قِيامةُ القِنديلِ / ضحكةُ الرّسُولةْ

قِيامةُ القِنديلِ / ضحكةُ الرّسُولةْ


05-04-2014, 02:28 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=460&msg=1399210100&rn=0


Post: #1
Title: قِيامةُ القِنديلِ / ضحكةُ الرّسُولةْ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 05-04-2014, 02:28 PM

قِيامةُ القِنديلِ / ضحكةُ الرّسُولةْ


قيامةٌ..
يتمطّى بمقاماتِها الخَيالُ،
يرشقُّ البياضَ:
بالهُتافاتِ المهُولةْ.

قِيامةٌ..
لن تفجّرَ المدارَ بالسخفِ..
كلحىً عجفاءٍ عجُولةْ.

ضحكةٌ..
ما باغتها الهوى،
و
هـ
ل
ةً
مارِقةً من روحٍ كبّلتَها الرّسُولةْ.
.
.
.
وحينما تقلَّبتْ،
بقلبي
.
.
.
تناثرتِ الآهاتُ في الضِياءِ،
تباركتْ بالسنى:
وِحدتي..
وعبأتْ أنفاسي:
النُبوءاتُ المَصقُولةْ.

(( ضحكةٌ..
كأيِّ كرنفالٍ بهيجٍ تشعُّ بقسماتِهِ الفُحُولةْ.
أو كأيِّ مدخلٍ إلى نعِيمٍ وافِرِ الندى والطُّفُولةْ.
أو كأيِّ آيةٍ من الحُسنِ،
يحتفي المُعنّى بدغدغتِها ببصرِهِ،
ولملمتِها بروحِهِ المكسُورةْ.
أو كأيِّ صباحٍ فاتِنِ الإشراقِ،
لاحْ نُورُهُ الوّهاجُ بأرجاءِ النفسِ المزجورة... ))

أو ليس بكافٍ أنكِ كـ...
والحدسُ من سماءِ ضَحكتِكِ قد جاء بالمجهولِ عبيراً بصُورةْ...

حسناً...

(( قِيامةٌ..
من الأرضِ والمطرِ والقمحِ والباباي والنخيلِ والأُرزِ والرُّمّانْ.
من اليّاقوتِ والزّبرجدِ والعقيقِ والماسِ واللُّؤلؤِ والكهرمانْ.
من الزّهرِ والطلِّ والبهاءِ والطيبِ والألوانْ.
من ما يلي الأزمنةِ والأمكنةِ والمُحالِ والإمكانْ... ))

أو ليس بكافٍ مِن...
والرُّوحُ تصدّعتْ أركانها من صخبِ الصمتِ،
وشاهِقِ الشوقِ لهسهسةِ الكمانْ.

إذن...

(( قِيامةٌ.. للنايّ يصطكُّ مِن فضائِهِ الشاسِعِ صريرُ القلقْ.
ضحكةٌ.. لشدِّ الأحاسيسِ من قبضةِ الملقْ.
قِيامةٌ.. لشهيقِ الكائناتِ حين يفتُّ عضدَ ألفتِها الشّبقْ.
ضحكةٌ.. لمِزمارِ الهباءِ يهبُّ دوائرَهُ للمُكثاءِ بالعلقْ.
ضحكةٌ.. لتزجِّيةِ الأرواحِ المُحلِّقةِ بمتنِ الفلقْ.
ضحكةٌ.. لعُرسِ الضياءِ،
يتوارى بُزُوغُهُ عن النفوسِ الكاسِدةِ البوارِ،
وهو يعبئُ الأكوانَ بالعبقْ.
قِيامةٌ.. لأصابِعي لتستلَّ من خبِيئتِها مِدادِ المدى تغمّسهُ بالشفقْ
.
.
.
قِيامةٌ تُحرّضُ الثباتَ،
يشتطُّ رتمُهُ ... يهزّجُ ... ينسفُ الفلواتَ،
فينزاحُ عن رِحابِنا العنتْ.

قِيامةٌ بتولْ،
يعتري صدّاها سدّةَ الذّهُولْ.
ضحكةٌ رسولْ،
يرتوي من غسقِها إنساننا الكسُولْ.
قِيامةٌ تقول:
ما مِن حدٍّ للهفتي،
إن تنثني اللّحى اليبابِ،
أو يغمرَ الأرواحَ قنديلُ الرّبابِ،
حتى يتوارى عن قسماتِنا:
الغضبْ.

ضحكةُ القِنديلِ،
قِيامةُ الرّسُولةْ...

23/1/2008م

Post: #2
Title: Re: قِيامةُ القِنديلِ / ضحكةُ الرّسُولةْ
Author: ibrahim fadlalla
Date: 05-04-2014, 02:51 PM
Parent: #1

انا لله ..
يا لسموق معانيك
وقصر اسبابنا..
شكرا بله..

Post: #3
Title: Re: قِيامةُ القِنديلِ / ضحكةُ الرّسُولةْ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 05-04-2014, 05:37 PM
Parent: #2

ويا لفرط بلاغتك صاحبي
كأني بالمعاني وإن أسدلت خمارها
تفلته وتهرول إليك


سلمت صاحبي
ولك ما لك دائماً وأبداً

Post: #4
Title: Re: قِيامةُ القِنديلِ / ضحكةُ الرّسُولةْ
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 05-04-2014, 06:14 PM
Parent: #3

على سبيل التحية والمتابعة. وقد جعلتني أقارن ما بين رسولتك ورسولة نزار قباني وتلك الخاصة بأنسي الحاج. وأهنئك على ثراء قاموسك اللغوي وتلك التشكيلات البصرية الذكية على الصفحة حتى أنك تعطي الانطباع أن وهلتك بطول قرن أويزيد أم أن نطقها منفصلا كما رسمها لتأثيرات قرآنية وصوفية. شكرا.

Post: #5
Title: Re: قِيامةُ القِنديلِ / ضحكةُ الرّسُولةْ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 05-05-2014, 09:45 AM
Parent: #4

سلام يا برنس

على ذكرك التأثيرات القرآنية والصوفية وهيجان الذكرى لدى صديقنا عماد الدين عيدروس جهة الفيس بوك
وللخلوة فينا الأثر الباهر
استعيد بكما وبصاحبي إبراهيم الوحيد الذي عبر بهذه الخلوة إبان نشرها بدولة سودانيز العظمى
فخذ إليك برفق هذه الكتابة يا برنس وأعلم يقيناً أن الإنهمار يستهويك وتخبر دروبه جيداً وتخبرك....
وشكري لا يحد على عبورك العطر ووقوفك المقارن وتعضيدك اللغة والتأثيرات البصرية التي نتقصدها لجوانب كثيرة منها ما ذكرت...

الخَلوةُ والخُلوةُ

إلى شيخي محمد كُبار وإلى محمد أحمد مندوية وشلة الأخيار..


تتلمذتُ على صوتِ الرُّوحِ الشجي لشيخي محمد كُبار،
الصوتُ الغارِفُ من أعماقِهِ الغارِقةِ في الزهدِ،
الورعِ،
والتقوى،
وعلى يديهِ وهما توزعان حلوى روحِهِ تلك إقبالاً وإشاحةً،
حينما تسهبان في مناولتنا مصابيح الدروبِ ذات الزيتِ الإلهي،
أو حينما يصنعُ بأيادينا الدقيقةِ على صفيحةٍ حوّلها جمرُ الحطبِ وناره ألألأة إلى محضِ ملاذٍ للسوادِ المُتراكِمِ كقطعِ الليلِ فيما لم تزل بطنها المعبأة بالشاي شبيهة ببطنِ الكف،
لله،
يا لله،
فإني لم أذق منذها وإلى اللحظةِ حلاوةً تلسعُ روحي وتدفئها كجرعات ذاك الشاي الذي لا ينفد ولا تتغير حلاوته،
يا لله...
وإشاحة،
لما يطفر من ألسنتنا اعوجاجٌ عند ما لا ينبغي فيه،
قرآناً كان أو حديثا،
فيلامسُ كالطيفِ أيادينا بعصاه،
نحسُّ كأنما يعاقبنا ولا من أثر..
يا لها من روحٍ فاتِنةٍ كانت تحلق حولنا ولما تزل،
تمدنا بالجلالِ،
بالنبوغِ،
تمشي سيرةً بمسراها البض في النفوس وستظل،
كلما ضاقت مساحاتُ جمالٍ بنفسِ أيِّ منا فجّت أخرى فاتسعت كما حبات المطرِ على نهرٍ للخبايا دججته أوهامُ الدُّنيا بالسِحرِ وهو...
الخَلوةُ... واقترنت بصفتك واسمك (خَلوة فكي محمد) ومنها أخذنا الحروفَ جميعها وبدلنا المعنى بحركةٍ واحِدةٍ فتفرقت بينهما السُبلُ وإن اجتمعت شخوصُ المكانينِ في السواد الأعظم عبورهما بالخلوتينِ إلى وِهادِ الحياةِ بأرواحٍ لا تقبل الانثناء عن بعثِ الطيبِ بشتى الدروب..
ورغم النزق الذي لم يتخفى بيومٍ،
شارِخاً سكون ليلنا بضحكٍ يحمل بصماتنا للأرجاءِ ويؤرقك شيخي وأنت جارنا الجنب،
كنت تحتملنا سيدي حتى خلينا الديار واحداً تلو آخر،
تحفظ لنا انضباط سمرنا وابتعادنا عن فحش القول {تلك ليست على ضمانتي التامة} والقيل والقال وانكبابنا على ملذاتنا الحلال التي لم تقعدنا عن وقتِ صلاةٍ أزف أو صيام أو واجب لأحد،
كنت شيخي تتحدث عنا بمحبةٍ عظيمةٍ،
تطلب ممن يحيدون عن درب المقبول الاقتداء بنا قائلاً وأساريرك ضاحكة بأننا نحرمك سويعات النوم ولا يضايقك ذلك منا..
كُنت شيخي
ويا للحَزن الذي تنكمشُ رِقاع روحي ببأسِهِ ولا يهدأ، يا للوجع الذي تشعله: كنت...