قصص من واقعنا الأليم

قصص من واقعنا الأليم


04-22-2014, 07:53 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=470&msg=1399572513&rn=0


Post: #1
Title: قصص من واقعنا الأليم
Author: رانية عمر عبدالله
Date: 04-22-2014, 07:53 PM

"1"
طفل صغير لم يتعدى الثامنة من العمر يرتدي ثياباً بالية يغطيها التراب، وجهه البريء أصبح غارقاً في هموم و كأبة كادت تُفقده ملامح طفولته البريئة، ركب حافلة المواصلات حاملاً كيساً مليئاً بالأغراض و ارتمى على كرسي الحافلة بجسد يرتعش من هول التعب لينام نومة عميقة بعد يوم من العمل الشاق في السوق العربي..
كنت أجلس خلفه في الحافلة و كنا جميعاً من ركاب و كمساري و حتى سائق الحافلة نراقبه بعيون متألمة، حتى أن الكمساري لم يقم بايقاظه أو سؤاله عن المال بل و قد أسرع رجل يركب بجانبه بدفع نقود تذكرة الحافلة لهذا الطفل المسكين.
أثناء مراقبتنا لذلك الملاك النائم كنت أحاول منع رأسه من الارتطام بباب الحافلة من وقت لآخر، و للمصادفة كان جاره جالساً في المقعد المجاور لي و قال بحسرة لي و لبقية الركاب:
تخيلو الولد ده أبوه عايش و صحته كويسة؟؟
أصابنا الذهول و بدأ الجميع بالتساؤل عن حال الطفل.
قال الرجل:
الولد ده أبوه عنده زوجتين و عدد من الأولاد و البنات من الاتنين و الظاهر لمن العيال بقو كتار و مسؤوليته زادت قام خّلاهم كلهم و بقى ما بيصرف على أي بيت من بيوته!!!
تخيلو إنه الشافع الصغير ده شغال و بيصرف على أمه و أخوانه و أخواته و لا بيقرأ و لا بيلعب زي الأطفال الفي عمره و لا شي؟!!
كنا نتابع حديثه بذهول بينما كان الطفل غارقاً في نوم عميق.
قال:
الولد ده بيمشي السوق العربي الساعة 4 صباحاً و بيشتغل لحد بعد العصر و يرجع بيتهم في آخر محطة (مشوار ساعتين تقريباً) كل يوم و في طريقه بيشتري العيش و الخضار لأهله.. يعني الطفل الصغير ده اتحمّل المسؤولية و بقى راجل كبير قبل أوانه.
و قال بحسرة: عليك الله الواحد لوما مستعد يتحمّل المسؤولية يعرّس و يجيب عيال يعذبهم في حياتهم لشنو؟!! هسي الطفل ده أنا باعرف زيه أطفال كتار جداً بقو ضحية إهمال و استهتار أهلهم.. عليكم الله يا جماعة مش انحنا برانا المضيعين بلدنا و أولادنا؟؟..
استمر الحديث و التساؤل حتى نزولي عن الحافلة و ستظل الكثير من الاستفهامات دائرة حول محيط هذا المجتمع الذي يحتاج الكثير و الكثير من الجهود لعلاج أمراضه المزمنة...

Post: #2
Title: Re: قصص من واقعنا الأليم
Author: ياسر بيناوي
Date: 04-23-2014, 03:34 AM
Parent: #1

رانيه تحياتي
مؤلم جدا واقع هذا الطفل
ومؤلم اكتر وقوفنا عاجزين عن تغير واصلاح واقع هذا المجتمع

خالص الود

Post: #3
Title: Re: قصص من واقعنا الأليم
Author: عبدالكريم عبدالله
Date: 04-23-2014, 06:35 AM
Parent: #2

رانية سلامات
وقت يغيب الضمير ، تاني المافي شنو ؟


كوني بعافية

Post: #11
Title: Re: قصص من واقعنا الأليم
Author: رانية عمر عبدالله
Date: 04-25-2014, 12:32 PM
Parent: #3

عبدالكريم عبدالله،، ألف مرحب بيك
غاب الضمير و غابت كل الملامح الإنسانية الجميلة ،،
بس نسأل الله السلامة

Post: #10
Title: Re: قصص من واقعنا الأليم
Author: رانية عمر عبدالله
Date: 04-25-2014, 12:23 PM
Parent: #2

ياسر بيناوي لك التحية الخالصة،،
للأسف هذه القصة ليست سوى قطرة في بحر معاناة الطفل السوداني ،،
الله كريم

Post: #4
Title: Re: قصص من واقعنا الأليم
Author: مجاهد محمد الهادي
Date: 04-23-2014, 07:49 AM
Parent: #1

شي مؤلم بالفعل

على بلدنا رعاية مثل هذه الحالات

بلدنا ومجتمعنا زي كل مجتمع فينا وفينا والحمدلله أن حالات مثل هذه أكيد ليست الغالب وإنما هي حالات نادرة

الاهتمام بجمعيات وأجسام تهتم بمثل هؤلاء أمر ضروري

شكرا أخت رانية

ومتابعين ان شاء الله

Post: #5
Title: Re: قصص من واقعنا الأليم
Author: ismeil abbas
Date: 04-23-2014, 09:00 AM
Parent: #4

سلام رانية...شىء مؤلم فعلاً...

هذا الطفل ربنا أكرمه بعدم ألأنحراف رغم تهيئة المناخ...تخيلى كم من هؤلاء ألأن منحرفين ومشاريع مجرمين...الدولة لو فكرت فى مثل هولاء تستطيع أن تحد من الجريمة وتعول أسر وتصلح مجتمع.....الله يكون فى عون وطنى ومواطنيه.

Post: #13
Title: Re: قصص من واقعنا الأليم
Author: رانية عمر عبدالله
Date: 04-25-2014, 12:56 PM
Parent: #5

ismeil abbas
ألف شكر على مرورك الطيّب،
الدولة لا تفكر في المغلوب على أمرهم، يكفيها إنشغالها بإهدار المال العام في خدمة من باعوا ضمائرهم،،
الله يصلح الحال

Post: #12
Title: Re: قصص من واقعنا الأليم
Author: رانية عمر عبدالله
Date: 04-25-2014, 12:41 PM
Parent: #4

تحية طيبة أخ مجاهد محمد الهادي،،
لازم نكون صادقين مع روحنا و نعترف إنه الحالات دي بتمثل نسبة كبيرة جداً من الأطفال البيعانو في كل لحظة من الجوع و المرض و الحرمان من التعليم و الحياة الكريمة،
بالعكس كمان بتلقى الأطفال العايشين حياة كريمة بيمثلوا نسبة قليلة جداً..
بالنسبة للحمعيات الخيرية و المنظمات و الأنشطة التطوعية فهي موجودة و نشاطاتها واضحة بس مهما كان ما حتقدر تقوم بمسؤولية الدولة تجاه المواطنين سواء في تحسين مستوى المعيشة أو في التوعية الاجتماعية.

Post: #6
Title: Re: قصص من واقعنا الأليم
Author: احمد النور عبد الله
Date: 04-23-2014, 11:09 AM
Parent: #1

قصة مؤلمة جدا ولوتمعناها لخرجنا بمجموعة نتايج مثلا تعدد الزوجات فى ظل الظروف الراهنة واحد من اسباب تفكك الاسرة وضياع اطفال كثر .

Post: #14
Title: Re: قصص من واقعنا الأليم
Author: رانية عمر عبدالله
Date: 04-25-2014, 01:09 PM
Parent: #6

احمد النور عبد الله،،
معك حق و المشكلة الأكبر أننا لا ندرك خطورة مشاكلنا الاجتماعية إلا بعد فوات الأوان و بعد أن نكون قد أنتجنا جيلاً مُدَمراً و ضائع المستقبل.

Post: #7
Title: Re: قصص من واقعنا الأليم
Author: بدر الدين عوض الكريم
Date: 04-23-2014, 06:18 PM
Parent: #1

الأخت رانيا، السلام عليكم، والله أكثر قصة موجعة، قراءتها، كأنني أرى في رواية خيالية مليئة الدراما الحزينة والكوميديا السوداء، الله يرحم محجوب شريف عندما قال في غويشاية
(دا ما منك
دا ما منك
دا من حال البلد ذاتا
حراباتا و حزازاتا
ناس السلطة ناساتا
ناس فوق و ناس تحت
تحت الارض اقرب لامواتا
لك الشكر الجزيل، أسأل أن يعدل هذا الحال

Post: #8
Title: Re: قصص من واقعنا الأليم
Author: عبدالحفيظ ابوسن
Date: 04-23-2014, 06:32 PM
Parent: #7

اطفال كتار تاسي لحالهم
في عيونهم وسن ونعاس الصباح وبأسمال بالية يقودون كوارو الموية قبل الصبح , شاهدتهم في مدينتي
وبنات اطفال بعد صلاة الصبح شايلات الزلابية واللقيمات للسوق وبهدوم المدرسة
الاطفال شالو الحمل مع اهلهم لأنو الحكومة تساهم في شقاء الناس ومص دمائهم

Post: #16
Title: Re: قصص من واقعنا الأليم
Author: رانية عمر عبدالله
Date: 04-25-2014, 01:17 PM
Parent: #8

تسلم أخ عبدالحفيظ ابوسن،،
للأسف أطفالنا دفعو تمن غالي جداً و ضحّو بطفولتهم بسبب جشع المتكنكشين على كراسي الحكم..
الله كريم

Post: #15
Title: Re: قصص من واقعنا الأليم
Author: رانية عمر عبدالله
Date: 04-25-2014, 01:13 PM
Parent: #7

الأخ بدر الدين عوض الكريم،، للأسف الشديد نحن نعيش في رواية مأساوية جداً تحكي عن واقع شعب ضائع،،
رحم الله أستاذنا مجحوب شريف و كل من أبدع في صياغة واقع الغلابى بصدق.
تحياتي

Post: #9
Title: Re: قصص من واقعنا الأليم
Author: رانية عمر عبدالله
Date: 04-25-2014, 12:20 PM
Parent: #1

أشكر تجاوبكم الجميل و أرجو أن تقبلوا اعتذاري على تأخّر الرد،
و سأقوم بالرد على الجميع ان شاء الله،

********
جزيل الشكر و التقدير للأخ بكري على رفع البوست

Post: #17
Title: Re: قصص من واقعنا الأليم
Author: رانية عمر عبدالله
Date: 04-25-2014, 03:19 PM
Parent: #1

"2"
قصة جديدة و ألم جديد:
******************

شيخ بين الستين و السبعين من العمر ، أشعث، أغبر ، حافي القدمين ، ثيابه رثّة و شديدة الاتساخ، يسير متكئاً على عصاه و يبدو أنه يعاني من ضعف في النظر و صعوبة في النطق و السمع.
كان يمشي بين الناس في موقف جاكسون بالخرطوم، يحاول التحدث معهم و في يده جنيه سوداني، لم يكن حديثه واضحاً و لكن المؤسف في الأمر أنه لم يجد آذاناً صاغية حتى يتمكن من توضيح كلامه.
كان الناس يفرون منه و ينظرون إليه بتقزز و اشمئزاز و كلما فر منه مجموعة من الناس في احدى مواقف الحافلات تراه يتحرك بكل عفوية نحو مجموعة أخرى في موقف آخر أملاً في يجد من يستمع إليه.
بعضهم كان يغطي وجهه منه كتعبير عن الاشمئزاز و القرف و البعض كان يدّعي عدم رؤيته و منهم من كان يرد عليه ببعض الجمل المشهور استخدامها في الرد على المتسولين " الله كريم، الله يدينا و يديك " !!
كان من بين الواقفين فتاة في عجلة من أمرها و يبدو عليها القلق و التوتر نظراً لتأخّرها الشديد على مواعيد عملها، وقف ذلك الشيخ أمامها و كان يتحدث اليها مبتسماً بكلمات غير واضحة ، نظرت إليه و قالت:
عاوز شنو يا عم؟ عاوز قروش؟
رد عليها بالنفي و لكنها لم تفهم ما يقول لصعوبة نطقه، فأخرجت جنيهاً واحداً بخجل و قالت و الله معليش يا عم أنا مفلسة شديد، هاك الجنيه ده.
رفض أن يأخذ الجنيه لكنها أصرّت عليه و وضعت الجنيه في يده و ابتعدت كي لا يعيده إليها.
عاد الشيخ لوضعه الأول يهيم بين الناس مردداً نفس العبارات الغير مفهومة و ازداد نفور الناس و هروبهم منه، فعاد ليقف إلى جانب الفتاة التي أعطته الجنيه محاولاً للمرة الثانية توضيح كلامه لها و لكن دون جدوى.
استمرت محاولاته لشرح كلامه للفتاة و محاولاتها لفهمه، فطلبت منه أن يحاورها بالاشارة على أمل أن يتمكن من ايصال فكرته.
فقام باخراج كيس يحوي الكثير من الجنيهات و العملات النقدية التي لم تكن الفتاة لتمتلك ربعها ، و وضع يديه على فمه إشارة على أنه يعاني من الجوع و العطش الشديد و أشار بيده نحو مجموعة من المحلات التي تبيع الساندوتشات و العصائر بالقرب من مواقف المواصلات.
نظرت إليه بذهول و أدركت أن كل ما يحتاج إليه ذلك الشيخ الكبير هو بعض الطعام و الشراب الذي أراد شرائه ب"حُرّ" ماله و يبدو أن أصحاب الكافتيرات كانوا يرفضون مجرد وقوف رجل مثله بجانب محلاتهم، فهو في نظرهم مجرّد رجل متشرّد قذر ، قد "يطفّش" لهم زبائنهم كما "طفّش" الناس من مواقف المواصلات!
مدّ يده بالمال لتلك الفتاة لتهرع إلى أقرب كافتيريا و تشتري له ما يزيح عنه قسوة الجوع و العطش، جلس يتناول طعامه بهدوء و ظلت هي تنظر إليه و إلى من كانوا يفرٌون منه بحسرة و حرقة روح،،
تسائلت في نفسها.. ترى هل كانوا يفرّون من ذلك الشيخ هرباً من قبحٍ يرون فيه؟ أم من قبحهم المقيت الذي كان ذلك الرجل مجرد مرآة تعكسه أمام أعينهم بكل ما يحمله من بشاعة لا تمت للإنسانية بِصلة؟؟!!

Post: #18
Title: Re: قصص من واقعنا الأليم
Author: رانية عمر عبدالله
Date: 04-26-2014, 04:39 PM
Parent: #1

"3"
عندما تموت البراءة..

قبل فترة أُدخلت طفلة لم تتعدى التاسعة من عمرها إلى قسم حوادث أحد مستشفيات العاصمة على يد والدتها و أهلها و هي في حالة صحية متردية جدا و مصابة باختناق شديد، ليجدوا صفوف المرضى و الذين كان في معظمهم أطفال في حالات سيئة للغالية تعترض طريقهم إلى غرفة الطوارئ مما اضطرهم للانتظار حتى تمكنوا من ادخال ابنتهم و التي كانت في حالة يُرثى لها، و بعد ادخالها للغرفة حدث ما لا يخطر ببال أحد!! لم يتمكن "الأطباء" الموجودون في الغرفة من فتح انبوبة الاكسجين لاسعاف الطفلة المختنقة بل و قاموا بالاتصال بأحد الأطباء الأكثر خبرة منهم ليضطر للحضور من بيته لفتح أنبوبة الاكسجين، و في تلك الأثناء كانت حالة الطفلة تزداد سوءاً و تدهوراً...
بعد استكمال رحلة وصوله إلى غرفة الطوارئ، قام الطبيب بفتح أنبوبة الاكسجين ليكتشف المصيبة الكبرى.. فالانبوبة فارغة تماماً من الاكسجين!!
و استمرت رحلة عذاب الصغيرة في لحظات بحث الأطباء عن انبوبة اكسجين أخرى،، و بعد كل هذا العذاب لم يفلحوا في ذلك حيث تبيّن أنه لا توجد أي أنابيب اكسجين في المستشفى و ان وُجدت فستكون فارغة تماماً.
و مع طول الانتظار لم يقوى جسد الطفلة النحيل على تحمل هذا العذاب ففارقت الحياة..
فارقت الطفلة الحياة لتترك خلفها مئات الأسئلة و علامات الاستفهام التي عجزنا على ايجاد أجوبتها!

تُرى إلا أين نحن ذاهبون؟؟!!

Post: #19
Title: Re: قصص من واقعنا الأليم
Author: Hani Arabi Mohamed
Date: 04-27-2014, 04:19 AM
Parent: #18

مرحباً بك رانية ...

شكراً على حروفك التي تضيء جانباً مهماً من جوانب حياتنا المظلمة ...

قبل أن أجيب على سؤالك : "إلى أين نحن ذاهبون؟"

اسمحي لي أن أطرح سؤالاً آخر ...

"إلى أين ذهبنا؟"

Post: #20
Title: Re: قصص من واقعنا الأليم
Author: رانية عمر عبدالله
Date: 04-29-2014, 11:02 AM
Parent: #19

ألف مرحب بك هاني عربي،،
إن ما وصل إليه واقعنا من ألم و عذاب يطرح العديد من التساؤلات و الاستفهامات التي تحتاج منا الكثير من التأمّل و التفكّر فيما وصلنا إليه من ضياع، لعلنا بذلك نحاول السير و لو خطوة واحدة نحو تغيير ذلك الواقع المرير إلى حال أفضل..

شكراً جزيلاً لك

Post: #22
Title: Re: قصص من واقعنا الأليم
Author: تبارك شيخ الدين جبريل
Date: 04-29-2014, 11:19 AM
Parent: #20


Post: #23
Title: Re: قصص من واقعنا الأليم
Author: رانية عمر عبدالله
Date: 04-29-2014, 11:24 AM
Parent: #22

تبارك شيخ الدين جبريل،،

إنها صورة معبّرة جداً عن ما تعانيه البراءة من ويلات العذاب و مهالك الحروب ،،
تباً لمن كان السبب..

لك مني كل الشكر و التقدير

Post: #24
Title: Re: قصص من واقعنا الأليم
Author: رانية عمر عبدالله
Date: 04-29-2014, 11:25 AM
Parent: #22

و لازال الألم رفيقاً يلازم رحلة حياة الإنسان السوداني ..

و تستمر قصص المعاناة ..

Post: #21
Title: Re: قصص من واقعنا الأليم
Author: رانية عمر عبدالله
Date: 04-29-2014, 11:16 AM
Parent: #1

"4"
مشهد واقعي تمت صياغته بصورة جدلية..
********************************

اتخيل/ اتخيلي معاي إنك في بيتكم..
و انت نايم/ة في أمان الله و سابح/ة مع الأحلام الوردية،،
فجأة أمك جات و قالت ليك قوم/ي سريع أمشي جيب/ي زيت و صابون من الدكان ،،
طبعاً الواحد بيقوم من نومة حلوة زي دي و هو مدبرس و شامي الوضع و يمشي الدكان متجرجر، خطوة لقدام و لخطوتين لى ورى!!
و انت/ي في طريق الرجعة من الدكان تتفاجأ/ي بنيران و دخاخين في بيتكم!!
أيوة بيتكم الخليتو فيهو أمكم و أبوكم و أخوانكم و أخواتكم في أمن و أمان.. اتعرّض مع مجموعة من بيوت الحلّة لقصف من طائرات الجيش !!
تجري سريع على البيت يمسكوك الجيران و يحموك تدخل و باقي الناس بيحاولو بكل قدرتهم إنهم يطفوا النار بجرادل الموية..
و فجأة تسمعو صوت مجموعة من المسلحين الراكبين حصين و عربات و جاريين عليكم ، و ناس الحلّة يجروا و يتفرقوا..
و انت/انتي بتصرخ/ي بأعلى صوت: أمي .. أبوي .. يا ناس أخواني جوّا النار..
يقومو عمك الساكن مقابلكم و سيد الدكان يمسكوك و يقبقبوك و يجروا بيك بعيد من رصاص المسلحين و يقفلو شخمك لحدما الجماعة يغادروا المكان و بعدها الناس يتلمّو بحذر شديد قدام بيتكم عشان ينقذو الباقي من بيتكم،، 
بس للأسف حيكون الأوان فات عليهم..

اتخيلتو معاي المشهد ده ؟؟!! (ربنا يستركم من المشاهد دي و يحفظكم انتو و أهلكم)
طيب .. في ناس ما محتاجين يتخيلو حاجات زي دي..
عارفين ليه؟؟!!
لأنه ده واقعهم العايشين فيهو كل لحظة و كل ساعة.. 
و دي حياتهم الانحنا ما عارفين عنها حاجة...