المقامات ( مقام الرضـــا )

المقامات ( مقام الرضـــا )


11-15-2011, 09:01 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=461&msg=1324506492&rn=1


Post: #1
Title: المقامات ( مقام الرضـــا )
Author: بدر الدين اسحاق احمد
Date: 11-15-2011, 09:01 AM
Parent: #0

بسم الله الحليم الذي لا يرضـا لعباده الكفر



والرضا فى الكتاب والسنة على نوعين :
1. رضا العبد عن الله .
2. رضا الله عن العبد .
3. الرضا يرد على معنيين وردت بهما الأصول القرآنية :
‌أ. الرضا بالأمر الكونى وهو الرضا بالقضاء والقدر .
‌ب. الرضا بالأمر الشرعى ، وهو استسلام العبد لله فى كل ما شرع من اوامر ونواهى .

Post: #2
Title: Re: المقامات ( مقام الرضـــا )
Author: بدر الدين اسحاق احمد
Date: 11-15-2011, 09:05 AM


4. الرضا : الرضا يرد على معنى القناعة والاختيار والتسليم (1) .
‌أ. كقول الله تعالى :  وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالكُمْ فَإِنْ لمْ يَكُونَا رَجُليْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن ْ تَرْضَوْنَ مِنْ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِل إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى  [البقرة/282] .
‌ب. وقوله سبحانه :  قَدْ نَرَى تَقَلبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلنُوَليَنَّكَ قِبْلةً تَرْضَاهَا فَوَل وَجْهَكَ شَطْرَ المَسْجِدِ الحَرَام ِ [البقرة/144] .
‌ج. وقوله تعالى :  رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ  [البينة/8].
‌د. وقوله :  إِلا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ  [النساء/29] .
‌ه. وعن سعد بن أبى وقاص  ، أن رسول الله  خرج إلى تبوك واستخلف عليا ، فقال : " أتخلفني في الصبيان والنساء ، قال : ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ، إلا أنه ليس نبي بعدي " (2) .
‌و. ومن حديث عمر بن الخطاب  قال : " فرأيت أثر الحصير في جنبه فبكيت ، فقال : ما يبكيك ؟ فقلت يا رسول الله : إن كسرى وقيصر فيما هما فيه وأنت رسول الله ، فقال : أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة " (3) .


5. الرضا يرد أيضا على معنى ينافى التسخط ، أو الحزن أو الغضب :
‌أ. كما قال تعالى :  وَمِنْهُمْ مَنْ يَلمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُون َ [التوبة/58] .
‌ب. وقال تعالى :  وَلا يَحْزَنَّ وَيَرْضَوْنَ بِمَا آتَيْتَهُنَّ كُلهُنَّ  [الأحزاب/51]
‌ج. ومن حديث عمار بن ياسر  ، أنه سمع رسول الله  يقول : " وأسألك كلمة الحق في الرضا والغضب " (4) .
‌د. وعن أنس بن مالك  أن رسول الله  قال : " عظم الجزاء مع عظم البلاء ، وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم ، فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط" (5) .
‌ه. ومن حديث عبد الله بن عمرو بن العاص  قال : " قلت يا رسول الله أكتب ما أسمع منك ؟ قال : نعم قلت : في الرضا والسخط ؟ قال نعم ، فإنه لا ينبغي لي أن أقول في ذلك إلا حقا " (6) .



1. المفردات ص 197 ، ولسان العرب 14/323 ، وكتاب العين 7/57 .
2. أخرجه البخارى فى كتاب المغازى برقم (4416) 7/716 .
3. أخرجه البخارى فى كتاب تفسير القرآن برقم (4913) 8/525 .
4. أخرجه النسائى فى السهو برقم (1305) ، وقال الألبانى : صحيح 3/54 .
5. أخرجه ابن ماجة فى الفتن (4031) ، وقال الألبانى : حسن 2/1338 .
6. أخرجه أحمد فى المسند (6891) واللفظ له ، وأبو داود فى كتاب العلم (3646) 3/318 ، والدارمى فى المقدمة برقم (484) 1/136 .

Post: #3
Title: Re: المقامات ( مقام الرضـــا )
Author: بدر الدين اسحاق احمد
Date: 11-15-2011, 09:12 AM
Parent: #2



من تأملات المصوفة فى دلالات مقام الرضا ..

1. أبى سليمان الدارانى : ( إذا سلا القلب من الشهوات فهو راض ) (1) .
2. حاتم الأصم (ت:237هـ) : ( من أصبح وهو مستقيم فى أربعة أشياء ، فهو يتقلب فى رضا الله ، أولها الثقة بالله ، ثم التوكل ، ثم الإخلاص ، ثم المعرفة ، والأشياء كلها تتم بالمعرفة ) (2) .
3. لأبى تراب النخشبى (ت:245هـ) ، أنه قال : ( ليس ينال الرضا من للدنيا فى قلبه مقدار ) (3) .
4. الجنيد بن محمد (ت:297هـ) أنه سئل عن الرضا ؟ فقال : الرضا رفع الاختيار (4).
5. أبى القاسم النصرباذى (ت:367هـ) : ( من أراد أن يبلغ محل الرضا فليلزم ما جعل الله رضاه فيه ) (5) .(النص فليزم ) .

1. الرسالة القشيرية 2/423 .
2. طبقات الصوفية ص94 .
3. الرسالة القشيرية 2/426 .
4. اللمع ص80 .
5. الرسالة القشيرية 2/422 .

Post: #4
Title: Re: المقامات ( مقام الرضـــا )
Author: بدر الدين اسحاق احمد
Date: 11-15-2011, 09:23 AM
Parent: #3

6. الفضيل بن عياض (ت:187هـ) أنه قال : ( أحق الناس بالرضا عن الله ، أهل المعرفة بالله عز وجل ) (1) .
7. أبى سليمان الدارانى قال : ( ليس أعمال الخلق بالذى يرضيه ولا بالذى يسخطه ، ولكنه رضى عن قوم فاستعملهم بعمل أهل الرضا ######ط على قوم فاستعملهم بعمل أهل السخط ) (2) .
8. ذى النون المصرى : ( ثلاثة من أعلام الرضا : ترك الاختيار قبل القضاء ، وفقدان المرارة بعد القضاء وهيجان الحب فى حشو البلاء ) (3) .
9. سهل بن عبد الله التسترى (ت:293هـ) قال : ( إذا اتصل الرضا بالرضوان ، اتصلت الطمأنينة فطوبى لهم وحسن مآب ، لقوله تعالى :  رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ  [البينة/8] فالرضا فى الدنيا تحت مجارى الأحكام ، يورث الرضوان فى الآخرة بما جرت به الأقلام ) (4) .
10. عبد الله بن خفيف الشيرازى (ت:371هـ) : ( الرضا على قسمين : رضا به ورضا عنه ، فالرضا به أن يرضاه مدبرا ، والرضا عنه فيما يقضى ) (5) .
ــــــــــــــــــــ
1. طبقات الصوفية ص10 .
2. اللمع ص80 .
3. الرسالة القشيرية 2/425 .
4. التعرف لمذهب أهل التصوف ص102 .
5. الرسالة القشيرية 2/424 .

Post: #5
Title: Re: المقامات ( مقام الرضـــا )
Author: بدر الدين اسحاق احمد
Date: 11-15-2011, 09:42 AM
Parent: #4

11. وقد قسم الكاشانى الرضا عند الصوفية إلى خمسة أنواع (1) :
‌أ. رضا العامة : هو أن يرضى هو بالله ربا ، وبالإسلام دينا ، وبمحمد  نبيا ، بحيث يكون الله ورسوله أحب الأشياء إليه ، وأولاها عنده بالتعظيم وأحقها بالطاعة .
‌ب. رضا الخاصة : هو أنهم كما رضوا بالله ربا ، فإذا قد رضوا به مالكا ومتصرفا فى جميع أحوالهم بما قضى وقدر ، بحيث لا يجد العبد فى نفسه حرجا من قطع يده ، وموت ولده ، وهذا هو الوقوف الصادق ، مع مراد الحق تعالى وقوفا بالحقيقة ، من غير تردد فى ذلك .
‌ج. رضا المحب : وهو قريب من رضى الخاصة ، بحث لا يجد العبد فى نفسه حرجا من قطع يده ، وموت ولده إلا أن هذا المحب ، هو الذى يكون رضاه بذلك ، لكونه لا يجد لنفسه رضا ولا سخطا لسقوط مراداته ، فإن الرضا فرع عن الإرادة ، وقد سقطت فى حق هذا العبد بمشاهدته ، بأن هذا الواقع ليس إلا على وفق إرادة الحكيم فى صنعه الرحيم بفعله ، ومن كان هذا بالنسبة إليه أرجح وأميز من غيره ، فقد زال أيضا عن التحكم وسقوط الإختيار وفقد التمييز ، ولو أدخل النار لأنه لا يرى ، أن ذلك عن إرادة الحق الصادرة عن الحكيمية والرحيمية ، وعند ذلك يتحقق بالرضا عن الله فى كل ما يريده ، وفى ذلك تصحيح مقام الرضا المختص بأهل المحبة الصادقين فيها .
‌د. رضا الحق على العبد : وهو ثمرة رضا الخاصة ، وهو أن لا يفقد تعالى عبده حيث أمره ، ولا يجده حيث نهاه ، وذلك بأن يكون العبد مطيعا لربه فى كل ما أمره به ونهاه عنه ، وهذا هو العبد الذى قد أرضى ربه .
‌ه. رضا العبد عن الرب : هو رضا المحب كما مر ، وهو أن لا يبقى للعبد تعلق بغير ، ما أراده الحق تعالى له ، وذلك بأن لا يجد فى نفسه حرجا مما قدره الحق وقضاه ، ولو فى قطع يده وموت ولده ، فإن المحبة الحقيقية لا تصح إلا مع محبة ما هو مراد المحبوب (1) .
ــــــــــــــــــــ
1. لطائف الإعلام 1/492:490 .

Post: #6
Title: Re: المقامات ( مقام الرضـــا )
Author: بدر الدين اسحاق احمد
Date: 11-20-2011, 12:09 PM
Parent: #5

اللهم ارضى عنى وعن والدى وعن المسلمين والمسلمات