الماركسية المفترى عليها ... او أن كل الذي يعلمه ماركس عن نفسه انه ليس ماركسياً

الماركسية المفترى عليها ... او أن كل الذي يعلمه ماركس عن نفسه انه ليس ماركسياً


03-25-2010, 10:25 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=47&msg=1307683604&rn=3


Post: #1
Title: الماركسية المفترى عليها ... او أن كل الذي يعلمه ماركس عن نفسه انه ليس ماركسياً
Author: Amjed
Date: 03-25-2010, 10:25 PM
Parent: #0

النظرية الماركسية (المفترى عليها)...

و كل الذي يعلمه ماركس انه لم يكن قط ماركسياً ...






"سيتوقف كل شيء ، على امكانية دعم الثورة البروليتارية بطبعة ما جديدة ...عندئذ يكون كل شيء على ما يرام." ماركس في رسالة الي انجلس بتاريخ 17 ابريل 1857


بالطبع تحتل مكانة مسألة النظرية موضع مركزي في اشكالات الحركة الثورية ، فالذي تقرره المقولة الماركسية من انه لا يوجد تنظيم ثوري بدون نظرية ثورية يحسم ضرورة الوضوح النظري للتنظيم الذي يسلك طريق الثورة او التغيير الاجتماعي الجذري في حل الاشكال السياسي او تفسيره. لكن بالرغم من أن هذا الاشكال النظري كان الاكثر تداولاً على الاطلاق فهو مع ذلك اكثر المواضيع غموضاً و ضبابية ايضاً. فالواقع البسيط يضعنا امام حقيقة أن انتشار فكرة ما يصحبه دوماً تمييع لهذه الفكرة و تبسيط مخل لها في بحر الشعارات و العمومية. و لهذا جاءت قاعدة لوكاش في حديثه عن التنظيم اللينيني و قواعده الصارمة : "ان التنظيم هو شكل التوسط بين النظرية و الممارسة". و عندما نقرأ هذا على ضوء مقولة انجلز عن أن "نظريتنا ليست عقيدة جامدة بل هي دليل عمل" ، نفهم صلة وصل التلاقح الدياليكتيكي المستمر بين النظرية و التنظيم . لكن التاريخ بعيده و قريبه يحكي لنا كيف أن تقديس العفوية او (الارث الثوري) يصاحبه على الدوام اهمال و لو من طرف خفي او غير واعي للنظرية و يسقط بنصوصها الفكرية في براثن التحول الي شعارات ترسم على الجدران كمقولات بديهية و حقائق عامة لا تحتاج الي نقاش او جهد فكري للاثبات مما يفقدها اي معنى عميق لها. و يرتفع بها هذا التقديس شبه الغيبي الي مرتبة تعلو على اخضاعها الي اية دراسات عملية بل و ترقى الي عدم تناولها حتى في متون الابحاث النظرية، و بالتالي يتوقف نموها الفكري عند مرتبة الايدولوجيا الكاملة التي رضي بها معتنقوها الا تزيد و لا تنقص. فالذي يحدث عند رفض الخوض في مسائل التحدي النظري في اطره التنظيمية الحقيقية خوفاً من عواصف خطر ليبرالي (يميني) بدأت في الهبوب او تقديساً لنزعات ارث عمل تنظيمي مجيد هو مظهر حرفي ميكانيكي يغتال الفكر الثوري و يسقطه من مقتل.و يسمح بوجود من هم خارج التنظيم و على تخوم الفكر السياسي ، بتوجيه رسائل خاوية الوفاض و خاطئة المحتوى الي مؤتمر حزبي يناقش من القضايا ما هو اهم من تقسيمات لتيارات يتوهمونها داخل حزبنا الشيوعي السوداني. و هولاء المتوهمون من بالداخل منهم و من بالخارج و الذين لا تنقطع ثرثرتهم و رسائلهم الاسفيرية منها و المطبوعة حول ضرورة التمسك بالنظرية و حمايتها من الانحراف هم في الواقع الاكثر فشلاً في الممارسة و التطبيق العملي الخلاق لهذه النصوص النظرية ، بل و يفاجئهم على الدوام ابسط تبدل في الواقع الذي يدعون للتمسك به و الارتباط به. و هم – بغض النظر عن اشكالاتهم الانسانية الاخرى- هم الذين وصفهم لينين بأنهم يفتقدون " لمنهاج منتظم وضع بعد اعمال للفكر استعداداً لنضال دوؤب و عمل عنيد".


فالمرحوم كارل ماركس(توفي في 14 مارس 1883) المفترى عليه و على فكره لم يضع خارطة طريق للمسير نحو الثورة و لم يرسم حدود التيار اليساري الثوري ، المرحوم لم يفعل اكثرمنه انه وضع ملامح عامة واثقاً من التراكمات الكمية لتجارب الجماهير و الكادحين و التنظيمات الثورية كفيلة بصنع القالب المناسب لظروف كل مرحلة ثورية. و هذا المفهوم الواعي لماهية الثورة هو الذي يصنع الفرق بينها و بينا انواع ظواهر التغيرات السياسية الاخرى كالانتفاضة و الهبة الشعبية و حتى الانقلاب العسكري. فهذه الجموع لا تصل الي حقيقة بؤس الاستغلال الرأسمالي لمواردها و الطبيعة الراسمالية المشوهة والتابعة في بلادنا في اطار تحالف الكومبرادور والبيروقراطية الحاكمة و عدم امكانية التوفيق بين مصالحها الجمعية ومصالح رأسمال الا بتجاربها العملية في خضم الصراع السياسي. و ليس عن طريق التمسك بشعارات نضال اليسار المقاوم و تجريم الانحراف اليميني اينما اتى. و في هذا نجد أن اشارة لينين عن الحركة العمالية في "ما العمل؟" عن عدم امكانية العمال بقواهم الذاتية تجاوز الوعي النقابي القاصر على هموم العمل كانت تاكيدا مبالغا فيه كما اعلن لينين نفسه.

. و ليس المقصود بالطبع أن النظرية الثورية هي جملة استنتاجات عامة. بل هي اكثر من ذلك بكثير، انها كل متكامل من التحاليل والاستنتاجات، كل يغتني دائما بما يضفيه عليه التاريخ. انها بالدرجة الاولى دراسة للتاريخ ليس فقط بمحركاته العامة بل ايضا بما يقدمه من دروس وعبر يمكن استخدامها في النضال العام ضد النظام الراسمالي و التاريخ كما تقرره الفلسفة الماركسية ايضاً هو مسار حلزوني له لحظات صعوده و هبوطه و في كل دروس. و تشعب حركة العمال و الجموع الكادحة في ظروف اليوم ، يشير بوضوح و يؤكد ضرورة وجود اتجاهات نظرية مختلفة تصب في صالح حركة النضال ضد الرأسمالية و تأطيراتها المختلفة. و هنا ايضا يجب "تحديد الفروق الصغيرة"، و اقصد بذلك انه لا يجوز التسليم بكل ما صدر عن الثورات المنتصرة... لانها انتصرت. ان هذا الموقف التجريبي الصرف ابعد ما يكون عن استيعاب النظرية الثورية.

فدراسة تاريخ الثورة الصينية، مثلا، لا يمكن توقيفه على قراءة ماوتسي تونغ، بل يجب القيام بتحليل نقدي لمجرى هذه الثورة العظيمة، تحليل نقدي لسياسة الحزب الشيوعي الصيني والتحقق من صحة هذه المواقف. على ضوء التاريخ الواقعي الملموس للثورة الصينية (وسيرورتها على طريق راسمالية الدولة واقتصاد السوق والانفتاح الراسمالي فيما بعد انهيار المنظومة الاشتراكية). وما يقال هنا يصح بالنسبة لجميع الثورات. اما الذي يدعيه البعض من كونهم (الماركسيون الشرعيون) او (اليسار الحقيقي) او انهم (المتحدثون باسم التيارات الديموقراطية الحريصة على مستقبل القوى الحديثة في بلادنا) فهو لا يعدو غير لغو ممن عجزت راحلته عن المسير في الدرب ، و الدرب صعب و الثورة ليس لها ان تسير بسير اضعفها.

ان الذي نضعه امام اعيننا دوماً هو أن الاسهام الاعظم لكارل ماركس كان اكتشافه للمفهوم المادي لحركة التاريخ او بمعنى ادق في توسيع مواعين المادية الفلسفية لتدخل ميدان تفسير الظواهر الاجتماعية متجاوزاً بذلك عيبين رئيسين فيما سبق من نظريات اجتماعية : 1) عجزها عن ادراك الجذور للظواهر المعنية في حركة التطور المادي (الاقتصادي على وجه الخصوص) 2) اهمالها للظروف الناتجة من حركة الجماهير و تأثيراتها النظرية. فقد(كان "علم الاجتماع" و علم التاريخ قبل ماركس يكدسان في احسن الحالات وقائع خام مجموعة كيفما اتفق و يعرضان بعض الجوانب من حركة تطور التاريخ) ف. أ . لينين

Post: #2
Title: Re: الماركسية المفترى عليها ... او أن كل الذي يعلمه ماركس عن نفسه انه ليس ماركسياً
Author: HAYDER GASIM
Date: 03-26-2010, 00:44 AM
Parent: #1

شكرا ... د. أمجد,

واللهي قلنا نخوض في مواضيع زي دي وأشباها,
قالوا الدنيا إنتخابات والأولوية لقضايا الساعة!
{ حدث هذا في بوست الترحيب بالسر بابو }

فيا السر وأحمد طراوة, ما أشوفكم حايمين بي جاي
{ وجه ليهو حق }

هو طبعا النظرية الماركسية مش مفترى عليها, إنما
هي فقط تتعرض للنقد بمقدار عيوبها وثغراتها وحصائل
تجريبها, وحيث تكشف عن مجمل ما أنف, أن ما تبقى
من حوامل الماركسية لا يمكنها من الوقوف إعتمادا
على ذاتها, فطفق من به قناعة وحن ماركسيين يستلفون
لها سيقان وأذرع من منابت أخرى, شئ ديمقراطية وشئ
تعددية وشئ إقتصاد مختلط وإنتخابات وفلسفة غير
ملزمة ... وكثير من هذا القبيل. علما بأن الإستلاف
والتعديل وإسقاط القديم وتبني الجديد دي كلها حاجات
كويسة, لكن ما ممكن بعد أن يحدث كل هذا التغيير
والخلاط تكون برضو ماركسية. لإعتقادي بأن التفاعل مع
عناصر أخرى يستصحبه تغيير في هوية المركب الجديد
, ويكون الناتج مختلفا في خصائصه عن عناصر التفاعل,
وده محور إختلافي مع الإخوة الشيوعيين والماركسيين
الذين يصرون على أنها ما تزال ماركسية.

دعنى لقراءة ثانية لما كتبت هنا, على أمل أن أستبصر
جديدا يرضي خاطري الفكري.

... ولي قدام

Post: #3
Title: Re: الماركسية المفترى عليها ... او أن كل الذي يعلمه ماركس عن نفسه انه ليس ماركسياً
Author: HAYDER GASIM
Date: 03-27-2010, 08:09 AM
Parent: #2

Quote: و كل الذي يعلمه ماركس انه لم يكن قط ماركسياً

كان علم ماركس أوسع من { الكلية } التي ذكرت,
وأضيق من { القطية } التي قفلت أبواب التاريخ
باكرا.

... ونتوسع في النقاش