رحمك الله يا أبكر ناصر محمد صالح ابن نيالا وكبم البار

رحمك الله يا أبكر ناصر محمد صالح ابن نيالا وكبم البار


04-27-2014, 09:32 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=460&msg=1398630749&rn=0


Post: #1
Title: رحمك الله يا أبكر ناصر محمد صالح ابن نيالا وكبم البار
Author: Siddig Elghali
Date: 04-27-2014, 09:32 PM

" وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ *
أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ] البقرة/154-156"


اللهم أغفر لأبكر ناصر محمد صالح وصبر أهله .

وشكرا للأخ عادل ابراهيم حمد لهذا المقال

ذهب (أبّكر ناصر) .. فهل يبقى التواصل السوداني ؟
04-27-2014 09:49 PM



زاملت أخي و صديقي أبكر ناصر فى جامعة الخرطوم . كانت الجامعة حينها إحدى ساحات التواصل السودانى حيث يلتقي فيها أبناء الوطن من أنحاء متباعدة فتنشأ بينهم زمالة الدراسة و ما تتيحه من تعارف . عرفت أن (أبكر) من قرية (كبم) لكنى لا أعرف إلى الآن إلى أى قبيلة ينتمى , فقد كفانى الوعى الذى كان أى حاجة لتعريف إضافى لأبكر اللطيف الحبوب الشهم . و كان التواصل سلوكاً تلقائياً يخلقه الإحساس الإنسانى بلا قرار مصنوع أو (محاصصة) للصداقة , و عليه لا يحتاج عبد الله الفضيل أن يعرف إلى أى قبيلة ينتمى (قادم) , و يصادق فخر الدين (مناوا) , و لا يحرص كارورى على (إستقصاء) البياض فى لون عاصم عامر , و لا نستغرب إنتماء كردمان لنيالا رغم جذوره فى شندي , حتى بات إنتماء كردمان و أبو خليل لنيالا متساوياً .. و يقدّم طلاب الإقتصاد موسى كرامة لقيادة رابطة الإقتصاد , و يقدّمون فى دورة لاحقة بدر الدين محمود بلا ترتيب لأنصبة جهوية .. و تنافس جريدة (جراب الرأى) الحائطية جريدة (اشواك) و لا تكون معايير التقييم سوى ما ينشر فى الصحيفتين , بلا أدنى إحساس إلى أى إقليم ينتمى التجانى عبد الرحمن و محمد طه .
كان أسبوع دار فور الذى تنظمه رابطة طلاب الإقليم (الواحد) من أجمل أيام الجامعة , لما عرف به الإقليم من تنوع ثقافى تعرف الرابطة كيف تعكسه فى أسبوعها الجميل . و كان المطبخ الدارفورى يدهش أبناء الوسط كثيراً , فقد كانوا يظنون أنهم الأبرع فى صناعة الطعام إلى أن تذوقوا دجاج سرف عمرة و عصيدة الدخن و (ملاح) لا يعرفون إسمه , و أذكر أننى كنت و صديقى على عوض نسارع كل يوم لرشف مشروب (القضيم) الذى لم يعرف حتى ذلك الوقت فى كافتريات الخرطوم .. و كان أعضاء الرابطة من الطالبات و الطلاب يتنافسون في إنجاح أسبوعهم , أعانهم على ذلك نشاطهم الجم و عددهم الكبير , فقد كان أبناء دارفور فى جامعة الخرطوم كثيرين بصورة ملفتة , قدموا بهذه الأعداد الكبيرة من مدرستي نيالا و الفاشر , الشئ الذي يؤكد على بسط التعليم بدرجة (لا بأس بها) , بما لا يوحي بنذر (ثورة) لاحقة تشكو الظلم و التهميش .. ضمت الرابطة أبناء دارفور (الكبرى) , بلا شمال أو جنوب دعك عن ولايات خمس , و لا عرب و زرقة . رابطة عملاقة لا يستغرب أن يكون قادتها من ألمع طلاب الجامعة , و يكفى ان أشير إلى أن طالب البيطرة (عبد الكريم) الذى ترأس الرابطة فى بداية الثمانينات قد اصبح نائباً للفاشر فى الديمقراطية الثالثة .
أرسلتنا الجامعة في إجازة قصيرة لا تمكن البعيدين من السفر إلى ذويهم , فدعوت أبكر و حافظ نصر و أحمد تمساح و سليمان خليل ــ و كلهم من أبناء دارفور ــ لقضاء الإجازة معي فى المناقل , فوافقوا بلا تعقيدات . كان أى معلم في الرحلة ذا خصوصية عند زملائى الأربعة الذين (يشقون) لأول مرة السودان من وسطه , فلا يكفون عن التعليق و ملاحظة التشابه بين سهل هنا و سهل عندهم هناك , و مرعى هنا و مرعى هناك . و إجتهد سليمان عند بداية الرحلة ليختبر معرفته بالجزيرة , فخمّن أن (المسيد) هى 24 القرشي .. و كانت معالم مشروع الجزيرة هى الأبرز فى لفت إنتباه ضيوف الجزيرة .. الحواشات و القناطر و المكاتب و (الكنارات) , و لوزات و سنابل ذهبن مع المشروع المقبور .
قضينا معاً أربعة أيام فى المناقل , سوف تظل من أجمل ذكرياتى , فقد كان الجيران يتحلقون عند كل مساء حول المجلس الذى يضم الضيوف من جامعة الخرطوم . حرصت أن يلتقي بزملائى بعض الذين قادتهم التجارة إلى غرب السودان . و بالفعل حكى هؤلاء لزملائى ذكرياتهم عندما كان (اللوري) متجراً متحركاً .. و كان أحد أدوات التواصل , لا يقل شأنه عن السكة حديد و الإذاعة .. و إستمتع الزملاء كثيراً بالدهشة التى تجتاح صاحب التجربة الأولى , فظلوا فى حالة بحث دائم و تنقيب عن جديد لم يعرفوه من قبل عن وسط السودان و عما لم يألفوه فى دارفور ,, و عن تشابهات مدهشة , فلا يبرح صديقنا تمساح أن يكرر كلما شرب (و الله بس موية مليط) , و يؤكد أربعتهم التشابه الكبير بين المناقل و نيالا حتى كادوا أن يعقدوا توأمة بين المدينتين .. و يعجب سليمان الذى كان أخوه (أحمد) سكرتيراً لإتحاد كرة القدم بالفاشر , يعجب بمهارة لاعبى أهلى المناقل , و يعجبون كلهم بالنشاط التجاري و الصناعي فى المدينة .. عاد الضيوف إلى الخرطوم و هم يحملون أروع الإنطباعات عن الوسط الذى شاهدوه لأول مرة ؛ يحدثون عن مدينة المناقل بإنشراح قائلين إن سوق المناقل أكبر بكثير مما كانوا يتصورون و أن أهل المناقل أطيب ناس و أن (عريق) هو الأظرف و أن (نصر الدين) هو الأحرف ؛ و لم ينس (أبكر) أن يخص نفسه بملاحظة أن بنات المناقل الثانوية هن الأجمل .
جاء زمان قال لى فيه أحد أبناء الغرب و أنا أدلي بدلوى فى (مصيبة) دارفور التى لا يعرف من أي منبت قامت , إن شهادتى مجروحة لأننى أنتمى للوسط النيلي الظالم . و لما نعى الناعي أخانا (أبكر ناصر) , دمعت عيناى على أبكر ناصر و على التواصل الذى كان , و سألت نفسى سؤالاً هو أقرب إلى الإستفهام التقريري إن كان فى مقدور إبنى (مصطفى) أن يصطحب معه (ناصر) فى زيارة إلى المناقل أو إلى أخواله فى مدني .
جاء زمان قال فيه بعض أبناء دارفور إن الوسيلة الأوحد للتعبير عن ضعف التنمية و الخدمات في دارفور هى إطلاق الرصاص كيفما إتفق , و ردّت الحكومة بوابل من القذائف لتندلع نار الفتنة في الإقليم الآمن .. أصبحت الحرب و كأنها خيار لا مفر منه . يبدو ذلك في إستبعاد خيار إستعادة السلام تماماً , لتبقى المغالطة أى الفريقين (يلتزم) بالقانون و الأخلاق فى إدارة الحرب ؛ و كأن الحرب (القانونية) إنجاز يفاخر به أهل السودان بين الأمم .
و إختلطت فتنة دارفور ــ خارج الإقليم ــ بالموقف من النظام القائم , ففرض المعارضون معادلة عجيبة , هي إثبات معارضة النظام بتأييد (كل) ما تفعله الحركات ضد هذا النظام , و إلا فلا مكان لمن يدعي معارضة النظام بين المعارضين الشرفاء , ما دام معترضاً على (نضال) الحركات المسلحة . و هكذا تعلو الاصوات منددة بقصف طائرات الحكومة للقرى الآمنة , و تصمت حيال هجمات (تاتشرات) الحركات حين تجتاح المدن فتقتل و تنهب و تخطف .. فرضت المعادلة العجيبة نفسها بالحملات الإعلامية المنظمة الكاسحة , في ظل نظام يخشي كثيرون أن يجمعهم به موقف و لو كان صحيحاً , و لاذ جل أبناء الإقليم بالصمت خشية أن يقال إنهم قد خانوا أهلهم , فآثروا الصمت المفضي للسلامة .
قد يكون الحل العسكري قد بدا أفضل لمن حمل السلاح حين كانت نتائج الحرب اللعينة فى طى الغيب , أما الآن و قد رأى الجميع آثار الحرب , فليثب الجميع إلي رشدهم , بعد أن تبين أن السلام هو الخيار الأوحد , و لو كان الحاكم فى الخرطوم إبليس .. فقد بات المشردون فى المعسكرات يحنون إلى قراهم , و يذكرون بكل الخير أيام حياتهم الآمنة بعد أن أصبح البؤس المزعوم حلماً , و قد ذهب الأمن ..
فهل أحلم بعودة أسبوع رابطة دارفور في جامعة الخرطوم , أم أظل أسمع عن مواجهات دامية بين أبناء الوطن الواحد فى قلعة العلم و التواصل السوداني ؟

[email protected]


http://www.sudaneseonline.com/articles-action-show-id-48852.htm

Post: #2
Title: Re: رحمك الله يا أبكر ناصر محمد صالح ابن نيالا وكبم البار
Author: معاوية المدير
Date: 04-27-2014, 09:44 PM
Parent: #1

نسأل الله له الرحمة والمغفرة.
إنا لله وإنا إليه راجعون...

Post: #3
Title: Re: رحمك الله يا أبكر ناصر محمد صالح ابن نيالا وكبم البار
Author: Siddig Elghali
Date: 04-28-2014, 07:50 PM
Parent: #2

.