تبقى في قناني الأمس من مرحٍ
وما سهى النُدماء عنه في الكؤوس البائرة
فأظهر غيابك كي تضيق الدائرة!

6

با غتتني الصبح هذي الخاطرة
وأنا أطارد طيفَ أغنيةٍ حزينة
وغُصةٌ بالحلق
ترفض أن تُواشّجَ بين حالي والفراغ

7

دليّني علي درب السُقى
يا شامةً بالقلب ميسمُها التعب
فأنا أخاطرُ بالذي في الذاكرة
أُكتِّمُ آهتي ….
يا هذه ….أين السُقى؟
والبئر أبعد من طريق
يستدِلُ به الحجر …
حجراً … حجر
8

إرخِ على الموج القلاع
البحر لا يرضى عناد الأشرعة
فلربما هتّك المساء خِمارّها
أو غالّها الموجُ الكتوم

وعُوجُوا بنا نشتارُ خمراً
من مقاصفه السخيّة
يرتوي ظمأ التشرد
من خطانا المسرعات على الدروب الواسعة

9

البرُّ حقلٌ … والسهول رحيمةٌ
والحلم وعدٌ … والأماني شاسعة
فانثر كنوزك في العراء غنيّمةً
للناس .. للشمس الحميمة ..
للنجوم الهاجعّة
وللندماء… تذكار العرُوج
وللحكايّا الماتعّة
ولليوميّ … والعاديّ إذ يطغى عليك
وما أضفاه نوّل الوعيّ
من قَدْحٍ يؤنسنُ فيك نزّق الطين
وللسحريّ إذ يُغريك بالمخبوء في حِرز الغُوايّة
وللقشر الذي يخفي غضون الروح
فأنت الواحد المعدود جمهّرةً …
وأنت المفرد المأسور في طين أناه
فأعصف بهذا الصمت
منفجراً كصافرة القطار
سجل حكايا عمرك المنذور تسفاراً لجوجّاً
نحو أُحْجية الغريبِ
ونحو الدروب المفضيات إلى حقول الحلم

10

أحقاً يقرفصُ فوق مقعدك الفراغ؟
ويستحيلُ البوح صمتاً …..
والمزامير غذاءً للأغاني الموجعة؟
أكذا تودعنا كأغنية على باب الغروب
وتمهر الذكرى بحبر الفاجعة؟
أكذا تلوح للرفاق هنيهةً !
تغلق نوافذك المضيئة بتةً!
وتصُّك بابَك للأبد؟
أتصُّك بابَك للأبد؟

لندن مايو/ يونيو 2014

Post: #2
Title: Re: قصيدة جديدة نثارُ الكوكب الفضي
Author: راشد سيد أحمد الشيخ
Date: 06-07-2014, 08:08 PM
Parent: #1

*