الكاتب مطلق العنزي يشخص أعراض «المتلازمة السودانية» .. هنيئاً للمصابين...!

مطلق العنزي في اليوم السعودية يشخص النفسية السودانية و قد هالتني نتائج التشخيص فهنيئا لنا وله

في الأسبوع الماضي أصبت بحالة شديدة من أعراض تبدو «مزيجاً» من البهجة والحيرة والامتنان والضعف والزهو والفخر.
ولو بحثت في المراجع العلمية لجهابذة علم الاجتماع والنفس وحتى الانثروبولوجيات وأكيولوجياتها، لما وجدت اسماً جامعاً أو توصيفاً دقيقاً لهذا المزيج، لكن لأنني المجرب - والمجرب أفقه من ألف طبيب - فلم أجد إلا أن أسميها «المتلازمة السودانية» (Sudanism).
ففي الأسبوع الماضي، غمرني السودانيون بديم كرمهم الهطال، على موقف أملاه الواجب الأخلاقي مدفوعاً بودي ومشاعري الميالة المنحازة نحو السودانيين، ومعرفتي بهم، فهم كريمو المتحد، ذوو مشاعر لطيفة، ويتمتعون بأكبر مساحة من الاحترام وصفات الأمانة في الوطن العربي.
وهذا أسمى فخر و"إنجاز تاريخي" يطمح الى أن يتمتع به فرد وشعب، كسبه السودانيون بجدارة واستحقوا «دروعاً» و«كؤوساً ماسية» من مهج ومشاعر وخلجات قلوب، والدليل هو ذاك الشعور الذي يختلج في مهجنا وأذهاننا.
فعلى الرغم أنه لا يمكن أن يكون كل سكان الخرطوم وكل السودانيين ملائكة لا ينطفون عن هوى، لو قيل لي أن عربياً قد فاز بجائزة الأمانة بين عشرين من العرب مختلفي الجنسية، فأرجح - والذهنية العربية أيضاً ترجح - أن يكون سودانياً.
ولو قيل: إن عربياً قد فاز بجائزة التهذيب بين عشرين من العرب، فالأرجح أن يكون سودانياً، ولو قيل: إن عربياً قد فاز بجائزة نظافة اللسان بين عشرين من العرب، فالأرجح أن يكون سودانياً، ولو قيل: إن عربياً قد فاز بجائزة الوفاء بين عشرين من العرب، فالأرجح أن يكون سودانياً.
والمواقف الشاهدة للصفات الرفيعة المترفعة للسودانيين كثيرة، هاك إحداها: شركة سعودية كانت تحتاج إلى مترجم وبطبيعة عمله سيطلع على أسرار علاقاتها التجارية مع منافسين وتوريداتها وتصديراتهم ورسائلها، ولا بد أن يتمتع بأمانة شديدة، بحث مديرو الشركة عن مترجم، لكنهم اجتهدوا أكثر في البحث عن مترجم «سوداني» وانتظروا إلى أن جاءهم «المخلص».
وهذه أخرى: كثيرون من المرضى في المستشفيات «يتزاحمون» على عيادات الأطباء السودانيين بالذات، لأنهم يتوسمون أن السوداني - بصفة عامة - شجاع في مقاومة غرور النفس، ولا يجرؤ على ارتكاب اجتهادات مغامرة خطيرة فيما يجهل.
وهذه ثالثة: شاهدت سودانيين كثيرين يعاتبون سودانيين آخرين يتجاوزون في نقدهم أو يستخدمون كلمات جارحة بحق مسيئين للسودان.
ولكل ذلك ندرك لماذا يبحث علية القوم عن مرافقين وطباخين وسائقين من السودان، لأن السودانيين أكثر مقاومة لاغراءات النفس، وأقل جرأة على الانخراط في المؤامرات والخيانة، وأكثر الناس حفظاً للأمانة والأسرار، وأكثر الناس حفاظاً للود ونظافة اللسان والملبس.
وبعد كل هذا وقصص كثيرة تروى عن السودانيين النشامى ومشاعرهم اللطيفة لن يكون لي أي فضل أو منة الدفاع عنهم.
وقد طوق السودانيون عنقي برسائل ومداخلات تحمل حلاوة وعليها طلاوة، وكتبت لهم محنياً الرأس لهذا الكرم الهطال: «كم أنا مدين لكم بجميل لا يقاس ولا يقدر ولا يوزن ولا يكال. فقد غمرتموني بحبكم وكرمكم، وهذا دين ثقيل...»، وهو دين ثقيل ولا ريب.

 وتر
اسقني يا شادي الماء..
من سلاف النيلين..
إذ يتواعد الخالدان ووادي الماء المهيب..
من مهج الفلاحين وأزهار حقول الدمازين..
ومن مهوى أفئدة السرى في إمبادر..
إلى شموس حلفا وأناشيد حداة القوافل..
بيني وبينهم وصل من الحب وأقمار تغدق ضياءها.

المصدر: اليوم السعودية

عملت طبيبا في السعودية لعقد من الزمان، حدث كثيراً على نهاية الدوام أن بخلص زملائي من الجنسيات الاخرى عملهم و يغادروا بينما اضطر انا للجلوس لأكثر من ساعة لأن المرضى يصرون على مقابلة "السوداني" . اللذيذة اني كنت اسمعهم يتجادلون مع الممرضات حينما تنادي عليهم للدخول لعبادات الآخرين و هم يرفضون قائلين " ما أبغى ادخل انا بنتظر السوداني" فاغمغم انا لنفسي لآني أود أن انتهي مما في يدي و اتخارج " ياخ ... ابو السوداني ذاتو .. فكونا بالله خلونا النتخارج" ههههه و لكن هيهات.
هذه السمعة نتاج عمل دؤوب قام به سودانيون على مر الأجيال صنعوا خلالها سيرة ناصعة بقيت رصيدا ثابتا لا تهزه أخطاء بعض المخطئين و لا انحراف بعض المنحرفين.
شكرًا يا أخ خالد

منور اخونا سيف النصر

نعم هذه الثقة هي ارث تاريخي للمغتربين السودانيين الاوائل فقد مهدوا طريقا سالكا للكثيرين ممن اتوا بعدهم فلهم التحية
و لكن اخوف ما اخاف من ان تعمل الاجيال الجديدة بعدم خبرتها و درايتها على ضياع هذا الارث بوعي او بدون وعي ، فما عادت سمعة السوداني كما كانت
يحضرني في هذا السياق كلام قاله لي احد السعوديين حينما كنت اكلمه بالهاتف في محاولة لايجاد وظيفة لاخ لي في شركة للبتروكيميائيات
قال لي بعد ان قدمت له نبذة عن اخي : يا اخي والله كلامك زين و يبدو ان اخيك له خبرة كافية لكن نحن نريد سودانيين من الاجيال القديمة و لا نحبذ الاجيال الجديدة . أهـ
اتمنى ان لا تراود الشركات في دول الخليج هذه الفكرة لانها ستكلف السودانيين الكثير و اتمنى ان تكون الاجيال الحديثة للكوادر السودانية بقدر المسئولية و تحافظ على هذا الارث الضخم خصوصا في دول الخليج
و المملكة المتحدة و اوروبا عموما ..

اسعدني مرورك العطر اخ سيف النصر

Quote: مطلق العنزي في اليوم السعودية

وأنت يا مطلق واحد من السعوديين الرائعيين الذين عرفناهم داخل هذا البلد الكريم
تحية لهذا القلم المترع بالصدق والمحبة والجمال
تحية لكل مقال أمين وكاتب واع
مثل هذه المقالات هي دليل وعي وخير وصفاء قلوب وبياض نية بين البشر ليس بين السعودية والسودان فحسب
لكن بين كل الامم
شكرا يا مطلق العنزي مرة أخري

Quote: شكرا يا مطلق العنزي مرة أخري

شكرا علي الكرار



و من قبله شكرا مبيوع

و شكرا يا مطلق العنزي مرة اخرى